فقهها العدو و لم نفقهها نحن

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

baybars

:: عضو مُشارك ::
إنضم
13 أكتوبر 2006
المشاركات
190
نقاط التفاعل
1
النقاط
7
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين أما بعد :

حالنا نحن الجزائريون أو المسلمون عامة حالة يرثى لها، نعيش واقعا مرا أليما بكل المقاييس لا يسعنا إلا أن نقول فيه و صدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عندما حدثنا عن علامات الساعة والتي لم يبقى سوى الكبرى منها إن لم نحسب فتح رومية و تحرير فلسطين، كل شئ تحقق نحن نعيش هذه العلامات، العالم يغوص في غيابات الهلاك، الموت في كل مكان بكل وسيلة، التدخين، الخمر، الأمراض، الانتحار، حوادث المرور، الضغط الدموي، الحروب، الإرهاب و من المؤكد أني نسيت الكثير و الكثير، تبا له من فيلم مخيف ،

لابد من التغيير هذا ما يصرخ به كل من يريد لهذه الأمة لهذا الوطن لهذا العالم الخير و السلام قبل فوات الأوان، و لأننا نؤمن بما وعد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام و الذي تحقق أو له المتمثل في هذه المصائب و الكوارث فإننا نؤمن بالفرج الذي وعدنا به و هو نهضة الأمة و فتح مبين و عزة مهيبة و كما أن الأولى لا مفر منها و قد وقعت ونحن نعيشها فان الثانية أيضا لا مفر منها و سنعيشها بإذن الله ،

تعددت طرق التغيير و لكن و للأسف معظمها فشل و بعضها ضل و خرج كليا عن الطريق لا لشئ إلا لأن أصل التغيير غيب و السؤال المطروح من أين يبدأ التغيير الصحيح؟

الجواب موجود في ديننا الكريم و لكن لم نفقهه جيدا و فقهه ألد أعداء البشرية الشيطان الرجيم، الحل هو قوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، نعم نعرفها جميعا و نسمعها مرارا و تكرارا و لكن أين الفقه الذي أوصانا به عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله " أفقهوا ما توعظون به"، لا أريد أن أتطرق لمختلف حلول التغيير الخاطئة أو التي ليست في محلها و التي يريد البعض و لعل عن حسن نية تطبيقها على أرض الواقع و غالبا ما يواجهون الأمرين و يرجون ما يرجون و لكن النتيجة .....

تعالوا لنفقه معا معنى الآية الكريمة ، " إن الله لا يغير ما بقوم " أي أن الله لا يغير من حالة القوم ككل أي الدولة بمعنى أدق، ربط رب العزة و الجلال مصير الدولة الإسلامية عامة أو الدولة الجزائرية خاصة بمصير الفرد عندما قال " حتى يغيروا ما بأنفسهم"، إذن من أراد أن يغير طبيعة أي دولة أو أي أمة في الأرض عليه أن يتعرض لتغيير الأفراد وهذا الذي فهمه الشيطان الرجيم أخزاه الله، فهو يفسد الفرد على حدا ليفسد به المجتمع كاملا.

تخيل معي أن المجتمع هو بناء تريد هدمه، ماذا ستفعل ؟ من الطبيعي أنك سوف تهدم الأساس لتنهار البناية. فالفرد هو ذاك الأساس الذي إذا دمر انهار المجتمع و بالتالي تنهار الدولة و هذا ما فقهه الشيطان اللعين و ما فعله و لازال و سيبقى هكذا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، و هذا ما يفعله الأعداء لبعضهم البعض و ما نلاحظه بالعولمة و ما إلى ذلك.
ما بهمنا نحن هو أن نستعمل هذا الفانون الكوني الذي لا مفر منه كما ينبغي و لكن نستعمله للإصلاح بغية الأفضل عوض ما يفعله الشيطان للفساد بغية الأشر للبشرية عامة و الأمة الإسلامية خاصة، و هذا على سبيل المثال أشبه بالحديد، هناك من يستعمله للبناء و هناك من يستعمله للهدم، نفس الشئ بالنسبة لهذه السنة الكونية هناك من يستعملها للشر كالشيطان و أعداء الله و هناك من يستعملها للخير كالمؤمنين و أولياء الله.

إذن إذا أردنا أن نغير من حال الجزائر أو حال الأمة الإسلامية أو حال البشرية جمعاء علينا بصناعة الإنسان علينا بإصلاح الفرد فإذا نجحنا في ذلك سيتغير حالنا لا محالة لأن الله هو من قال ذالك و هو عز و جل من وضع هذه السنة الكونية و التاريخ بشهد بقوة على ذلك.

لهذا حتى يكون لدينا مجتمع صالح مصلح علينا الحصول أولا على فرد صالح مصلح و لأن الإصلاح في الدنيا أعسر من الإفساد، و الهدم أسهل من البناء فانه من الأفضل بل من الواجب أن يختار الفرد طريق الصلاح و الإصلاح بملء إرادته و تكتفي الجهات الرسمية سواء أكانت الحكومة أو العلماء أو الدعاة أو الوالدين، تكتفي هذه الجهات بالإرشاد و التوجيه و مساعدة الفرد على استعمال ما من الله به عليه و كرمه به عن سائر المخلوقات ألا وهو العقل متبعين في ذلك أعظم نعمة وهي الإسلام و ذلك بالتركيز على فكر الإنسان، على فكر الأفراد للتغيير. ما هو هذا الفكر و كيف تتم صناعة الإنسان هذا موضوع آخر و لكن ما هو مؤكد كبداية هو أن يبدأ الفرد بنفسه و ذلك ببناء شخصيته بالعلم و المعرفة والحكمة و الصبر على الخير و الحق أما فيما يخص غيره فليبدأ بمن يعول و الأقربين و تكون البداية معهم كقدوة حسنة يقتدي بها.

وفقكم الله للخير و الصلاح
 
السلام عليكم بارك الله فيكم فعلا قد فهموها وفقهوها وطبقوها فهذا حالهم وهذا حالنا !!!
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top