التفاعل
34.8K
الجوائز
5.2K
- تاريخ التسجيل
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 27,700
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 52

يُعدّ الإيمان بالغيب أصل من أصول العقيدة و ركيزة من ركائز الإسلام، بينما يمثل اللجوء إلى السحر والانسياق خلف الخرافة والشعوذة انحرافًا خطيرًا عنها يهدد الفرد والمجتمع. وقد حذّر القرآن الكريم من السحر تحذيرا شديدا في مواضع عديدة، وجاءت السنة النبوية مؤكدةً على تحريمه وبيان شدّة خطره. ومع ذلك، ما تزال هذه الظاهرة الخبيثة تتغلغل في مجتمعاتنا المسلمة، مسببةً دمارًا عقائديًا ونفسيًا واجتماعيًا. قال الله تعالى:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102].
2- حقيقة السحر: بين النص الشرعي والواقع
السحر ليس وهمًا كما يظن بعض الناس، بل حقيقة خبيثة تُفسد العقيدة وتزرع الرعب في النفوس، وتُهدد أمن الأسرة والمجتمع.
يُعرّف العلماء السحر بأنه: عقد ورقى وطلاسم يتقرب بها الساحر إلى الشياطين، فيؤثر في القلوب والأبدان بالمرض أو القتل أو التفريق بين الأزواج او غيرها. قال تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]. وقد أجمع أهل السنة على أن السحر نوعان:
1- سحر تخييلي (شعوذة): قائم على الحيلة والخداع البصري، كما في قوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ} [طه: 66].
2- سحر حقيقي مؤثر: له آثار واقعية ملموسة في الأبدان والأنفس والأحوال ولا يحدث إلا بإذن الله تعالى وقدره، وهو أخطر أنواع السحر.
3- أشكال السحر وطرقه:
يتفنن السحرة في أساليبهم الخبيثة، ومن أشهرها:
1- السحر المرشوش: يُنثر أمام عتبات البيوت او المحلات أو في الطرقات.
2- السحر المأكول أو المشروب: يُمزج بالطعام أو الشراب.
3- السحر المدفون: يستعمل فيه شيء من مستعملات المسحور كثيابه، ثم يُدفن في المقابر أو الأماكن المهجورة او يرمى في البحار والأنهار او في أفواه الحيوانات او الموتى او في أماكن خفية لا يصل إليها البشر.
4- السحر بالدمى والصور: تُصنع دمية أو صورة للمسحور وتُغرز فيها الإبر أو تُغلق عليها الأقفال.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة" [رواه مسلم].
"من أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد" [رواه أحمد وأبو داود].
4- أسباب انتشار السحر: تشخيص الداء
إن انتشار هذه الظاهرة في مجتمعاتنا المسلمة ليس عشوائيًا، بل له أسباب متجذّرة تغذي هذه الآفة أبرزها:
1- الجهل بالدين: كلما ضعف العلم الشرعي، وجدت الخرافة والسحر طريقها للناس. وحيثما يسود الجهل تنتشر الخرافة، ويستغل المشعوذون ضعف العقيدة.
2- ضعف الوازع الديني: قسوة القلب، غياب التقوى، والانسياق وراء وساوس الشيطان. تفتح باب السحر وتؤدي إلى الاستسلام للشيطان.
3- الحسد والغيرة: أمراض اجتماعية تدفع ضعاف النفوس لإيذاء غيرهم بالسحر.
4- المشاكل الاجتماعية: كالطلاق، العنوسة، وعدم اهتمام أحد الزوجين بالاخر و الخيانة الزوجية، والحرمان من الأولاد والصراع على النفوذ والمال والجاه وغيرها من الأسباب.
5- الثقافة الخاطئة: الترويج للسحر عبر الإعلام أو استغلال حاجة الناس من قبل المشعوذين. بعض وسائل الإعلام تقدّم السحر في صورة جاذبة، مما يغري السذج بتصديقه.
5- العلامات التي قد تدل على السحر ما يلي:
1- النسيان الشديد: النسيان الشديد جدًا، وصعوبة حفظ القرآن أو تذكر الأذكار، على الرغم من تكرار المراجعة.
2- الخمول والتعب العام: الشعور الدائم بالخمول والتعب، وعدم الرغبة في فعل أي شيء، وتضييع الوقت.
3- تغير السلوك والمشاعر: الشعور بالاختناق وكراهية المنزل، والضيق، والتوتر المفاجئ بدون سبب.
4- التعطيل عن العمل: صعوبة الخروج من المنزل للعمل، وتعطيل أمور العمل والتجارة دون سبب واضح، ونفور الناس من التاجر.
