مدونتي احتفالية الموت

كنتُ أخلقُ لكِ الأعذار و المبرّرات و مضيتُ في ذلك إلى حد ركّزتُ فيه فقط على مساوئي حتى كرهتُ نفسي وفقدتُ الكثير من احترامي لها، و كلما كنتُ أفعل ذلك كنتِ تمعنين أكثر في برودكِ. ربما اعتقدتِ أن دافعي لذلك هو دافعٌ أنانيّ في حدّ ذاته ينطوي فقط على رغبتي بكِ أنتِ وحدكِ، و لكن الأمر لم يكن يوماً كذلك صدّقيني! فلستُ بالشخص الذي يتمسّك بأي شيء في هذا العالم، كنت أودّ فقط أن أحافظ على الصورة التي كوّنتها عنكِ في خيالي ، أن أحملكِ في ذاكرتي كإنسانة غريبة كل الغرابة، جميلة كل الجمال، لا تشبهها إنسانة أُخرى و لا أرغب بمقارنتها بأُخرى حتى ولو انقضى كل شيء بيننا و لكنني فشلتُ في ذلك بمساعدتكِ طبعاً و يبدو لي الآن و بوضوح تام أن تلك الصورة الخيالية ليست أكثر من وهمٍ خدعتُ به ذاتي و تحايلتُ به عليها طويلاً.
كان أثمن ما فقدته بكِ بعد الجزء الذي فقدته من احترامي لنفسي، هو فقداني التام للقدرة على الحب، على أن أمنح غيركِ ما منحته لكِ، ما أرقته بكِ، ما أغدقته عليكِ، ما استنزفتيه استنزافاً كاملا ً.
يؤسفني أنني لم أعد أشعر بأي شيء نحوكِ، و كأنكِ ما عنيتِ لي أي شيء قبل اليوم أبداً، إنني عاجز حتى عن كرهكِ و ربما هذا أسوأ.
ها أنتِ تموتين تماماً موتاً نهائياً صارخاً بالنسبة لي، و لكن تذكّري دائماً أنكِ أنتِ وحدكِ التي أقدمتِ و بكل وحشيّة على قتلكِ في داخلي.
 
كنتُ الأكثر تناقضاً بالنسبة للجميع دائماً ، و لطالما أخافني تناقضي هذا لكونه ينتقل بي و بكامل مشاعري من أقصى الأشياء و ذروتها إلى أقصى عكسها وذروته، من أقصى الإكتئاب لأقصى الإبتهاج، من أقصى الرضا لأقصى السخط، من أقصى درجات الاستسلام و الإستغناء لأقصى رغبة و إحساس بالقدرة على الوقوف في وجه العالم بأسره و محاربته وحيداً.
وفيما يتعلق بمشاعري تجاه الآخرين كانت تنتقل من أقصى الحب لأقصى درجات الكراهية، من أقصى الغفران لأقصى الحقد، من أقصى التسامح لأعنف رغبات الإنتقام ثم أستخدم خيالي لرسم آلاف الصور و أشكال السلوك الهادئ و العنيف الذي أعبّر من خلاله عن هذه الفوضى التي دائماً تتسبّب في انهياري، و لم أكن أحتاج للإنتقال بين العاطفة و نقيضها أكثر من دقائق و كان يكفيني ما يخطر لي من أفكار و وساوس و شكوك مجتمعةً مع الهواجس التي في رأسي لأبرّر كل ما أشعر به تبريراً كافياً وافياً مقنعاً.
لا أذكر أنني عرفت الإعتدال و التوسّط في أفعالي أو مشاعري في يوم من الأيام، إما كل شيء أو لا شيء بالمرة، إما صفر و إما مئة، إما أبيض و إما أسود، أما الرمادي البارد فكنت أكرهه دائماً. إبطان شيء و إظهار خلافه ذلك ما لم أفعله أبداً في حياتي.
ينتابني الهلع بشكلٍ كابوسيّ بلا انقطاع و بلا انتهاء من أعصابي الفالتة و طبيعتي هذه، لأنني أشعر في بعض الأحيان أنها في لحظةٍ ما من الممكن أن تستبدّ و تستأثر بي استئثاراً محكماً قد يدفعني للقتل و من ثم احتضان القتيل وضغطه لصدري حتى قبل سقوطه مُشفقاً باكياً عليه راثياً إياه صادقاً كل الصدق في ذلك.
لقد عانى كل من ربطتني بهم علاقة مهما كانت سطحية من تناقضي هذا، كلهم بلا استثناء، و خسرت الجميع، الجميع بلا استثناء، ولكن لم يعرف أي منهم أنني عانيت منه أكثر منهم جميعاً، لم يعرف أي منهم أنني لطالما و بسبب هذا التناقض و ردات فعلي المحتكمة إليه قضيت الليالي الطويلة الباردة في الخارج أطوي الأزقّة حائراً ضائعاً يائساً هائماً على وجهي بدون أي هدف أقصده.
 
