مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاق ( مشاركة في تحويسة في المنتدى)

Salah eddin

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
27 جانفي 2016
المشاركات
10,188
نقاط التفاعل
27,515
النقاط
1,886
محل الإقامة
الجلفة
الجنس
ذكر
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
زوار و رواد قسم الشريعة الاسلامية مرحبا بكم في هذا الموضوع
في إطار المبادرة التي من خلالها نساهم في اثراء أقسام المنتدى
...
بسم الله الرحمن الرحيم
من منا لم يسمع بحادثة فتح مكة و التي عفا فيه النبي عليه الصلاة و السلام على مشركي قريش بمقولته الشهيرة " اِذهبوا فأنتم الطلقاء !!"
و من منا لم يسمع باساءة أهل مكة و الطائف للنبي ...و مقابلتهم له بالسب و الشتم و أنواع الاساءة
مع ذلك ... كان قوله صلى الله عليه و سلم : " اللهم اغفر لقومي افنهم لا يعلمون "
و عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قَط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إِلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إِلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل )(مسلم).
...

نعم ... تلك هي أعظم مواقف العفو و الصفح و الرفق التي تحلى بها الأنبياء سلام الله عليهم
تلك هي رسالتهم الي تحثنا على ضرورة الصفح و العفو و التجاوز عن الاخطاء فيما بيننا و عن ضرورة التحلي بالخلق الكريم
فقد نشروا رسالة الاسلام بحلمهم ... و كسبو قلوب الناس برفقهم ... فما دخل الرفق في شيء الا زانه
هي مجموعة من الاخلاق الفاضلة التي تحلو بها
هي صفات العفو و الصفح و الحلم و الرفق
تلك هي رسالة الاسلام
أن نحسن لبعضنا و نعامل بعضنا البعض بالحسنى
...
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم
(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))




 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع الرائع حقا رائع


الرفق كان عنوان ايام نبينا الكريم صلوات الله عليه

اليوم كثرت قلة الصبر على الاخرين وخاصة الضعفاء من المجتمع والذين يحتاجون الى الصبر في الرعاية مثل الاطفال وكبار السن والمرضى ...
فماذا نخسر لو قلنا كلمة حلوة لهذا وشجعنا الاخر بكلمة جميلة...

اعرف قصة لكن لست ادري لمن حصلت بالضبط في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
( لمن يعرفها يفيدنا ....)
عن شاعر مشهور في الجاهلية يلقي الشعر في السوق وعندما سمع القرآن أسلم
وذات يوم كان احد الصحابة مارا بالسوق فرآه يلقي الشعر ويجهر بصوته الجميل بعد إسلامه
فقال له جملة واحدة
ما احسن هذا الصوت لو يرتل القرآن
فقيل لم يجهر بشعر بعد ذلك اليوم
انظر الى الصحابي ماذا قال وكيف بدأ حديثه بمدح لصوت الرجل واقتراح بعده بكل أدب .
هذه هي اخلاق الاسلام

شكرا الاخ الكريم على الموضوع الذي يحث على مكارم الاخلاق
جميل حقا
احترامي وتقديري


 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهي اسمى الرسائل ان يكون القلب سباقا للعفو والصفح
ان يكون المسلم مسامحا لاخيه المسلم
موضوع رائع مختصر مفيد بارك الله فيك صلاح
 
مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين بها تُنال الدرجات وتُرفع المقامات وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب
 
السلام عليكم
موضوع رائع بعنوان جميل
مكارم الأخلاق
هي صفات كانت تزين أنبيائنا
وخاتم الأنبياء والرسل قدوتنا
وسراجنا المنير اللذي يقودنا إلي مثل هذة الأخلاق
......
شكرا على الموضوع الجميل
موفق إنشاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على خير ما جاء به الموضوع التي قدمته
جزاك الله خيرا
تقبل مروري
 
أحسن الله إليك صلاح، أي نعم لا بد من العفو و المسامحة و أن تسود الرحمة فيما بيننا، كيف لا و رحمة العباد لبعضهم سبب لرحمة الرحيم لهم، و في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة و السلام (الراحمون يرحمهم الرحمان، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب ص 35

"وهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء، وإنما يرحم من عباده الرحماء، وهو ستير يحب من يستر على عباده، وعفو يحب من يعفو عنهم، وغفور يحب من يغفر لهم، ولطيف يحب اللطيف من عباده، ويبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ، ورفيق يحب الرفق، وحليم يحب الحلم، وبر يحب البر وأهله، وعدل يحب العدل، وقابل المعاذير يحب من يقبل معاذير عباده، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجوداً وعدماً، فمن عفا عفا عنه ومن غفر غفر له ومن سامح سامحه ومن حاقق حاققه، ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاق الله تعالى به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة.
فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه، ولهذا جاء في الحديث

«من ستر مسلماً ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله تعالى حسابه، ومن أقال نادماً أقال الله تعالى عثرته، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه».

