- الأوسمة
- 46
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
العدد الرابع من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية الرابعة هي رائد الكيمياء الحديثة
جابر بن حيّان
وُلد جابر بن حيّان في 101 هـ الموافق ل 721 م بمدينة طوس في إيران من والدينِ عربيين
كان والدُه " حيّان الأزدهي " يعمل في الصيدلة و قد هاجر من اليمن إلى العراق في فترة الخِلافة الأَمَوِية و يعتقد بعض المؤرخين أنّ بن حيّان كان فارسيّا
كان جابر بن حيّان عالمًا مُسلِمًا متعدّد الثقافات و لُقب برائد الكيمياء الحديثة
له عدة إسهامات في علوم الكيمياء و التنجيم و الفلك و الجغرافيا و الفلسفة و الصّيدلة و قد أُطلق عليه لقب : أول كيميائي تجريبي
درس ابنُ حيّان في اليمن القرآن و الرّياضيات و مواضيع أخرى على يد العالم المسلم " حربيّ الحميري "
بدأ ابن حيّان حياته المهنية في مُزاولة الطّب و لكنه لم يقتصر على هذا المجال بل اختار أن يوسع من اهتماماته في البحث على مدى سنين حياته
و كانت أهم بحوثه تدور في حقلَيْ الكيمياء و الخيمياء ( الكيمياء القديمة )
كان والدُ جابر من مُناصري العباسيين في خراسان و قد قُبض عليه و أُعدمَ لدعمه للثورة العباسية على الحُكم الأموي
تلا ذلك فِرار أسرة جابر إلى اليمن
و حين تقلّد العباسيون مقاليظ الحكم عاد جابر إلى الكوفة و بدأ ممارسة الطّب في عهد هارون الرشيد و ما لبث أن استقرّ بعد ذلك في بغداد
أدّت أعمال جابر بن حيّان إل. إلهام العديد من الخيميائيين المسلمين كالرّازي و الطغرائي
و قد أثرت بحوثه بقوة في دراسة الخيمياء في أوروبا القرون الوسطى و شدّدت على الحاجة إلى التجريب في هذا المجال
يشتهر ابن حيّان باسهاماته في مبادئ الكيمياء الحديثة فقد اكتشف العديد من المواد و التفاعلات الكيميائية المعروفة اليوم كحمض كلور الماء و حمض الآزوت ( النُّتروجين ) و عمليات التقطير
و اكتشف أنه يمكن الحصول على حِمضي الآزوت و كلور الماء من تقطير أملاح مختلفة ثم ابتكر ابن حيّان الماء الملكي من مزج حِمضي الآزوت و كلور الماء
و يُذكر له اختراعه لعدّة وسائل مخبرية
و اكتشف ابن حيّان أيضا حمض الليمون و حمض الخل
و قد فاقت اسهاماته في الكيمياء اكتشاف الوسائل الحديثة
فقد أجرى التحسينات على الكثير من العمليات الصناعية القديمة كصناعة الفولاذ ومنع الصدأ و النقش على ابذهب و صباغة الملابس و دبغ الجلود و التحليل الكيميائي للأصباغ و المواد الأخرى و يُقال بأنه اخترع نوعًا من الورق الصامد للاحتراق و حبرًا سريًا
أسهم اين حيّان في تطوير التصنيف الحديث للعناصر إلى معادن و لامعادن و صنف العناصر إلى 3 فئات هي : الكُحوليات و المعادن و اللامطواعة
فالكحوليات هي المواد التي تتبخر عند تسخينها و المعادن هي مواد كالذهب و الفضة و المواد اللامطواعة كالأحجار التي تتحول إلى شكل ذروي عند طرقها
و طرح نظرية تُدعى نظرية الزئبق و الكبريت حيث اعتبر أنّ الفرق بين معدن و آخر يعتمد على احتواء كل منهما عل مادتي الزئبق و الكبريت
و طوّر ابن حيّان استخدام ثنائي أكسيد المنغنيز في صناعة الزُّجاج للتخلّص من الشوائب الخضراء التي تنتُج عن الحديد
تُرجنت كتب ابن حيّان إلى اللاتنية ك ( كتاب الكيمياء ) و ( كتاب السّبعين ) و ( كتاب المملكة ) و ( كتاب التّوازنات ) و ( كتاب الزئبق الشّرقي ) ....
