موقف المسلم من الفتن لجمع من أفاضل أهل العلم - حفظهم الله-

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
فهذا موضوع نحتاج إلى مذاكرته والوقوف على طرف من جوانبه: وذلك من باب الحيطة، لأن معرفة آثار الشيء وعواقبه وأضراره يعطي العبد شيئا من الحصانة منه والحذر من الوقوع فيه، وقد قيل قديما: ( كيف يتقي من لا يدري ما يتقي؟! )
الذي لا يعرف الفتن، ولا يعرف آثارها وعواقبها وعوائدها: ربما دخل في شيء منها وتلطخ بها وأضرت بحياته، ثم بعد ذلك يلحقه من الندم ما يلحقه.
ومعرفة آثار الفتن نافع للعبد نفعا كبيرا، ومفيد له فائدة عظيمة، لأنه من باب النظر في العواقب ومآلات الأمور، وهذا يعد من حصافة العبد أي أنه قبل أن يقدم على أمر من الأمور: ينظر في عواقبه وآثاره.
ولهذا جاء في سيرة الإمام أحمد رحمه الله أن نفرا من علماء بغداد جاؤوا إليه رحمه الله في بيته، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا الأمر قد تفاقم وفشا - يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك - فقال لهم أبو عبد الله : فما تريدون ؟ قالوا: أن نشاورك في أنّا لسنا نرضى بإمارته ولا سلطانه! فناظرهم أبو عبد الله ساعة وقال لهم: ( عليكم بالنكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ) (1).
فهذه دعوة منه رحمه الله للنظر في آثار الفتن وعواقبها، وأيِّ شيء سيعود على أهلها منها.
وأخذ يحدثهم في ذلك، ثم إنهم خرجوا من عنده ولم يتلقوا كلامه بالقبول، بل لازالوا على رأيهم مصرين، ودعوا إلى مسلكهم ابن أخي الإمام أحمد رحمه الله، دعوه إلى المسلك نفسه : فنهاه والده، وقال: احذر أن تصاحبهم: فإن الإمام احمد لم ينههم إلا عن شر، فاعتذر ثم كانت نهاية قصتهم أن خرجوا على السلطان، فكانت العاقبة التي حذرهم منها الإمام أحمد رحمه الله: قًتِل من قًتِل، وسُجن من سُجن، دون أن يقدِّموا شيئاً في باب الإصلاح.
فالشاهد أن النظر في عواقب الأمور ومآلات الأشياء وعدم التعجل والتسرع من أنفع ما يكون للعبد.
ولهذا جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( إنها ستكون أمور متشابهات: فعلكم بالتُّؤَدَة، فإنك أن تكون تابعا في الخير خيرً من أن تكون رأساً في الشر ) (2).
فأوصى بالتؤدة وهي الأناة وعدم التعجل.
وروى الإمام البخاري رحمه الله في كتابه ( الأدب المفرد ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ( لا تكونوا عُجُلاً مَذَايِيعَ بُذُرًا: فإن من ورائكم بلاءً مبرِّحاً أو مُكْلِحاً، وأمور مُتَماحِلَةً رُدُحاً ) (3)، أي ثقيلة وشديدة.
فأوصى بأمور ثلاثة: قال :
( لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا ): فنهى عن العجلة، وهي التسرع بل ينبغي على الانسان أن يتأنى ويتروى وينظر في العواقب والآثار، ثم بعد ذلك يقدم بعد رويَّة وأناة.
قال: ( لا تكونوا عجلا مذاييع ) : أيضا هذا أمر يُحَذَّر منه غاية التحذير، عندما تلتهب الفتن وتشتد لا ينبغي للإنسان أن يكون ساعيا في اشتدادها واشتعالها بكلامه ومقاله: بأن يكون مذياعًا للفتنة مذياعا للشر ومذكيًا لناه.
