تأملات

شاعر الجنوب

:: عضو منتسِب ::
تأمّلات

زهد الناس في بضاعة الكريم وتهافتوا على متاجراللّئيم ،
فوقف الكريم حائرا ينظر الى تلك الجموع المتهافتة على الفساد الضّالة عن سبل الهدى والرّشاد . جموع تعدّدت طلباتها ، وتنوّعت مقتنياتها ، من سمّ الغدر وترياق الكذب ، الى حلّة التملّق وشره الحرص ...وغيرها ممّا يجلب النفوس الحائرة ويناسب العزائم الخائرة.

وراح يتعجّب ممّن اتّخذ الغدر صاحبا ، وركن الوفاء جانبا ، كيف لا ينهاه إيمانه عن خيّانة من غمره إحسانه ، هل زال من ذاكرته كلّ أثر من آثار عطفه وكلّ ذكرى من ذكريات أيّام إلفه .

كيف يكذب الكاذب وهو يعلم ذلك عن نفسه فيشهد زورا لحجب نور حقيقة ساطعة أو إبطال حجّة دامغة .

كيف يتملّق المتملّق فيدفن إنسانيته حرصا على مال قد لا يناله أو تزلّفا لكبير من أجل قرب قد لا يطاله . أم أنّ للمال على قلب الحريص سلطانا ولقلب الضّعيف أمام الشّيطان إذعانا.

ما الذي يغرق قلب المرء في وحل الخنوع ويحتّم عليه الرّضا بالخضوع وهو يعلم أنّ الخضوع لغير الله مذلّة والتوكّل على غيره يسلبه مطلوبه ويبعد عنه مرغوبه.

ما الذي يجعل المرء ينكبّ على موائد الكبراء بائعا كرامته بأبخس الأثمان لاهثا خلف تجميع حطام الدّنيا . ألا يعلم أنّه لن تموت نفس حتّى تستوفي رزقها وأجلها وأنّ ما عندها ينفد وما عند الله باق.

لماذا ينكر الناس على الكريم اعتزال الرّذيلة وتمسّكه بالفضيلة
أم لأنّهم يرون فيه أخلاقهم التي افتقدوها ومروءتهم التي وأدوها.

وبين ظلمة اليأس وبارق الأمل ، وشدّة الحسرة وعمق النّظرة ،
قرّر الكريم أن يصبر على المقاطعة ويصمد في وجه المناطعة ، وأن يظلّ باب دكّانه مفتوحا محتفظا بجواهره الفاخرة ودرره النّادرة الى حين صحوة الغافلين وأوبة التائهين.

محمد تمار ورقلة
 
بارك الله فيك ويعطيك الصحة........
 
شكرا لكما على الاهتمام تقبلا تحياتي الخالصة
 
السلام عليكم :
ما شاء الله أعجبني كثيرا أسلوبك،و الوقفة بكلماتها القليلة إلا أنها نبهتنا لما هو جار في الواقع وتركت فينا قوة الصبر و المداومة على الحق ،رائعة جدا ،بارك الله فيك.
و الكريم الذي لم يغلق دكانه سأتيه من يشتري منه و بدون مساومة،لكن ليس كل كريم كهذا الكريم،الآن الذي يتمسك بمبادئه كأنه بالجمرة متمسك و هي تحرق يده،و الذين يستطيعون تحمل الحروق قليلون،أصبح من للخير و الحق يملك يتأثر بمن لكليهما فاقد و للشر و الفساد مكتسب،و حري بالكرماء أمثال هذا الكريم أن يبتاعوا لبضاعتهم ،كل شر و فساد طارئ و فطرة الإنسان العبادة و الخضوع للخالق الواحد،فأدعوا الله أن يديمنا على طاعته و أن يرجع الأصل الذي فطرنا عليه،اللهم ثبتنا على طاعتك ،اللهم آمين.
 
بارك الله فيك على الموضوع الرائع والقيم .. لك مني جميل التحية ...مودتي...
 
بارك الله فيك على الموضوع الرائع والقيم .. لك مني جميل التحية ...مودتي...

مشكور أخي حليم على هذه الالتفاتة الطيبة
احترامي وتقديري
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom