فرط التدين

الحق سلاحي

:: عضوية محظورة ::
أحباب اللمة
إنضم
22 جوان 2011
المشاركات
2,636
نقاط التفاعل
1,829
النقاط
191
الحق سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / إستخدام ألفاظ نابيه وخادشة للحياء.
stairs-to-heaven-11-1.jpg


فرط التدين أو Hyperreligiosity: المعتقدات الدينية ليست شديدة فقط، إنّما قد تكون مترافقة مع نظريات لاهوتية أو كونية أنيقة. وقد يعتقد المرضى أنهم يتمتّعون بعناية إلهية خاصة.
التاريخ مليء بقادة وزعماء دينيين وروحيين كانوا يعانون أو يعتقد إصابتهم بمرض صرع الفص الصدغي. يعتقد عالم النفس وليم جيمس (1842-1910) أنّ صوت الناموس الجديد الذي سمعه الرسول بولس خلال رحلته إلى دمشق ربّما كان «إعصار عصبي سيكولوجي أو مرض عصبي كان يعاني منه كالصرع». كان بولس قد رأى أنواراً ساطعة وسمع صوتاً يخاطبه ويقول له: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» ثم سقط على الأرض، وكان كل من حوله لا يبصرون شيئاً، وعندما نهض كان مفتوح العيني لكنه لا يبصر شيئاً، وفي النهاية اهتدى. تكلّم بولس عن رؤاه في المقطع التالي: «7وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. 8مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. 9فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ»».

حالة شهيرة أخرى تتعلّق براهبة من القرن السادس عشر تعرف باسم القديسة تريزا من أڤيلا (1515-1582). فقد رأيت رؤى حية، ومرّت بحالات صداع شديدة وسماع أصوات قرع أجراس مصمّة للآذان، وكانت تعقب ذلك حالة من «السلام، الراحة، الهدوء، والثمار الطيبة في الروح، و... شعور طاغٍ بعظمة الرب وجلاله» ويقترح كتّاب سيرتها أنّها كانت تعاني من نوبات صَرَعِية.

يقول لابلانت أنّ الرسّامين والكتّاب أمثال فنسنت ڤان گوخ، گوستاف فلوبير، لويس كارول، مارسِل بروست، تينيسون ودستويفسكي، جميعهم كانوا نون من داء صرع الفص الصدغي. فالمصابون بهذا الداء غالباً ما يمرّون بحالات أو أنماط تغيّر في الشخصية، عادةً ما تتمثّل في الكتابة القهرية أو الرسم بالإضافة إلى التديّن المفرط.

حسب لابلانت السيد علي محمد باب، مؤسس الديانة البابية كان يعاني من مرض الصرع. والبيان البابي الفارسي يندرج تحت فئة "الأعمال الصرعية" الكلاسيكية.

ويزعم كل من هايدي هانسن ولڤ بورك هانسن بأن سورن كيركگارد قد كتب في مجلّته بأنّه كان يعاني من صرع الفص الصدغي واحتفظ بذلك كسرّ بقيّة حياته. وهما يقتبسان عنه قوله «من بين جميع الآلام ربما ليس هناك أكثر إيلاماً من أن يصبح الشخص موضوعاً للشفقة، ولا شيء أكثر من ذلك مدعاةً للثورة ضدّ الله. الناس عادةً يعتبرون مثل هكذا أشخاص بأنّهم أغبياء وسطحيون، لكن لن يكون من الصعب إثبات أنّ هذا هو بالضبط السر المخفي في حياة العديد من أعظم الشخصيات التاريخية وأكثرها تأثيراً.»

الفيلسوف الدانماركي كان محقاً تماماً. فبعيداً عن كون الناس يصفونهم بالأغبياء، فإنّ المصابين بمرض صرع الفص الصدغي هم من الأذكياء والعباقرة.

ويمكن تعريف صرف الفص الصدغي TLE بأنّه مرض الإبداع والعبقرية. هناك العديد من الأشخاص المشاهير والموهوبين عبر التاريخ كانوا يعانون من صرع الفص الصدغي وقد قيل أنهم يرجعون الفضل في عبقريتهم وإبداعهم إلى هذا المرض. وهناك حوالي خمس إى عشرة أشخاص من بين 1000 شخص يعانون من صرع الفص الصدغي. لكن ليسوا جميعهم من العباقرة والمشاهير بالتأكيد.

قام الطبيب والبروفيسور وعالم الأعصاب من كلية الطب بجامعة هارفرد ومؤلّف العديد من الكتب عن مرض الصرع، ستيفن شاختر بجمع قائمة عن أشخاص متميّزين ومشاهير في التاريخ من المحتمل أنّهم كانوا يعانون من صرع الفص الصدغي. وتشتمل هذه القائمة على أسماء فلاسفة، كتّاب، زعماء وقادة على مستوى العالم، شخصيات دينية هامّة ومحورية، رسّامين، شعراء، مؤلّفين موسيقيين، ممثلين، وشخصيات مشهورة أخرى.

يكتب شاختر قائلاً: «كان القدماء يعتقدون أنّ النوبات الصرعية عبارة عن أنفس شريرة أو شياطين تغزو جسد المريض. وكان الكهنة يحاولون معالجة المرضى بالصرع عن طريق إخراج الشياطين منهم باستخدام السحر والتعاويذ والصلوات. لكن في المقابل كان هناك الكثيرون ممّن تصدّوا لهذه الخرافة من القدماء وأوّلهم الطبيب الهندي أتريا ومن بعده أبوقراط اليوناني، فكلاهما عرّف الوبات على أنّها خلل في عمل الدماغ وليس ظاهرة غيبية أو شيطانية.» ثم يتابع قائلاً «النوبات الصرعية تتميّز يقوّة ورمزية كبيرين عبر التاريخ، إذ قبل سابقاً أنّها لها علاقة تربطها مع الإبداع أو القدرات القيادية الفائقة. لطالما شعر الباحثون والعلماء بالإعجاب والذهول من الدليل القائل بأنّ أهمّ الرسل والأنبياء البارزين وغيرهم من القديسين والزعماء الدينيين، والسياسيين، والفلاسفة، والعديد من الذين حققوا مقداراً من العظمة والشهرة في مجال الفنون والعلوم، كانوا يعانون من الصرع.»

أرسطو طاليس الذي كان أول من ربط بين الصرع والعبقرية، زعم أنّ سقراط نفسه كان مصاباً بنفس الداء. وقد أشار شاختر بأنّ الدكتور جيروم إنگل، أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا، يعتبر الرابطة المشتركة بين الصرع والعبقرية على أنّه مجرّد صدفة بحتة.

والحال يتابع شاختر قائلاً: «إلا أنّ آخرون لا يوافقون جيروم رأيه، قائلين أنّهم وجدوا رابطة ما بين الصرع والموهبة عند بعض الناس. تقول إيف لابلانت في كتابها Seized، أنّ النشاط الدماغي الغريب وغير الطبيعي الذي يطرأ في منطقة الفص الصدغي (نشاط مركّب جزئي) يلعب دوراً في عملية التفكير الإبداعي وصناعة الفن. يقول الدكتور وعالم النفس العصبي بول سباير أنه "في بعض الأحيان فإنّ نفس العوامل التي تسبّب الصرع تنتج الوهبة. فإذا خرّبت منطقة معيّنة [من الدماغ] خلال مرحلة مبكّرة من الحياة، فهناك فرصة كبيرة بأن تتطوّر المنطقة المطابقة لها في الجزء الآخر من الدماغ.»

هذه نظرية مثيرة للاهتمام. فإذا كان سباير محقاً، فليس صرع الفص الصدغي هو ما ينتج عبقرية وموهبة، بل ردّة فعل الدواغ واستجابته للتعويض عن الأضرار.

نورد هنا لائحة قصيرة بأسماء بعض العباقرة الذين يعتقد شاختر بأنّهم كانوا يعانون من نوبات صرع:

هارييت توبمان:
المرأة الإفريقية التي قادت المئات من أتباعها العبيد من الجنوب الأمريكي إلى الحرية في كندا. فقد باتت تعرف بـأنّها "موسى" شعبها.
القديس بولس: أعظم مبشّر ومروّج للديانة المسيحية، فمن دونه على الأرجح ما كانت المسيحية لتصبح ديانة عالمية.
جان دارك: ابنة أحد المزارعين، كانت فتاة أمية جاهلة من إحدى القرى النائية في فرنسا القروسطية، غيّرت مجرى التاريخ من خلال انتصاراتها العسكرية الهائلة. فمنذ عمر الثالثة عشر اختبرت جان لحظات انتشائية رأت فيها وميض من الأنوار، وسمعت أصوات القديسين وشاهدت الملائكة.
ألفرد نوبل: عالم الكيمياء السويدي ورجل الصناعة الشهير الذي اخترع الديناميت وموّل جائزة نوبل.
دانتي ألگييري: مؤّلف الكوميديا الإلهية المشهورة.
السير والتر سكوت: أحد أشهر الشخصيات الأدبية خالا الحقبة الرومنطيقية، القرن الثامن عشر.

جوناثان سويفت: هجّاء إنكليزي، ومؤلّف رواية "رحلات غاليفر".
لورد بايرون، بيرسي شيلي، وألفرد لورد تينيسون: ثلاثة من أعظم الشعراء الرومنطيقيين الإنجليز.
تشارلز ديكنز: كاتب من العصر الفكتوري ألّف مجموعة من الكتب والروايات التي تصنّف أنّها من روائع الأدب الكلاسيكي العالمي مثل "كريسماس كارول" و"أوليفر تويست".
لويس كارول: مؤلّف رواية "أليس في بلا العجائب"، وقد تناول الكثيرون نوباته الصرعية وكتبوا عنها. نفس الشعور الذي يطلق مغامرات أليس: السقوط في ثقب أو حفرة وهو شعور نموذجي ومألوف لدى أغلب المصابين بالنوبات.
فيودور دستويفسكي: الروائي الروسي العظيم، مؤلّف العديد من روائع الأدب العالمي مثل رواية "الأخوة كارامازوف" و"الجريمة والعقاب"، والذي يعتبر من قبل الكثير من النقّاد بأنه أوصل الرواية الغربية إلى القمّة.
ليو تولستوي: الكاتب والروائي الروسي الشهير في القرن التاسع عشر مؤلّف رائعتا "آنا كارنينا" و"الحرب والسلم"، كان يعاني من الصرع أيضاً.
گوستاف فلوبير: عَلَم آخر من أعلام الأدب. عبقري الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر الذي ألّف التحفة الأدبية الرائعة "مدام بوفاري" و"تعليم عاطفي". حسب شاختر: «كانت نوبات فلوبير الاعتيادية تبدأ بمشاعر التهديد بالفناء، صم بعد ذلك كان يشعر بعدم الأمان والضآلة، وكأنّه كان ينتقل إلى بعد آخر.» كتب في إحدى المرات واصفاً نوباته بأنّها كانت "أشبه بدوّامة من الأفكار والصور التي تعصف داخل دماغي القاحل، وكان وعيي خلالها أشبه بالوعاء الذي يغرق في قلب ذلك الإعصار". كان يشتكي قائلاً بأنّه كان يشعر باندفاع قويّ للذكريات، وكان يرى رؤى وهلوسات نارية، وكان يرغي من فمه، وكانت يده اليمنى تتحرك بطريقة تلقائية، يسقط في غيبوبة لمدّة عشر دقائق، ثم يتقيّأ.
أگاثا كريستي: الكاتبة البريطانية اللامعة التي كتبت روائع القصص البوليسية والغموض، وكانت تعاني من الصرع.
ترومان كابوت: الكاتب الأمريكي الذي ألّف رواية "بدمٍ بارد" و"فطور في بيت ستيفاني".
جورج فريدريك هاندل: الموسيقار الشهير ومؤلّف مقطوعة "المسيح".
نيكولو باگانيني: أحد أشهر عازفي الكمان.
پيتر تشايكوڤسكي: الموسيقار الروسي اللامع، ومؤلّف أشهر عروض الباليه "كالجميلة النائمة" و"كسّارة البندق".
بيتهوڤن: أحد أشهر عمالقة الموسيقى الكلاسيكية على الإطلاق.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top