ثالث قصة بقلمي*فـي احـضـان الـحـب*

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

كريمة

:: عضو منتسِب ::
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
15
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
* فـي أحـضــان الــحـب *
بدأت دراستي في الجامعة وكنت أحب التطلع وأهتم وأريد تحقيق أهدافي الرامية وسعيت لها بكل جهد رغم المتاعب والمشاكل لني كنت أريد النجاح، ومع هذه الحياة الجديدة وفي يوم من الأيام...، ماذا حدث يا ترى..؟؟
ومن هنا تبدأ قصتي، كنت أحب المطالعة والقراءة في أوقات الفراغ ودائما أذهب إلى المكتبة أختار كتبا تخص دراستي ومن حين إلى أخر أتصفح بعض الروايات الحزينة منها أو السعيدة، وكثيرا ما كانت نهايتها سعيدة ترد الروح بعد صراع بين أسطرها
كنت لا أبالي بأحد إلى أن مرت شهور وكنت ألاحظ حين كان أحدهم يدخل المكتبة فيأخذ كتابا، كتابين ثم ثلاثة.. يطالع الواحد تلوى الأخر في عجالة فيشعر بالملل بالأول ويفرح بقراءة الثاني لكن من البداية فقط وأخيرا يرجع الكتاب هذا في رف والكتاب الثاني في الأخر، ثم يجول قليلا بين عناوين الكتب ويحس بالملل ثم أنه كان لا يبالي بمن حوله، ولكن هل من أحد يبالي به من حوله؟ فأنا كنت أتتبع تصرفاته، خطواته بداعي الفضول، فكيف كان يجلس هناك منفردا يتصفح طيات رواية ربما غرامية فذالك يظهر من خلال ملامح وجهه، فابتسامته العريضة المتواصلة في كل طيه أو صفحة جديدة تظهر ذلك، كان يبتسم ويتنهد شوقا لمعرفة البقية حتى النهاية... كنت ألاحظ تمتمته عبر السطور، ألاحظ طريقة جلوسه وتحركه الدائم ولا يعرف أبدا أن عينا تراقبه أو اهتمام يجول ناحيته وفي الأخير ينصرف كالريشة الرشيقة في الهواء...، تساءلت عن ما يدفعني إلى الاهتمام له لأم أجد إجابة بقيت حائرة...،تمر الأيام ويأتي اليوم الذي عرفت فيه الجواب وفي هذا اليوم دخل إلى المكتبة وأنا كنت تائهة بين الكتب، أفكر أخذ هذا.. بل هذا.. رواية أم قصة قصيرة، طويلة، بداية ونهاية..، وبينما أنا كذلك كان هو الأخر ينتقل بين الرفوف تائها وكأننا نبحث على إبرة في كومة قش إلى أن وقفنا في نفس المكان وأمام نفس الرف بجانب بعضنا البعض دون المبالاة، وكدنا نضع يدنا على نفس الكتاب، حقا إنها لحظة تُكتَمُ فيها الأنفاس وتتسارع دقات القلب وتبدأ نوبة التوتر ثم نبتسم في وجه الأخر لعله يتخطى ما مرَّ به قبل لحظات..، لقد كان اختياره يماثل اختياري ويا لا الصدفة الغريبة وحسن الحظ كانت رواية من جزأين، جزء بجانب الأخر عنوانها الحب الضائع، فأخذت أنا الأول وهو الثاني، وكأن الرواية تهدف وتخطط إلى تعارفنا وتقاربنا.. وفي نفس الوقت كانت كل الأماكن شاغرة فما بقي سوى مكانين متجاورين، إنها خطة قدر محكمة... جلست أنا الأولى وهو ثانيا، فتحنا الرواية وبدأنا القراءة ومن حين إلى أخر ننظر إلى بعضنا البعض وكأننا نتشوق لنقرأ الجزء الأخر..، وأخيرا جاءت لحظة النهاية لكن أي نهاية، فالجزء الأول يحتاج إلى الثاني والثاني يحتاج لتفسير من الأول لكي تكون الصورة واضحة وتكتمل تفاصيل الرواية...، فأردت إرجاع الرواية إلى مكانها لكن فاجأتني نظرته إلي حين قال: من فضلك أيمكنك إعطائي الجزء الأول؟، اندهشت لسماع صوته عن قرب ثم هل أنا في حقيقة أم حلم، هل صحيح أنه تكلم معي..؟ شعرت بالتوتر وسط عدد من الطلاب، وسط فوضه صامتة، ثم نظرت إليهم وليتهم يسمعوا دقات قلبي ويعرفون توتري، من يبالي فكل واحد فيهم منهمك في سطور كتابه وصراع أسطره وكلماته...