ثرثرة عابرة

سراي علي

:: عضو مُتميز ::
إنضم
2 أفريل 2010
المشاركات
798
نقاط التفاعل
294
النقاط
23
بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــم

…. لست شاعرا ولا أدعي ذلك ابدا …ولذلك قررت هذا الصباح ان اكتب قصيدة ، تكون لعنة ، على حكام العرب

من خليج ( طويل العمـر) الى محيط ، ( دابا سيدي ) .

وكم كنت فرحا مسرورا بالذي فكرت فيه ، فرح الاطفال بهديـــة في يوم عيد ، ولقد دأبت من زمن أنني اذا فكرت في امر ذا بال ان أعد قهوتي بنفسي ،فأعددت فنجان قهوة سوداء اللون ، قليلة السكر ، لا أذكر أنني شربتها قبل هذا اليوم بهذا الطعم وهذا اللون …

قلت لعل أو عسى ان يكون لها أثر في نفسي .. فيكتسب الطعن واللعن لونا أسودا في سواد وجوه حكامنا وتاريخهم.

عمدت الى درج مكتبي ، أبحث عن قلم أسود فيه صبابة من حبر أسود، لطالما سودت به وجوه صفحات كثيرة ، لا أذكر ايضا انني انتفعت بشيئ منها في سويعات الضيق والحرج..

جلست مجلسي المعتاد ، كالمنتظر لأمر هام في قاعة الولادة بمستشفى المدينة ، فالكتابة في تصوري لحظة ولادة .

ثم تذكرت أنه لا بد لي من ورق للكتابة ..

اي نعم لا بد من ورق يليق بمقام ارباب الجلالة .. لا اعلم كيف فاتني هذا ..

.. ورق المراحيض كان الاقتراح الامثل والارجح في نفسي ، لاني أعلم جيدا ان مقامات القوم

لا يصلح لحفظها سواه..

غير اني .. وفي اللحظة الأخيرة ، عدلت عن هذا التفكير ، تعففا ولأساب دينية بحتة ،فالأمر يستلزم فتيا رسمية من المجامع الفقهية بجواز ذلك ،وقد يثير هذا التصرف حفيظة أهل الاختصاص وخبراء المراحيض ، فتعقد الندوات والمؤتمرات العلمية لدراسة تطورات الحدث وخلفياته

وأبعاده ولا استبعد ابدا ان اجد نفسي خارج دائرة أهل ملة التوحيد …

وليس بدعا من القول لو اخبرتكم بأنني صراحة لا اريد لقناة كالجزيرة مثلا ان تستغل الحدث وتنتفع من ورائه .. حسدا من عند نفسي ..

وكيف لا أحسدها وثلاثة ارباع أهل الرأي المسموع والمرئيي والمكتوب يحسدونها ، والثلث الباقي يحابونها سمسرة وطمعا ..

لهذه الأسباب كلها غيرت رأيي واخترت ورقا كان صاحب دكان البقالة في حينا قد لف لي فيه فلفللا أسودا ابتعته من ليلة امس ..

الفكرة .. والقلم .. والورق المبجل ، ورق الفلفل الأسود..كل شيئ جاهز ينتظر ثورة البركان .. ينتظر الصواعق المرسلة .. ولحظة الزلزلة ..لا ينقصنا الا آ لة تصوير لتدوين الحدث مصورا كما هو ..

فجـــــــــــــــــــأة ..

ارتجفت اناملي ..واظطرب القلم في يدي …..

الحروف المتوهجة الملتهبة التي كانت تستعر بداخلي خمدت نارها ..

والمعاني الشرسة المتوحشة ، مُسخت قططا منزلية أليفة ..

والبحور المظطربة تحولت الى جداول تنساب بين التلال تعزف موسيقى وألحانا تسبح بحمد ارباب الجلالة

حتى الحبر الاسود أصبح بقدرة قادر وردي اللون له رائحة زكية ..

تملكني الرعب ، واستبد الخوق بمجامعي ، وخُيل اليا أنني انتقلت من مكاني الى مكان آخر ، ومن عالمي الصغير في غرفتي في بيتنا بحي ( الخرابـــــــــــة )الى عالم تسكنه الاشباح والارواح..

صرخت بأعلى صتي ..

يا حروف .. يا كلمات … يا معاني .. يا بد يع..يا قوافي .. يا بحور .. يا بخور ..