وذكر الأمر الثالث : قال : ( بذرا ) أي بذرة الفتن والسُّعاة في نشرها، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر الأمة وأخبر أن الفتن توجد وستكون، وحذرهم من السعي فيها، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال - عليه الصلاة والسلام: ( ستكون فتن القاعد فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي ) (4)، أي ان المرء كلما كان بعيدا عن تحريك الفتنة وإشعالها وإيقادها وإضرامها كان خيرا له وأصلح، يبتعد عنها، ويسأل الله - تبارك وتعالى - أن يعيذه ويعيذ المسلمين من شرها، لا أن يكون أداةً في اشتعالها وانتشارها.
وقد جاء ( صحيح مسلم ) (5) من حديث زيد بن ثابت، عن نبينا - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : ( تعوذوا بالله من الفتن من ظهر منها وما بطن )، فقالوا الصحابة رضي الله عنهم : ( نعوذ بالله من الفتن ما ظهر وما بطن ).
فالفتن يُتعوذ منها ويطلب من الله - تبارك وتعالى - أن يعيذ المسلمين منها، وأن يحميَهم من غوائلها وآثارها وأخطارها وأضرارها.
ويكثُر في الدعوات المأثورة : التعوذ بالله من سوء الفتن، والتعوذ بالله من مضلات الفتن.
وهذا أمر ينبغي أن يكون المسلم على عناية به، وأن يحافظ عليه: لأن الحافظ هو الله - تبارك وتعالى -، والمعيذ هو الله، فيلجأُ العبد إلى الله - تبارك وتعالى - لجوءاً صادقاً، يسأل ربَّه - جل وعلا - أن يعيذه، وأن يقيه وأن يحميه والمسلمين من الفتن، هذا الذي يجب على كلِّ مسلم.
وباب فقه آثار الفتن يفيد الإنسان: لأن النظر في العواقب - عواقب الفتن - ومعرفةَ مآلاتها قبل تَقَحُّمهَا ودخولها يفيد الإنسان حصانةً منها وحذراً من الوقوع فيها، وكما قيل : ( السعيد من اتعظ بغيره )، فينظر ويتأمل وتروى ويتفقه في الآثار ويسأل أهلَ العلم، وأهل الذكر قبل أن يقتحَّم فتنةً، ربما كان فيها رأسا، وربما كان فيها فاتحاً لباب شرٍّ عليه وعلى غيره.
وقد جاء في الحديث (سنن ابن ماجة) و (السنة) لابن أبي عاصم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من الناس ناسا مفاتح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتح للشر مغاليق للشر فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه) (6).
يجب على المسلم أن يربأ أن يكون مفتاحا للشر ورأسا فيه وداعية من دعاته، يورِّط نفسه ويورط غيره ويقحِّمهم في وَرْطات لا يَحمد لا هو لا هم عواقبَها، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فالشاهد أن باب فقهِ عواقب الفتن وآثارها وما ينجم عنها من أضرار وأخطار: يفيد المسلم فائدةً كبيرةً.
وآثار الفتن كثيرة وعديدة، ويطول عدُّها والكلامُ عليها. لكنني أشير في هذه الرسالة إلى جملة من آثار وشيء من الأخبار، راجيا من الله - تبارك وتعالى - أن يكون في ذلك خير ونفع لنا أجمعين .

