لست ادري ؟

جمال جمال

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 أفريل 2008
المشاركات
2,966
نقاط التفاعل
1,140
النقاط
191
رائعة اليا ابو ماضي

الطلاسم

جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست ادري


أجديد أم قديم أنا في هذا الوجودْ
هل أنا حرٌ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ
هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود
أتمنّى أنني ادري ولكن
لست أدري!


وطريقي ما طريقي أطويلٌ أم قصير
وهل أنا أصعد أم أهبط فيه أم أغور
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
أم كلانا واقفٌ والدهر يجري
لستُ أدري!


أتراني قبلما أصبحتُ إنسانا سويا
أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيئا
ألهذا اللغز حل أم سيبقى أبديا
لست أدري، ولماذا لست أدري؟
لست أدري!


قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر مِنكا
هل صحيح مارواه بعضهم عنِّي وعنكا
أم ترى مازعموا زورا وبهتانا وإفكا
ضحِكَتْ أمواجُه مني وقالت
لست أدري!


أيها البحر أتدري كم مضت ألفٌ عليكا
وهل الشاطئ يدري أنه جاث لديكا
وهل الأنهارُ تدري أنها منك إليكا
ما الذي الأمواج قالت حين ثارت
لست أدري!


كم فتاةٍ مثل ليلى وفتىً كابن الملوّحْ
أنفقا الساعات في الشاطئ، تشكو وهو يشرحْ
كلّما حدَّث أصغتْ وإذا قالت ترنّح
أحفيف الموج سر ضيعاه؟
لست أدري!


إن في صدري يا بحرُ لأسراراً عجابا
نزل السِّتر عليها أنا كُنت الحِجابا
ولِذا أزدادُ بُعداً كلّما ازددتُ اقترابا
وأُراني كلمّا أوشكت أدري
لست أدري!


فيك مثلي أيها الجبّارُ أصداف ورملُ
إنّما أنت بلا ظلِّ ولي في الأرض ظلُ
إنما أنت بلا عقل ولي يا بحرُ عقلُ
فلماذا يا ترى أمضي وتبقى؟
لست أدري



كم ملوكٍ ضربوا حولَكَ في الليلِ القبابا
طلعَ الصبحُ ولكنْ لم تجدْ إلا الضبابا
ألهم يا بحرُ يوماً رجعةٌ أم لا مآبا؟
أهمُ في الرملِ قال الرملُ : إنِّي
لست أدري



يرقصُ الموجُ وفي قاعِكَ حربٌ لن تزولا
تخلقُ الأسماكَ لكنْ تخلقُ الحوتَ الأكولا
قد جمعتَ الموتَ في صدركَ والعيشَ الجميلا
ليتَ شعري أنتَ مهدٌ أم ضريحٌ؟
لست أدري


قيل لي في الدير قومٌ أدركوا سرَّ الحياةْ
غيرَ أني لم أجدْ غيرَ عقولٍ آسناتْ
وقلوبٍ بليتْ فيها المنى فهْيَ رفاتْ
ما أنا أعمى فهل غيريَ أعمى؟
لست أدري



قيلَ أدرى الناسِ بالأسرارِ سُكّانُ الصوامعْ
قلتُ إن صحَّ الذي قالوا فإنَّ السرَّ شائعْ
عجباً كيف ترى الشمسَ عيونٌ في براقعْ
والتي لم تتبرقعْ لا تراها
لست أدري


إن تكُ العزلةُ نُسكاً وتقىً فالذئبُ راهبْ
وعرينُ الليثِ دَيرٌ حُبُّه فرضٌ وواجبْ
ليت شعري أيميتُ النسكُ أم يُحيي المواهبْ؟
كيفَ يمحو النسكُ إثماً وهْوَ إثمُ ؟
لست أدري



قد دخلتُ الديرَ أستنطقُ فيه الناسكينا
فإذا القومُ من الحيرةِ مثلي باهتونا
غلبَ اليأسُ عليهم فهُمُ مستسلمونا
وإذا بالبابِ مكتوبٌ عليه
لست أدري


ان يك الموت قصاصا ً اي ذنب للطهارة
واذا كان ثوابا ً ، اي فضل ٍ للدعارة
واذا كان وما فيه جزاءٌ او خسارة
فلمَ الاسماء اثم ٌ وصلاح ٌ
لست ادري



ايها القبر تكلم واخبريني يا رمام
هل طوى احلامك الموت وهل مات الغرام
من هو المائت من عام ومن مليون عام
ايصير الوقت في الارماس محوا ً
لست ادري

ان يك الموت رقاداً بعده صحوٌ جميل
فلماذا ليس يبقى صحونا هذا الجميل
ولماذا المرء لا يدري متى وقت الرحيل
ومتى ينكشف الستر فندري
لست ادري


ان يك الموت هجوعا يملأُ النفس سلاما
وانعتاقا لا اعتقالا وابتداءً لا ختاما
فلماذا اعشق النوم ولا اهوى الحمام
ولماذا تجزع الارواح منه
لست ادري


أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور
فحياة فخلود ام فناءٌ فدثور
أكلام الناس صدقٌ ام كلام الناس زور
أصحيح ٌ ان بعض الناس يدري
لست ادري


ان اكن ابعث بعد الموت جثمانا وعقلا
اترى ابعث بعضا ام ترى ابعث كلا
اترى ابعث طفلا ام ترى ابعث كهلا
ثم هل اعرف بعد البعث ذاتي
لست ادري


يا صديقي لا تعللني بتمزيق الستور
بعدما اقضي فعقلي لا يبالي بالقشور
ان اكن في حالة الادراك لا ادري مصيري
كيف ادري بعدما افقد رشدي
لست ادري



انني جئتُ وامضي وانا لا اعلم ُ
أنا لغزٌ، وذهابي كمجيئي طلسمُ
والذي اوجد هذا اللغز لغزٌ مبهمُ
لا تجادل ..ذو الحجى من قال اني
لست ادري ......









اعجبتكم ام لا
لست ادري؟
 
آخر تعديل:
الطلاسم
والله لست ادري لما اخترتها في مذكرة تخرجي
لو كتبت كل القصيدة احسن
شكرا اخي
 
الطلاسم
والله لست ادري لما اخترتها في مذكرة تخرجي
لو كتبت كل القصيدة احسن
شكرا اخي
.




الشكر لك على مرورك الجميل ايتها الطفلة البريئة


تقبلي تحياتي

 
ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891
وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.

دواوينه:
ـ تذكار الماضي.
ـ الجداول.
ـ الخمائل.
 
فلـــــــســـفة الحـــــــــــيــــــاة

أيهذا الشاكي وما بك داء

كيف تغدو إذا غدوت عليلا..

إن شر الجناة في الأرض نفس

تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..

وترى الشوك في الورود وتعمى

أن ترى فوقها الندى إكليلا..

هو عب‏ء على الحياة ثقيل

من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا..

والذي نفسه بغير جمال

لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..

فتمتع بالصبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا..

أيهذا الشاكي وما بك داء

كن جميلا ترى الوجود جميلا..
 
التينة الحمقاء

وتينة غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة *** قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر

بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني***عندي الجمــال وغيري عنده النـــظــر

لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا***فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــر

لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر***وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــر

أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي***فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــر

ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة***أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــر

عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه***فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر

وظلت التينـــــة الحمـــــــقاء عـــــــاريةً***كــأنهــا وتـــدفي الأرض أو حــــجـــــر

ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها***فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر

من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به***فإنه أحـــمــــق بالــــحــــرص ينتــحـــر
 

لن نبالغ ان ذكرنا أن الفضل فى شهرة ايليا أبى ماضى بين قراء

العربية فى النصف الثانى من القرن العشرين يرجع الى حد كبير

الى رائعته " الطلاسم " خصوصا بعد أن غنى بلبل الشرق محمد

عبد الوهاب مختارات منها ونقلتها الاذاعات العربية بعد ذلـك.

