درس في الكهرباء السياسية

سراي علي

:: عضو مُتميز ::
إنضم
2 أفريل 2010
المشاركات
798
نقاط التفاعل
294
النقاط
23
[font=&quot]درس في الكهرباء السياسية


[/font]
[font=&quot]قد نحتاج الى خبير كهربائي لتحديد مفهوم علمي للفواصل المنصهرة ، ولا أكذب الله فعلمي بهذا الشيئ يوشك أن يكون هلاميا منذ أيام الدراسة ...

[/font]​
[font=&quot]فالفواصل المنصهرة هي تلك القطعة التي تُثبت في أي دارة كهربائية لحماية الجهاز من ارتفاع التيار الذي[/font]​
[font=&quot] قد يعرضه .. للتلف [/font][font=&quot]أ[/font][font=&quot]والعطب ..


[/font]​
[font=&quot]لا أستطيع أن أجزم يقينا أن حكامنا في البلاد العربية والقائمين على تلك الانظمة التي أعلنت إفلاسها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، كانوا قبل أن يستووا على كراسيهم .. خبراء كهربائين أو[/font] [font=&quot]لهم صلة بالكهرباء ...[/font]

[font=&quot]ومن السذاجة السياسية أن نختصر الانظمة العربية في تلك الظلال الآدمية التي نصطلح على تسميتها بالحكام العرب ..


[/font]​
[font=&quot]بل من الخطأ البَيّنِ أن يصبح تحرك الشارع العربي والاسلامي من أجل الاطاحة برجل وجد نفسه بقدرة قادر يتحكم في الرقاب والأموال ويتصرف فيها كأنه وصي عنها لا ينازعه في ذلك الحق منازعٌ ولو بصفة المشاورة ...


[/font]​
[font=&quot]أشعر برغبة في الإنطواء على نفسي بعيدا عن أعين الناس وأنا أتابع ذلك الفرح الساذج الذي يجتاح القلوب والعيون .. تنقله لنا أبواق الإعلام المأجور .. في أثواب ربيعية الألوان بادية السفور ..


[/font]​
[font=&quot]فرح .. يتهافت عليه السذج والمغفلون …[/font].


[font=&quot]فرح .. هو أشبه بفرح الاطفال بهدية في يوم عيد

[/font]​
[font=&quot]فرح يملأ المكان ويستغرق شيئا من الزمن غير يسير .. ، توحي فيه تلك الآلهة المعبودة .. في القرن الواحد والعشرين الى عبيدها أن الوقت قد حان لتغيير الفاصلة المنصهرة .. لحماية الكيان والدارة السياسية من الاحتراق تحت ضغط التيار العالي .. خلف أسوار دار الندوة ..


[/font]​
[font=&quot]وفي نفس اللحظة والزمان .. وفي نفس المكان .. تَسرقُ تلك الفواصل الساسية المنصهرة الابتسامة البريئة في صمت وخلسة .. من جفون البسطاء في هذه الأمة المغلوبة على أمرها ..


[/font]​
[font=&quot]منذ زمن بعيد لم يتغير شيئ في حياة الناس ..كل ما تغير هو الأسماء والأسماء وحدها فقط ..

[/font]​
[font=&quot]وقد تتغير الوجوه بين الفينة والأخرى حفاظا على تلك النُّظم من ارتفاع الضغط في الشارع العربي ..


[/font]​
[font=&quot]ويطلع علينا في كل مرة وجه قد ألفنَاهُ .. وحفظنا تقاطيعه وتجاعيده .. ليبشرنا أن المرحلة القادمة تتطلب إعادة النظر في كثير من الفواصل المنصهرة والتي لم تعد تصلح لحماية الجهاز من خطر ارتفاع التيار ..


[/font]​
[font=&quot] فالحكومة فاصلة منصهرة ..


[/font]​
[font=&quot]وأعضاء البرلمان فواصل تعمل بنفس الآلية والطريقة التي تعمل بها الحكومة


[/font]​
[font=&quot]وشخص الحاكم أو من يقوم مقامه أهم فاصلة في النظام والجهاز كلّه

[/font]​
[font=&quot]واستجابة لمتطلبات المرحلة القادمة نفسها .. فلا بد من تغيير جذري في الدارة الكهربائية السياسية كلها


[/font]​
[font=&quot]و قد نظطر الى تغيير كثير من تلك الفواصل المنصهرة .. وربما تغييرها بالكلية سيكون أنفع لحماية النظام والجهاز معا ... لكي يُؤدي عمله بشكل أحسن من ذي قبل


[/font]​
[font=&quot]اعترف صراحة أن التطور والثبات في حياة الناس مسألة معقدة ... ومعقدة جدا


[/font]​
[font=&quot]فقد نحتاج الى التطور والتغيير في كل شيئ .. الا في المبادئ والافكار والقيم ..


[/font]​
[font=&quot]وعندما نعلن إفلاسنا الفكري ..

يصبح التطور في تصورنا محصورا في تغيير تلك الفواصل السياسية


[/font]​
[font=&quot]والحقيقة التي يتهرب منها كثير من المثقفين والمفكرين[/font][font=&quot]– ويدفنون رؤوسهم كالنعام في التراب - أن الامة في حاجة الى جهاز جديد .. والى دارة كهربائية جديدة .. والى نظام جديد .. وأن الصراع في جوهره لا يمثل أحد قطبيه .. مسؤول بعينه أوحاكم بأمره .. أو شخص في شكله وذاته ..

إنما هو صراع بين نظامين مختلفين

[/font]​
[font=&quot]وجهازين مختلفين

[/font]​
[font=&quot]ومنهجين على طرفي نقيض

[/font]​
[font=&quot]صراع بين فكرة وفكرة

[/font]​
[font=&quot]وحق وباطل

[/font]​
[font=&quot]وحقيقة مُغَيَّبَة عن عقول النَّاس .. وأخرى فرضتها تلك النظم الآيلة الى السقوط بحكم التقادم والإفلاس


[/font]​
[font=&quot] وقد يُخَيَّلُ إلينا في لحظة من الزمن أن تغيير الحكام أو سمهم ما شئت أن تسمهم - إن وافقتني الرأي


[/font]​
[font=&quot]في كونهم ليسوا أكثر من فواصل منصهرة - سيحل كثيرا من مشاكل مجتمعاتنا العربية والاسلامية ...

وقد تسألني ولما لا ... ؟


[/font]​
[font=&quot] فاستطيع أن أقول لك بشيئ من ثقة كبيرة وصراحة أكبر ..


[/font]​
[font=&quot]سيدي الفاضل إن جهازك معطَّلٌ عن استيعاب فكرة الصراع في أوطاننا العربية والاسلامية

[/font]​
[font=&quot]ونحتاج الى درس جديد بثوب جديد ومعانٍ متجددة لنشرح من خلاله ..

[/font]​
[font=&quot]حقيقة الصراع في أوطاننا العربية والاسلامية


[/font]​
[font=&quot]فتابع معنا الدرس القادم إن شاء الله


[/font]​
[font=&quot]تحية طيبة بقوة التيار المتدفق في قلوبكم لتغيير أوضاعنا المزرية


[/font]​
[font=&quot]كتبه تحت الضغط العالي ...

أخوكم سراي علي


[/font]​
[font=&quot]الى الملتقى [/font]​
 
السلام عليكم ورحمة الله
مشكور الاخ علي على ما تفضلت به

تبقى وجهة نظر ..
افهم ما ترمي إليه ..