في الليلة الماضية أحسست بقليلٍ من الهدوء مكنني من ترتيب الأفكار التي تخنق مخيّلتي ، ذلك ما دفعني للكتابة بحيث كتبت أكثر من عشرون صفحة كمحاولة مني للمضي قدما بمشروعي الأدبي ، هي رواية أعمل عليها منذ أكثر من عامين ، لقد كان الامر طبيعيا جدا كنت أنقل تلك الصور من مخيلتي و اترجمها إلى حروف لكنني فشلت في المواصلة ، لقد أصبحت لا أنهي أيّ عمل من الأعمال مهما كانت بساطته ، صرت لا أنهي إلا علبة السجائر .
إنني بأمسّ الحاجة إلى التغيّر… أنا لم أحس بالخواء مثلما أحس به هذه الأيام ، إنني أرى بوضوح كيف أصبحت غريبا ووحيدا أصارع هذه الحياة وكأنّما أنا المسؤول عن كلّ الخراب والعبثية التي غزتِ العالم غزوا مخيفا!
 
حين أسمع أنين القصبة الشاوية يمتلئ عقلي بضجيج الخيول النوميدية راكضة في شبه الجزيرة الإيبيرية يقودها يوغرطة ابن مستنبعل ...
القصبة الشاوية نساء نوميديات يطعمن أولادهن باللبن وهن ينتظرن نهاية معركة بلاط الشهداء بجنوب فرنسا وهن لسن خائفات من الدوق شارل مارتل ولا من الدروع النورماندية و لا من خيول رجال الشمال ...
القصبة الشاوية رماح قبائل الجيتول والمور وهم يزحفون على سيرتا في الشمال منجرفين كالسيول في وجه فيالق ميتيللوس والقنصل الروماني ماريوس قاهر برابرة سهول الغال ...
القصبة الشاوية هم رجال من قبيلة كتامة يجندلون الأعداء في البحر الأدرياتيكي حتى لا يقعوا فريسة في يد النخاسيين الجرمان ...
القصبة الشاوية أنين كلبتي التي رفسها كلاب مدرّبون للجيران الملاعين ...
القصبة الشاوية هي مجنونة ومصابة بالذهان كرعونة جدّي الذي يتبول واقفا في كل مكان ...
القصبة الشاوية رائحة الأرض والأشجار...عطور نساء بارباريا اللواتي يملن في وسامتهن للرجال ...
 
لدي حمّى الآن قطعة من الجحيم اعراضها تشبه تماما حمى المستنقعات الافريقية،مفاصلي مخلوعة بمخلعة العظام التي كانت تستخدم في التعذيب في القرون الوسطى ...وعظامي مفرومة تماما كأنني مربوط بدولاب تعذيب ...وعطش وحرارة هائلة أشعر وكأنني أبتلع كثبانا كاملة من رمال ساخنة في صحراء الصين العظيمة ...
باختصار أتعذب كحيوان جريح رفسه وحيد القرن الافريقي المنقرض منذ شهور فقط !!! .....
أيها العالم العظيم أنا أحد أبنائك فأرفق بي ...!!
 
