صرخة الغضب ( مشاركتي في مسابقة أكتب قصة )

صدام بكل فخر

:: عضوية محظورة ::
أحباب اللمة
إنضم
3 أفريل 2016
المشاركات
1,334
نقاط التفاعل
1,127
النقاط
376
الجنس
ذكر
صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
صرخة الغضب[/H]
-----------

قاسم مثله مثل كل البشر، كان يحلم و يمني نفسه ان يبني بيت صغير ، ذات حديقة ساحرة يزرع فيها زهور الأقحوان ، و يعيش فيه معية " سولاف " بنت الجيران التي أحبها منذ كان ولد صغير ، و ينجب معها بنات و بنين يزينون لهم حياتهم ، و يكسرون سكون صباحهم بصراخهم البريئ .... رغم العقابات التي واجهت قاسم ذلك الشاب الطموح ، الا انه بالارادة و العزيمة استطاع ان يحول احلامه الى حقيقة ، و يرسم الحياة التي ارادها بكل تفاصيلها الصغيرة في الواقع ...... تزوج قاسم بفتاة احلامه ، و معها بنوا ذلك البيت الصغير السعيد ، و انجبوا " لطفي " و بعده " غالي " ، و عاشوا في حب و سعادة ، و كانت ايامهم جميلة جمال قلوبهم الراقية ، لدرجة ان من يمر بجانب منزلهم يحسدهم عن حسن نية ، بسبب الفرح و السعادة المنبعثة من ذلك البيت العادي .
توالت الأيام و تغير حال المكان و توقفت عقارب الزمان ، و حل الشتاء الأسود ليسقط أوراق زهرة الأقحوان ، نشبت الحرب في البلد ، و صار الموت يتربص بكل انسان ، لكن ورغم قطرات الدم المتساقطة ، إستمرت الحياة و الكل قابلها بصبر و ثبات ، إيمانا ان بعد ضلام الليل ، حتما نور الشمس ات ...... ذات يوم ، و بينما كان قاسم يعمل في ورشته المتواضعة رن هاتفه الرث ، وارتسمت على محياه ابتسامة عريضة و هو يرى اسم زوجته على المحمول ، و رد بكل حنين :
- ام اولادي ....
و قبل ان يكمل كلامه و يخبرها انه سعيد لسماع صوتها ، تفاجئ بصوت رجل غريب متردد يقاطعه ..
* سيدي معك الرقيب حسام من الجيش
- اه ... لم افهم ... مرحبا سيدي !
* وجدنا رقمك في الهاتف مسجل عليه زوجي الحبيب ...
- نعم نعم هذا هاتف زوجتي كيف وصل عندك لم افهم ؟

سكت الرقيب لثواني و تسارعت دقات قلب قاسم و تبادر الى ذهنه الاف الأسئلة و اكمل بعجلة و الحيرة غلفت كلماته :
- الو سيدي ... امازلت على الخط !
تنهد الرقيب حسام بعمق ثم رد :
* لم اجد ما أقوله لك سيدي الكريم ، لا حول و لا قوة الا بالله ... انفجرت قنبلة في السوق الشعبي و وجدنا هذا الهاتف في جيب احد الضحايا ....
قاطعه قاسم و يداه ترتجف ، لا تكاد على حمل الهاتف من هول الصاعقة التي دوت مسمعه :
- ماذا ماذا تقول .. انت مخطأ .. ارجوك يوجد خطأ .. اتوسل لك اخي اخبرني انك تمزح .. ارجوك
و رد الرقيب بكل ثبات :
* اسف هذه الحقيقة ، نتمنى قدومك لمصلحة حفظ الجثث لتعرف على الجثة و استلامها .... البقاء لله

