المرأة هي ..........

آهات القلب

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
11 جانفي 2015
المشاركات
1,016
نقاط التفاعل
1,941
النقاط
71
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الكل يتحدث على المراة وباسم المراة وكأن المراة مخلوق فضائي غريب وجد اما للمتعة أوالتسلية واما للخدمة والمشقة لهذا فلنترك المراة تتحدث على نفسها
ينتابني أحيانًا شعورٌ بالشفقة على الأنثى وأنا أقرأ لأولئك الذين ينظرون لحياتها بعيدًا عن الإطار الإنساني الإسلامي الذي ارتضاه الله لها، تكاد تقتنع بلا أدنى مواربة أنهم يتحدثون عن كائن فاقد للأهلية، ضعيفٍ لا حول له ولا قوة، كائنٍ أصمَّ أبكمَ معزول عن العالم يساق ولا يَحِقُّ له أن يتلمس معابر النور بعيدًا عن توجيهاتهم.

لا أحب ذاك الخطاب المتشدد الذي يمعن في عزل المرأة، فيحجب عنها كل منافذ الحياة، ويلزمها الانزواء في بيت لا تبرحه حتى الممات، خطاب دأب بعض فقهائنا للترويج له حتى عدوا المرأة تلك "الحرمة" التي يحرم عليها ممارسة الحياة بعيدًا عن ظل رجل يُقوِّمُ اعوجاجها، خطاب ظلَمَ المرأة حتى جعلها تشك في إنسانيتها وكفاءتها ككائن حي، موكل بخلافة الأرض بمعية الرجل.

كما لا يشدني ذاك الخطاب المتحرر الذي يحث المرأة على التمرد على أنوثتها ومسابقة الرجل في كل الميادين، خطاب روجت له تلك الجمعيات الحقوقية التي باتت تنبت كالفطر في كل مكان، حاملةً رسالةً ظاهرُها الإصلاح، وباطنها زرع الفتنة في صفوف النساء؛ للانسلاخ التام عن كل القيود حتى الشرعية الثابتة في أصول الدين.

وأحتقر ذاك الخطاب الذي لا يرى في المرأة إلا الجسد والمتعة، فيجعلها سلعة رخيصة تباع وتشترى، وأداة محضة للغَواية والإغراء، خطاب امتطى صهوتَه ذئابٌ بشرية ألغت من قاموسها كل قيم الحياء والمروءة، وامتهنت بسياستها البغيضة هذا الكائن الجميل، فاختزلته في جسد يحقِّقُ المتعة ويدر الأرباح الطائلة، بل ويغير بخبث السياسات العامة لكثير من الدول.

لكن يأسرني ذاك الخطاب الإنساني العقلاني الذي ينظر للمرأة على أنها عنصر فعَّال في البناء الإنساني، كائن متكامل بحكم الخلقة الإلهية - وإن كان فيه نقص البعض فهو بمقتضى الجِبلة، ودليل على الجمال والإعجاز الرباني - خطاب تستشف منه الرأفة لا القسوة، والفخر لا الازدراء، والعقلانية لا السذاجة، يقول علي القرني مخاطبًا المرأة الصالحة: " أنت الطهر، وأنت الفضيلة، وأنت السمو، والطهر لا يقتدي بالرجس والمهين، والفضيلة لا تقتدي بالرذيلة، والسمو لا يقتدي بالسفل".

نصيحة جميلة في ثوب أنيق بعيد عن الابتذال، سامق المعاني من روح أيقنت كنه المرأة فأنزلتها منزلها المبارك.

هي "أنثى الإنسان" من الناحية الوجودية كما قال فريد الأنصاري رحمه الله، عزيزة نفسًا وصورة، لها أن تحرص على كل ما يرقى بفكرها وشكلها في حدود الضوابط الشرعية "فليس الإسلام أن تبتذل المؤمنة في مظهرها حتى تبدو كالعجوز التي لا يناسبها ثوب ألبتة، أو كما قال أهل المرقعات من جهال العباد أو الصعاليك! فتخرج على الناس في مزق من الأثواب، بادية التجاعيد والانكماشات! إن الفتاة المؤمنة لا يريد الإسلام أن يكون منظرها بشعًا، ولا منفرًا، بل يجب أن يكون محترمًا، يوحي بالجد ويفرض على الناظرين الإجلال لها، والتقدير والتوقير؛ وإنما يحرم عليها أن يكون لباسها إغواء أو إغراء".

"ولو كانت المرأة مجرد لحم ملفوف في ملابس منمقة، لتركناها وذهبنا لأقرب جزار من حيِّنا، ولعرجنا بعد ذلك على أصحاب المحلات الفاخرة لنلف ذلك اللحم البقري في فستان يسرُّ الأعين الجائعة التي تنتظر مرور النساء بشوق آثم، ولكن المرأة مخلوق أكبر من ذلك بكثير، فهي روح علوية لا يدرك كنهها إلا من كان يأوي إلى ركن شديد، ولم تتدنس فطرته بخبائث الغرب الذي جعل من المرأة عورة تمشي على الأرض"؛ كما قال الأديب المغربي ربيع السملالي.

فهذا النوع من الخطابات الذي اعتدلت مبانيه، وعذبت معانيه، وسَلِسَ على ألسنة ناطقيه، ولم يستأذن على آذان سامعيه - كما قال سيبويه - يقع في نفسي موقعًا حميدًا؛ لإحساسي بنضج صاحبه عقديًّا ومنطقيًّا، ولملامسته واقع الحال بعيدًا عن أي تنطع وازدراء.

أخي الرجل:
إنني كأنثى مسلمة أعترف لك بأني لا أشعر بأدنى نقص، بل أفتخر بأنوثتي التي ارتضاها الله لي، وأسعد حين أقرأ في مصادر تشريعي الأصلية ذاك الفخر العظيم الذي تحدث به ربي عني، وذاك الاهتمام الراقي الذي جسدته سيرة حبيبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجة وأمًّا وبنتًا وفردًا مهمًّا من أفراد هذه الأمة.
وأفتخر بأمنا عائشة معلِّمة الرجال، التي وردت الآثار بتعظيم قدرها وعلو كعبها في العلم والفقه والشعر، حتى قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "كنا إذا أشكل علينا أمر سألنا عائشة"، وقال الأحنف: "سمعت خطب أبي بكر وعمر وعثمان وعليٍّ والخلفاء إلى يومي هذا، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن من فم عائشة".
هذه هي انا المراة عظيمة بديني وفي ديني بأخلاقي وحيائي وكبريائي هي انا . جزء صغير من مقال لصاحبته لطيفة اسير آسرني فنقلته لكن مع ايضافة كلامات بسيطة من عندي
والسلام عليكم
أختكم في الله
 
العفو أختي شكرا على المرور
نورتيصفحتي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top