مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

بسم الله الرحمن الرحيم

أريد أن أعرف إن كان يجوز وضع التمائم. لقد قرأت كتاب التوحيد وبعض الكتب الأخرى بقلم بلال فيليبس ، إلا أني وجدت بعض الأحاديث في الموطأ تجيز بعض أنواع التمائم. كما أن كتاب التوحيد ذكر أن بعض السلف سمحوا بها . وهذه الأحاديث موجودة في الجزء 50 من الموطأ، وقد وردت تحت أرقام : 4 و11 و14. الرجاء الرد ، وإعلامي بصحة هذه الأحاديث وإعطائي المزيد من المعلومات عن هذا الموضوع . وشكرا لك .

الحمد لله
أولاً :
لم نهتد إلى الأحاديث التي أراد السائل بيان صحتها ؛ وذلك لعدم معرفتنا بعين تلك الأحاديث وقد ذكر لنا أنها في الجزء ( 50 ) من الموطأ ! والموطأ جزء واحد .
لذا سنذكر ما تيسر من الأحاديث الواردة في الموضوع ونبين - إن شاء الله - حكم العلماء عليها ، ولعل بعضها أن يكون مما أراده السائل :
1. عن عبد الله بن مسعود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خصال : الصفرة - يعني : الخلوق - وتغيير الشيب وجر الإزار والتختم بالذهب والضرب بالكعاب والتبرج بالزينة لغير محلها والرقى إلا بالمعوذات وتعليق التمائم وعزل الماء عن محله وإفساد الصبي ، غير محرِّمه .
رواه النسائي ( 50880) وأبو داود ( 4222 ) .
الخَلوق : نوع من الطيب أصفر اللون .
عزل الماء عن محله : أي : عزل المني عن فرج المرأة .
إفساد الصبي : وطء المرأة المرضع ، فإنها إذا حملت فسد لبنها . والمعنى أي كره ولم يُحرِّمه والمقصود وطء المرضع .
والحديث : ضعَّفه الشيخ الألباني في " ضعيف النسائي " ( 3075 ) .
2. عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الرقى والتمائم والتوَلة شرك ، قالت : قلت لم تقول هذا ؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت ، فقال عبد الله : إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً .
رواه أبو داود ( 3883 ) وابن ماجه ( 3530 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 331 ) و ( 2972 ) .
3. عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له " .
رواه أحمد ( 16951 ) .
والحديث : ضعفه الشيخ الألباني في " ضعيف الجامع " ( 5703 ) .
4. عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا : يا رسول الله بايعتَ تسعة وتركت هذا ، قال : إن عليه تميمة ، فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال : من علق تميمة فقد أشرك .
رواه أحمد ( 16969 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 492 ) .
ثانياً :
التمائم : جمع تميمة وهي ما يعلق بأعناق الصبيان أو الكبار أو يوضع على البيوت أو السيارات من خرزات وعظام لدفع الشر - وخاصة العين - ، أو لجلب النفع .
وهذه أقوال العلماء في أنواع التمائم وحكم كل واحدة منها ، وفيها تنبيهات وفوائد :
1. قال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب :
اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعين فمَن بعدهم اختلفوا في جواز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته :
فقالت طائفة : يجوز ذلك وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ، وهو ظاهر ما روي عن عائشة وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية ، وحملوا الحديث على التمائم الشركية ، أمَّا التي فيها القرآن وأسماء الله وصفاته فكالرقية بذلك .
قلت : وهو ظاهر اختيار ابن القيم .
وقالت طائفة : لا يجوز ذلك ، وبه قال ابن مسعود وابن عباس ، وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم رضي الله عنه ، وبه قال جماعة من التابعين منهم أصحاب ابن مسعود وأحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه ، وجزم بها المتأخرون ، واحتجوا بهذا الحديث وما في معناه فإن ظاهره العموم لم يفرق بين التي في القرآن وغيرها بخلاف الرقى فقد فرق فيها ، ويؤيد ذلك أن الصحابة الذين رووا الحديث فهموا العموم كما تقدم عن ابن مسعود .
وروى أبو داود عن عيسى بن حمزة قال : دخلت على عبد الله بن عكيم وبه حمرة فقلت : ألا تعلق تميمة ؟ فقال : نعوذ بالله من ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن تعلق شيئاً وكل إليه " …
هذا اختلاف العلماء في تعليق القرآن وأسماء الله وصفاته فما ظنك بما حدث بعدهم من الرقى بأسماء الشياطين وغيرهم وتعليقها بل والتعلق عليهم والاستعاذة بهم والذبح لهم وسؤالهم كشف الضر وجلب الخير مما هو شرك محض وهو غالب على كثير من الناس إلا من سلم الله ؟ فتأمل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه والتابعون وما ذكره العلماء بعدهم في هذا الباب وغيره من أبواب الكتاب ثم انظر إلى ما حدث في الخلوف المتأخرة يتبين لك دين الرسول صلى الله عليه وسلم وغربته الآن في كل شيء ، فالله المستعان .
" تيسير العزيز الحميد " ( ص 136 - 138 ) .
2. وقال الشيخ حافظ حكمي :
إن تك هي - أي : التمائم - آيات قرآنية مبينات ، وكذلك إن كانت من السنن الصحيحة الواضحات فالاختلاف في جوازها واقع بين السلف من الصحابة والتابعين فمَن بعدهم :
فبعضهم - أي : بعض السلف - أجازها ، يروى ذلك عن عائشة رضي الله عنها وأبي جعفر محمد بن علي وغيرهما من السلف .
والبعض منهم كفَّ - أي : منع - ذلك وكرهه ولم يره جائزاً ، منهم عبد الله بن عكيم وعبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر وعبد الله بن مسعود وأصحابه كالأسود وعلقمة ومن بعدهم كإبراهيم النخعي وغيرهم رحمهم الله تعالى .