_______________
1. رواه أبو بكر الخلاَّل في (السُّنَّة) رقم (90).
2. أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنَّف)) (38343)، والبيهقي في ((الشُّعب)) (9886).
3. ((الأدب المفرد)) (327)، قال الألباني: صحيح.
4. البخاري (3406)، ومسلم (2886).
5. برقم (2867).
6. ((سنن ابن ماجة)) (237)، وابن أبي عاصم في ((السُّنَّة)) (297)، والطَّيالسي في ((مسنده)) (2082)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (69 ) ، وحسنه الألباني في ((الصحيحة)) (1332).

*****

إن شاء الله
الأثر الأول
انصراف النَّاس عن العبادة
@ابو ليث أخي
أنهيت هذا الجزء من المحاظرة
لا أجد أفضل من هكذا كلام يتناغم مع الفطرة السليمة
سؤال أخي أباليث هل القول بخلق القرآن مخرج من الملة أم كبيرة من الكبائر لكي أطرح بعدها سؤالا آخر قبل المرور إلى الجزء الثاني
 
الأثر الأول
انصراف الناس عن العبادة

من آثار الفتن أنها سببٌ لانصراف العبد عن العبادة التي خُلق لأجلها والطَّاعة التي أُوجد لتحقيقها، وينصرف عن ذكر الله -تبارك وتعالى-، وتُصبح حياته وأيَّامه وأوقاته مشغولةً بالقيل والقال والأمور التي تُثار والفتن التي تتأجَّج، وقلبه يكون مشوَّشا مضطربًا مشغولاً، فلا يهدأ ولا يطمئنُّ ولا يتحقق منه ذكرٌ لله- تبارك وتعالى- على وجه الطُّمأنينة فيكون مضطرب القلب، مشوَّش البال، منشغل الخاطر: ولهذا جاء في الحديث الصَّحيح عن نبيِّنا- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ( عبادة في الهرج كهجرة إلي ) (1).
الهرج: ما يكون في الناس من اضطراب، وعندما تموج الأمور وتضطرب وينشب بين الناس الفتن والقتل ونحو ذلك، من يكون في مثل هذا الوقت مشتغلا بعبادة الله- تبارك وتعالى- فهو كالمهاجر إلى النبي –عليه الصلاة والسلام-.
وهذا يبين أن من كان في الهرج مشتغلا بالعبادة: فإنه موفَقٌ سالمٌ من أوضار الفتنة.
وأيضا في الوقت نفسه يدل على أن الذي ينبغي على الإنسان في الفتن هو الإقبال على العبادة، وتجنب الفتن: ليفوز بالسعادة والراحة والطمأنينة ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ( إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ) (2)، وكررها- عليه الصلاة والسلام- ثلاث مرات.
فالسعادة في تجنب الفتن، والاشتغال بالعبادة، والذِّكر، والطَّاعة لله- سبحانه وتعالى-، والتقرب إليه- جل وعلا- بما شرع، بأنواع العبادات، وأنواع الأذكار، وأنواع القربات.
وقد جاء في (الصحيح) من حديث أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعًا يقول : ( سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟! ماذا أنزل الله من الفتن؟! من يوقظ صواحب الحجرات - يعني : أزواجه - يصلين ) (3).
فأرشد – عليه الصلاة والسلام- عند نزول الفتن إلى الصلاة، إلى عبادة الله- تبارك وتعالى-، إلى التقرب إليه، قال : ( من يوقظ صواحب الحجرات يصلين، رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة ).
وأيضا : يدل على هذا المعنى: قوله -عليه الصلاة السلام-: ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ) (4)، فأرشد إلى الأَعمال الصالحة، يعني يقبل الإنسان على طاعة الله، على الصلاة، على الذكر، على الدعاء، على تلاوة القرآن.
وعندما تموج الفتن: يشغل الناس عن الأعمال، وعن العبادات إلا القليل ممن يكتب لهم –تبارك وتعالى- توفيقا وتسديدا وتأييدا.
لما وقعت الفتنة في زمن التابعين: قال الحسن البصري رحمه الله –وهو ممن اعتزل الفتن-، قال : ( يا أيها الناس! إنه –والله! – ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة : فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف، ولكن عليكم بالسكينة والتضرع ) (5) : فإن الله يقول : (( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) 76:المؤمنون، أي أن الواجب على الإنسان هو الاستكانة إلى الله، والتضرع إليه، وملازمة ذكره ، وأن يصلح حاله بنفسه وبيته، وأن يستقيم على طاعة ربه على الوجه الذي يرضي الله –تبارك وتعالى-.
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذا المعنى أنه قال : ( تكون فتنةٌ لا يُنجي منها إلا دعاءٌ كدعاء الغريق ) (6).
ويعرف كلٌ واحد منَّا كيف يكون دعاء الغريق، الذي أدركه الغرق كيف يكون دعاؤه؟! يقول : ( تكون فتنة لا يُنجي منها إلا دعاء الغريق )، أنت تُقبل على الله –تبارك وتعالى- اقبالاً صادقًا بأن ينَّجِّيَك ويجيرَك ويسلِّمَك ويحفظك.


_____________
1. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (20/213) من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، وصححه الألباني في (صحيح الجامع) (3974).
2. أخرجه أبو داود (4263) من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه وصححه الألباني في (الصحيحة) (975).
3. (صحيح البخاري) (7069،6218،5844،3599،1126،115).
4. أخرجه مسلم (118 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنها.
5. أخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى) (7/164)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) (12/178 ).
6. أخرجه ابن أبي شيبة (7/531).
وجاء نحوه عن حذيفة رضي الله عنه، أخرجه ابن أبي شيبة (6/22)، والحاكم (1/687) وصححه.


