على الرصيف...

طائر النورس

:: عضو منتسِب ::
إنضم
16 أكتوبر 2009
المشاركات
7
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
, على الرصيف ..
حكايات لا تنتهي وأناس يقفون في وسط الازدحام لا يكاد أحد يبصرهم
ليغدوا ركن من هذا أو من ذاك الرصيف
( لكل واحد حكاية كُتبت تفاصيلها على زاوية في المكان & تُنسى لكنها لا تُمحى )


,, على الرصيف ..
فتى يصرخ بأعلى صوته وهو يبيع شموع وعلب كبريت
هيا هيا تعالوا وخذوا فالكهرباء ستنقطع هذه الليلة ..
( يرميه بنظرة ساخرة أحد العابرين & قائلاً وما الجديد فالكهرباء تنقطع في كل ليلة )


,, على الرصيف ..
شاب يتكئ على الحائط ينظر إلى المارة لكنه لا يراهم
فمازال يرى أمامه لحظة التخرج وحين استلم شهادته والابتسامة العريضة التي رسمها أستاذه له ..
( كان أستاذه يخفي وراء ابتسامته خشيته عليه & من الوقوف هنا )


,, على الرصيف ..
طفلة تحمل وردتان صفراء والأخرى بيضاء وثالثة حمراء غرستها في جديلتها
تنادي من يشتري اشتري أنتِ يا سيدتي أرجوكِ خذيها لزوجكِ ..
(مرات السيدة ولم تسمعها وربما سمعتها & فزوجها رحل وإلى الآن لم يعود )


,, على الرصيف ..
مجنون يتمتم بعبارات متقطعة غير مترابطة وتارة يتكلم عن الحياة كعبقري
وتارة يخوض بالسياسة بمهارة وحديث يخلو من التأتأة التي يجيدها كل حاكم عربي ..
( تركوه حر لأنه معتوه & أو دعوه ليعبر قليلاً عن الشارع العربي )


,, على الرصيف ..
عجوز في السبعين أو ربما في الثمانين يجلس مرتجف بملابسة البالية
كفه مفتوح إلى السماء وعيونه مغلقة يخاف أن يراها أحد والدموع تملأها ..
( تعطف عليه فتاة فتمد يدها لجيبها فإذا به خاوي & فتضع على كتفه شالها الذي حاكته جدتها لها )


,, على الرصيف ..
امرأة تبيع النعناع والمرامية والزعتر و...... باختصار بستان أخضر بجعبتها
جميلة ملامحها رغم دفن أحزان العالم بقلبها ..
( الحزن لا يمنعها من الابتسام فالدنيا ماضية & مبدأ اتخذته قاعدة لحياتها )


,, على الرصيف ..
رجل وأولاده الخمس يبكي أصغرهم ذو الأربع أعوام يريد لعبة
فتهمس له أخته التي تكبره بأربع أعوام أخرى أسكت حبيبي فالعيد قادم قريباً ..
( سينتظر هذا الصغير العيد & و تدرك جيداً هذه الصغيرة الكبيرة أن العيد أمامه الكثير الكثير )




,, على الرصيف ..
توقفتُ وقرأتُ تلك الحكايات المبعثرة متمنية أن تحملها رياح الغد مخترقة الضباب
إلى حيث تقيم القصور العالية والنفوس الشامخة ..
( نعم ... عصفت الرياح بتلك الحكايات حاملتها & ليس إلا .. لتنثرها على الرصيف الآخر )

مماراااق لي لكم أعذب التحايا
 
ويبقى الرصيف وستدوم الحكايات وستتابع الاجيال ويبقى نفسه هو الرصيف بعينه وذلك لأن الظلم لا زال يملا البلاد والعدل اصبح شعارا يتغنى به البعض من اجل اكتساب بعض الامتيازات او لدخول الانتخابات ...
كان الله بعون امتنا وشعوبنا المقهورة ...
تسلم كثير اخي على الكلمات المؤثرة والموضوع الرائع ...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top