من طفل بريئ الى زعيم......(ارجو منكم نشرها باسم صاحبها الذي في الاسفل)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

wafaa

:: عضو منتسِب ::
إنضم
8 أوت 2006
المشاركات
5
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
بسم الله الرحمن الرحيم







من منا يعرف مذا يخبئ له القدر ,وبماذا ستفاجئه الأيام ,من منا يعرف في أي إتجاه ستبحر سفينته ومن منا قادر على التحكم بمستقبله ,ومن منا قادر على رسم خططه المستقبلية وأن يمشي عليها بدون أن يخرج عن إطارها ,هذا ما حصل لصديقنا الذي ظن أن الحياة ستظل هانئة وأن فرحته ستبقى أبدية ,وأن المنغصات ستظل بعيدة عنه ,وأن ضحكته الطفولية ستظل مرسومة على محياه ,وأن البرائة التي تسكن عقله و قلبه لن تغادرهما ,هذا ما كان يظن.مسكين إعتقد أن الأمان والحب اللذان يحيطان به سيظلان ,لكن أتى اليوم الذي انقلبت فيه الموازين اليوم الذي بعتر أوراقه اليوم الذي بدل أحلامه كوابيس ,أتى اليوم الذي إنفصل فيه والداه ,لم يستطع عقله الطفولي وتفكيره البرئ أن يعي ما حصل ,المهم عرف أن والده إبتعد عن والدته ,وبعدها لم تستطع والدته الإحتمال ففظلت الإنتحار ,وهكذا أنهت حياتها تاركة إبنا وحيدا وهو يخطو أولى خطواته,وكما يقال المشاكل تأتي تباعا ,ما حدت بعدها كان أقوى و أعنف على صاحبنا ,تنكر له والده وتبرأ منه لم يعد راغبا في رؤيته تنكر له تماما ,لينتقل للعيش مع أولاد خاله .كبر صاحبنا وبدأ فكره ينضج ويفكر فأدرك ما حصل له وما وقع ,أدرك أن خيانة والدته هي سبب هذه المشاكل ,وأن والده تنكر له لشكه في أبوته ,كبر صاحبنا وكبرت معه مشاكله ,فلقد طرده خاله من البيت بدعوى أن له بنات ,ويخاف عليهم وعلى سمعتهم ,فما كان لصديقنا ملجئ سوى الشارع ,أتعلمون كيف كبر صاحبنا ,كبر بالسب والشتم واللعن كبر مجردا من المشاعر ,لا يعترف بكلمة حب أو حنان أو عطف ,لا يعترف بوجودهم ,وكيف له أن يوقن بهم وهو لم يحس أو يصادفهم ,هكذا خرج للشارع ليجد نفسه مهيأ,فلقد كان على يقين أن نهايته ستكون الشارع ,فعاش بين أحضان الشارع الذي كان كريما معه ,لم يسأله من والده ولا أين والدته ولا ما هو نسبه ,هذا كان كافيا لصاحبنا ليعيش حياة هانئة ,لكن من أين يأتي الهدوء وهو يعيش بين الكلاب الضالة وسط هذه الغابة التي لا تعترف إلا بقانونها ,الذي يعرفه صاحبنا ونعرفه نحن أيضا ,فما كان لصاحبنا إلا أن يصبح ذئبا لكي يصعب هضمه ,وهكذا أصبح صاحبنا ذئب لا يفوت أي فرصة ,فأصبح زعيما من زعماء الشارع والأكثر شعبية فيه لا,فلقد تعلم كل شيء بسرعة,تعلم النهب و السرقة ,وكيفية التخلص من أعدائه و كيفية مراوغة رجال الشرطة ,ببساطة تعلم كل شيء و هذا ما حوله إلى زعيم .لكن وبالرغم من كل هذا كان صاحبنا يتمتع ببعض الخصال الإنسانية المتجمدة بداخله ,فلقد كان على قدر الإمكان يتفادى الضرب والجرح ,ولا يستعمل السلاح إلا للتخويف ,هكذا أخدت سفينة صاحبنا تبحر في بحر الضياع والتشرد ,أبطل عقله وسمح لرفاقه بأن يفعلوا به ما شاءوا ,جرب شرب الخمر و بعدها أصبح سكيرا,دخن الحشيش فأصبحت تملأ يديه,جرب النساء فلم يعد قادرا على النوم وحضنه فارغ,رغم كل ما كان يقوم به صاحبنا إلا أنه في قرار نفسه كان متأكد من أن الحياة لا ينبغي أن تكون هكذا .