و أصبحت هذه الكتب مراجع يُعتمد عليها لدراسة الكيمياء في أوروبا
كانت بحوث ابن حيّان تدور حول نظرية التكوين أو خلق الحياة و يُعاج كتاب ( الأحجار ) عدة نظريات حول صُنع المخلوقات المختبر كالعقارب و الأفاعي و حتى البشر و أن خلق أي منهم يتم بإرادة الخالق
و كان ابن حيّان يؤكد أنه لا يمكن للخيمياء أن تعمل إلا بتكريس النفس كُليا لإرادة الله
أضاف ابن حيّان 4 خواص للفيزياء الأرسطية و هي : البرودة و الحرارة و الجفاف و النّداوة
ففي المعادن كانت اثنتان من هذه الخواص داخلية و اثنتان خارجية
فمثلا كالرصاص باردًا و جافًا
و بينما الذهب حارًا و ندّيًا
و هكذا استنبط ابن حيّان نظرية تقول بأنه لو أعدنا ترتيب خواص أحد المعادن يمكن أن نحصل على معدن مختلف
و قرَن ابن حيّان دراسة الخيمياء بإرادة اللّه و بذلك تُصبح الخيمياء تنفيذا لإرادة اللّه على الأرض
كان ابن حيّان عالمًا شغوفًا بعِلمه و قد كرّس وقته و جهده لاكتشاف طرائق لتنقية المعادن و تحويلها إلى ذهب
و رجع في بحوثه إلى اكتشافات و نظريات الخيميائيين المصريين و الصينيين و استخلص منهم مفهوم حجر الفلاسفة
و كان ينظر إلى الخيمياء قبل عنده كمبدأ لا عقلاني يتعلٌق بالسحر و الخرافات و لكن ابن حيّان رفعها إلى صف الفلسفة التي لا تقتصر على محاولة تحويل المعادن بل تعمل أيضا على صُنع أشياء جديدة منها
و لكونه رجلًا تقيًّا فقد اعتبر عمله في الخيمياء نوعًا من العبادة و قد تأثر الخيميائيون الأوروبيون من أمثلل ( كورنيليوس أغريبا ) و نيكولاس فلاميل ) بأعمال ابن حيّان
كان له موقف مُعاكس للمناهج التدريسية السائدة التي كان يعتقد أنها تُحبط روح الإبظاع لدى الطُلاب و ألّح بدلا من ذلك على نظام يشجع على البحث
لابن حيّان فضل كبير في تطوير علم الكيمياء باكتشافه لمركبات كيميائية لم تكن معروفة من قبل و قد وضع العديد من التفاصيل المهمة عنها في كتبه
و كتب ابن حيّان حوالي 300 كتاب حول الموضوع و لكن لم يبق منها إلا 80 كتابًا محفوظًا في مكتبات مختلفة
و مع حلول القرن الثاني عشر ميلادي كانت مُعظم كُتُبه قد تمّ ترجمتُها إلى اللاتنية
كتب ابن حيّان أيضا مقالات تتناول الرياضيات و المرايا و الفلسفة و الشِعر و قد تركت الإكتشافات الثورية لابن حيّان أثرًا عميقًا في المجال العلمي مما مهّد الطريق لتقدّم علمي كبير فيما بعد
إنتقل ابن حيّان إلى الكوفة حيث قضى معظم حياته تقريبا فيها
و قد أمضى سنوات حياته الأخيرة قيد الإقامة الجبرية بسبب علاقاته بالبراكمة
و قد إختلف الناس في تحديد السنة التي توفي فيها و لكنه على الأغلب بين 201 هـ - 192 هـ الموافق ل 808 م و 815 م بعد وصوله إلى شيخوخة متقدمة
حدث نقاش جدلي في القرن العاشر في الأوساط الإسلامية حول شخصية و أعمال ابن حيّان
و قد أدّت أعمال ابن حيّان إلى التأثير على الكثير من العلماء المسلمين اللاحقين كالرّازي
انتهى ....
انتظروا العدد القادم
.....
العدد الرابع من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية الرابعة هي رائد الكيمياء الحديثة
جابر بن حيّان
وُلد جابر بن حيّان في 101 هـ الموافق ل 721 م بمدينة طوس في إيران من والدينِ عربيين
كان والدُه " حيّان الأزدهي " يعمل في الصيدلة و قد هاجر من اليمن إلى العراق في فترة الخِلافة الأَمَوِية و يعتقد بعض المؤرخين أنّ بن حيّان كان فارسيّا
كان جابر بن حيّان عالمًا مُسلِمًا متعدّد الثقافات و لُقب برائد الكيمياء الحديثة
له عدة إسهامات في علوم الكيمياء و التنجيم و الفلك و الجغرافيا و الفلسفة و الصّيدلة و قد أُطلق عليه لقب : أول كيميائي تجريبي
درس ابنُ حيّان في اليمن القرآن و الرّياضيات و مواضيع أخرى على يد العالم المسلم " حربيّ الحميري "
بدأ ابن حيّان حياته المهنية في مُزاولة الطّب و لكنه لم يقتصر على هذا المجال بل اختار أن يوسع من اهتماماته في البحث على مدى سنين حياته
و كانت أهم بحوثه تدور في حقلَيْ الكيمياء و الخيمياء ( الكيمياء القديمة )
كان والدُ جابر من مُناصري العباسيين في خراسان و قد قُبض عليه و أُعدمَ لدعمه للثورة العباسية على الحُكم الأموي
تلا ذلك فِرار أسرة جابر إلى اليمن
و حين تقلّد العباسيون مقاليظ الحكم عاد جابر إلى الكوفة و بدأ ممارسة الطّب في عهد هارون الرشيد و ما لبث أن استقرّ بعد ذلك في بغداد
أدّت أعمال جابر بن حيّان إل. إلهام العديد من الخيميائيين المسلمين كالرّازي و الطغرائي
و قد أثرت بحوثه بقوة في دراسة الخيمياء في أوروبا القرون الوسطى و شدّدت على الحاجة إلى التجريب في هذا المجال
يشتهر ابن حيّان باسهاماته في مبادئ الكيمياء الحديثة فقد اكتشف العديد من المواد و التفاعلات الكيميائية المعروفة اليوم كحمض كلور الماء و حمض الآزوت ( النُّتروجين ) و عمليات التقطير
و اكتشف أنه يمكن الحصول على حِمضي الآزوت و كلور الماء من تقطير أملاح مختلفة ثم ابتكر ابن حيّان الماء الملكي من مزج حِمضي الآزوت و كلور الماء
و يُذكر له اختراعه لعدّة وسائل مخبرية
و اكتشف ابن حيّان أيضا حمض الليمون و حمض الخل
و قد فاقت اسهاماته في الكيمياء اكتشاف الوسائل الحديثة
فقد أجرى التحسينات على الكثير من العمليات الصناعية القديمة كصناعة الفولاذ ومنع الصدأ و النقش على ابذهب و صباغة الملابس و دبغ الجلود و التحليل الكيميائي للأصباغ و المواد الأخرى و يُقال بأنه اخترع نوعًا من الورق الصامد للاحتراق و حبرًا سريًا
أسهم اين حيّان في تطوير التصنيف الحديث للعناصر إلى معادن و لامعادن و صنف العناصر إلى 3 فئات هي : الكُحوليات و المعادن و اللامطواعة
فالكحوليات هي المواد التي تتبخر عند تسخينها و المعادن هي مواد كالذهب و الفضة و المواد اللامطواعة كالأحجار التي تتحول إلى شكل ذروي عند طرقها
و طرح نظرية تُدعى نظرية الزئبق و الكبريت حيث اعتبر أنّ الفرق بين معدن و آخر يعتمد على احتواء كل منهما عل مادتي الزئبق و الكبريت
و طوّر ابن حيّان استخدام ثنائي أكسيد المنغنيز في صناعة الزُّجاج للتخلّص من الشوائب الخضراء التي تنتُج عن الحديد
تُرجنت كتب ابن حيّان إلى اللاتنية ك ( كتاب الكيمياء ) و ( كتاب السّبعين ) و ( كتاب المملكة ) و ( كتاب التّوازنات ) و ( كتاب الزئبق الشّرقي ) ....