قلت (أبو ليث): و يدخل في رحمة العباد نصيحتهم و عدم غشهم و تذكيرهم حيث كان ذلك نافعا لهم و الله تعالى يقول (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، و هاهو النبي الرحيم لما جاء شاب يستأذنه في الزنا قدَّمه وأدناه منه و نصحه و دعا الله له ان يذهب عنه ما يجد من حَر الحِرَ، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: «ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا» . قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِم ْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ » . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» . قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ، و هذا في جانب المعاصي.
أما في جانب الشرك و البدع فالنبي عليه الصلاة و السلام كان مجاهدا في الله حق جهاده لدرء كل شائبة تعلق بالدين و إن دقت في أعين الناظرين و كانت كالشعرة أو أدق، فعن عدي بن حاتم (أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله)

قال الامام النووي شارح الحديث (قال القاضي وجماعة من العلماء : إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية ، وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال - صلى الله عليه وسلم - ) في الحديث الآخر : ( لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل : ما شاء الله ثم شاء فلان ) والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز )
كما لا ينبغي لنا أن نغفل عن حديث عائشة في النهي البدع، و هو قوله عليه الصلاة و السلام (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أي مردود على صاحبه كائنا من كان، و من ثم يتلخص لنا و يخلص لدينا أن العفو و المسامحة لا يكون على حسب التغاضي عن المخلفات الشرعية، فليس ديننا دين تتجارفه الأهواء و لا هو خلاصة الأراء بل هو وحي منزل من عند رب الأرض و السماء، و الله تعالى يعلم نبيه و يأمره في محكم تنزيله فيقول عز من قائل (فاستقم كما أمرت)، استقم كما أمرت لا كما أردت، و من بعده أمته على سننه مأمورة بالإستقامة كما أمروا لا كما أردوا.
فياله من دين له عقلناه و ياله من نبي(صلى الله عليه و سلم) لو عرفناه و ياله من رب كريم لو عرفنا السبيل إلى عفوه و مرضاته، و أقمنا دينه على الوجه الذي يرضيه و يرفع مقامنا عنده.
كتبه على عجل أفقر الخلق إلى عفو ربه أبو ليث بن محمد الجزائري.
 
آخر تعديل:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع الرائع حقا رائع


الرفق كان عنوان ايام نبينا الكريم صلوات الله عليه

اليوم كثرت قلة الصبر على الاخرين وخاصة الضعفاء من المجتمع والذين يحتاجون الى الصبر في الرعاية مثل الاطفال وكبار السن والمرضى ...
فماذا نخسر لو قلنا كلمة حلوة لهذا وشجعنا الاخر بكلمة جميلة...

اعرف قصة لكن لست ادري لمن حصلت بالضبط في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
( لمن يعرفها يفيدنا ....)
عن شاعر مشهور في الجاهلية يلقي الشعر في السوق وعندما سمع القرآن أسلم
وذات يوم كان احد الصحابة مارا بالسوق فرآه يلقي الشعر ويجهر بصوته الجميل بعد إسلامه
فقال له جملة واحدة
ما احسن هذا الصوت لو يرتل القرآن
فقيل لم يجهر بشعر بعد ذلك اليوم
انظر الى الصحابي ماذا قال وكيف بدأ حديثه بمدح لصوت الرجل واقتراح بعده بكل أدب .
هذه هي اخلاق الاسلام

شكرا الاخ الكريم على الموضوع الذي يحث على مكارم الاخلاق
جميل حقا
احترامي وتقديري



شكرا أخي حليم
صحيح ... اعتماد اسلوب الرفق و اللين في المعاملة قادر على كسب القلوب و تحبيبها في الايمان و الخير
شكرا على ردك القيم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهي اسمى الرسائل ان يكون القلب سباقا للعفو والصفح
ان يكون المسلم مسامحا لاخيه المسلم
موضوع رائع مختصر مفيد بارك الله فيك صلاح