أنتِ تعلمين طبعاً أنني بذلتُ كل ما بوسعي و أهدرتُ كامل طاقتي إلى أن أرهقتُ قلبي و أدميتهُ في محاولاتي البائسة لعدم الوصول إلى الفراق بهذه الطريقة البشعة الوضيعة، و لقد أخبرتكِ أكثر من مرّة أنني أفعلُ ذلك فقط للحفاظ على صورتكِ التي حملتها عنكِ في خيالي أخبرتكِ أنه من الأفضلِ أن ننهي ما جمعنا بطريقةٍ تليقُ بي و بكِ، و لكنّ غروركِ التافه المسكين كان يحدو بكِ في كلّ مرّةٍ إلى الإعتقاد بأنني أعودُِ من أجل إحياء علاقتي بكِ الميّتة بالأساس وهأنذا قد شرحتُ للتوّ سبب عودتي، نعم..لقد قرأتُ الكثير من الكتب لدرجة أنني صرتُ أعيش في داخلها بطريقة ما و لسوء حظّي أو بالأحرى تقديري خُيّل إليّ أن القصص العاطفية التي قرأتها بين طيّات تلك الصفحات مازالت ممكنة الحدوث في الواقع و لشدّة تفاهتي حاولتُ نقل هذه القصص من ذلك العالم إلى هذا العالم مع أحقر إنسانة عرفتها في العالم.. أي معكِ أنتِ.
قرأتُ ذات مرة عبارةً في أحد كتب دوستويفسكي وعلى وجه التحديد " الإخوة كارامازوف" و كان مفاد تلك العبارة " إن الحب قد انقضى يا ميتيا، غير أن ما انقضى يظلّ عزيزاً في النفس إلى حد الألم.. تذكّر هذا إلى الأبد!"و لعلّ هذا بالتحديد و فقط هذا ما أردتُ أن أشعر به معكِ، ما أردتُ سماعه منكِ، و لا أنكرُ أنكِ قد قلتِ شيئاً من هذا القبيل ربّما.. و لكن بعد ماذا؟ بعد أشهرٍ طويلةٍ من البرود و هروبكِ الدائم من المواجهة الذي جعلكِ تبدين لي كجدار... لا ليس جداراً بل حشرة ميّتة، بعد أن قمتِ بأشياءٍ و أخبرتِني عن أشياءٍ فعلتِها كما لو أنّني عدوّكِ، كما لو أنّكِ تنتقمين منّي... أشياء زادت في حسرتي على كل لحظةٍ ضيّعتها معكِ، بعد أن انتزعتِ السَّكينة من قلبي و زرعتِ الحيرة في داخلي، بعد زلّةِ لسان منكِ ناديتِني فيها سهواً باسم رجل آخر موجود في رأسكِ القذر..أرأيتِ؟ أخبرتكِ أني لا أنسى شيئاً على الإطلاق، بعد أن سرقتِ منّي و إلى الأبد القدرة على الحبّ.. على الثقة بامرأة أُخرى.هل يمكنكِ أن تشعري الآن بفداحة ما خلّفتيه ورائك؟ أم أن الشعور يكون عصيّاً على جثّة مثلكِ؟.. بعد أن سمّمتِ حياتي..بعد أن دفعتِني بكل هذا في النهاية للتحوّل إلى وحشٍ كاسرٍ مريض تم ذبحه بنصلٍ ليس حادّاً بما فيه الكفاية للإجهاز عليه، فراح يتخبّط في كل اتجاه لا ميّتٍ و لا حيّ و يُخرج من داخله مع عبراته الأخيرة كل القذارة و مياه المستنقعات و أحشاء الحيوانات التي افترسها في حياته.
و في حالتي الخاصّة فقد خرج مني ذلك بعد فلتان أعصابي بفضلكِ على شكل كلام لم أتخيّل أن أتفوه بمثله مع امرأةٍ ضمن هذا الإطار على الأقلّ، و يحزّ في نفسي إلى يومي هذا انكسار صورتي من جرّاء ذلك ليس أمامكِ، بل أمام نفسي ومبادئي التي تدفعني للشعور بالخزي حتى هذه اللحظة، فلم يعد مهماً بالنسبة لي و خاصة بعد اكتشاف حقيقتكِ كيف يرى أناسٌ سُفهاءٌ مثلكِ أناساً مثلي، كما أنني أدرك الآن أن الأمر سيّان سواء قلتِ أم لم تقولي ما وددتُ سماعه قبل أم بعد هذا الخراب الذي أحدثتيه أنتِ و إن الأمر كذلك لأن التصرّف النبيل أيضاً يفقد قيمته حين يصدر عن قلبٍ أسودٍ فاسدٍ مريضٍ خبيث كقلبك.
و فوق كل ذلك أنا لا أستحي اليوم من الإعتراف أنني وفي خضّم تلك الجحيم التي أشعلتِ شرارتها الأولى قد مرّت علي ليالٍ قاسية حملت إلي أعنف الإنهيارات العصبية و شعرتُ فيها بعد التفكير فيما فعلتيه و عدم تصديقه بتخثّر الدماء في شراييني و أنني على بعد خطوة واحدة من الذبحة القلبيّة التي كنتُ أتفاداها في اللحظات الأخيرة بطرقٍ قرأت عنها فيما سبق مثل توجيه الضربات المتتالية بقبضتي لصدري فوق منطقة القلب و وخز رؤوس أصابعي بالإبر و إجبار نفسي على السعال.
أنا آسف، آسف بكل معنى الكلمة، و لكنني منحتكِ الكثير من الفرص و حاولتُ مراراً التعامل معكِ كإنسانة جيّدة و كنتُ صادقاً في ذلك، و لكنكِ أثبتِ في كل مرّة و بإصرار أنكِ لستِ أكثر من عاهرة باردة رخيصة و ساقطة. وا حزناه!
صحيحٌ أن روحي ستحملُ منكِ هذه الندبة حتى آخر أيام حياتي، و لكنني مع ذلك سعيدٌ و ممتّن لأنّني نجوت منكِ في ابتعادكِ عني...لأنكِ كنتِ أكبر و أبشع درسٍ تلقّيته في حياتي، و بالإضافة لهذا الإرتياح و الإمتنان هناك ثمّة شفقة في داخلي على الرجل المسكين الذي سيأتي يوماً و يجعل منكِ أُمّاً لأطفاله... يا لشقاء أولئك الأطفال.. يا لتعاستهم!
لا أستطيع حتى في كوابيسي أن أستسيغ فكرة أن امرأة ميّتة القلب مثلكِ يمكنها أن تصير أُمّاً..أنتِ تصبحين أُمّاً؟ لا يوجد شيء في هذا العالم أبشع من ذلك.
 
