ريح السَّمُوم لا السُّمُوم كثيراً ما نسمعهم يقولون:هَبَّت السُّمُوم أو ريح السُّمُوم - بضم السين - وهذا غير صحيح ، والصواب: هَبَّت السَّمُوم – بفتحها، أو هَبَّت ريح السَّمُوم - بفتحها كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب؛ لأن (السُّمُوم) بضم السين، جمع (السّم) بفتح السين وضمها وكسرها، وهو كلّ مادّة سامَّة جاء في المصباح:
« (السَّمُوم) وزان رَسُول: الريح الحارَّة بالنهار» وبعض أصحاب المعاجم يذكر أنَّ ريح السَّموم والحَرور قد تهبان في النهار أو الليل خلافا لمن يرى أنَّ الأولى بالنهار والثانية بالليل، قال في المختار: « و(السَّمُوم) : الريح الحارَّة تُؤنَّث وجمعها (سَمَائم)، قال أبو عبيدة : « (السَّمُوم) بالنهار وقد تكون بالليل، والحَرور باليل وقد تكون بالنهار» . إذن، قُل: ريح السَّمُوم – بفتح السين ، ولا تقل ريح السُّمُوم – بضمها.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:ضَرَبَه بالدُّرَّة – بضم الدال – يريدون السوط أو الآلة التي يُضْرَبُ بها، وهذا النطق غير صحيح ، والصواب : الدِّرَّة – بكسر الدال – كما في المعاجم اللغويَّة وهو الذي يوافق النطق العربيّ الصحيح، فكذا نطقت العرب، جاء في مختار الصحاح :
« و(الدِّرّة) بالكسر التي يُضْرَبُ بها، و(الدِّرَّة) أيضاً كثرة اللبن وسيلانه والجمع (دِرَر) وفي المصباح « و(الدِّرَّة) : السوط، والجمع (دِرَر) مثل سِدْرَة وسِدر» ونجد ذلك في المعجم الوسيط أيضاً. ومن ذلك دِرَّة عمر بن الخطاب كما هو مشهور. إذن ،قُلْ: ضَرَبَه بالدِّرَّة – بكسر الدال – ولا تقل: ضربَه بالدُّرَّة بضمِّها. أمَّا (الدُّرَّة) بالضمِّ فهي واحدة الدُّرّ وهي اللؤلؤة، في حين أنَّ الدَّرَّة بالفتح اللبن أو الكثير منه.
سُتْرَة لا سِتْرَة كثيراً ما نسمعهم يقولون:لَبِسَ سِتْرَتَه – بكسر السين – وهذا غير صحيح ، والصواب : لَبِسَ سُترته – بضمهِّا – و(السُّتُرَة) – يضمَّ السين: الرداء أو ما يُسْتَرُ به – كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، فهكذا نطقت العرب، جاء في المختار والمصباح:
« ( السُّتُرَة) (بضمِّ السين) : ما يُسْتَرُ به كائناً ما كان، وكذا (السِتَارَة) » وفي الوسيط:
السِّتارة والسِّتار بمعنى واحد. ولم أعثر على (سِتْرَة) بكسر السين، في المعاجم اللغويَّة، إذ لم ترد في العربية بمعنى الرداء أو الشيء الساتر. إذن،قُلْ: سُتْرَة – بضمِّ السين، ولا تقلْ: سِتْرَة – بكسرها.
كثيراً ما نسمع بعضهم يقول: سَعُودِيّ – بفتح السين – إذا أراد النّسبة أو النَّسَب إلى (سُعُود) ، وهذا غير صحيح، والصواب : سُعُوديّ – بضمِّ السين نسبة إلى (سُعُود) بضمِّها. ولا بدَّ من وضع (ياء) النَّسب المشَدّدة في آخر الاسم دون تغيير في حركات الاسم الأصليَّة. لذا فالصواب أنْ يقال : الدولة السُّعُودِيَّة بضم السين، والمملكة العربية السُّعُوديَّة – بضمّ السين أيضاً. أما فتح السين فهو غير صحيح في الكلمات السابقة. إذن،قُلْ: سُعُودِيّ، بضمِّ السين إذا أردت النَّسَب، ولا تقل: سَعُودِيّ – بفتحها وقُل: المملكة العربيَّة السُّعُودِيَّة – بضمِّ السين أيضاً، وفقاً لقوانين النَّسَب في اللغة العربيَّة.
