سورة المجادلة

Mademoiselle carbone

:: عضو مُتميز ::
إنضم
27 جويلية 2016
المشاركات
564
نقاط التفاعل
893
النقاط
51
سورة المجادلة - سورة 58 - عدد آياتها 22

بسم الله الرحمن الرحيم

  1. قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
  2. الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ
  3. وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
  4. فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
  5. إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
  6. يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
  7. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
  8. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ
  9. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
  10. إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
  11. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
  12. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
  13. أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
  14. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
  15. أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
  16. اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
  17. لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
  18. يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ
  19. اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ
  20. إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ
  21. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
  22. لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
 
بارك الله فيك اختي

اضافة :



بين يدي السورة :

سورة المجادلة مدنية ، وقد تناولت أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، وحكم التناجي ، وآداب المجالس ، وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وعدم مودة أعداء الله ، إلى غير ذلك ، كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود .
* ابتدات السورة الكريمة ببيان قصة المجادلة (( خولة بنت ثعلبة )) التي ظاهر منها زوجها - على عادة أهل الجاهلية في تحريم الزوجة بالظهار - وقد جاءت تلك المرأة رسول الله صلّ الله عليه وسلم تشكو ظلم زوجها لها وقالت يا رسول الله : (( أكل مالي ، وأفنى شبابي ، ونشرت له بطني حتى إذا كبرتْ سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر مني )) ورسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فكانت تجادله وتقول يا رسول الله : ما طلقني ولكنه ظاهر مني ، فيرد عليها قوله السابق ، ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك ، فاستجاب الله دعاءها ، وفرّج كربتها وشكواها { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} الآيات .
* ثم تناولت حكم كفارة الظهار { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ...} الآيات .
* ثم تحدثت عن موضع التناجي ، وهو الكلام سراً بين اثنين فأكثر ، وقد كان هذا من دأب اليهود والمنافقين لإيذاء المؤمنين ، فبينت حكمه وحذّرت المؤمنين من عواقبه { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ....} الآيات .
* وتحدثت السورة عن اليهود اللعناء ، الذين كانوا يحضرون مجلس الرسول صلّ الله عليه وسلم فيحيونه بتحيه ملغوزة ، ظاهرها التحية والسلام ، وباطنها التسمية والمسبّة كقولهم : السامُ عليك يا محمد يعنون الموت { .. وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ... } .

* وتناولت السورة الحديث عن المنافقين بشيءٍ من الإسهاب ، فقد اتخذوا اليهود بخاصة أصدقاء ، يحبونهم ويوالونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين ، فكشفت الستار عن هؤلاء المذبذبين وفضحتهم { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم ... } الآيات .

* وختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة الحب في الله ، والبغض في الله ، الذي هو أصل الإيمان وأوثق عرى الدين ، ولا بدَّ في اكتمال الإيمان من معاداة أعداء الله { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ .. } إلى آخر السورة الكريمة .
قال الله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا .... إلى ...وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
[ من آية 1 الى نهاية آية 10 ]

اللغة : { تحاوركما } المحاورة : المراجعة في الكلام من حار الشيء يحور إذا رجع يرجع ومنه الدعاء المأثور (( نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر )) ، قال عنترة في فرسه :
لو كـان يــدري مـا المـحــاورة اشـتـكى ********************************** ولـــكــان لــو عــلـــم الكــلام مكـلمــي

{ يظاهرون } الظهار مشتق من الظهر ، يقال : ظاهر من امرأته إذا حرمها على نفسه بقوله : أنتِ عليَّ كظهر أُمي . { منكرا } المنكر : كل ما قبَّحه الشرع وحرّمه ونفَّر منه ، وهو خلاف المعروف .
{ يحادون } المحادَّة : المعاداة والمخالفة في الحدود والأحكام وهي مثل المشاقة ، قال الزجاج : المحادَّة أن تكون في حدٍّ يخالف حد صاحبه ، وأصلها الممانعة . { كبتوا } الكبتُ : القهر والإذلال والخزي ، يقال : كبته أي قهره و أخزاه { نجوى } النجوى : الكلام بين اثنين فأكثر سراً ، تناجى القوم تحدثوا فيما بينهم سراً . { حسبهم } كافيهم .