المشكلات في العلاقات الاجتماعية: نفور الخُطّاب من الفتاة عند اقترابهم من منزلها بعد أن كانوا يرغبون فيها من بعيد.
5- الأمراض الجسدية غير المفسرة: الشعور بالغثيان، والدوخة المفاجئة، وكثرة التعرق خاصة أثناء النوم، بالإضافة إلى أمراض متعددة ليس لها تشخيص طبي واضح، ويعزوها الأطباء أحيانًا لأسباب نفسية.
6- الآثار المدمرة للسحر:
1- عقائديًا: السحر شرك بالله وكفر به، لأنه استعانة بالشياطين.
2- نفسيًا وصحيًا: يورث الاكتئاب، القلق، والهلاوس والأمراض الغامضة التي لا يجد لها الأطباء تفسيرًا.
3- أسريًا: يهدم البيوت، ويفرق بين الأزواج، ويزرع العداوة والشحناء بين الإخوة داخل العائلة وبين الأقارب.
4- اجتماعيًا: يشيع الخوف والريبة ويُقوِّض الثقة بين الناس، ويشيع الخوف والريبة، ويغذّي ثقافة الخرافة والظلام بين أفراد المجتمع.
7- العلاج والوقاية: منهج شرعي متكامل.
لا يُعالج السحر بالذهاب إلى السحرة، بل باللجوء إلى الله وحده، ومن الوسائل المشروعة:
1- الرقية الشرعية: بالفاتحة، آية الكرسي، سور الإخلاص والفلق والناس، وآيات السحر في سور الأعراف ويونس وطه.
2- الماء المقروء فيه: يشرب منه المسحور ويغتسل، ويمكن إضافة ورق السدر.
3- إبطال السحر: بإيجاد ما فعله الساحر (مدفون أو مربوط)، (عقد أو دفن) وإتلافه
4- الدعاء والصدقة: وهما من أعظم أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء.
5- التقوى والتوكل: قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}.
قال العلامة بن باز رحمه الله: فعلاج السحر يكون بشيئين:
أحدهما: الرقى الشرعية.
والثاني: الأدوية المباحة التي جربت في علاجه.
وهناك نوع ثالث وهو: العثور على ما فعله الساحر من عقد أو غيرها، وإتلافها، فهو من أسباب زوال السحر وإبطاله.
فمن الرقى التي تستعمل أن يرقى المسحور
- بفاتحة الكتاب
- آية الكرسي
- قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
-قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
مع آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة طه، وهي:
- قوله سبحانه في سورة الأعراف:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِين)َ[1]
- وفي سورة يونس يقول سبحانه:
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون)َ[2].
- وفي سورة طه يقول سبحانه:
(قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)[3].
هذه الآيات الكريمات العظيمات
- ينفث بها في الماء
- ثم بعد ذلك يصب هذا الماء الذي قرأت فيه على ماء أكثر
- ثم يغتسل به المسحور
- ويشرب منه بعض الشيء كثلاث حسوات يشربها منه
ويزول السحر بإذن الله ويبطل، ويعافى من أصيب بذلك،
وقد يوضع في الماء سبع ورقات خضر من السدر تدق وتلقى في الماء الذي يقرأ فيه، ولا بأس بذلك،
وقد ينفع الله بذلك أيضاً، والسدر معروف وهو شجر النبق.
ولفاتحة اثر عجيب في الشفاء يقول ابن القيم في كتابه "الداء والدواء" (١/٨)
:"لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرًا عجيبا في الشفاء".
ومن أراد اتقاء شر السحرة وسحرهم هذه وصية من ابن القيم رحمه الله : ( ومن أعظم الطرق الشرعية في الوقاية من السحر والسحرة الإستعاذة بالله، وتقوى الله تعالى، وحفظ أوامره، والتوكل عليه سبحانه، والتوبة من جميع الذنوب والمعاصي، والصدقة والإحسان والإكثار من تلاوة القرآن، والمحافظة على الأدعية المأثورة، واستخراج السحر وإبطاله، واستعمال الأدوية المباحة شرعاً، ولنعلم أن الأمور تجرى بقدر . قال تعالى :{وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} (البقرة : 102)
8- الخاتمة والتوصيات:
إن ظاهرة السحر ليست مجرد ممارسة خفية، بل هي جريمة في حق العقيدة والمجتمع. ومواجهتها لا تكون إلا عبر ما يلي:
1- التوعية: نشر العلم الشرعي بين الناس، ومحاربة الخرافات. وتحذيرهم من خطورة السحر.
2- الإصلاح الاجتماعي: خل ومعالجة المشاكل الأسرية والاقتصادية بطرق عقلانية بعيدًا عن الخرافة.