رغبتي في الإنتقام تزداد شيئا فشيئا دون التحكم في ذلك ، أنا لا أعرف كيف صرت أفكّر على هذا النحو الشنيع اتجاهك بالرغم من العذاب الذي تحملته واقتنعت به بعد قراركِ بالرحيل وبالرغم من كل الحب الذي حملته لكِ طيلة السنوات الثمانية التي قضيناها معاً . يبدو أنّ شعور الكراهية اتجاهكِ ينمو رويداً رويداً في أعماقي التي صرت لا أحتكم ولو على جزءٍ ضئيل منها بعد انفلاتها في غفلةٍ مني حينما كنت أموت وحيداً دون ملجأ أهرب إليه ، دون يدٍ تواسيني أو عقل يفهمني وقلبٍ يحتويني . لقد صدق دوستويفيسكي حينما قال في رواية الأبله : من يحب حباً قوياً يعاقب عقاباً شديداً.
مضى عام وأربعة أيام وساعتين منذ إعلانكِ الصارخ على مهاجرتي ، ما يؤلمني حتى الآن هو دراستكِ لعرض الزواج الذي وصلكِ وقبوله بعد جلسات تشاور بينكِ وبين والدتكِ وأختكِ الصغرى وأخيراً وصلني الخبر مدوّياً ، قاتلاً في أكثر لحظات انهياري وأعظمها ألماً مع أنّكِ كنتِ تدركين جيّداً بأنّك آخر ما كنت أتنفّس من أجله ، كنتِ السلام الذي أهرب إليه من قساوة الحياة ووحشيّة العالم . يؤسفني أنني صرت أحمل لكِ الكثير من الحقد الذي ساعدتني على تكوينه في أعماقي ، يؤسفني أنني في طريقي للعبثِ بكل ما يلفّكِ من جمال ، يؤسفني أنني سأكون سبباً لتعاستكِ !
 
أعترف أنني لا أصلح لأيِّ شيء مهما كان تافهاً وبسيطاً. لقد فشلت حتى في خلق وإدارة حديثٍ بسيط مع إحداهن ، لقد فقدت كل المهارات الإجتماعية للتواصل مع الآخرين بشكل يجعلني أتخيّل نفسي من البشر البدائين ، محارب بربري في أرياف الأوراس يصارع الموت يومياً وعلى نحو متكرر يعيش فقط لغريزة البقاء ، يمارسه طقوسه الوثينة غير مبال بمظاهر الأبهة التي أصبح عليها العالم ، رافضاً كل القيم والأفكار بنمط حياة يخالف كل الأعراف والعادات والتقاليد…
تذكّرت جدّتي المتوفية منذ سنوات ، حينما كنا أطفالا نتجمّع حولها كل ليلة لتقصَّ علينا ما تحفظه من حكايا أسطورية ضاربة في القدم ، لقد رأيت نفسي في أحدى شخصيات أحد قصصها ، طبعاً ليست شخصية رئيسية ، فقط شخصية تافهة كان لها من القصة كلها ما لا يتجاوز سطرين كاملين ، وقد كانت دقيقة واحدة من الجدة كافية أن تتجاوزها فتزول الشخصية بشكل لن ينتبه إليه أحد ، أذكر أنني الوحيد من تعمّق في الحوار التافه وراح يغوص في تلك الشخصية حتى أنني فقدت تركيزي ولم أنتبه للجدة وهي تكمل القصة حتى نهايتها ، لقد كثرت الأيام التي أصبحت أتذكر فيها هذه اللحظة تحديداً ، لقد أصبحت تطفو على سطح الذاكرة بشكل متكرر يدفعني بكل قوة إلى التلاشي… إلى أن أصير إلى رماد…
 
الأمر الوحيد الذي حققت فيه نجاحاً مذهلاً خلال العامين الماضيين هو أنني دفعت برحيل كل من كان يحاول الاقتراب مني، وهذا نتيجة الأفكار المتناقضة الرهيبة التي سيطرت على عقلي وابتلعته دفعة واحدة ، أفكار تسبّب نفور الناس مني وتدفع بهم للاشمئزاز والإحباط لدرجة يكون الرحيل هو ملاذهم الوحيد…
 