ولا شك أن منع ذلك أسد لذريعة الاعتقاد المحظور لا سيما في زماننا هذا ؛ فإنه إذا كرهه أكثر الصحابة والتابعين في تلك العصور الشريفة المقدسة والإيمان في قلوبهم أكبر من الجبال فلأن يكره في وقتنا هذا - وقت الفتن والمحن - أولى وأجدر بذلك ، كيف وهم قد توصلوا بهذه الرخص إلى محض المحرمات وجعلوها حيلة ووسيلة إليها ؟ فمن ذلك أنهم يكتبون في التعاويذ آية أو سورة أو بسملة أو نحو ذلك ثم يضعون تحتها من الطلاسم الشيطانية ما لا يعرفه إلا من اطلع على كتبهم ، ومنها أنهم يصرفون قلوب العامة عن التوكل على الله عز وجل إلى أن تتعلق قلوبهم بما كتبوه ، بل أكثرهم يرجفون بهم ولم يكن قد أصابهم شيء فيأتي أحدهم إلى من أراد أن يحتال على أخذ ماله مع علمه أنه قد أولع به فيقول له : إنه سيصيبك في أهلك أو في مالك أو في نفسك كذا وكذا ، أو يقول له : إن معك قريناً من الجن أو نحو ذلك ويصف له أشياء ومقدمات من الوسوسة الشيطانية موهماً أنه صادق الفراسة فيه شديد الشفقة عليه حريص على جلب النفع إليه فإذا امتلأ قلب الغبي الجاهل خوفاً مما وصف له حينئذ أعرض عن ربه وأقبل ذلك الدجال بقلبه وقالبه والتجأ إليه وعول عليه دون الله عز وجل وقال له : فما المخرج مما وصفت ؟ وما الحيلة في دفعه ؟ كأنما بيده الضر والنفع ، فعند ذلك يتحقق فيه أمله ويعظم طمعه فيما عسى أن يبذله له فيقول له إنك إن أعطيتني كذا وكذا كتبت لك من ذلك حجابا طوله كذا وعرضه كذا ويصف له ويزخرف له في القول وهذا الحجاب علقه من كذا وكذا من الأمراض ، أترى هذا مع هذا الاعتقاد من الشرك الأصغر ؟ لا بل هو تأله لغير الله وتوكل على غيره والتجاء إلى سواه وركون إلى أفعال المخلوقين وسلب لهم من دينهم ، فهل قدر الشيطان على مثل هذه الحيل إلا بوساطة أخيه من شياطين الإنس { قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون } [ الأنبياء / 42 ] ، ثم إنَّه يكتب فيه مع طلاسمه الشيطانية شيئاً من القرآن ويعلقه على غير طهارة ، ويحدث الحدث الأصغر والأكبر ، وهو معه أبداً لا يقدسه عن شيء من الأشياء ، تالله ما استهان بكتاب الله أحدٌ من أعدائه استهانة هؤلاء الزنادقة المدَّعين الإسلام به ، والله ما نزل القرآن إلا لتلاوته والعمل به وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والوقوف عند حدوده والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بقصصه والإيمان به { كلٌّ من عند ربنا } وهؤلاء قد عطلوا ذلك كله ونبذوه وراء ظهورهم ولم يحفظوا إلا رسمه كي يتأكلوا به ويكتسبوا كسائر الأسباب التي يتوصلون بها إلى الحرام لا الحلال ولو أن ملكا أو أميرا كتب كتابا إلى من هو تحت ولايته أن افعل كذا واترك كذا وأمر من في جهتك بكذا وانههم عن كذا ونحو ذلك فأخذ ذلك الكتاب ولم يقرأه ولم يتدبر أمره ونهيه ولم يبلغه إلى غيره ممن أمر بتبليغه إليه بل أخذه وعلقه في عنقه أو عضده ولم يلتفت إلى شيء مما فيه البتة لعاقبه الملك على ذلك أشد العقوبة ولسامه سوء العذاب فكيف بتنزيل جبار السموات والأرض الذي له المثل الأعلى في السموات والأرض وله الحمد في الأولى والآخرة وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه هو حسبي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وإن تكن مما سوى الوحيين فإنها شرك بغير مين ، بل إنها قسيمة الأزلام في البعد عن سيما أولي الإسلام .
وإن تكن - أي : التمائم - مما سوى الوحيين بل من طلاسم اليهود وعباد الهياكل والنجوم والملائكة ومستخدمي الجن ونحوهم أو من الخرز أو الأوتار أو الحلق من الحديد وغيره فإنها شرك - أي : تعليقها شرك - بدون ميْن - أي : شك - إذ ليست من الأسباب المباحة والأدوية المعروفة بل اعتقدوا فيها اعتقادا محضا أنها تدفع كذا وكذا من الآلام لذاتها لخصوصية زعموا فيها كاعتقاد أهل الأوثان في أوثانهم بل إنها قسيمة أي شبيهة الأزلام التي كان يستصحبها أهل الجاهلية في جاهليتهم ويستقسمون بها إذا أرادوا أمرا وهي ثلاثة قداح مكتوب على إحداها افعل ، والثاني لا تفعل ، والثالث غفل ، فإن خرج في يده الذي فيه افعل مضى لأمره ، أو الذي فيه لا تفعل ترك ذلك ، أو الغفل أعاد استقسامه ، وقد أبدلنا الله تعالى - وله الحمد - خيراً من ذلك صلاة الاستخارة ودعاءها .
والمقصود : أن هذه التمائم التي من غير القرآن والسنة شريكة للأزلام وشبيهة بها من حيث الاعتقاد الفاسد والمخالفة للشرع في البعد عن سيما أولي الإسلام - أي : عن زي أهل الإسلام - فإن أهل التوحيد الخالص من أبعد ما يكون عن هذا ، والإيمان في قلوبهم أعظم من أن يدخل عليه مثل هذا ، وهم أجل شأناً وأقوى يقيناً من أن يتوكلوا على غير الله أو يثقوا بغيره ، وبالله التوفيق . " معارج القبول " ( 2 / 510 - 512 ) .
والقول بالمنع حتى ولو كانت التمائم من القرآن هو الذي عليه مشايخنا :
3. وقال علماء اللجنة الدائمة :
اتفق العلماء على تحريم لبس التمائم إذا كانت من غير القرآن ، واختلفوا إذا كانت من القرآن ، فمنهم من أجاز لبسها ومنهم من منعها ، والقول بالنهي أرجح لعموم الأحاديث ولسدِّ الذريعة .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 212 ) .
4. وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاَّحين وبعض المدنيين ، ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة ، وبعضهم يعلق نعلاً عتيقة في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها ، وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان ، كل ذلك لدفع العين زعموا ، وغير ذلك مما عمَّ وطمَّ بسبب الجهل بالتوحيد ، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بعثت الرسل ولا أنزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها ، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم ، وبعدهم عن الدين .
" سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 1 / 890 ) ( 492 ) .
والله أعلم.
المصدر ..الاسلام سؤال وجواب ..الشيخ محمد صالح المنجد
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
توقيع الطيب الجزائري84
طلب من الأخ أبو ليث
فضلا عجل لنا في الاسئلة قبل أن تغادرنا الغالية :$أمينة 16

حفظك الباري يا طيبة
ورزقك من الخير من حيث لا تحتسبين وتمم لك على خير
وجمعني بك في الجنان يارب
الله لا يحرمني منك أخيتي
لأني حقااا أسعى جاهدة حتى أتم المسابقة معكم
فأنت أدرى حبيبتي
وبارك الرحمن بأستاذنا الفاضل ابا ليث
 
آخر تعديل:
ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟

مـا هـي التمائم ؟

«التَمِيمَة: خرزات تعلّق على الأولاد يتّقون بها العين، وكذلك ما شابهها من كل ما يُعلّق من الخرزات وغيرها من الحُرُوز والحُجُب فهذا ليس بخاص بالخرز، وإنما هذا التفسير لبيان نوع من أنواع المعلّقات، ومنهم من يعلّق النعل على الباب، ويجعل وجه النعل مقابلاً للشخص الآتي، أو على السيارة، ويظنون أن هذه الأشياء تدفع عنهم شر الحسد، وكل هذا من أمور الجاهلية »ا.ه.

من كتاب: إعانة المستفيد/ للعلامة: صالح الفوزان.

حكمها أنها شرك بالله عز وجل.

فعن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا يا رسول الله: بايعت تسعة وأمسكت عن هذا ! فقال: {إنَّ عليه تميمة} فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال: {من تعلَّق تميمة فقد أشرك}. رواه أحمد والحاكم.ورواته ثقات
قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من علق شيئا وكل إليه » (رواه أحمد) .
« وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت » (رواه البخاري ومسلم) وقال صلى الله عليه وسلم : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » . (رواه أحمد) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « من علق تميمة فلا أتم الله له ، ومن علق ودعة فلا ودع الله له » (رواه أحمد) ،
وفي رواية : « من تعلق تميمة فقد أشرك » (رواه أحمد) ،
« وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر : " ما هذا " ؟ فقال : من الواهنة . قال : " انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا » (رواه أحمد)
وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ، ثم تلا قوله تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } ، وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى : ( من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة ) (رواه ابن أبي شيبة) ،
وهذا في حكم المرفوع .

أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى

 
: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟

جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من علق شيئا وكل إليه » (رواه أحمد) . « وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت » (رواه البخاري ومسلم) وقال صلى الله عليه وسلم : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » . (رواه أحمد) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « من علق تميمة فلا أتم الله له ، ومن علق ودعة فلا ودع الله له » (رواه أحمد) ، وفي رواية : « من تعلق تميمة فقد أشرك » (رواه أحمد) ، « وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر : " ما هذا " ؟ فقال : من الواهنة . قال : " انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا » (رواه أحمد) وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ، ثم تلا قوله تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } ، وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى : ( من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة ) (رواه ابن أبي شيبة) ، وهذا في حكم المرفوع .

أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
 
توقيع أم عبد الله
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الاجابات كلها في المستوى، جزى الله خير أصحابها، و العلامة الكاملة للجميع.
ليحاول المشاركين معنا تجنب التكرار و الاتيان بالجديد لتعم الفائدة بكافة كلام أهل العلم.
ترقبوا هذه الليلة بإذن الله، السؤال الاضافي الخامس.
 
توقيع ابو ليث
أردت بحث حديثي عن حديث ( من تلق تميمة فلا أتم الله له)، و من يأتي بالمطلوب يحوز زيادة التقييم.
 
توقيع ابو ليث
أردت بحث حديثي عن حديث ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له)، و من يأتي بالمطلوب يحوز زيادة التقييم.

بارك الله فيكم
أنقل لكم هذه الفائدة من شرح الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر -حفظهما الله- على كتاب التوحيد:

قال المصنف -رحمه الله-: (وله عن عقبة بن عامر مرفوعًا: (من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له، ومن تَعَلَقَ وَدْعَةً، فلا وَدَعَ الله له) وفي رواية: (من تَعَلَقَ تميمةً فقد أشرك)).

قول المصنف -رحمه الله-: (وله) أي: للإمام أحمد في المسند، فهذا الحديث كسابقه خرجه الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده، (عن عقبة بن عامر) صحابي جليل -رضي الله عنه- (مرفوعً) أي: إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له، ومن تَعَلَقَ وَدْعَةً، فلا وَدَعَ الله له)) (تميمة) تجمع على تمائم وهي شيء يعلق، إما من الخرز أو غيره، وأطلقوا عليها هذا الاسم، يقال: إنهم أطلقوا عليها هذا الاسم تفائلا أو طلبًا للتمام من جهتها، (تميمة) أي: يحصل بها التمام، يحصل بها أو من جهتها التمام.
قال: (من تعلق تميمةً) (تَعَلَقَ تميمةً) على بدنه أو بدن ولده أو دابته أو غير ذلك، (فلا أتم الله له) هو تعلقها لأجل ماذا؟ لأجل التمام، تعلقها لأجل التمام، طلبًا للتمام والعافية والسلامة والصحة، والبعد عن الآفات، تعلقها لأجل التمام، ولهذا سموها "تميمة"، سموها تميمة طلبًا للتمام من جهتها.
قال: (فلا أتم الله له) يعامل بنقيض قصده، طلبًا من جهتها التمام والنتيجة هي نقيض هذا وهو النقص والضعف والوهن فهي لا يحصل من جهتها التمام بل الذي يحصل من جهتها أنها لا تزيده إلا وهنا ونقصًا وضعفا.
قال: (من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له) والتميمة كانوا يعلقونها من الخرز وغيره للتمام، في التمام في الصحة، التمام في المال، التمام في القوة، ولهذا بعضهم كان يعلق أكثر من تميمة، من أجل إيش؟ التمام في أكثر من أمر، ويعتقدون أن هذه التميمة مختصة مثلًا بالصحة، وهذه التميمة مختصة بالغنى، وهذه التميمة مختصة بالقوة، وهذه مختصة بالمال، وهكذا... ولهذا أحيانًا يعلقون على الدواب أو على الأطفال أو أكثر من تميمة، لا يكتفون بواحدة، يعلقون أكثر من تميمة لأنه بفهمهم كل واحدة من هذه التمائم لها اختصاص، يقولون: هذه من أجل صحته، وهذه من أجل قوته، وهذه من أجل وقايته من العين، وهذه من أجل كذا، يعلقون فيه أكثر من تميمة لأكثر من غرض، طلبًا للتمام.
قال: (من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له، ومن تَعَلَقَ وَدْعَةً) والودع هو الصدف، يستخرج من البحر، وكانوا أيضًا يعلقونه لهذه الأغراض، من أجل السكون والراحة وهدوء البال والطمأنينة لأجل هذا غرض وأيضًا سميت عندهم بهذا الاسم طلبًا للدعة الراحة، والسكون، ولهذا كما يعامل الأول من يعلق التميمة بنقيض قصده، فهذا كذلك أيضًا يعامل بنقيض قصده، قال: (فلا وَدَعَ الله له) أي: لا جعله الله أو لا تركه الله في دعة وسكون وراحة، إذن تعليق التميمة لا يكون به إلا النقص، وتعليق الودعة لا يكون به إلا التعب والنصب والألم وعدم الراحة، في التميمة طَلبَ من جهتها التمام (فلا أتم الله لهم) وفي الودعة طلب من جهتها الدعة والسكون والراحة، (فلا ودع الله لهم).
هذا الحديث الأول: قال: (وفي رواية -أي للحديث- عقبة بن عامر نفسه -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تَعَلَقَ تميمةً فقد أشرك)) وفي مصدر الحديث -للحديث قصة- أن عشرة نفر جاءوا لمبايعة النبي -عليه الصلاة والسلام- فبايع تسعة منهم وامتنع من مبايعته واحد، فقالوا: بايعك هؤلاء التسعة ولم تبايع هذا الواحد، قال: في يده تميمة، أو تعلق تميمة، فامتنع -عليه الصلاة والسلام- من المبايعة فلما نزعها بايعه -عليه الصلاة والسلام- وقال: (من تَعَلَقَ تميمةً فقد أشرك).