سقط قاسم على الارض ساجدا ، و اختلطت دموعه مع التراب ، اسودت الدنيا من حوله ، و تاه عقله في ضباب الذكريات .... بعد دقائق استجمع جسده المنهار و هرول مسرعا مثل المجنون ، تارة يمني نفسه ان الخبر خاطئ ، وتارة اخرى يلكم وجهه بعنف ، عله يستيقظ من هذا الكابوس المرعب ... و ماهي الا لحظات حتى وجد نفسه امام جثة هامدة ، محت الحروق ملامح وجهها ، نعم انها سولاف زوجته التي أحبها ، و صارع الدنيا من اجلها ، أم أولاده التي ألبسته صباحا معطفه ، و همست في اذنه انها ستطهو له في الغداء .. الأكلة التي يحبها ، و اوصته ان يعتني بنفسه ، و لا ينزع وشاح الصوف الذي نسجته بيديها ليقيه برد الشتاء ، ولم تعلم ان غضب الطبيعة ارحم من غدر الانسان ، سولاف التي فرحت لفرحه ، و اضحكته عند حزنه و ساندته طوال السنين ، و كانت بالنسبة اليه، الغطاء الدافي و الدواء الشافي في احلك ايامه ، هاهي قد تركته وحيدا هو و اولاد في منتصف الطريق ، الطريق المضلم الذي كانت ستنيره لهم حتما لو لم تختطفها أيادي الغدر الشيطانية .......
___________

لم يستطع قاسم ان يتحمل غياب زوجته ، و لم يكن قادرا حتى على النظر الى جدران منزله ، كيف ذلك و من كانت رائحتها العطرة تفوح في اركانه ، لتبعث في قلبه الراحة و الطمئنينة قد انتقلت الى جوار رب السماوات ، و مع تزايد حالة الإرهاب و الفوضى في البلاد ، كان لزاما عليه ان يجد طريقة للخلاص ، و فعلا قرر الهجرة الى بلاد أخرى عله ينتشل ابنيه من الرصاص الماطر ، مؤمنا ان دوام الحال من المحال و لربما يعود في يوم ما ، و يرى أحفاده يركضون في المنزل الذي بناه في مخيلته ، قبل ان تعلوا جدرانه الواقع .
انتقلت عائلة قاسم الصغيرة الى " قرفسا "، ذلك البلد الديمقراطي المحصن من الإرهاب و الداعي الى نشر السلام في العالم ، و لانه صاحب حرفة مبدع لم يجد صعوبة في ايجاد عمل قار ، يسد به هو و ابناءه حاجتهم ، و يغنيهم عن مد يدهم للغريب ، اما لطفي و غالي بالرغم من التمييز العنصري الذي قابلهم ، الا انهم استطاعوا مع الايام الاندماج و التعايش مع اهل هذا البلد الجديد .
مرت الشهور و السنوات و قاسم و ابناءه يصارعون تقلبات الحياة ، متمسكين بحقهم في العيش و متناسين ألم الغربة و المعاناة ، كبر الاولاد و اضحى لطفي شابا قوي مفعما بالنشاط و الحيوية ، و بكل امتياز تحصل على شهادة البكالوريا و انتقل الى الكلية ليدرس الطب ، و كم كانت فرحة الأب قاسم كبيرة و هو يحقق حلما من احلام زوجته الراحلة ، و التي كانت تقول دائما مخاطبة للطفي و هو صبي صغير ، اريدك ان تصبح طبيبا شاطرا ، تمسح بيديك ألام المساكين ، اما غالي فمثله مثل اخيه الاكبر كان طالبا مجتهدا في الثانوية ، و صار محبوب الجميع فيها ، و كان موهوبا جدا في كرة القدم ما جعل احد النوادي المحلية تسعى لضمه ، لكن الأب قاسم كان يرفض ذلك في كل مرة خوفا منه على مستقبل ابنه الدراسي ، لكن مع مرور الوقت و إصرار غالي ، غير قراره و اشترط عليه ان يوفق بين النادي و دراسته ، و فعلا كان له ذلك و لم يخيب الابن اباه ، وكان يشارك اخاه كل صغيرة و كبيرة لان لطفي لم يكن مجرد أخ ، بل كان الصاحب و الحامي و الاهم قدوته الشامخة في هذه الحياة ، هذا الأخير الذي كان يدرس اخاه الصغير ، و يعامله معاملة الأم لولدها الرضيع ، و يرشده الى الطريق الصحيح دائما كي يرفعا رأس أبيهم ، و يعوضا تعبه و شبابه الذي افناه في تربيتهم ، فالفضل لما وصلا اليه لله عز وجل ثم للأب المجاهد الذي لم يبخل على ابناءه و حرم نفسه من ابسط الأمور .
شاءت الأقدار ان يصاب قاسم بكسر خطير على مستوى العامود الفقري ، و رغم مجهود الأطباء الا ان الاصابة سببت له إعاقة حركية، منعته من أداء عمله ، فما كان على لطفي الإبن البار الا تحمل مسؤولية البيت و مصاريف علاج والده ، فإضطر مرغما على ترك الكلية و التوجه الى العمل ، و الأهم ان يكمل واجبه تجاه اخاه الصغير الذي لايزال يدرس ، و رغم رفض الأب قاسم للامر في قرارة نفسه ، الا انه استسلم للامر الواقع و كان يردد دائما عبارة دوام الحال من المحال ...... كان لطفي ينهض في الصباح الباكر و يخرج لطلب رزقه ولا يعود الى المنزل الا و معه قوت يومه مهما كانت الظروف ، و رغم النقص الا ان غالي كان متفهما و زاد اصراره اكثر فأكثر على النجاح في دراسته و كذا كرة القدم ، التي يحقق من خلالها الغير الملايين ، و كان طموحه ان يعوض اباه و اخيه ، و يكافئهما على كل ما فعلاه من اجله ، اما الوالد قاسم فكان يراقب ابنيه كل ليلة ، عندما يخلدا الى النوم بعد تعب النهار و على خده دمعة و ابتسامة ، دمعة لانه كان يعي و يدرك معاناة ابنيه و اجتهادهم من اجل ان يرضياه و يعوضاه ، و ابتسامة فخر لانه انجب رجلين باران يعتمد عليهما في الحياة .
سارت الايام على شكلها السابق ، و تميزت بالصمود من كل طرف ، كل حسب طريقته ، و كان غالي تقابله مضايقات عنصرية بين الحين و الأخر ، خاصة من الفتى الطائش " براين " ، ابن احد المسؤولين الكبار و المليونير المشهور في البلد ، الذي لا يفوت فرصة كي يستفز غالي و لا يتوانى عن نعته بابشع العبارات ، غيرتا منه من ذلك الفتى المهاجر الفقير الناجح ، الذي احبه الجميع الا امثاله من المتغطرسين الرافضين لفكرة نجاح الاخر في قرفسا ، لكن غالي قابله دائما ببرودة اعصاب ، لانه يعلم جيدا ان الاحتكاك معه سيسبب المشاكل له و لعائلته ، كيف لا و هو ابن مسؤول كبير فحتي الاساتذة و الموظفين في المدرسة ، يتجنبونه خوفا من بطش ابيه ، و يصبر نفسه دائما بان الوضع لن يستمر ، و في المساء يفجر غضبه في التدريبات و يعود للمنزل كأن شيئا لم يكن ..... في نهاية الفصل الدراسي الثاني قامت الادارة بنشر النتائج في صبورة كانت منصبة في ساحة المدرسة ، اجتمع حولها التلاميذ و لسوء الحظ ، كان بين الحضور الشرير براين و غالي ، و بينما كانا يراجعان القوائم صرخ غالي فرحا لانه تحصل على اكبر معدل في المدرسة ، اما براين فتحصل على معدل ضعيف ، فلتفت بكل حقد و كراهية صوب غالي المحاط بالصبية و البنات المهنئين له لتفوقه ، فزداد غضب براين بسبب الغيرة المفرطة ، و توجه اليه قائلا بسذاجة :
- لماذا تضحك ايها اللاجئ القذر
فرد عليه غالي بكل حكمة :
* سبب فرحي انني تحصلت على نتائج طيبة .. و ان ازعجك هذا فانا اعتذر منك
- تعتذر ايها التافه .. هل تظن انك ستنجح في قرفسا هاهاهاهاهاهاها امثالك مهما كانت نتائجهم سيظلون خدما بدون قيمة ... ايها الارهابي عد الى وطنك
* لن ارد عليك بالمثل فانا احترمك و اتفهم غضبك ..