و أصبحت هذه الكتب مراجع يُعتمد عليها لدراسة الكيمياء في أوروبا
كانت بحوث ابن حيّان تدور حول نظرية التكوين أو خلق الحياة و يُعاج كتاب ( الأحجار ) عدة نظريات حول صُنع المخلوقات المختبر كالعقارب و الأفاعي و حتى البشر و أن خلق أي منهم يتم بإرادة الخالق
و كان ابن حيّان يؤكد أنه لا يمكن للخيمياء أن تعمل إلا بتكريس النفس كُليا لإرادة الله
أضاف ابن حيّان 4 خواص للفيزياء الأرسطية و هي : البرودة و الحرارة و الجفاف و النّداوة
ففي المعادن كانت اثنتان من هذه الخواص داخلية و اثنتان خارجية
فمثلا كالرصاص باردًا و جافًا
و بينما الذهب حارًا و ندّيًا
و هكذا استنبط ابن حيّان نظرية تقول بأنه لو أعدنا ترتيب خواص أحد المعادن يمكن أن نحصل على معدن مختلف
و قرَن ابن حيّان دراسة الخيمياء بإرادة اللّه و بذلك تُصبح الخيمياء تنفيذا لإرادة اللّه على الأرض
كان ابن حيّان عالمًا شغوفًا بعِلمه و قد كرّس وقته و جهده لاكتشاف طرائق لتنقية المعادن و تحويلها إلى ذهب
و رجع في بحوثه إلى اكتشافات و نظريات الخيميائيين المصريين و الصينيين و استخلص منهم مفهوم حجر الفلاسفة
و كان ينظر إلى الخيمياء قبل عنده كمبدأ لا عقلاني يتعلٌق بالسحر و الخرافات و لكن ابن حيّان رفعها إلى صف الفلسفة التي لا تقتصر على محاولة تحويل المعادن بل تعمل أيضا على صُنع أشياء جديدة منها
و لكونه رجلًا تقيًّا فقد اعتبر عمله في الخيمياء نوعًا من العبادة و قد تأثر الخيميائيون الأوروبيون من أمثلل ( كورنيليوس أغريبا ) و نيكولاس فلاميل ) بأعمال ابن حيّان
كان له موقف مُعاكس للمناهج التدريسية السائدة التي كان يعتقد أنها تُحبط روح الإبظاع لدى الطُلاب و ألّح بدلا من ذلك على نظام يشجع على البحث
لابن حيّان فضل كبير في تطوير علم الكيمياء باكتشافه لمركبات كيميائية لم تكن معروفة من قبل و قد وضع العديد من التفاصيل المهمة عنها في كتبه
و كتب ابن حيّان حوالي 300 كتاب حول الموضوع و لكن لم يبق منها إلا 80 كتابًا محفوظًا في مكتبات مختلفة
و مع حلول القرن الثاني عشر ميلادي كانت مُعظم كُتُبه قد تمّ ترجمتُها إلى اللاتنية
كتب ابن حيّان أيضا مقالات تتناول الرياضيات و المرايا و الفلسفة و الشِعر و قد تركت الإكتشافات الثورية لابن حيّان أثرًا عميقًا في المجال العلمي مما مهّد الطريق لتقدّم علمي كبير فيما بعد
إنتقل ابن حيّان إلى الكوفة حيث قضى معظم حياته تقريبا فيها
و قد أمضى سنوات حياته الأخيرة قيد الإقامة الجبرية بسبب علاقاته بالبراكمة
و قد إختلف الناس في تحديد السنة التي توفي فيها و لكنه على الأغلب بين 201 هـ - 192 هـ الموافق ل 808 م و 815 م بعد وصوله إلى شيخوخة متقدمة
حدث نقاش جدلي في القرن العاشر في الأوساط الإسلامية حول شخصية و أعمال ابن حيّان
و قد أدّت أعمال ابن حيّان إلى التأثير على الكثير من العلماء المسلمين اللاحقين كالرّازي
انتهى ....
انتظروا العدد القادم
.....