من تَعَلَقَ تميمةً أو ودعة أو خرز أو أيًا كان فقد أشرك إن كان اتخذها سببًا وظن أنها سبب للشفاء، شهادة من الشرك الأصغر، وإن اعتقد أنها في ذاتها دافعة أو رافعة أو جالبة أو معطية أو مانعة أو غير ذلك، فهذا من الشرك الأكبر الناقل من ملة الإسلام.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
اواجه مشاكل تقنية استاذي اذ اني لااستطيع الرد ع الموضوع
وخاصة ان كان الرد طويل
ساحاول تقسيمة لو سمحت طبعا

سلامي
 
توقيع أم عبد الله

عن عقبة بن عامر مرفوعا: "من تعلقتميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له" 3 وفي رواية ([1]):"من تعلق تميمة فقد أشرك" .
رواه أحمد 4/154 . ورواه ابن حبان في صحيحه 13/450 . والطبراني في المعجم الكبير 17/297 . وأبو يعلى في مسنده 3/295 . والبيهقي في سننه الكبرى 9/350 . والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/325 . والحاكم في المستدرك 4/240 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، وعلق عليه الذهبي في التلخيص : صحيح . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/175 وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم ثقات .
قلت : نعم رجاله ثقات لكن خالد بن عبيد المعافري لم يوثقه معتبر لكن قال ابن حجر في تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة 1/114 : (خالد بن عبيد المعافري عن مشرح بن هاعان وعنه حيوة بن شريح وثقه بن حبان قلت ورجال حديثه موثوقون) . ا.هـ فهو مجهول حال ولذلك حكم عليه العلامة الألباني بالضعف كما في السلسلة الضعيفة 3/427 رقم 1266 . لكن يشهد له ما رواه الطبراني في مسند الشاميين 1/146 قال : حدثنا موسى بن جمهور التنيسي ثنا أحمد بن عبود(ثقة) ثنا الوليد بن الوليد ثنا بن ثوبان(وثقه أبو حاتم) عن أبي سعيد عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعه فلا ودع الله له. ورجاله ثقات عدا شيخ الطبراني ذكره ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذا الوليد بن الوليد وهو بن زيد القيسي الدمشقي أبو العباس قال أبو حاتم صدوق . قلت وربما لهذا الشاهد قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه للمسند : حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن عبيد المعافري . والله أعلم .



عون المجيد
في تخريج كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
خرج أحاديثهوآثاره
خالد بن محمد الغرباني

 


بارك الله فيكم
أنقل لكم هذه الفائدة من شرح الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر -حفظهما الله- على كتاب التوحيد:

قال المصنف -رحمه الله-: (وله عن عقبة بن عامر مرفوعًا: (من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له، ومن تَعَلَقَ وَدْعَةً، فلا وَدَعَ الله له) وفي رواية: (من تَعَلَقَ تميمةً فقد أشرك)).

قول المصنف -رحمه الله-: (وله) أي: للإمام أحمد في المسند، فهذا الحديث كسابقه خرجه الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده، (عن عقبة بن عامر) صحابي جليل -رضي الله عنه- (مرفوعً) أي: إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له، ومن تَعَلَقَ وَدْعَةً، فلا وَدَعَ الله له)) (تميمة) تجمع على تمائم وهي شيء يعلق، إما من الخرز أو غيره، وأطلقوا عليها هذا الاسم، يقال: إنهم أطلقوا عليها هذا الاسم تفائلا أو طلبًا للتمام من جهتها، (تميمة) أي: يحصل بها التمام، يحصل بها أو من جهتها التمام.
قال: (من تعلق تميمةً) (تَعَلَقَ تميمةً) على بدنه أو بدن ولده أو دابته أو غير ذلك، (فلا أتم الله له) هو تعلقها لأجل ماذا؟ لأجل التمام، تعلقها لأجل التمام، طلبًا للتمام والعافية والسلامة والصحة، والبعد عن الآفات، تعلقها لأجل التمام، ولهذا سموها "تميمة"، سموها تميمة طلبًا للتمام من جهتها.
قال: (فلا أتم الله له) يعامل بنقيض قصده، طلبًا من جهتها التمام والنتيجة هي نقيض هذا وهو النقص والضعف والوهن فهي لا يحصل من جهتها التمام بل الذي يحصل من جهتها أنها لا تزيده إلا وهنا ونقصًا وضعفا.
قال: (من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له) والتميمة كانوا يعلقونها من الخرز وغيره للتمام، في التمام في الصحة، التمام في المال، التمام في القوة، ولهذا بعضهم كان يعلق أكثر من تميمة، من أجل إيش؟ التمام في أكثر من أمر، ويعتقدون أن هذه التميمة مختصة مثلًا بالصحة، وهذه التميمة مختصة بالغنى، وهذه التميمة مختصة بالقوة، وهذه مختصة بالمال، وهكذا... ولهذا أحيانًا يعلقون على الدواب أو على الأطفال أو أكثر من تميمة، لا يكتفون بواحدة، يعلقون أكثر من تميمة لأنه بفهمهم كل واحدة من هذه التمائم لها اختصاص، يقولون: هذه من أجل صحته، وهذه من أجل قوته، وهذه من أجل وقايته من العين، وهذه من أجل كذا، يعلقون فيه أكثر من تميمة لأكثر من غرض، طلبًا للتمام.
قال: (من تَعَلَقَ تميمةً فلا أتم الله له، ومن تَعَلَقَ وَدْعَةً) والودع هو الصدف، يستخرج من البحر، وكانوا أيضًا يعلقونه لهذه الأغراض، من أجل السكون والراحة وهدوء البال والطمأنينة لأجل هذا غرض وأيضًا سميت عندهم بهذا الاسم طلبًا للدعة الراحة، والسكون، ولهذا كما يعامل الأول من يعلق التميمة بنقيض قصده، فهذا كذلك أيضًا يعامل بنقيض قصده، قال: (فلا وَدَعَ الله له) أي: لا جعله الله أو لا تركه الله في دعة وسكون وراحة، إذن تعليق التميمة لا يكون به إلا النقص، وتعليق الودعة لا يكون به إلا التعب والنصب والألم وعدم الراحة، في التميمة طَلبَ من جهتها التمام (فلا أتم الله لهم) وفي الودعة طلب من جهتها الدعة والسكون والراحة، (فلا ودع الله لهم).
هذا الحديث الأول: قال: (وفي رواية -أي للحديث- عقبة بن عامر نفسه -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تَعَلَقَ تميمةً فقد أشرك)) وفي مصدر الحديث -للحديث قصة- أن عشرة نفر جاءوا لمبايعة النبي -عليه الصلاة والسلام- فبايع تسعة منهم وامتنع من مبايعته واحد، فقالوا: بايعك هؤلاء التسعة ولم تبايع هذا الواحد، قال: في يده تميمة، أو تعلق تميمة، فامتنع -عليه الصلاة والسلام- من المبايعة فلما نزعها بايعه -عليه الصلاة والسلام- وقال: (من تَعَلَقَ تميمةً فقد أشرك).

