التفاعل
7.2K
الجوائز
1.3K
- تاريخ التسجيل
- 16 جانفي 2009
- المشاركات
- 5,960
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 1

بسم الله الرحمن الرحيم
فقد كان النبي r أرحم الناس بولده، وأشدهم بهم شفقة، كان يحبهم، ويفرح بهم ويستبشر بقدومهم ويحنو عليهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويذرف الدمع لفراقهم..
وكان r يحسن معاملة بناته، ويسعى في مصالحهن، ويعمل على حلّ مشكلاتهن الزوجية، ويرفع عنهن الحرج والضيق، ويتناولهن بالموعظة الرقيقة والتذكرة البليغة، ويمدحهن ويذكر فضائلهن.
نبذة عن أولاده r
وعبد الله وهو الملقب بالطاهر والطيب، وقد مات في حياته r أيضًا، وأما بناته r فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم رضي الله عنهن وأرضاهن.
أولاد بناته r
وأما فاطمة فقد تزوجها علي بن أبي طالب t، فولدت له الحسن والحسين ومحسنًا مات صغيرًا، وأم كلثوم، تزوجها عمر بن الخطاب t، وزينب تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وأما رقية فقد تزوجها عثمان بن عفان t وولدت له عبد الله وبه كان يكنى، وماتت عنده رضي الله عنها، ثم تزوج أختها أم كلثوم رضي الله عنها فماتت عنده.
أرحم الناس بالأطفال
وهذا من رحمته r أنه يذهب إلى عوالي المدينة لا لشيء إلا ليقبل ابنه إبراهيم ثم يرجع.
وعن أبي هريرة t قال: قبَّل رسول الله r الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله r ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم». [متفق عليه].
ويحملهم على عاتقه r
وعن أبي قتادة أن رسول الله r كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله r، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها. [متفق عليه].
وهذا يدل على شدة رحمته r بأبنائه، وفي حديث البراء التصريح بحبه r للحسن، والدعاء له بأن يحبه الله عز وجل.
ويعلمهم ويوجههم
فعن أبي هريرة t قال: أخذ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي r: «كخ كخ» ليطرحها، ثم قال: «أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة». [متفق عليه].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى النبي r بيت فاطمة، فلم يدخل عليها، وجاء عليٌّ فذكر له ذلك، فذكره للنبي r قال: «إني رأيت على بابها سِتْرًا مَوْشِيًّا» فقال: «ما لي وللدنيا» فأتاها علي فذكر ذلك لها فقالت: ليأمرني فيه بما شاء. قال «ترسل به إلى فلانٍ؛ أهل بيتٍ بهم حاجة». [رواه البخاري].
ويختار لبناته الأكفاء من الرجال
ويحتفي ويرحب بهن ويمدحهم
وفي لفظ الترمذي: «ما رأيتُ أحدًا أشبه سمتًا ودلًّا وهديًا برسول الله r في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله r. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي r قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي r إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها» [رواه الترمذي].
وقال r عن زينب: «هي خير بناتي أصيبت فيَّ» [رواه الطبراني والبزار].
ويعظهن ويذكرهن
فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : «يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا» [رواه مسلم].
وعن علي t أن فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن رسول الله r أتي بسبيٍ، فأتته تسأله خادمًا، فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النبي r ، فذكرت ذلك عائشة له. قال: قأتانا وقد دخلنا مضاجعنا. فذهبنا لنقوم فقال: «على مكانكما» حتى وجدن برد قدميه على صدري فقال: «ألا أدلكما على خيرٍ مما سألتماه؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه». [متفق عليه].
ويرق لهن ويحل مشاكلهن
وأصلح r بين علي وفاطمة، فعن سهل بن سعد t قال: جاء رسول الله r بيت فاطمة فلم يجد عليًّا في البيت فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يَقِلْ عندي([1]). فقال رسول الله r لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله r وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شِقِّه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله r يمسحه عنه ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب» [متفق عليه].
ويغضب لهن ويخطب في الناس لأجلهن
وفي لفظ البخاري: «إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها»، ثم قال: «وإني لست أحرم حلالًا ولا أحل حرامًا، ولكن الله لا تجتمع بنت رسول الله r وبنت عدو الله أبدًا» [رواه البخاري].
ويخفف عنهن مصابهن
وكان r يخفف عن ابنته وهو في مرض الموت، فعن أنس t قال: لمَّا ثقل النبي r جعل يتغشاه. فقالت فاطمة عليها السلام: واكربَ أباه، فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم». [رواه البخاري].
ويذرف الدمع لفقدهم
وعن أنس بن مالك t قال: «شهدنا بنتًا لرسول الله r، ورسول الله r جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان». [رواه البخاري].
ولما مات صبيٌّ لأحد بناته قام النبي r، وقام معه سعد ابن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأسامة بن زيد، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع، كأنه في شنةٍ، ففاضت عيناه r، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». [متفق عليه].
النبي r مع قرابته
وكان r حريصًا على هداية عمه عبد المطلب؛ لقرابته، ومواقفه في الدفاع عن النبي r، فعن سعيد بن المسيب عن أبيه t قال: لمَّا حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله r فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة؛ فقال رسول الله r: «يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله r يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب (آخر ما كلّمهم): هو على ملَّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.
فقال رسول الله r: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عز وجل }مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ{[التوبة: 13].
وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله r: }إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ{[القصص: 56]. [متفق عليه].
وذكر النبي r فضائل أهل بيته وقرابته، وحثّ على محبتهم وولايتهم. وفضائل علي t، والحسن، والحسين، وحمزة والعباس، وعبد الله بن جعفر، وصفية بنت عبد المطلب وبقية آل البيت وقرابة النبي r كثيرة تزخر بها كتب السنة.
وكان r يحزن إذا أصيب أحد من قرابته المؤمنين بسوء، فلما قُتل حمزة t في أحد حزن النبي r حزنًا شديدًا، وفي حديث ابن عمر، وأنس بن مالك رضي الله عنهما قالا: لما رجع رسول الله r من أُحد، سمع نساء الأنصار يبكين فقال: «لكن حمزة لا بواكي له». [رواه ابن ماجه وقال الألباني: حسن صحيح].
([1]) أي: لم ينم نومة القيلولة.