*****

إن شاء الله
الأثر الثاني
صرف الناس عن العلم والعلماء

أبا ليث هذا الجزء جاني على قلبي و هذا ما قلته لك بالأمس بالضبط
و سندندن حولها بحول الله أخي
رايح أبدأ
و هذا ما يحصل الآن بالضبط فالجميع ترك العبادة و بدأ القذف المتبادل
و كأنها مصارعة الكل يريد صرع الآخر
و من من تفرغ للشجار حتى أنهم في مسجد واحد و في مؤسسة واحدة تراهم أعداء
يغتابون بعضهم البعض و منهم من لا تجد له حديثا غير
التكلم عن منافسه او عدوه
حتى انهم لا يسلمون على بعض و كأنهما طائفتان من ديانات مختلفة بينما الأصل أنهما كلاهما من أهل السنة و الجماعة
ليتهم تركوا التعصب و تحاكموا غلى القرآم و السنة و إذا كان لكل فهمه فهذا يحصل حتى بين الصحابة
فلقد اختلفوا و كانوا كلهم على الحق
 
آخر تعديل:
هل القول بخلق القرآن مخرج من الملة أم كبيرة من الكبائر لكي أطرح بعدها سؤالا آخر قبل المرور إلى الجزء الثاني
حكم من قال : إن القرآن مخلوق

س: تقول : ما حكم من ينتسب إلى مذهب يؤمن بأن القرآن مخلوق ، وأن الناس لا يرون الله يوم القيامة ، مع العلم أن من ينتسبون إلى هذا المذهب أغلبهم لا يقرون بخلق القرآن ، ولا يؤمنون به ، ويقولون : إنا لا نؤمن بأن القرآن مخلوق ، لكننا ننتسب إلى هذا المذهب ؛ لأن آباءنا كانوا ينتسبون إليه فقط ، وما حكم من يؤمن بخلق القرآن؟ أيعتبر خارجا عن ملة الإسلام ؟ وجهونا في هذا ، جزاكم الله خيرا .

ج :
نعم الذين يقولون : إن القرآن مخلوق ، معناه إنكار أنه كلام الله ، وهذا كفر أكبر ، وهكذا من قال : إن الله لا يرى ، فمن أنكر رؤية الله في الآخرة ، رؤيته في الجنة فهذا كفر أكبر ؛ لأنه كذب الله وكذب رسوله عليه الصلاة والسلام ، فكل طائفة أو شخص يقول : إن القرآن مخلوق ، معناه أنه ليس كلام الله بل هو كلام مخلوق ، والله صرح بأنه كلامه سبحانه وتعالى ؛ لقوله جل وعلا : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ) وقال تعالى : يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ .

والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للناس : ألا رجل يؤمنني حتى أبلغ كلام ربي) يطوف عليهم في مكة قبل الهجرة يطلب منهم أن يؤووه حتى يبلغ كلام الله ، المقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم صرحوا بأن القرآن كلام الله ، والقرآن دل على أنه كلام الله ، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه ليس كلام الله ، فيكون كافرا بذلك ، مكذبا لله ولرسوله ولإجماع المسلمين ، وهكذا من أنكر صفات الله ، وأنكر رؤيته ومن قال : إنه ليس بحكيم ولا حليم ، ولا عزيز ولا قدير ، فهو كافر كالجهمية ، وكذلك من أنكر رؤية الله ، وأن المؤمنين لا يرونه في الآخرة ولا في الجنة ، هذا كافر كفرا أكبر ، أعوذ بالله ؛ لأنه كذب الله ورسوله ، والله يقول جل وعلا في حق الكفرة :
MEDIA-B2.GIF
كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فإذا حجب الكفار ، معناه أن المؤمنين يرون ربهم ، سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) ، ناضرة أي بهية جميلة ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ تنظر إلى الله سبحانه وتعالى ، وقال جل وعلا : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله ) وجاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) ، وقال في حديث آخر :كما ترون الشمس في صحراء ليس دونها سحاب) وكما قال في ليلة البدر ، لا تضامون في رؤيته ، يعني رؤية واضحة بارزة ظاهرة ، ليست فيها شبهة ولا شك ، فالمقصود أن
المؤمنين يوم القيامة يرون ربهم رؤية ظاهرة كما ترى الشمس صحوا ، ليس دونها سحاب رؤية بارزة ، وهكذا في الجنة يرون ربهم جل وعلا ، فمن أنكر هذا ، وقال : إنه لا يرى فقد كذب الله ورسوله ، فيكون كافرا نسأل الله العافية .
 