شكرا سيدة ام ياسمين
صحيح ... اللين و الرفق هي أسمى رسالة حملها الاسلام
بارك الله فيك

 
مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين بها تُنال الدرجات وتُرفع المقامات وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب

شكرا اختنا بشرى
الله يرزقنا مكارم الاخلاق ان شاء الله
شكرا على مرورك الجميل
 
السلام عليكم
موضوع رائع بعنوان جميل
مكارم الأخلاق
هي صفات كانت تزين أنبيائنا
وخاتم الأنبياء والرسل قدوتنا
وسراجنا المنير اللذي يقودنا إلي مثل هذة الأخلاق
......
شكرا على الموضوع الجميل
موفق إنشاء الله

اهلا اختنا شيرين
شكرا على ردك القيم
بارك الله فيك​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على خير ما جاء به الموضوع التي قدمته
جزاك الله خيرا
تقبل مروري

و عليكم السلام
شكرا اختنا وسام
 
أحسن الله إليك صلاح، أي نعم لا بد من العفو و المسامحة و أن تسود الرحمة فيما بيننا، كيف لا و رحمة العباد لبعضهم سبب لرحمة الرحيم لهم، و في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة و السلام (الراحمون يرحمهم الرحمان، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب ص 35

"وهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء، وإنما يرحم من عباده الرحماء، وهو ستير يحب من يستر على عباده، وعفو يحب من يعفو عنهم، وغفور يحب من يغفر لهم، ولطيف يحب اللطيف من عباده، ويبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ، ورفيق يحب الرفق، وحليم يحب الحلم، وبر يحب البر وأهله، وعدل يحب العدل، وقابل المعاذير يحب من يقبل معاذير عباده، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجوداً وعدماً، فمن عفا عفا عنه ومن غفر غفر له ومن سامح سامحه ومن حاقق حاققه، ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاق الله تعالى به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة.
فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه، ولهذا جاء في الحديث

«من ستر مسلماً ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله تعالى حسابه، ومن أقال نادماً أقال الله تعالى عثرته، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه».

قلت (أبو ليث): و يدخل في رحمة العباد نصيحتهم و عدم غشهم و تذكيرهم حيث كان ذلك نافعا لهم و الله تعالى يقول (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، و هاهو النبي الرحيم لما جاء شاب يستأذنه في الزنا قدَّمه وأدناه منه و نصحه و دعا الله له ان يذهب عنه ما يجد من حَر الحِرَ، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: «ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا» . قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِم ْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ » . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» . قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ، و هذا في جانب المعاصي.
أما في جانب الشرك و البدع فالنبي عليه الصلاة و السلام كان مجاهدا في الله حق جهاده لدرء كل شائبة تعلق بالدين و إن دقت في أعين الناظرين و كانت كالشعرة أو أدق، فعن عدي بن حاتم (أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله)

قال الامام النووي شارح الحديث (قال القاضي وجماعة من العلماء : إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية ، وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال - صلى الله عليه وسلم - ) في الحديث الآخر : ( لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل : ما شاء الله ثم شاء فلان ) والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز )
كما لا ينبغي لنا أن نغفل عن حديث عائشة في النهي البدع، و هو قوله عليه الصلاة و السلام (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أي مردود على صاحبه كائنا من كان، و من ثم يتلخص لنا و يخلص لدينا أن العفو و المسامحة لا يكون على حسب التغاضي عن المخلفات الشرعية، فليس ديننا دين تتجارفه الأهواء و لا هو خلاصة الأراء بل هو وحي منزل من عند رب الأرض و السماء، و الله تعالى يعلم نبيه و يأمره في محكم تنزيله فيقول عز من قائل (فاستقم كما أمرت)، استقم كما أمرت لا كما أردت، و من بعده أمته على سننه مأمورة بالإستقامة كما أمروا لا كما أردوا.
فياله من دين له عقلناه و ياله من نبي(صلى الله عليه و سلم) لو عرفناه و ياله من رب كريم لو عرفنا السبيل إلى عفوه و مرضاته، و أقمنا دينه على الوجه الذي يرضيه و يرفع مقامنا عنده.
كتبه على عجل أفقر الخلق إلى عفو ربه أبو ليث بن محمد الجزائري.

اهلا اخي أبا ليث
ردك هذا اشمل و اجمل من موضوعي
شكرا على اثراء الصفحة بردك القيم
جزاك الله خيرا

 
b610.png
 
آدم السطايفي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / عضوية مزدوجة
جزاك الله خيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top