سَبَبُ النّزول :
أ - روي أن (( خولة بنت ثعلبة )) امرأة (( أوس بن الصَّامت )) أراد زوجها مواقعتها يوماً فأبت ، فغضب وظاهر منها ، فأتت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله : إن أوساً ظاهر مني بعد أن كبرت سني ، ورقَّ عظمي ، وإنَّ لي منه صبيةً صغاراً ، إن ضممتُهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا فما ترى !! فقال لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فقالتْ يا رسول الله : واللهِ ما ذكر طلاقاً وهو أبو ولدس وأحبُّ الناس إليَّ ، فجعل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يعيد قوله : ما أراك إلا قد حرمتِ عليه ، وهي تكرر قولها ، فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزل قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} الآيات .
ب - وروى البخاري عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي وسع سمعُه الأصواتَ ، لقد جاءت المجادلة - خولة بنت ثعلبة - فكلمت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت أسمع كلامهما ويخفى عليَّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها وتقول يا رسول الله : أبلى شبابي ، ونثرت له بطني ، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني ، اللهم ‘ني أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري وابن ماجه والبيهقي .

من كتاب صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني
 
بارك الله
بارك الله فيك اختي

اضافة :



بين يدي السورة :

سورة المجادلة مدنية ، وقد تناولت أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، وحكم التناجي ، وآداب المجالس ، وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وعدم مودة أعداء الله ، إلى غير ذلك ، كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود .
* ابتدات السورة الكريمة ببيان قصة المجادلة (( خولة بنت ثعلبة )) التي ظاهر منها زوجها - على عادة أهل الجاهلية في تحريم الزوجة بالظهار - وقد جاءت تلك المرأة رسول الله صلّ الله عليه وسلم تشكو ظلم زوجها لها وقالت يا رسول الله : (( أكل مالي ، وأفنى شبابي ، ونشرت له بطني حتى إذا كبرتْ سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر مني )) ورسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فكانت تجادله وتقول يا رسول الله : ما طلقني ولكنه ظاهر مني ، فيرد عليها قوله السابق ، ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك ، فاستجاب الله دعاءها ، وفرّج كربتها وشكواها { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} الآيات .
* ثم تناولت حكم كفارة الظهار { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ...} الآيات .
* ثم تحدثت عن موضع التناجي ، وهو الكلام سراً بين اثنين فأكثر ، وقد كان هذا من دأب اليهود والمنافقين لإيذاء المؤمنين ، فبينت حكمه وحذّرت المؤمنين من عواقبه { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ....} الآيات .
* وتحدثت السورة عن اليهود اللعناء ، الذين كانوا يحضرون مجلس الرسول صلّ الله عليه وسلم فيحيونه بتحيه ملغوزة ، ظاهرها التحية والسلام ، وباطنها التسمية والمسبّة كقولهم : السامُ عليك يا محمد يعنون الموت { .. وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ... } .

* وتناولت السورة الحديث عن المنافقين بشيءٍ من الإسهاب ، فقد اتخذوا اليهود بخاصة أصدقاء ، يحبونهم ويوالونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين ، فكشفت الستار عن هؤلاء المذبذبين وفضحتهم { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم ... } الآيات .

* وختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة الحب في الله ، والبغض في الله ، الذي هو أصل الإيمان وأوثق عرى الدين ، ولا بدَّ في اكتمال الإيمان من معاداة أعداء الله { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ .. } إلى آخر السورة الكريمة .
قال الله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا .... إلى ...وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
[ من آية 1 الى نهاية آية 10 ]

اللغة : { تحاوركما } المحاورة : المراجعة في الكلام من حار الشيء يحور إذا رجع يرجع ومنه الدعاء المأثور (( نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر )) ، قال عنترة في فرسه :
لو كـان يــدري مـا المـحــاورة اشـتـكى ********************************** ولـــكــان لــو عــلـــم الكــلام مكـلمــي

{ يظاهرون } الظهار مشتق من الظهر ، يقال : ظاهر من امرأته إذا حرمها على نفسه بقوله : أنتِ عليَّ كظهر أُمي . { منكرا } المنكر : كل ما قبَّحه الشرع وحرّمه ونفَّر منه ، وهو خلاف المعروف .
{ يحادون } المحادَّة : المعاداة والمخالفة في الحدود والأحكام وهي مثل المشاقة ، قال الزجاج : المحادَّة أن تكون في حدٍّ يخالف حد صاحبه ، وأصلها الممانعة . { كبتوا } الكبتُ : القهر والإذلال والخزي ، يقال : كبته أي قهره و أخزاه { نجوى } النجوى : الكلام بين اثنين فأكثر سراً ، تناجى القوم تحدثوا فيما بينهم سراً . { حسبهم } كافيهم .

سَبَبُ النّزول :
أ - روي أن (( خولة بنت ثعلبة )) امرأة (( أوس بن الصَّامت )) أراد زوجها مواقعتها يوماً فأبت ، فغضب وظاهر منها ، فأتت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله : إن أوساً ظاهر مني بعد أن كبرت سني ، ورقَّ عظمي ، وإنَّ لي منه صبيةً صغاراً ، إن ضممتُهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا فما ترى !! فقال لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فقالتْ يا رسول الله : واللهِ ما ذكر طلاقاً وهو أبو ولدس وأحبُّ الناس إليَّ ، فجعل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يعيد قوله : ما أراك إلا قد حرمتِ عليه ، وهي تكرر قولها ، فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزل قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} الآيات .
ب - وروى البخاري عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي وسع سمعُه الأصواتَ ، لقد جاءت المجادلة - خولة بنت ثعلبة - فكلمت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت أسمع كلامهما ويخفى عليَّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها وتقول يا رسول الله : أبلى شبابي ، ونثرت له بطني ، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني ، اللهم ‘ني أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري وابن ماجه والبيهقي .

من كتاب صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني
بارك الله فيك اختي الكريمة
وجزاك خيرا على هذه المعلومات
 
بارك الله

بارك الله فيك اختي الكريمة
وجزاك خيرا على هذه المعلومات
آمين
وفيك بارك الله اخي
 
بارك الله فيك اختي

اضافة :



بين يدي السورة :

سورة المجادلة مدنية ، وقد تناولت أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، والكفارة التي تجب على المظاهر ، وحكم التناجي ، وآداب المجالس ، وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وعدم مودة أعداء الله ، إلى غير ذلك ، كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود .
* ابتدات السورة الكريمة ببيان قصة المجادلة (( خولة بنت ثعلبة )) التي ظاهر منها زوجها - على عادة أهل الجاهلية في تحريم الزوجة بالظهار - وقد جاءت تلك المرأة رسول الله صلّ الله عليه وسلم تشكو ظلم زوجها لها وقالت يا رسول الله : (( أكل مالي ، وأفنى شبابي ، ونشرت له بطني حتى إذا كبرتْ سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر مني )) ورسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فكانت تجادله وتقول يا رسول الله : ما طلقني ولكنه ظاهر مني ، فيرد عليها قوله السابق ، ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك ، فاستجاب الله دعاءها ، وفرّج كربتها وشكواها { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} الآيات .
* ثم تناولت حكم كفارة الظهار { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ...} الآيات .
* ثم تحدثت عن موضع التناجي ، وهو الكلام سراً بين اثنين فأكثر ، وقد كان هذا من دأب اليهود والمنافقين لإيذاء المؤمنين ، فبينت حكمه وحذّرت المؤمنين من عواقبه { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ....} الآيات .
* وتحدثت السورة عن اليهود اللعناء ، الذين كانوا يحضرون مجلس الرسول صلّ الله عليه وسلم فيحيونه بتحيه ملغوزة ، ظاهرها التحية والسلام ، وباطنها التسمية والمسبّة كقولهم : السامُ عليك يا محمد يعنون الموت { .. وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ... } .