3- الردع القانوني: ملاحقة السحرة والمشعوذين ومعاقبتهم بشدة لردع غيرهم.
ولنرفع شعار القرآن في وجه السحر وأهله:
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].
نسأل الله السلامة لنا ولكم من كيد السحرة وأعوانهم من مردة الجن وأن يعافي كل مبتلى، ويُعيد الضالين إلى جادة الصواب. وكان الله في عون المسحورين.
2- حقيقة السحر: بين النص الشرعي والواقع
السحر ليس وهمًا كما يظن بعض الناس، بل حقيقة خبيثة تُفسد العقيدة وتزرع الرعب في النفوس، وتُهدد أمن الأسرة والمجتمع.
يُعرّف العلماء السحر بأنه: عقد ورقى وطلاسم يتقرب بها الساحر إلى الشياطين، فيؤثر في القلوب والأبدان بالمرض أو القتل أو التفريق بين الأزواج او غيرها. قال تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]. وقد أجمع أهل السنة على أن السحر نوعان:
1- سحر تخييلي (شعوذة): قائم على الحيلة والخداع البصري، كما في قوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ} [طه: 66].
2- سحر حقيقي مؤثر: له آثار واقعية ملموسة في الأبدان والأنفس والأحوال ولا يحدث إلا بإذن الله تعالى وقدره، وهو أخطر أنواع السحر.
3- أشكال السحر وطرقه:
يتفنن السحرة في أساليبهم الخبيثة، ومن أشهرها:
1- السحر المرشوش: يُنثر أمام عتبات البيوت او المحلات أو في الطرقات.
2- السحر المأكول أو المشروب: يُمزج بالطعام أو الشراب.
3- السحر المدفون: يستعمل فيه شيء من مستعملات المسحور كثيابه، ثم يُدفن في المقابر أو الأماكن المهجورة او يرمى في البحار والأنهار او في أفواه الحيوانات او الموتى او في أماكن خفية لا يصل إليها البشر.
4- السحر بالدمى والصور: تُصنع دمية أو صورة للمسحور وتُغرز فيها الإبر أو تُغلق عليها الأقفال.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة" [رواه مسلم].
"من أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد" [رواه أحمد وأبو داود].
4- أسباب انتشار السحر: تشخيص الداء
إن انتشار هذه الظاهرة في مجتمعاتنا المسلمة ليس عشوائيًا، بل له أسباب متجذّرة تغذي هذه الآفة أبرزها:
1- الجهل بالدين: كلما ضعف العلم الشرعي، وجدت الخرافة والسحر طريقها للناس. وحيثما يسود الجهل تنتشر الخرافة، ويستغل المشعوذون ضعف العقيدة.
2- ضعف الوازع الديني: قسوة القلب، غياب التقوى، والانسياق وراء وساوس الشيطان. تفتح باب السحر وتؤدي إلى الاستسلام للشيطان.
3- الحسد والغيرة: أمراض اجتماعية تدفع ضعاف النفوس لإيذاء غيرهم بالسحر.
4- المشاكل الاجتماعية: كالطلاق، العنوسة، وعدم اهتمام أحد الزوجين بالاخر و الخيانة الزوجية، والحرمان من الأولاد والصراع على النفوذ والمال والجاه وغيرها من الأسباب.
5- الثقافة الخاطئة: الترويج للسحر عبر الإعلام أو استغلال حاجة الناس من قبل المشعوذين. بعض وسائل الإعلام تقدّم السحر في صورة جاذبة، مما يغري السذج بتصديقه.
5- العلامات التي قد تدل على السحر ما يلي:
1- النسيان الشديد: النسيان الشديد جدًا، وصعوبة حفظ القرآن أو تذكر الأذكار، على الرغم من تكرار المراجعة.
2- الخمول والتعب العام: الشعور الدائم بالخمول والتعب، وعدم الرغبة في فعل أي شيء، وتضييع الوقت.
3- تغير السلوك والمشاعر: الشعور بالاختناق وكراهية المنزل، والضيق، والتوتر المفاجئ بدون سبب.
4- التعطيل عن العمل: صعوبة الخروج من المنزل للعمل، وتعطيل أمور العمل والتجارة دون سبب واضح، ونفور الناس من التاجر.
المشكلات في العلاقات الاجتماعية: نفور الخُطّاب من الفتاة عند اقترابهم من منزلها بعد أن كانوا يرغبون فيها من بعيد.
5- الأمراض الجسدية غير المفسرة: الشعور بالغثيان، والدوخة المفاجئة، وكثرة التعرق خاصة أثناء النوم، بالإضافة إلى أمراض متعددة ليس لها تشخيص طبي واضح، ويعزوها الأطباء أحيانًا لأسباب نفسية.
