امي سانجح... بقوة إرادتي!! قصة رااااائعة!

faith8

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
9 جوان 2013
المشاركات
7,238
نقاط التفاعل
15,593
النقاط
1,590
الجنس
أنثى
***قوة الإرداة***

قصة خيالية مستلهمة من الواقع، من كتاب: شوربة دجاج لحياة المرأة / لجاك كانفيلد و آخرون، مكتبة جرير..

أنا الطفلة الثالثة لأمي التي ولدتني و هي في العشرين، و عندما ولدت أخذتني الممرضات إلى حجرة أخرى قبل أن تراني أمي، ثم أخبرها الطبيب الذي أشرف على عملية الولادة بأن ذراعي اليسرى غير كاملة، حيث إن الجزء الذي أسفل المرفق غير موجود، ثم نصحها قائلاً: "لا تعامليها بشكل مختلف عن أخواتها الأخريات، بل اطلبي منها أن تقوم بأشياء أكثر منهن". و بالفعل عملت أمي بنصيحة الطبيب...

و قد اضطرت أمي للعمل حتى قبل وفاة والدي لتساهم في دخل الأسرة، و كنا خمسة بنات علينا جميعاً أن نساعد في أعمال المنزل،..
و ذات مرة عندما كنت في السابعة تقريباً، خرجت من المطبخ و أنا أصيح غاضبة:"إنني لا أستطيع تقشير البطاطس، فليس لي إلا يد واحدة ".كانت أمي مشغولة، و لما سمعت ذلك لم ترفع نظرها إلي، و وجدتها تقول لي: بل يمكنك!!
و بالطبع استطعت أن أقشر البطاطس حيث كنت أمسك السكين بيدي السليمة و أمسك البطاطس بعضد ذراعي الآخر. لقد كانت أمي تدرك أنه لابد أن تكون هناك طريقة، إذ كانت تقول:"لو بذلتِ قصارى جهدك فسيمكنك فعل أي شيء".

و عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي، خرجنا يوماً إلى ساحة المدرسة في حصة الرياضة، و وجدت جميع الأطفال يتسلقون ألعاباً على شكل إطارات و قضبان، و هم يتأرجحون من مكان لآخر في الهواء، و عندما جاء دوري خفت و تراجعت مما جعل الأطفال الآخرين يضحكون علي، فعدت إلى المنزل و أنا أبكي.

و في الليل أخبرت أمي بما حصل في المدرسة، فضمتني و رأيت في عينيها نظرة إصرار و كأنها تقول:"سوف نرى". و في اليوم الثاني عندما جاءت لتصطحبني أمي من المدرسة في نهاية الدوام، وقفت في فناء المدرسة الخالي و أخذت تنظر بإمعان إلى إطار التسلق و قضبانه الحديدية.
ثم بدأت أمي توجهني و تقول: "و الآن حاولي أن تتسلقي باستخدام ذراعك اليمنى"، و وقفت بجواري و أنا أحاول جاهدة أن أرفع نفسي باستخدام ذراعي و مرفقي الأيسر، و أخذت تذهب معي كل يوم لأتدرب على صعود إطار التسلق، و كانت تشجعني كلما صعدت درجة.

و لن أنسى أبدا ما حدث حينما اصطف الأطفال في المرة الثانية أمام إطار التسلق، فقد استطعت يومها أن أتسلق كل الدرجات، و نظرت بسرور إلى كل من سخر مني من قبل، و ها هم الآن يقفون و أفواههم فاغرة من فرط دهشتهم.

و كانت أمي تتبع معي نهجاً واحداً في كل شيء و هو: أنها كانت تلح علي بضرورة إيجاد طريقة لفعل أي شيء مهما كانت صعوبته بدلاً من أن تقوم هي بأداء هذا الشيء أو التماس العذر لي، و أحياناً كنت أغضب منها بسبب ذلك، و أقول في نفسي: "إنها لا تعرف مدى معاناتي و لا تهتم بالمشقة الهائلة التي أواجهها في فعل أي شيء".

إلا أنني كلما واجهت متاعباً في الحياة، و أدخل إلى حجرتي لأنتحب و أبكي، أجد أمي تسألني برفق و حنان: "ماذا بك؟"، و بعد أن احكي لها عن السبب، تسكت برهة ثم تقول: "لا عليك، فسوف يأتي اليوم الذي تثبتين فيه جدارتك الفائقة للجميع"، و في مرة من المرات كان في صوتها بحة و حزن عندما حدثتني، و نظرت إليها فرأيت دموعها سالت على خديها، عندئذ فقط أدركت مدى معاناتها من أجلي، و علمت أنها لم تكن تجعلني أرى دموعها أبداً و ذلك حتى لا أشعر بالأسى لما أصابني...

و خلال رحلة حياتي، كانت أمي هي سندي في الحياة، كلما أردت أن أبكي كانت تواسيني و تهدئني... و عندما كبرت، وجدت وظيفة رائعة... ثم تزوجت و عشت حياة أسرية سعيدة... و أصبح لدينا أربعة أطفال...

و قد توفيت أمي رحمها الله قبل سنوات عديدة بعد إصابتها بسرطان الرئة، و لا أزال أذكر أنها علمتني الإجابة لسؤال مهم، فعندما كنت طفلة، كنت أتساءل: لماذا أجهد نفسي لهذه الدرجة ؟ و الآن أعرف الإجابة... أن المصاعب و المشاق هي التي تصنع الإنسان، و لقد علمتني أمي الشجاعة...:-r
-----------------------------------------
تحياتي ~ faith8
 
رد: امي سانجح... بقوة إرادتي!! قصة رااااائعة!

رااااااااااااااااااااااائعة
 
رد: امي سانجح... بقوة إرادتي!! قصة رااااائعة!

مرورك هو الأروع أختي الطيبة
شكرا لك على المرور و الرد

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top