التفاعل
3
الجوائز
617
- تاريخ التسجيل
- 14 جوان 2007
- المشاركات
- 2,287
- آخر نشاط
العنف في كل مكان .. في كل وقت ، العنف يبعد التهاني لتحل مكانها الحصرة
لقد أصبحت اليوم ، مع الأسف ، كلمة عصبي صفة ملازمة لكل جزائري تقريبا في هذه البلاد، يبرز بها ضيق صدره، و يعلل بها بعض أخطائه و زلاته ، حيث استبدلت كلمة أحمق بكلمة منرفز حتى غدت على كل شفة و لسان يبعث بها كل انسان ، و قد جاءتنا هذه الكلمة عن اللغة الفرنسية nerveux أي متوتر الأعصاب . فأضحى الطفل الوديع يثور في وجه أمه التي لم تطلب منه سوى طلب بسيط.. و صار التلميذ و الطالب يتنرفز أمام أستاذه أو معلمه الذي يسأل عن التمرين أو الدرس .. و أصبح لاعب كرة القدم يعتدي على خصمه في الميدان أو على حكم اللقاء.. و نفس الشيء بالنسبة للمناصرين الذين يلقون باللائمة على الحكم أو فريقهم أو الفريق الخصم أو جميعهم معا ، فيتم شتمهم أو قذفهم بالحجارة ، الزجاجات و غيرها من الأشياء المتوفرة أمامهم .. و هكذا دواليك حتى أضحت أيام عيد الأضحى مثلها مثل باقي الأيام الأخرى ، يفقد فيها هذا الذي يفتخر أنه منرفز ، يفتقد أبسط مقومات العيد ، يفقد الرحمة ليتشاجر مع صديقه من أجل أمور مادية فانية ، ليقتله في أيام العيد ، كارثة الجزائري ، كارثة داخل مقومات شعب عرف تطورا سلبيا ملحوظا ، كارثة الشباب في أيامنا ، كارثة تربوية يتجاهلها المربون ليبعدوا عن عاتقهم ما يسمونه هموم التربية ،
كل ما يزرع اليوم يحصد غدا ، فمن زرع بذور الخير لقي الخير و تنعمت به الأجيال القادمة ، و من زرع الأنانية ليبتعد عن المسؤولية حصد أكبر هموم الزمن .
هل سيستدرك كل مسؤول مصيبة ما يزرع اليوم في الجزائر من شرقها الى غربها و من شمالها الى جنوبها لتغلق الحلبة العملاقة التي فتحت للمشاجرات و الخلافات و حتى القتل ؟؟ المسؤولون هم : الأولياء، المدرسة المجتمع ، الأستاذ و المعلم، وسائل الاعلام، الحاكم و كل مساعد له ..
من فرط تمسك الجزائريين بالنرفزة و سرعة الغضب و عدم التحكم في أعصابهم ، فانهم عرفوا منذ زمن ليس بقريب بهذه الآفة التي تضاف الى قائمة الآفات الأخرى .