وهم مغادرا غير مبال بنظرات الاستحقار من قبل براين ، الذي لم يهدأ بعد و لم يكتفي بالكلمات هذه المرة ، و بشكل جبان ضربه بصفحة قوية اسقطته ارضا بين جموع التلاميذ ، جن جنون غالي و تحول هدوئه الى عاصفة ، و امسك براين بكل قوة وانهال عليه بالضربات ، لم يستوعب الجميع ذلك المشهد فبدأ الصراخ ، فتنبه المراقبون للشجار و بصعوبة فرقوا غالي عن براين ، الذي كاد يغمى عليه من شدة الضرب الذي تلقاه ، و لأول مرة أحس براين المدلل الطائش بإهانة كبيرة ، فما كان منه الا الخروج من المدرسة و هو يستشيط غضبا ، اما غالي فتم أخذه الى الادارة و قاموا بتوبيخه بكل قصاوة ، بالرغم علمهم المسبق انه مضلوم و ما تصرفه ذاك الا ردت فعل طبيعة نحو ذلك المتكبر ، لم يتمالك غالي نفسه و بدأت دموعه تتهاطل ، و غادر الغرفة ألم الضلم يمزق قلبه ، مشى بخطوات متثاقلة و نظرات الجميع كانت تأنبه و أحس للحظة أنه حقا إرهابي مثل ما وصفه براين منذ دقائق ، و ما ان صار خارج محيط المدرسة ، حتى سمع صوت عجلات تزأر ، فلتفت و إذ به يرى سيارة اتية صوبه بسرعة جنونية ، شلت اقدامه و مر شريط حياته القصيرة بين عيناه ، اراد الصراخ و لكن صوته قد خانه ..... تطاير جسد غالي في السماء و تطايرت معه الدماء ، و بين الأرض و السماء شاهد وجه أمه مرسوم في بياض السحاب ، و قبل ان يغمض عيناه ، وقف فوق براين فوق رأسه و نظر اليه نظرت إستحقار غير مبالي ، و الغريب ان غالي تبسم إبتسامة رهيبة أرعب بها براين الذي فر امام مرآى الجميع .
شاءت الصدف ان يتلقى قاسم خبر وفاة ابنه عبر الهاتف و بنفس الطريقة تقريبا ، التي تلقى بها خبر وفاة زوجته الغالية ، لكن القلب الذي تحمل الصدمة الاولى ، لم يستطع تحمل الثانية ، فأصيب الاب قاسم بصدمة ، جعلت دقات قلبه تتوقف بدون رجعة ، و هكذا انتهت حياة قاسم و كأنه ابى ان يفارق ابنه الصغير .
اما لطفي لم يتقبل الحكاية و تحول الى وحش كاسر ، و هرول مسرعا بدون شعور نحو القصر الذي يقطنه براين ، كان يطلق صرخات اهزت من هولها أركان القصر الكبير ، و فجأة انهال عليه الحراس الشخصيون بالعصي بدون رحمة امام مرآى المليونير المتسلط والد براين ، الذي دافع عن ابنه بشتى الطرق ، و تغيرت مسار القضية من جريمة قتل بشعة ، الى حادث مرور غير مقصود ، و التزم الشهود بالصمت بل و شهد اكثرهم لصالح لراين ، و كي يقفل الموضوع من و ينتهى زج بلطفي في السجن بتهمة التعدي على مسؤول في الدولة ، و هكذا تفرقت العائلة الصغيرة ، بدون رحمة و لا شفق و حتى وسائل الإعلام لم تنصف تلك العائلة الفقيرة ، لان ذنبهم الوحيد انهم غرباء عن هذا البلد الذي طالم تغنى اهله بالسلام و الأمن ، لكن الواقع أمر أخر .

