التفاعل
3K
الجوائز
1K
- تاريخ التسجيل
- 24 أفريل 2010
- المشاركات
- 3,546
- آخر نشاط
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 2

هل تعرف .. الرفيق ..؟
،
*الرفيق*
وهو من الأسماء الحسنى الثابتة في السنة ،
روى البخاري في (صحيحه) عن عروة ،عن عائشة –رضي الله عنها – قالت :
((استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم ،فقالوا :
السام عليك ،
فقلت :بل عليكم السام واللعنة ،
فقال : (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ،
قلت : أو لم تسمع ما قالوا
قال :قلت :وعليكم )).
ففي الحديث التصريح بتسمية الله بالرفيق و وصفه بالرفق ،
و أن له من هذا الوصف أعلاه و أكمله وما يليق بجلاله وكماله سبحانه .
والرفق :اللين والسهولة و التأني في الأمور والتمهل فيها ،
وضده العنف والتشديد،
فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها ،
والله سبحانه رفيق في قدره و قضائه وأفعاله ،
رفيق في أوامره و أحكامه و دينه وشرعه .
ومن رفقه سبحانه في أفعاله أنه سبحانه خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئًا فشيئا ،
بحسب حكمته ورفقه ،
مع أنه قادر على خلقها بدفعة واحدة بكلمة كن .
ومن رفق الله بعباده رفقه سبحانه بهم في أحكامه و أمره ونهيه ،
فلا يكلف عباده ما لا يطيقون ،
وجعل فعل الأوامر قدر الاستطاعة ،
و أسقط عنهم كثير من الأعمال بمجرد المشقة رخصة لهم ورفقًا بهم و رحمة ،
ولم يأخذ عباده بالتكاليف دفعة واحدة ،
بل تدرّج بهم من حال إلى حال حتى تألف النفوس وتلين الطباع ويتم الانقياد .
ومن رفقه سبحانه إمهاله راكب الخطيئة ومقترف الذنب وعدم معاجلته بالعقوبة لينيب إلى ربه و ليتوب من ذنبه وليعود إلى رشده .
ومن رفقه سبحانه أن دينه كله رفق ويسر و رحمة ،
و أمر عباده بالرفق ،
و يعطيهم على الرفق ما لا يعطي على الشدة ،
ولا يكون في شيء من الأمور إلا زانه ،
ومن حرمه حرم الخير ،
ولذا ينبغي على كل مسلم أن يكون رفيقا في أموره كلها ،و أحواله جميعها ،
بعيدا عن العجلة والتسرع والتهور والاندفاع ،
فإن العجلة من الشيطان ،
ولا يبوء صاحبها إلا بالخيبة والخسران ،
وكفى بالرفق نبلا وفضلا أنه حبيب للرحمن ،
فهو سبحانه رفيق يحب الرفق .
و واجبنا أن نتحلى بالرفق في شأننا كله ،
والله وحده الموفِق لا شريك له .
مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
