أهمية دراسة العقيدة

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
في بيان أهمية دراسة العقيدة نقلا عن محاضرة كتب العقيدة ومنهجية الاستفادة منها لمعالي الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-
1438-06-16
************************
بِسْمٍ اللهٍ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ ربِ الْعالَمِين وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلى نَبِينَا مُحَمَد وَعَلى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
أما بعد فإن عقيدة التوحيد هي الأساس الذي يُبنى عليهِ هذا الدين ولهذا مكث النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم- في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عامًا يدعو إلى التوحيد؛ إلى إفراد الله -جَلَّ وَعَلَا- بالعبادة وترك عبادة ما سواهُ، ويقول -صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم-:«أيَهَا النَّاس: قَولُوا لَا إِلَهَ إِلَا الله تُفْلِحُوا» وقال لقريش لما اجتمعوا إليهِ عند الصفا قال لهم:«ألا أدلكم على كلمة تملكون بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إليكم أهل الأديان الأخرى الجزية؟قالوا بلى، قَالَ: قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ». فهذه العقيدة هي معنى هذه الكلمة العظيمة.
لَا إِلَهَ إِلَا الله أي: لا معبود بحقٍ إلى الله-سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كلُّ معبُودٍ سواهُ فهو معبُودٌ بالباطل، هذا معنى هذه الكلمة العظمة التي بدأ الرسُول-صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم- بالدعوةِ إليها، ولهذا السور المكية كلها في هذه العقيدة، كلها في التوحيد السور المكية، فهذا يدل على أن العقيدة هي الأساس، وأنهُ لا فائدة من الدعوة إلى الله بدون البداءة بالعقيدة، فالذين يدعون إلى الله ولا يبدؤون بالعقيدة ولا يهتمون بها دعوتهم فاشلة ولم تنتج شيئًا، أما الذين دعوا إلى هذه العقيدة ونشروها و بينوها فهؤلاء هم الذين أفادوا العباد والبلاد .
انظروا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية-رَحِمَهُ الله- لما تبنى هذه العقيدة ودعا إليها وبينها وقررها وألف فيها وتلميذهُ الإمام ابن القيم أيضا-رَحِمَهُ الله- لما تلاهُ هذا المنهج وكذلك بقية تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية فإنهم لما بنوا على هذا الأساس وأصلوا دعوتهم عليهِ نجحت دعوتهم والحمد لله وأفادت وأثمرت كتبًا كثيرةً معلومةً بأيدي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فهذه العقيدة هي الأساس الذي يُبنى عليه سائر الدين وسائر العبادات، فعملٌ بدون عقيدة هذا عملٌ ضائع وباطل، ودعوةٌ بدون العقيدة دعوةٌ فاشلة لا ثمرة فيها، فهذه العقيدة هي أساس دين المسلمين، ويجب على الدعاة وعلى العُلماء وعلى المدرسين أن يهتموا بهذه العقيدة الصحيحة ويبينوها للناس في المدارس، في المساجد،في المجالس لأجل أن تنتشر، ولأجل أن تُعرف، ولأجل أن تُدحض العقائد الباطلة والدعوات المخالفة لها، فهذه العقيدة هي أساس هذا الدين.
السور المكية كلها في هذه العقيدة وتأسيس هذه العقيدة؛ ثم بعد ذلك لما ترسخت العقيدة تنزلت الأحكام الفقهية على رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم- في القرآن العظيم والسنة النبوية.
فهذه العقيدة وكتب هذه العقيدة هي التي يُبنى عليها كل أمور الدين وكل دعوة لا تُبنى على هذه العقيدة ولا تدعو إليها فإنها دعوةٌ وجودها كعدمها.
هناك دعوات لها مناهج، هناك دعوات لها مبادئ، لكن لا يوجد اهتمامٌ بالعقيدة على منهج السلف الصالح على منهج الكتاب والسنة إلا ما شاء الله وقليل ما هم الذين يهتمون بها ويُبينونها للناس، هذه العقيدة في هذه البلاد ولله الحمد مُترسخة تُدرس في المدارس من الابتدائي إلى الدراسات العُليا وهي تُدرس بكتبها وتُشرح وتُبين كذلك في المساجد كذلك في مجالس أهل العلم.
فلذلك تمتاز هذه البلاد ولله الحمد على غيرها من البلاد الأخرى بهذه الميزة ولا نُقلل من إخواننا في البلاد الأخرى فيها من يدعو إلى الله فيها من يدعو إلى العقيدة ولكن هذه جهودٌ فردية، أما هُنا هذا جهدٌ للدولة -وفقها الله- ولعلمائها ولمتعلميها يهتمون بهذه العقيدة ويبينونها ويعلنونها في المدارس في المعاهد في الكليات في وسائل الإعلام في إذاعة القرآن، الإذاعة العامة وفي التلفزيون، هذا مما ساعد على نشر هذه العقيدة واستفادة الناس منها.
فهي عقيدةٌ أصيلة مبنية على كلمة"لَا إِلَهَ إِلَا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله" فهي العقيدة الراسخة والعقيدة الثابتة والعقيدة المُفيدة فيجب الاهتمام بها والعنايةُ بها وتذاكرها والتذكير بها ونشرها، بطباعة كتبها وتحقيق كتبها كل هذا مما يجب على المسلمين عمومًا وعلى هذه البلاد القائدة للمسلمين خُصوصًا.