، قلت حينها تفضل وهو بدوره ناولني الجزء الثاني وعدنا مرة أخرى إلى القراءة والنظر من جديد إلى بعضنا البعض لنضحك على ما وجدناه في الرواية..، ومع الوقت انصرف العديد من الطلاب الذين كانوا هناك وبقي قلة منهم، حينها أردت إرجاع الكتاب بعد الانتهاء من قراءته، وقفت أمام الرف فإذا به ينظر إلي بتمعن.. شعرت بالخجل ثم انصرفت وأنا فرحة تارة لأحداث الرواية الشيقة السعيدة وتارة أخرى لأني لم أصادف ولأول مرة شخص متميز مثله...، بدأت أتساءل وحقا عرفت جوابا. نعم لقد أعجبت به، هذا هو الإعجاب لما لا وربما حبا وإلا لماذا كل هذا التوتر كله والاهتمام به.
مرت الأيام وتعارفنا أكثر وتعرف هو الأخر على صديقتي الجديدة التي عرفته عنها قبل أن نلتقي، وكم كانت متحمسة لرؤِيته وكانت تقول دوما أني أمزح بل أحلم وكنت أقول لها لست كذلك بل أنا متأكدة بما أشعر به، بل متيقنة بما يحس هو تجاهي...، نمت صداقتنا وتعرفنا أكثر على بعضنا البعض وكانت صديقتي لا تفارقنا منذ أن تعرفت عليه إلى أن جاء يوم تغيبت فيه وأنا في هذا اليوم شعرت بالوحدة وبينما أنا جالسة في المكتبة كعادتي في وقت فراغي حيث كنت أحل بعض المسائل مستعينة ببعض الكتب وحين أنهيت وأوشكت على جمع دفاتري والمغادرة دخل هو وألقى التحية وقال لي هل يمكنني أن أكلمك؟، فلم أجد أحد أكلمه، فقلت لا بأس بقينا في المكتبة وتبادلنا أطراف الحديث فتكلم هو عن تجربة الحياة وعن الطموح وعن الأحلام وعلى ذكر الأحلام تكلم عن حياته من دون شريكة حياته ثم وبعد مدة من البوح ببعض أسراره والأحداث التي مرَّ بها وكل المشاكل والصعاب التي قابلها وقد تخطاها قال لي: لقد تكلمت كثيرا دون أن أحس لكني ارتحت وشكرا لكِ على الإصغاء..، فأنا كنت معظم الوقت صامتة اسمع إلى حديثه بتمعن دون مقاطعته، وأحاول بعد كل جملة أن أساعده لكن نسيت أن هذا ماضيه وقد انتهى، وبقيت مصغية ثم في الأخير قلت له إن الماضي يبقى ماضيا لكننا نعود له في بعض الأحيان لأنه يعلمنا الاستمرار كما هو الحال في هذه اللحظات..، فأنت ماضيك هو حاضرك لأنك في الماضي كنت تحلم بشيء ولم تحققه لكنك ومع مرِ الأيام والإسرار والعزيمة حققت ما أردت...،وأنا سعيدة لأني سمعتك وعرفت جزءا من ماضيك وأعدك أني لن أقول لأحد ما قلته لي، سأحتفظ بهذه الذكرى، ثم صمتنا لثواني فقط وبعدها سألني هل تحبينني؟ سكتت وشعرت أن العالم توقف من حولي ولم أنطق بكلمة واحدة وفي هذه اللحظات تمنيت أن تكون صديقتي بقربي لعلها تحفف عني هول هذه اللحظات، فإذا بها تدخل لتفاجئني هي الأخرى والتي كنت أعتقد أنها ستتغيب اليوم كله وألقت التحية ثم قالت ما بكما؟ أجابها قائلا أنتظر منها جوابا ، فقاطعتهما وقلت له بكل صراحة نعم، فابتسمت صديقتي وقالت:ماذا يجري؟فقال لها: ما أجمل الحياة حين نلقى من نحب..،وفهمت ما جرى ثم مرت تلك اللحظات بصعوبة إلى أن هدأنا وبدأنا نتكلم نحن الثلاثة بهدوء وروية وفي انسجام وتكلمنا عن الحياة عن السعادة والأمل وهكذا مرَّ الوقت وتمر الأيام وبقينا معا لا نعرف سوى الإخلاص والوفاء وارتمينا في أحضان الحب.
هذه أيـــــضـا من انــشائي أنــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــظـــــــــــــــر ردكـــــــــــــــــــــــم وأتـــــــــمـــــــــنـــــــــــى أن تــــنــــال اعـــــجابكـــــم
 
آخر تعديل:
تسلمييي

القصة رائعة جدا ..

يعطيك ألف ألف عافية على القصة ...
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top