من تَعَلَقَ تميمةً أو ودعة أو خرز أو أيًا كان فقد أشرك إن كان اتخذها سببًا وظن أنها سبب للشفاء، شهادة من الشرك الأصغر، وإن اعتقد أنها في ذاتها دافعة أو رافعة أو جالبة أو معطية أو مانعة أو غير ذلك، فهذا من الشرك الأكبر الناقل من ملة الإسلام.
بارك الله فيك، فائدة طيبة وعلم نفيس من شيخ جليل حفظه الله و رعاه.
للعلم الشيخ بُرمج له البارحة ليلقي خطبة في مسجد العتيق في ولاية أم البواقي كما بلغنا، لكن لم يكن ذلك لظرف الله أعلم به، و هدى الله من كان سببا فيه.
وهو اليوم في مدينة وهران مدينة الشيخ الجليل و المتواضع عبد الحكيم دهاس.
نتمنى مشاركتك فيما تبقى من الأسئلة.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
اواجه مشاكل تقنية استاذي اذ اني لااستطيع الرد ع الموضوع
وخاصة ان كان الرد طويل
ساحاول تقسيمة لو سمحت طبعا

سلامي
نحن في انتظاره بإذن الله.
 
توقيع ابو ليث

عن عقبة بن عامر مرفوعا: "من تعلقتميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له" 3 وفي رواية ([1]):"من تعلق تميمة فقد أشرك" .
رواه أحمد 4/154 . ورواه ابن حبان في صحيحه 13/450 . والطبراني في المعجم الكبير 17/297 . وأبو يعلى في مسنده 3/295 . والبيهقي في سننه الكبرى 9/350 . والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/325 . والحاكم في المستدرك 4/240 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، وعلق عليه الذهبي في التلخيص : صحيح . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/175 وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم ثقات .
قلت : نعم رجاله ثقات لكن خالد بن عبيد المعافري لم يوثقه معتبر لكن قال ابن حجر في تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة 1/114 : (خالد بن عبيد المعافري عن مشرح بن هاعان وعنه حيوة بن شريح وثقه بن حبان قلت ورجال حديثه موثوقون) . ا.هـ فهو مجهول حال ولذلك حكم عليه العلامة الألباني بالضعف كما في السلسلة الضعيفة 3/427 رقم 1266 . لكن يشهد له ما رواه الطبراني في مسند الشاميين 1/146 قال : حدثنا موسى بن جمهور التنيسي ثنا أحمد بن عبود(ثقة) ثنا الوليد بن الوليد ثنا بن ثوبان(وثقه أبو حاتم) عن أبي سعيد عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعه فلا ودع الله له. ورجاله ثقات عدا شيخ الطبراني ذكره ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذا الوليد بن الوليد وهو بن زيد القيسي الدمشقي أبو العباس قال أبو حاتم صدوق . قلت وربما لهذا الشاهد قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه للمسند : حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن عبيد المعافري . والله أعلم .



عون المجيد
في تخريج كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
خرج أحاديثهوآثاره
خالد بن محمد الغرباني

بارك الله فيك، لو تتحفين بكلام الشيخ الألباني، يكون لك جزيل الشكر و الامتنان.
 
توقيع ابو ليث
" من علق تميمة فلا أتم الله له , و من علق ودعة فلا ودع الله له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/427 ) :

$ ضعيف $
أخرجه الحاكم ( 4/216 و 417 ) و عبد الله بن وهب في " الجامع " ( 111 ) من
طريق حيوة بن شريح قال : حدثنا خالد بن عبيد المعافري أنه سمع أبا مصعب مشرح بن
هاعان المعافري أنه سمع # عقبة بن عامر الجهني # يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
كذا قالا ! و خالد بن عبيد المعافري أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 1/342 ) من
رواية حيوة هذا عنه ليس إلا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه
لا يعرف إلا في هذا الحديث , فقد قال الحافظ في " التعجيل " :
" وثقه ابن حبان . قلت : و رجال حديثه موثقون " .
كأنه يعني حديثه هذا . و يشير بقوله : " موثقون " إلى أن في بعض رواته كلاما ,
و هو مشرح بن هاعان , فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه ابن حبان " .
قلت : لكن وثقه ابن معين , و قال عثمان الدارمي : " صدوق " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403/1 ) :
" أرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى , و إنما علة هذا الحديث جهالة خالد بن
عبيد هذا .
و قد صح الحديث عن عقبة بن عامر بإسناد آخر بلفظ :
" من علق تميمة فقد أشرك " .
و هو في الكتاب الآخر برقم ( 488 ) .
و الحديث قال المنذري ( 4/157 ) :
" رواه أحمد و أبو يعلى بإسناد جيد و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " !

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ الالباني رحمه الله
المجلد الثالث الصفحة رقم 427
 
ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك)).
والتمائم: هي ما يعلق على الأولاد وعلى المرضى من ودع أو طلاسم أو عظام أو غير ذلك، مما يعلقه الجهلة يزعمون أنها تشفي المريض، أو أنها تمنعه من الجن، أو من العين، فكل هذا باطل لا يجوز فعله، وهو من الشرك الأصغر، ومن ذلك إلا لأنها تعلق القلوب على غير الله، وتجعلها في إعراض وغفلة عن الله عز وجل.
والواجب تعليق القلوب بالله وحده، ورجاء الشفاء منه سبحانه وتعالى، وسؤاله والضراعة إليه بطلب الشفاء؛ لأنه المالك لكل شيء فهو النافع الضار، وهو الذي بيده الشفاء سبحانه وتعالى، فلهذا شرع الله عز وجل ترك هذه التعاليق، وشرع النهي عنها، حتى تجتمع القلوب على الله، وعلى الإخلاص له سبحانه، والتوكل عليه، وسؤاله الشفاء سبحانه وتعالى دون كل ما سواه، فلا يجوز للمسلم أن يعلق حلقة من حديد، ولا من صُفر، ولا من ذهب، ولا من غير ذلك بقصد الشفاء أو من مرض اليد أو الرجل أو نحو ذلك.
ومن هذه الأسورة: الحديد المعدنية التي يستعملها بعض الناس، فهي من جنس هذا، ويجب منعها، ويقول البعض: إنها تمنع من الروماتيزم، وهذا شيء لا وجه له فيجب منعها؛ كالحلقة التي علقها عمران.
وهكذا ما يعلق من عظام، أو من شعر الذئب، أو من ودع أو من طلاسم أو أشياء مجهولة، كل هذا يجب منعه، وكله داخلٌ في قوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)).
ولما دخل حذيفة على رجلٍ مريض، ووجده قد علق خيطاً، قال: ما هذا؟ قال: من الحمى، فقطعه وتلا قوله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ[1].
فلا يجوز للمسلم أن يعلق خيوطاً، ولا حلقات ولا تمائم، ولا غير ذلك، بل يجب أن يبتعد عن هذه الأمور التي كانت تعتادها الجاهلية، وأن يلتزم بأمر الإسلام الذي فيه الهدى والنور، والصلاح والإصلاح، وفيه العاقبة الحميدة، والله ولي التوفيق.
والشرك شركان: أكبر وأصغر، فالشرك الذي يكون بسبب تعليق التميمة والحلقة شرك أصغر؛ لأنه يصرف القلوب على غير الله، ويعلقها بغير الله، فصار من الشرك من هذه الحيثية، وهو من أسباب الغفلة عن الله، وعدم كمال التوكل عليه سبحانه وتعالى، وصار هذا نوعاً من الشرك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فقد أشرك))، يعني قد صرف شعبة من قلبه لغير الله، والواجب إخلاص العبادة لله وحده، والتعلق عليه سبحانه وتعالى، والواجب التوكل عليه أيضاً جل وعلا، وأن يكون قلبك معلقاً بالله ترجو رحمته وتخشى عقابه، وتسأله من فضله، وترجو منه الشفاء سبحانه وتعالى.
أما الأدوية العادية المباحة فلا بأس بها، سواء كان الدواء مأكولاً أو مشروباً، أو شيئاً مباحاً من الحبوب أو من الإبر، أو من الضمادات، كل هذا لا بأس به، أما تعليق التمائم، وهي الأشياء المكتوبة في قراطيس أو رقع، أو تعليق قطع من الحديد، أو قطع من الصُفر، أو من الذهب، أو من الفضة، أو ما أشبه ذلك، فهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وسماه تميمة.
أما الأدوية المعروفة المباحة من مشروب أو مأكول أو ضماد أو حبوب تؤكل أو إبر تضرب أو ما أشبه ذلك، فهذه كلها إذا عرف أنها تنفع فلا بأس بها، ولا تدخل في هذا الباب كما تقدم.
[1] يوسف: 106.


فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
المصدر موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
 
توقيع الطيب الجزائري84
" من علق تميمة فلا أتم الله له , و من علق ودعة فلا ودع الله له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/427 )

وقال أيضا في "السلسلة الصحيحة" 1 / 809 :

492 - " من علق تميمة فقد أشرك "
أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 156 ) و الحارث بن أبي أسامة في " مسنده "( 155 من زوائده ) و من طريقه أبو الحسن محمد بن محمد البزاز البغدادي في" جزء من حديثه " ( 171 - 172 ) عن عبد العزيز بن منصور حدثنا يزيد بن أبي منصور عن دخين الحجري عن عقبة بن عامر الجهني :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط ، فبايع تسعة ، و أمسك عن واحد ، فقالوا : يا رسول الله بايعت تسعة و تركت هذا ؟ قال : إن عليه تميمة ،فأدخل يده فقطعها ، فبايعه و قال " . فذكره .قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير دخين و هو ابن عامر الحجري أبو ليلى المصري وثقه يعقوب بن سفيان و ابن حبان و صحح له الحاكم ( 4 / 384 ) ،و قد أخرجه ( 4 / 219 ) من طريق أخرى عن يزيد بن أبي منصور .و للحديث طريق أخرى ، يرويه مشرح بن هاعان عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من علق تميمة فلا أتم الله له ، و من علق ودعة ، فلا ودع الله له " .و لكن إسناده إلى مشرح ضعيف فيه جهالة ، و لذلك أوردته في الكتاب الآخر
( 1266 ) .
 
" من علق تميمة فلا أتم الله له , و من علق ودعة فلا ودع الله له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/427 ) :
$ ضعيف $
أخرجه الحاكم ( 4/216 و 417 ) و عبد الله بن وهب في " الجامع " ( 111 ) من
طريق حيوة بن شريح قال : حدثنا خالد بن عبيد المعافري أنه سمع أبا مصعب مشرح بن
هاعان المعافري أنه سمع # عقبة بن عامر الجهني # يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
كذا قالا ! و خالد بن عبيد المعافري أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 1/342 ) من
رواية حيوة هذا عنه ليس إلا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه
لا يعرف إلا في هذا الحديث , فقد قال الحافظ في " التعجيل " :
" وثقه ابن حبان . قلت : و رجال حديثه موثقون " .
كأنه يعني حديثه هذا . و يشير بقوله : " موثقون " إلى أن في بعض رواته كلاما ,
و هو مشرح بن هاعان , فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه ابن حبان " .
قلت : لكن وثقه ابن معين , و قال عثمان الدارمي : " صدوق " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403/1 ) :
" أرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى , و إنما علة هذا الحديث جهالة خالد بن
عبيد هذا .
و قد صح الحديث عن عقبة بن عامر بإسناد آخر بلفظ :
" من علق تميمة فقد أشرك " .
و هو في الكتاب الآخر برقم ( 488 ) .
و الحديث قال المنذري ( 4/157 ) :
" رواه أحمد و أبو يعلى بإسناد جيد و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " !


مجرد اضافة بسيطة
فوقتي صدقاا ضيق
ربي يحفظكم ويوفقكم





 
آخر تعديل:
إجابات رائعة و شذرات طيبة من أخ كريم، و أخوات فاضلات، أطالعها غدا بإذن الله بروية و تؤودة.
حتى أكون عند وعدي إليكم سؤال اليوم.

السؤال الإضافي الخامس: أعط(ي) تعريفا جامعا للشرك، أوضح(ي) أنه أكبر الكبائر و ما السبيل الأمثل للنجاة منه و اجتناب سلوك سبيله مع ذكر أدلة كل ذلك في ضوء تفسير أهل العلم .
 
توقيع ابو ليث
السؤال الإضافي الخامس: أعط(ي) تعريفا جامعا للشرك، أوضح(ي) أنه أكبر الكبائر و ما السبيل الأمثل للنجاة منه و اجتناب سلوك سبيله مع ذكر أدلة كل ذلك في ضوء تفسير أهل العلم
السؤال: هذه رسالة وردتنا يتحدث عن الشرك يقول من باكستان من جانبي أحقر الورى إلى زمرة العلماء أرضاهم الله في الدنيا والعقبى في الحقيقة قبل أن نبدأ بقول باسمه سبحانه وتعالى ثم يقول فأسلم عليكم وعلى من لديكم وبعد فأنا رجل عالم أسمع كل يوم برنامج نور على الدرب الذي يجيب فيه الشيوخ أصحاب الفضيلة على الأسئلة الدينية فأنا أسألكم ما تعريف الشرك جامعاً ومانعاً وما كانوا يشركون كفار مكة وهو الشرك الأعظم لأني تعمقت في القرآن والأحاديث فعلمت أنهم ما كانوا يستعينون من الأصنام وما كانوا يلجئون في الاضطرار إلا إلى الله كما جاء في القرآن في الحقيقة عرض آيات عريضة عن الشرك بالله سبحانه وتعالى من الآيات التي وردت في القرآن الكريم وتدل على أنه من المطلعين على علوم القرآن وعلى ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أورد بعض الأحاديث ونتركها للاختصار يقول بل كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق والرازق والمنجي ومجيب المضطر والمحي والمميت ومدبر الأمر والمالك كما هو الظاهر من تلبيتهم لا شريك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك وهذه الآية (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) أفتوني جزاكم الله فأنا أسمع كل يوم على الراديو من السابعة مساء إلى التاسعة أولاً صلاة المغرب وبعد يتلو الشيخ عبد الله الخليفي ثم يقدم قرون الهجرة حسن حبشي ثم يقدم نور على الدرب سليمان الشبانة ويجيب فيه الأسئلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وبقية المشايخ يرجو في هذه الرسالة أن تتحدثوا عن بعض الآيات أو ما ورد في القرآن من الشرك وما هو شرك كفار قريش؟

الجواااب ::
الشيخ: الإجابة على هذا أولاً قول الأخ الكاتب أو الراقم باسمه تعالى هذا خلاف السنة لأن السنة أن يقول الإنسان باسم الله بالاسم المظهر لا بالضمير وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء قال الله تبارك وتعالى عن كتاب سليمان إلى ملكة سبأ (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الله يبدأ بقوله بسم الله الرحمن الرحيم أما الاسم المضمر فإنه لا يدل على اسم الله تبارك وتعالى إلا من كان يعرف أن ابتدأ الأمور باسم الله فقد يعرف أن هذا الضمير يرجع إلى الله تبارك وتعالى وعلى كل حال فالضمير مبهم يحتاج إلى معرفة مرجعه فلا ينبغي أن يستعمل في مقام الإظهار لا سيما وأنه على خلاف السنة الواردة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأما بالنسبة لشرك المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ليس شركاً في الربوبية لأن القرآن يدل على أنهم إنما كانوا يشركون في العبادة فقط أما في الربوبية فيؤمنون بالله وحده هو الرب وأنه يجيب دعوة المضطرين وأنه هو الذي يكشف السوء إلى غير ذلك مما ذكر الله تبارك وتعالى عنهم من إقرارهم بربوبيته الله عز وجل وحده ولكن هم كانوا مشركين بالعبادة يعبدون غير الله معه وهذا شرك مخرج عن الملة لأن التوحيد هو عبارة حسب دلالة اللفظ جعل الشيء واحداً والله تبارك وتعالى له حقوق يجب أن يفرد بها وهذه الحقوق تنقسم إلى ثلاثة أقسام أحدها حقوق ملك والثاني حقوق عبادة والثالث حقوق أسماء وصفات ولهذا قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة فأما توحيد الربوبية فهو إفراد الله تبارك وتعالى بالخلق والأمر كما قال الله تعالى (إلا له الخلق والأمر) فالخلق والأمر وهو التدبير هذا هو الربوبية وهو مختص بالله عز وجل فلا خالق إلا الله ولا آمر ومدبر إلا الله عز وجل وأما توحيد الأسماء والصفات فهو إفراد الله تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته بحيث يؤمن العبد بما أثبت الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم له من الأسماء والصفات على الوجه الذي أراد الله ورسوله وعلى الوجه اللائق به من غير إثبات شبيه له أو مثيل لأن إثبات شبيه أو مثيل هذا هو الشرك وأما توحيد العبادة فهو إفراد الله تبارك وتعالى بالعبادة بمعنى أن تعبد الله مخلصاً له الدين لقوله تعالى (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين‎) فالمشركون إنما أشركوا في هذا القسم قسم العبادة حيث كانوا يعبدون مع الله غيره وقد قال الله تبارك وتعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) أي في عبادته وقال تعالى (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) وقال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال تعالى (وقال ربك أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وقال تعالى في سورة الإخلاص (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تبعدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين) وقوله في سورة الإخلاص يعني إخلاص العمل فهي سورة الإخلاص إخلاص العمل وإن كانت تسمى بسورة الكافرون لكنها في الحقيقة سورة إخلاص العمل كما أن سورة قل هو الله أحد صورة إخلاص علم وعقيدة فالحاصل أن هؤلاء المشركون الذين بعث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام وإن كانوا لا يستعينون إلا بالله ولا يستغيثون إلا به ولا يقرون بأن أحداً خالقاً سوى الله عز وجل لكن نقول إنهم كانوا مشركين من أجل إشراكهم في العبادة.
من مركز الفتاوى فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

أوضح(ي) أنه أكبر الكبائر و ما السبيل الأمثل للنجاة منه و اجتناب سلوك سبيله ؟
أنَّ الشركَ أكبرُ الكبائر حدثني إسحاق حدثنا خالد الواسطي عن الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت).
رواه البخاري
حدثني محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين فقال إلا أنبئكم بأكبر الكبائر قال قول الزور أو قال شهادة الزور قال شعبة وأكثر ظني أنه قال شهادة الزور).
رواه البخاري
قال العلامة ابن القيم : ( أخبر سُبحانه أن القصد بالخلق والأمر : أن يُعرفَ بأسمائه وصفاته ، ويُعبدَ وحده لا يُشرك به ، وأن يقوم الناس بالقسط ، وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض ، كما قال تعالى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .
فأخبر سبحانه أنه أرسل رسله ، وأنزلَ كُتبه ؛ ليقوم الناس بالقسط ، وهو العدل ، ومن أعظم القسط : التوحيد ، وهو رأس العدل وقوامه ؛ وإن الشرك ظلم كما قال تعالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
فالشرك أظلم الظلم ، والتوحيد أعدل العدل ؛ فما كان أشد منافاةً لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر )
إلى أن قال : ( فلما كان الشرك منافيًا بالذات لهذا المقصود ؛ كان أكبر الكبائر على الإطلاق ، وحرم الله الجنة على كل مشرك ، وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيد ، وأن يتخذوهم عبيدًا لهم لما تركوا القيام بعبوديته ، وأبى الله سبحانه أن يقبل لمشرك عملًا ، أو يقبلَ فيه شفاعة ، أو يَستجيب له في الآخرة دعوة ، أو يقبل له فيها رجاء ؛ فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله ، حيث جعل له من خلقه ندًّا ، وذلك غاية الجهل به ، كما أنه غاية الظلم منه ، وإن كان المشرك في الواقع لم يظلم ربَّه ، وإنَّما ظلَمَ نفسه ) انتهى .
أنَّ الشركَ تنقص وعيب نزه الرب سبحانه نفسه عنهما ، فمن أشرك بالله فقد أثبت لله ما نزه نفسه عنه ، وهذا غاية المحادَّةِ لله تعالى ، وغاية المعاندة والمشاقَّة لله..
للشيخ صالح الفوزان في درسه عن الشرك

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ


[سورة النساء الآية:48
ومن وسائل تجنب الشرك: سد الذرائع المفضية إليه، كما نهينا عن الصلاة إلى القبور وبناء المساجد عليها لئلا يؤدي إلى تعظيم المقبور.
تجنب الألفاظ الشركية ولو لم يقصدها الإنسان، كما نهينا عن الحلف بغير الله، وعن قول عبدي وأمتي للرقيق.