حكم من قال : إن القرآن مخلوق

س: تقول : ما حكم من ينتسب إلى مذهب يؤمن بأن القرآن مخلوق ، وأن الناس لا يرون الله يوم القيامة ، مع العلم أن من ينتسبون إلى هذا المذهب أغلبهم لا يقرون بخلق القرآن ، ولا يؤمنون به ، ويقولون : إنا لا نؤمن بأن القرآن مخلوق ، لكننا ننتسب إلى هذا المذهب ؛ لأن آباءنا كانوا ينتسبون إليه فقط ، وما حكم من يؤمن بخلق القرآن؟ أيعتبر خارجا عن ملة الإسلام ؟ وجهونا في هذا ، جزاكم الله خيرا .

ج :
نعم الذين يقولون : إن القرآن مخلوق ، معناه إنكار أنه كلام الله ، وهذا كفر أكبر ، وهكذا من قال : إن الله لا يرى ، فمن أنكر رؤية الله في الآخرة ، رؤيته في الجنة فهذا كفر أكبر ؛ لأنه كذب الله وكذب رسوله عليه الصلاة والسلام ، فكل طائفة أو شخص يقول : إن القرآن مخلوق ، معناه أنه ليس كلام الله بل هو كلام مخلوق ، والله صرح بأنه كلامه سبحانه وتعالى ؛ لقوله جل وعلا : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ) وقال تعالى : يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ .

والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للناس : ألا رجل يؤمنني حتى أبلغ كلام ربي) يطوف عليهم في مكة قبل الهجرة يطلب منهم أن يؤووه حتى يبلغ كلام الله ، المقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم صرحوا بأن القرآن كلام الله ، والقرآن دل على أنه كلام الله ، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه ليس كلام الله ، فيكون كافرا بذلك ، مكذبا لله ولرسوله ولإجماع المسلمين ، وهكذا من أنكر صفات الله ، وأنكر رؤيته ومن قال : إنه ليس بحكيم ولا حليم ، ولا عزيز ولا قدير ، فهو كافر كالجهمية ، وكذلك من أنكر رؤية الله ، وأن المؤمنين لا يرونه في الآخرة ولا في الجنة ، هذا كافر كفرا أكبر ، أعوذ بالله ؛ لأنه كذب الله ورسوله ، والله يقول جل وعلا في حق الكفرة :
MEDIA-B2.GIF
كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فإذا حجب الكفار ، معناه أن المؤمنين يرون ربهم ، سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) ، ناضرة أي بهية جميلة ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ تنظر إلى الله سبحانه وتعالى ، وقال جل وعلا : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله ) وجاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) ، وقال في حديث آخر :كما ترون الشمس في صحراء ليس دونها سحاب) وكما قال في ليلة البدر ، لا تضامون في رؤيته ، يعني رؤية واضحة بارزة ظاهرة ، ليست فيها شبهة ولا شك ، فالمقصود أن
المؤمنين يوم القيامة يرون ربهم رؤية ظاهرة كما ترى الشمس صحوا ، ليس دونها سحاب رؤية بارزة ، وهكذا في الجنة يرون ربهم جل وعلا ، فمن أنكر هذا ، وقال : إنه لا يرى فقد كذب الله ورسوله ، فيكون كافرا نسأل الله العافية .
سبحان الله على الرغم من كل هذا و صبر ابوحنيفة و لم يفتن الناس
و لم يخرجوا على المأمون على ما أعتقد لأنه كان يعتقد أيضا بخلق القرأن
 
سبحان الله على الرغم من كل هذا و صبر ابوحنيفة و لم يفتن الناس
و لم يخرجوا على المأمون على ما أعتقد لأنه كان يعتقد أيضا بخلق القرأن
الذي كان في الفتنة هو الامام أحمد بن حنبل رحمه الله.
 