* وتناولت السورة الحديث عن المنافقين بشيءٍ من الإسهاب ، فقد اتخذوا اليهود بخاصة أصدقاء ، يحبونهم ويوالونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين ، فكشفت الستار عن هؤلاء المذبذبين وفضحتهم { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم ... } الآيات .

* وختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة الحب في الله ، والبغض في الله ، الذي هو أصل الإيمان وأوثق عرى الدين ، ولا بدَّ في اكتمال الإيمان من معاداة أعداء الله { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ .. } إلى آخر السورة الكريمة .
قال الله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا .... إلى ...وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
[ من آية 1 الى نهاية آية 10 ]

اللغة : { تحاوركما } المحاورة : المراجعة في الكلام من حار الشيء يحور إذا رجع يرجع ومنه الدعاء المأثور (( نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر )) ، قال عنترة في فرسه :
لو كـان يــدري مـا المـحــاورة اشـتـكى ********************************** ولـــكــان لــو عــلـــم الكــلام مكـلمــي

{ يظاهرون } الظهار مشتق من الظهر ، يقال : ظاهر من امرأته إذا حرمها على نفسه بقوله : أنتِ عليَّ كظهر أُمي . { منكرا } المنكر : كل ما قبَّحه الشرع وحرّمه ونفَّر منه ، وهو خلاف المعروف .
{ يحادون } المحادَّة : المعاداة والمخالفة في الحدود والأحكام وهي مثل المشاقة ، قال الزجاج : المحادَّة أن تكون في حدٍّ يخالف حد صاحبه ، وأصلها الممانعة . { كبتوا } الكبتُ : القهر والإذلال والخزي ، يقال : كبته أي قهره و أخزاه { نجوى } النجوى : الكلام بين اثنين فأكثر سراً ، تناجى القوم تحدثوا فيما بينهم سراً . { حسبهم } كافيهم .

سَبَبُ النّزول :
أ - روي أن (( خولة بنت ثعلبة )) امرأة (( أوس بن الصَّامت )) أراد زوجها مواقعتها يوماً فأبت ، فغضب وظاهر منها ، فأتت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله : إن أوساً ظاهر مني بعد أن كبرت سني ، ورقَّ عظمي ، وإنَّ لي منه صبيةً صغاراً ، إن ضممتُهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا فما ترى !! فقال لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فقالتْ يا رسول الله : واللهِ ما ذكر طلاقاً وهو أبو ولدس وأحبُّ الناس إليَّ ، فجعل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يعيد قوله : ما أراك إلا قد حرمتِ عليه ، وهي تكرر قولها ، فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزل قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} الآيات .
ب - وروى البخاري عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي وسع سمعُه الأصواتَ ، لقد جاءت المجادلة - خولة بنت ثعلبة - فكلمت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت أسمع كلامهما ويخفى عليَّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها وتقول يا رسول الله : أبلى شبابي ، ونثرت له بطني ، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني ، اللهم ‘ني أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري وابن ماجه والبيهقي .

من كتاب صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني
السلام عليكم
ربي يوفقك
راكي تشجعي فيا حبيبتي
واصلي ربي ينورك
 
تسلمي خيتوه
ثابري الله يوفقك
آمين واياك اخي
السلام عليكم
ربي يوفقك
راكي تشجعي فيا حبيبتي
واصلي ربي ينورك
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
آمين أنار الله حياتك بنور الايمان واذاقك طعمه الحلو الطيب
طيب اختي واصلي وقدر ما استطعت اواصل معكِ
بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top