مفارقة ما يدعو إلى التعلق من الصور والآثار ـ مرئية كانت أو سمعية أو غير ذلك ـ وهذا أحد وجوه الحكمة في تحريم التصوير،
الاعتدال في محبة الأشخاص، ففي الحديث: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي والبيهقي والطبراني وغيرهما، وصححه الألباني.
الأعتدال في الثناء والمدح، قال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله. رواه البخاري.
الإطراء: مجاوزة الحد في المدح.
تعلم العقيدة الصحيحة وما يضادها من البدع والعقائد المنحرفة، فبضدها تتبين الأشياء، ومن أفضل الكتب التي تحدثت عن أنواع الشرك وصوره تفصيلاً كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وكذلك شروحه النفيسة، والتي من أيسرها وأجمعها شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ وأخيراً الدعاء، كما كان إبراهيم عليه السلام يدعو بأن يجنبه الله الشرك، قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {إبراهيم:35}.
وفي مسند أحمد ومعجم الطبراني من حيث أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم.
قال الألباني: حسن لغيره.
والله أعلم.
للشيخ ابن عثيمين





 
السؤال :
ما هو الشرك وما تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}؟



الجواب :
الشرك على اسمه هو تشريك غير الله مع الله في العبادة كأن يدعو الأصنام أو غيرها ، يستغيث بها أو ينذر لها أو يصلي لها أو يصوم لها أو يذبح لها ، ومثل أن يذبح للبدوي أو للعيدروس أو يصلي لفلان أو يطلب المدد من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من عبد القادر أو من العيدروس في اليمن أو غيرهم من الأموات والغائبين فهذا كله يسمى شركا ، وهكذا إذا دعا الكواكب أو الجن أو استغاث بهم أو طلبهم المدد أو ما أشبه ذلك ، فإذا فعل شيئا من هذه العبادات مع الجمادات أو مع الأموات أو الغائبين صار هذا شركا بالله عز وجل ، قال الله جل وعلا : {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[1] وقال سبحانه : {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[2] ومن الشرك أن يعبد غير الله عبادة كاملة ، فإنه يسمى شركا ويسمى كفرا ، فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو الجن أو بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية فهذا أعظم كفرا وأشد شركا ، نسأل الله العافية ، وهكذا من ينكر وجود الله ، ويقول ليس هناك إله والحياة مادة كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية ، والمقصود أن أهل هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركا وتسمى كفرا بالله عز وجل ، وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمى دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلة ، ويظنها جائزة وهذا غلط عظيم . لأن هذا العمل من أعظم الشرك بالله ، وإن سماه بعض الجهلة أو المشركين وسيلة ، وهو دين المشركين الذي ذمهم الله عليه وعابهم به ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنكاره والتحذير منه ، وأما الوسيلة المذكورة في قول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}[3].
فالمراد بها التقرب إليه سبحانه بطاعته ، وهذا هو معناها عند أهل العلم جميعا ، فالصلاة قربة إلى الله فهي وسيلة ، والذبح لله وسيلة كالأضاحي والهدي ، والصوم وسيلة ، والصدقات وسيلة ، وذكر الله وقراءة القرآن وسيلة ، وهذا هو معنى قوله جل وعلا : {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ}[4] يعني ابتغوا القربة إليه بطاعته ، هكذا قال ابن كثير وابن جرير والبغوي وغيرهم من أئمة التفسير ، والمعنى التمسوا القربة إليه بطاعته واطلبوها أينما كنتم مما شرع الله لكم ، من صلاة وصوم وصدقات وغير ذلك ، وهكذا قوله في الآية الأخرى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}[5] هكذا الرسل واتباعهم يتقربون إلى الله بالوسائل التي شرعها من جهاد وصوم وصلاة وذكر وقراءة قرآن إلى غير ذلك من وجوه الوسيلة ، أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هي التعلق بالأموات والاستغاثة بالأولياء فهذا ظن باطل ، وهذا اعتقاد المشركين الذين قال الله فيهم : {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤلاء شفعاؤنا عند الله}[6] فرد عليهم سبحانه بقوله : {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }[7].

[1] سورة الأنعام الآية 88.
[2] سورة الزمر الآية 65.
[3] سورة المائدة الآية 35.
[4] سورة المائدة الآية 35.
[5] سورة الإسراء الآية 57.
[6] سورة يونس الآية 18.
[7] سورة يونس الآية 18.
الفتوى للشيخ ابن باز رحمه الله
ما هو الشرك الأكبر ؟

ج: هو اتخاذ العبد من دون الله ندّاً يسويه برب العالمين يحبه كحب الله , ويخشاه كخشية الله , ويلتجئ إليه , ويدعوه , ويخافوه , ويرجوه , ويرغب إليه , ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله , وغير ذلك .
قال الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء .
وقال تعالى : {وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } ( 48 ) سورة النساء.
وقال تعالى : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } (72) سورة المائدة.
وقال تعالى : { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } (31) سورة الحـج .
وغير ذلك من الآيات .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا , وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " . وهو في الصحيحين , ويستوي في الخروج بهذا الشرك المجاهر به ككفار قريش وغيرهم ,والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
قال تعالى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } [( 145-146) سورة النساء ] .
وغير ذلك من الآيات .
المصدر ..
أعلام السُّنَّة المنشورة للشيخ الحكمي - رحمه الله تعالى

وكيفية التخلص من الشرك: بتوحيد الله تعالى ومراقبته بالقلب والأركان، فلا يتعلق إلا بمولاه، ولا يرتبط بأحد سواه.
وينبغي أن يتعوذ من الشرك وأنواعه كل يوم، كما في الزواجر عند الحكيم الترمذي : " { أفلا أدلك على ما يذهب الله به عنك صغار الشرك وكباره , تقول كل يوم ثلاث مرات : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم , وأستغفرك لما لا أعلم } "، وعند ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني :" { أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل, قالوا: كيف نتقيه يا رسول الله ؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه, ونستغفرك لما لا نعلمه } ". والله أعلم
المصدر ..الهيئة العامة للشون الدينية الامارات
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
توقيع الطيب الجزائري84
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.

المواضيع المشابهة

العودة
Top Bottom