لكن لم يستطع العودة إلى نقطة البداية ولم يجد من يعيده إليها ,فآثر الاستمرار,وعدم الالتفات إلى الوراء لأن لا نفع منه ,فأصبح يوم صاحبنا يسير على نفس المنوال سرقة و نهب وقطع سبيل في الصباح وسكر و عربدة في المساء , وفي أحد الأيام وهو يزاول عمله أو بالأحرى ما سماه عملا وأقنع نفسه به ,إذ التقى بفتاة أراد سرقتها فما أن وقف عليها وطالبها بما لديها حتى أخدت في البكاء وكأنها طفل صغير ,فأيقظ بكاءها المشاعر الإنسانية المكبوتة بداخله ,فأخذ يهدئها ويتوسل إليها بأن تكف عن بكائها ,وحاول إقناعها بأنه لن يؤذيها ,فاطمأنت بعد الذي شهدته من صدق حديثه وحسن منظره ,فتأسف إليها وطلب منها أن تتابع سيرها ,وأخذ يراقبها عن كثب حتى قطعت الطريق المظلم ,فأصبح صاحبنا كل يوم يأتي لنفس الطريق الذي تمر منه الفتاة ويراقبها حتى تصل بسلام إلى مسكنها ,لم يكن يعرف صاحبنا ما الذي حصل له وما الذي طرأ على حياته ولا سبب تواجده في المكان الذي التقى فيه بالفتاة ,ولم يستطع تفسير رغبته الشديدة في رؤيتها ,ولا سبب حرسه على حمايتها ,كان إحساسا جديدا على صاحبنا لم يراوده من قبل ,رغم أن الجميع كانوا على علم بما يجول في فكر صاحبنا ,كان واضحا على محياه وكان بريق عينيه فاضحا لامعا ,حتى الفتاة كانت تعرف سبب تواجده الدائم معها بالرغم من كونه لا يكلمها ويكتفي بمراقبتها من بعيد ,و ربما كان قلبها يرقص على إيقاع قلبه .وهكذا شاءت الأقدار تضع شيئا في طريق صاحبنا لعله قد يغير مسار حياته ,وبالفعل بدأت حياته تتغير,فأصبح لا يسرق إلا إدا احتاج,وابتعد عن الخمر والحشيش والنساء ,فلقد كان شيء بداخله يأمره بأن يتغير ,وبسبب هذه التغيرات بدأ رفاقه يشتكون منه فمصالحهم بدأت تتضرر, فأرادوا أن يبعدوه عن هذه الفتاة ,والذي سيبعده عنها هو أن يصارحها بحبه,فجوابها قد يكون كافيا لكي يبتعد عنها وينساها ,فبدؤوا يقنعوه بضرورة الإفصاح عن ما يجول بداخله ,فأدرك صاحبنا وتيقن من أن المشاعر التي تسكن قلبه و جوارحه لا معنى لها إن بقيت حبيسة القلب ,ولم تخرج لتجد قلبا تطرق بابه وتتغلغل في شرايينه و أوردته ,وهكذا عزم أمره و اتخذ قراره وخرج للبحت عنها ,فوجدها ويا ليته ما وجدها, فلقد كانت برفقة أحد الشباب, فاستيقظت مشاعر الغيرة في صاحبنا واختلطت بنوازع الشر, فلم يستطع منع نفسه من التوجه إلى ذلك الشاب, وأخذ يوجه له اللكمات.لم يثرك للفتى فرصه لفهم ما يحدث ,ولم يستطع أحد التدخل لإنقاذ الفتى من بين أيدي صاحبنا فالكل كان مذعورا خائفا ,ولم ينفع الفتى سوى قدماه ليفر هاربا ,وبهذا يكون نجي فلو بقي ما كنا نخمن ما قد يلحق به من ضرر, وبعدما فر الفتى أمسك صاحبنا بالفتاة ,وأخذ يسألها من الفتى ,ولما هي جالسة بقربه ,أما هي فظلت صامتة لا تعرف ما الذي يحدث ولا بما ابتليت, ولم يتركها إلا بعدما أخبرته بأن ما من صلة تجمعها بالفتى سوى الدراسة والزمالة ,فاضطر صاحبنا لتصديقها, وبدأ يعتذر منها بعدما أحس بصدقها وخوفها.و بعدما هدأ الموقف فاجأته الفتاة بكلامها قائلة,وأنت من سمح لك بالتدخل في حياتي و كيف تسمح لنفسك أن تسألني ,أنت لا أحد في حياتي ,لا تجمعني بك أي صلة ,ولا تعني لي أي شيء فبالله عليك ابتعد عني وتنحى جانبا عني .صدم صاحبنا وأحس بأنه كمن كان يعيش حلما جميلا واستيقظ منه,فرد عليها قائلا :ربما أني لا أعني لك شيئا مجرد لص قاطع طريق ,لكن أنت تعني لي الكثير في حياتي ,لا بل أنت كل حياتي ,أنت هوائي الذي أتنفسه ,أنت النور الذي تبصر به عيني ,أنت دفئ قلبي وقرة عيني ,أنت الأمل الذي بث أعيش من أجله ,أنت حبل نجاتي ,أنت اليد التي تمتدد للغريق فيتشبث بها و لا يطلقها مهما حدت ,نعم أنت هوائي وبطلة أحلامي ,أنت كل حياتي ,فاندهشت الفتاة ولم تعرف بماذا تجيب ,وتملكها العجب والحيرة من هذا الإنسان الذي يهابه و يخافه الجميع ,كيف انقلب إلى هذا الحال ,كيف أصبح رومانسيا إلى هذه الدرجة , وكيف عبر عن حبه , وتعجبت للمشاعر المتناقضة التي تسكن قلبا واحدا .