بدأتِ الحياة تبدو لي أقلّ تعقيداً حينما اقتعت تماماً أنها وبشكلها الطبيعي لا تختلف كثيرا عن الحرب ،وما ساعدني على تكوين وخلق هذه القناعة في أعماقي هي تلك المواقف القاسية التي مررت بها خلال حياتي الماضية،أين عشت أحلك الظروف وأكثر لحظات انهياري وحيدا تماماً،حزيناً، خائفاً، مكتئباً، غارقاً في الألم .وقد هضمت الأمر وتقبلته لأن كل ذلك الخراب ما هو إلّا جزء من حياتي وقد كان هذا السبب كافيا أن يجعلني أجد لذة في كثير من الآلام ، فقط لأنها كانت تنسيني في جراحِ وندوبٍ قديمة تعاظم ألمها بمرور الوقت فاستقرت أبداً بزاوية واسعة في اكثر المناطق إيلاماْ في الذاكرة والقلب !
لطالما كانتِ الحياة بهذا المفهوم وهذه الوضاحة،لكن بعض الأحلام والأوهام جعلتنا نبتعد كثيراً عن ممارسة الحياة بمفهومها الحقيقي، بعدما جعلنا حياتنا مقترنة ومتعلّقة بأشخاص آخرين،استنزفنا معهم كل مشاعرنا واعتقدنا بغباوة أنهم لن يخذلونا، كما علّقنا عليهم كثيرا من الآمال التي قطعوها بكل بغي وبرودٍ في نهاية الأمر. أشخاص كنا لا نتردّد في منحهم أنبل مشاعرنا تحت وهم الحب، وأرقى معاني الإخلاص تحت غطاء الصداقة وسراب الأخوّة والإنسانية !
أظن أنه من الأفضل للإنسان أن يبقى وحيداً ، نعم وحيداً تماماْ ، وأن يشيّد لنفسه سجناً واسعاً وينعمَ فيه بحريّة لا يصل حدودها حتى المتطفلين والحمقى ، كما عليه أن يتمسّك بآراءه وقناعاته لنفسه وأن لا يتشاركها مع آخرين في أي علاقة ممكنة بين الإنسان وأخيه الإنسان ويوفِّرَ على نفسه ما يتطلّبه الأمر من مجهودات في الإستمتاع بوجوده ،فالوجود هي النعمة الوحيدة التي تستحق أن يقاتل عليها دون سواها !
 
الحياة تكاد أن تنتهي ...

الظلام يحكم قبضته على كل الأرواح المتشردة ..
نباح الكلاب يرتفع من كل زاوية..
السماء تلقي حزنها على المكان،
والنجوم تهرب من خطايا البشرية البائسة ..
كل هذا الشقاء لا يحتمل ... ولا يطاق ...

قلوب تحترق ... و تصير إلى رماد،
نفوس تزهق هنا وهناك ،
أجساد خاوية كمباني مهجورة منذ قرون ..
الخيانة والعذاب والخبث البشري،
القهر والقسوة والظلم ،
دعوات المؤمنين في كل بيوت العبادة ..

القسوة أصل الحياة ..
الحزن إله الكون ..
من الألم وُلِدَ الإنسان ..
من الألم يحيا الإنسان ..
من الألم يتمزّق الإنسان،
من الألم يموت الإنسان ...

الحياة تكاد أن تنتهي ... أن تهجر ما وراء العدم ..
الحياة تكاد تنتهي .
 
حينما يرمي الإنسان بحياته في الجحيم لسنين طويلة، يتغلّب فيها عن الكآبة، الأرق، الفقدان، الخيانة، الخداع،الظلم والحزن، بل قد يبلغ به الأمر في كثير من الأحيان أن يفقد حتى الشعور بالألم. البحث عن النور والجمال والإحساس بالحياة تكون مخاطرة بعدها، حيث تتقلّص المفاهيم وتتغيّر الحقائق، تنعدم الثقة وتقوى الشكوك، يحتجب الأمان وتتّضح الصراعات. الأمل يبقى غائباً، وبه يتحدّد مصير الإنسان، النور قد يكون أيّ شيء، وفي أي شيء، فقط من يحس بقوّة، ويشعر بشدة من يمكنه تمييز خلاصه ومعانقة روحه التائهة، أما محدودي الإحساس، والمقيّدة مشاعرهم، فلا مخرج لهم مما كانوا فيه. الأمر أقسى مما هو على أصحاب الإحساس الشديد، فإن هم تعرضوا لخيبةٍ جديدة، بعد أمل وُلِدَ من رحِمِ العذاب، هم لن يعودو لنفس الجحيم الذي كانوا فيه، الحياة ستقذف بهم عبر مسافاتٍ سحيقة عبر كل زوايا الجحيم باتّساعه ، بحرّه وصقيعه. الحياة لا ترحم الكائنات الهشّة، والرقيقة قلوبهم ، هي دوماً تحترِف تعذيبها والقسوة عليها، تستمتع بسحقها وإهانتها. وإرغامها على التلاشي ... على الإنتهاء ... من تلقاءِ نفسها !
 