لكن هل ترى في الواقع من يصلح لأن يتحمل
تبعات النظام المنشود .. ويقيمه بحق ومؤهل لتطبيقه على ارض الواقع
دون اختلال
الا ترى ما فعل اخواننا في الضفة الاخرى بجوار روسيا

والا ترى ما يفعل بعض اخواننا اليوم .. وهم لا يزالون على الحاشية فكيف اذا امسكوا

السيف بأيديهم ؟ ما تراهم فاعلين ؟؟

اني ارى المشكل الحقيقي في المبادئ والاخلاق
لان النظام ماهو ؟
هو مجموعة قوانين ومجموعة اشخاص على رقعة جغرافية
فأحيانا تصلح القوانين .. ولا يصلح الاشخاص .. والعكس صحيح

وفي اليوم الذي يصلح الاشخاص : فكريا وعقديا واخلاقيا.
ويلتزموا بالنظام العادل .. حينها يصلح النظام وحال الامة .

أما اليوم فما ترى ؟
الفئة التي يعول عليها -على اختلاف توجهاتها - لا تزال من وجهة نظري - الى الكثير
من العقلانية والاتزان الفكري .. والمعرفة بالواقع
والنضج السياسي

والنصر له اسبابه العقدية والواقعية .
والكثير يربط ذلك بالجنب العقدي .. وينتظر من السماء ان تمطر ذهبا.

سلام

شكرا لك مرة اخرى.


 
آخر تعديل:
موضوع مميز...فقد جمع كل ما أحب... الكهرباء والسياسة...
اتفق معك اخي تماما ...في كل ما ذهبت اليه لأنني انا ايضا ارى في هته الثورات عدم النفع وعدم الجدوى لنها مجرد ضياع للوقت والمال والانفس... ربما انني قد اخالف الكثيرين ولا أقصد الانقاص من قيمة تلك الثورات ولا بصانعيها.. لكنني احيانا اقف امام تناقض مع نفسي فأقول لماذا نبحث عن التغيير ونحن مجزوم ومتأكدون انه لا مجال للتغيير في ظل العقلية العربية الحالية فالتغيير يعني تغير اسم باسم آخر ..لأن اي شخص من المجتمع العربي - أي نحن - عندما يجلس على ذلك الكرسي يتغير تفكيره ويصبح يفكر بنفس طريقة حكامنا الحالية ... واحيانا اخرى اقول مادام اننا في كلتى الحالتين هالكون فما المانع من تجريب التغيير ...فكلهم صاهورات كما قلت... عندما تتلف واحدة نأتي بأخرى ...شكرا لك
 
السلام
الشكر لك
اعتقد ان الدارة الكهربائية بكل ما فيها على وشك الاحتراق

وان البدائل المؤهلة للتأطير غير متوافرة بالشكل الكافي


ولهذا باختصار ننتظر دارة كهربائية بديلة محسنة ومهجنة الى

اجل غير مسمى.


 
السلام عليكم ورحمة الله
مشكور الاخ علي على ما تفضلت به

تبقى وجهة نظر ..
افهم ما ترمي إليه ..

لكن هل ترى في الواقع من يصلح لأن يتحمل
تبعات النظام المنشود .. ويقيمه بحق ومؤهل لتطبيقه على ارض الواقع
دون اختلال
الا ترى ما فعل اخواننا في الضفة الاخرى بجوار روسيا

والا ترى ما يفعل بعض اخواننا اليوم .. وهم لا يزالون على الحاشية فكيف اذا امسكوا

السيف بأيديهم ؟ ما تراهم فاعلين ؟؟

اني ارى المشكل الحقيقي في المبادئ والاخلاق
لان النظام ماهو ؟
هو مجموعة قوانين ومجموعة اشخاص على رقعة جغرافية
فأحيانا تصلح القوانين .. ولا يصلح الاشخاص .. والعكس صحيح

وفي اليوم الذي يصلح الاشخاص : فكريا وعقديا واخلاقيا.
ويلتزموا بالنظام العادل .. حينها يصلح النظام وحال الامة .