حَلَلْتُ العُقْدَة لا حَلَّيْتُ العقدة وفكَكْتُها لا فَكَّيتُها كثيرا ما نسمعهم يقولون: حَلَّيْتُ العُقْدَة أو فَكَّيتُها، وهذا غير صحيح، وفقاً لقواعد الصَّرْف العربيّ، والصواب: حَلَلْتُ العُقْدَة أو فَكَكْتُها بفكّ الإدغام، إذ إنَّ الفعلين: "حَلَّ" و"فَكَّ" وما ماثلهما من الأفعال المُضَعَّفة يُفَكُّ إدغامها عند إسنادها إلى ضمير رفع مُتَحَرِّك ـ ويُعْنَى بالفعل المُضَعَّف، ما أُدْغِمَ فيه حرفان من جنس واحد نحو: حَلَّ، وفَكَّ، ومَدَّ، وغيرها ـ ويُعْنَى بضمير الرفع المتحرِّك" (تاء) الفاعل، و(نا) المتكلمين و(نون) النسوة بخلاف (واو) الجماعة، أو (ألف) الاثنين أو (ياء) المتكلِّم، أو (ياء) المخاطبة.فهذه الضمائر ساكنة في الأصل ـ وفكّ الإدغام معناه جعل الحرف المُشَدَّد الذي هو من جنس واحد حرفين تيسيرا للنطق. إذن قُلْ: حَلَلْتُ العُقْدَة وفكَكْتُها ـ لا حَلَّيْتُ العقدة وفَكَّيْتُها.
يَدِبُّ النَّمل لا يَدُبُّ كثيراً ما نسمعهم يقولون: يَدُبُّ النمل دبيباً – بضمّ الدال أي يمشي رويداً وهذا غير صحيح ، والصواب : يَدِبُّ – بكسر الدال ، يقال: دَبَّ يَدِبُّ – بالكسر كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب، يقال : يَدِبُّ الجيش دبيباً ، ويَدِبُّ الصغير ، ويَدِبُّ الشيء في الشيء أي يَسْرِي ، وهكذا – كلّه بكسر الدال – جاء في المصباح :
« (دبَّ) الصغير يَدِبُّ – من باب ضربَ دبيباً، ودَبَّ الجيش دبيباً أيضاً : ساروا سير ليّناً » يريد بقوله من (باب ضَرَبَ) أنَّه على وزنه فكما يقال: ضَرَبَ يَضْرِب يقال: دَبَّ يَدِبُّ. وفي المختار:
« (دَبَّ) يَدِبُّ – بالكسر» . إذن ،قُلْ: يَدِبُّ الحيوان – بكسر الدال – ولا تقل: يَدُبُّ الحيوان – بضمها.
ارْتَاعَ له أو منه لا ارتاع عليه كثيراً ما نسمعهم يقولون:ارْتاعَ عليه ، أو ارْتَاعَ فلان على مستقبل أولاده بمعنى فَزِعَ على ذلك – يُعَدُّون الفعل (ارْتَاعَ) بحرف الجرّ (على)وهذا غير صحيح ، والصواب ( ارْتََاعَ ) لكذا أو من كذا- بتعدية الفعل ( ارْتَاعَ ) بحرفي الجر (اللام) أو (مِنْ) ، لأنَّ الفعل (ارْتَاعَ) لا يتعدَّى بحرف الجرّ (على) كما في المظان اللغويَّة إلاَّ على رأي من يجيز تناوب حروف الجرّ تَوَسُّعا في الاستعمال اللغويّ وفي ذلك نظر. جاء في الوسيط:
« ( ارْتَاعَ ) : فَزِعَ ويقال: ارْتَاعَ منه، وارْتَاعَ له، وارْتَاعَ للخير: ارتاح إليه» ولم أعثر على : ارْتَاعَ على كذا في المظانّ اللغويَّة . إذن، قُل:ارْتَاعَ لكذا أو مِن كذا، ولا تقل: ارتاعَ على كذا – والمعنى فَزِعَ أو ارتاحَ حسب السياق.