وجدت في النهاية أن أصل معاناتي كلها مشاكل عاطفية بامتياز، كل الألم الذي يحيط بي إنّما يتدفّق من قلبي، ويطوّق كل الرغبات التي شهِدتها وهي تتلاشى رويداً رويداً، حتى أصبحت عدميّة من النوع المتعفّن للغاية، ثم استقرّت في أعماقي كجروحٍ تطفو على السطح من حين لآخر، كانتِ الأفكار التي سيطرت على عقلي تحرّض في نفسي رغبة جامحةً لنبش الماضي، وفتح صفحاته القاسية، ودائماً ما أعود إليها ذليلاً دون أن أحتكِمَ على ذلك، أو حتى الشعور بانجذابي نحوها، فالعاطفة أصبحت عقدة لي مع مرور الزمن، ولطالما فشلت في كل محاولاتي للتجاوز والمضي قدماً بعد كل نهايةٍ لأيّة علاقة مع أحدهم. الغريب في الأمر أنني أقاوم كل الصعاب الأخرى وكأنني جندي في أرض المعركة، وأؤمن إلى حدٍّ بعيد بالقوة والذكاء، لذلك لم أعاني مع ظروف الحياة ولا مرة، كنت واقعيّاً، جريئاً، متحمّساً، وجاهزاً لكل الأهوال التي تعصفني بها الحياة، ودائماً ما كنت أتصرّف بوعيٍ وحذرٍ شديد، هذا ما عجزت عن فعله أمام العواطف التي تجتاحني، وتسقو على روحي،ثم تجثِم على قلبي إلى ما لا نهاية !
المرأة التي أحب، كانت من أكثر الأشياء التي جعلتني أحس بالهدوء والطمأنينة، بوجودها استقرَّ قلبي تماماً، كانتِ السعادة حاضرة دائماً، خفيفةً وواضحة، كان السلام قريباً مني، كظلي الذي لا يغادرني، كانت نضرةً وناعمة، ملامحها طفولية وغاية في البراءة، كان وجودها يطرد الحزن، ويجيء بالسعادة، يطرد الوهم ويأتي بالحقيقة والجمال، أعترف أنّها كانت مما لا أملك من الأشياءِ في حياتي كلها، أعترف أنها الوحيدة من استطاعت أن تَبُثَّ الحياة في كائن منتهي مثلي، إنسان بائسٍ وغارق في الطين. لا زلت أحتفظ بتسجيلاتها الصوتية، حينما كانت تقرأ لي بعض المقالات، أو تردّد عليَّ تلك الأناشيد العميقة التي كانت مولعة بها حدّ الجنون...
عزيزتي ... أنا لم أرغب بنهايةٍ بسيطة كهذه، ولطالما كانتِ النهايات شديدة الثقل على قلبي حتى ببساطتها.إنّ رحيلكِ المفاجئ يخلق في رأسي عدداً رهيباً من التساؤلات، و يهدّد السلام الذي طوّقتِني به منذ أن عرفتكِ، إنّ غيابكِ يقضي على الراحة والطمأنينة التي أصبحت تكمل أنفاسها الأخيرة. إنّ الشوق إليكِ انهيار، والرغبة بكِ لا تنطفئ، وبعدك جحيم لا أطيقه ولن أحتمله، أمّا وجودكِ يا حبيبتي فهو ربيع قلبي وخريفه، وجودكِ حياة أبدية، جنّة لا نهاية لها، وسلام يحيي روحي التائهة .....
 
الإنسان الذي قلبه رحيم

الكائن الذي يحس أكثر من الآخرين
و يحترق في عذابات البشرية..
يموت بتشرّد الأرواح في الشوارع الضيّقة ؛
ويتقطّع بسكين عريضةٍ في آلامهم؛
ويشارك جميع الكائنات نهاياتهم
إنسان مثل هذا ليس إنساناً،
ليس من جنس البشر ،
ومن الجن،

هذا الكائن لعبة للحياة
وسيلة متعة للطبيعة
شيء من الجحيم ، من النار
قليل من الفراغ
كثير من العبث
أكوام من الهراء
أطنان من الوهم
حياة من العدمية

الإنسان الذي قلبه رحيم
سفينة للغرق
الإنسان الذي قلبه رحيم
ضحية وجود ..
 
أقسى ما تواجهه من الآخرين ليس خداعكَ أو التسبّب بإيلامك وتعمّد جرحك، إن أقسى ما يثير اشمئزازي هم أولئك الذين يستخِفّون بمشاعر وأحاسيس الغير والانتقاص من تجاربهم ،ووصفها بأقذر المسميات بطابع استهزائيٍّ يدمِّي القلب .إن لم يكن باستطاعتكَ أن تنقِذَ إنساناً من جحيمه فاحترم على الأقل ألمه ومشاعره مهما بدت لك سخيفةً وتافهة، واتركه وحيداً تماماً ولا تحشر أنفك في شؤونه.
 