___________

وقف لطفي امام القاضي شامخا ، و هو ينظر الى عينه نظرة الذئب الجريح ، كانت كل المعطيات تدين لطفى ، و رغم التسائلات التي طرحها القاضي عليه الا ان السكوت كان رده في كل مرة ، و في الاخير نطق القاضي بالحكم المنتظر خمس سنوات نافذة ، و قبل ان يغادر القاضي القاعة ، سأله مرة أخرى و الحيرة بادية على وجهه :
- الى متى ستظل ساكت !!!
و قبل ان يغادر القاضي و الحضور القاعة ، ضرب القفص بشدة و صرخ قائلا :
* لن يعجبكم صوتي عندما يخرج
ذهل الجميع و هم ينظرون اليه ، و ادرك الكل ان وراء هذه الكلمات المعدودة ، عاصفة قادمة ستحرق الاخضر و اليابس ، و ان سكوته ذاك ليس الا علامة غضب جارف .......
مرت الايام و مضت الليالي ، و مزال لطفي يتألم لصمت ، فظنه السجناء أبكم و تقرب منه العديد ولكنه كان يصد الجميع ، و كان على الدوام يقوم بتمرينات بدنية منهكة ، لم يفهم سببها احد ، و في كل ليلة تجده واقفا ينظر الى القمر ، كانه ينتظر رسالة من السماء ، تطفئ النار الملتهبة في فؤادي ، و يستذكر والده و أخاه و الالم يمزق جوفه ، و كم من مرة يستيقض السجناء على وقع صراخه المدوي المتألم ، و بالرغم من تعاطفهم معه الا انهم كانوا يخشون الإقتراب منه ، لان لطفي تحول و اصبح وحشا مخيف يهابه حتى المجرمون .... كانت ايامه تتشابه فاليوم مثل الامس و الامس مثل الغد ، و بين هذا و ذاك ازداد حقده و غضبه أكثر و أكثر ، حتى اصبح مثل القنبلة الموقوتة الايلة للانفجار في اي لحظة ........ و بعد مرور ثلاثة سنوات و لحسن سيرة لطفى طوال فترة مكوثه في السجن ، تقرر العفو عنه و اطلاق سراحه .
غادر لطفي السجن و كله عزم على الانتقام حتى لو كلفه الامر حياته التي إنتهت أساسا بعد رحيل أخاه و أبيه ، و بعد بحث طويل عرف لطفي مكان تواجد براين ، الذي خبأه والده في مكان بعيد ، بعد الجريمة التي قام بها و خرج منها ببساطة و باخف الاضرار ، و لا يزال في طيشه المعتاد غير مبالي بالأسرة التي دمرها ، و الذي كان ذنبهم الوحيد انهم هجروا موطنهم خوفا من بطش الحرب ، لكنهم وجدو ما لم يكن في الحسبان ....
خطط لطفي لتنفيذ انتقامه ، و اعد العدة كي يواجه المجهول الذي ينتظره ، و في احدى الليالي الحالكات تسلل الى القصر الذي كان يقطنه براين ، بعد ان ترصده و علم انه قد دخل ، بعد ليلة حمراء قضاها في احد الحانات ، رغم الحراسة الشديدة الا انه استطاع ان يدخل لغرفة براين ، سحب المسدس و هم للاطلاق عليه ، لكنه توقف قبل الضغط على الزناد ، و قرر ان يقتله بيديه خنقا ، و فعلا قام لطفي بخنقه ، و عينا براين كادت تخرج من مكانها ، و تراء اليه خيال غالي و ابتسامته الاخيرة و بينما كان يصارع الموت ادرك السر وراء تلك الابتسامة التي ارعبته حينها ، و كأن غالي اراد ان يقول له _ سوف أذهب بهدوء و لكنك لن تنعم في حياتك و سيأتي من يقبض روحك بابشع صورة _ ........ غادر لطفي المكان بعد ان ارد براين جثة هامدة ، و احس لأول مرة برحابة الصدر ، و انه ارجع و لو قدرا صغير من حق اسرته الضائع .
بعد التثبت من كاميرات المراقبة ، أيقن والد براين ان لطفي من قتل ابنه ، و اقسم ان يقطعه و يحوله الى قطع لحم يطعمها للكلاب ..... انتشر خبر قتل براين مثل البرق في انحاء البلاد و تداولتها وسائل الإعلام باسهاب عن الحادث ، ووضعت جائزة مالية عملاقة لمن يدل على مكان لطفي ، الذي كان بدوره يسعى لقتل والد براين الضالم ، و كان كل مرة يكتقاقصته و الضلم الذي تعرضوا اليه ، فاصبحت الحكاية على كل لسان ، و اصبح العديد متعاطفين مع لطفي خاصة في اوساط المهاجرين الذين تعرضوا بدورهم لمضالم عديدة تشبه ما تعرضت اليه عائلة قاسم ...... بينما كان والد براين يعقد مؤتمرا صحفيا ، و عندما انهى المؤتمر و هم خارجا ، و على الهواء مباشرةً ، ظهر لطفي بكل شموخ و امطره بالرصاص ، و هو يصرخ بأعلى صوته انا قادم يا أبي ... أنا قادم يا أمي أنا قادم يا أخي الغالي .. أنا قادم يا أسرتي ......