يظنَّ كثيرون أنَّ كلمة ( سراويل ) جمع بسبب وزنها كما يبدو، إذ جاءت على أحد أوزان الجمع وتفاجئنا المظانّ اللغويَّة، وبخاصة المعاجم أنَّ (سراويل) مفرد، وجمعها (سَرَاويلات) وهذا الاسم يُذَكَّر ويؤنَّث
– جاء في المختار:
'' (السَّرَاويل) معروف يُذَكَّر ويؤنَّث والجمع (السَّرَاويلات).قال سيبويه: (سراويل) واحد '' انتهى. فالعلماء متَّفقون على أنَّ (سراويل) مفرد، لكنهم مختلفون في كونها عربيَّة أو أعجميَّة، جاء في المصباح المنير: '' (السراويل) : أنثى، وبعض العرب يظنّ أنها جمع، لأنها على وزن الجمع، وبعضهم يُذَكِّر، فيقول: هي السراويل، وهو السراويل) ... والجمهور أنَّ (السراويل) أعجميَّة، وقيل عربيَّة ... والجمع (سراويلات) '' انتهى. ويقال: سَرْوَله أي أَلْبَسَه السراويل، و( تَسَرْوَلَ) أي لبس السراويل. إذن قُلْ: البسْ سراويلك الأبيض أو البيضاء، ولا تقل: البسْ سراويلك البيْض لأنَّ (سراويل) مفرد، وجمعه (سراويلات).
(الحُوت) كما في المعاجم اللغويَّة : العظيم من السمك – والمشهور في جمعه: (حِيْتان) جمع تكسير يدلّ على الكثرة – ويجمع كذلك على (أَحْوَات) وهو جمع تكسير أيضاً لكنه يفيد القِلةَّ – وقد حصر الصرفيون أوزان القّلِة في أربعة: (أَفعال) مثل أَحْوَات، و(أفْعُل) مثل: (أَحْرُف)، و(أَفْعِلَة) كأمْثِلَة، و(فِعْلَة) مثل صِبْيَة – وما عدا ذلك من جموع التكسير يُعَدُّ جمع كثرة وأوزانه كثيرة. ولكلمة (حُوت) أكثر من معَنى؛ جاء في المعجم الوسيط: “(الحوُتُ): السَّمَكَةُ، صغيرة كانت أو كبيرة، وجنس من الحيوانات الثَّدْيَّية. والجمع حِيتان، وَأَحْوَات. و(الحُوت): أحد بروج السماء، بين الدّلو والحَمَل، وزمنه من 19 من فبراير إلى 20 من مارس” انتهى. يتبين أنَّ جمع (حُوت) هو (حيتان) وهو المشهور، وهو جمع تكسير يفيد الكثرة ويجمع أيضاً على (أَحْوَات) إذا أردنا القِلة كما في الوسيط، غير أنَّ المعاجم اللغويَّة القديمة لا تذكر سوى (حِيْتَان) جمعاً لـ (حُوت)، لكنَّ القياس يُجيز جمع (حُوت) على (أَحَوات) أيضاً – بوصفه أحد أوزان القَِّلة.
