يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ

سعيد2026

:: عضو منتسِب ::
29261910.gif


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.

وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه.

فالله جل وعلا قد شرع لعباده التوبة والإنابة إليه وحثهم عليها ورغبهم فيها ووعد التائب بالرحمة والغفران مهما بلغت ذبوبه، فمن جملة ذلك قوله جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*

فباب التوبة مفتوح لكل من أسرف على نفسه، وأتى الموبقات، ولو كانت شركًا، أو كفرًا، أو نفاقًا، أو غيرها من الكبائر ، قال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ {الأنفال:38}

وقال عن المنافقين: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:146،145}.

وللتوبة شروط: الشرط الأول: الإخلاص ـ وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل. الثاني: الإقلاع عن الذنب. الثالث: الندم على فعله. الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه. الخامس: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت. قال النووي في شرح مسلم: وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح .

ولا يلتفت الإنسان إلى من يقنطه أو يذكره بذنوبه ، لأن تذكير شخص بماضيه يُعتبر من كبائر الذنوب، وتذكير الشخص بذنب قد تاب منه يُعد إعانة للشيطان عليه وجاء في الحديث الشريف : "لا تكونوا عَون الشيطان على أخيكم"

فهذا الحديث يُشير إلى أن تذكير الشخص بماضيه يُساعد الشيطان على تقنيطه من رحمة الله ، والله عز وجل قال : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ الزمر: 53].

و قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وللتخلص من السيئات على الإنسان فعل الطاعات، والإكثار من الحسنات، ونوافل العبادات؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات .

ومن خير الأعمال ذكر الله في كل وقت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر تنفض الخطايا ، كما تنفض الشجرة ورقها ) حسنه الألباني


blue-sea-sky-hd-1024x576.webp
 
توقيع سعيد2026
جزاك الله خيرا على الموضوع المميز جعله الله في ميزان حسناتك
 
يقبل الله التوبة عن عباده و يغفر لهم إذا رجعوا إليه بصدق و إخلاص
بارك الله فيك على الموضوع
 
توقيع ام أمينة
قبول التوبة هو رحمة ونعمة من نعم الله عز و جل علينا
ما أرحمك و ما أعظمك يارب
سبحانك
 
توقيع dahman kz
شكرا على الموضوع..👍


تأملوا معي قوله تعالى: "ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"

يرى أهل العلم أن التوبة هداية ورحمة.. يحتاج العبد ليتوب الله عليه ابتداءّ حتّى يتوب..

هي توفيق من اللّه.. وعلى العبد أن يطلبه..

لذلك كان من الدّعاء:

اللًهم تُب علينا إنّك أنت التّواب الرّحيم..

اللّهم تُب علينا واقبلنا في التائبين.. وأدخلنا برحمتك في رحمتك..

...الخ

فالله يهدي بعض خلقه.. ويخذُل آخرين لعلمه المسبق بحقائقهم.. وأن بعضهم لا يستحقّ الهداية..

وربما سأتناول " الخذلان من الله لبعض الناس" في موضوع مستقل..


تحياتي..💐
 
توقيع أمير جزائري حر
zsQhDM2.gif
 
توقيع سعيد2026
العودة
Top Bottom