مرغم كلّ يوم على القيام بأعمال شاقّةٍ ومرهقة، تنهش بجسدي المهترئ ببطئ شديد، غبار الإسمنت يغزو الرئتين ويعبث بهما، يعيق بذلك عمليّة التنفس على شكل يعذّب كل بقية الأعضاء، ثم أدوس على مسمار يخترق رجلي من الأسفل حتى يكاد يظهر على سطحها، لأقوم بالجلوس مرغماً من هول الألم، أنزع المسمار برفق وهدوء ، بشكل خاطفٍ وسريع، أغطّّي الجرحَ بقطعة من النيلون، لكيسٍ قبيح اختفى لونه الأصلي تماماُ، أمشي لمسافة أربعة كيلومترات على قدم ونصف، مع حرارة الجوّ في هذا المكان الرديء والخالي من أي وجود، أصل مستوصفاً صغيراً، في قريةٍ يكسوها البؤس والبؤساء ، مستوصف يفتقر لكل الخدمات الطبيّة تقريباً، أدخل على طبيبة ثلاثينية غليضة الوجه، وعينان صغيرتان شريرتان، تفحص قدمي اللعينة دون خاطر أو نيّة للعلاج، تتلاعب بشعرها الذي بلون الفحم، كأنها عاملة بمنجم قديم، تعتذر مني لعدم توافر الدواء المناسب، فأعود أجر خيبتي وألمي بساقٍ واحدة مع إحساس بشلل قدمي اليسرى. غروب الشمس وأنا على هذه الطريقة الخاوية والموحشة أكثر من رائع، أفكّر في حبيبتي الرقيقة، وشعرها الأسود الناعم والطويل، تطوّقني عيناها العظيمتين، فيحتجب الألم كله على نحوٍ مفاجئ، تتلاشى كل الذكريات العالقة في دهاليز الذاكرة، تغمرني سعادة لا نهاية لها، وفي خضم كل هذا أتفاجئ برحيلها حينما أصل إلى كوخي، فتتقلّص مساحة وجودي كما العادة وتصير إلى عدم سحيق، يغمرني احتقاري لذاتي، تجتاحني موجة إحباط من النوع القبيح، لاعناً السماء والطبيعة، غاضباً من القسوة التي تفرضها عليّ الحياة. أعتقد أنني خسرت كل أوراقي للظفر بالحب، السلام، الهدوء والطمأنينة، أكاد أقسم أنني لعنة طاغية، سفينة مهجورة في محيط بعيد، قرية فتك الطاعون بأهاليها. إنني عاجز تماماً عن الفهم، عن الحركة، وحتى على التفكير، لا يسعني إلا التفكير بالرحيل، بالرحيل بعيدا عنّي، عن العالم، عن الحياة، عن الجميع، ناسياً أو متناسياً من أنا؟ ومن أكون؟. لقد أصبح وجودي يعيق روحي المنكسرة، ويعذّب قلبي الذي لم يتوقّف يوماً عن النزيف، أعترف أن اللعنة التي لازمتني طوال هذه السنوات قد نجحت في إذلالي، احترفت تعذيبي بوحشيّة مروّعة، تمكّنت من إصراري، عزيمتي، قوّتي، وقدرتي على الصمود والتحمّل...
الألم يصبح أقل ألماً حينما أرمي بتجاربي كلها أمامي، لأجد الخسارة عنواناً دائماً، لا يتغيّر بتغيّر الزمن ولا بتغيّر الظروف، أنا حزين جدّاً ولم أشعر بالحزن من قبل كما أشعر به الآن، غامقاً، ثقيلاً وواضحاً، يفتك بنفسي فتكاً قويّاً وعنيفاً.
لست أدري إن كانت المشكلة مني شخصيّاً ، أو من الحياة نفسها، صرت لا أراهن تماماً على الظفر بيوم واحد أكون فيه هادئا منذ الصباح، يلازمني فيها كل النهار، لأقابل به الموت عند الليل، راضياً وقانعاً بمصيري .
 
حينما يتِمُّ هجركَ لمرّاتٍ عديدة، في مدّةٍ ليست طويلة، عليكَ أن تدرِكَ سريعاً أنّك لست إنساناً عاديّاً، لست طبيعيّاً، عليكِ أن تقتنع حينها فوراً أنّك كائن همجي، مخلوق متوحّش، وتؤمِنَ أن وجود الناس بقربّكَ أصبح يشكّل خطراً على حياتهم، هكذا يمكنكَ تقبّل قرار رحيل المقرّبين منك، على هذا النحو ستجعل ثقلَ الهجر خفيفاً على روحكَ، تأكد تماماً أن الأمان يكمن فقط في بقائك وحيدا، نجاتك ونجاة من تحبهم يكمن فقط في أن تغلق الباب على نفسك، متجاهلاً كل أحاسيسك ورغباتِك. حاول دوماً أن تبقى بعيداً الناس، ولو اقتربت منهم فاعتمد عدم الإحتكاك بهم، واصل دراستك أو علمك، مشاريعك ومخططاتك، لا تفقد الرغبة بالحياة وتمسّك بها، ثق بنفسك وحقق أحلامك، حدد أهدافك بوعي وارسم طريقاً لبلوغها، لكن تذكر دائماً أن تبقى وحيداً، وحيداً دوما في أيّ حال من الأحوال. قد يحدث أن تغمرك رغبة بفتح حديث مع أحدهم، قد يدفعك شعور ما نحو الإحساس بنيّة أحدهم بتقديم يد المساعدة لك، قد يجبك مخلوق بريء ذو قلب مرهف دونما أن تشعر بذلك، حتى وإن حدث ذلك، عليك توصّد الباب خلفك جيّداً، لا تسمح برغابتك هذه أن تجرّك إلى نتائج أنت تدركها، لأن الجحيم الذي سيذهب بك أحدهم إليه سيكون أعظم ألماً مما كنت عليه، سيتضاعف الجرح حتى يبلغ استحالة شفائه، الفجوة ستتّسع على مجال لا يمكن لأمهر المهندسين النجاح في ترميمها .... باختصار، عشت وحيداً بصمت، لا تثر أيّة ضجة من حولك ....
 