6- الآثار المدمرة للسحر:
1- عقائديًا: السحر شرك بالله وكفر به، لأنه استعانة بالشياطين.
2- نفسيًا وصحيًا: يورث الاكتئاب، القلق، والهلاوس والأمراض الغامضة التي لا يجد لها الأطباء تفسيرًا.
3- أسريًا: يهدم البيوت، ويفرق بين الأزواج، ويزرع العداوة والشحناء بين الإخوة داخل العائلة وبين الأقارب.
4- اجتماعيًا: يشيع الخوف والريبة ويُقوِّض الثقة بين الناس، ويشيع الخوف والريبة، ويغذّي ثقافة الخرافة والظلام بين أفراد المجتمع.
7- العلاج والوقاية: منهج شرعي متكامل.
لا يُعالج السحر بالذهاب إلى السحرة، بل باللجوء إلى الله وحده، ومن الوسائل المشروعة:
1- الرقية الشرعية: بالفاتحة، آية الكرسي، سور الإخلاص والفلق والناس، وآيات السحر في سور الأعراف ويونس وطه.
2- الماء المقروء فيه: يشرب منه المسحور ويغتسل، ويمكن إضافة ورق السدر.
3- إبطال السحر: بإيجاد ما فعله الساحر (مدفون أو مربوط)، (عقد أو دفن) وإتلافه
4- الدعاء والصدقة: وهما من أعظم أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء.
5- التقوى والتوكل: قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}.
قال العلامة بن باز رحمه الله: فعلاج السحر يكون بشيئين:
أحدهما: الرقى الشرعية.
والثاني: الأدوية المباحة التي جربت في علاجه.
وهناك نوع ثالث وهو: العثور على ما فعله الساحر من عقد أو غيرها، وإتلافها، فهو من أسباب زوال السحر وإبطاله.
فمن الرقى التي تستعمل أن يرقى المسحور
- بفاتحة الكتاب
- آية الكرسي
- قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
-قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
مع آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة طه، وهي:
- قوله سبحانه في سورة الأعراف:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِين)َ[1]
- وفي سورة يونس يقول سبحانه:
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون)َ[2].
- وفي سورة طه يقول سبحانه:
(قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)[3].
هذه الآيات الكريمات العظيمات
- ينفث بها في الماء
- ثم بعد ذلك يصب هذا الماء الذي قرأت فيه على ماء أكثر
- ثم يغتسل به المسحور
- ويشرب منه بعض الشيء كثلاث حسوات يشربها منه
ويزول السحر بإذن الله ويبطل، ويعافى من أصيب بذلك،
وقد يوضع في الماء سبع ورقات خضر من السدر تدق وتلقى في الماء الذي يقرأ فيه، ولا بأس بذلك،
وقد ينفع الله بذلك أيضاً، والسدر معروف وهو شجر النبق.
ولفاتحة اثر عجيب في الشفاء يقول ابن القيم في كتابه "الداء والدواء" (١/٨)
:"لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرًا عجيبا في الشفاء".
ومن أراد اتقاء شر السحرة وسحرهم هذه وصية من ابن القيم رحمه الله : ( ومن أعظم الطرق الشرعية في الوقاية من السحر والسحرة الإستعاذة بالله، وتقوى الله تعالى، وحفظ أوامره، والتوكل عليه سبحانه، والتوبة من جميع الذنوب والمعاصي، والصدقة والإحسان والإكثار من تلاوة القرآن، والمحافظة على الأدعية المأثورة، واستخراج السحر وإبطاله، واستعمال الأدوية المباحة شرعاً، ولنعلم أن الأمور تجرى بقدر . قال تعالى :{وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} (البقرة : 102)
8- الخاتمة والتوصيات:
إن ظاهرة السحر ليست مجرد ممارسة خفية، بل هي جريمة في حق العقيدة والمجتمع. ومواجهتها لا تكون إلا عبر ما يلي:
1- التوعية: نشر العلم الشرعي بين الناس، ومحاربة الخرافات. وتحذيرهم من خطورة السحر.
2- الإصلاح الاجتماعي: خل ومعالجة المشاكل الأسرية والاقتصادية بطرق عقلانية بعيدًا عن الخرافة.
3- الردع القانوني: ملاحقة السحرة والمشعوذين ومعاقبتهم بشدة لردع غيرهم.
ولنرفع شعار القرآن في وجه السحر وأهله:
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].
نسأل الله السلامة لنا ولكم من كيد السحرة وأعوانهم من مردة الجن وأن يعافي كل مبتلى، ويُعيد الضالين إلى جادة الصواب. وكان الله في عون المسحورين.