فالعقيدةُ هي أساس الدين وهي قاعة المِلة وهي أول ما يُسأل عنه العبد إذا وضع في قبرهِ يقول لها الملائكة من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ هذه العقيدة لابد أن يعرفها؛ حتـى يثبته الله بالقول الثابـت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما قال -جَلَّ وَعَلَا-: (يُثَبت اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) فالذي يدعي الإسلام ولا يهتم بهذه العقيدة ولا يرفع بها رأسًا هذا إذا سُئل في قبره من ربك؟ يقول: ها..ههاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، من نبيك؟ يقول: هاههاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ يقول:ما أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، فيُضرب -والعياذ بالله- بمرزبة من حديـد يصيـح بها صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسـان لو سمعها الإنسان لصعـق، يعني لمات.
هذه النتيجة نتيجة الجهل بالعقيدة وعدم العناية بها وعدم دراستها، والعقيدة هي الأساس إذا ضيـعت الأساس كيف تبني هذا الدين؟ تبنيه على جرفٍ هار؟! لا يصلح هذا في دين المسلمين، فالعقيدة أمرها مهم جـدا، ولهذا اهتم بها علماء هذه البلاد خصوصًا وعلماء المسلمين عمومًا قديمًا وحديثًا؛ لأن بعض الناس يقول أن الناس مسلمون وبس.. مسلمون، لو تسألهم عن الإسلام ما هو الإسلام؟ يقول: أنا مسلم وبس! ما معنى الإسلام؟ ما يدري، الرسول -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لعلي بن أبي طالب لما أعطاه الرايـة يوم خيبـر قال:«انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ» ساحة اليهود» ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ» شوف انتبهوا!«وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ»ليس إسلام فقط، إسلام وما الذي يجب في الإسلام؟ ماهي أحكامه؟ لازم تبين للناس، تبين توضح-!«وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تعالى فِيهِ».
كثير من الدعاة يدعو إلى الإسلام، لكن لو تسأله ما معنى الإسلام؟ ما يستطيع يفسره التفسير الصحيح! وهذا للجهل بهذه العقيدة، فكيف يدعو إلى شيء وهو يجهله ولا يعرفه؟! يجب على الداعية أن يتأهل أولًا، يتأهل أول شيء بأمر العقيدة يتأهل بذلك؛ حتـى يستطيـع أن يدعو إلى الله على بصيرة كما قال -جَلَّ وَعَلَا-:(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بصيرة أنا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْا الْمُشْرِكِينَ) فأتباع الرسول-صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يدعون إلى الله على بصيرة، على علم على معرفة، لا سيما بالعقيدة، أمر العقيدة التي هي أساس هذا الدين، وهي التي يـجب أن يُبدأ بها بالدعوة إلى الله، كما بدأ بها الرسول-صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وكما بدأ بها الدعاة المخلصون من بعده، أول ما يبدأون بالعقيدة وبيانها للناس، وتوضيحها للناس حتى العوام يلقنون هذه العقيدة بمختصر يلقنون إياه ويحفظونهُ، حتى يكونون على علم من عقيدتهم، ومن أراد أن يتزود ويتوسع فكتب العقيدة والحمد لله كثيرة ومبسطة والحمد لله.
هذه العقيدة مخدومـة؛ ولله الحمد لله لكن تحتاج إلى حملة، تحتاج إلى من يتعلمها، تحتاج إلى من يدعو إليها على بصيرة، تحتاج إلى من يُبينها للناس؛ لأنها هي أساس الدين وأساس الملة، وهي أول ما يسأل عنه العبد في قبره، من ربك؟ إذا كان ما عنده علم بالعقيدة كيف يجيب؟ يقول:"هاههاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته"، مقلد فقط وهو لا يعتقد ولا يدري، فالواجب علينا أن نتنبه لما جاءنا لأمـر هذه العقيدة، أن نلقنها لأولادنا ومن تحت أيدينا،أن يدرسها العلماء، في المساجد وفي المدارس وفي المجالس وفي كل فرصةٍ تسمح ليدعون إليها ويُبينونها للناس؛ حتى يكون الناس على بصيرة من أمر دينهم وعلى أساس قوي ومتين من أمر دينهم.

إلى هنا إنتهى المقصود من النقل.
نسأل الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلى نَبِينَا مُحَمَد وَعَلى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
 
و إياك.
بل نفعنا الله بعلم العلماء، و أي علم يملكه أبو ليث، فما حظي إلا النقل و الفضل لأهل العلم لا لغيرهم.
 
السلام عليكم
شكرا لك عمي ابا ليث بارك الله فيك
العقيدة هي الاساس الذي يبني عليه المسلم طريقه نحو العلم الشرعي فإن فهم العقيدة تيسر له فهم ما بقي بإذنه الله
درستها العام الماضي و تعسر علي فهمها لضيق الوقت و أسأل الله أن يوفقني لمعرفة المزيد ان شاء الله
بارك الله فيكم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top