عوضنا يارب
العوض الذي تطمئن به أرواحنا و ترضى به نفوسنا فلا نعود نتذكر ما أحزننا
اللهـم أرزقنا العوّض الجميل دائمًا و أبدًا
في الأشخاص و في الحياة و في المواقف ....
الحياة جميلة
فما زال فيها متسع و مساحات شاسعة لتحيوا من جديد
لا تقفوا عند كل عثرة
حاولوا أن تُشعلوا شموع الأمل في أنفسكم و توكلوا على الله و ابتسموا صباحكم إبتسامة لا تفارق محياكم ....
من حقك أن تتكلم عن الشيء الذي يؤلمك مرارا وتكرارا
طالما أنه ما زال يوجع قلبك و يسكن داخلك كشوكة لم تُنتزع بعد
ليس في البوح تكرار مُمل بل فيه إستغاثة و فيه محاولة للنجاة من ثِقل لا يراه غيرك
فالذي يحبك حقا لن يضيق صدراً بكلماتك
و لن يمل من سماعك حتى لو رددت نفس الوجع ألف مرة
سيُصغي إليك بكل ما فيه من صبر و رحمة لأنه يعرف أن الكلام دواء و أن الإصغاء إحتضان صامت
لا يقل قيمة عن كل محاولات التخفيف
الحب لا يظهر في لحظات الضحك وحدها
بل يُختبر حين تفيض شكواك و تتعثر كلماتك و تبحث عن صدرٍ يحتويك
و من يحبك بصدق سيمنحك أمانًا لتتكلم ما شئت و يُشعرك أن صوتك مسموع و أن وجعك مفهوم و أنك لست وحدك في معركتك مع الحزن
.....
لا أحد يعرف متى تكون الخطوة الأخيرة
و لا الكلمة الأخيرة
و لا الضحكة التي لن تتكرر نمضي في الأيام كأنها مضمونة
نغادر الأماكن و نحن نظن أننا سنعود
و القلوب مطمئنة و كأن الحياة مدينة لا تغلق أبوابها أبدًا
لكن الرحيل لا يشاور يأتي خفيفًا كنسمة قاطعا كحد السكين
قد يكون في لحظة عادية و في طريقٍ مألوف أو في نوم هادئ لا نفيق منه
كم من عين أطفأت نورها فجأة
و كم من بيت لم يسمع صوت صاحبه مجددًا و كم من قلب بقي معلقا بكلمةٍ لم تُقال و بوداعٍ لم يكتمل
فيا رب لا تجعلنا نظن أن الوقت طويل
و لا أن العمر في أيدينا
أيقظنا من غفلة التأجيل
و خُذنا إليك كما تُحب و ترضى .....
الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن ليس كل ما يُبكينا شرًا
و لا كل ما يُبهجنا خيرًا
في مرات كثيرة
تأتي الأقدار بثوبٍ غريب
لا نشعر فيه بأمان و لا نرى فيه ملامح حكمة
لكن القلب الذي تعلم أن يُحسن الظن بالله يعرف أن الخير قد لا يطرق الباب و هو مبتسم
بل قد يدخل باكيًا و مكسور الجناح و مبلل الحضور
إنه الله تعالى يُدير شؤوننا بنظرةِ الأبد
لا بلحظة الوجع
و الخير ليس دائمًا في الوضوح
أحيانًا يتنكر في هيئة فُقد
أو يُخبأ خلف أبواب أُغلقت في وجوهنا و نحن نبكيها
ثم نُدرك لاحقًا أن تلك الأبواب لو فُتحت لضاع منا شيء أثمن
فلا تحزنوا على ما لم تفهموه الآن
لأن الغيب عند الله و الحكمة عنده و التوقيت لديه
فأحسنوا الظن و إستريحوا فإنكم لا تمشون وحدكم
و كل ما لا تفهمونه اليوم قد يكون أعظم ما ستحمدونه غدا .....
أجمل شعور لما تدرك أنك لست محتاج تبرر لأحد
و أنك الوحيد الذي يعرف نفسه و تصل لمرحلة ما يهمك كلام و لا أحكام كل همّك أنك تطور نفسك و تكون أفضل من الأمس
و تفهم أنك لست في ساحة منافسة
و أنك وحدك المقياس لنفسك شخصيتك و عقلك و أهدافك و رُقيك
إبقى بأصلك و الباقي ليس مطلوب منك
و الأجمل أنك تمنح هذه المعرفة فقط للذي يستاهل .....