فانصرفت بدون أن ترد أو تعقب. وتركته خلفها والدموع في عينيه مترددة أتخرج أم تظل حبيسة عيونه, وهكذا انصرفت وهي شاردة تقلب كلامه على جميع جوانبه ,وأخذت تفكر وتفكر ,ولم تنتبه إلى نفسها حتى وجدت نفسها مشغولة الفكر بهذا الشاب الذي غير أحوالها وتسرب إلى دواخلها , وبعد تفكير معمق ,قررت و عزمت أن تضع حدا لهذه العلاقة ,التي ليست في مصلحتها الاستمرار فيها ,وفي الغد توجهت إلى مدرستها وهي على يقين من أنها لن تضطر للبحت عنه بل هو من سيأتي إليها ,وبالفعل لم يخيب ظنها ,فلقد كان يراقبها من بعيد بعيون عاشقة متلهفة ,فذهبت إليه ,وما أن لمحها قادمة صوبه حتى تهللت أساريره وأشرق وجهه , رمت عليه التحية قائلتا مرحبا بصوت حنون تسرب من أذنيه إلى قلبه ,و رد مرحبا. ثم قالت له:لقد فكرت مليا في كلامك وأنا أحترم مشاعرك وأحترم أحاسيسك, لكن أنا لا أستطيع أن أبادلك نفس الإحساس ,لا أقدر أن أحب إنسانا في مثل وضعيتك,أنت إنسان لو كانت ظروفك أحسن مما هي عليه لما ترددت في تلبية نداء عواطفك ,صدقني لا أستطيع أن أدخل علاقة مكتوب عليها الزوال,وأخذت تـبكي بعدما أحست أن كلامها أزعج صاحبنا .

فرد قائلا :لا عليك كنت أعرف أنه لا يمكن لأي إنسانة مثلك أن تحب من هو مثلي ,إلا إن كانت قد ضيعت عقلها في مكان ما ,وأنا متأكد من أنك كاملة و ناضجة ,لقد حلمت و رجيت من الحليم أن يحقق حلمي ,آسف حلمت بأن إنسانة ستحبني وستغير حياتي ستبدل مستقبلي ,حلمت بأن تبادلني فتاة مثلك الحب ,وأن يرقص قلبها لقلبي وتتقاسم معي هذه الأحاسيس التي تسكن قلبي .لكن كما قلت لكي كنت أحلم وقد ألفت أن لا تتحقق أحلامي ,أنا من سيطلب منك السماح لقد سمحت لعقلي وقلبي أن يأخذني بعيدا عند السحاب ,حلمت بأن أتزوج نجمة من السماء ناسيا بأن النجوم كثل من لهب تحرق كل من يجرأ على الاقتراب منها,هذا إن وصلت إليها,نعم حلمت و ها قد تبخر حلم آخر ,لكني أريدك أن تعرفي أني لست نادما يكفيني السعادة التي كنت أشعر بها وأنا أحلم بك وبمستقبلي معك,وكم كان حبك يدفئ صدري وقلبي .لكن لا تخافي فأنا وضعت في ذهني أني أحلم ولن يضيرني إن خرب حلم آخر,أكملي يا أختي طريقك وكل ما أريده منك أن تحافظي على قلبك و شرفك لأني أحببتك بصدق ,وأتمنى لكي كل خير حتى لو كنت مع غيري ,وكوني أكيدة أني لن أزعجك في يوم من الأيام ,وسأحاول نسيانك رغم أنه من الصعب علي أن أنساك ,فكما يقال من السهل أن تنسى نفسك لكن من الصعب أن تنسى روحا سكنت قلبك.وتركها وراءه تبكي و انصرف .



انها قصة طلب مني مؤلفها ان انشرها وارجو من كل من يقرئها ان ينشرها قدر ما استطاع
هذا الشخص هو عضو في احدى المنتديات"startimes2" واسمه marouan12
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top