أسمعت لو ناد يت حيا ** لكن لا حياة لمن تنادي

وقفت قليلا .. ثم سقطت على كرسي مكتبي ، كالمتهالك .. لا يرتد طرفي اليا ، جاحظ العينين أحاول جاهـــــــدا التقاط انفاسي

وصدقوني … يارفاقي .

لقد رايت بأم عيني ..رأيت قلمي الاسود ، سواد العبيد في زمن العبيد ، يتراقص طربا على ورق أبيض كبياض وجوه حكامنا..

هالنـــــــــــي ما رأيت ، وليتني ما رأيت الذي رأيت ..

فوقفت ثانية استطلع الخبر ..فاذا به يوقع اعتذارا نابغــــي الانفاس نيابة عني يبرر جريمتي وجريرتي

وبخط فارسي جميل كتب بأعلى الصفحة هذه الكلمات ..



***


أيها السادة ارباب الحمـــــــــــى

زادني حبا لكم رب السمـــــــــا

لا تلوموا نصف شبر إن بــــغى

ديكُ قوم قد تمادى في العمى

من يلوم ( الديك ) يكسب ذمــــهُ

كيف هذا..

.. لست ادري …

….. ربمــــا

صادروا الصوت الذي ازعجكم

صادروا الأوراق ثم القـلــــــــما


لملمت أنفاسي .. وتحسست راسي ..وجمعت اوراقي كاملة .. واشتقت الى كاسي

ثم ارتشقت ما تبقى في قعر فنجاني من قهوتي السوداء.. وتجرعت سواد هزيمتي . وخيانة قلمي .. وانكسار يدي .. وخرجت قاصدا خمارة البـــــــــــــلد..

عاج الشقي على رسم يسائله .. وعجت اسال عن خمارة البلد ..

خرجت من دارنا .. وانا اشعر بشيئ تختلج حروفه بداخلي .. علمت ساعتها ان الهزيمة قد تكون عنوانا لميلاد النصر .. وان الهزيمة بريد الظفر .. الى ذوي القلوب الجسورة والهمم العالية

فلم اشعر بنفسي الا وانا ادندن بصوت خافت بهذه الكلمات ، فكتبتها على اوراق قلبي قبل ان اكتبها على دفاتر ايامي المنسية قلت فيها :


إن يكن (بالديك) شيئ من عمى

فانتظر ليلا يجر المعتدي

او يكن ( بالديك ) شيئ من عمى

من تراه بعده قد يهــــتدي

لا تقل - ليل- وما اطولــه

وارتقب فجرا بأثواب الغـد

واقتدي (بالديك) في تبيانـــه

فالعمى مطية للمقـــــــتدي

ديك قوم قدعمي فما ترى

قارب الخطو إذا وســــــدد

ذا صياح (الديك) هل تسمعــــه

يافتى هيا انتفض وتمــردي



سراي علي / 2006

ــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش : حي الخرابة / حي قديم بمدينة الجلفة
 
مشكور على الموضوع
 
نصمت نصمت

حتى ينفجر القلب محملا بكلماات تلين الحديد

كلماات جميل وليس بغرييب عن شخص

صادق من اول حرووفه

واصل تميزك اخي ودمت شاااعر جميلا

رعاااك الله من كل شر​
 
نصمت نصمت

حتى ينفجر القلب محملا بكلماات تلين الحديد

كلماات جميل وليس بغرييب عن شخص

صادق من اول حرووفه

واصل تميزك اخي ودمت شاااعر جميلا

رعاااك الله من كل شر​




جزاك الله كل خير على التعليق والمعذرة شغلت بعض الشيئ عن الرد تحالف المرض والنسيان على اخيك فانساه واجب الرد

متعك الله بالصحة والعافية ورزقك من البنين ما تقر به عينك
 
قصة ما أروعها
وسرد ما أجمل وقعه
وذوق ما أرقاه

بداية ربأت بنفسي عن التعقيب ؟
لأني أعلم أن ثورة قلم أسود في زاوية سوداء من قلب رجل- أظنه أسودا - في ليلة سوداء على ورقة فول أسود ....بادئ الأمر قلت لعلها سوداءهي أيضا؟؟؟
لكن عدلت عن هذا الظن فقط ،لأن القلم ذا المداد الأسود لن يظهر مع سمفونية القهوة السوداء في منصة ورق فول مرحاضي -ءاسف-فول أسود.........التناقض مني.
لكن الصواعق الجوزية قهرتني، نعم وحدها جذبتني بعنف لأرضخ لذل التوقيع....
كما يحسبه البعض الشرير
لحب أكنه في السويداء لصاحب الجلا لة مولف الكتاب


فلما رأيت النقل السليم حرف ،و الوافر افتري عليه

لقد أسمعت لو ناد يت حيا ** و لكن لا حياة لمن تنادي

حرفت أنا المعاني كذالك
وقلت على بديهتي

لقد أبصرت لو شيئارأيتا * و لكن القلوب بها غشاوه


ارجوا أن لا يثقل عليك ظلي
فالمومن مرءاة أخيه
والسلام عليكم
إدريس
القطب الصغير
 
قصة ما أروعها
وسرد ما أجمل وقعه
وذوق ما أرقاه

بداية ربأت بنفسي عن التعقيب ؟
لأني أعلم أن ثورة قلم أسود في زاوية سوداء من قلب رجل- أظنه أسودا - في ليلة سوداء على ورقة فول أسود ....بادئ الأمر قلت لعلها سوداءهي أيضا؟؟؟
لكن عدلت عن هذا الظن فقط ،لأن القلم ذا المداد الأسود لن يظهر مع سمفونية القهوة السوداء في منصة ورق فول مرحاضي -ءاسف-فول أسود.........التناقض مني.
لكن الصواعق الجوزية قهرتني، نعم وحدها جذبتني بعنف لأرضخ لذل التوقيع....
كما يحسبه البعض الشرير
لحب أكنه في السويداء لصاحب الجلا لة مولف الكتاب


فلما رأيت النقل السليم حرف ،و الوافر افتري عليه

لقد أسمعت لو ناد يت حيا ** و لكن لا حياة لمن تنادي

حرفت أنا المعاني كذالك
وقلت على بديهتي

لقد أبصرت لو شيئارأيتا * و لكن القلوب بها غشاوه


ارجوا أن لا يثقل عليك ظلي
فالمومن مرءاة أخيه
والسلام عليكم
إدريس
القطب الصغير


صبّحك الخير ومسّاك الفلح

قهوة عربية

وكأس حب وقدح

مرورك أسعدني

وأفاض بين جوانحي

طيف انس وفرح


لا تلمني فالرؤى

مثلها مثل الشبح

في سويعات الجفا

تكتسي طعم البلح



***


وجزاك الله كل خير على مرورك العطر
 

سأبوح لك بسر الكل يعلمه

كلنا ثرثرنا مثل ثرثرتك و صحنا

في فجر ما كديكة تأبى الهوان

و لكننا لازلنا نثرثر بصياحنا .....


اسمحلي أن أتقدم نحو نصك

و أنزع له قبعة*الاعجاب .......

و اسمحلي أن أعيد قراءته كلما

شعرت برغبة في الصياح .......
 

سأبوح لك بسر الكل يعلمه

كلنا ثرثرنا مثل ثرثرتك و صحنا

في فجر ما كديكة تأبى الهوان

و لكننا لازلنا نثرثر بصياحنا .....


اسمحلي أن أتقدم نحو نصك

و أنزع له قبعة*الاعجاب .......

و اسمحلي أن أعيد قراءته كلما

شعرت برغبة في الصياح .......



صدقني سيدي يا محارب الصحراء ، ما ثرثرتي الا لتخفيف الهوان عن النفس قليلا ، احيانا اشعر انني في حاجة الى ان اصرخ باعلى صوتي لكن تخونني العبارت والالفاظ فللصراخ مفردات خاصة ،

فألوذ بالصمت اكتب في صمت بين تلك الازقة الضيقة في حينا الذي لا يصله النور ولا الماء ولا التدفئة الا كالمتسقط لفتاة الموائد ... وبالتقطير


والروتين القاتل يلفنا في كل مكان

كل يوم

صباح الخير عمي عمر

صباح الخير

هل من جديد

لا جديد تحت الشمس

ممكن صفحة الرياضة .. فنقتسم صحيفة الخبر انا لا أميل الا اليها .. ونجلس لساعات طوال مع فنجان الفرارة
تلك القهوة العربية بنكهة تركية .. ثم نلوذ الى جدران البيت فلا نملك الا الثرثرة

واخشى ان تصبح الثرثرة في يوم ما من الممنوعات في عالمنا العربي

سعيد ان ارى لك توقيعا هنا فقد اكتست ثرثرتي صفة المحارب
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top