ليس غريباً أن يُولَدَ الحب في هذه الحياة بجميع أنحاءِ العالم، طالما الجنس البشري يتدفّق وينبت بسخاءٍ على هذا الكوكب الهزيل، قصص الحب تملأ كل بقاع الأرض، الضحايا والمنكسرة أرواحهم يقبضون على قلوبهم كل ليلة حينما يجيء الليل، مثقلين بذكرياتٍ أليمة وجراح تعاظمت فجواتها، الخيبات تتراكم على القلوب المرهفة لتعجّل بنهاية الحياة أمام مرأى عيونهم الذابلة، بمشاهد قاسية يصوّرها خيالهم الواسع، ويعرضها لهم كعمل مسرحي حقير، آهٍ لو يعرفون حجم الألم الذي يتحمّله أولئك الضعفاء، وما يشربونه من مرارة الخذلان عند كل ميلاد شعورٍ بالحب والإنتماء في كلّ مرّة ، أولئك الذين يملكون مفاتيح التضحية والتنازل من أجل من تعشق أرواحهم، ولا يتردّدون في لعب دور المهرّج في حياة من يحبونهم ورسم البهجة على وجوههم، ليس غريباً أن يهجر المحب روحاً أحبّتها روحه حينما يتحسّس نفورها منه، ويتّضح على إثره الثقل الذي أصبح يشكّله وجوده، بقربه، الرحيل أشهى قدر نمتلكه ونحن في قمة الحب والعطاء، لأنّه ما من شيءٍ يدمِّي القلب أكثر من إحساسنا بالغربة وسط من نحب. كذلك كنت أراكِ تنزلقين عنوة من قلبي بهدوء الملائكة، تجمعين سلامكِ الذي طوّقتني به ببرود أقرب لبرود الجثث، تمحينَ آثاركِ وبصامتكِ من حياتي بحق أو غير حق، تهربين من يومياتي البائسة التي لم تحمل لكِ فرحاً يوما، تقمعين استقراي وهدوئي الذي تحقق بإطلالتكِ على حياتي. كثيرة ورهيبة تلك التساؤلات التي خلّفها رحيلكِ المفاجئ، كل الأفكار تعبث بي وتجرّني جرّاً إلى استنتاجات قاتلة تقمع مشاعري، هل كنت سيئاً معكِ إلى هذا الحدّ؟ هل أصبح وجودي بقربكِ يشكّل تهديداً عليكِ وعلى أهدافكِ وأحلامك!! ،ربما المشكلة مني ! فلا أعتقد أنني أملك رصيداً في بنوكِ العاطفة كي أمطركِ بالحنان الذي يكفي أنوثتكِ الخالدة، وربما قد حدّثتكِ عن قضية إفلاسي العاطفي من قبل، حينما استنزفت أنبل مشاعري مع الشخص الخطأ! ، لكن ... هذا ليس مبرّراً منطقيّاً، وليس صحيحاً طالما أنني أفتقدك بشدّة، وأحنّ إليك بجنون عند كلّ نفس لي، وأشتاق إليكِ بعنف البرابرة المحاربين كلّما لمحت طيفكِ يتسلّل خفية إلى ذاكرتي. لا يمكن لإنسان يتذوّق حلاوة الشوق ومرارته أن يكون صاحب قلب متحجّر صدّقيني، حتى أنه يتّفق لي في كثير من الأحيان أن أهمس باسمك خلال نومي المضطرب. ويصيبني الشرود والبهتان كلّما سمعت اسمك. أنتِ التي قطعتِني إليكِ وتراً وتراً في طريق صيفكِ الحار، وصقيع شتائِك المنهك، ارفعي الحصار عن قلبك، وامنحي الحريّة لروحك واتركيها تستقرّ عند روحي التائهة، في نقطة ما على سطح البحر، بين البنفسجيّةِ وما تحت الحمراء، هناك فقط يمكن للروح أن تصعد إلى أسفل، أو أن تنزل إلى الأعلى !!
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top