انتهت
 
آخر تعديل:
BarakaALLAHUfik-1.png~c200
 
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي والله قصة أروع ما يكون
عجبتني بزاااف، ربما لا تناسب قسم الخيال ولكنها
تناسب قسم التشويق
فهي مشوقة وفيها عبرة وكأنني أشاهد فلما أجنبيا
سعيدة جدا بقراءة هذه القصة الرائعة
أبدعت يا أخي
بالتوفيق ان شاء الله :)
 
وليتها لم تنتهِ....
موضوع القصة جميل للغاية ،اعجبني بحق بتشابك افكاره وتجاذب اكثر من قضية ( فللكفاح نصيب وللحرب نصيب وللظلم نصيب وللهجرة نصيب وللعنصرية نصيب ....) مواضيع وان سبق طرحها في الدراما شأنها شأن القصص لكن طعمها مُرّ بمرارة الواقع...
تسلسل الاحداث منطقي ولا شائبة فيه ، غير انكم غيبتم الوصف والسرد في مواضع؛كما اعدمتم (الضاد بالظاء والعكس) واخللتم بالرفع والنصب في غير موضعهما ...
أعذروني فكقارئة وجب عليّ تبيان ما رأيت فإن اخطأت فمني الأسف ومنكم السماح وان اصبت لكم الاصابة مستقبلاً...
شكرا على مشاركتنا افكاركم وقصتك..
موفقون ان شاء الله..
 
~

قصّة مشوّقة بحقّ، والجميل فيها أنّها لا تتبع خيطًا دراميا واحدا، بل جمعت بين العديد من الـ genres

الزّوج الّذي يفقد زوجته المحبة / المتفوّق الطيّب الّذي يتعرّض للـ bullying / النّاجح الّذي يتعرّض للظلم / الـ underdog الّذي يسلك مسار الانتقام وينال مبتغاه.

لم تكن القصّة مملّة بأيّ شكل من الأشكال المهمّة، سوى أنّ كثرة السّرد والعرض (exposition) تحدّ من تعلّق القارئ بالشّخصيات.

كما أنّ كثرة الشّخصيات الرّئيسية يضمن تنّوع الأحداث، لكنّه يقلّل من وقت "تطوير كلّ شخصية على حدة"

زد عليه قلّة الوصف والحوارات، وغياب "إظهار" المشاعر بدل "ذكرها".

لذا يفضّل في القصص القصيرة (وقصّتك قصيرة تاع بصّح) أن تركّز على حدث واحد أو اثنين بدل حياة عائلة كاملة.

~

حسّك الأدبي جميل، وهذه الجملة استوقفتني إعجابا "ولم تعلم أنّ غضب الطبيعة أرحم من غدر الإنسان"

وأعلم أنّك تأخّرت في كتابة الموضوع، بل وكتبته على الهاتف لذا لن أخوض في مسألة الأخطاء الإملائية

(درت مليح ديجا كي ما قلبتش قاع الكلمات هههه في بلاصتك كنت نخرج من عقلي)

~

ذاك كان الجانب الأدبي، أمّا عن الجانب الإبداعي فقد قتلت أبطالك الواحد تلو الآخر ههههه راك أكثر من George R.R Martin

لكنّ ما لم يعجبني هو أنّك أظهرت أنّ "الانتقام" و"القتل" سبيلان للسّعادة، والواقع غير ذلك.

القصص وسيلة تعليق وتعليم، لذا فتصوير معاناة ضحايا الحروب واللاّجئين كان اختيارا رائعا، لكنّ تحويل لطفي إلى إرهابي يقتل من ظلمه

لم يكن - في رأيي - اختيارا صائبا.