الذي كان في الفتنة هو الامام أحمد بن حنبل رحمه الله.
نعم نعم أخطأت الامام بن حنبل رحمه الله
ما شد إنتباهي أنه لم يخرج عن الولي المأمون على ما أعتقد
بالرغم من تأثر المأمون بهذا القول الكبير
 
ذلك هو الذي كان، و هذا فعل الأئمة حينما يتقيدون بالأحاديث التي تنهى عن الخروج على ولاة أمرهم، لأنهم يعلمون أن الصلاح و الرشد و النجاة في متابعة سنته عليه الصلاة و السلام و الفساد و الغي و الهلاك في مخالفتها، لا كحال الكثير اليوم من المغرورين المغمورين بالبدع و الأهواء، يخرجون الناس من الدهماء ليلقوا حتفهم ثم يذهبون يتنزهون في الحدائق الغناء، ألم أقل لك أنه حال القعدية من الخوارج.
أعجبني إنتبهك لهذا الأمر.
لا زلت أنتظر باقي الانتبهات و التعليقات.
 
طيب اخي ما سندندن حوله في الغد هو الجزء اللاحق من المحاظرة
لكن قبله لابد أن نتوقف هنا للحظة
تقريبا هذا الجزء ينطبق على حالنا اليوم من الفتن
لكن ارى ان موقفي هو الصائب في الامر
فلقد ذكرت لك سابقا الصحابة الذين وقفوا في الحياد زمن الفتنة بين علي و معاوية رضي الله عنهما
و من بينهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما و الكثير من الصحابة
و اليوم نرى موقف الامام بن حنبل و من معه و هو إلتزام الحياد و السكوت وقت الفتن
و انا أرى ان الجميع له يد في الفتن إلا من إلتزموا الحياد الإيجابي
و هو الاشتغال بالعلم و العبادة و الدعاء و المولاة لولي الحكم
 
و كذلك بيان حال من يؤلب عليه و يخرأهلا أخي أبج الناس ضده و يفتن الناس بلا نقاش.
اهلا اخي ابا ليث اريد منك التوسع اكثر طبعا مع دكر الأدلة بخصوص بيان حالهم
أليس بتدخلنا نكون قد دخلنا الفتنة من الباب الخلفي
 
رائعة هذه منك، و الله أضحكتني كثيرا أيها الأخ الطيب، الحوار معك جد شيق، أول مرة أسمع أن للفتنة باب خلفي لعلك تقصد باب الطوارئ حيث يفر الناس إذا وقعت الحرائق أو الزلازل، فصار الناس يفرون منه و نحن نكر من حيث يفرون، هذه للطرفة فقط.
تابع معي باقي المشاركة لأجيبك عن الباب الخلفي و ما يكون.
 
آخر تعديل:
ماذا كان صنيع النبي عليه الصلاة و السلام و ما كان موقفه من خوارج الأمة؟
و لما تعرض له ذو الخويصرة التميمي كيف كان جوابه؟
و هل نبَّه أصحابه عليه و حذرهم منه و بين حال من يخرج من ضئضئه؟
و هل حذر من بعده الصحابة من الخوارج؟
أم أنهم أقروهم لما إدعوا أنهم قوم يقومون على الظلم، و أنهم يريدون نزع الظلمة من الحكم كما كان حالهم (زعموا) مع عثمان رضي الله عنه و أرضاه؟
و هل أقرهم علي رضي الله عنه و في مسألة التحكيم، أم أنه رد عليهم؟
و لماذا ناظرهم إبن عباس رضي الله عنه و أرجع جُلهم، ثم خرج باقيهم يوم النهروان؟
و من الذي قتل عثمان و من الذي قتل علي رضي الله عنهما و بإيعاز ممن؟
أتوقف معك عند هذه الحقبة الزمنية (فهي خير حقبة عرفها التاريخ) لتجيبني و بعدها نتم النقاش.
 