بَنْدَر يحلو للكثيرين تسمية أبنائهم بـ (بَنْدر) فما معنى بندر؟ بحثت في بعض المعاجم اللغويَّة القديمة فلم أجد هذا الاسم مما يؤكِّد أنَّه غير عربي أصلاً غير أنَّ التسمية به أمر مُحَبَّب إلى النفس فالإنسان حُرّ يُسَمِّي أولاده بما شاء من الأسماء العربية والأعجمية كما هو شائع ومعروف إذ ليس هناك ما يمنع فالاسم علامة على المَسمَّى يُعرف بها. ووجدت بعض المعاجم الحديثة تورد هذا الاسم كالمعجم الوسيط الذي ذكر له معنيين:الأول أنه مُرْسَى السفن والثاني أنه البلد الكبير، ويذكر أنه فارسي في المعنى الأول، ومُوَلَّد في المعنى الثاني جاء في الوسيط: « (البَنُدَر) : مُرْسَى السفن في الميناء (فارسي)، ويطلق الآن على البلد الكبير، يتبعه بعض القرى (مُوَلَّد) » انتهى كلامه. والمقصود بـ (المُوَلَّد) : اللفظ الذي استعمله الناس قديماً بعد عصر الرواية أي أنَّه اسْتَجَدّ لاحقاً بعد عصر الرواية أي لم يكن شائعاً على ألسنة العرب الأَقْحَاح القدامى بل استُعُمِل بعد عصر الرواية وسَمَّى به كثيرون أبناءَهم، وهو اسمٌ جميل كغيره من الأسماء الجميلة.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: اخْتَلَيْتُ بأصحابي ـ يريدون معنى الانفراد بهم، وهذا غير صحيح، والصواب: خَلَوْتُ بأصحابي ـ أي انفردتُ بهم ـ مِنْ (خَلاَ يَخْلُو)، يقال: خَلَوْتُ بزيدٍ: أي انفردتُ به، أمَّا (اخْتَلَى) فهي بمعنى : قطع ـ كما في المعاجم اللغويَّة. جاء في المصباح:
''وخلا بزيدٍ خُلْوَةً : انفردَ به ... واخْتَلَيْتُ الخلاء اخْتِلاءً: قَطَعْتُه وخَلَيْتُه خَلْيا: مثله، والفاعل: مُخْتَلٍ وخالٍ، وفي الحديث: ''لا يُخْتلِى خَلاَها'' أي لا يُجَزّ '' . وفي الوسيط :
''خَلاَ فلانٌ بصاحبه: انفردَ به في خَلْوَة ... ... واخْتَلَى السيف: قَطَعَ ... ويقال: اخْتَلَى رأسه: قَطَعَه ... '' . يتبيَّن أنَّ الأحرف الزائدة في الفعل قد تَصْرفه إلى معانٍ أخرى تختلف عن المجرَّد. إذن قُلْ: خَلَوْت بكذا بمعنى انفردتُ به، ولا تقلْ: اخْتَلْيتُ بكذا لأنها بمعنى قَطَعْتُ.
كثيراً ما نسمعهم يقولون للحصان أو الجواد، أو الفَرَس:خَيْل ـ يظنّون أنَّ لفظ (خَيْل) مفرد، وهذا غير صحيح، لأن (الخيل) اسم جمع، لا مفرد له من لفظه وسُمِّيت خيلا لاختيالها ويُعنى بالخيل: الأفراس، أو الخيول، ويطلق أيضا على الفُرسان ـ ويرد بمعنى الكِبْر ـ والصواب عند إرادة المفرد من الخيل أنْ يقال: فرس، أو حِصََان، أو جَوَاد ـ كما في المعاجم اللغوية، فهكذا نطقت العرب ـ غير أنَّ الذي يشيع على ألسنة كثيرين من الناس هو لفظ (الخيل) ويستعملونه استعمال المفرد مع أنَّه اسم جمع علما بأن كلمة (الخيل) لها معانٍ أخرى أوردها صاحب المعجم الوسيط، إذ قال: "(الخَيْل): الكِبْر والعُجْب بالنفس، وجماعة الأفراس (لا واحد له من لفظه)، والفُرْسان، والجمع أخيال، وخُيُول" ـ وقد وردت (الخيل) في القرآن الكريم بمعنى الأفراس، وبمعنى الفُرسان. إذن قُلْ: جواد، أو حصان، أو فرس ـ عند إرادة المفرد ولا تقل: خَيْل للمفرد، لأنَّ (الخيل) ليس مفرداً، بل هو اسم جمع لا واحد له من لفظه فهو بمنزلة (قَوْم) من حيث إنَّه اسم جمع لا مفرد له من لفظه ـ وإذا أردت الكثرة قُلْ: خُيُول، أما إذا أردت القِلَّة فَقُل: أَخْيَال.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:سِلبيَّة وسِلْبِيَّات – بكسر السين، وهذا غير صحيح ، والصواب: سَلْبِيَّة وسَلْبيَّات – بفتح السين كأنْ يقال: سَلْبيَّات العمل مثلاً – فالنطق الصحيح إنما هو بفتح السين. جاء في الوسيط:
"(السَّلْبِيَّة) : (عند الفلاسفة) : حال نفسيَّة تؤدِّي إلى البطء والتردّد في الحركة وقد تنتهي إلى توقّفها. وتطلق أيضا على اتجاه عام يقوم على الإضراب وعدم التعاون. وهذا اللفظ أَقَرَّه مجمع اللغة العربيَّة في القاهرة. إذن قُلْ: سَلْبِيَّة كذا – بفتح السين لا سِلْبِيَّة كذا – بكسرها.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: دَعامَة البيت أو دَعامَة القوم- بفتح الدال - يريدون عماد البيت، وعماد القوم أي سندهم ونصيرهم، وهذا غير صحيح، والصواب: دِعامَة - بكسر الدال كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق النطق العربيّ الصحيح، فهكذا نطقت العرب، جاء في المصباح المنير:
« (الدِّعامة) بالكسر: ما يَسْتَنِدُ به الحائط إذا مال، يمنعه السقوط ... ومنه قيل للسيِّد في قومه: هو دِعامة القوم، كما يقال: هو عمادُهم» والجمع (دعائم). إذن،قل: دِعامَة – بكسر الدال، ولا تقل: دَعامَة – بفتحها.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:دَفَعَ به نحو الهاوية ، بتعدية الفعل (دَفَعَ) بحرف الجر (الباء) وهذا غير صحيح ، والصواب أن يقال: دَفَعَه نحو كذا، بتعدية الفعل (دَفَعَ) بنفسه إلى المفعول به، على أنَّ الفعل (دَفَعَ) في سياقات أخرى قد يصحبه حرف الجرّ (إلى)، كقولك: دَفَعَ إليه كذا، أو حرف الجرّ (عَنْ) يقال: دَفَعْتُ عنه كذا، ودَفًَعْتُ عن الموضع أي رحلت عنه. أو حرف الجرّ (مِنْ) يقال: دَفَعْتُ مِن الإناء دَفْعَة – كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب. أي أنَّ الفعل (دَفَعَ) قد يتعدى بنفسه، وقد تصحبه أحرف الجرّ (إلى)، (عن)، (من) وفق سياقات مُعَيَّنة. إذن،قل: دَفَعَه نحو كذا، لا دَفَعَ به نحو كذا.
نظر إليه شَزْرَا لا شَذَرًا كثيراً ما نسمعهم يقولون:نَظَرَ إليه شَذْرًا أو شَذَرًا – بالذال الساكنة أو المفتوحة، وهذا غير صحيح ، والصواب أنْ يقال: نَظَرَ إليه شَزْرًا – بالزاي – الساكنة، وهو النظر بُمؤْخِرِ العين غضباً أو استهانة أو إعراضاً – كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب، جاء في مختار الصحاح:
“نَظَرَ إليه (شَزْرًا) وهو نَظَرُ الغضبان بِمُؤْخر عَيْنِه”
ومثل ذلك في الوسيط أما (الشَّذْر) فهو صغار اللؤلؤ أو قطع الذهب أو الخَرَز كما في المعاجم اللغويَّة. إذن،قُلْ: نَظَرَ إليه شَزْرًا (بالزاي الساكنة) ولا تقل: نَظَرَ إليه شَذرًا بالذال الساكنة أو المفتوحة.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:دَقَّ على الباب ـ بتعدية الفعل (دقَّ) بحرف الجر (على)، وهذا غير صحيح، والصواب أنْ يقال: دَقَّ البابَ بتعديته بنفسه، لأن الفعل (دقَّ) الذي بمعنى قَرَعَ يتعدَّى بنفسه ـ كما في المظانّ اللغويّة، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح، فهكذا نطقت العرب، جاء في مختار الصحاح:
"دَقَّ الشيءَ (فانْدَقَّ) ". وفي المصباح المنير:
"دَقَقْتُ الشيء دَقَّا فهو مَدْقُوق" وفي الوسيط:
"دَقَّ الشيءَ دَقًَا: كسره، أو ضربه بشيءٍ فَهَشَمَه ... ويقال: دَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ: أظهروا العيوب والعورات، ودَقَّ الباب والطَّبْلَ ونحوهما: قَرَعَه" وهذا اللفظ الأخير بمعناه مُوَلَّد أي استعمله الناس قديما بعد عصر الرواية. إذن قُلْ: دَقَّ فلانٌ البابَ، ولا تقل: دَقَّ فلانٌ على الباب.