~

بالتّوفيق في المسابقة، ومتشوّق لأقرأ لك محاولة غير محدودة بمجال ولا وقت.​
 
آخر تعديل:
صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي والله قصة أروع ما يكون
عجبتني بزاااف، ربما لا تناسب قسم الخيال ولكنها
تناسب قسم التشويق
فهي مشوقة وفيها عبرة وكأنني أشاهد فلما أجنبيا
سعيدة جدا بقراءة هذه القصة الرائعة
أبدعت يا أخي
بالتوفيق ان شاء الله :)

وعليكم السلام
سعيد ان مشاركتي قد نالت استحسانك و اعتذر بصدق عن التأخر ، صدقيني الانترنات مقطوعة منذ اسبوع في كامل الحي و لغاية الامس كنت انتظر عودتها لنشر الموضوع حتى انني قررت عدم المشاركة لضيق الوقت و لعدم تمكني من استعمال الهاتف ، و هذا ما جعلني احاول تلخيص القصة قدر الامكان خاصة عند النهاية لانني تعبت جدا ... وكانت لتكون القصة اروع من هذا الشكل بكثير .. المهم المشاركة و بالتوفيق للجميع
 
صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
وليتها لم تنتهِ....
موضوع القصة جميل للغاية ،اعجبني بحق بتشابك افكاره وتجاذب اكثر من قضية ( فللكفاح نصيب وللحرب نصيب وللظلم نصيب وللهجرة نصيب وللعنصرية نصيب ....) مواضيع وان سبق طرحها في الدراما شأنها شأن القصص لكن طعمها مُرّ بمرارة الواقع...
تسلسل الاحداث منطقي ولا شائبة فيه ، غير انكم غيبتم الوصف والسرد في مواضع؛كما اعدمتم (الضاد بالظاء والعكس) واخللتم بالرفع والنصب في غير موضعهما ...
أعذروني فكقارئة وجب عليّ تبيان ما رأيت فإن اخطأت فمني الأسف ومنكم السماح وان اصبت لكم الاصابة مستقبلاً...
شكرا على مشاركتنا افكاركم وقصتك..
موفقون ان شاء الله..

شكرا لمرورك اختي الكريمة و فعلا ملاحظاتك صائبة مع العلم اختي كتبت القصة البارحة فقط و بعجالة و عبر الهاتف و قمت بتلخيصها في عدة مواضع ، اما بالنسبة للاخطاء الاملائية فسببها عدم اجادتي في استعمال الهاتف في الكتابة و التعب الشديد الذي انتابني لانني من ال 9 الى غاية الفجر و انا اكتب ههههه .... سعيد بمرورك و بملاحظاتك البناءة ... مشكورة
 
صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
https://www.4algeria.com/forum/members/22681/
اشكرك اخي الكريم من صميم قلبي على تعليقك الثري و تحليلاتك العالية التي كنت اجهل اغلبها سابقا و ساحاول التقيد بها ، و كما اسلفت القوطط
اشكرك اخي الكريم من صميم قلبي على تعليقك الثري و تحليلاتك العالية التي كنت اجهل اغلبها سابقا و ساحاول التقيد بها ، و كما اسلفت القول في الردود السابقة ان ضيق الوقت و الارهاق جعلاني الخص القصة خاصة في النهاية النسخة التي كتبتها في عقلي غير التي كتبتها هنا ، و الانتقام الذي سعى اليه لطفي كان لابد منه بالرغم من العنف و الصورة الدموية التي رسمتها في الاخير ، اما وصفك له بالارهابي اراه غير مناسب لانه قابل الضلم و الضالمين و لم يقتل الابرياء و اشاطرك الرأي ربما لم اوفق في صياغة النهاية المعبرة للقصة و كانت ستكون اروع لو ......... هههه لا داعي لذكر التفاصيل
على العموم بصدق اثلجت صدري بمرورك المميز و الفعال مشكور
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم قصة تكاد تحاكي الواقع المر لا بل تحاكيه بكل تفاصيله
قصة مؤلمة تحكي واقع المغتربين وتبين ما يعانيه أولادهم من عنصرية العرق والدين
اسلوبك جميل وسهل رائع استمتعت حتى اخر حرف
انتقلت من فكرة الى فكرة بسهولة
بارك الله فيك
ولا تحرمنا من قلمك
تقبل مروري مع فائق الاحترام والتقدير
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top