آخر تعديل:
رائعة هذه منك، و الله أضحكتني كثيرا أيها الأخ الطيب، الحوار معك جد شيق، أول مرة أسمع أن للفتنة باب خلفي لعلك تقصد باب الطوارئ حيث يفر الناس إذا وقعت الحرائق أو الزلازل، فصار الناس يفرون منه و نحن نكر من حيث يفرون، هذه للطرفة فقط.
تابعي معي باقي المشاركة لأجيبك عن الباب الخلفي و ما يكون.
ههههههههههههه
أهلا أخي جعلتني أضحك على الرغم من جدية الموضوع
هههههههههه
 
ماذا كان صنيع النبي عليه الصلاة و السلام و ما كان موقفه من خوارج الأمة؟
و لما تعرض له ذو الخويصرة التميمي كيف كان جوابه؟
و هل نبَّه أصحابه عليه و حذرهم منه و بين حال من يخرج من ضئضئه؟
و هل حذر من بعده الصحابة من الخوارج؟
أم أنهم أقروهم لما إدعوا أنهم قوم يقومون على الظلم، و أنهم يريدون نزع الظلمة من الحكم كما كان حالهم (زعموا) مع عثمان رضي الله عنه و أرضاه؟
و هل أقرهم علي رضي الله عنه و في مسألة التحكيم، أم أنه رد عليهم؟
و لماذا ناظرهم إبن عباس رضي الله عنه و أرجع جُلهم، ثم خرج باقيهم يوم النهروان؟
و من الذي قتل عثمان و من الذي قتل علي رضي الله عنهما و بإيعاز ممن؟
أتوقف معك عند هذه الحقبة الزمنية (فهي خير حقبة عرفها التاريخ) لتجبني و بعدها نتم النقاش.
فعلا فعلا كل ما قلته عين الصواب و لا مجال لي للهروب
نزيد سؤال أم عندك شي تضيفه اخي
 
أكتفي بهذا، لكن ليس لك أن تسأل قبل أن تجيب، و إلا إنغلقت عليك نوافذ النجاة و إنغلق علي الباب الخلفي، و هذيك الساعة خلااااااااااااات.
 
ماذا كان صنيع النبي عليه الصلاة و السلام و ما كان موقفه من خوارج الأمة؟
طبعا حذر منهم و قال من ضمن الحديث ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )
و لما تعرض له ذو الخويصرة التميمي كيف كان جوابه؟
قال له : ( ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله )
و هل نبَّه أصحابه عليه و حذرهم منه و بين حال من يخرج من ضئضئه؟
أكيد فقال : إنه يخرج من ضئضئ هذا ( عقبه ) قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
و هل حذر من بعده الصحابة من الخوارج؟
موقعة النهروان بين علي رضي الله عنه و الخوارج
أم أنهم أقروهم لما إدعوا أنهم قوم يقومون على الظلم، و أنهم يريدون نزع الظلمة من الحكم كما كان حالهم (زعموا) مع عثمان رضي الله عنه و أرضاه؟
لا بل حاججهم ابن عباس
و هل أقرهم علي رضي الله عنه و في مسألة التحكيم، أم أنه رد عليهم؟
و هو من ارسل بن عباس رضي الله عنه ليحاججهم
و لماذا ناظرهم إبن عباس رضي الله عنه و أرجع جُلهم، ثم خرج باقيهم يوم النهروان؟
ناظرهم لأنهم كانوا على باطل بل كانوا سيقتلون كل المسلمين
و من الذي قتل عثمان و من الذي قتل علي رضي الله عنهما و بإيعاز ممن؟
مجموعة من المجرمين و من بينهم حرقوص بن زهير السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يحق لي طرح السؤال ام ما زال
 
يحق لك الأن فقد فتح الباب و أفسحت النوافذ و إليك الكلمة و لن تكون أخر كلمة.
 
يحق لك الأن فقد فتح الباب و أفسحت النوافذ و إليك الكلمة و لن تكون أخر كلمة.
هههههههههههههه طيب أخي
سؤالي من هم الخوارج و ما عقائدهم
كرؤوس أقلام فقط لكي لا أشق عليك
 
هههههههههههههه طيب أخي
سؤالي من هم الخوارج و ما عقائدهم
كرؤوس أقلام فقط لكي لا أشق عليك
بذرة الخوارج نشأة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - جاء عبدالله ذو الخويصرة التميمي فقال "اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ..." رواه البخاري (6933) ومسلم (1063) وبعد ما جرى بين علي - رضي الله عنه - من جهة ومعاوية وعمرو بن العاص من جهة في موقعة صفين ورفع أصحاب معاوية المصاحف طلباً للتحكيم ثم رضوا بالتحكيم وأن يرجع معاوية للشام وعلي للكوفة خرجت الخوارج على علي وكانوا معه فكفروه لأنه رضي بالتحكيم والله يقول ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44] وطلبوا منه التوبة من الكفر واجتمعوا بحروراء وأرسل علي ابن عباس - رضي الله عنه - لمناظرتهم ثم رجع منهم خلق كثير ثم استباحوا دماء مخالفيهم فقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين فمر بهم عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه سرية وهي حامل فقتلوه وبقروا بطن سريته عن ولد فبلغ عليا فخرج إليهم وحصل بينهم واقعة النهروان ونال منهم ولم يبق منهم إلا القليل الذي حمل فكرهم.



