حوار مع الآنا

  • كاتب الموضوع كاتب الموضوع roua
  • تاريخ النشر تاريخ النشر

roua

:: عضو منتسِب ::
في وسط الليالي الساكنات ...هجرني النوم لساعات
وأدخلني الليل في جوفه...وطوق عيوني الناعسات
ولم يجب حين رجوته...أن يرحم أشلائي المتعبات
فاستسلمت له كارهة...وبحثت عن أشياء بديلات
علَها تنسني إذا قدرت .عن حاجتي لعيون مغمضات
وساعدني الليل وسكونه.على سماعي للتفاهات
وأعطاني من وقته زاوية.فخلوت مع نفسي للحظات
وشدَني المكان وزمانه...وأدخلني في كلَ المتاهات
رأيت فيها ما مضى ...ورأيت حتى ما هو آت
غست في يومي وأمسه..وحلمت بأيامي القادمات
أضحك تارة وأرتمي...بين أحضاني الجميلات
لأجد رموشي بعدها قد أثقلها وادي العبرات
أذكر أيامي كلَها....فيعلو ميزان العبرات
وأعود لنفسي وألومها على كلَ ما مضى وفات
فأوقفني الليل هنيهة:نظمي لومك في كلمات
وهذه نفسك مصغية...وأنا سيَد الجلسات
فهالني الأمر وأعجزني .فأصعب الأمور البدايات
أأكون لنفسي قاضية ...وأسألها تحديد الايجابات
وحطمت للصمت جدرانه...فتناثرت منه الكلمات
عجبا للكلام أنقله للنَاس جميعا بلا صعوبات
وكيف يفرَ من مخيلتي ...حين أود أن تسمعه الذات
ولكني أخيرا ً التقطته في وسط الليالي الساكنات
وناديتها هيَا انصتي...هل أنت أنا أم أنك خرافات
وإذا كنت أنا أنت...فلما تجتمع فينا النقيضات
أتألَم أحيانا وتفرحين
وأرى في فرحك أشياء مؤلمات
أبكي فأسقيك دمعتي...وتزرع فيك المسرَات
أشكو إليك مخاوفي...فتدخرينها لما هو آت
وأقبل بالأمل راجية...فتسخرين من أحلامي البريئات
وإذا أتيتك بالورد حاملة ذكرتني بأشواكه القاسيات
أرضيك بكنوزقناعتي...فتطمحين إلى بحور الغايات
وإذا بالحب لوَنتك...تمسحين بحمق كلَ الخضروات
وإذا سلَمت وأطعتك...تعيدني إلى البدايات
فأوقفني الليل ثانية:رويدك يا فتاة
اصغي لصمتي لحظة...وتقبلي مني تدخلات
أنتم البشر جميعا ...تحبون إلقاء الكلمات
وتجيدون أحيانا سردها ..ولا تحسنون سماع الإجابات
أعطي لنفسك حقَها ...لتدفع عن نفسها الإتهامات
فابتسمت له نفسي شاكرة...وأقسمت أن تهزم الكلمات
وبدأت حديثها صامتة...كأنها تقبض النبضات
وصرخت فخرقت دمي فبلغ أحرَ الدرجات
لا أنكر أني بالسوء أمَارة...وأني عاشقة النزوات
ولكني بطبعي مخلوقة...أهوى عيش الشهوات
وأقرَ أني أوصلتك إلى بعض الهفوات
ولكنك بحقَي مجحفة ...وتنكرين عوني والمساعدات
ألا تذكرين كم أبعدتك عن جرف الهاويات
وأعيدك إلى الصواب كادحة ضاغطة على كلَ العادات
وخيَم السكون فصمتت ...وإذا بالليل قد هجر الأوقات
ولاحت للفجر خيوطه ...فصمتنا قبل تحديد الإجابات
وأعطيتهاغدا موعدا...في وسط الليالي الساكنات
أو لعلَي أهرب من صمتها ...لأني أجهل كلَ النهايات
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom