الطيرة لغة : " الطيرة ضد التفاؤل ، وهي فيما يكره ويسوء، والطائر ما تيمنت به أو
تشاءمت، وأصله في ذي الجناح ، وقالوا للشيء يتطير منه الإنسان: طائر الله لا طائرك ، وهو
المصدر من الطائر لسان العرب
قال ابن الأثير : " الطيرة _ كسر الطاء ، وفتح الياء ، وقد تسكن _ هي التشاؤم بالشيء ، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم ، فنفاه الشرع ، وأبطله النهاية في غريب الحديث
اصطلاحا قال ابن عثيمين (التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.
بمرئـي مثـل: لو رآى طيراً فتشاءم لكونه موحشاً.
أو مسموع مثل: من هم بأمر فسمع أحداً يقول لآخر: ياخسران أو يا خائب فيتشاءم.
أو معلـــوم: كالتشاؤم ببعض الأيام أو بعض الشهور أو بعض السنوات فهذه لا
ترى ولا تسمع). القول المُفيد علىٰ كتاب التَّوحيد
العين :
لغة : يقال عان الرجل ، يعينه عيناً فهو عائن ، والمصاب معين على النقص ، ومعيون على التمام . أصابه بالعين لسان العرب
اصطلاحاً : حقيقة العين نظر باستحسان مشوب بحسد من خبث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر فتح الباري ، ابن حجر 10/200
قال الحافظ ابن حجر في الفتح :( إن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو مـن الرجل المحب ومن الرجل الصالح ، وإن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الـدعاء للذي يعجبه بالبركة ، فيكون ذلك رقية منه ) (فتح الباري : 10/215) .
الحسد
لغةً: قال في لسان العرب: الحسد معروف، حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حسدًا وحسَّده إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته أو يسلبهما هو
واصطلاحًا: هو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يَصِرْ للحاسد مثلها. أو تمني عدم حصول النعمة للغير
قـال شيخ الإسلام ابـن تيمية :( والحسد مرض من أمراض النفس وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا القليل من الناس ولهذا يقال ' مـا خلا جسد مـن حسد ' لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه ) (أمراض القلوب وشفائها - ص 21) .
وقال ابن رجب : الحسد مركوز في طباع البشر وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل جامع العلوم والحكم
جاءت الإشارة إلى العين فى القرآن الكريم على لسان يعقوب عليه السلام حين خاف على أبنائه فقال: وقال يابنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شىء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه يتوكل المتوكلونوهكذا يفعل المؤمنون بالأسباب، ويبقى التوكل على الله ملاذا آمنا، ومعتقدا صادقا، يأخذون بالحيطة والحذر، ويؤمنون بالقضاء والقدر، ويثقون بقدرة الواحد الأحد وما أغنى عنكم من الله من شيء .
وجاء فى القرآن أيضا إخبار من الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم عن حسد الكافرين له، ومحاولة إنفاذه بأبصارهم وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: ( ليزلقونك ) أى يعينونك بأبصارهم، بمعنى يحسدونك... قال ابن كثير: وفى هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة
قال ابن القيم في بدائع الفوائد :
العائن والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء، فيشتركان في أن كلا منهما تتكيف نفسه، و تتوجه نحو من يريد أذاه، فالعائن، تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته،
والحاسد: يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره، ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده: من جماد، أو حيوان، أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه، وربما أصابت عينه نفسه، فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق ، فمع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين. ا.هـ.