بسم الله الرحمن الرحيم
** ــــــــــــــ **
لا يزال المثقف العربي ، يجلس مضطرا أو ربما باختياره لبضع دقائق ، متسمرا أمام جهاز التلفاز يتابع مسلسل الليالي الهيكلية كما يحلو لي أن أسميه ،وينتظر بشغف ولهفة الحلقة الأخيرة منه …
هذا الرجل من الزمن الناصري الشاهد الذي - ما شفش حاجة - في حاجة إلى عملية جراحية لإعادة تركيب عداد زمني يرتب الأحداث بداخل جمجمته..المتحجرة
هذا الرجل ، صاحب خريف الغضب ، يتحدث بشكل عجيب لا يبعث على الارتياح أبدا ، يذكرني بقصة كنت قد قرأتها ترويها كتب التاريخ والتراجم مفادها
أن غياث بن إبراهيم دخل على المهدي فوجده يلعب بالحمام بين يديه فسأله أن يحدثه بحديث
بسنده إلى جده - صلى الله عليه وسلم -
فحدثه بحديث لا سبق إلا في ثلاث …… وذكر الحديث ثم أضاف زيادة وجناح
وكانت زيادة لطيفة من محدث خبير بعلم الاصطلاح ولم يكن المهدي ليغفل عن هذه الزيادة ، وهو من هو في علمه وورعه وتقواه ولكنه استملحها من المحدث الحاذق اللبق
الذي يعرف كيف يستدر عطف الامراء والملوك وأرباب السلطان والجاه ،
ومات المهدي ، ومات إبراهيم بن غياث ، وبقي السلطان والجاه والجناح
قلت مرة لو أن المهدي ، وقد فطن لتلك الزيادة قطع لسان راويها ، لمات الجناح مع من مات
ولكنها غلطة المهدي ، وقدر الله ليبقى هذا الجناح يتداوله الرواة إلى هذا الزمن الهيكلي الأعرج
وفي صمت يمضي هذا الهيكل الخرف يروي لنا قصص شهر زاد لينام على إيقاعها المواطن العربي في صمت
تحت وطأة الجوع والخوف والحرمان
ويبقى المثقف العربي من محيط الصمت والخذلان إلى خليج التآمر والبهتان يتساءل في صمت
ويسأل في صمت أيضا ، لا يسأل إبراهيم بن غياث عن سبب تلك الزيادة فلقد تكفل بها جهابذة هذا العلم ، وإنما يسأل قناة الجزيرة لصالح من تتكرر قصة الجناح
ومتى موعد الحلقة الأخيرة من مسلسل الليالي الهيكلية
طابت أيامكم
ـــــــــ ** ـــــــــ
توقيع / سراي علي
** ــــــــــــــ **
لا يزال المثقف العربي ، يجلس مضطرا أو ربما باختياره لبضع دقائق ، متسمرا أمام جهاز التلفاز يتابع مسلسل الليالي الهيكلية كما يحلو لي أن أسميه ،وينتظر بشغف ولهفة الحلقة الأخيرة منه …
هذا الرجل من الزمن الناصري الشاهد الذي - ما شفش حاجة - في حاجة إلى عملية جراحية لإعادة تركيب عداد زمني يرتب الأحداث بداخل جمجمته..المتحجرة
هذا الرجل ، صاحب خريف الغضب ، يتحدث بشكل عجيب لا يبعث على الارتياح أبدا ، يذكرني بقصة كنت قد قرأتها ترويها كتب التاريخ والتراجم مفادها
أن غياث بن إبراهيم دخل على المهدي فوجده يلعب بالحمام بين يديه فسأله أن يحدثه بحديث
بسنده إلى جده - صلى الله عليه وسلم -
فحدثه بحديث لا سبق إلا في ثلاث …… وذكر الحديث ثم أضاف زيادة وجناح
وكانت زيادة لطيفة من محدث خبير بعلم الاصطلاح ولم يكن المهدي ليغفل عن هذه الزيادة ، وهو من هو في علمه وورعه وتقواه ولكنه استملحها من المحدث الحاذق اللبق
الذي يعرف كيف يستدر عطف الامراء والملوك وأرباب السلطان والجاه ،
ومات المهدي ، ومات إبراهيم بن غياث ، وبقي السلطان والجاه والجناح
قلت مرة لو أن المهدي ، وقد فطن لتلك الزيادة قطع لسان راويها ، لمات الجناح مع من مات
ولكنها غلطة المهدي ، وقدر الله ليبقى هذا الجناح يتداوله الرواة إلى هذا الزمن الهيكلي الأعرج
وفي صمت يمضي هذا الهيكل الخرف يروي لنا قصص شهر زاد لينام على إيقاعها المواطن العربي في صمت
تحت وطأة الجوع والخوف والحرمان
ويبقى المثقف العربي من محيط الصمت والخذلان إلى خليج التآمر والبهتان يتساءل في صمت
ويسأل في صمت أيضا ، لا يسأل إبراهيم بن غياث عن سبب تلك الزيادة فلقد تكفل بها جهابذة هذا العلم ، وإنما يسأل قناة الجزيرة لصالح من تتكرر قصة الجناح
ومتى موعد الحلقة الأخيرة من مسلسل الليالي الهيكلية
طابت أيامكم
ـــــــــ ** ـــــــــ
توقيع / سراي علي