من أسماء الخوارج الحرورية نسبة إلى حروراء مكان قرب الكوفة حينما تجمعوا بها ضد علي - رضي الله عنه - والشراة حينما أدعوا أن شروا أنفسهم أي باعوها لله والمحكمة حينما انكروا التحكيم بين علي وخصومه - رضي الله عنه -


• من صفات الخوارج أنهم يتنطعون في الدين فيظهرون من الزهد والتخشع مالم يأذن به الله ففي رواية للبخاري (7562) لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ أَوْ قَالَ التَّسْبِيدُ" أي أنهم يحلقون شعر الرأس تعبدا في غير النسك.



• من صفاتهم أن قياداتهم شابة غير راشدة ففي حديث علي - رضي الله عنه - "سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ" رواه البخاري (6930) ومسلم (1066).



• من صفاتهم الجهل بالعلم الشرعي فلم يعرفوا بالتتلمذ على العلماء العاملين فهم يعتمدون على فهمهم للنصوص دون الرجوع إلى أهل العلم وما ضل من ضل إلا بذلك ففي حديث علي - رضي الله عنه - "يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ" وفي حديث أبي سعيد "يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ" رواه البخاري (5058) ومسلم (1064) فهم يقرأون القرآن ويستدلون به من غير فهم فحفظهم للقرآن مجرد حفظ الألفاظ من غير فقه فيه ومعرفة متشابهه. وهذا معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ".



• من صفاتهم أن عندهم كثرة عبادة ففي حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ".



• من صفاتهم اعتراضهم على العلماء العاملين فقدوتهم ذو الخويصرة التميمي قال "اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ" وخلفه كفروا الصحابة - رضي الله عنه - وطلبوا منهم التوبة من الكفر في حادثة التحكيم.



• من معتقد الخوارج تكفير أصحاب الكبائر فكفروا بعض الصحابة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 468) النواصب الخوارج المارقون إذ قالوا: إن عثمان وعلي بن أبي طالب ومن معهما كانوا كفارا مرتدين.



• من معتقدهم أنهم يستحلون دماء المسلمين فينشغلون بالمسلمين عن الكفار ففي حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ" رواه البخاري (3344) ومسلم (1064) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/301) الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم استباحوا دماءهم وتركوا أهل الذمة فقالوا نفي لهم بعهدهم وتركوا قتال المشركين واشتغلوا بقتال المسلمين وهذا كله من آثار عبادة الجهال.



• من معتقدهم تخليد أصحاب الكبائر في النار واستدلوا بنصوص الوعيد كقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93] وكحديث "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ" رواه البخاري (2475) ومسلم (57) عن أبي هريرة - رضي الله عنه.



فمن أسباب جهلهم عدم جمعهم بين النصوص أحياناً وحمل النصوص الواردة في الكفار على المسلمين سئل نافع كيف كان رأي بن عمر - رضي الله عنه - في الحرورية قال كان يراهم شرار خلق الله انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين صحح إسناده ابن حجر في الفتح (12/286).



• من معتقدهم أنهم ينكرون بعض السنة بحجة مخالفتها للقرآن أحياناً ولكفر من نقلها من الصحابة - رضي الله عنه - أحياناً فمثلا أنكروا حد الرجم لأن الذي جاء بالقرآن هو الجلد فقط وأنكروا نصاب السرقة فالقرآن أطلق قطع يد السارق وأنكر عامتهم عذاب القبر.

من معتقدهم يرون الخروج المسلح على الحاكم الشرعي بسبب المعصية وإن كان متأولا فخرجوا على علي - رضي الله عنه -.
إلى هنا إنتهى المقصود من نقل الكلام و راجع للتمام فقد قرب وقت الصلاة.

رابط الموضوع: من هم الخوارج؟
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top