الدين معاملة

إعصار

:: عضو مُشارك ::
الدين معاملة جملة متداولة على لسان عامة الناس بكثرة وهناك من يعتقد أنها حديث من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وهذا مافنده بعض الأئمة كالشيخ ناصر الدين الألباني ...ومما لا شك فيه أن نسب أقوال كهذه للرسول الكريم مرفوض وهذا موضوع لا جدال فيه ، لكن هل فعلا الدين معاملة ؟ وما مدى مصداقية هاته المقولة؟
في ما مضى كان يحكم على الشخص من خلال مظهره ، فالشخص الملتحي صاحب القميص هو إنسان متدين وخير جليس ، والمرأة المتحجبة هي مثال العفاف والستر خاصة إن كانت متجلببة فهي تخفي بذلك حتى الوجه والكفين وتقطع سبيل الفتنة .
وكان الواحد منا حين يقصد السوق يحرص على التعامل مع التاجر متدين المظهر إن صح التعبير فهو في نظرنا أدرى بجزاء المطففين وحكم السارق وأكل مال الناس بالباطل ولاخوف منه لذا فإننا أحيانا لا نتجرأ حتى على عد ما يرجعه لنا من نقود رغم أنه بشر ويمكن أن يخطئ.
لكن حاليا أصبح الجميع مندهشا مما يراه ويسمعه من أفعال يقوم بها البعض تحت غطاء التدين ، فمواقع التواصل الإجتماعي تنشر يوميا فيديوهات لعمليات سطو سجلتها كاميرات المراقبة في المحلات واللص إما شاب بقميص وإما نساء يرتدين لباسا شرعيا قد يكن فعلا يرتدينه وقد يكون للتستر فقط ويتخلون عليه لاحقا كما هو الحال لدى المتسولات اللواتي يرتدينه لعدم كشف هوياتهن
بين ما مضى وما يمضي نخطئ ونصيب ورغم إختلاف آرائنا وأفكارنا إلا أننا نتفق على أن المظاهر خداعة خاصة في وقت أصبح فيه إسدال اللحي موضة العصر بعدما كان من سنن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
ومما لا شك فيه أن معدن الشخص يتضح جليا من خلال تعاملنا معه ، فكم من إنسان نظرنا إليه نظرة لا توفيه حقه وكم من إنسان أعطيناه قدرا لايستحقه .

ملاحظة : ربما لم أتمكن من صياغة الموضوع كما يستلزم الأمر لكنني أردت من خلاله لفت إنتباه البعض لأمر هام وأتمنى إن أخطأت ان تنبهوني فالمجال مفتوح للنقاش وأعترف أنني شخصيا انتهجت أسلوب الحكم على المظاهر ولو دون قصد مني ، ربما ما تلقيته من محيطي كان سببا لنظرتي الخاطئة لكن ما صادفته اليوم باذن الله سيكون سببا لتصحيحها .
فاليوم رأيت سيدة متجلببة تظهر عليها ملامح الطيبة والوقار تعمل في مكتب لتسلم الملفات ، قصدتها فتاة انهكها المرض والركض من مكتب لآخر وطلبت ورقة بيضاء لتكتب طلبا خطيا،فرفضت وتحججت باحتياجها لهم رغم الكم الهائل الذي كان بجانبها ،وحين خرجت الفتاة خائبة صادفت فتاة لم تتصور حتى أنها سترد عليها سألتها إن كان هناك كشك في الناحية اجابت نعم لكن معزول ومغلق ما حاجتك؟اجابتها ورقة بيضاء فاصطحبتها لمكتبها ومنحتها أوراقا وأخبرتها أنها يمكنها منحها قلم إن أرادت. فبارك الله فيها وجزاها خيرا
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom