موسوعة أعلام الجزائر

w6w200504191431316febd32d.gif

1016.gif


w6w2005041313470667f9d5084.gif

mt2.gif

موسوعة أعلام الجزائر
w6w_200505201630255997b5141428.gif

هذه سلسلة موسوعة أعلام الجزائر سأدرجها في هذا القسم الطيب الخاص برجالات الجزائر و أبطالها وعلماءها و أئمتها ممن حملوا على أكتافهم مشعل نور العلم وساهموا في إثراء رصيد الجزائر الفكري و الثقافي والعلمي ليتسنى لأعزاءنا القراء سواء كانوا أعضاءا أو زوارا أن يعرفوا مزيدا من أعلام الجزائر العظماء.
أخوكم : كمال المدعو : جبران
w6w_200505201630255997b5141428.gif

الحلقة الأولى
w6w_200505201630255997b5141428.gif


1 - العلامة الجزائري شيخ النحو و رائد النظم فيه يحي بن عبد المعطي

w6w_200505201629065997abc5f0fb.gif



هذه ترجمة لأحد علماء الجزائر الأفذاذ ، إمام عصره في النحو واللغة، ورائد نظم المسائل اللغوية و النحوية، تُعد ألفيته " الدرة الألفية " أول مؤلف في النحو صيغ بقالب شعري، أشتهر بغزارة العلم و سعة المعرفة ، فقد ألف وحقق الكثير من الكتب ، ولم يقتصر على علم واحد أو نهج معين كما تدل على ذلك مصنفاته الكثيرة ، وقد شهد له العلماء و الأدباء بأصالته و عمق فكره ، ويكفيه فخرا ما وصفه به مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ج 22 ص 324) بأنه العلامة وشيخ النحو و الفقيه ، فيقول عنه حرفيا في الترجمة رقم 196: " العلامة شيخ النحو زين الدين أبو الحسين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي المغربي النحوي الفقيه الحنفي مولده سنة أربع وستين وخمس مئة وسمع من القاسم بن عساكر وصنف الألفية والفصول وله النظم والنثر وتخرج به أئمة بمصر وبدمشق".

كنيته و نسبه و مولده:

يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي ،زين الدين، يكنى بأبي الحسين، و بأبي زكريا ، أما شهرته في المشرق و المغرب فهي " ابن المعطي و ابن معط".
ويقال أنه لقب بزين الدين لقوله:


قالوا تلقب زين الدين فهو له *** نعت جميل به قد زين الأمنا
فقلت لا تعذلوه إن ذا لقب *** وقف على كل بخس والدليل أنا



و ينتسب ابن المعطي إلى منطقة زواوة التابعة لمدينة بجاية الناصرية (الشرق الجزائري)، حيث ولد بظاهرة بجاية سنة 564 هـ.

عصره:

عاصرابن معطي بداية ظهور الدولة الموحدية، و ما صاحبها من اضطرابات سياسية و حروب عسكرية لتثبيت أركان الدولة ، ولم تؤثر هذه الاضطرابات على النواحي العلمية و الفكرية ، فقد شهدت دولة الموحدين نهضة علمية كبيرة، فيلاحظ الاهتمام الكبير بالعلم و الأدب و الفكر و الثقافة، ولذلك ازدهرت العلوم الشرعية وعلوم العربية من نحو و لغة و عروض وتاريخ و سير، كما شهد المشرق العربي انتصارات صلاح الدين الأيوبي و خلفاؤه ، و سحقهم للصّليبين، و تطهيرهم للأراضي الإسلامية من دنسهم، وإخراجهم مدحورين مهزومين، يجرون ذيول الخيبة و العار، وكذلك بقضائهم على الدولة الفاطمية الرافضية فقد شجعوا بطريقة مباشرة و غير مباشرة النشاط العلمي، و برزت نتائجه في كتب نفيسة أثرت المكتبة العربية في كل فن، وبرز علماء أجلاء في العالم الاسلامي ، كالإمام المحدث الفقيه الأديب أبو محمد عبد الله الاشيري، والعلامة المحدث محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان التجيبي التلمساني ، في الجزائر و المغرب ، أما في المشرق فقد برز الإمام الحافظ ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق و غيرهم ، أما في علوم العربية فقد طلع فيها نجم علماء عباقرة منهم الجزولي و السهيلى و الشلوبين وابن خروف و ابن عصفور و ابن مضاء و غيرهم، فأصبح كل عالم من هؤلاء مدرسة قائمة برأسها فانتشرت انتشرت المدارس النحوية، وصار الطلاب ينتقلون بين المدارس يطلبون علوم العربية من بلاغة و نحو و صرف التي عمت و انتشرت ، و تشعبت موضوعاتها و أبوابها.

رحلاته في طلب العلم وشيوخه:

لمّا أضحى المغرب العربي معجبًا بالمشرق خطر لابن معط أن يرحل إلى المشرق. وذهب إلى دمشق حيث الدولة الأيوبية التي كانت مهتمة بالعلم والأدب، وبإعداد الجيوش للدفاع عن أرض الإسلام والمسلمين. جاء ابن معط إلى هذا الجو الجديد ونشأ فيه، وأقام بدمشق واستقبله سلطانها استقبال عالم لعالم؛ فقد كان الملك عيسى بن محمد الأيوبي محبا للعلم، عالما بفقه الحنفية وبالعربية، ولذا، فقد عرف قدر ابن معط، وأكرم وفادته وولاّه النظر في مصالح المساجد. وجلس يقرئ الناس اللغة والأدب. وعندما توفي الملك عيسى الأيوبي سنة 624هـ، تولى الحكم الملك الكامل الذي كان، كسابقه، محبًا للعلم والأدب، فولاه إقراء الناس الأدب والنحو بجامع عمرو بن العاص، عندما سافر مع الملك الكامل إلى مصر. وجلس يؤدي واجبه في نشر العلم و تدريس النحو و الصرف الى وفاته رحمه الله بمصر ، وقد أخذ العلوم الشرعية من تفسير و علوم الحديث الشريف و الفقه، و العربية على يد علماء أجلاء اشتهروا بسعة العلم و التبحر كل في ميدان اختصاصه و سأقتصر على ذكر ترجمة قصيرة لأربعة منهم، كان لهم الأثر القوي في تكوينه و هم:
1- الجزولي: الامام النحوي ، عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى أبو موسى ( ت 616 أو 617 هـ) الجزولي نسبة إلى جُزُولة ، و هي بطن من اليزدكتن في مراكش الجنوبية.
" الامام الخطيب النحوي ، العالم بالقراءات، بعد أن أتم دراسته الأولى في مراكش ، لزم دروس الفقيه القاضي اللغوي المشهور أبي محمد عبد الله بن بري بمصر لما حج وعاد ، الذي قيد عنه الجزولية في العربية، كما درس هناك صحيح البخاري على أبي محمد بن عبيد الله، و بعد مصر رجع إلى المغرب ، و أقام ببجاية زمنا انصرف فيه إلى تدريس النحو[ و قد استفاد من هذه الدروس مترجمنا]،كما ألف أثناءها المقدمة المشهورة بالجزولية، وهي حواش على الجمل للزجاجي، و تسمى ب: "رسالة القانون" أيضا.
ثم تصدر للإقراء بالمرية ( الأندلس ) ،ودرس فيها النحو مدة من الزمن ثم رجع إلى مراكش حيث عيّن خطيبا بمسجدها الجامع، و توفي بازمور من ناحية بمراكش سنة ست أو سبع عشرة وستمائة.


و من أهم مصنفاته:


- المقدمة التي ذكرتها سابقا
- شرح أصول ابن السراج
- مختصر لشرح ابن جني أبو موسى عيسى بن عبد العزيز لديوان المتنبي.
- آمال في النحو .
و من أشهر تلامذته ابن المعطي، و أبو على الشلوبين".
2- ابن عساكر: " الإمام المحدث الحافظ العالم الرئيس بهاء الدين أبو محمد القاسم بن الحافظ الكبير محدث العصر ثقة الدين أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي المعروف بإبن عساكر ( ت سنة 600 هـ ) أجاز له الفراوي وزاهر وقاضي المارستان والحسين بن عبد الملك وعبد المنعم بن القشيري وابن السمر قندي وهبة الله بن الطبر ومحمد بن إسماعيل الفارسي... و قد سمع من أبيه الكثير و شاركه في أكثر مشايخه سماعا فأجازه، و صنّف عدة مصنفات و خلف أباه في إسماع الحديث في الجامع الأموي و دار الحديث النورية ،وكتب ما لا يوصف كثرة بخطه العديم الجودة وأملى وصنف ونعت بالحفظ والفهم".


ومن أهم مصنفاته:


- تاريخ دمشق.
- الجامع المستقصي في فضائل الأقصى.
- فضل المدينة.
- الموافقات.
- الأطراف الأربعة.
- الجهاد.
-مجالس إملاء
و قد سمع عنه ابن معطي الحديث، و رحل إلى الحجاز ومصر و أسمع بهما و كانت وفاته يوم الخميس ثامن صفر و دفن بعد العصر".
3- زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن [ تكرار اسم الحسن و زيد ثلاث مرات ] ابن سعيد ابن عصمة بن حمير بن الحارث الأصغر، تاج الدين أبو اليمن الكندي النحوي اللغوي الحافظ المحدّث ( ت سنة 597 هـ ): " حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وأكمل القراآت العشر وهو ابن عشر، وكان أعلى أهل الأرض إسناداً في القرآات، قال الشيخ شمس الدين: فإنّي لا أعلم أحداً من الأمّة عاش بعد ما قرأ القرآن ثلاثاً وثمانين سنةً غيرَه، هذا مع أنّه قرأ على أسند شيوخ العصر بالعراق، وقرأ النحو على ابن الشجري وابن الخشّاب وشيخِه أبي محمّد سبط الخيّاط، وأخذ اللغة عن موهوب الجواليقي. وقدم دمشق في شبيبة وسمع بها من المشائخ وبمصره، وسكن دمشق حيث كان يدرس في مسجدها الجامع و يحضر مجلسه فيه جميع المتصدرين من العلماء أمثال أبى الحسن السخاوي و يحيى بن معطي ثم سافر بصحبته إلى مصر أين أكرمه الملك الكامل و أغدق عليه.ونال بها الحشمة الوافرة والتقدّم، وازدحم الطلبةُ عليه"
و كانت له خزانة كتب جليلة في جامع بني أمية، له مشيخة في أربعة أجزاء خرّجها له أبو القاسم ابن عساكر،و له تعليقات على ديوان المتنبي
" ولمّا مات خامس ساعة يوم الاثنين سادس شوّال في التأريخ المقدّم صلىّ عليه العصر بجامع دمشق، ودُفن بتربته بسفح قاسيون، وعقد العزاء له تحت النسر يومين، وانقطع بموته إسناد عظيم."
4 - مملوك الكندي: إياس، هو أبو الجود وأبو الفتح، مولى الشيخ تاج الدين الكندي ( ت 656 هـ) مشرف الجامع الأموي المتكلم في بسطه وحصره. ، حدث عن معتقه وروى عنه الدمياطي.

تلامذته:

تصدّر الإمام ابن معطي للإقراء بالجامع الكبير في دمشق، وكذا في الجامع العتيق و في جامع عمرو بن العاص في القاهرة، كما جلس محاضرا و مقرءا في مجالس الأمراء و الحكام ، وقد أستفاد من علمه و أدبه جمع غفير من الناس ، وسأذكر بعضا من أشهر تلامذته الذين لازموه و أجازهم و منهم:
1- أبو بكر بن عمر بن علي بن سالم الإمام رضي الدين القسنطيني النحوي ( ت سنة 695هـ). قال الصلاح الصفدي : " ولد سنة سبع وستمائة ، ونشأ بالقدس ، وأخذ العربية عن ابن معط وابن الحاجب بالقاهرة ، وتزوج ابنة معط ، وكان من كبار أئمة العربية بالقاهرة . سمع الحديث من ابن عوف الزهري وجماعة . وكان له معرفة تامة بالفقه ومشاركة في الحديث ، صالحا خيرا دينا متواضعا ساكنا ناسكا . سمع من جماعة كثيرة ، وأضر بآخر عمره، أخذ عنه أبو حيان وغيره".
2- إبراهيم بن محمد بن طرخان الحكيم عز الدين أبو إسحاق الأنصاري، الشهير ب:" السويدي الحكيم " ( ت سنة 695 هـ)، وهو من ولد سعد بن معاذ الأوسي رضي الله عنه، " ولد سنة ست مائة بدمشق وسمع من ابن ملاعب وأحمد بن عبد الله السلمي وعلي بن عبد الوهاب ،والحسين بن إبراهيم بن سلمة وزين الأمناء الحافظ ابن عساكر، وقرأ لولده البدر محمد على مكي بن علان والرشيد العراقي واستنسخ له الأجزاء، وقرأ المقامات سنة تسع عشرة على التقي خزعل النحوي وأخبره بها ، وقرأ كتباً في الأدب والنحو على ابن معط وعلى النجيب يعقوب الكندي، وأخذ الطب عن الدخوار وغيره وبرع في الطب وصنف فيه ونظر في علم الطب وله شعر وفضائل وكتب بخطه الكثير وكان مليح الكتابة كتب القانون لابن سينا ثلاث مرات وكان أبوه تاجراً من السويداء بحران"، قال عنه ابن أبي أصيبعة في طبقاته : " وهو أسرع الناس بديهةً في قول الشعر وأحسنهم إنشاداً وكنت أنا وهو في المكتب، وله الباهر في الجواهر. والتذكرة الهادية في الطب، روى عنه ابن الخباز والبرزالي وطائفة، ومات سنة تسعين وست مائة ودفن بتربته إلى جانب الخانقاه الشبلية".
3- إبراهيم بن أبي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن يوسف أبو إسحاق الأنصاري الإسكندري الكاتب ( ت 649 هـ ) ،عرف بابن العطار " ولد سنة خمس وتسعين وخمس مائة وتأدب على أبي زكريا يحيى بن معطي النحوي جال فى بلاد الهند واليمن والشام والعراق والروم قال منصور بن سليم فى تاريخ الإسكندرية مات سنة تسع وأربعين وست مائة فيما بلغني بالقاهرة رحمه الله تعالى قال منصور ورأيته بالموصل وبغداد ".
4- تاج الدين الصرخدي ( ت سنة 674 هـ) ، جمال الدين محمود بن عابد بن حسين بن محمد بن علي تاج الدين أبو الثناء التميمي الصرخدي الفقيه الخطيب ،النحوي الشاعر، ترجم له محمد بن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات 4 / 121 ) فقال عنه : " ...ولد بصرخد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، وكان فقيهاً صالحاً، نحوياً بارعاً، شاعراً محسناً ماهراً، متففاً خيراً متواضعاً دمث الأخلاق، كبير القدر وافر الحرمة. وكان سكنه بالمدرسة النورية." مات ليلة الخميس خامس عشرى ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وستمائة .
من مؤلفاته: " تشنيف الاسماع باحكام السماع"

إجازة ابن معطي لتاج الدين الصرخدي:

هذه صورة إجازة إقراء منحها ابن معطي لتلميذه و صديقه تاج الدين الصرخدي:
" { الله الموفق لما يحبه و يرضاه }
استخرت الله تعالى و أذنت لسيدنا الفقيه العالم تاج الدين أبي محمد محمود ابن عابدين بن حسين التميمي الصرخدي، أمده الله و سدده أن يقرأ هذا القسم الملقب بالمشترك من كتاب "المفصّل" لأبي القاسم محمود فخر خوارزم، ثقة مني بعلمه و تنقيبه عن التحقيق و نهج الصواب حسب ما سمعه مني وقت قراءته إياه على، مستسرحا و باحثا عن النكت التصريفية و اللطائف الموزعة فيه، والجوالة في تحري الصواب على ذهنه الثاقب و رأيه الصائب، إن شاء الله تعالى. و كتب يحيى بن عبد المعطي النحوي الحنفي، بالقاهرة المحروسة، أدام الله أيام ملك مالكها، و ذلك في شهر ربيع الآخر سنة سبع و عشرين و ستمائة ".

مؤلفاته و آثاره:

ذكرت المصادر التي ترجمت لابن معطي عددا كبيرا من مؤلفاته، مما يدل على غزارة علمه ، وقوة فهمه، وجودة طبعه، وفصاحة نظمه ، وعبقريته، و مما وقفت عليه من مؤلفاته وآثاره:
1- الألفية في النحو: و هي منظومة جمعت علم النحو والصرف من بحرين هما السريع و الرجز وقد سماها " بالدرة الالفية" و طبعت باعتناء المستشرق زترتشين زمعها ترجمة هولندية وتعليقات سنة 1317 هـ / 1900م ، تحت عنوان " " الدرة الالفية في علم العربية " أولها:
يقول راجى ربه الغفور *** يحيى بن معط بن عبد النور
كما قام بتحقيقها و شرحها الدكتور علي موسى الشوملي - الرياض : مكتبة الخريجي - الطبعة الأولى 1405هـ - 1985م.
بدأ ابن معطي في تأليفها سنة 593 هـ وأتمها سنة 595 هـ ، وقد نسج على منواله الإمام محمد بن عبد الله بن مالك المتوفى سنة 672 علامة النحو واللغة في تأليفه لمنظومته الألفية الشهيرة في علم النحو " ألفية ابن مالك " قال المقري في (نفح الطيب ج1 ص432) : " تبع فيها ابن معطي قالوا: ونظمه اجمع وأوعب، ونظم ابن معطي أسلس وأعذب"
وقد أهتم بها العلماء، و المختصين في اللغة و النحو، فكثرت شروحهم عليها و اختصاراتهم و النظم على شاكلتها ، و من شروحها:
- شرح محمد ابن احمد [بن محمد الاندلسي البكري] الشريشى المتوفى سنة 685 هـ في مجلدين ، سماه " بالتعليقات الوفية".
- شرح شمس الدين احمد بن الحسين ابن الخباز الاربلي المتوفى سنة 673 هـ سماه " الغرة المخفية في شرح الدرة الالفية".
- شرح بدر الدين محمد بن يعقوب الدمشقي المتوفى سنة 718 هـ.
- شرح شهاب الدين احمد بن محمد القدسي الحنبلى المتوفى سنة 728 هـ.
- شرح عبدالمطلب بن المرتضى الجزرى المتوفى سنة 735 هـ. و سماه " ضوء الدرر في شرح الفية ابن معطي في النحو".
- شرح الشيخ زين الدين عمر بن مظفر ابن الوردى المتوفى سنة 749 هـ، وسماه " ضوء الدرة على ألفية ابن معطى"
- شرح الشيخ محمد بن محمود بن أحمد البابرتي الشيخ أكمل الدين الحنفي المتوفي سنة 752 هـ ، ألفه سنة 741 هـ وسماه " بالصدفة الملية بالدرة الالفية"
- شرح الشيخ محمد بن أحمد بن علي بن جابر الاندلسي الهواري، المالكي، الضرير، ويعرف بشمس الدين بن جابر، المتوفى سنة 780 هـ في ثمانى مجلدات.
- يوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن ابن مسعود بن علي بن عبد الله الحموي، الشافعي، ويعرف بابن خطيب المنصورية ( ت 809 هـ).


وغيرها من الشروح التي لا تعد و لا تحصى.


2 - كتاب الفصول: وهو كتاب حسن وتعليقات على أبواب الجزولية وأمثله لمسائلها وغير ذلك مسائل متفرقة في أبواب العربية .
3 - شرح المقدمة الجزولية: لشيخه الجزولي في النحو وقد سبق ذكرها في ترجمتهن وهي مقدمة " لا يفهم حقيقتها إلا أفاضل البلغاء وأكثر النحاة يعترفون بقصور أفهامهم عن إدراك مراد مؤلفها منها فإنها رموز وإشارات " ولما رأى ابن معطى بأنها عسيرة المنال ، غامضة الكلام ، يصعب فهمها، لدقة معانيها وغرابة تعاريفها ، قام بشرحها و تبسيطها، و قد نقل عن هذا الشرح السيوطي في كتابه: الأشباه و النظائر.
4 - البديع في علم البديع: منظومة في البلاغة وصناعة الشعر، وقد اشتمل على واحد و خمسين محسنا بديعا، بدأه بعد حمد الله و الصلاة و التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، هكذا:


يقول ابن معطي قلت لا متعاطيا*** مقالة من يرجو الرضى و التعاطيا
بدأت بحمد الله نظمي مسلمــا *** على أحمد الهادي إلى الله داعيا
و بعد فإني ذاكر لمن ارتضـي *** بنظمي العروض المجتلي والقوافيا
أتيت بأبيات البديع شواهـدا *** أضم إليها في نظمي الأساميا



5- شرح الجمل في النحو للزجاجي.
6- نظم كتاب الجمهرة لابن دريد.
7- المثلث في النحو.
8- شرح أبيات سيبويه ـ (نَظْم ).

9- حواشي: على أصول ابن السراج في النحو.
10- ديوان خطب.
11- ديوان شعر.
12- العقود و القوانين في النحو .
13- قصيدة في العروض.
14- أرجوزة في القراءات السبع.
15- نظم كتاب الصحاح للجوهري: توفى قبل إتمامه.
16- الفصول الخمسون: طبع ونشر في القاهرة سنة 1977م، بتحقيق الأستاذ محمود الطناحي.
و غيرها مما لم أقف عليه، و نحن نتأسف لضياع أكثر مؤلفاته، و ما بقي منها فهو حبيس المكتبات، لم ينشر ولم يحقق ما عدا الألفية و الفصول الخمسين و البديع في علم البديع.

وفاته:

توفي رحمه الله بمصر يوم الاثنين سنة 628 هـ ، وقد أخطأ ابن كثير وابن العماد الحنبلي رحمهما الله عندما أرخا لوفاته بسنة 629 هـ و الصحيح ما ذهب إليه أبو شامة المؤرخ - و هو أصدق لأنه شهد جنازته بمصر- فهو يذكر وفاته و جنازته في حوادث سنة 628 هـ: " و فيها أي سنة 628 هـ في مستهل ذي الحجة توفي الزين النحوي يحيى بن معطي الزواوي رحمه الله بالقاهرة، و صلّى عليه بجنب القلعة عند سوق الدوابّ، و حضر الصلاة عليه السلطان الكامل ابن العادل، و دفن بالقرافة في طريق قبة الشافعي رحمه الله على يسار المار إليها على حافة الطريق، محاذيا لقبر ابي إبراهيم المزني رحمه الله، حضرت دفنه و الصلاة عليه، و كان آية في حفظ كلام النحويين ".

المصادر:

- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - الناشر المكتبة العصرية - صيدا / لبنان.
- كشف الظنون عن اسامى الكتب والفنون لحاجي خليفة، الطبعة الثالثة طهران ( إيران ) سنة 1378هـ..
- سير أعلام النبلاء الامام الذهبي. تحقيق شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي - نشر مؤسسة الرسالة - الطبعة التاسعة 1413 هـ.
- فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي. تحقيق : إحسان عباس - دار صادر / بيروت ،الطبعة الأولى سنة 1973 م.
- البداية و النهاية لابن كثير تحقيق وتدقيق علي شيري - دار إحياء التراث العربي - الطبعة الاولى 1408 هـ/ 1988 م.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب. لابن عماد الحنبلي، دار المسرية، بيروت، طبعة ثانية سنة 1979م.
- الجواهر المضية في طبقات الحنفية لعبد القادر بن أبي الوفاء ، تحقيق الناشر مير محمد كتب خانه كراتشي/باكستان ( بدون تاريخ ).
- طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة، تحقيق: د. الحافظ عبد العليم خان - الطبعة الأولى ، دار النشر: عالم الكتب - بيروت - 1407 هـ.
- الاعلام لخير الدين الزركلي. دار العلم للملايين – بيروت/ لبنان الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980م.
- مقال بعنوان : " قراءة في مخطوطة البديع في علم البديع لابن معطي" للدكتور عبد الرحمن خربوش أستاذ بجامعة تلمسان / الجزائر.

w6w_200505201631005997b0c9e160.gif


يتبع... بعلم ثاني من أعلام الجزائر الأفذاذ.
w6w_200505201631005997b0c9e160.gif

 
آخر تعديل:
b2f2b8e278.gif


dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

تابع الحلقة الحادية عشرة
dca9909031802342.gif

الأستاذ الدكتورالجزائري:أبو القاسم سعــد الله
dca9909031802342.gif


النشاط الأكاديمي:
عدة مرات مبعوثا من وزارة التعليم العالي الجزائرية إلى الجامعات العربية في مصر، وسورية والعراق ‏لتوظيف الأساتذة.‏

ممثل جامعة الجزائر في مؤتمر اتحاد الجامعات العربية الكويت 1971م

عضو لجنة إصلاح التعليم العالي – الجزائر 1972 – 1974م

عضو اللجنة الوطنية للتعريب، الجزائر 1970 – 1973م.‏

عضو اللجنة العلمية للكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربية، إشراف المنظمة العربية، ‏ALECSO‏ منذ ‏‏1998م.‏

محرر المجلد الخامس من الكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربية، ‏ALECSO‏ منذ 1998م.‏
كتابة مداخل عديدة في موسوعة العلماء العرب والمسلمين، المنظمة العربية ‏ALECSO‏ ‏
عضو هيئة تحرير مجلة (المنار) المحكمة، جامعة آل البيت، الأردن منذ 1997م.‏

رئيس لجنة العلوم الإنسانية لمعادلة الشهادات الأجنبية الجزائر 1990 – 1993م ‏

رئيس لجنة ترقية الأساتذة المشاركين إلى رتبة أستاذ، في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية الجزائر ‏‏1990 – 1993م.‏

الإشراف على مجموعة من رسائل الدكتوراه والماجستير والمشاركة في مناقشاتها في الجزائر والأردن ‏وأمريكا والسعودية.‏

عضو معتمد في الإشراف على الأطروحات من الجامعة الإسلامية العالمية – لندن – ‏

عضو مجمع اللغة العربية القاهرة منذ 1989م.

عضو مجمع اللغة العربية دمشق منذ 1990م

رئيس المجلس العلمي لدائرة التاريخ ثم معهد التاريخ بالجزائر سنوات 1972 – 1980 – 1984 – ‏‏1986 – 1993م.‏

عضو المجلس الوطني للبحث العلمي، الجزائر 1992م

عضو مجلس البحث العلمي لجامعة آل البيت (الأردن) منذ 1998م

تنشيط ندوة الأساتذة الثقافية بجامعة الجزائر، 1967 – 1968م

إدارة ندوة حول التعريب في الجزائر اشتراك فيها مجموعة من الأساتذة في المنهل السعودية أغسطس ‏‏1990م.‏
‏ ‏
المؤلفــــــــــــات

‏التحقيـــــــــــــــق: ‏
1. ‏
تاريخ العدواني، تأليف محمد بن عمر العدواني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1996م ‏

‏2.‏ حكاية العشاق في الحب والاشتياق، تأليف الأمير مصطفى بن إبراهيم باشا، ط2، الجزائر، ‏‏1982م.‏

‏3.‏ رحلة ابن حمادوش (لسان المقال)، تأليف عبد الرزاق بن حمادوش، المكتبة الوطنية، الجزائر ‏‏1982م.‏

‏4.‏ رسالة الغريب إلى الحبيب، تأليف أحمد بن أبي عصيدة البجائي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ‏‏2000م.‏

‏5.‏ مختارات من الشعر العربي، جمع المفتي أحمد بن عمار، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2، ‏‏1991م.‏

‏6.‏ منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية، تأليف عبد الكريم الفكون، دار الغرب ‏الإسلامي، بيروت، 1987م.

الترجمة:‏
شعوب وقوميات الجزائر 1985م ‏‎(Peoples and Nationalisms)‎‏ ‏
الجزائر وأوربا، تأليف جون ب. وولف ‏John B.Wolf‏ الجزائر، 1986م الجزائر في العهد العثماني ‏Algiers Under the Turks‏ ‏
حياة الأمير عبد القادر، تأليف هنري تشرشل ط2، الجزائر تونس 1982م، ‏‎(The ‎Life of Aelkhader)‎‏ ‏ التاريخ:
تاريخ الجزائر الثقافي، في 9أجزاء، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1998م.‏

أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، في أربعة أجزاء، صدر في سنوات مختلفة ،آخرها سنة ‏‏1993م،1996م دار الغرب الإسلامي، بيروت.‏
الحركة الوطنية الجزائرية، في ثلاثة أجزاء، صدر الأول منها سنة 1969م ، وصدرت الأجزاء الأخرى ‏سنة 1992م ، 1997م عن دار الغرب الإسلامي، بيروت.‏

محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث (بداية الاحتلال)، ط1، مصر، 1970م، ط3، الجزائر، 1982م.‏
la Montee du Nationalisme Algerien.‎
وهو ترجمة من الإنكليزية إلى الفرنسية لأطروحة المؤلف (ظهور الحركة الوطنية الجزائرية)، ط2 ، ‏المؤسسة الوطنية ، الجزائر ، 1985م.‏

أعلام ودراسات:
1.‏
رائد التجديد الإسلامي، ابن العنابي، ، ط2، دار الغرب الإسلامي ، بيروت، 1990م.‏


‏2.‏ شاعر الجزائر، محمد العيد آل خليفة، عدة طبعات، مصر وتونس وليبيا، آخرها عن الدار ‏العربية للكتاب، 1984م.‏

‏3.‏ شيخ الإسلام داعية السلفية، عبد الكريم الفكون، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1986م.‏

‏4.‏ الطبيب الرحالة، ابن حمادوش، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1982م.‏

‏5.‏ القاضي الأديب، الشاذلي الفلسطيني، ط2، الشركة الوطنية، الجزائر، 1984م.‏

إبداعات و تأملات:
1.‏
أفكار جامحة، الجزائر، 1988م.‏


‏2.‏ تجارب في الأدب والرحلة، المؤسسة الوطنية، الجزائر، 1986م.‏

‏3.‏ دراسات في الأدب الجزائري الحديث، عدة طباعات، أولها في دار الآداب، بيروت، 1966م ‏وآخرها الدار التونسية النشر، 1985م.

‏4.‏ الزمن الأخضر – ديوان سعد الله، المؤسسة الوطنية، الجزائر، 1985م.‏

‏5.‏ سعفة خضراء (قصص)، المؤسسة الوطنية، الجزائر، 1986م.‏

‏6.‏ في الجدل الثقافي، دار المعارف ، تونس، 1993م.‏

‏7.‏ قضايا شائكة، دار الغرب الإسلامي ، بيروت، 1989م.‏

‏8.‏ منطلقات فكرية، ط2، الدار العربية للكتاب، تونس، ليبيا، 1982م.‏

‏9.‏ هموم حضارية، دار الأمة، الجزائر، 1993م.‏
‏ ‏يتبع...

 
بسم الله الرحمان الرحيم
dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

تابع الحلقة الحادية عشرة
dca9909031802342.gif

الأستاذ الدكتورالجزائري:أبو القاسم سعــد الله
dca9909031802342.gif

البحوث:‏
1.‏ المترجمون الجزائريون وأفريقيا، بحث نشر في الثقافة 113، 1996م.

‏2.‏ أول بيان فرنسي إلى الجزائريين، في مجلة المعرفة 17 مارس 1960م.

‏3.‏ العلاقات الجزائرية الأمريكية 1776 – 1830، في مجلة المعرفة 15 سبتمبر أكتوبر 1964م، ‏نوفمبر 1964م.‏

‏4.‏ العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا ودول المغرب العربي 1776 – 1816، في مجلة المجاهد ‏الثقافي 9، 1969م ترجمها السيد كاوش إلى الفرنسية ونشرتها الجمهورية (وهران) 17 يناير ‏‏1970م.

‏5.‏ المستشرقون الفرنسيون وتعلم اللغة العربية للأوروبيين، في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ‏‏64 مايو 1989 ونشرتها الشعب في حلقات أولها 32 مايو 1989م.‏

‏6.‏ صدى دعوة خير الدين باشا التونسي في الجزائر، ورقة لندوة خير الدين باشا التونسي تونس ‏خريف 1990م.

‏7.‏ رسالة في الكرة الفلكية لابن حمادوش (القرن 18م)، ورقة للمؤتمر الثالث لتاريخ الرياضيات ‏العربية، الجزائر ديسمبر 1990م نشرت في وقائع المؤتمر ‏.

‏8.‏ آخر الأعيان أو نهاية الارستقراطية العربية في الجزائر، في مجلة المنارة 2، 1997م.

‏9.‏ تقريظ للمفتي أحمد بن عمارة، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني .

‏10.‏ الثورة الجزائرية، في مجلة الآداب، الآداب، ديسمبر 1977م .

‏11.‏ أربع رسائل بين باشوات الجزائر وعلماء عنابة، الثقافة 51، 1979م.‏

‏12.‏ إجازة أحمد بن عمارة لمحمد خليل المرادي، الثقافة 45، 1978م.‏

‏13.‏ قصيدة سياسية لابن ميمون، في الثقافة 51، 1973م.

‏14.‏ قصيدة في رثاء المفتي مصطفى الكبابطي، الثقافة 44، 1978م.‏

‏15.‏ بين ابن شنب ومحمد كرد علي، الثقافة 53، 1979م.‏

‏16.‏ مقامة لأحمد البوني (إعلام الأحبار)، الثقافة 58، 1980م.‏

‏17.‏ الشاعر المفتي ابن الشاهد واحتلال الجزائر، الثقافة 61، 1981م.‏

‏18.‏ قضية تقافية بين الجزائر وفرنسا سنة 1843م، في مجلة عالم الفكر (الكويت)، 16، 1985م.‏

‏19.‏ عريضة الامير خالد إلى الرئيس ويلسون ‏W.Wilson‏ سنة 1919م، في مجلة التاريخ نصف ‏السنة الثاني 1981م.

‏20.‏ أزمة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سبتمبر 1954م، في مجلة التاريخ نصف السنة الثاني ‏‏1980م.

‏21.‏ العثور على النسخة المسروقة من مخطوط تحفة الزائر، في مجلة مجمع اللغة العربية، دمشق ‏‏1984م.‏

‏22.‏ مشروع كتاب تاريخ زواوة لأبي يعلى الزواوي، في المجلة التاريخية المغربية 27 – 28، ‏‏1982م.‏

‏23.‏ رحلة في سورية منسوبة إلى الأمير عبد القادر سنة 1880، في مجلة التاريخ النصف الثاني ‏‏1983م.‏

‏24.‏ مؤلفات أبي حامد المشرقي المعسكري، في مجلة الثقافة (عدد خاص بالأمير عبد القادر) 75، ‏‏1983م.‏

‏25.‏ دراسة اجتماعية من دفتر محكمة المدية أواخر العهد العثماني 1821، 1839م، في الثقافة، 81، ‏‏1984م.‏

‏26.‏ الحملة الفرنسية على مصر والشام في رأي المؤرخ أبي راس الناصري، في المجلة التاريخية ‏المغربية، 21 – 22، 1981م.‏

‏27.‏ في النشاط العسكري والسياسي والتجاري للجزائر خلال القرن الثامن عشر، في المجلة ‏التاريخية المغربية، 33 – 34، 1984م.‏

‏28.‏ من أخبار شعبان باشا داي الجزائر، سنة 1695م، من كتاب الشهب المحرقة لمصطفى برناز.

‏29.‏ وثيقة عن التجانية وبوعمامة والفرنسيين، في مجلة أول نوفمبر، 50، 1981م.‏

‏30.‏ وثيقة تونسية لابن مرزوق التلمساني، في مجلة التاريخية المغربية، 17 – 18، 1980م.

‏31.‏ كتاب ري الغليل، مخطوط لرحالة ليبي، في مجلة البحوث التاريخية (ليبيا)، 2 1979م.‏

‏32.‏ العامل الديني في الحركة الوطنية الجزائرية خلال العشرينيات، في وقائع ندوة نجم شمال أفريقيا، ‏باريس 1987، وأيضا في مجلة الفيصل (السعودية) 28 ذي الحجة، 1408هـ.‏

‏33.‏ الشيخ البشير الإبراهيمي في تلمسان من خلال الوثائق الإدارية الفرنسية، 1933 – 1940م، ‏في ندوة الذكرى الخمسين لتأسيس دار الحديث، سبتمبر 1987م، في مجلة الثقافة؟

‏34.‏ صورة الملك محمد الخامس في بعض الصحف الوطنية الجزائرية، 1951 – 1956، ورقة لندوة ‏محمد الخامس، الرباط، نوفمبر 1987م، لم يتم السفر ولكن الورقة أرسلت وقرئت في الندوة، ‏ونشرت في وقائعها.‏

‏35.‏ معركة غوط شيكة بوادي سوف، شهر أوت 1955م، في مجلة أول نوفمبر، 84، 1987م.‏

‏36.‏ نظرة الأمريكيين للتاريخ الجزائري، في الشعب، 22 مارس 1987م.‏

‏37.‏ بعض الممارسات العلمية في الجزائر في عصر التخلف العلمي (القرن 15 – 18)، ورقة للملتقى ‏الدولي لتاريخ الرياضيات عند العرب، تنظيم المدرسة الوطنية العليا للأساتذة، ديسمبر 1986م، ‏في وقائع الملتقى مع ترجمة فرنسية.‏

‏38.‏ بين علماء الجزائر وعلماء اسطانبول، ورقة لملتقى حقيقة الوجود العثماني بجامعة قسنطينة ‏‏(الجزائر) إبريل 1988م.‏

‏39.‏ الجديد عن كتاب (كعبة الطائفين) أو الجزائر في القرن 17م، ورقة لملتقى الحضارة الإسلامية ‏تلمسان جوان 1987م.‏

‏40.‏ بين ابن خميس وابن هدية من مخطوط العلق النفيس، ورقة للمساهمة بها في ملتقى لبن رشيق، ‏تنظيم اتحاد كتاب تونس والجزائر في القيروان، إبريل 1987م.‏

‏41.‏ رسالة من الشيخ العنتري القسنطيني إلى المترجم الفرنسي شارل فيرو ‏Ch. Feraud، في ‏مجلة الدراسات التاريخية، 1، 1986م.

‏42.‏ من رسائل علماء الجزائر في القرن الماضي، (التاسع عشر) في مجلة الرسالة (حلقات) 1987م.

‏43.‏ منهج الفرنسيين في كتابة تاريخ الجزائر، في مجلة الأصالة، 14 – 15، 1973م.‏
‏44.‏ الأستاذ جوليان ‏Ch.A ‎،‎ Julien‎‏ والتاريخ الجزائري، في مجلة المعرفة، 19، 1965م.‏

‏45.‏ مؤرخ جزائري معاصر للجبرتي، أبو راس الناصري، ورقة لندوة الجبرتي، القاهرة 1974 ‏ونشرت في وقائع الندوة، القاهرة، 1976م، وفي مجلة تاريخ وحضارة المغرب، 12، 1974م.‏

‏46.‏ وثائق جديدة عن ثورة الأمير عبد المالك الجزائري بالمغرب (1914 – 1924)، في المجلة ‏التاريخية المغربية 1، 1974م.‏

‏47.‏ بعض التحولات في مسيرة التعليم بالجزائر خلال العهد العثماني 1518 – 1830م، في بحوث ‏المؤتمر الدولي حول العلم والمعرفة في العالم العثماني، إسطانبول، 2000 وفي جريدة البصائر ‏أعداد يناير 2002م.‏

‏48.‏ أشعار ومقامات ابن حمادوش، في الثقافة 49، 1979م. ‏

‏49.‏ مساهمة بعض الجزائريين في الحضارة الإسلامية، ورقة لمؤتمر الفكر الإسلامي، الجزائر، ‏‏1972م، وهي منشورة مع المناقشة في وقائع المؤتمر.‏

‏50.‏ أثر الجزائر في الأدب الأمريكي، في مجلة الثقافة، 86، مارس – إبريل 1985م.‏

‏51.‏ رسالة الثعالبي في الجهاد، نشرت ضمن كتاب بحوث في تاريخ الحضارة الإسلامية، بمناسبة ‏ذكرى وفاة الأستاذ الدكتور أحمد فكري، الإسكندرية، 1976م، نشرت في وقائع الندوة سنة ‏‏1983م.‏

‏52.‏ عبد الرزاق بن حمادوش ورحلته، ورقة للمؤتمر الأول لتاريخ المغرب العربي وحضارته، ‏تونس في 24 – 29 ديسمبر 1974م. نشرت في وقائع أشغال المؤتمر الأول لتاريخ المغرب ‏العربي وحضارته، ومنشورات الجامعة التونسية ج2، تونس 1974م. منشور أيضا في مجلة ‏مجمع اللغة العربية بدمشق، مجلد 5، أبريل 1975م.‏

‏53.‏ الجزائر والحملة الفرنسية سنة 1830م، في مجلة الجيش أكتوبر، نوفمبر 1970م.‏

‏54.‏ وثائق عن الجزائر في مكتبة جامعة منيسوتا، في مجلة الدراسات التاريخية، معهد التاريخ ‏جامعة الجزائر، 4، 1988م.‏

‏55.‏ الرحلات الجزائرية الحجازية، نشرت بالعربية والإنجليزية في وقائع الندوة العالمية الأولى ‏لمصادر تاريخ الجزيرة العربية، الرياض 1978م.‏

‏56.‏ الاتجاهات الفكرية والثقافية للحركة الوطنية، في الشعب، أول نوفمبر، 1981م، ومجلة أول ‏نوفمبر في نفس الشهر، وترجمتها المجاهد اليومية (النسخة الفرنسية) ونشرتها في حلقات أولها، ‏‏10/11/1981م.‏

‏57.‏ مدارس الثقافة العربية في المغرب العربي (1830 – 1954م)، في مجلة الثقافة 79، فبراير ‏‏1984م، وفي مجلة معهد البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية، 09، 1978م، ‏القاهرة.‏

‏58.‏ مظاهر الحضارة الغربية في مذكرات مالك بن نبي، ضمن كتاب أدب السيرة والمذكرات في ‏الأردن، منشورات جامعة آل البيت 1999م.‏

‏59.‏ الشرق والغرب في ثقافة الجزائر الحديثة، في وقائع ملتقى الحركة الثقافية والفنية والإبداعية في ‏الجزائر، منشورات جامعة آل البيت، الأردن 2002م.‏

‏60.‏ وسائل الاتصال والتواصل بين المسلمين، فصل في كتاب المدخل إلى التاريخ الإسلامي، ‏منشورات جامعة آل البيت الأردن 2001م.‏

‏61.‏ صورة مدينة الجزائر في القرن السادس عشر، في وقائع ملتقى الدولة العثمانية، بدايات ‏ونهايات، منشورات جامعة آل البيت 2001م.‏

‏62.‏ قضايا القدس في مجلة العالم الإسلامي الفرنسية ‏Revue du monde Musulman، في ‏مجلة البيان، جامعة آل البيت سنة 1998م.‏

‏63.‏ أدب الرحلة عند المغاربة، ضمن كتاب تاريخ العرب الحديث، منشورات جامعة آل البيت ‏‏1997م.‏

‏64.‏ نصوص تاريخية عن الثورة العربية في الحجاز، مترجمة ومحققة من مجلة العالم الإسلامي ‏الفرنسية ‏Revue du Monde Musulman‏ في مجلة الندوة (الأردن) 2000م.‏

‏65.‏ فرنسيان في الحجاز في القرن التاسع عشر (ليون روش وجيرفي كورتيلمون)، في مجلة المنهل ‏‏(السعودية)، أغسطس 1996م، أعادت نشرها البصائر (الجزائر) في عدة حلقات ديسمبر ‏‏2001م.

‏66.‏ ثلاث نساء أوروبيات في مواجهات مجتمع عربي (حالة الجزائر): في مجلة البيان، 4 جامعة آل ‏البيت 1998م.‏

‏67.‏ مع الرحالة العياشي في رحلته إلى القدس، في مجلة التاريخ (أبو ظبي) 2000م.

‏68.‏ التصريحات الفرنسية المؤيدة للصهيونية خلال الحرب العالمية الأولى، في مجلة التاريخ (أبو ‏ظبي) 2000م.‏

‏69.‏ الأمير شكيب أرسلان والقضية الجزائرية، في كتاب أوراق في التاريخ والأدب، المهدى إلى ‏الدكتور نقولا زيادة لندن 1992م.‏

‏70.‏ سليمان الباروني أضواء وملاحظات، في مجلة الثقافة، 110 – 111، 1995م.

‏71.‏ الأديب المصلح، محمد المولود الزريبي، 1887- 1925م، أرسل إلى أمريكا إلى مجلة مجمع ‏اللغة العربية بالقاهرة، 1994م.‏

‏72.‏ مجاهد من نوع آخر، حياة الشيخ عبد القادر الياجوري، الثقافة، نوفمبر – فبراير 1995م.‏

‏73.‏ مولود قاسم، ظاهرة فذة، في كتاب رمز كفاح أمة دار الأمة الجزائر 1993م.‏

‏74.‏ كتاب علاج السفينة في بحر قسنطينة تأليف الألبيري، في مجلة كلية الآداب (الجزائر) 2، ‏‏1972م.‏

‏75.‏ تأثير دعوة مجلة المنارة والشيخ رشيد رضا في المغرب العربي، ورقة للدورة ذكرى الشيخ ‏رشيد رضا، عقدت في جامعة آل البيت بالتنسيق مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ضيف ‏‏1999م، قرئت في غيابي نشرت في وقائع الندوة.‏

‏76.‏ قصيدة عربية منسية عن الثورة الجزائرية (للشاعر الحوماني) في الشعب 23/02/1986م.‏

‏77.‏ الجزائر في القرن الحادي عشر الهجري حسب مخطوط (كعبة الطائفين) في المجلة التاريخية ‏المغربية، 7 – 8 يناير 1978م.‏

‏78.‏ التعامل مع اللغة العربية بالجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي، مجلة مجمع اللغة العربية القاهرة ‏ج83، نوفمبر 1998م.‏

‏79.‏ تصميم للشعر الجزائري الحديث، في مجلة الآداب، 12، 1957م.‏

‏80.‏ الغزل في الأدب الجزائري، في مجلة الآداب، 5، 1958م.‏

‏81.‏ شخصية البطل في الأدب الجزائري، في مجلة الآداب 5، 1959م.

‏82.‏ محاولاتنا في النقد الأدبي، في مجلة الآداب، 9، 1960م.‏

‏83.‏ رضا حوحو ونضال الكلمة، في مجلة الآداب 12، 1960م.‏

‏84.‏ الجزائر في مؤلف انجليزي قديم، 1731م، في مجلة الأصالة 8، 1972م. ونشر أيضا في كتاب ‏عبد الرحمان الجيلالي (تاريخ المدن الثلاث، الجزائر ومليانة، والمدية) الجزائر 1973م.‏

‏85.‏ الاستيطان والاندماج في الجزائر، في مجلة الندوة 2، 1997م

‏86.‏ الأدب الجزائري مؤثراته وتياراته، في مجلة الرسالة (العراق) 5 – 6 1960م.‏

‏87.‏ رحلة البجائي إلى الحجاز في القرن 9/15، في مجلة العرب (السعودية) أكتوبر – نوفمبر ‏‏1990م.‏
يتبع...
 
bentelnil.c0m%20%28302%29.gif

dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

تابع الحلقة الحادية عشرة
dca9909031802342.gif

الأستاذ الدكتورالجزائري:أبو القاسم سعــد الله
dca9909031802342.gif

المقالات:
‏1.‏ أخبار الحاج ديكارت، في الشعب 8/6/1989م.‏
‏2.‏ الأدب الجزائري الحديث، في المجاهد الثقافي، فصيلة 1968م ‏
‏3.‏ أرض الملاحم، في مجلة الآداب، 4، 1954م
‏4.‏ أزمة المثقف الثوري في الوطن العربي، في مجلة الآداب، 1966م.‏
‏5.‏ أشباه الرجال، في الشعب، 11 يوليو 1982‏
‏6.‏ إشكالية الكتابة التاريخية، في الشعب 31 مارس 1991م.‏
‏7.‏ الأفعول في الحميرية والبربرية، في الشعب، 15 يونيو، 1989م.‏
‏8.‏ انجلز واحتلال الجزائر، أرسلت سنة 1967م من أمريكا إلى جريدة الشعب.‏
‏9.‏ الأندلس، ذكرى وعبرة، في مجلة الدراسات التاريخية، 8، 1993 – 1994م.‏
‏10.‏ اهتمامات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقضايا المغرب العربي، في مجلة الغنسان ‏‏(باريس) 7 مارس / أبريل 1992م.‏
‏11.‏ تأملات في مسار الثورة، نشرت في كتاب الثورة الجزائرية أحداث وتأملات جمعية أول نوفمبر ‏باتنة 1994م.‏
‏12.‏ تساؤلات عن المنظومة التربوية، في الشعب 13/05/1989م (حلقتان) ‏
‏13.‏ تكريم الأدب في جزيرة العرب، في الشعب (حلقات) 9 أبريل 1986م.‏
‏14.‏ تهويمات الأستاذ حسين آيت أحمد، في الشعب 19/02/1990م.‏
‏15.‏ الثورة الجزائرية في الفكر العربي، في مجلة أول نوفمبر، 87، 1987 والجدار العربي، في ‏الشعب، 11/1989م.‏
‏16.‏ الجريدة الكنز، تصدير لمجموعة البصائر بطلب من محمد الحسين فضلاء كتب 12/03/1988م.‏
‏17.‏ الجزائر والقومية العربية، في مجلة الآداب، 1967م.‏
‏18.‏ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والسياسة، في جريدة المنقذ 1991م
‏19.‏ الحاج (ديكارت) الجزائري، في الشعب 24/5/1988م
‏20.‏ حدثونا عن الوحدة في المجاهد الأسبوعي، 26 جوان 1981م
‏21.‏ الحوض، كتاب بالبربرية والحروف العربية، 23 ديسمبر 1989م.‏
‏22.‏ حول أرض الملاحم (باسم إبراهيم الحمداني)، في البصائر، 264، 1954م
‏23.‏ حول أسطورة المروحة، في مجلة الآداب يوليو، 1956م
‏24.‏ حول الجامعة الإسلامية بالجزائر، في الشعب 15/07/1982م.‏
‏25.‏ حول المروحة أيضا، في مجلة الآداب، سبتمبر 1956م
‏26.‏ حول النهضة الأدبية في الجزائر، في البصائر 275، 1954م.‏
‏27.‏ حول رحلة ابن طوير الجنة، في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق المجلد 54، الجزء3.‏
‏28.‏ حول صراحة المركز الثقافي، في الشعب 12/1/1988م
‏29.‏ حول كتابة تاريخ الثورة التحريرية، في مجلة الجيش، جوان، 1982م.‏
‏30.‏ خطر الدخيل على الفصحى والعامية معا، في وقائع ندوة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، دورة ‏‏1998م، وكذلك في مجلة المجلس الأعلى للغة العربية (الجزائر)، 2000م.‏
‏31.‏ الخوف من التاريخ في الشعب، 19/01/1988م.‏
‏32.‏ ذكريات مغاربية عن اليمن، في مجلة البيان، جامعة آل البيت، 2001م
‏33.‏ ذكرياتي عن أستاذنا عمر الدسوقي، في مجلة الثقافة، 70، يوليو – أغسطس، 1982م.‏
‏34.‏ رحلتي إلى الجزيرة العربية، نشرت في كتاب تجارب في الأدب والرحلة الجزائر، 1983م.‏
‏35.‏ رحلتي إلى المغرب، في مجلة الثقافة، 18، 1973م.‏
‏36.‏ رسالة القاهرة في البصائر بين خريف 1955م وشتاء 1956م. ‏
‏37.‏ زيارة لحلقة سيدي ناجي، في مجلة سيرتا، 3 مايو 1980م.‏
‏38.‏ صديق العدو، في الشعب 22/03/1988م، أيضا في النصر (قسنطينة) في نفس الفترة
‏39.‏ صوت الأوراس، العربي، في المساء 05/03/1987م.‏
‏40.‏ صيف في سوف، في الشعب 30 – 31/10/1989م.‏
‏41.‏ ضد الحضارة العنصرية، في الشعب أكتوبر 1986‏
‏42.‏ عن الكتابة التاريخية، في الثقافة، 66، 1981م.‏
‏43.‏ عن تدوين تاريخ الثورة وتنظيرها، في مجلة الجيش، نوفمبر 1972م، منشورة أيضا في الطبعة ‏الفرنسية من نفس المجلة بعد الترجمة، جوان 1973م
‏44.‏ عن فوضى اللغات، في الشعب، 11/04/1989م
‏45.‏ عندما لبست العمامة، في البصائر، 3/12/1954م.‏
‏46.‏ فلسطين في مصر، في الشعب، 16/01/1989م.‏
‏47.‏ في أعماق الأوراس، في الشعب، نوفمبر 1989‏
‏48.‏ في التجربة التاريخية، في المجاهد الثقافي، 9، 1973م.‏
‏49.‏ في مجمع اللغة العربية، في الشعب، (حلقات) 28/05/1989م.‏
‏50.‏ في ملتقى النجم بباريس، في الشعب 18/6/1987، ترجمت إلى الفرنسية ونشرت في مجلة ‏أحداث الهجرة عدد 98، 1987م ومعها رد المركز الثقافي علي
‏51.‏ في ندوة المجلات الثقافية بالكويت، في أضواء 31، 30 جوان 1984م.‏
‏52.‏ كتاب الشعر والتواصل، في الشعب، 21/02/1989م.‏
‏53.‏ كلمة باسم الطلبة الجزائريين بالقاهرة في الذكرى الثالثة للثورة الجزائرية، 1957م، في مجلة ‏الثقافة 88، 1984م
‏54.‏ لعنة ميرانت، في المجاهد الأسبوعي، 27 مايو 1983م
‏55.‏ اللغة العربية في الخطاب الرسمي، ضمن وقائع ندوة مجمع اللغة العربية للعام 2001م نشرت ‏أيضا في جريدة الشروق 09 أبريل 2001م.‏
‏56.‏ مؤتمر عربي – عثماني، في تونس في الشعب 17/6/1986م.‏
‏57.‏ محمد العيد كبير شعراء الجزائر، الآداب مايو 1960م
‏58.‏ محمد بن يوسف اطفيش ودوره الثقافي، في وقائع ملتقى عمان الأول، منشورات جامعة آل ‏البيت 2002م.‏
‏59.‏ المدرسة الوطنية في الشرق، (الجزائر) سنة 2001م.‏
‏60.‏ مراسلة غريبة بين ابن باديس والطاهر العبيدي، الشعب، 1980م
‏61.‏ مرض ابن خلدون وأثره على تأليفه، في المجاهد الأسبوعي، 20/04/1990م.‏
‏62.‏ مساهمة الصحراء في الثقافة الوطنية، في نشرة المنبر (قمار) كتبت 31 أوت 1981م
‏63.‏ مع أديب الخلود، في البصائر 29/5/1953م.‏
‏64.‏ ملاحظات حول التعريب في الجزائر، ورقة لدورة مجمع اللغة العربية في القاهرة، ج85، مايو ‏‏1999م.‏
‏65.‏ من أجل أحفادنا، في المساء 18/06/1990م
‏66.‏ من الكرام، أرسلت من أمريكا إلى الشعب، سنة 1995م.‏
‏67.‏ مهمة موتيلانسكي في سوف سنة 1903م، في الثقافة، مارس – أبريل 1975م.‏
‏68.‏ نحو جامعة وطنية، في المجاهد الأسبوعي، 17 جوان 1983م.‏
‏69.‏ نظرات في وحدة المغرب العربي، في مجلة المسار المغربي، (ملف خاص) جوان 1989م.‏
‏70.‏ نكبة ثقافية، في الشعب 15/09/1988م.‏
‏71.‏ وحدة المغرب العربي، مقدمة لورقة ملتقى (وحدة المغرب العربي) تونس، حوالي 1984م، لم ‏أشارك.‏

المقابلات:
1.آفاق الأدب في المغرب العربي، في مجلة القبس مارس 1969م.‏

‏2.‏ تعاملي مع اللغة، في الجمهورية (وهران) 9/6/1986م.‏
‏3.‏ حديث لجريدة الشورى الأردنية، جامعة آل البيت، 10/11/1998م.‏
‏4.‏ حول الأدب أيضا، في الشعب، 28/1/1972.‏
‏5.‏ حول وحدة المغرب العربي، حديث لنشره في مجلة المسار المغربي، جوان 1989م.‏
‏6.‏ دور المثقفين في بناء وحدة المغرب العربي، في جريدة الجمهورية (وهران) 6/12/1987م
‏7.‏ عن الأدب والثقافة، في مجلة الجيش فبراير 1972م.‏
‏8.‏ في الجدل الفكري، في مارس 1989م، جواب عن سؤال لجريدة الشرق الأوسط.‏
‏9.‏ في اللغة والثقافة، في مجلة المسار المغربي، ترجمة فرنسية، 29/06/1989م.‏
‏10.‏ مع التضامن (لندن) 1988م
‏11.‏ مع الجزائر – الأحداث الفرنسية، 8-14/10/1981م.‏
‏12.‏ مع الدستور (لندن)، 17/6/1985م.‏
‏13.‏ مع الشعب 01/11/1982م
‏14.‏ مع العرب (لندن)، 8/2/1985م
‏15.‏ مع المساء (الجزائر) 9/12/1985م.‏
‏16.‏ مع النصر (الجزائر) 1989م.‏
‏17.‏ مع مجلة الحوار (باريس) 1987م.‏
‏18.‏ مع مجلة الفيصل (السعودية)، 1985م لكن الحديث جرى 29/12/1985م.‏
‏19.‏ مع مجلة الكفاح العربي (بيروت)، 1980م نشرت أيضا في كتاب أصوات من الغرب العربي ‏لأحمد فرحات.‏
‏20.‏ مع مجلة المسار المغربي، 29/6/1989م.‏
‏21.‏ مع مجلة الوحدة، في ثلاث حلقات، 528، 527، 526، 1991.‏
‏22.‏ مع مجلة الوطن العربي (باريس)، 26/5/1985م.‏
‏23.‏ مقابلة مع الشعب (الجزائر)، 24/12/1980م
‏24.‏ من قضايا الأدب العربي، في الشعب، 27/11/1971م
يتبع...
 
آخر تعديل:
bentelnil.c0m%20%28302%29.gif


dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

تابع الحلقة الحادية عشرة
dca9909031802342.gif

الأستاذ الدكتورالجزائري:أبو القاسم سعــد الله
dca9909031802342.gif

مراجعات كتب:
1.‏ أحمد رضا حوحو في الحجاز، لصالح خرفي، في مجلة المنهل (السعودية)، 1992م.‏
‏2.‏ الأسطول البحري الجزائري، كتاب مولاي بلحميسي، في مجلة الندوة (الأردن) سنة 2002م.‏
‏3.‏ أعزفوا ألحان الفتوة، في البصائر، 299 – 1954.‏
‏4.‏ أناشيد للوطن، كتاب الأمين بشيشي، في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2002م.‏
‏5.‏ بحيرة الزيتون، في الشعب، 13/1/1968م.‏
‏6.‏ بلاد البربر في عصر الأنوار، مراجعة لكتاب آن تومسون ‏A. Thomson، في مجلة الدراسات ‏التاريخية، 10، 1997م.‏
‏7.‏ بين الأوراس والجريد وورقلة من كتاب جوليا كلنسي – سميث ‏Julia Clincy Smith‎‏ ثائر ‏وقديس، 1880 – 1904م، 1994م.‏
‏8.‏ بين العربية والإسبانية، لبوعلام بن حمودة، في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ج2، مجلد ‏‏73، أبريل 1998م.‏
‏9.‏ الحجاز في كتاب العقيد بريمون ‏Le Hedjaz dans la Guerre Ed Bremond‏ في مجلة ‏الندوة 2000م.‏
‏10.‏ حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا، 1492 – 1792م، تأليف أحمد ت. المدني، في ‏المجاهد الثقافي، 8، 1969م.‏
‏11.‏ حرب وحشية للسلام، الجزائر 1945 – 1962، كتاب أ. هورن ‏A. Horne‏ في مجلة التاريخ ‏النصف الأول، 1982م.‏
‏12.‏ الدولة والمجتمع في إفريقيا الشمالية، تحرير ليون براون ‏L. Brown، في مجلة الدراسات ‏الإفريقية الحديثة. ‏Journal of Modern African Studies، 4، 1967م نشرت ترجمتها ‏العربية في المجاهد الثقافي، 4، 1968م.‏
‏13.‏ الرصيف النائم، في مجلة القبس، 9 – 10، 1968م.‏
‏14.‏ سياسات البحر الأبيض المتوسط، لريتشارد غيلسباي ‏R. Gillespie‏ (محرر) في ‏University ‎of Minnesota‏ 13 – 12 ‏Modern Greek Studies Yearbook 1996 – 1997‎‏ ‏
‏15.‏ السياسة العثمانية تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر، كتاب أ. كوران، ترجمة ع. التميمي، في ‏مجلة كلية الأدب (الجزائر)، 2، 1972م.‏
‏16.‏ شعر المقاومة الجزائرية، في المجاهد الثقافي، مارس، 1968م
‏17.‏ فرنسا وبريطانيا واحتلال الجزائر، عن كتاب جيمس سوين ‏J. Swain‏ في مجلة الجيش، 53، ‏يوليو 1968م.‏
‏18.‏ القصة الجزائرية القصيرة، في المجاهد الثقافي، 5، 1967م.‏
‏19.‏ كتاب التحولات الثقافية في الشرق الأوسط، لشريف ماردين ‏Sherif Mardin‏ في ‏University of Minnesota‏ 11 – 10 ‏Modern Greek Studies Yearbook, vol‏ ‏‏1996 – 1995 ونشرت أيضا في مجلة الندوة، 1997م.‏
‏20.‏ كتاب جغرافية الجزائر، تأليف ع. حليمي في المجاهد الثقافي، 7، 1968م.‏
‏21.‏ المحاكم الإسلامية والسلطة الاستعمارية، كتاب آلان كريستلو ‏A. Christelow، في الشعب، ‏‏29/6/1989م.‏
‎22.‎. مصرع الطغاة (مسرحية) في المجاهد الثقافي 1967م.‏
‏23.‏ مع حمار الحكيم، في البصائر، 250، 1953م.‏
‏24.‏ الموسوعة الأوراسية، أطروحة عبد الحميد زوزو، في مجلة الدراسات التاريخية، 8، 1993م.‏


تصدير كتب:

‏1.‏آثار الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، ج5، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1997م، وأيضا ‏في قلب المعركة، دار الأمة، الجزائر، 1994م.‏
‏2.‏ تحفة الأدب، لمحمد بن شنب، ط2، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م.‏
‏3.‏ تقديم قصيدة (يا شمس)، للشيخ التليلي، في مجلة الثقافة، 88 يوليو – أغسطس 1985م.‏
‏4.‏ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مازن مطبقاني، بيروت 1986م.‏
‏5.‏ دور المهجرين الجزائريين في بلاد الشام، لسهيل الخالدي، بيروت، 1995م.‏
‏6.‏ ذكريات المعتقلين، لمحمد الطاهر عزوي، باتنة 1994م.‏
‏7.‏ رحلة الباي محمد الكبير، باي وهران، تأليف أحمد بن هطال، تحقيق محمد بن عبد الكريم، ‏القاهرة، 1969م.‏
‏8.‏ زمن الحصار، ديوان السيدة أم سهام، 1988م.‏
‏9.‏ السيرة الذاتية للأمير عبد القادر الجزائري، تحقيق مجموعة من الأساتذة دار الأمة، الجزائر ‏‏1993م.‏
‏10.‏ الشعر الجزائري وملحمة الثورة، لبلقاسم بن عبد الله، الجزائر 1988م.‏
‏11.‏ علج علي والدولة العثمانية، لمحمد سي يوسف، الجزائر، 1992م.‏
‏12.‏ فتح الإله لأبي راس الناصري، تحقيق محمد بن عبد الكريم، الجزائر، 1990م.‏
‏13.‏ كتاب موجز تاريخ الجزائر، لعثمان الكعاك، ط2، دار الغرب الإسلامي، بيروت 2002م.‏
‏14.‏ مذكرات الحاج أحمد باي قسنطينة، مع مذكرات حمدان خوجة وأحمد بوضربة، ترجمة محمد ‏العربي الزبيري، الجزائر، 1973م.‏
‏15.‏ مسائل قرآنية، للشيخ محمد الطاهر التليلي، المؤسسة الوطنية، الجزائر، 1986م.‏
‏16.‏ المغرب العربي، تاريخه وثقافته، رابح بونار، الجزائر، 1968م (لم ينتشر).‏
‏17.‏ من التراث التاريخي والجغرافي للغرب الإسلامي، لناصر الدين سعيدوني، دار الغرب الإسلامي، ‏بيروت 1999م.‏
‏18.‏ من ديوان الدموع السوداء، للشيخ التليلي، في الثقافة، 55، يناير – فبراير، 1980م.‏
‏19.‏ نصوص ووثائق جزائرية، لعبد الحميد زوزو، الجزائر، 1984م.‏


ترجمات:

‏1.‏ الاستعمار والثقافة الشعبية في الجزائر، ترجمة بحث كتبه إيمانويل سيفان ‏E. Sivan‏ ونشر في ‏السلام على حلقات، أولها إبريل، 1991م.‏
‏2.‏ انتفاضة 8 مايو 1945م بالجزائر، ترجمة لبحث كتبه مانفريد هيلبون ‏M. Halpern‏ نشر في ‏المجاهد الأسبوعي، مايو، 1990م.‏
‏3.‏ تدهور النظام القبلي في سوف، مترجم عن بحث نيكو كيلسترا من مجلة الغرب الإسلامي، 45، ‏‏1987م، في مجلة الدراسات التاريخية.‏
‏4.‏ الثورة الثقافية في الصين، ترجمة منشورة في المجاهد الثقافي، 1968م.‏
‏5.‏ الجزائريون في إيسلاندا سنة 1627م، مترجم عن كتاب الإسلام في التاريخ لبيرنارد لويس، ‏B. ‎Lewis‏.‏
‏6.‏ الجمعيات والنوادي في الجزائر، في مجلة الآداب، 11، 1959م.‏
‏7.‏ الحركة الوطنية الجزائرية، ترجمة لخلاصة أطروحة الدكتوراة، في مجلة تاريخ وحضارة ‏المغرب، 4 يناير، 1968م. وكذلك في المجاهد، 19/2/1967م.‏
‏8.‏ رأي أوروبي (توماس كامبل ‏Thomas Campbell‏) في الأدب الجزائري في القرن التاسع ‏عشر، في مجلة المعرفة، 7، 1963م.‏
‏9.‏ رحلة الأغواطي في شمال أفريقيا والسودان والدرعية، حوالي سنة 1842، في مجلة التاريخ، ‏النصف الثاني، 1982م.‏
‏10.‏ رحلة الأمير الألماني بوكلر موسكاو ‏P. Muskau‏ إلى عنابة، في مجلة الثقافة، 38 – 39، ‏‏1977م.‏
‏11.‏ رحلة إلى معسكر الأمير عبد القادر في الونوغة والبويرة، 1837 – 1838، دراسة وترجمة ‏لرحلة ادريان بيربروجر ‏A. Berbrugger‏ في مجلة الذاكرة أغسطس، 1998م ‏
‏12.‏ زيارة الداي حسين باشا لباريس، 1831م، في مجلة الشرطة (حلقات)، 43، 1987م.‏
‏13.‏ علاقة الحركة الصهيونية بجماعة تركيا الفتاة، ترجمة لبحث روبرت أولسون شيكاغو ‏R. ‎Olson‏ في الشعب، 04/05/1989م.‏
‏14.‏ كتاب الجزائر باللغة الفرنسية، بحث مترجم عن جورج جوايو ‏G. Joyeux‏ منشور في كتابنا ‏دراسات في الأدب الجزائري الحديث.‏
‏15.‏ موقف أمريكا والجامعة العربية من حوادث 8 مايو 1945م، في مجلة التربية، وزارة التعليم ‏الأساسي، الجزائر، 4، 1982م.‏
‏16.‏ نجم الشمال الأفريقي وجذور الحركة الوطنية، (حلقات) الشعب، 29/12/1987م.‏


بعض أعمال كتبت عن الأستاذ الدكتور:

1.‏ أبو العيد دودو، مقدمة للمجموعة القصصية، سعفة خضراء، الجزائر، 1986م.‏
‏2.‏ أحمد توفيق المدني، مقدمة النصر للجزائر، دار الفكر القاهرة، 1957م.‏
‏3.‏ تاريخ الجزائر الثقافي، ط1، سنة 1981م، ج1 – 2، مراجعة الأستاذ بطرس فان سيفر ‏Peter ‎von Siver‏ جامعة يوتا، في المجلة التاريخية الأمريكية ‏American Historical Review‏ ‏أبريل، 1985م. ‏
‏4.‏ تاريخ الجزائر الثقافي، مراجعة الأستاذ الدكتور ناصر الدين سعيدوني، في جريدة الوطن ‏Elwatan، (بالفرنسية) سبتمبر، 1999م، وقام بترجمة المراجعة إلى الانجليزية الأستاذان ‏Armand and Madeleine Renaud، ونشرتا معا ضمن كتاب التكريم المذكور.‏
‏5.‏ تاريخ الجزائر بنظارات سعد الله، تأليف د. جورج سالم حجاز، فصل منه نشر في مجلة آمال، ‏‏57 مايو – جزيران 1989م.‏
‏6.‏ الدكتور أبو القاسم سعد الله ونقده للشعر الجزائري، بقلم شريبط، في مجلة التواصل، نشرية ‏جامعة عنابة، 1996م.‏
‏7.‏ شاعر وثورة، تأليف د – حسين فتح الباب عن الزمن الأخضر، ديوان سعد الله، دار المعارف ‏‏(تونس) 1991م.‏
‏8.‏ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، مقدمة كتابي، محمد العيد آل خليفة رائد الشعر الجزائري ‏الحديث، دار المعارف، القاهرة، 1961م.‏
‏9.‏ كرامينوف، مقدمة للطبعة الروسية لمجموعة النصر للجزائر، في مجلة الثقافة، 32.‏
‏10.‏ لملمة تاريخ الجزائر الثقافي، مراجعة لهذا الكتاب كتبها د. آلان كريستلو ‏A. Christelow‏ من ‏جامعة آداهو بأمريكا، في نشرة ‏ISIM‏ التي تصدر بهولندا، عدد 05، سنة 2000م، أعادت ‏نشرها بالانجليزية مجلة الزهراء، جامعة آل البيت (الأردن)، رقم 33، 1432هـ/ديسمبر ‏‏2001م، وترجمتها إلى العربية محمد الصالح بكوش، ونشرها في البصائر، على حلقتين، 7 – ‏‏14 يناير 2002م.‏
‏11.‏ مقدمة محمود أمين العالم لديوان أغاني الجزائر، سنة 1958م، منشورة في مجلة الثقافة، 68، ‏مارس – أبريل، 1983م.

‏ ‏ أ.د. أبو القاسم سعد الله‏
الأبيار، مدينةالجزائر، الجزائر
dca9909031802342.gif

ونلتقي لنرتقي مع علم من أعلام الجزائر الأجلاء في الحلقة الثانية عشرة إن شاء الله تعالى.
فانتظــــــــــرونا
dca9909031802342.gif

00xf052lKJL.gif

dca9909031802342.gif
 
آخر تعديل:

الدكتور : أبو القاسم سعــد الله

لطالما درست عنه لكن دون أن

أطلع على مثل هذه التفاصيل

موضوع مميز كالعادة من أخ مميز

في انتظار الحلقة الثانية عشر دمت

مبدعا بوركت تقبل تحياتي .
 
الدكتور : أبو القاسم سعــد الله

لطالما درست عنه لكن دون أن

أطلع على مثل هذه التفاصيل

موضوع مميز كالعادة من أخ مميز

في انتظار الحلقة الثانية عشر دمت


مبدعا بوركت تقبل تحياتي .

التميز والابداع كله في مواضيعك أخي الكريم.
شكرا لمرورك.
لكن موضوع موسوعة أعلام الجزائر مايطلع ضمن قائمة آخر المواضيع بمتصفحي أسفل التوقيع لماذا؟
بارك الله فيك.
تحياتي لك.
 
7bb17525ad.gif

dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif


الحلقة الثانية عشرة
dca9909031802342.gif

الإمام المحدث الحافظ ابن قرقول الجزائري
dca9909031802342.gif



إبن قرقول الإمام العلامة أبو إسحاق ، إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن باديس بن القائد ، الحمزي الوهراني ، المعروف بابن قرقول ، من قرية حمزة من عمل بجاية .

ولادته:
ولد بمدينة المرية بالأندلس سنة 505 هـ / 1111 م ، و فيها حفظ القرآن الكريم و تعلم علوم العربية و آدابها من نحو وصرف وبيان و شعر ، كما درس بعض كتب الفقه المتعارف على تدريسها وتلقينها للناشئين حسبما جرت به عادة أهل ذلك العصر.

شيوخه و رحلاته في طلب العلم:
يذكر الإمام الذهبي أن أول شيوخه هو جده لأمه أبو القاسم بن ورد الذي تعلم على يديه مبادئ العربية ، و حفظه القرآن الكريم ، و سمع منه الحديث الشريف و روي عنه ، كما سمع من أبي الحسن بن نافع، وروى عنه، وعن أبي الحسن بن اللواز، وأبي العباس بن العريف الزاهد، وأبي عبد الله بن الحاج الشهيد. حمل عن أبي إسحاق الخفاجي "ديوانه".

وكان رحالا في العلم نقالا فقيها ، نظارا أديبا نحويا ، عارفا بالحديث ورجاله ، بديع الكتابة.
روى عنه عدة ، منهم يوسف بن محمد بن الشيخ ، وعبد العزيز بن علي السماتي .

وكان من أوعية العلم ، له كتاب "المطالع على الصحيح" غزير الفوائد.

انتقل من مالقة إلى سبتة ، ثم إلى سلا ، ثم إلى فاس ، وتصدر للإفادة.

و من شيوخه أيضا :
محمد بن حكيم بن محمد بن أحمد بن باق الجزامي (ت 538 هـ بفاس وقيل: بتلمسان)، من أهل سرقسطة سكن غرناطة ثم مدينة فاس يكنى أبا جعفر.

- محمد بن خلف بن موسى الأوسي، أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، الألبيري، نزيل قرطبة قرأ عليه كتابه " النكت والأمالي في النقض على الغزالي " ، ورسالة " الانتصار " على مذهب أئمة الأخبار، و ورسالة "البيان في حقيقة الإيمان " ورسالة " الرد على أبي الوليد بن رشد في مسألة الاستواء " وأخذ عنه كتاب " شرح مشكل ما في الموطأ وصحيح البخاري ".
- أما تلميذه الحافظ ابن دحية فقد ذكر جملة من شيوخ ابن قرقول في كتابه ( المطرب من أشعار المغرب ص 64 ) فقال انه " قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتقنه على أبي جعفر بن عزلون صاحب القاضي أبي الوليد الباجي، وعلى القاضي الإمام أبي القاسم ابن ورد، وروى صحيح مسلم عن أبي عبد الله بن زغيبة الكلابي يرويه، عن العذري. ورحل إلى شرق الأندلس للقاء الأستاذ العالم إمام النحو والآداب، والشارح للحديث والفقيه والأصول والأنساب، أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسى، فقرأ عليه كتاب التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة، وهو كتاب حسن.... وشيوخ شيخنا جملة عديدة، وتصانيفه متقنة مفيدة "أ.هـ.

وقد وهم محمد بن جعفر الكتاني فأضاف الى شيوخه القاضي عياض - و لم أجد في المصادر التي طالعتها من ذكر القاضي عياض من شيوخه - قال الكتاني :
" الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المعروف بابن قرقول كعصفور المتوفى بفاس سنة تسع وستين وخمسمائة وهو من تلاميذ عياض " ( الرسالة المستطرفة ص 106 ).

و قد اشتهر ابن قرقول بكثرة رحلاته في طلب العلم و الحديث الشريف على عادة الائمة الحفاظ ، فقد وصفه ابن الأبار بأنه :" كان رحالاً في العلم فقيهاً نظاراً، أديباً، حافظاً، يبصر الحديث ورجاله " و لذلك فقد تعددت رحلاته من مالقة إلى سرقسطة ، الى سبتة، ثم إلى سلا، ثم إلى فاس التي توفي بها.

كما اشتهر بحسن الخط و جودته فيه ، فقد وصفه جميع من ترجموا له :" صنف وألف مع براعة الخط وحسن الوراقة ، بديع الكتابة ".

علمه و مجالسه
تذكر المصادر التي ترجمت له رغم قلة المعلومات انه تصدى لرواية و تدريس الحديث الشريف ، بل ان بعض الاخبار الموجودة في شذرات الكتب تتحدث عن شروح و تفسير للقرآن الكريم ، فها هو الامام أبى زكريا محيى الدين بن شرف النووى (ت 676 هـ) يستشهد باقوال ابن قرقول في شرحه لكلمة آمين ، يقول النووي : " ...وقال ابن قرقول - بضم القافين - وهو أبو إسحاق صاحب "مطالع الأنوار": آمين مطولة ومقصورة ومخففة، وأنكر أكثر العلماء تشديد الميم، وأنكر ثعلب قصر الهمزة إلا في الشعر، وصححه يعقوب في الشعر وغيره، والنون مفتوحة أبدًا مثل: أين، وكيف، واختلف في معناه، قيل: كذلك يكون، وقيل: هو اسم من أسماء الله تعالى أصله القصر، فأدخلت عليه همزة النداء، قال: وهذا لا يصح؛ لأنه ليس في أسماء الله تعالى اسم مبني ولاغير معرب، مع أن أسماء الله تعالى لا تثبت إلا بقرآن أو سنة متواترة، وقد عدم الطريقان في آمين، وقيل: آمين درجة في الجنة تجب لقائلها، وقيل: هو طابع الله على عباده يدفع به عنهم الآفات، وقيل: معناه اللهم أمنا بخير، هذا ما ذكره صاحب "المطالع"". (تهذيب الأسماء واللغات: 3 / 288).

الى جانب تدريسه للفقه و تصدره للفتيا على مذهب الامام مالك رحمه الله ، و كانت مجالسه تتخللها المدارسات النحوية و الأدبية ، اذ ان ابن قرقول رغم شهرته في الحديث الشريف رواية و درايه ، فانه عرف ايضا بانه نحوي و لغوي لا يشق له غبار ، كما كان يخطب في الناس الجمعة و يهتم بالدعوة و الارشاد.

وتذكر نفس المصادر انه عقد له بمدينة مالقة بجامعها الاعظم مجلس عام لرواية و قراءة و شرح الصحيحين و الموطأ و كان يحضر مجلسه خلق كثير استفادوا منه و من علمه: " كان لابن قرقول بجامع مالقة الأعظم، مجلس عام، سوى مجلس تدريسه، يتكلم فيه على الحديث، إسناداً ومتناً، بطريقة عجز عنها الكثير من أكابر أهل زمانه". كما ان الناس اجتمعوا به و طلبوا الاستفادة مما عنده من علوم و خاصة رواية الحديث لما انتقل الى فاس وقد نهل من منهله الصافي وتضلع به خلقٌ كثير، ومن أشهرهم:
- عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري المالقى، القرطبي الأصل، يكنى أبا محمد، ويعرف بالقرطبي: " كان في وقته ببلده، كامل المعارف، صدرا في المقرئين والمجودين، رئيس المحدثين وإمامهم، واسع المعرفة، مكثراً، ثقة، عدلاً، أمينا، مكين الرواية، رايق الخط، نبيل التقييد والضبط، ناقداً، ذاكراً أسماء رجال الحديث وطبقاتهم وتواريخهم، وما حلوا به من جرح وتعديل، لا يدانيه أحد في ذلك، عزيز النظر، متيقظاً، متوقد الذهن، كريم الخلال، حميد العشرة، دمثاً، متواضعاً، حسن الخلق، محبباً إلى الناس، نزيه النفس، جميل الهيئة، وقوراً، معظماً عند الخاصة والعامة، ديناً، زاهداً، ورعاً، فاضلا، نحوياً ماهراً، ريان من الأدب، قائلاً الجيد من الشعر، مقصدا ومقطعاً.... تلا بمالقة على أبيه، وأبي زيد السهيلى، والقاسم بن دحمان، وروى عنهم، وعن أبي الحجاج بن الشيخ، وأبوي عبد الله بن الفخار، وابن نوح، وابن كامل، وابن جابر، وابن بونة. وبالمنكب عن عبد الوهاب الصدفي. وحضر بمالقة مجلس أبي إسحق بن قرقول.

ألف في العروض مجموعات نبيلة، وفي قراءة نافع. ولخص أسانيد الموطأ. وله المبدي لخطإ الرندي".

( الاحاطة في اخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب : 1 / 487 ).

- عمر بن عبد المجيد بن عمر الأزدي المعروف بالرندي، من أهل رندة يكنى أبا علي: " كان من جملة المقريين، جهابذة الأستاذين، مشاركاً في فنون، نقاداً ،... روى عن أبي زيد السهيلي، وعنه أخذ العربية والأدب، وبه تفقه، وإياه اعتمد. وتلا القراءات، بقراءات السبعة، وعن أبي إسحق بن قرقول .... شرح جمل أبي القاسم الزجاجي، وألف برنامجاً جامعاً. روي عنه أبو عبد الله بن تسكر القاضي، والشيخ أبو عبد الله بن عبيد الأوسي، وأبو عبد الله الطنجالي، والخطيب ابن أبي ريحانة". ( الاحاطة في اخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب:2 / 86 ).

- محمد بن مسعود الخشني الأندلسي الجياني المعروف بمصعب الخشني: " كان أحد الأئمة المتقنين، وأحد المعتمدين في الفقه والأدب، إماماً في العربية؛ جال الأندلس في طلب العلم. وروى عن ابن قرقول وابن بشكوال، وعبد الحق الإشبيلي، وأجاز له السلفي، وولي قضاء بلده ". ( خزانة الادب لعبد القادر بن عمر البغدادي : 2 / 293).

- الكريم التميمي : " الكريم التميمي الفاسي من رجال المائة السادسة وهو صاحب كتاب المستفاد يروي عن ابن قرقول" ( فهرس الفهارس لعبد الحي الكتاني : 2/ 686 ).

- الحافظ الاديب ابن دحية مؤلف كتاب " المطرب من أشعار المغرب": "ابن دحية الشيخ العلامة المحدث الرحال المتفنن مجد الدين أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن الجميل ... سمع أبا بكر بن الجد وأبا القاسم بن بشكوال وحدث بتونس ب صحيح مسلم عن طائفة وروى عن آخرين منهم ابو عبد الله بن بشكوال وقال سمعت منه كتاب الصلة .... وأبو إسحاق بن قرقول ،وكان بصيرا بالحديث معتنيا بتقييده مكبا على سماعه حسن الخط معروفا بالضبط له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها ولي قضاء دانية مرتين وصرف لسيرة نعتت عليه".

سير اعلام النبلاء للذهبي : 22/ 389 - الترجمة رقم 248)

ثناء العلماء عليه:
وصفه مؤرخ الاسلام الإمام الذهبي بأنه:

- " الامام العلامة المحدث" ، و بأنه : " الامام الحافظ ... وكان رحالا في العلم نقالا فقيها، نظارا أديبا نحويا، عارفا بالحديث ورجاله ،وكان من أوعية العلم، له كتاب " المطالع على الصحيح " غزير الفوائد ". ( سير أعلام النبلاء للامام الذهبي 20/520).

- وقال عنه ابن فرحون: " كان فاضلاً وصحب جماعة من العلماء بالأندلس". ( الديباج المذهب في اعيان المذهب 3 /413).

- و قال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني :" صاحبُ التواليف أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن قَرقُول الحَمْزي". (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ( 1 / 182 ).

- ووصفه تلميذه الحافظ المحدث ابن دحية مجد الدين أبو الخطاب بأنه : " الفقيه الإمام المحدث الأصولي النحوي اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف " ( المطرب من أشعار المغرب: ص 64 ).

صداقته لأبي زيد السهيلي:
وكان رفيقا لابي زيد السهيلي وصديقا له [وأبو زيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الاندلسي المالقي، صاحب " الروض الانف " في شرح السيرة النبوية لابن هشام المتوفى سنة 581 هـ ]، فلما فارقه وتحول إلى مدينة سلا [مدينة بأقصى المغرب الشقيق]، نظم فيه أبو زيد أبياتا، وبعث بها إليه، وهي:

سلا عن سلا إن المعارف والنهى *** بها ودعا أم الرباب ومأسلا
بكيت أسى أيام كان بسبتة *** فكيف التأسي حين منزله ســلا
وقال أناس إن في البعد سلوة *** وقد طال هذا البعد والقلب ما سلا
فليت أبا إسحاق إذ شطت النوى *** تحيته الحسنى مع الريح أرسلا
فعادت دبور الريح عندي كالصبا *** بذي غمر إذ أمر زيد تبسلا
فقد كان يهديني الحديث موصلا *** فأصبح موصول الاحاديث مرسلا
وقد كان يحيي العلم والذكر عندنا *** أو إن دنا فالآن بالنأي كسلا
فلله أم بالمريـة أنجبت *** بـه وأب ماذا من الخير أنســلا


وفاته:
توفي ابن قرقول بمدينة فاس يوم الجمعة أول وقت العصر سادس شوال [وقيل في شعبان] سنة تسع وستين وخمسمائة.( 569 هـ/ 1174 م)
وقد ذكرت هذه المصادر (تكملة الصلة: 151، وفيات الاعيان 1 / 62، 63، الوافي بالوفيات 6 / 171)، أنه توفي يوم الجمعة : "وكان قد صلى الجمعة في الجامع، فلما ضرته الوفاة تلا سورة الإخلاص، وجعل يكررها بسرعة، ثم تشهد ثلاث مرات، وسقط على وجهه ساجداً فوقع ميتاً، رحمة الله تعالى".

مؤلفاته
لقد ألف مترجمنا الكثير من المصنفات ، يدل على ذلك قول ابن الآبار السابق ذكره :" و قد صنف و ألف"، ولكن مع الأسف فاننا لا نعرف الا كتابه : " مطالع الأنوار على صحاح الآثار " الذي صنفه على مثال مشارق الأنوار للقاضي عياض [ و قد ادعى حاجي خليفة صاحب " كشف الظنون " في المجلد 2 صفحة 1715 أن مطالع الأنوار هو مختصر لمشارق الأنوار و هذا غير صحيح ] ، وهو كتاب في تفسير غريب الحديث وضبط ألفاظه، رتب فيه الكلمات على ترتيب حروف المعجم المعروف بالمغرب بحسب حرفها الأول ثم الثاني ثم الثالث، وقد جمع فيه بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات وبيان المعنى, وخصه بالموطأ وصحيحي البخاري ومسلم. منه نسخ في جامعة القرويين بفاس رقم: 594، 624، 1641 والقاهرة ثاني 1/149 كما توجد منه نسخ في المكتبات التركية.
انظر نسخه الخطية في " تاريخ بروكلمان 6 / 277.

و قد اهتم العلماء بهذا الكتاب فاقتبسوا منه ، و لخصوه ، و صنفوا على منواله وقد قمت باحصائية بسيطة حسبت فيها عدد الاستشهادات التي اخذت من اقوال ابن قرقول من كتابين في شرح صحيح البخاري فوجدت التالي:

- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر: 33 استشهادا.

- عمدة القاري شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني: 138 استشهادا.

مما يدل على رسوخ كعب هذا العالم الجزائري ، و معرفته و اطلاعه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- و قد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الكريم أنه نظم كتاب مطالع الأنوار ، قال رحمه الله :" محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز الموصلي الأصل البعلي المولد نزيل طرابلس ... مهر في الفنون وقال الشعر وصنف التصانيف ونظم مطالع الأنوار لابن قرقول".

( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة:3/ 583).


كما ذكر الامام السخاوي في ترجمة أبو الثناء بن الشهاب ، الترجمة رقم 544 أنه ممن لخص كتاب مطالع الأنوار و هذبه قال رحمه الله :" محمود بن أحمد بن محمد النور أبو الثناء بن الشهاب الهمذاني الفيومي الأصل الحموي الشافعي .....تفقه على علمائها في ذلك العصر وارتحل لمصر والشام فأخذ عن أئمتها أيضاً إلى أن تقدم في الفقه وأصوله والعربية واللغة وغيرها، .....وصنف الكثير كمختصر القوت للأذرعي وهو في أربعة أجزاء سماه إغاثة المحتاج إلى شرح المنهاج وقيل إنه سماه لباب القوت وتكملة شرح المنهاج للسبكي وهو في ثلاثة عشر مجلداً والتحفة في المبهمات وشرح ألفية ابن مالك وتحرير الحاشية في شرح الكافية الشافية في النحو له أيضاً ثلاث مجلدات وتهذيب المطالع لابن قرقول في ست مجلدات واختصره فسماه التقريب في الغريب في جزءين جوده" ( الضوء اللامع: 5 / 61 مكتبة الحياة – بيروت).

المصادر و المراجع:
- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي - مؤسسة الرسالة بيروت ط 9.
- وفيات الاعيان: لابن خلكان ، تحقيق إحسان عباس، دار صادر – بيروت.
- مقدمة العلامة ابن خلدون دار احياء التراث العربي بيروت – لبنان - ط 4.
- الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي - دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
- كشف الظنون لحاجي خليفة - دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان.
- شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي - دار الفكر . بيروت .
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون – الشركة الوطنية للنشر و التوزيع – الجزائر.
- الإحاطة فى أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب. تحقيق : محمد عبد الله عنان - مكتبة الخانجى بالقاهرة ـ ط 2.
dca9909031802342.gif

ونلتقي لنرتقي مع علم من أعلام الجزائر الأجلاء في الحلقة الثالثة عشرة إن شاء الله تعالى.
فانتظــــــــــرونا
dca9909031802342.gif

00xf052lKJL.gif

dca9909031802342.gif
 
bentelnil.c0m%20%28195%29.gif



dca9909031802342.gif

457308n2qcqw6e0ynw1.gif

dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة الثالثة عشرة
dca9909031802342.gif

الأستاذ الكبير العلامة
مولود بلقاسم نايت بلقاسم الجزائري


dca9909031802342.gif

الذي يتقن تسع لغات إتقانا تاما وجيدا و راقيا
dca9909031802342.gif


مولده ونشاته :
ولد الأستاذ العلامة مولود بلقاسم نايت بلقاسم في 1927.01.06م بقرية بلعيان من بلدية مدينة أقبو بولاية(بجاية)، بدأ مولود بلقاسم نايت بلقاسم مشواره الدراسي من مسجد قريته بلعيال بايت عباس، التابعة إداريا لبلدية مدينة أقبو، ثم واصل مشواره الدراسي في تونس، حيث التحق بجامعة الزيتونة التي التحق بها سنة 1946.


في تلك السنة التحق بحزب الشعب ثم في 1947 وبعد أربع سنوات التحق بالقاهرة الأول في دفعته، ثم في 1954 التحق بجامعة باريس وسجل للدكتوراه حول بحث اسمه : < الحرية عند المعتزلة > ولكن في سنة 1956 تخلى عن المشروع استجابة لنداء الإضراب الذي دعا إليه إتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، ثم اضطرته مضايقات الشرطة الفرنسية إلى مغادرة التراب الفرنسي وتوجه إلى التشيك، حيث سجل مرة أخرى بحثا للدكتوراه حول < الحرية عند كانط >، لكن الوطن ناداه مرة أخرى فأسرع للتلبية وترك بحثه واتجه إلى ألمانيا... ثم طلبه المجاهد الكبير سعد دحلب أثناء مفاوضات إيفيان وكلفه بإعداد رد على المفاوض الفرنسي جوكس الذي كان يصرّ على أن الصحراء لا علاقة لها بالجزائر... ثم بعد الاستقلال شغل الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم عدة مناصب أثبت في كل منها ولاءه لهذا الوطن وحقق في كل موقع نجاحات باهرة جلبت له عدة خصومات، لكن لم يعرف أنه استسلم في أي مرحلة من نضاله... خلال الثورة التحريرية العظمى ضحى العلامة مولود قاسم نايت بلقاسم بطموح شخصي جامح تمثل في الحصول على الدكتوراه التي طرق أبوابها أكثر من مرة، لكن هجرته إلى ألمانيا حرمته نهائيا من هذا الهدف. وبعد الاستقلال، عاد سي مولود إلى أرض الوطن وجلب إلى بيته في العاصمة 8 أبناء لأخيه ليمكثوا معه في البيت.
d985d988d984d988d8af-d982d8a7d8b3d985.jpg

جالس بالبدلة السوداء في المؤتمر الفكر الإسلامي.



مسار مولود قاسم نايت بلقاسم أو الوطنية في شكلها الأسطوري
في مارس 1992 قال مولود قاسم نايت بلقاسم لأحد مساعديه وهو في قمة الإحباط "لقد انتهى عهدي ودوري"، كانت مناسبة الحديث قرار المجلس الإنتقالي تجميد قانون تعميم إستعمال اللغة العربية، وفي نفس الأثناء بلغه خبر إختفاء كتب علمية باللغة العربية من مقر جبهة التحرير الوطني، كان قد أشرف شخصيا على جلبها من سوريا و العراق في إطار تعريب الجامعة الجزائرية ، ذكّره الموضوع بصدمة أخرى عاشها حين رأى مشروعه للتعليم الأصلي يتفكك وينهار أمامه وهو عاجز عن انقاذه تسببت الصدمة والذكرى في مضاعفة المرض عليه ثم توفي في نهاية أوت من ذلك العام.



رجل التعريب الذي إتخذه القوميون عدوّا.

كان من حق مولود قاسم نايت بلقاسم بعد الاستقلال أن يخلد إلى الراحة أو يلتفت إلى مصالحه الشخصية التي ضحّى بها من أجل العمل الثوري، لكن الأوضاع في البلاد لم تسمح له بذلك، فهبّ لإحياء مقوّمات الأمة الجزائرية دينا ولغة ومجدا، الذي يطلع على جهاد وجهود مولود قاسمنايت بلقاسم من أجل التعريب يصعب عليه أن يعرف بأن الرجل يتقن 9 لغات عالمية ويؤكد المؤرخ الجزائري الكبير الدكتور يحي بوعزيز < كان المرحوم الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم ... حريصا كل الحرص على أن تستعيد اللغة العربية مكانتها ومركزها > ورغم انخراطه في التعريب أكثر من غيره، إلا أنه ظل رافضا لكل النظريات الفكرية القومية والبعثية التي أرادت أن تجعل من اللغة دينا، وروي عن الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم أنه سُئل عن القومية فقال أضيفوا نقطة فوق القاف، ولما سألت الدكتور الجزائري أحمد بن نعمان عن هذا الأمر، قال لي إن الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم كان جزائريا وكفى وكان يدافع عن اللغة الوطنية.


ومعنى هذا الكلام أنه لو اختيرت لغة أخرى لتكون لغة وطنية لدافع عنها الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم، لكن لم أجد في تصريحات الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم ما يشير إلى هذا، بل بالعكس كان دائما يدافع عن اللغة العربية الني قال عنها أكثر من مرة إنها لغة قادت العالم من قبل، وأعرب عن أمله بل عمل من أجل أن تعود إلى القيادة، وفي الواقع قلما نجد واحدا من دعاة التعريب قام بجهود تتفوق على جهود الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم بل كل أعماله تدل على أن الرجل كان مقتنعا بما يقول ويفعل، من أهم أعماله في هذا المجال < بجاية الإسلام علّمت أوروبا الرياضيات بلغة العروبة> وهو عمل أثبت فيه أن اللغة العربية قادرة على استيعاب كل كل العلوم.
mouloudkacem7.jpg

الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم مع أقاربه ببلاد القبائل الصغرى وهو يرتدي البرنوس الجزائري المشهور بإسم الخيدوسة وهو رمز للرجولة والفروسية والشهامة.


الجزائر في فكر مولود قاسم ناينت بلقاسم
ولعل من بين النقاط الفكرية التي خالف فيها الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم غيره، هو تاريخ الجزائر وبدايتها.


ففي الوقت الذي ذهب البعض إلى اعتبار إستقلال البلاد بداية لقيام الجزائر وقال آخرون إن الفتح الإسلامي أو وصول العرب إلى الجزائر هو بدايتها في تلك الأثناء، خرج مولود قاسم على الناس ببحث تاريخي أسماه < شخصية الجزائر الدولية قبل 1830 > عاد فيه إلى الأصول القديمة لهذه الأمة التي كان لها دوما دور جد عظيم في التاريخ..، وحين قال الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان للرئيس الراحل الزعيم هواري بومدين < فرنسا التاريخية تمد يدها للجزائر الفتية >، غضب مولود قاسم نايت بلقاسم غضبا شديدا وقال للرئيس الراحل الزعيم هواري بومدين < إنه يشتمنا >، كما أسهم من خلال ملتقيات الفكر الإسلامي على إبراز ماضي الجزائر التليد وإسهامها في الحضارة الإسلامية.


الملك الجزائري يوغرطة... مفخرة مولود ومصدر مشاكله


في أبحاثه التاريخية، وصل الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم إلى عدد من أمجاد الأمة الجزائرية وكان منهم الملك العظيم النوميدي الجزائري يوغرطة، ولشدة إعجابه به وبدوره اختار أن يكون هذا الملك العظيم ملف العدد الأول من مجلة الأصالة التي أصدرها حين كان وزيرا للشؤون الدينية، وقد سبب له هذا الملف بعض المتاعب كان بعضها بحسن نية وبعضها الآخر لحاجات في نفوس أصحابها، لقد اعتبر الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم أن الملك العظيم يوغرطة هو واحد من أهم أبطال مملكة نوميديا أي الجزائر حاليا الذين لا يمكن ان نتخلى عنهم واعتبر الاعتزاز بهم لا يناقض الإنتماء إلى الإسلام. وفي كتابه < شخصية الجزائر >، قال الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم إن كفاح الأبطال السابقين هم مصدر فخر زمن الشدة. فقد تأثر الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم بالملك الجزائري يوغرطة فاختار أن يمنح اسمه لإبنه البكر، ولما سُئل عن سبب الاختيار قال: < إنه أعظم ملك في تاريخ الجزائر >. ويروي الأستاذ الكبير محمد الهادي الحسني، في مقال نشره تحت عنوان < للتاريخ >، روى الإنزعاج الذي ظهر لدى كثير من المتتبعين لقطاع الشؤون الدينية ـ وهو واحد منهم ـ ولكنه أكد أن اطلاعه على محتوى المجلة وافتتاحية الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم أطفأت الغضب الذي كان. ويذكر الدكتور عثمان شبوب مدير مجلة الأصالة الجزائرية آنذاك، أن موضوع الغلاف أثار حساسية كبيرة حتى الرئاسة إستفسرت عن سبب الإختيار، ولم يستسلم الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم طوال حياته لأي مضايقات...


عزيمة وعزة نفس


ومن المهم هنا الإشارة إلى مواقف جمع فيها الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم بين العزيمة وعزة النفس، دفعته إلى حد أن قال للرئيس الراحل الزعيم هواري بومدين بعد خلاف بينهما،< أفضل أن أكون بوابا في السويد على أن أكون وزيرا في حكومة ضعيفة > وكذلك فعل في حدود سنة 1971 حينما ذهب في زيارة إلى روسيا ولما وصل إلى المطار، علم أن في إستقباله إطار في وزارة الخارجية، فرفض النزول من الطائرة وعاد إلى الجزائر و برر موقفه بأنه لو نزل من الطائرة واستقبله إطار عادي لكان ذلك انتقاصا من قيمة الجزائر. وقال للروس إنه:< لن يدخل بلادهم إلا إذا جاء لاستقباله شخص في مرتبة وزير > ولما عاد إلى الجزائر قدم استقالة إلى الرئيس الراحل الزعيم هواري بومدين، لكنه رفضها...


التعليم الأصلي، الجامعة الإسلامية وتعميم اللغة العربية... مقاتل أصيب فيها مولود


في عزّ فرحة الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم بنجاح التعليم الأصلي وتفوق طلبته على تلاميذ المدارس الأخرى العادية، جاء الميثاق الوطني الجزائري ليعلن < أما التعليم الأصلي فيجب إلغاؤه في أسرع الآجال >. وقال كل الذين عايشوا الفترة، إن الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم، بالإضافة إلى الصدمة التي تلقاها، إلا أنه ظل إلى آخر نفس يحاول إنقاذ المشروع، ولكن كما قال : < لم يؤيدني إلا عبد المالك بن حبيلس وزير العدل آنذاك >، فتفكك المشروع بين يديه، ومنذ مغادرته الوزارة لم يفتح أي مركز جديد لتكوين الأئمة. وبقيت الجامعة الإسلامية مجرد كلية كبيرة لتدريس العلوم الدينية التقليدية.
mouloudkacem5.jpg

الأستاذ الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم يجلس على يسارالرئيس الراحل الزعيم هواري بومدين بالمسجد الكبير بالجزائر العاصمة يستمعان القرآن الكريم يرتديان برنوسان <خيدوستان> أسودان رحمهما الله تعالى.


أصبح الأستاذ الكبير العلامة مولود بلقاسم نايت بلقاسم عضوا في المجلس المركزي لحزب جبهة التحرير الوطني و مستشارا للإعلام في رئاسة الجمهورية. بين 1983 و 1989، عُين الأستاذ الكبير العلامة مولود بلقاسم نايت بلقاسم مسؤولا على المجلس الأعلى للغة الوطنية. كانت للأستاذ الكبير مولود بلقاسم نايت بلقاسم معرفة واسعة في الدين و الثقافة و التاريخ، و بهذا، انتُخب عام 1988 كعضو في أكاديمية الأردن للغة العربية "اعترافا للخدمات التي قدمها من أجل اللغة العربية، و في 1992، أصبح عضوا مراسلا في أكاديمية اللغة العربية يدمشق.


وفاته
توفي الأستاذ الكبير العلامة مولود بلقاسم نايت بلقاسم يوم 27أوت 1992 بالجزائر العاصمة و دُفن بمقبرة العالية. بعد وفاته كتب الدكتور أحمد بن نعمان كتابا حول سيرته عنوانه "مولود بلقاسم نايت بلقاسم، رمز كفاح أمة".
ألف الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم كتبا في الفكر والسياسة والتاريخ منها:

1- إنية وأصالة،
2- مآثر أول نوفمبر،
3- شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية قبل 1830م.

والأستاذ الكبير العلامة الجليل مولود قاسم نايت بلقاسم هو الذي قال سمى ابنته الوحيدة الجزائر لشدة حبه للوطن وعشقه للجزائر :
جزائر العزة والكرامة
جزائر الشموخ والصمود
جزائر الكبرياء والبطولات
رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته.
رحمه الله.

dca9909031802342.gif

ونلتقي لنرتقي مع علم من أعلام الجزائر الأجلاء في الحلقة الرابعة عشرة إن شاء الله تعالى.
فانتظــــــــــرونا
dca9909031802342.gif

00xf052lKJL.gif

dca9909031802342.gif

 
bentelnil.c0m%20%28195%29.gif


dca9909031802342.gif

457308n2qcqw6e0ynw1.gif

dca9909031802342.gif


موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة الرابعة عشرة
dca9909031802342.gif

من أعلام التجديد..
مالك بن نبي ..
فيلسوف الحضارة وشاهد القرن
dca9909031802342.gif

مالك بن نبي - الفيلسوف الإنسان والمشروع الحضاري
dca9909031802342.gif

645image.gif



تعريف
مالك الحاج عمر بن الخضر بن مصطفى بن نبي, مفكر إسلامي, وفيلسوف اجتماعي,
وأحد أعلام الفكر المعاصر في الجزائر وفي منطقة شمال أفريقيا والعالم العربي, اهتم بمشكلات الحضارة وأصولها وعوامل نشأتها وانحلالها, وبالصراع الفكري الإيديولوجي في البلاد المستعمرة, وقد عاصر حينها حركة الإصلاح التي قادها آنذاك جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و عبد الرحمان الكواكبي وأعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في وطنه مثل الشيخ عبد الحميدبن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ العربي التبسي , ورغم تفاعله الكامل مع الحركة إلا أنه كان دائماً يحتفظ بحياده العلمي وفكره المتميز الذي كان يدعوه إلى نقد أعمال الإصلاحيين أحياناً, وقد كان من أهم اهتماماته كشف وسائل الاحتلال في إخضاع الشعب وتخدير العقول ومسخ الهوية, والاجتهاد في وضع الوسائل الناجعة للمقاومة الفكرية والتي كانت تغيب على علماء الشريعة بحكم تكوينهم التقليدي, وقد وضع لذلك كتاباً عن الصراع الفكري في البلدان المستعمَرة لفضح تلك الوسائل.‏
وقد تبلورت أفكاره في مصطلحات علمية معدودة تعتبر مفاتيح كل إنتاجه الأدبي, فالحضارة بداية هي عبارة عن معادلة رياضية من ثلاثة متغيرات هي: التراب والإنسان والزمن, فكل حضارة على وجه الأرض -الماضي منها والمستقبل- ما هي إلا صياغة متميزة لهذه المعادلة, لكن التفاعل بينها لا يكون إلا بفكرة دينية تلعب دور الوسيط الكيميائي بين أطراف المعادلة, ويجب فهم مصطلح الدين هنا بمعناه الواسع الذي قد يشمل أية عقيدة وأيديولوجيا ومبدأ أخلاقي, وبذلك يمكن اعتبار الاشتراكية والليبرالية والديمقراطية أدياناً جديدة, كونها ترتقي عند أصحابها إلى درجة التقديس, وتتفاعل مع وجدانهم وتدفعهم إلى بذل كل جهد لتحقيقها كغاية سامية, ويعتبر مالك بن نبي كغيره من المؤرخين أن للحضارة دورة كاملة تتكوّن أساساً من ثلاث مراحل مثلما هو حال البشر: (فمرحلة النشأة) تتميز بميلاد فكرة سامية ومثلٍ عال يكون مناصروه في أوج عطائهم الوجداني والعاطفي, وذلك لما لهم من محفِّزات نفسية قوية تدفعهم للتضحية والبذل, ثم يتبع ذلك (مرحلة الازدهار) التي يكون الرجحان فيها للعقل حيث تنمو العلوم, وتزدهر الحياة المادية بالعمل والجد والوفرة, وأخيراً تأتي (مرحلة الهرم الحضاري) التي تتغلب عليها نزعة الشهوة الجسدية والغرائز الطبيعية, حيث تدخل الأمة مرحلة الاستهلاك المحض لمنجزاتها الحضارية, وهنا تكون الحضارة عاجزة عن إصلاح نفسها رغم ما تراه من سير نحو الفناء والاندثار, ولذلك فإن أية أمة وأي شعب يمكن تصنيفه من حيث موقعه من الدورة الحضارية, وقد تكون بعضها بهذا التصنيف خارجة عن دورة الحضارة.‏


2007-01-30_455FF857-3C6F-422A-AC57-9E46F0EA2946.gif

ولادته ونشأته ودراسته وتفكيره
ولد مالك ابن نبي بمدينة قسنطينة في شرق الجزائر سنة 1905م, وانتقل منذ طفولته مع أسرته إلى مدينة تبسة ; حيث تلقى فيها دراسته الابتدائية بالكتاب والمدرسة الفرنسية, وأكمل دراسته الثانوية في مدينة قسنطينة بالمدرسة المزدوجة الفرنسية الإسلامية على أساتذة فرنسيين وجزائريين, سافر عام 1925 إلى مرسيليا وليون وباريس بحثاً عن عمل ولكن دون جدوى, فعاد إلى الجزائر حيث عمل في مدينة تِبسَّة مساعد كاتب في المحكمة, وأتاح له عمله هذا الاحتكاك بمختلف شرائح المجتمع أيام الاستعمار, مما ساعد على تفسير ظواهر مختلفة فيما بعد, وفي عام 1928 تعرّف مالك بن نبي على الشيخ عبد الحميد بن باديس (1887- 1940م), وعرف قيمته الإصلاحية, ثم سافر مرّة ثانية إلى فرنسا عام ,1930 حيث سعى للدخول إلى معهد الدراسات الشرقية, ولكنه لم ينجح في الدخول, وسُمح له بدخول معهد اللاسلكي, وتخرج سنة 1935م من كلية الهندسة مهندساً كهربائياً, وهناك تزوج امرأة فرنسية اعتنت بشؤونه وأسلمت وتسمت خديجة, وفي باريس كان يقاوم الهجمات على الإسلام والجزائر, ويكتب في ذلك مقالات صحافية ولكنه لم ينجح في نشرها, وبقي في باريس من عام 1939 إلى .1956‏




اتجه مالك بن نبي منذ نشأته نحو تحليل الأحداث التي كانت تحيط به, وقد أعطته ثقافته المنهجية قدرة على إبراز مشكلة العالم المتخلف باعتبارها قضية حضارة أولاً وقبل كل شيء, وتشربت شخصيته قيم الثقافة الأوروبية الحديثة إلى جانب الثقافة الإسلامية التقليدية, واطلع على أمهات المصادر في الثقافتين, وتشبع بآراء ديكارت وتوينبي وابن خلدون والطبري ومحمد عبده, فزاوج بين الثقافتين في تكوينه وتعمقه الفلسفة الاجتماعية والتاريخ, وبذلك تحدد اتجاهه الفكري, وتحول اهتمامه تدريجياً من دراسة الهندسة إلى الاهتمام بفلسفة الحضارة والإصلاح الإسلامي, وقد تمرس فيما بين الحربين العالميتين بالأحداث الوطنية في الجزائر وبالقضايا السياسية في العالم, وأحس في حياته الشخصية بوطأة الاستعمار, وبنتائج التخلف الحضاري في العالم الإسلامي, وعاش أوج الصراع بين قيم الحضارة المادية الحديثة والقيم الروحية الإسلامية, وتكوَّن وعيُه الاجتماعي والثقافي بتأثير التيارين الفرنسي والإسلامي بالجزائر, فتصارعت في نفسه نزعتان متعارضتان هما الرومانتيكية المثالية والواقعية الديكارتية, وبتأثير تكوينه العلمي تغلبت النزعة الثانية في حياته.‏


يتصف تفكيره السياسي والاجتماعي بتطور ونضج نادرين, فكان يرى منذ بداية إنتاجه الفكري أن العالم يتجه نحو التكتل, وأن على الإسلام أن يجد أو يعيد دوره الحقيقي; ألا وهو الدور الاجتماعي الإنساني, فليست القضية كما كان يقول أن نُقاطع الحضارةَ الغربية التي تمثل إرثاً إنسانياً هائلاً, و إنما القضية هي قضية تحديد وتنظيم هذه العلاقة مع تلك الحضارة.‏

ولما عاد مالك بن نبي من فرنسا إلى الجزائر بعد إنهاء دراسته, اضطهدته السلطة الاستعمارية وراقبت تحركاته وعرقلت توظيفه في أي منصب حكومي, فواجه صعوبات العيش, وأصيب في حياته المهنية بخيبة أمل فلم يحقق طموحاته المادية.‏
وفي سنة 1956م انتقل إلى المشرق العربي, وزار بعض أقطاره, وأقام بالقاهرة لاجئاً سياسياً سبع سنين, وكان عضواً في مجمع البحوث الإسلامية , وفي مصر مارس نشاطه الفكري كاتباً داعياً إلى الإصلاح الاجتماعي, ومحاضراً مؤيداً للثورة التحريرية بالجزائر, واتجه بعد اتصاله بالعديد من الطلاب إلى ترجمة كتبه إلى العربية, ثم أصدر بقية كتبه بالعربية بعد ترجمة بعضها وكتابة بعضها الآخر بالعربية مباشرة, وقد طبعت له وزارة الإعلام في القاهرة بالفرنسية كتابه (الفكرة الأفريقية الآسيوية), وفي سنة 1963 عاد إلى الجزائر بعد استقلالها, فتولى منصب المدير العام للتعليم العالي في سنة1964م, واستقال منه في سنة1967 وتفرغ لنشاطه الفكري من تأليف ونشر وإلقاء للمحاضرات وإقامة للندوات الفكرية الأسبوعية في بيته كما كان يفعل بالقاهرة, وكان يحضرها الطلبة من مختلف المشارب, وكانت النواة لملتقى الفكر الإسلامي الذي يُعقد كل عام في الجزائر, وظل مالك بن نبي يُنير الطريق أمام العالم الإسلامي بفكره إلى أن توفي بمدينة الجزائر في 31 تشرين الأول 1973م.‏


وبنوع من التفاؤل كان مالك بن نبي يرى أن المجتمعات العربية والإسلامية هي بصدد بناء حضارة جديدة مغايرة للتي كان عليها أسلافنا بحكم تقدم الزمان, والتي يقودها الغرب حالياً بحكم القيم الروحية والمعنوية التي نحملها, وقد وضع مالك بن نبي لهذه الحركة الحضارية محوراً جغرافياً (ينطبق على محور عدم الانحياز الذي انطلق من مؤتمر باندونغ) يمتد بين طنجة وجاكرتا, يوازي حضارياً محور نيويورك-موسكو, ولذلك يمكن بسهولة تفهم معاني العناوين التي كان يختارها لمؤلفاته, ومن خلال هذا المنظور الجيو-إستراتيجي كان جهده منصباً فيما يعتقد أن الأمة بما فيها الجزائر- بصدد بنائها الحضاري, بعد خروجها من دائرة الاستعمار.‏

وقد تم افتتاح مدرسة بأكملها باسم مالك بن نبي في فرنسا, فلا عجب أن ذلك يُفسَّر كانتصارٍ لفكره ورمز لعصر الحضارة الإنسانية التي قد كان رصد معالمها وجعلها خطوة في ذلك الاتجاه.‏


أعمال مالك بن نبي‏
> ترك مالك بن نبي مؤلفات بلغت ستة وعشرين كتاباً, نُشرت كلها تحت عنوان مشكلات الحضارة مما يدل على اهتماماته الفكرية.‏




> ويمكن توزيع أعماله على عدة مجالات علمية, أهمها: فلسفة التاريخ, والسياسة الثقافية, والاقتصاد, وعلم النفس الاجتماعي, والفكر الإسلامي, وتوزعت جغرافياً في عدة عواصم ابتداء من الجزائر وباريس ثم القاهرة ودمشق وبيروت, فأصدر في باريس بالفرنسية:الظاهرة القرآنية وهو أول كتاب ألفه سنة1947 وتلاه برواية لبَّيك سنة 1948 وهي رواية فلسفية, ثم شروط النهضة سنة 1948 و وجهة العالم الإسلامي , و الفكرة الأفريقية الآسيوية سنة 1956; بمناسبة انعقاد مؤتمر باندونج.‏



> وأصدر في الجزائر : آفاق جزائريةمذكرات شاهد القرن سنة 1970; وهي تاريخ لحياته في جزأين رصد من خلالها الأفكار التي كان يحملها المحيط الجزائري والفرد الجزائري مما جعله قابلاً للاستعمار, و مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي, والمسلم في عالم الاقتصاد.‏



> ومن كتبه: مستقبل الإسلام , و مشكلة الثقافة سنة1959 و الصراع الفكري في البلدان المستعمَرة سنة 1960 وهو أول كتاب كتبه مالك بن نبي بالعربية مباشرة بخلاف معظم كتبه التي ألّفها بالفرنسية, و فكرة كومنولث إسلامي سنة 1960; و ميلاد مجتمع سنة 1962 و إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي سنة 1969; ومقالات صحافية نشرها بعنوان في مهب المعركة مع تعليقات وهوامش في مؤلفات قديمة كالطبري وابن خلدون.‏



> ونشر له بعد وفاته كتب: دور المسلم ورسالته في القرن العشرين سنة1977 ; و بين الرشاد والتيه سنة1987> وله آثار فكرية مخطوطة لم تطبع مثل: دولة مجتمع إسلامي ; و العلاقات الاجتماعية وأثر الدين فيها ; و مجالس دمشق و مولد مجتمع إسلامي , و مجالس تفكير و(هي تسجيل لبعض ندواته الأسبوعية), وغيرها.‏


مالك بن نبي.. وفلسفة الحضارة الإسلامية الحديثة

المغرب
يعتبرالمغرب المفكر مالك بن نبي ومدرسته من أكثر المدارس الفكرية التي كان لها أثر واضح في تحديد وصنع ملامح الفكر الإسلامي الحديث، خاصة أن هذه المدرسة اهتمت أكثر من غيرها من المدارس الأخرى بدراسة مشكلات الأمة الإسلامية؛ انطلاقا من رؤية حضارية شاملة ومتكاملة. فقد كانت جهوده لبناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة؛ سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو المناهج التي اعتمدها في ذلك التناول.

"وكان بذلك أول باحث حاول أن يحدد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجا محددا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ".

ولم يكن مالك بن نبي مفكرا إصلاحيا بالمعنى المتعارف عليه عند معظم من تناول مؤلفاته، بل كان في جوهره "شخص الفكرة"، كان بالأساس تعبيرا عن رؤية منهجية واضحة، ومفكرا معرفيا، أدرك أزمة الأمة الفكرية، ووضع مبضعه على أُس الداء، وهو بنيتها المعرفية والمنهجية، إنه -من دون شك- واحد من أهم رواد مدرسة "إسلامية المعرفة" وإصلاح مناهج الفكر، وإن مفاتيح مالك لا تزال تملك قدرة توليدية في مجال المفاهيم والمنابع والعمارة الحضارية بكل امتداداتها وتنوعاتها".

* ابن خلدون العصر
* مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي
* الحضارة إبداع وتميز وليست تقليدا وتبعية
* الحضارة هي التي تلد منتجاتها
* القابلية للاستعمار تكبل المجتمع وتحول دونه والإبداع
* ابن نبي وضرورة استلهام التجربة اليابانية
* الدورة الحضارية عند ابن نبي

.... يتبع...
 
dca9909031802342.gif

تاااابع....


موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة الرابعة عشرة
dca9909031802342.gif

من أعلام التجديد..
مالك بن نبي ..
فيلسوف الحضارة وشاهد القرن

dca9909031802342.gif

إبن خلدون العصر
لا غرابة أن نجد من الدارسين للفكر الإسلامي الحديث من يعتبر مالك بن نبي بمثابة ابن خلدون العصر الحديث، وأبرز مفكر عربي عني بالفكر الحضاري منذ ابن خلدون، ومع أنه قد تمثل فلسفات الحضارة الحديثة تمثلا عميقا، واستلهم في أحايين كثيرة أعمال بعض الفلاسفة الغربيين فإن ابن خلدون بالذات يظل أستاذه الأول وملهمه الأكبر".

ومالك بن نبي نفسه لا يخفي تأثره بفكر ابن خلدون ونظرياته حول العمران البشري، بل أشار إلى ذلك في مواضع شتى من كتبه، كما ذكر ذلك في مذكرات حياته "شاهد القرن" .

وهكذا ظهر "مالك بن نبي" وكأنه صدى لعلم ابن خلدون، يهمس في وعي الأمة بلغة القرن العشرين، فأظهر أمراض الأمة مع وصف أسباب نهضة المجتمعات، ووضع الاستعمار تحت المجهر؛ فحلل نفسيته، ورصد أساليبه الخبيثة في السيطرة على الأمم المستضعفة، وخاصة المسلمين، ووضع لهم معادلات وقوانين "الإقلاع الحضاري"..

ولكن الأمة لم تقلع حضاريا؛ وذلك إما لثقل حجم التخلف بين أفرادها ومؤسساتها، وإما لضعف المحرك المقرر أن يقلع بها، وإما لاجتماع السببين معا. ومع ذلك فقد بقيت هذه المعادلات والقوانين "نظريات" مفيدة للمحركين الذي يهتمون بانطلاق "المشروع الحضاري" للأمة.

مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي
ينبني مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي على اعتقاده الراسخ بأن "مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها".

وانطلاقا من هذا الاعتقاد الراسخ بأهمية الحضارة وضرورة "فقه" حركتها منذ انطلاقتها الأولى إلى أفولها يحاول مالك بن نبي إعطاء تعريف واسع للحضارة، يتحدد عنده في ضرورة "توفر مجموع الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقسم لكل فرد من أفراده في كل طور من أطوار وجوده منذ الطفولة إلى الشيخوخة المساعدة الضرورية له في هذا الطور أو ذاك من أطوار نموه".

وعلى هذا فكل ما يوفره المجتمع لأبنائه من وسائل تثقيفية وضمانات أمنية، وحقوق ضرورية تمثل جميعها أشكالا مختلفة للمساعدة التي يريد ويقدر المجتمع المتحضر على تقديمها للفرد الذي ينتمي إليه.

ويتبين من خلال هذا أن مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي شــديد الارتباط بحركة المجتمع وفاعلية أبنائه؛ سواء في صعوده في مدارج الرقي والازدهار، أو في انحطاطه وتخلفه، وبالتالي فلا بد من فهم عميق، و"فقه حضاري" نافذ لكل من يريد دراسة المجتمعات دراسة واعية وشاملة؛ لأن حركة المجتمعات الحضارية ظاهرة تخضع كغيرها من الظواهر الإنسانية "السنن" و"قوانين" اجتماعية وتاريخية ثابتة، لا بد من الإحاطة بها، وإدراك كنهها لكل من يريد أن يعيد لأمته مجدها الحضاري، ويحقق لها ازدهارها المنشود. وهذا ما أكده بقوله: "إن أول ما يجب علينا أن نفكر فيه حينما نريد أن نبني حضارة أن نفكر في عناصرها تفكير الكيماوي في عناصر الماء إذا ما أراد تكوينه؛ فهو يحلل الماء تحليلا علميا، ويجد أنه يتكون من عنصرين (الهيدروجين والأكسجين)، ثم بعد ذلك يدرس القانون الذي يتركب به هذان العنصران ليعطينا الماء، وهذا بناء ليس بتكديس"

والعناصر الضرورية التي تتشكل منها كل الحضارات -حسب مالك- هي ثلاثة: الإنسان + التراب + الوقت.

الحضارة إبداع وتميز وليست تقليدا وتبعية.
يدعو مالك بن نبي في جل كتاباته إلى ضرورة إبداع بدائل فكرية ومناهج علمية مستقلة تتناسب مع البيئة الإسلامية بدل استيرادها كما هي من الغرب الأوربي. ويلح على ضرورة الاستقلال الفكري في دراسة مشكلاتنا الحضارية والاجتماعية؛ لأنه يعتقد -كغيره من الدارسين للحضارات الإنسانية- أن هناك خصوصيات كثيرة تتميز بها كل حضارة عن غيرها.
"فلكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما يحيط به نحو الأشياء، بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة.. نحو الأفكار"

ومن أهم الخصوصيات التي ميزت نشوء الحضارة الإسلامية أن نشوءها سببه الوحي الرباني؛ مما جعلها حضارة خالدة خلود المبادئ والتعاليم التي تحملها وتدعو إليها، "فجزيرة العرب.. لم يكن بها قبل نزول القرآن إلا شعب بدوي يعيش في صحراء مجدبة يذهب وقته هباء لا ينتفع به؛ لذلك فقد كانت العوامل الثلاثة: الإنسان، التراب، والوقت راكدة خامدة، وبعبارة أصح: مكدسة لا تؤدي دورا ما في التاريخ؛ حتى إذا ما تجلت الروح بغار حراء -كما تجلت من قبل بالوادي المقدس، أو بمياه الأردن- نشأت بين هذه العناصر الثلاثة (الإنسان + التراب + الوقت) المكدسة حضارة جديدة؛ فكأنها ولدتها كلمة "اقرأ" التي أدهشت النبي الأمي صلى الله عليه و سلم،وأثارت معه وعليه العالم" .

ولهذا "فالحضارة" لا يمكن استيرادها من بلد إلى آخر رغم استيراد كل منتجاتها ومصنوعاتها؛ لأن "الحضارة" إبداع، وليست تقليدا أو استسلاما وتبعية كما يظن الذين يكتفون باستيراد الأشياء التي أنتجتها حضارات أخرى؛ "فبعض القيم لا تباع ولا تشترى، ولا تكون في حوزة من يتمتع بها كثمرة جهد متواصل أو هبة تهبها السماء، كما يهب الخلد للأرواح الطاهرة، ويضع الخير في قلوب الأبرار .

فالحضارة من بين هذه القيم التي لا تباع ولا تشترى.. ولا يمكن لأحد من باعة المخلفات أن يبيع لنا منها مثقالا واحدا، ولا يستطيع زائر يدق على بابنا أن يعطينا من حقيبته الدبلوماسية ذرة واحدة منها"

الحضارة هي التي تلد منتجاتها
وبما أن الحضارة إنجاز لا يمكن أن يوهب أو يشترى أو يستورد؛ فإن مالك بن نبي أولى كل اهتمامه لتحريك الإنسان المسلم الذي يمثل بالنسبة له جوهر الحضارة وعمودها الرئيسي نحو مواقع "الفعالية" و"العطاء" و"الإنتاج"؛ لأن "المقـياس العام في عملية الحضارة هو أن الحضارة هي التي تلد منتجاتها"، وسيكون من السخف والسخرية حتما أن نعكس هذه القاعدة، حين نريد أن نصنع حضارة من منتجاتها" .

وعملية استيراد أشياء الغرب ومنتجاته، والاكتفاء بذلك سبيلا للتقدم.. أشبه بالذي يحاول أن يعالج أعراض المرض ونتائجه البارزة الظاهرة للعيان، بدل أن يعالج أسبابه العميقة، وأصوله الباطنية؛ مما يظهر المرض في الظاهر كأنه قد اختفى، لكنه في الحقيقة لا يزال ينخر صحة المريض، ويستنزف قواه في الباطن. لهذا علينا في معاجلة تخلفنا -كما يرى أحد تلاميذه ابن نبي- ألا نتبع سبيل الاستيراد؛ فنحاول أن نصبغ من الخارج دارنا المتهدمة بلون الحضارة الغربية ونملؤها بأثاثها، ونقتنع بذلك كوسيلة تجعل دارنا المتهدمة المحطمة دارا قوية شديدة الأركان. فإن النظرة البسيطة تشير إلى أن الدار تستدعي مهندسا يدرس أسباب الخلل الذي يوشك أن ينقض البناء، لا تاجرا يملأ البيت بالأدوات والأثاث" .

وطالما بقي المجتمع الإسلامي عاجزا عن إيجاد البدائل الفكرية والمنهجية التي تنسجم مع عقيدته وواقعه؛ فهذا يعني أن هذا المجتمع ما زال يعاني من التبعية والتخلف، ولم ترقَ أفكاره بعدُ إلى درجة الاستقلال والتحرر الشاملين، وهذا هو الذي يشكل خطرا على حاضر ومستقبل المسلمين في نظر مالك بن نبي؛ لأن "المجتمع الذي لا يصنع أفكاره الرئيسية لا يمكن على أية حال أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه، ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولن يمكن لمجتمع في عهد التشييد أن يتشيد بالأفكار المستوردة أو المسلطة عليه من الخارج.. فعلينا أن نكتسب خبرتنا؛ أي أن نحدد موضوعات تأملنا، وألا نسلم بأن تحدد لنا بكلمة، علينا أن نستعيد أصالتنا الفكرية، واستقلالنا في ميدان الأفكار حتى نحقق بذلك استقلالنا الاقتصادي والسياسي".

القابلية للاستعمار تكبل المجتمع وتحول دونه والإبداع.
يرى ابن نبي أن الاضطراب والفوضى والتناقض والغموض، وغير ذلك من السلبيات التي تتصف بها بعض النتائج الفكرية في العالم الإسلامي إنما ترجع في جانب كبير منها إلى تلك "القابلية للاستعمار" التي تسكن نفوس أبناء هذا المجتمع، وتدفعهم من موقع الدونية والتقليد إلى تمثل أشياء الغرب وأفكاره دون أي دراسة دقيقة وواعية بالتمايز الحضاري الشاسع الموجود بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الغربية.

وبدل أن تساهم كتابات أولئك المغتربين في تشييد البناء الحضاري للأمة الإسلامية، نجدهم يلجئون إلى تكديس "المعارف"، والانجذاب إلى الإكثار من الألفاظ الرنانة، وتلويك المصطلحات الغربية التي فقدت الحياة بمجرد قلعها من بيئتها الحضارية الأصيلة في الغرب. وطبيعي أن هذا التكديس لا يؤدي إلى إنشاء حضارة؛ لأن "البناء وحده هو الذي يأتي بالحضارة لا التكديس، ولنا في أمم معاصرة أسوة حسنة.

إن علينا أن ندرك أن تكديس منتجات الحضارة الغربية لا تأتي بالحضارة.. فالحضارة هي التي تكون منتجاتها، وليست المنتجات هي التي تكون حضارة.. فالغلط منطقي، ثم هو تاريخي؛ لأننا لو حاولنا هذه المحاولة فإننا سنبقى ألف سنة ونحن نكدس ثم لا نخرج بشيء".

وهكذا نجد هؤلاء المغتربين والمتمثلين تقليديا لأفكار الغرب لا ينظرون إلى الحضارة الغربية إلا من خلال قشورها، ولا ينقلون منها إلا ما يسميه مالك بن نبي "بالأفكار الميتة" أو "القاتلة" التي ترمي بها إليهم هذه الحضارة عن طريق مراصدها الفكرية حتى يظلوا تابعين لا مبدعين، منفعلين لا فاعلين. وهذا عكس ما فعلته "النخبة المثقفة" في اليابان مثلا التي استطاعت في تعاملها مع الغرب أن تفرق بين ما هو صالح للاقتباس، لا بد منه ولا ضرر يخشى منه، وما هو طالح وخاص بالقيم والأخلاق الغربية التي تتعارض مع قيم الإنسان الياباني وأخلاقياته.

إبن نبي وضرورة استلهام التجربة اليابانية.
شكلت التجربة اليابانية لكثير من المفكرين والمهتمين بقضايا التنمية عموما في العالم الإسلامي نموذجا يختزل كثيرا من الدروس التي ينبغي استخلاصها للنهوض وتحقيق التنمية المنشودة؛ ولهذا نجد مالك بن نبي في كثير من مؤلفاته يشيد بدوره بهذه التجربة؛ فقد كانت الانطلاقة الحديثة للمجتمع الإسلامي -في نظره- معاصرة لانطلاقة أخرى في اليابان؛ "فالمجتمعان قد تتلمذا سويا في مدرسة الحضارة الغربية، واليوم هاهي اليابان القوة الاقتصادية الثالثة في العالم. "فالأفكار الميتة" في الغرب لم تصرفها عن طريقها؛ فقد بقيت وفية لثقافتها.. لتقاليدها.. لماضيها".

وفي مقابل هذا يرى الأستاذ أن المجتمع الإسلامي -رغم الجهود المبذولة من قبل رواد عصر النهضة- ما يزال مجتمعا متخلفا؛ لأنه مجتمع لم يستطع أن يتعامل مع الحضارة الغربية تعاملا علميا ونقديا، يقول: "الواضح أن المشكلة التي تطرح نفسها لا تتعلق بطبيعة الثقافة الغربية، بل بالطبيعة الخاصة بعلاقتنا بها. فالطالب المسلم الذي يلتحق بمدرستها هو بين نموذجين: الطالب المجد، والطالب السائح. وكلا الطالبين (المجد والسائح) لا يذهبان إلى منابع الحضارة، بل إلى حيث تتفطر فيها أو تلقي فيها نفاياتها".

فالفرق شاسع إذن بين تعامل المسلمين مع الغرب، وتعامل الإنسان الياباني معه؛ حيث إن هذا الأخير ترك القشور واهتم بالجوهر، فتمكن من استيعاب العلوم الغربية التي تمثل سر شموخ حضارتها. دون أن يؤدي به ذلك إلى فقدان هويته، والسقوط في التبعية والتقليد. "فإذا كان اليابان قد بنى مجتمعا متحضرا؛ فهو قد دخل الأشياء من أبوابها، وطلب الأشياء كحجة، درس الحضارة الغربية بالنسبة لحاجاته، وليس بالنسبة لشهواته. فلم يصبح من زبائن الحضارة الغربية يدفع لها أمواله وأخلاقه، أما نحن فقد أخذنا منها كل رذيلة، وأحيانا نأخذ منها بعض الأشياء الطيبة التي قدرها الله لنا".

وقد خصص مالك بن نبي مقالات عديدة للرد على هذه النخبة المغتربة التي لا تفرق في اقتباسها واستلهامها لأفكار ومناهج الحضارة الغربية بين ما هو صالح للاقتباس وما هو خاص بحضارة معينة، لا يمكن نقله لأي بيئة حضارية أخرى مغايرة.
.... يتبع...
 
dca9909031802342.gif


تاااابع....


موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة الرابعة عشرة
dca9909031802342.gif

من أعلام التجديد..
مالك بن نبي ..
فيلسوف الحضارة وشاهد القرن

dca9909031802342.gif


الدورة الحضارية عند ابن نبي.
استخلص مالك بن نبي من قراءاته المتعددة للتاريخ البشري وفلسفته، ولتاريخ الحضارة الإسلامية على وجه الخصوص أن مسيرة الأمم والجماعات تخضع لنـظام دوري، قلما تنجو أي أمة من الأمم من جريانه. وهذا في نظره هو الذي يجعل الأمة في فترة من فترات تاريخها الحضاري تسجل مآثر عظيمة ومفاخر كريمة، تبقى خالدة في سجل تاريخها وتاريخ البشرية من حولها، كما تسجل عليها في فترات أخرى انتكاسات وهزائم حضارية وعمرانية وعسكرية، وغير ذلك من الحالات المرضية التي تهوي بالأمة إلى مهاوي التخلف والانحطاط في آخر طور من أطوار دورتها الحضارية.

وهكذا تلعب الشعوب دورها، وكل واحد منها يبعث ليكون حلقته في سلسلة الحضارات، حينما تدق ساعة البعث، معلنة قيام حضارة جديدة، ومؤذنة بزوال أخرى"

ويرى مالك بن نبي أن هذا القانون طبيعي جدا؛ لأنه يخضع لنفس النواميس التي تخضع لها باقي مخلوقات الله في هذا الكون؛ فاليوم يبدأ بالشروق والزوال، ثم يتبعهما الغروب الذي يسدل الظلام على الكون، والشهر كذلك يبدأ ببزوغ الهلال، ثم يستكمل تدريجيا دورته؛ لينتهي بعد ذلك إلى الزوال ليبدأ شهر آخر، واحدا بعد الآخر في إطار سلسلة دورية مستمرة. انطلاقا من هذا يقول مالك بن نبي: "إذا نظرنا إلى الأشياء من الوجهة الكونية؛ فإننا نرى الحضارة تسير كما تسير الشمس؛ فكأنها تدور حول الأرض مشرقة في أفق هذا الشعب، ثم متحولة إلى أفق شعب آخر"

ولا يعني هذا أن التاريخ يفرق هداياه، أو يوزع أمجاده لأي كان، كما تنشر الشمس أشعتها حينما تؤذن بالشروق، لكن التاريخ كتلة من السنن والنواميس الإلـهية التي تتحكم في توجيه الأفراد والمجتمعات على السواء. وهذه السنن والقوانين لا بد من استيعابها، والسير على هداها لمن أراد النهوض والريادة الحضارية. أما الذين لا يحترمونها ولا يستوعبون عبرها ومراميها؛ فإن حركتهم تكون حركة مضطربة لا يحكمها ضابط ولا هدف؛ مما يؤدي إلى مصادمة السنن الهادية إلى البناء والدخول في فترة الخمول. و"من عادة التاريخ ألا يلتفت للأمم التي تغط في نومها، وإنما يتركها لأحلامها التي تطربها حينا، وتزعجها حينا آخر؛ تطربها إذ ترى في نومها أبطالها الخالدين وقد أدوا رسالتهم، وتزعجها حينما تدخل صاغرة في سلطة جبار عنيد"

ولكي يخرج المسلمون مما هم عليه الآن من سبات حضاري وخذلان لا بد أن يستوعبوا سنن الله الثابتة في الكون التي يخضع لها الأفراد والجماعات؛ لأنهم بهذا الاستيعاب فقط يمكن أن تكون حركتهم في التاريخ حركة ثابتة وهادفة بدل أن تبقى كما هي عليه الآن حركة عشوائية تحكمها الصدف، وتوجهها الأهواء الفردية والنزوات الشخصية. "فإذا ما حددنا مكاننا من دورة التاريخ، سهل علينا أن نعرف عوامل النهضة أو السقوط في حياتنا، ولعل أعظم زيفنا وتنكبنا عن طريق التاريخ أننا نجهل النقطة التي منها نبدأ تاريخنا، ولعل أكبر أخطاء القادة أنهم يسقطون من حسابهم هذه الملاحظة الاجتماعية، ومن هنا تبدأ الكارثة، ويخرج قطارنا عن طريقه؛ حيث يسير خبط عشواء"

ويرى مالك بن نبي في هذا الصدد أن كل الحضارات الإنسانية خضعت لنفس هذا القانون الدوري المتحكم الذي تخضع له الحضارة الإسلامية بدورها.

وختاما لا بد من الإشارة إلى جملة من الملاحظات التي تتعلق بفكر مالك بن نبي.

أولا: على الرغم من اهتمام مالك بن نبي بقضايا الحضارة ومشكلاتها فإن ذلك لم يجعله ينحو بتحليلاته منحى التجريد والنظر البعيدين عن هموم الأمة الإسلامية وقضاياها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية؛ بل ظل على الدوام ملتصقا بواقع الأمة، وراصدا لمختلف التحولات التي تطرأ عليها.

ثانيا: تتبُّع مالك بن نبي لواقع الأمة الإسلامية ورصده لمختلف ظواهره لم يجعل فكره يتيه في طلب حلول جزئية أو ترقيعية لمعالجة هذا الواقع؛ بل نفذ ببصيرته ليكشف الخيوط الرابطة لتلك الظواهر، وليضع الحلول المناسبة لمشكلات الأمة، على شكل معادلات رياضية وقوانين دقيقة.

ثالثا: إن أهمية فكر مالك بن نبي وسمو اجتهاداته لم تقابلها بعض الدراسات والبحوث القادرة على النفاذ إلى مقاصدها، وهذا ما يدعو إلى ضرورة بذل المزيد من العناية بهذا الفكر، وذلك بالآتي:

1- إعادة نشر كثير من مؤلفاته والتعريف بها ومدارستها بعمق.

2- وضع مفاتح منهجية لتتبع اجتهادات هذا المفكر في مختلف المجالات، وتعميق النظر في "المفردات" و"المفاهيم" و"المعادلات" و"القوانين" التي أبدعها بقصد استيعابها والبناء عليها، وتوظيفها لتحليل وتوليد الحلول المناسبة لكثير من المشكلات الحضارية المستجدة في واقع الأمة.

من مؤلفاته:
1- الظاهرة القرآنية - الجزائر 1946-
2- رواية لبيك -الجزائر 1947-
3- شروط النهضة -الجزائر 1948 -
4- وجهة العالم الإسلامي -باريس 1954 -
5- فكرة الآفروآسوية- 1956-
6- النجدة … الشعب الجزائري يباد SOS Algérie -القاهرة 1957
7- مشكلة الثقافة -1959-
8- الاستعمار يلجأ الى الإغتيال بوسائل العلم- القاهرة 1960-
9- فكرة كمنويلث اسلامي -القاهرة عام 1960
10- حديث في البناء الجديد -1960بيروت-
11- الصراع الفكري في البلاد المستعمرة -1960- La lutte idéologique dans les pays colonisés
وهو أول كتاب لمالك بن نبي بالعربية بخلاف معظم كتبه التي ألَّفها بالفرنسية.
12- تأملات في المجتمع العربي -القاهرة 1961-
13- في مهب المعركة -القاهرة 1961-
-ميلاد مجتمع -1962-
14- آفاق جزائرية،perspectives algériennes ترجمة الطيب الشريف -1964-
15- مذكرات شاهد للقرن ج1 الطفل-1965-
16- إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث -القاهرة 1969-
L’œuvre des orientalistes et son influence sur la pensée musulmane moderne
17- مذكرات شاهد القرن ج2 الطالب- 1970-
18- مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي -
1972-من أهم ماكتب بالعربية في القرن العشرين
19- القضايا الكبرى

نشر له بعد وفاته:
1- دور المسلم ورسالته في القرن العشرين -1977-
2- المسلم في عالم الاقتصاد -1978-
3- بين الرشاد والتيه-1978 -


وله كتب وآثار فكرية لم تطبع،مثل:
1- قذارة أو تعفن "باللغة الفرنسية" Pourriture يصف ما عاشه بين 1939-1954
2- التاريخ الحرج للثورة الجزائرية يسرد انزلاقات في مسار الثورة

3- الكتاب والوسط البشري بالفرنسية Le livre et milieu humain
4- دولة مجتمع إسلامي
5- العلاقات الاجتماعية وأثر الدين فيها
6- مجالس دمشق -مجموعة محاضرات باللغة العربية Majalis Dimashq
7- من أجل التغيير
وغيرها كثير جدا

مات مالك بن نبي رحمه الله ، لكن أفكاره ما زالت حية تهيب بالأمة أن تتلقفها لتنهض بها من كبوتها المزمنة، وتدخل من جديد في مضمار الحضارة.

وفيما يلي بعض مؤلفات المفكر المعاصر مالك بن نبي
titre.jpg


50e66213.jpg


1_050.jpg


3836ah7.jpg


tKa60885.jpg


5.jpg


QoS64482.jpg


ZZ647981.jpg


56A59327.jpg


______.pdf


pgZ31867.jpg



kf943244.jpg


lp233004.jpg


__-___.pdf


______.pdf


___-____.pdf


ouarsenis-b2c4b4d50a.jpg


dca9909031802342.gif

منقول بتصرف لتعميم الفائدة
dca9909031802342.gif

ونلتقي لنرتقي مع علم من أعلام الجزائر الأجلاء في الحلقة الخامسة عشرة إن شاء الله تعالى.
فانتظــــــــــرونا
dca9909031802342.gif

00xf052lKJL.gif

dca9909031802342.gif






 
bentelnil.c0m%20%28195%29.gif

dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif



الحلقة الخامسة عشرة
dca9909031802342.gif

الشيخ العلامة الفضيل الورتلاني المصلح العالمي 1906 ـ 1959م
dca9909031802342.gif

أحد فرسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
dca9909031802342.gif


(1323 – 1378هـ = 1806 – 1959م)

مولده ونشأته :
al-fodeel-wrtlany.gif
هو إبراهيم بن مصطفى الجزائري المسمى الفضيل الورتلاني ولد في 6/2/1906م في بلدة (بني ورتلان) في الشرق الجزائري وينتمي إلى أسرة عريقة، فجده الشيخ الحسين الورتلاني من العلماء والمعروفين. وقد حفظ الفضيل الورتلاني القرآن الكريم وهو صغير كما درس علوم اللغة العربية والدين على علماء بلده، واستكمل دراسته في مدينة (قسنطينة) على يد العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست سنة 1931م. وقد أبتعث الورتلاني إلى فرنسا كمندوب للجمعية حيث أقام في باريس من سنة 1936م إلى سنة 1938م يبث الروح العظيمة في العمال والطلبة الجزائريين بفرنسا. حيث أنشأ النوادي لتعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي ومحاربة الرذيلة في أوساط المسلمين المقيمين بفرنسا واستطاع خلال عامين أن يفتح الكثير من النوادي الثقافية في باريس وضواحيها والمدن الفرنسية الأخرى حيث كانت تلك النوادي تحتوي على قاعة للصلاة ومدرسة لتعليم الدين الإسلامي وتدريس اللغة العربية.


كان القرن العشرون من أغنى فترات تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث اجتمع فيه عدد هائل من جهابذة العلماء والدعاة والمصلحين، وكان للجزائر حظها الوافر من هؤلاء، من أمثال شيخ المصلحين والعلماء الجزائريين الشيخ عبد الحميد ابن باديس الذي أكرمه الله بأن جمع حوله جمع غفير من العلماء والمصلحين تحت راية جمعية العلماء المسلمين التي كان لها صداها في أكثر الأقطار الإسلامية، وساهمت هي بدورها في تخريج جيل استطاع أن يحفظ للجزائر إسلامها وعروبتها وسيادتها بعد أن نجح في إذلال المستعمر وإخراجه من الوطن صاغرا يجمع أشتات أمنياته التي تلاشت تحت زئير أولئك الأسود.

وكان من بين من تخرجوا من محضن الإمام ابن باديس رجل جاء يبتغي إلى جانب التعلم والتفقه دورا رياديا في الإصلاح والدعوة ويرغب في أن يكون فاعلا في مجرى حياة بلاده، وهو الشيخ العالم الثائر الفضيل الورتلاني الذي يصف حاله الأستاذ علي مرحوم عند أول معرفة به في مدرسة بن باديس فيقول: " لاحظت منذ أول لحظة عرفته فيها، أنه يتحلى بروح قوية، ويمتاز بحيوية دافقة، ونشاط ذاتي، وحماس متزايد. وكان يسعى دوما لربط صلاته بطلاب الشيخ "بن باديس" الواردين من مختلف مناطق الجزائر..ويتمثل لنا يومئذ كأنه الأخ الأكبر لأولئك الطلاب. يريد أن يخرجهم من حالة الخمول التي جاءوا بها.. وأن يبعث فيهم الحيوية والنشاط والثقة بالنفس، قبل أن يتاح لهم ذلك عن طريق دروس شيخهم.. ولهذا كان يشرف على تنظيم ندوات خطابية للطلبة، ليلة يوم العطلة الأسبوعية.. يتبارى فيها هؤلاء بتقديم ما أعدوه نثراً أو شعراً، كتابة أو ارتجالاً".(1)



لقد كان أكبر من أن يرتهن داخل حلقات العلم وزوايا العبادة أو بين صفحات الكتب، بل كان ينشد أكبر من ذلك وكأنه يعلم أنه لم يوجد لذلك فقط بل وجد لمهام أخرى وأدوار تصل هامته إلى عظمتها، وهذا الذي لمحه الشيخ بن باديس في تلميذه الفضيل مما جعله يرشحه لتلك المهام والأدوار دون غيره رغم حداثة المعرفة والصحبة والسن الذي لم يتجاوز يومها الخامسة والعشرين، " ففي5 مايو 1931م تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي ضمت كثيراًً من المصلحين وعلماء الجزائر وانتخب الشيخ عبدالحميد بن باديس رئيساً لها. ولما كثرت مشاغله عيَّن الفضيل الورتلاني مساعداً له في التدريس ورفيقاً له في رحلاته وكاتباً في مجلة الشهاب الناطقة باسم جمعية العلماء الجزائريين، وعندما أرادت الجمعية أن تمدد نشاطها الدعوي والإصلاحي إلى قلب فرنسا حيث يوجد الآلاف من العمال الجزائريين، اختار الشيخ عبدالحميد بن باديس تلميذه وصديقه الفضيل الورتلاني لأداء هذه المهمة الشاقة".

نشاط الفضيل الورتلاني في فرنسا 1936 ـ 1938
وصل الفضيل الورتلاني إلى باريس في 22 يوليو 1936 كمبعوث خاص لجمعية العلماء المسلمين في فرنسا، وقد اعتبر بعض مناصري الحركة الإصلاحية الذين كانوا في فرنسا هذا القرار خطأ في حقهم إذ كان من الصواب أن تختار جمعية العلماء واحداً له خبرة بالمجتمع الفرنسي وإحاطة بثقافته وموازين القوى فيه وقدرة على إقناع المغتربين الجزائريين بلغة يفقهونها وعقلية يعرفونها، وكل هذه المعايير لا تتوافر إلا فيمن عاش في الوسط الأوروبي واحتك به. وقد لخص مالك بن نبي هذا الشعور الأليم الذي أحس به هو ومن كان معه في هذه العبارات: "و كنت في الحقيقة على الرغم من مودتي للشيخ الورتلاني ـ رحمه الله ـ أشعر أن تعيينه عن جمعية العلماء بباريس كان انتقاصاً من موقفنا أمام السلطات الاستعمارية، التي طالما وقفنا منها بوصفنا مناضلي الفكرة الإصلاحية"(2).


والحقيقة أن جمعية العلماء لم تقصد في البداية إلا نشر الدين وتعليم العربية دون غرض سياسي في حين أن النخبة العربية المغتربة متأثرة كثيراًً بالصراع الفكري والأيديولوجي السائد بقوة في فرنسا في فترة التلاثينيات. وقد بينت الأحداث حسن اختيار ابن باديس لتلميذه الذي أدرك ـ بسرعة ـ طبيعة المجتمع الجديد والميكانيزمات التي تتحكم فيه. وفي الأخير لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة كانت لاشك حاسمة في تفويض العالم الشاب الفضيل الورتلاني وهي أنه كان يجيد اللغة الفرنسية والعربية وخاصة القبائلية (البربرية) التي يتحدث بها أغلب المغتربين الجزائريين المنحدرين في أكثرهم من منطقة القبائل، وهذا ما لمح له الورتلاني نفسه في رسالة إلى أحد أصدقائه العاملين في الحركة الإصلاحية داخل القطر الجزائري.



أسس الفضيل الورتلاني نوادي التهذيب لتعليم اللغة العربية ونشر مبادئ الإسلام ومحاربة الرذيلة في صفوف المسلمين المقيمين في فرنسا. واستطاع في عامين أن يفتح عشرات النوادي في باريس وضواحيها وأخرى في المدن الكبرى وعين على رأس كل نادٍ عالم جزائري : سعيد صالحي، محمد صالح بن عتيق، محمد الزاهي، سعيد البيباني والهادي السنوسي في باريس، حمزة بو كوشة في ليون، فرحات الدراجي في مرسيليا، ومحمد واعلي في سان تتيان. واستطاع أن يعبئ لتنشيط هذه النوادي كبار العلماء والمفكرين من أمثال: الشيخ محمد عبدالله دراز، الشيخ عبدالرحمن تاج، ومحمد المبارك، وسامي حقي، وعمر بهاء الدين الأميري وبعض المثقفين الفرنسيين الذين أسلموا مثل محمد علي ومحمد المهدي.(3)



غادر الفضيل الورتلاني فرنسا سراً في نهاية عام 1938م عندما وصل إلى علمه عزم المنظمة العنصرية والإرهابية اليد الحمراء على اغتياله. دخل إلى إيطاليا بمساعدة الأمير شكيب أرسلان الذي وفر له جواز سفر مزور ومنها انتقل إلى مصر.

هجرته إلى مصر وانضمامه إلى حركة الإخوان المسلمين

al-fadeel-wrtlany.gif




وصل الفضيل الورتلاني إلى مصر في عام 1939م، وقبل ربع قرن زار أستاذه ابن باديس مصر عند عودته من الحج ولقي بعض علمائها كالشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية آنذاك، والشيخ أبي الفضل الجيزاوي الذي أصبح فيما بعد شيخاً للأزهر. وقد سبقت الورتلاني ـ إلى مصر ـ السمعة العالية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي اعترف بجهادها كثير من علماء الشرق ودعاة الإصلاح . يقول طالب جزائري مقيم بالقاهرة : "إني أينما ذهبت وذكرت اسم الشيخ عبد الحميد بن باديس كانت الثغور تبتسم، والوجوه تنشرح، والآذان تصغي، والأمور تقضى، وهكذا سهل عليَّ اسم الأستاذ الرئيس كل صعب"(4).

ويعود الفضل في انتشار اسم جمعية العلماء في مصر إلى الطلبة الجزائريين المبعوثين للدراسة في القاهرة وأساتذة الأزهر ذوي الأصول الجزائرية.



كان حسن البنا ـ مؤسس حركة الإخوان المسلمين ـ شديد الإعجاب بالشيخ عبدالحميد بن باديس وجهاده الإصلاحي، فلما أسس مجلة فكرية في القاهرة سماها الشهاب تيمناً بمجلة الشهاب الجزائرية وتقديراً لها. وقد سهلت هذه الصلة الروحية بين الحركتين الإصلاحيتين اتصال الفضيل الورتلاني بجماعة الإخوان المسلمين والانضمام إليها. وأصبح عضواً بارزاً بها وخلف مرتين الشيخ حسن البنا في "حديث الثلاثاء" حين كان المرشد العام غائباً عن القاهرة.



وفي مصر شارك في تأسيس عدة جمعيات خيرية وسياسية كاللجنة العليا للدفاع عن الجزائر وجمعية الجالية الجزائرية في عام 1942م وجبهة الدفاع عن شمال إفريقيا في سنة 1944م، وكانت هذه المنظمة الأخيرة أكثر شهرة وتضم شخصيات مرموقة كالشيخ محمد الخضر حسين، وحفيد الأمير عبدالقادر الأمير مختار الجزائري، والأمير عبدالكريم الخطابي المغربي. وكان الفضيل الورتلاني أميناً عاماً للجبهة. واستهدفت هذه المنظمة تحقيق استقلال بلدان المغرب العربي من الاستعمار الفرنسي، والانضمام إلى جامعة الدول العربية.



في 8 مايو1945، ارتكب الاستعمار الفرنسي مجزرة رهيبة في الشرق الجزائري بلغت ضحاياها الآلاف من الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات طالبين الحرية التي وعد بها الحلفاء للشعوب التي وقفت في صفهم ضد ألمانيا وأتباعها خلال الحرب العالمية الثانية. انزعج الورتلاني كثيراً من هذه الجريمة الإنسانية فكتب مجموعة من الرسائل المفتوحة إلى السفير الفرنسي بالقاهرة ونشرت في الصحف العربية وأرسل أيضاً عدة برقيات إلى المنظمات الدولية ليندد بهذه المجزرة الوحشية.
يتبع...

 
تاااااااااااابع.........

dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif


الحلقة الخامسة عشرة
dca9909031802342.gif

الشيخ العلامة الفضيل الورتلاني المصلح العالمي 1906 ـ 1959م
dca9909031802342.gif

أحد فرسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
dca9909031802342.gif


دوره في ثورة اليمن 1948م
قام الفضيل الورتلاني بدور بارز في تنظيم وتنظير ثورة الأحرار في اليمن التي قامت في فبراير 1948 ضد الإمام يحيى حميد الدين، وقد أشار بعض من الباحثين إلى هذا الدور مثل مصطفى الشكعة في "مغامرات مصري في مجاهل اليمن" وحميد شمرة في "مصرع الابتسامة"، وأحمد الشامي في كتابه "رياح التغيير في اليمن" وتجاهله كثير من المؤرخين الأوروبيين المختصين في الشؤون العربية والإسلامية. يقول أحمد الشامي أحد المشاركين في هذه الثورة: "إن العالم المجاهد الجزائري السيد الفضيل الورتلاني هو الذي غير مجرى تاريخ اليمن في القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي)، وأنه حين وضع قدمه على أرض اليمن كأنما وضعها على "زر" دولاب تاريخها، فدار بها دورة جديدة في اتجاه جديد، لأن ثورة الدستور سنة 1367هـ 1948م هي من صنع الورتلاني"(5).



سافرالفضيل الورتلاني للمرة الأولى إلى اليمن في بداية عام 1947، وفي جولاته عبر القطراليمني، التقى العلماء والوجهاء والشباب وألقى خطباً في المساجد والأماكن العامة وتمكن من إقناع اليمنيين على وحدة الصف وضرورة التغيير والخروج من الجهل والتخلف، وبعد شهرين رجع إلى مصر حيث توجد النخبة والمعارضة اليمنية لتحضير دستور جديد أو ما سمي بالميثاق المقدس. وعاد مرة ثانية لعرض الميثاق على العلماء والسياسيين لسبر آرائهم والاستماع لاقتراحاتهم. وقد تم الوصول إلى الصيغة النهائية للميثاق المقدس في نوفمبر 1947م، وكان الاتفاق بين كل هذه الأطراف ينص على تغيير الأوضاع السياسية في اليمن بطريقة سلمية وتنصيب عبدالله الوزير حاكماً دستورياً على البلاد خلفاً للإمام يحيى حميد الدين.



عارض الإمام أحمد يحيى حميد الدين الحكومة الدستورية في صنعاء، واتهمها باغتيال والده وإهانة إخوته. وجمع القبائل الموالية له وحاربها. وسقط النظام الدستوري في 13 مارس 1948م وتولى الإمام أحمد عرش اليمن(6).



بعد فشل ثورة الدستور حكم بالإعدام على الورتلاني الذي اتهم بالمشاركة في قتل الإمام يحيى والمساهمة في الانقلاب. فأصبح مطلوباً للإعدام فقضى خمس سنوات متشرداً في العالم ومتستراً، وكان عليه أن يغير ملامح وجهه وطريقة لباسه في كل مرة حتى لا يكشف أمره وقد استطعنا أن نتحقق من هذا بفضل الصور التي تظهره في زي عالم أزهري وهيئة شيخ قبيلة خليجية وشكل ممثل أمريكي.. زار سراً خلال هذه الفترة جل الدول الأوروبية الغربية، والتقى رئيس جمعية العلماء الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ونائبه الشيخ محمد العربي التبسي في سويسرا. وفي الأخير قبل رئيس وزراء لبنان رياض الصلح استقرار الفضيل الورتلاني في بيروت شرط أن يكون ذلك سراً.

مساندته لثورة 23 يوليو 1952 المصرية
عاد الفضيل الورتلاني إلى مصر بعد خمس سنوات من الغربة. وقد شجعته على هذه العودة الظروف السياسية الجديدة القائمة في مصر بعد نجاح الضباط الأحرار وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب في الإطاحة بنظام الملك فاروق. رحب به العلماء والسياسيون وخصصت له مجلة الدعوة الإخوانية حواراً شاملاً نشرته في عددها السابع والثمانين. واتصل مباشرة بقادة النظام الجديد ووضع نفسه في خدمة الثورة المصرية مقترحاً الاتصال بمعارفه في العالم الإسلامي لتحرير مصر من العزلة الدولية التي كانت تعاني منها في البداية وجمع الأموال من الأثرياء العرب لتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر وتحقيق المشاريع الاجتماعية التي من أجلها قامت ثورة 23 يوليو(7).

1950%20-%20Dr.%20Mohamed%20Salaheddin%20Pasha.jpg

من اليمين إلى اليسار: الشاعر اللبناني محمد علي الحوماني - الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، ولي عهد إمارة الشارقة (الآن ضمن الإمارات العربية المتحدة) – الدكتور محمد صلاح الدين باشا وزير خارجية مصر – أبو الحسن - الشيخ فهمي هاشم ، الوزير المفوض السابق للمملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة العربية السعودية – الحسن نجل محمد علي الطاهر - الوطني الجزائري الفضيل الورتلاني – محمد (حمّادي) بدرة ، وطني تونسي وسفير تونس فيما بعد لدى سوريا ثم إيطاليا والفاتيكان.
في "دار الشورى" بالقاهرة في الخمسينات .
تصوير فوتوسكوب - القاهرة
بعد حملة الاعتقالات التي شملت رموز حركة الإخوان المسلمين في عام 1954، وإعدام ستة من قادتهم غادر الورتلاني القاهرة في عام 1955 متوجهاً من جديد إلى بيروت بعد أن تأكد من تآمر المخابرات المصرية عليه وعلى أستاذه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي. وقد أكد فيما بعد فتحي الديب أحد ضباط المخابرات في كتابه "جمال عبد الناصر والثورة الجزائرية" مدى تبرم النظام المصري من نشاطات الورتلاني وتمسكه بحركة الإخوان المسلمين.

الفضيل الورتلاني والثورة التحريرية الجزائرية 1954 ـ 1959
سافر الفضيل الورتلاني كثيراً في سبيل شرح القضية الجزائرية فزار معظم الدول الإسلامية، والتقى كثيراً من زعماء المسلمين مثل عبد الرحمن عزام أمين عام الجامعة العربية، الشيخ محمد الخضر حسين، الشيخ محمد عبد اللـه دراز، الشيخ مصطفى عبد الرازق، الأمير عبد الكريم الخطابي، المفتي محمد أمين الحسيني، وأحمد سوكارنو رئيس إندونيسيا الذي استقبله رسمياً في قصر الرئاسة في جاكارتا، وفي كل بلد نزل فيه خطب وحاضر في المشكلة الجزائرية مدافعاً عن الشخصية الجزائرية ومطالباً بحق الشعب الجزائري في تسيير شؤون بلاده بنفسه.



في 1 نوفمبر 1954م، انطلقت الثورة الجزائرية لتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي، وقد رحب الفضيل الورتلاني بهذه الثورة التي طالما انتظرها وسعى لقيامها. ونشر مقالاً في 3 نوفمبر أي بعد ثلاثة أيام فقط من اندلاع الثورة التحريرية تحت عنوان: "إلى الثائرين من أبناء الجزائر: اليوم حياة أو موت"، وفي 15 نوفمبر من العام نفسه أصدر مع الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بياناً: "نعيذكم بالله أن تتراجعوا"(8).

وفي 17 فبراير1955م شارك في تأسيس جبهة تحرير الجزائر والتي تضم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وممثلي جبهة التحرير الوطني: أحمد بن بيلا، وحسين آيت أحمد، ومحمد خيضر وبعض ممثلي الأحزاب السياسية الجزائرية كالشاذلي مكي، حسين لحول، عبدالرحمن كيوان وأحمد بيوض. وكان الهدف الأساسي لهذه الجبهة مناصرة ومساندة الثورة الجزائرية.



أصبح ممثلاً لجبهة التحرير الوطني في تركيا في 1956 بعد أن انضمت جمعية العلماء رسمياً إلى الثورة وجبهة التحرير الوطني في أبريل 1956م.



وإضافة إلى ما سبق حضر الفضيل الورتلاني عدة مؤتمرات دولية وكان أكبرها المؤتمر الإسلامي الشعبي الذي عقد في القدس في ديسمبر 1953م وألقى فيه خطاباً مؤثراً. وقد شارك في هذا التجمع كبار العلماء والمصلحين مثل سيد قطب الذي مثّـل جماعة الإخوان المسلمين. اعترافاً بجهاده في سبيل وطنه الجزائر المحتلة ودفاعه عن فلسطين وكفاحه من أجل نهوض شعوب العالم الإسلامي، واختار المؤتمر الإسلامي العالمي ومؤتمر علماء الإسلام الفضيل الورتلاني مندوباً خاصاً يمثلهما عبر رحلاته حول العالم.

وفاته وآثاره
توفي الفضيل الورتلاني في مستشفى أنقرة في 12 مارس 1959م ودفن في العاصمة التركية. وفي نهاية الثمانينيات نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن قريباً من مسقط رأسه.


قامت جمعية العلماء الجزائريين بجمع مقالات الفضيل الورتلاني في كتاب ضخم ونشرته في بيروت في عام 1963 تحت عنوان "الجزائر الثائرة". واحتوى الكتاب أيضاً على شهادات العلماء والسياسيين العرب في الإشادة بذكره والتنويه بجهاده. وقال فيه أحدهم: "لم أقابل في حياتي ـ لا قبله ولا بعده ـ من هو أعرف منه بالقرآن الكريم وعلومه، وتفسير آياته واستكناه أسراره وقدرته المنطقية على الغوص في أعماقها، واستنباطه منها ما يحلل به مشكلات الحياة، دونما تكلف أو تقعر، أو إغراق، وفي منطق سهل بيّن يخلب الألباب، إلى استيعاب للأمهات، ومسائل الفقه، واطلاع على تواريخ الأمم، والملل والنحل، والمذاهب السياسية والاقتصادية إلى حفظ للأخبار"(9).


عاش الفضيل الورتلاني في مقاومة الجهل ومحاربة الظلم داعياً إلى التحرر من سيطرة الاستعمار وكانت رحلاته عبر العالم فرصة لنصرة بلاده المحتلة ومناسبة لدعوة القادة والشعوب العربية للنهضة.

فقد نجحت نوادي التهذيب التي أسسها في فرنسا في استقطاب المسلمين المغتربين إلى دينهم والاعتزاز بحضارتهم حتى أصبحت تثير مخاوف السلطة الفرنسية والأحزاب الوطنية المغاربية ذات التوجه العلماني، وفي المشرق العربي ترك آثاراً حسنة وسمعة مرموقة حتى أطلق عليه العلماء والزعماء العرب لقب "المجاهد" رحمـه الله رحمـة واسعة.

(1): علي مرحوم، مواقف من جهاد الشيخ الفضيل الورتلاني، الثقافة، الجزائر، عدد 34، أوت ـ سبتمبر 1976، ص.49ـ50.
(2): مالك بن نبي، مذكرات شاهد القرن. دمشق، دار الفكر، 1984، ص. 377.
(3): الشهاب، ج5، مج 15، 1938.
(4): عبد الكريم بو الصفصاف. جمعية العلماء المسلمين الجزائرين ودورها في تطور الحركة الوطنية الجزائرية 1931 ـ 1945. قسنطينة، دار البعث، 1984، ص.345.
(5): أحمد بن محمد الشامي. رياح التغيير في اليمن. المطبعة العربية، جدة، ص 190
(6): أحمد الشامي، نفس المرجع، المجتمع عدد 1339، 23 فبراير 1999، عدد 1340، 2 مارس 1999م.
(7): حسن العشماوي. حصاد الأيام أو مذكرات هارب. دار الفتح للطباعة والنشر، بيروت، ط2، 1985، ص 52 ـ 54.
(8): عبدالحفيظ.محمد أمقران الحسني، الفضيل الورتلاني عبر المقاومة الجزائرية إلى ثورة التحرير الوطني، الثقافة، الجزائر، عدد 100، 1988، ص.59
(9): أحمد الشامي، المرجع نفسه، ص 198 .

dca9909031802342.gif

ونلتقي لنرتقي مع علم من أعلام الجزائر الأجلاء
في الحلقة السادسة عشرة إن شاء الله تعالى.
فانتظــــــــــرونا
dca9909031802342.gif

00xf052lKJL.gif

dca9909031802342.gif
 

سأكتفي بقراءة

حلقة العلامة الكبير مولود بلقاسم

لأن حلقات ابن خلدون هذا العصر

و أكبر مفكر جزائري مالك بن نبي

تحتاج الى الكثير من الوقت و التركيز

الا ان انتقل الى حلقات بن نبي .....

تقبل شكري و تحياتي و تقديري على

الجهد الكبير الذي تبذله شكرا لك أخ كمال .
 
شكرا لك أخي محارب الصحراء
وبارك الله فيك.
ربنا يعطيك حسب قلبك.
تحياتي لك.
 
bentelnil.c0m%20%28195%29.gif


dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة السادسة عشرة
dca9909031802342.gif

الفقيه المحدث المقرئ المجود ، العالم الأثري:

إبن العنابي
dca9909031802342.gif


نترجم هنا لعلم من أعلام الفقه و الحديث ، وأحد رجال الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي فهو يعد رائداً ليس في تجديد الفكر الإسلامي فحسب، بل في الفكر العسكري والسياسي نفسه، وهو متقدّم في أكثر من جانب فكري وتجديدي عن معاصريه دعاة النهضة الحديثة من أمثال رفاعة الطهطاوي، فقد تقدمهم في تاريخ التأليف بنحو خمس سنوات، وإن لم يتح له من الشهرة ما أتيح للطهطاوي وغيره لعوامل عديدة مختلفة يخرج ذكرها عن نطاق هذه الكلمة للتعريف بهذا العالم الجليل، وبأعماله الرائدة الجادة التي لم تشوبها تأثيرات الأعداء على حساب النهج الإسلامي الصحيح – كغيره من دعاة التحرر الديني– فكان بحق صاحب النَّفَس الإسلامي العزيز، والاستعلاء الإيماني على الكفرة، والدعوة إلى الجهاد في سبيل الله في ضوء نصوص القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، ورغم ما تعرض له كغيره من أهل السنة المصلحين من مضايقات و إبتلاءات ومكايد من مرتزقة الدين والفتاوى ، الجامدة عقولهم ، المنحرفة عقائدهم ، إلا أنه بقي صامدا لا يلين و لا يتغير ، قويًّا في مواقفه وإنكاره عليهم فجزاه الله خير الجزاء و رحمه الله رحمة واسعة.

كنيته و اسمه وأسرته ومولده:
أبو عبد الله، محمد بن محمود بن محمد بن حسين بن محمد بن عيسى الأزميرلي الجزائري، الحَنَفي، الأَثَري، الشهير بابن العُنّابي نسبة الى مدينة عُنّابة وهي مدينة بأقصى الشرق الجزائري سمّيت بذلك نسبة الى شجرة العُنّاب وهو نبات أحمر حلو لذيذ الطعم على شكل ثمرة النبق بنبت بكثرة في هذه المدينة.
يرجع أصل الأسرة إلى تركيا وبالضبط الى مدينة أزمير ، انتقل بعض اجداده مع بداية الوجود العثماني الى الجزائر ، ثم نزحت اسرته الى مدينة عُنّابة فاستوطنتها مدة طويلة فنسبت اليها ، ثم استوطن جده حسين بن محمد مدينة الجزائر، حيث وُلد مترجمنا سنة 1189هجرية/1775ميلادي-كما ذكر بنفسه.
في هذه الأسرة الجزائرية ذات الأصول التركية العريقة في العلم و الجاه نشأ مترجمنا ، هذه الاسرة كانت تتمتع بمنزلة دينية و اجتماعية معتبرة ، فقد تولى الكثير من أفرادها مناصب دينية و سياسية و فكرية هامة ، وتركوا مؤلفات وآثار علمية وفكرية أثروا بها المكتبة الاسلامية التراثية – لكنها ضاعت مع الأسف الشديد - , فقد تولى جده الأكبر المفسر (حسين بن محمد) الإفتاء الحنفي ولقب بشيخ الإسلام وهو منصب لا يفوقه في الإعتبار سوى الداي رئيس الدولة, كما تولى جده الأدنى (محمد بن حسين) قضاء الحنفية بالجزائر ، أما والده محمود فقد كان من علماء و أعيان الحنفية أشتهر بالعلم و التقوى ، و حظي بالتقدير الكبير من طرف العلماء و الحكام العثمانيين ، و كذلك أشتهر أخوه لأمّه الشيخ مصطفى العنّابي بالعلم و الفقه وقد شاركه في الأخذ عن الكثير من شيوخه و أساتذته ، وهو يعد من فقهاء الحنفية ومحدثيها وقد تولى قضاء الحنفية في الجزائر.

طلبه العلم و شيوخه:
من أوائل الذين تلقى عنهم مترجمنا العلم هو والده محمود (ت1236هـ ) الذي تعلم على يديه مبادئ العربية ، وقرأ وحفظ على يديه القرآن الكريم ، كما تلقى عنه الفقه الحنفي، ومختلِفَ العلوم الدينية و الدنيوية المتداولة في عصره ، وقد تلقى عنه أيضاً صحيحَ البخاري قراءة وسماعاً لجميعه، وأجازه.

وقد أدرك المترجم جدّه محمداً (ت1203هـ )الذي قرأ عليه القرآن الكريم وأخذ عنه تفسير والده حسين شيخ الاسلام (ت1150هـ)، و بعض الفقه الحنفي ، و الحديث الشريف حيث سمع عليه قطعة من صحيح البخاري، وحصل على إجازته.




- ومن شيوخه أيضا : مفتي المالكية علي بن عبد القادر بن الأمين (ت 1235 هـ ): " الشيخ أبو الحسن علي بن عبد القادر بن الأمين، العالم العلامة درس بالأزهر الشريف و أخذ عن علمائه وشيوخه، مفتي المالكية بالجزائر المحمية ، المؤلف المشارك ، المتفنن الفاضل" درس عليه مترجمنا و أخذ عنه الفقه المالكي و الحديث الشريف " ... فقرأ عليه صحيح البخاري سماعا لبعضه وأجازة بسائر مروياته عن شيخه أبي الحسن علي بن العربي السقاط المغربي عن شيخه محمد بن عبد الرحمن الفاسي صاحب " المنح البادية في الاسانيد العالية" ، كما أجازه في الكتب الستة و موطأ الأمام مالك ، و كتب القاضي عياض وتلقى عنه بعض المسلسلات.

- ومن شيوخه أيضا حمودة بن محمد المقايسي الجزائري ( ت 1245 هـ ): " المقايسي نسبته إلى صناعة الأساور المعروفة في الجزائر بـ« المْقَايَسْ ، جمع ومفردها مَقْيَاسْ باللهجة الجزائرية »، وقد درس على علماء الجزائر ثم اتجه الى مصر حيث انتسب الى الأزهر الشريف وتتلمذ على علمائه وشيوخه ، وأجازوه بمروياتهم وكتبهم ومنهم مرتضي الزبيدي و محمد الأمير الصغير و حسن العطار و محمد الدسوقي و حجازي بن عبد المطلب العدوي ، كما أذنوا له بالتدريس هناك ، ثم انتقل الى تونس إلا ان مقامه لم يطل بها ، فعاد الى بلاده الجزائر واشتغل بالتدريس و نشر العلم و المعرفة ، وكان يعيش من صناعة المقايس التي كانت مصدر رزقه، و قد مات فقيرا في الجزائر سنة 1245 هـ ، و قد حلاه مرتضي الزبيدي في إجازته ب : " الشيخ الصالح الوجيه الورع الفاضل المفيد السيد الجليل و الماجد النبيل " و قد جمع المقايسي أسانيده في ثبت خاص يرويه عنه تلميذه ابن العنابي.

- الإمام أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري(ت 1263هـ): " الإمام العارف المحدث المسند ،الماهر الرحال الجوال أبو عبد الله محمد صالح الرضوي نسبا السمرقندي أصلا ومولدا البخاري طلبا للعلم وشهرة ، هذا الشيخ أصله من سمرقند وبه ولد ودخل بخارى والهند واليمن والحجاز وتونس والجزائر ومصر والمغرب الأقصى وأخذ عنه ورزق سعدا في التلاميذ وإقبالا عظيما أخذ عنه بحيث عنه في كل بلد ومصر أعيانه وكباره ، ثم سكن المدينة المنورة [فهرس الفهارس: 1 / 432]
أجاز ابن العنابي بالصحيحين و الكتب الستة والموطأ وفقه الحنفية وبعض المسلسلات ودلائل الخيرات.

كما أجازه في القراءات العالم احمد بن الكاهية الحنفي ، و غيرهم من العلماء و الأساتذة في الجزائر ومصر وتونس و الحجاز.

إلى جانب العلوم الشرعية الدينية التي تلقاها ودرسها على العلماء الذين ذكرنا بعضهم ، عرف عن ابن العنابي حبه وشغفه بالمطالعة و القراءة ، فكان يطالع في مكتبة الأسرة و يشتري ما يصل الى الجزائر من كتب ونشريات ، فطالع كتب التوحيد و التاريخ و الأدب و السياسة ، مما أكسبه ثقافة واسعة جعلته بتفتح يوعي على مشاكل العصر ويدرس بتبصر الاضطرابات السياسية و الأجتماعية و يواكب التحولات الكبرى التي عرفتها المجتمعات و الدول الاسلامية و الاوروبية ، و يتفاعل معها.

وظائفه وأعماله:
أول وظيفة يتولاها مترجمنا كانت منصب القضاء الحنفي سنة 1208 هـ وهو من المناصب الخطيرة والهامة التي تتطلب من صاحبه سعة العلم و الإطلاع ، ولاه أياه الداي أحمد باشا بالإضافة إلى مهمة ثانية و هي الكتابة إلى باي تونس، إلا أنه أستقال من هذه الوظيفة سنة 1210 هـ في عهد الداي حسين باشا الذي تدخل في وظيفة القضاء و أراد أن يلزمه بأمر مخالف للشرع وهذا يدل على التزام مترجمنا بالشرع وقوة إيمانه و تقواه وورعه ، وصلابته وقوته في الحق وأنه لا يخاف من السلطان و لا تأخذه في الله لومة لائم ، ثم يعود في عهد عمر باشا الى وظيفته في القضاء الحنفي ، كما يكلفه الباشا بسفارة الى سلطان المغرب الأقصى و التي نجح فيها نجاحا باهرا نال بها حضوة كبيرة عند الباشا ، كما وجهه الداي سفيرا في مهمة الى الأستانة بعد المواجهة بين الأسطول البحري الجزائري والأسطول الإنكليزي سنة 1816م والتي شهدت خسارة بعض قطع الأسطول الجزائري ليشرح له أسباب هذه النكبة ويطلب منه العون.

وبذلك يتضح أن ابن العنابي لم يكن مجرد عالم بالفقه و ما إليه من علوم الدين, بل كان أيضا دبلوماسيا ناجحاً و خبيراً بشؤون الدول.

وفي سنة 1213هـ يتوفي مفتي الجزائر فيعين ابن العنابي في وظيفة المفتي الحنفي للجزائر المحروسة ، كما تولى أيضا نقابة الأشراف، وبقي في هذه الوظيفة حتى سنة 1236هـ، وهي السنة التي توجه فيها لأداء فريضة الحج رفقة والده الذي توفي في طريق العودة ، وبعد ادائه لفريضة الحج و في طريق العودة استقر المترجم في الإسكندرية، ثم توجّه للقاهرة، وبقي يدرّس ويفيد في الأزهر نحو تسع سنوات، وأخذ عنه عدد من العلماء، منهم العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، والشيخ إبراهيم السقا.

وفي أواخر سنة 1244 هـ أرسل له حسين باشا والي الجزائر سفينة خاصة يطلبه للمجيء، فذهب إليه، وفي طريقه مرَّ بتونس، وأخذ عنه بعض علمائها، ووصل إلى الجزائر أوائل سنة 1245هـ، وفيها قدّمه الوالي، وقلّده الإفتاء من جديد.

الإحتلال الفرنسي للجزائر و الجهاد:
في 25 ماي 1830م أنطلقت الحملة الفرنسية الصليبية من ميناء طولون تجاه الشواطئ الجزائرية التي وصلتها يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الإنزال مباشرة في اليوم الموالي، وقد واجهتها جيوش الداي حسين بقيادة صهره إبراهيم باشا الذي لم يكن يملك لا الخبرة العسكرية و لا الحنكة القيادية ، فانهزمت جيوشه وفر مع بعض مقربيه الى ضواحي التيطري ، وكانت لعملية فرار ابراهيم باشا قائد الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب واقناع الناس بالجهاد دفاعا عن الاسلام و البلاد وقيادة المقاومة لعرقلة تقدم الغزاة الفرنسيين ، فقبل بالمهمة وتقدم الصفوف ، لكن الأمر كان قد قضي من قبل ، وحسم الموقف لصالح الفرنسيين ، فاضطر الداي الى توقيع معاهدة الاستسلام ، و قد طلبت السلطات الفرنسية من المفتي ابن العنابي التعاون معها فرفض ، بل تزعم حركة المعارضة لنزع الممتلكات الاسلامية و تحويلها الى ثكنات و مستشفيات وراسل زعماء القبائل يحثهم على الثورة و المقاومة و الجهاد ضد الكفار وقد تفطنت له السلطات الاستعمارية ، فتم توقيفه وسجنه بأمر من الجنرال الفرنسي (كلوزيل closel) بدعوى تدبير مؤامرة ضد الفرنسيين و إعادة الحكم الإسلامي للجزائر ، و تعرّضت أسرته للاضطهاد و الاهانة ، ثم قرر كلوزيل نفيه من الجزائر في مهلة ضيقة، ولم يحصل له صديقه حمدان بن عثمان خوجة على مهلة عشرين يوما من أجل بيع أملاكه و تصفية ديونه إلا بصعوبة كبيرة، ثم ترك وطنه لآخر مرة سنة (1247هـ/ 1831م) و انتهى إلى مصر، فأقام بالإسكندرية مرة ثانية.

في مصر مرة آخرى:
عاد مترجمنا إلى مصر ليستقر بمدينة الإسكندرية والتي سبق له الاقامة بها من قبل لمدة تسع سنوات (1235- 1244هـ/ 1820- 1829م) ، وقد سمع به والي مصر محمد علي باشا وكان قد أطلع على كتابه " نظم الجنود " فرحّب به ، وخصّه باهتمام لكفاءته العلمية وجديته، وروحه الإسلامية، وإخلاصه في رأيه وعمله، فأسند إليه وظيفة الإفتاء الحنفي في الاسكندرية بعد وفاة مفتيها الشيخ خليل السعران ، مع ممارسته التدريس في الأزهر الشريف حيث التفّ حوله كوكبة من الطلبة والمثقفين المصريين والتونسيين، وسواهم، مستفيدين من عمله وفقهه ورأيه، فأخذ عنه علماء من أهل الإسكندرية ومن خارجها، مثل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ الذي زاره سنة 1247 هـ ، وكذا محمد القاوقجي و محمد بيرم التونسي و محمد بن علي الطحاوي المصري الذين أجازهم .

كما تتلمذ على يديه الشيوخ و العلماء محمد البنّا وابراهيم السقا و عبد القادر الرافعي و غيرهم.

وقد أشتهر عن المؤلف عنايته بقراءة القرآن الكريم وتجويده و كذلك الاهتمام و الشغف بالحديث الشريف رواية ودراية، فكان يقرأ الصحيحين فقد سمعهما عنه الكثير من تلاميذه ، كما اقرأ أطراف الكتب الستة ، وهذا شئ نادر في عصر قل فيه الإهتمام بكتب الحديث الشريف وكثر الدجل و الشعوذة و سيطرت الافكار الجامدة ، ولذلك وصف بالعالم الأثري ، و ممن أطلق عليه هذه الصفة (( الأثري )) الشيخان عبد الرحمن بن حسن آل شيخ وإبراهيم السقّا ، ولهما الحق في ذلك حيث انه أهتم بالتأليف و التقييد في الحديث الشريف يدل على ذلك انتخابه كتاباً من أحاديث صحيح ابن حبان، وآخر من زوائد سنن البيهقي، وهي كتب متخصّصة قلّ من اعتنى بها في وقته، وله كتاب آخر انتقى فيه من الصحاح و الكتب الستة ، وهذه جهود نادرة في وقت كان فيه علم الحديث غريباً، ثم إن كتابه " السعي المحمود في نظام الجنود " جلُّه استدلال بالقرآن الكريم و الحديث الشريف.

وقد جمع اخي الأستاذ محمد زياد بن عمر التكلة - حفظه الله - أسماء بعض العلماء و المشائخ الآخذين عنه انقلهم هنا للفائدة :
" روى عنه عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، وابنه عبد اللطيف، ومحمد بن خليل القاوقجي، ومحمد بيرم الرابع، وإبراهيم السقا، وأحمد بن حسن الرشيدي، وأحمد بن يوسف بن يوسف القنياتي، ومحمد بن محمد مطر العفيفي الشافعي، وعبد الرحمن بن عثمان الدمياطي الغمراوي، وإبراهيم بن حسن الأسعردي، ومحمد بن علي الطحاوي، وعبد القادر الرافعي الطرابلسي، وممن أخذ عنه: أحمد التميمي الخليلي مفتي القاهرة المحروسة، ومحمد البنا مفتي الإسكندرية، وعلي البقلي، وخليل الرشيدي، ومحمد الكتبي، ومحمد الملّاح الإسكندري".

و قد منح مترجمنا إجازته لأهل عصره مقلدا بذلك أستاذه ابن الأمين في منح الإجازة لأهل العصر، كما نص في إجازته لمحمد بيرم الرابع.

بقي المترجم في الإفتاء الحنفي حتى سنة 1266 هـ حين عزله عباس باشا حفيد محمد علي باشا بسعي بعض مشايخ السوء الذين وجهوا انتقادات عديدة لابن العنابي، منها اتهامه بتقليد الكفار وبأنه زنديق خارجي وهي من التهم التي الصقت بأمثالُه من المصلحينَ الداعين للسنّة و المنكرين المحاربين للمتسترين بالدين و المرتزقين من الفتاوى ، فهمش و أهين فما كان منه إلا أن اعتزل الناس في بيته ، لا يستقبل إلا بعض المقربين منه وتلامذته ، كأبناء بلده الجزائريين العلماء الذين هربوا من بطش الاستعمار الفرنسي محمد الأرناؤوط الفقيه الحنفي و مصطفى الكبابطي ، لدراسة مسائل علمية أو لفتوى دينية حتى وفاته رحمه الله.

وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في ربيع الآخِر سنة 1267هـ / 1851م ، عن ثمان وسبعين سنة في مدينة الإسكندرية ، وأرَّخ وفاته الشاعر محمد عاقل بقوله: ((اليوم رمس مفتي الإسكندرية)).
وقد بقيت سلالة و ذرية ابن العنابي حتى اليوم بالإسكندرية، وتُعرف بأسرة المفتي الجزائرلي.
يتبع........

 
تااااابع........
dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة السادسة عشرة
dca9909031802342.gif

الفقيه المحدث المقرئ المجود ، العالم الأثري:

إبن العنابي
dca9909031802342.gif


أقوال العلماء وثناؤهم عليه:

- قال عنه إمام عصره العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الذي لقيه بين سنتي 1237 و1241 هـ : '' لقيتُ بمصر مفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري الحنفي الأثري، فوجدتُه حسن العقيدة، طويل الباع في العلوم الشرعية ''.

وقال عنه أيضا: (( لقيت بمصر مفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري الحنفي الأثري، فوجدته حسن العقيدة، طويل الباع في العلوم الشرعية )). (إجازته لابن جلعود، انظر عقد الدرر لابن عيسى 68، وعلماء نجد للبسام 1/189).

وجاء النص عنه أطول في إجازته لعبد العزيز بن مرشد، وفيها: (( وجدته حسن العقيدة، لين العريكة، متواضعاً، طويل الباع في العلوم الشرعية)). (نشر الإجازة الأخ البحاثة راشد بن عساكر في جريدة الرياض عدد الجمعة 6/ذي القعدة/1428)

- وقال عبد الحميد بك في تاريخه ( ص190): (( وكان رحمه الله تعالى إماماً فاضلاً، عارفاً بالعبادات والأحكام في المذاهب الأربعة على اختلافها، واختلاف أقوالها، والراجح منها، والضعيف فيها، وعالماً في باقي المنقول والمعقول، والسياسات العمومية والخصوصية الخارجية والداخلية، وله إنشاءات وشعر)).

- ووصفه تلميذه إبراهيم السقا أوائل بلوغ المقصود: بـ(( كشاف الحقائق، ومنبع الرقائق والدقائق، شيخنا المحفوف باللطف الخفي، محمد بن محمود بن محمد الجزائري الأثري )).

- وقال محمد بيرم الرابع: ((إلى حضرة وحيد زمانه، العالم الكبير، والرئيس النحرير، والمقدّم في الفتيا الحنفية بالمشرق بلا نكير، شيخ الإسلام أبي عبد الله سيدي محمد بن محمود العنابي، المفتي الآن بثغر الإسكندرية)).

وقال أيضاً في أبيات يمدح بها شيخه المترجَم:

هُمامٌ له حول السِّماكَين منزل... إمامٌ بتحقيق العلوم خبيرُ
به كُسِيَ الإسلامُ حُلَّةَ مَجْدِهِ ... وأضحى له فخرٌ به وسرورُ
إذا حَوَّم الظمآنُ حولَ عُلومه... يُصادفُه ماءٌ هناك نَميرُ
ولو قيل:مَنْ حازَ العُلوم بأَسْرِها؟... إليه جميعُ العالمين تُشيرُ


وقال أيضاً في تقريظه لشرح شيخه المترجَم على ((الدر المختار)): (( العَلَم النحرير، رضيع لبان العلم والتحرير، مجمع بَحري المعقول والمنقول، كشاف مخدَّرات الفروع والأصول.. العَلَم الأوحد، والطود المُفْرَد)).

- قال عنه محفوظ سماتي: ((العالم الجليل، الأستاذا البارع والأصولي الفذ، القاضي شيخ للإسلام)).

- قال عنه حمدان بن عثمان خوجه في ( المرآة ص 79 ) : ((كان المفتي سيدي محمد العنابي رجلاً نزيهاً فاضلاً)).

- وقال عنه محمد المرسي: ((شيخنا وأستاذنا العالم الرباني)).

- وقال إبراهيم بن صالح بن عيسى في عقد الدرر (99): ((الشيخ العالم العلامة مفتي الجزائر)).

- وقال عبد الستار الدهلوي في فيض الملك الوهاب المتعالي (3/1811): (( العالم الفاضل، صاحب التآليف النافعة ))، ووصفه في موضع آخر (1/131): بالعلّامة.

مؤلفاته وآثاره:
ان ابن العنابي الفقيه المفتي المحدث المسند ، يعتبر من العلماء الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة ، تدل على ذلك تآليفه الكثيرة و ما أحتوته من أفكار ومشاريع اصلاحية ، ومن بينها:

1- " السعي المحمود في نظام الجنود " وهو أجلّ مؤلفاته وأشهرها و سأفرده ببعض التعليق.

2- " صيانة الرياسة ببيان القضاء والسياسة " و هذا الكتاب ألفه تلبية لطلب محمد علي باشا والي مصر الذي تضايق من كثرة المشاكل التي يختلقها المفتين -على اختلاف المذاهب- وارتشائهم، فأمر مترجمنا أن يؤلف كتاباً يجمع فيه ما رجح من أقوال الأئمة الأربعة ويُعتمد في القضاء، فألّف كتابه: ((صيانة الرياسة في القضاء والسياسة))، وهذا الكتاب هو الذي جلب عليه نقمة بعض مشايخ السوء الذين ما زالوا يكيدون له عند عباس باشا لما تولى الحكم حتى عزله كما ذكرت سابقا.

3- " شرح الدر المختار " في الفقه الحنفي، وصل إلى ثلثيه، وقرَّظه عالم تونس محمد بيرم الرابع.

4- " العقد الفريد في التجويد".

5- " التوفيق والتسديد في شرح الفريد في التجويد " كتاب في فن التجويد، و آداب مجلس قراءة القرآن.

6- " إمعان البيان في بيان أخذ الأجرة على القرآن".

7- " شرح التوحيد للبركوي" ، لم يتمّه.

8- "خاتمة في التوحيد".

9- " المقتطف من الحديث" اقتطفه من صحيح ابن حبان.

10- " مسائل منتقاة من كتب الحديث " مخطوط، توجد منه نسخة في الهيئة المصرية للكتاب تحت رقم 10422 في قسم الحديث بعنوان " المنتقى في الحديث ".

11- " المنتخب من فوائد المنتقي لزوائد البيهقي للبوصيري".

12- التحقيقات الإعجازية بشرح نظم العلاقات المَجازية، في البلاغة والأدب.

13- رسائل ثماني عشرة في وقف العقار.

14- رسالة في أداء زكاة الفطر.

15- رسالة خاصة بالمرأة.

16- ثبت بعنوان : سند ابن العنابى الجزائرى باوائل الكتب الستة" مخطوط بالمكتبة الأزهرية تحت الأرقام 305405 و 330612 و 330804.

17- أشعار في أغراض شتى منها المديح النبوي، والإخوانيات، وبعض المنظومات في الفقه و التوحيد.

وله أيضاً فتاوى كثيرة منثورة في مظانها من كتب الفقه ، وإجازات متعددة، ومراسلات مع العلماء والساسة، وله أيضاً تقاريظ وتعاليق على بعض الكتب.

" السعي المحمود في نظام الجنود " :
هذا الكتاب النادر في موضوعه كتب بأسلوب سهل وعبارات خالية من الترهّل والحشود والاستطراد عكس ما كان معروفا من كتابات عصره يحتوي على مشروع إصلاحي كبير و أفكار نيرة تخدم المجتمعات الإسلامية ، أظهر فيه صاحبه آراءا جريئة ، فهو من أوائل علماء المسلمين الذين طرحوا قضية التجديد في النظم الإسلامية في القرن الثالث عشر هجري / أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.

وهو لذلك من أوائلهم أيضا الذين طرقوا باب الاجتهاد الذي ظل مغلقا عدة قرون نتيجة التأخر العقلي الذي كان عليه العالم الإسلامي، كما عالج أيضا قضية جمود عقلية علماء المسلمين أمام تقدم العقل الأوروبي، وتخلف الجيوش الإسلامي أمام زحف الجيوش الأوروبية.، فقد ألفه سنة (1242هـ/ 1826م) حين نزل مصر في إحدى حجّاته خلال تلك السنوات التسع التي قضاها بعيدا عن بلده ، قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر بحوالي اربع سنوات.

وعنوان الكتاب يدل على محتواه ، فهو كتاب في سياسة الرعية، ونظام الدولة، و في وجوب تجديد الجند أو الجيش الإسلامي و إعداده إعداداً قوياً لحماية الأوطان من الأخطار الخارجية، وبالاستفادة من النظم الغربية نفسها في إعداد الجيوش تدريباً وتسليحاً، مع قوانين مضبوطة، فضلاً عن العمل بما يأمر به الشرع من عدل وإصلاح، تمكيناً للقيم الأصيلة في حضارتنا الإسلامية، انطلاقاً من النص القرآني ذاته، في مثل قوله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } [ الأنفال : 60 ]. وهي الآية التي يوردها ابن العنابي ليتبعها بقوله: "اعلم أن هذه الآية الكريمة من أبدع جوامع كلم القرآن وأظهرها إعجازاً، لفظاً، ومعنى، لإنتظامها جميع الأدوات والأسباب الحسية والمعنوية الموروثة، قوة ظاهرة أو باطنة تنتج إرهاب الأعداء" .
يتبع..........

 
تااااابع........

dca9909031802342.gif

موسوعة أعلام الجزائر
dca9909031802342.gif

الحلقة السادسة عشرة
dca9909031802342.gif
الفقيه المحدث المقرئ المجود ، العالم الأثري:

إبن العنابي
dca9909031802342.gif


فكانت مادة الكتاب على النحو التالي:
- "في إتخاذ الجند وتجنيده" وترتيبه، وتصنيفه، وضبطه، وأمر قوّاده وعرفائه، وتسويمه، أي أساليب منح الرتب والأوسمة العسكرية، وهندامه، من تضييق في "ملابس الجند وتقصيرها مما يتيح الحيوية والحركة التي تعوقها الملابس الفضفاضة. ثم هناك ضبط عملهم، وتعيين مواقفهم، وعقد الألوية والرايات وما يتعلق بها من
- "التدريب على الأعمال الحربية" فضلاً عن موضوع إعداد الحصون، والخنادق، والأسلحة، وعدة الرمي كما يصرّح ذلك الفصل الحادي عشر من الكتاب، المتبوع بفصلي:
- "حيل الحرب" و"الحزم" فيها: استعداداً لها، وخوضاً لغمارها برجال على قدر عال من الكفاءة، ذوو ثقة بالنفس وبالوطن وبنظام سياسي ينتفي فيه الظلم، ويعمّ العدل، ويشيع حكمه الأمن الاجتماعي، والأمان الإنساني.
ثم ينتهي إلى ما طابعه سياسي وفكري، واستراتيجي، فيعلن:
- "جواز تعلم العلوم الآلية من الكفرة"، بل وجوبها، وقبل ذلك كما يؤكد في الفصل الخامس عشر ضرورة.
- "اجتماع الكلمة والاتفاق" فلا قوة لنظام، لا لجيشه ولا لحكمه في حضور (الاختلاف) و(الخلاف) السلبي منه بالخصوص، كما أنه لا جدوى من قوة ولا نجاعة لسياسة في نظام تكبر فيه المظالم، وينعدم العدل، وتضيع حقوق المواطنين، وهو ما ركّز عليه الفصل الرابع عشر بعنوان:
- "في رحمة الضعفاء وإجراء العدل، وبذل الحقوق لمستحقيها" كواحد من مصادر القوة لنظام لا يخاف شعبه، بل يخيف الأعداء بشعبه القوي، بإيمانه وثقته التامة الموصولة، في حكمه: الصارم، العادل، المخلص في سياسته لله وللوطن، وإرضاء الضمير الديني والوطني، معرضاً بأسباب سقوط الأنظمة التي يشيع فيها الظلم، والكذب، وإهمال العلم ورجاله، وتقريب الطفيليين المرتزقة، وذوي (اللهو) و(اللعب) و(الطرب) كما يقول، معتمداً في ذلك النص القرآني والحديث النبوي، محذراً بذلك كله "الحكام من الظلم والاستبداد، والجور في الأحكام، ومنع الناس حقوقهم، وإيثار من لا يستحق، مما يعتبره ابن العنابي هنا من
- "أسباب خراب الملك وزوال الدولة" وفي ذهنه مآل الدولة العباسية التي حظي فيها "المغنون "و " أهل اللعب والبطالة" بالرعاية، وأهملت الرعية.
ويرى في ذلك أربعة شروط في الحاكم المرضي عنه من الله، والعباد، وهي:

1-إقامة العدل.

2-إظهار شعائر الدين.

3-نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، وكفّ يد القوي عن الضعيف.

4-مراعاة الفقراء والمساكين وملاحظة ذوي الخصاصة والمستضعفين.

وهي رؤى استمدّ فيها الكاتب أوامر الشرع الكريم و قيم الحضارة العربية الإسلامية بخلفية دينية واضحة سعياً للإصلاح، وتمكينا للحسّ السياسي المسؤول، وتأصيلاً لتقاليد إسلامية في الأخوة والمحبة والتآزر، والعدل والإنصاف، والعمل والإخلاص فيه، ومكافأة الجادين من أهل العلم والفضل، من دون إيثار لغير الكفاءة والإخلاص".

قال عن الأمور الحربية انها: " كل ما أنتج قوة محسوسة أو معقولة على دفاع الأعداء وارهابهم واغاظة نفوسهم ، فكل هذه أمور شرعية لأن فيها إذلال الكفرة و عز الاسلام وعلو كلمته وانه المقصود الاعظم من شرعية الجهاد "

وقال:" ان كل ما فيه إعزاز للاسلام وقوة لاهله فهو أمر مشروع بقطع النظر عن مصدره ومصره "

و قال " فكل ما فيه منفعة لها تعلق باعزاز الدين ورفعة أهله مما اشتمل عليه النظام المستجد للكفرة عن ترتيب العساكر وتصفيفهم ، وحصر اعدادهم وتعديد قوادهم وعرفائهم ، ولتسويم أصنافهم وكبرائهم بخصوص لباس أو علامة وتضييق ملابسهم و تقصيرها ...وغير ذلك مما قد تدعو اليه الحاجة فهو أمر مشروع".

وكان ابن العنابي صريحا في وجوب الأخذ عن الأوروبيين ما تفوقوا فيه علينا ، وقال انه ليس من البطولة و الرجولة في شئ أن يتقدم الأعداء ويظل المسلمون في حالة جمود بحجة أن ذلك لم يرد في النصوص أو لا يجوز تقليد الكفار ، وهذه عبارته: " ...وانهم اذا ابتدعوا من أدوات الحرب وصنائعه أمر له موقع لا تؤمن استطالتهم به علينا لزمنا بذل الوسع في تعلمه واعداده لهم و الاستعداد في مجاوزتهم فيه ، وأنه اذا لم يكن استعلام ذلك إلا من قبلهم وجب استعلامه منهم لانه مستطاع لنا ، وانهم إذا اعدوا لنا صواعق البارود فاعددنا لهم القسي و المنجنيق الذين صارا اليوم كالشريعة المنسوخة أو اقتصرنا على السيوف و البندقيات او شمروا لنا الثياب فأعددنا للقائهم الثياب المجررة و الأكوام المطولة و العمامئم المكبرة لم نخرج عن عهدة الامر ولزمنا الاثم و العار ، فلا غرض الشارع حصلنا و لا سبيل الرجولة سلكنا"

وكان لهذا الكتاب و ما احتواه من أفكار أثر كبير في الاوساط السياسية و الدينية في عصره، ومن الذين قرأوه والي مصر ( محمد علي باشا ) فأعجب به وبرؤية الرجل الإصلاحية، وفكره الإسلامي الثاقب، ومواقفه الصلبة، وصدقه في الفعل والقول؛ وبموضوع الكتاب، ومنهجه، فأمر بتدريسه وتلخيصه ليسهل تداوله واستيعابه ، وأمر بتعميمه وايصاله الى المصالح المختلفة في الدولة ، فقام تلميذ العنابي الشيخ سيد ابراهيم السقا بهذه المهمة و أعطى لما لخصه عنواناً يعبّر عن غايته هكذا " بلوغ المقصود اختصار السعي المحمود " واضاف عليه حواشي و توضيحات.

وهذا الكتاب الهام قام بطبعه و تحقيقه الدكتور محمد بن عبد الكريم -جزاه الله خيراً- في المؤسسة الوطنية للكتاب بالجزائر سنة 1983م ، كما قام شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله – حفظه الله – بتقديم دراسة مطولة في الملتقى السادس للتعرف على الفكر الاسلامي المنعقد بالجزائر صيف 1962 م وقد نشرت في المجلد الرابع ص 95 بعنوان " مساهمة بعض المفكرين الجزائريين في النهضة الاسلامية "

المصادر و المراجع :
- المفتي الجزائري ابن العنابي رائد التجديد الإسلامي، للدكتور أبو القاسم سعد الله، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1983.

- شخصيات جزائرية للدكتور عمر بن قينة الشركة الوطنية للنشر و التوزيع, الطبعة الأولى 1983م.

- تعريف الخلف برجال السلف لأبي القاسم محمد الحفناوي المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،رغاية الجزائر 1991م.

- معجم المؤلفين رضا كحالة مؤسسة الرسالة ، لبنان - الطبعة الاولى 1414 هـ / 1993 م .

- موسوعة أعلام الجزائر ، منشورات وزارة المجاهدين الجزائر 2007 م.

- ترجمة العلامة المفتي ابن العنابي الجزائري الأثري مقال للأستاذ محمد زياد بن عمر التكلة منشور في الألوكة.


dca9909031802342.gif

ونلتقي لنرتقي مع علم من أعلام الجزائر الأجلاء
في الحلقة السابعة عشرة إن شاء الله تعالى.
فانتظــــــــــرونا
dca9909031802342.gif



00xf052lKJL.gif

dca9909031802342.gif


 
شكرا أخي جبران على المجهوادت التي أفدتنا كثيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top