أما اليوم فما ترى ؟
الفئة التي يعول عليها -على اختلاف توجهاتها - لا تزال من وجهة نظري - الى الكثير
من العقلانية والاتزان الفكري .. والمعرفة بالواقع
والنضج السياسي

والنصر له اسبابه العقدية والواقعية .
والكثير يربط ذلك بالجنب العقدي .. وينتظر من السماء ان تمطر ذهبا.

سلام

شكرا لك مرة اخرى.





جزاك الله كل خير فيما سطرته هنا وإن كان في جوهره لا يختلف كثيرا عم ذكرناه أعلاه في صلب الموضوع

وانما مرد الامر الى تلك التوجهات التي باتت تطرح على الساحة وتجد من يروج لها

حتى من بعض مفلسي الاسلاميين ممن اكل الدهر عليهم وشرب وهم أشهر من نار على علم

فهذ الثورات التي تحركها اطراف خفية إما عن طريق مباشر او عن طريق المباركة والدعم المادي والمعنوي يعتقد بعض المغفلين واشباههم انها حالة صحية في صالح الامة وهي بخلاف ذلك

فيحصرون صورة التغيير في تنحية شخص الحاكم وحاشيته وهذا هو الخطأ بعينه

وبإزاء هذه الثوارت هناك فئة من المستعجلين سواء من الاسلاميين او من غيرهم من اصحاب التوجهات الراديكالية المعروفية اليسارية او العلمانية

هؤلاء ينظرون بعين واحدة الى المستقبل وهو تلك الانقلابات المسلحة التي تفضي الى ذلك الفساد العريض من استباحة الدماء والاعراض والاموال

وفي نفس الوقت يتغافلون عن منهج الله في الارض لتحقيق التمكين لهذا الدين وهو منهج الحق الذي لا يحيد عنه الا هالك ..

وربما يحتاج الموضوع الى بسط اكثر سنقرره في موضوع مستقل يتطرق الى فكرة الصراع في عالمنا الاسلامي والعربي

وجزاك الله كل خير على التعليق والله المستعان
 
موضوع مميز...فقد جمع كل ما أحب... الكهرباء والسياسة...
اتفق معك اخي تماما ...في كل ما ذهبت اليه لأنني انا ايضا ارى في هته الثورات عدم النفع وعدم الجدوى لنها مجرد ضياع للوقت والمال والانفس... ربما انني قد اخالف الكثيرين ولا أقصد الانقاص من قيمة تلك الثورات ولا بصانعيها.. لكنني احيانا اقف امام تناقض مع نفسي فأقول لماذا نبحث عن التغيير ونحن مجزوم ومتأكدون انه لا مجال للتغيير في ظل العقلية العربية الحالية فالتغيير يعني تغير اسم باسم آخر ..لأن اي شخص من المجتمع العربي - أي نحن - عندما يجلس على ذلك الكرسي يتغير تفكيره ويصبح يفكر بنفس طريقة حكامنا الحالية ... واحيانا اخرى اقول مادام اننا في كلتى الحالتين هالكون فما المانع من تجريب التغيير ...فكلهم صاهورات كما قلت... عندما تتلف واحدة نأتي بأخرى ...شكرا لك



جزاك الله كل خير

أي نعم نحن في حاجة الى اعادة صياغة الفكر العربي والعقل العربي بشكل يتوافق مع مبادئ ديننا

وهذا هو جوهر الصراع بين فكرتين مختلفتين

لا كما يصوره اصحاب تلك الثورات المشبوهة

قارورة زيت وعلبة سكر

مرة اخرى شكرا على الافادة الطيبة



 
السلام
الشكر لك


اعتقد ان الدارة الكهربائية بكل ما فيها على وشك الاحتراق



وان البدائل المؤهلة للتأطير غير متوافرة بالشكل الكافي


ولهذا باختصار ننتظر دارة كهربائية بديلة محسنة ومهجنة الى

اجل غير مسمى.




صدقت .. قلت فأوجزت فكفيت ووفيت
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top