دَعَسَه لا دَعَس عليه كثيراً ما نسمعهم يقولون:دَعَسَ عليه– بتعدية الفعل (دَعَسَ) بحرف الجرّ (على) يريدون: داسَه، وذَلَّلَه أو ما شابه ذلك،وهذا غير صحيح، والصواب: دَعَسَهُ بتعدية الفعل بنفسه – كما في المعاجم اللغويَّة لأنَّ الفعل (دَعَسَ) يتعدى بنفسه إلى المفعول به، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، ولـ (دَعَسَ) معانٍ معجميَّة متنوِّعة. جاء في الوسيط:
"(دَعَسَهُ) دَعْساً: طَعَنَه بالمِدْعس. ويقال: دَعَسَه به. ودَعَسَ الشيءَ: داسَه دَوْساً شديداً، ودَعَسَ الوعاءَ: حشاه، ودَعَسَ القَصَّاب الشاةَ: أَدْخَلَ يَدَه بين جِلدها ولحمها عند السَّلخ". إذن،قُلْ: دَعَسَه ولا تقل: دَعَسَ عليه.
وَلَّى هارباً لا وَلَّى الأدْبار كثيراً ما نسمعهم يقولون : وَلَّى فلانٌ الأَدْبار، وهذا غير صحيح، لأنَّ (الأدْبار) جمع (دُبُر) وهي المُؤَخِّرة فلا يُخبر بها عن المفرد، والصواب أنْ يقال: وَلَّى فلانٌ هارباً أو ولاَّهم دُبُرَه؛ لأنه مفرد، والمعنى: انهزمَ أمامه، ويقال: وَلَّى الأعداء الأدبار؛ لأنَّهم جمع – كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب جاء في الوسيط:
(الدُّبْر) أو (الدُّبُر) : الظهر، ويقال: ولاَّه دُبُرَه: انهزمَ أمامه والدُّبر: الإسْت، ومن كلّ شيء: عَقِبُه ومؤخَّرُه. والجمع أَدْبار وفي المصباح:
“ (الدُّبْر) : الفَرْج، والجمع: الأدبار، ولاَّه دُبُرَه: كناية عن الهزيمة ”. إذنْ،قُلْ: وَلَّى فلانٌ هارباً أو ولاَّه دُبُره، ولا تقل: ولَّى فلانٌ الأدْبار.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: أَشْعُرُ بآلام في الدِّسْك يريدون أَسْفل الظهر وهذا فيه نظر لأنَّ (الدِّسْك) كلمة أعجميِّة، ولها بديل عربي فصيح وهو (الطَّبَق) بالفتح الذي أحد معانيه المِفْصل، والغُضْرُوف كما في المعاجم اللغوية، لذا فاستعمال البديل الفصيح أولى من استعمال الأعجميّ – جاء في الوسيط: " (طَبَّقَ) الجازِرُ: أصاب الطَّبَق، وهو المِفْصل ... والطَّبَقُ في الطب: الغُضْرُوف بين كُلِّ اثنتين من فَقَار الظهر"
وهذا المعنى الأخير أَقَرَّه مجمع اللغة العربية في القاهرة. والجمع أَطْباقٌ، وطِباقٌ، وأطْبَاقُ الرأس: عظامُه، لتطابُقها، واشتباكها. إذن،قُلْ: أَشْعُرُ بآلام في الطَّبَق. الذي هو المِفْصل أو الغضروف الذي هو في الظهر، ولا تقل: أَشْعُرُ بآلام في الدِّسْك، لأنَّ الدِّسْك كلمة أعجميَّة.