هل يملك الإسلاميّون مشروعاً موحّداً قادراً على التغيير؟!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
وهي تحمل رؤية واضحة تقوم على ركنين، عبّر عنهما البنا نفسه، وهما, «التحرر من السلطان الأجنبي والإصلاح في المجتمعات».

نجاحات الحركة الإسلامية

نجحت الحركة الإسلامية التي أطلقها الإمام البنا في مقاومة العدوان الخارجي، ابتداءً بالاحتلال البريطاني في مصر وفلسطين، وصولاً إلى مقاومتها الحركة الصهيونية المستمرة إلى اليوم في الضفة والقطاع (حركة حماس)، مروراً بكل حركات المقاومة الإخوانية التي شهدها -وما زال- عالمنا العربي والإسلامي.

أما في ما خص الإصلاح في الداخلي -على أساس إسلامي- فقد حققت فيه الحركة الإسلامية نجاحات هامة، واستطاعت نقل مجتمعاتها في مجال التوعية الإسلامية إلى مراحل بعيدة كثيراً عما كانت عليه أوائل القرن الماضي.

ويمكن القول إن منطقتنا العربية والإسلامية تعيش اليوم مداً إسلامياً متصاعداً، إذ يعتبر الخطاب الإسلامي-على اختلاف مشاربه- عامل الحشد الأول لدى الشعوب العربية والإسلامية، كما تعتبر الأطر الإسلامية الأكثر تنظيماً وفعالية، في مجالات الدعوة والتربية والسياسة والإعلام والاقتصاد، مع تميّز أكبر في مجال العمل الخيري الذي تسيطر على جزئه الأكبر شخصيات إسلامية حول العالم.

وفي الجانب الشيعي حققت حركة البعث الديني التي أطلقها الإمام الخميني نهضة إسلامية كبرى أطاحت بحكم الشاه الفاسد، ونقلت إيران من الحضن الغربي إلى الحضن الإسلامي.

وبناءً عليه، هل يمكن الحديث عن مشروع إسلامي يمثل بديلاً حضارياً قادراً على الوقوف بوجه المشاريع الأخرى في منطقتنا العربية؟!

المشروع الإسلامي هل هو موجود

يصعب القول إن الإسلاميين اليوم يملكون مشروعاً واحداً يقدمونه لشعوبهم، لأن الحديث عن المشروع الإسلامي يفترض وضع محددات له, وبمعنى آخر: هل ثمة مشروع مشترك للإسلاميين عموماً، وهل ثمة مشروع إسلامي عربي في إطار مشروع إسلامي عام يجمع مشاريع إسلامية لقوميات أخرى، أم أن البعد القومي غائب تماماً عن هذا المشروع؟!

واستطراداً، ماذا عن كثير من الحركات الإسلامية التي تطرح رؤى غير شمولية للإسلام، كجماعات الصوفية والتبليغ والدعوة التقليدية... هل يمكن اعتبارها ضمن المشروع أم لا؟ وماذا عن الجماعات التي لا تؤمن بالآليات الديمقراطية سبيلاً للوصول إلى الحكم؟! وماذا عن مجموعات العنف السياسي، وجماعات التكفير، وهجرة المجتمعات ومعاداتها؟ علماً أن هذه الأخيرة تتخذ من الحركات الإسلامية خصماً لها، وهي «جريئة» جداً في تكفير المسلمين المخالفين في المنهج الفكري!

تطبيقات غير مشجعة!

وإذا انتقلنا من النظرية إلى التطبيق فإن تجارب الإسلاميين السُّنة في الحكم ليست مشجعة في غالب الأحوال، ففي أفغانستان نجح الإسلاميون في إنزال هزيمة قاتلة في الاتحاد السوفياتي السابق، إبان فترة الجهاد، لكنهم اختلفوا وتقاتلوا على الحكم بعد ذلك، وقد شكّل نموذج حكم طالبان لاحقاً نموذجاً متخلفاً للحكم الإسلامي.

وفي السودان، صحيح أن التجربة الإسلامية حققت نجاحات في مراحلها الأولى، لكنها لم تستطع تقديم البديل الحضاري المطلوب، خصوصاً بعد فشل النظام القائم في التعامل مع الكثير من الأزمات الداخلية، وعلى رأسها أزمة دارفور، فضلاً عن الفشل في التنمية والحفاظ على الحريات وحقوق الإنسان.

