الجذور الملعونة 2

[همسة نجاح]

اخي امامي والحمدلله ، اثار هدوئه رعبي .. تراه هناك جاثي على ركبتيه ..
_جودي جودي ..
سارعت بخطواتي نحوه
_نعم نعم رامي
_ تعالي انها الازهار كم تبدو جميلة
_ حقا ، انها هي، تماما كما وصفتها الأستاذة لنقطف بعض منها ولنذهب بسرعة
ااااااااااااااااااه اااااااااااااااااااااااااه اااااااااه
اين نحن ؟ ماذا حدث ؟ ما هذا المكان ؟
ما إن قطفنا تلك الازهار حتى هوينا تحت الارض اااو لا أدري هل كنا فوق الارض ام تحتها
_ جودي اين نحن اريد ان اعود للبيت الان اريد امي اااا اريد امي
_ جودي ، جودي
_ جوووودي
_اصمت اصمت لا اعلم اين نحن ، لكن حتما سنعود لا تخف
ما هي الا دقائق حتى احاطنا جنود إن صح التعبير ، غربي الزي ،ذوي ملامح حاد وجادة تثير الرعب في نفس الناظر لهم
بصوت مخيف صرخ أحدهم في وجهنا
_من انتم ؟ ما الذي أتى بكم الى هنا ؟
تعلثم لساني كأنه أصابني البكم، اخي كان ملتصقا بظهر يرتجف وانا اكثر منه حاولت الرد عليهم لكن قبل أن أفعل قبض علينا كمجرمين ... اتركونا اتركونا ، باعلى صوت كنا نصخر ، لكن دون جدوى لا نعلم حتى على من نستنجد ومن سيسمع استغاثتنا
بعد صراخ وعويل دام طول الطريق الذي قطعناه في عشرين دقيقة تقريبا ، زج بنا أمام شاب لم تفوتني تفاصيله رغم الهلع الذي كنت به لا اعلم وكأن الزمن توقف برؤيته شاب طويل القامة قوي البنية ملامحه حادة ايضا ذا لحية سوداء وكأنها مرسومة . يبدو أنه قائد ؤلائك الهمج
_سيدي وجدناهم عند الجذور الملعونة ، يبدو أنها سحبتهما الى هنا ، ماذا ، نفعل بهما ؟
وكأن الشاب لم يسمع شيء وانا أيضا غائبة تماما عن من حولي حاضرة فيه وحده
_سيدي ، سيدي يا سيدي
بنبرة اخترقت مسمعي بقيت ترن في اذني
_ نعم نعم ماذا هناك ؟
_ قلت وجدنهما عند الجذور الملعونة ماذا نفعل بهما ؟ انفعل ككل مرة ؟ نفس مصير من سبقهم ؟
عدت الى رشدي لا ادري كيف استجمعت شجاعتي وصرخت قائلة
_ تفعل ماذا؟ وبمن ؟ ومصير من ؟
_رد عني أحد الجنود:
_ فل تصمتي ايتها الملعونة الا تدرين انت في حضرة من ؟ كيف تتجرئن وترفعين صوتك ستلقين عقاب افضع ممن سبقك حمقاء
قلت
_ عقاب ماذا ؟ وماذا فعلت حتى اعاقب ؟ دعنا وشئننا نريد أن نعود لبيتنا نحن لم نؤذي أحد
_وجه الجندي الكلام لسيده
_سيدي اسف على وقحاتها سنؤدبها كما ينبغي
قاطعته
_ اي وقاحة من انت لتصفني بالوقحة
هاجمته بعضة في ساعده حتى دوى صريخه ، دفعني بقوة حتى كاد يغمى عليا وسال الدم من انفي
أبصرت يد مدت الي لاقف بعد أن صح بصري من الوقعة ، صننته أحد الجنود وخُيل لي اني ساكلمه بنبرة الكبرياء
ما إن رائت يد ذاك الشاب حتى تحركت يدي دون امر مني نحوه ساعدني على الوقوف . كان الجميع ينظر يتعجب ، نسيت المي ونسيت اخي الذي فجأة تعلق بساق شاب يرجوه أن يدعنا نذهب
_ سيدي ارجوك نحن لم نفعل شيء دعنا نذهب تبدو طيبا لست مثلهم ارجوك دعنا نذهب
انحنى الشاب بابتسامة لطيفة قال :
وإن تركتك تذهب ماذا ستعطني ؟
صمت رامي يفكر في سؤاله ..
قال : ليس عندي شيء إن اعدتني لبيتي سأعطيك قطعة الشكولاه التي اخبئها في خزانتي
_ضحك الشاب
قال رامي لحظة لحظة سأعطيك هذه الازهار أنها جميلة يمكنك أن تزرعها لأنها جديدة ..
ما هي الا ثواني حتى ابتعد كل من في الكان وكأن الجميع ينجو بروحه
الا ذاك الشاب ابتعد عن اخي قليلا ناده احدا
_سيدي ابتعد بسرعة ارجوك
نظر إلي قائلا : قولي له أن يبعدها أو يخبئها بسرعة
لم افهم مالذي يحدث ولم استطع الاستجابة له حتى امسكني من ذراعي بقوة مكررا كلامه . استجبت له دون أن تعي ما يحدث
_رامي رامي خبئها بسرعة هيا هيا
_ اين اخبئها جودي؟ لا املك جيوب ولا محفظة
_ ااا ، دسها تحت تلك الصخرة بسرعة
صرخ شاب ايااااك أن تفعل ايااااك أن تفعل
_ رامي هاتها ساخبئها انا
اقترب مني رامي وقفز الشاب بعيدا عني باقتراب اخي وكأن وحشا اقترب منه
خبئت الازهار في حقيبة ظهري ، وبعد لحظات بدأ الجميع يجتمع من جديد
_قال الجندي سيدي علينا أن نتصرف بسرعة
ارتبك سيده حائرا من أمره
_قال الجندي سيدي ما بك ؟ علينا أن نتصرف بسرعة ككل مرة سيدي هذه اخطر مرة علينا أن نسرع
_صرخ الشاب اصمت سنتصرف دعني افكر
_قال الجندي لكنك لم تفكر من قبل دوما ما كنا ننهي لعنة حسب القوانين المعتادة
_ رد ، كل المرات السابقة لم تكن كهذه
كان يتكلم وهو محدقا بي بنظرات غريبة ، كأنه يستنجدني بحل . لكن يبدو أن نهايتي وأخي اقتربت ..
.
.
يتبع
.
.
#الجذور_الملعونة 2

#خربشات_ايفا

 

[البشير البشير]

احسنت ومشكورة على قصّتك الممتعة