أما في الصومال فإن الواقع أشد إيلاماً، إذ بعد وصول شيخ شريف أحمد، رئيس «المحاكم الإسلامية» إلى الحكم، تفجر مباشرةً صراع الإسلاميين بشكل دموي، فزاد من ضياع هذا البلد المسلم المعذب.

وبالانتقال إلى الجانب الشيعي فإن التجربة الإسلامية الإيرانية آخذة في التراجع. ليس بسبب حربها مع عراق صدام حسين فحسب، ولكن بسبب الكثير من المشاكل الاقليمية فضلاً عن الأزمات الداخلية. والأهم غياب الصورة الحضارية للمشروع الذي حملته الثورة الإسلامية، نتيجة التوجه المذهبي، والتضييق على الحريات، وانتهاج ممارسات حادة مع المعارضين، بمن فيهم أبناء وقادة الثورة نفسها.

نحو مشروع إسلامي واع

مع هذا كله، لا يمكن إغفال دور الحركات الإسلامية في مجتمعنا المعاصر، كأحد أهم المؤثرين في المنطقة. والأهم أن الكثير من الشعوب العربية والإسلامية تعلق آمالاً كبيرة على الحركات الإسلامية لتغيير واقعها نحو الأحسن، الأمر الذي يستوجب صياغة مشروع إسلامي قادر على تلبية هذه الآمال.

والملاحظة الأولى في هذا المجال أن الإسلاميين عموماً يستجيبون بفعالية كبيرة جداً مع التحديات الخارجية التي تواجهها شعوبهم، وهم الأكثر تضحية في الجهاد من أجل التحرر من الأجنبي، لكن استجابتهم مع تحديات الداخل واستحقاقاته قاصرة، ما يدفعهم لإهمال الشؤون المعيشية، وتغليبهم الشأن السياسي العام على المشاكل السياسية الداخلية، وهذا القصور يلاحقهم عندما يصلون إلى الحكم أو يشاركون فيه على الأعم الأغلب.

الملاحظة الثانية أن الإسلاميين لم يتفقوا بعد على خطوط عريضة لرؤاهم المتباينة، وتعتبر أجواء التضييق التي يعيشونها في معظم الأنظمة العربية سبباً هاماً في ذلك، ولكن لا يزال الطريق طويلاً نحو صياغة رؤية مشتركة للقضايا الحساسة التي يختلف عليها الإسلاميون.

الملاحظة الثالثة، أنه لا سبيل لقيام مشروع إسلامي حضاري إلا على أساس منهج الوسطية والاعتدال، الذي هو منهج الإسلام أساساً، انطلاقاً من قوله تعالى: {
وكذلك جعلناكم أمة وسطاً
}، وهذا يعني ضرورة استيعاب جميع الحركات السنية دون إلغاء خصوصياتها، من جهة أولى. ومن جهة ثانية صياغتها تفاهماً متكافئاً وواضحاً مع الإسلاميين جميعاً. ومن جهة ثالثة، ضرورة تصديها لحركات الغلو والتطرف، لأن عزل التطرف من مصلحة الإسلاميين قبل سواهم. (يشار هنا إلى التأصيل الإسلامي المتميز الذي صاغه الشيخ فيصل مولوي في «الوثيقة الإسلامية حول العنف والتطرف» عقب أحداث نهر البارد، والموسوعة التأصيلية الحديثة للعلامة يوسف القرضاوي تحت عنوان: «فقه الجهاد»).

وأخيراً فإن التعاون القائم حالياً بين التيارين الإسلامي والقومي -بعد سنوات من الصراع- ينبغي أن لا يكون مصلحياً أو عارضاً، فالتحديات كثيرة ومشاريع «الآخرين» خطيرة، ما يحتم أن تكون الاستجابات العربية والإسلامية بالمستوى نفسه أو يزيد.


 
شدني العنوان فدخلت
لم اطلع على ما بالموضوع لكن امنية كل مسلم تحقيق هذا العنوان فقط
ولي عودة للموضوع
 
نعم صحيح ان شاء الله سنتناقش فيم بعد
 
الوحيد الذي حاول أن يطبق منهج الوسطية والإعتدال هو الراحل "محفوظ نحناح"
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top