وقد أكسبتها شهرة فائقه وسرعان مااصبح اسم ايليا ابى ماضى

معروفا للخاص والعام . وغناها بعد ذلك الفنان عبد الحليم حافظ

فزادها شهرة على شهره . وهذه ابيات من هذه القصيده :

جئت لا أعلم من أين , ولكنّى أتيت

ولقد أبصرت قدامى طريقا فمشيت

وسأبقى ماشيا ان شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريــــــــــقى ؟

لست أدرى
 

قال السماء كئيبة وتجهما
قال السماء كئيبة وتجهما
قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء

قال الليالي جرعتني علقما
قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما

أتراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما

يا صاح لا خطر على شفتيك
أن تتلثما والوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك
والدجى متلاطم وكذا نحب الأنجما

قال البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك
والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما
 
رائعة (كُن بَلسَماً) ـ للشاعر إيليا أبي ماضي


كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبَتــك كــــلَّ كنوزها
لا تبخلن على الحياة ببعض ما ..
أحسِنْ وإن لم تجـــزَ حتى بالثنـا
أيَّ الجزاء الغيث يبغي إن همى ؟
مَن ذا يُكافئ زهرة فواحـــــة ؟
أو مَن يثيب البلبـــــــل المترنما ؟
عُدَّ الكرام المحسنين وقِســـــهم
بهما تجــــد هـــــذين منهم أكرما
يا صاح خُذ عِلمَ المحبة عنهما
إني وجدتُ الحب عِلما قيِّمـــــــا
لو لم تَفُح هذي، وهذا ما شَدا
عاشت مذمـــمة وعاش مذمـمـــا
فأعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شِئتَ تسعد في الحياة وتنعمـا
أَيقِظ شُعورَك بالمحـــبة إن غـفا
لَو لا الشعور الناس كانوا كالدُمى
 
العفو اخي
شكرا لك




و ها انا قد عدلت القصيدة واتيت بها كاملة ا يتها الطفلة البريئة


شكرا جزيلا لك عن مرورك الرائع


تقبلي مني فائق التحية والتقدير

 
رائعة قصائد إيليا:

قصة الحرية ....
في حياة وردة ....
صاغها الشاعر كأروع ما يكون ....


رآها يـــحـــلُّ الفــجـــــــرُ عقد جفونها *
* ويُـــلــقـــي عــــلـيــها تــبـرهُ فـــيذوبُ
ويـــنـــفــض عـن أعطـــافها النورَ لؤلؤاً *
* مـــن الطـــلِّ ما ضُــمـت عليه جــيوبُ
فــعــالــجــها حـتى استوت في يمينه *
* وعــــــــاد إلى مـــغـــنــاه وهـو طروبُ
وشـــاء فأمــســت في الإناء سجــينةً *
* لتــشــبــع مــنـــها أعــيــنٌ وقـــلـــوبُ
فليـست تحيي الشمس عند شروقها *
* وليــست تحــيي الشمس حين تغيبُ
ومـــن عُـــصــبت عــيناه فالــوقت كله *
* لــــــديه وإن لاح الصـــبــاحُ غـــــــروبُ
لها الحـــجـرة الحسناءُ في القصر إنما *
* أحـــــــــب إلـــيـــها روضـــةٌ وكـــثــيبُ
وأجـــمـــل مــن نـور المـصابيح عندها *
* حُـــباحبُ تمــضـي في الدجى وتؤوبُ
وأحـلى من السقف المزخرف بالدمى *
* فـــضـــاءٌ تــشـــع الشهـبُ فيه رحيبُ
تــحـــنُ إلى مـــرأى الغـــدير وصـــوته *
* وتُـــحـــرم مــــنـــه ، والغـــديــر قريبُ
وكـــانــت قــلــيـل الطـل ينعش روحها *
* وكـــانــت بــمـيـسـور الشعـاع تـطيبُ
تمشى الضـنى فيها وأيار في الحمى *
* وجـــفـــت وسـربـال الـربـيـع قـشـيبُ
إســارك يا أخــت الــريــاحـــين مـفجعٌ *
* ومـــوتـــك يا بــنــت الــربــيــع رهــيبُ
 
قصيدة (سلمى بماذا تفكرين)

ايليا أبو ماضي


السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــــــــــــس تـــــــــــبـــــــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحـــــــــــــــــــــر ساجٍ صامـــــــــــــــــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عـــــــــيناك باهتتان في الأفـــــــــــــــــــــق البعـــــــــــــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفــــــــــــــــــــولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشــــــــــــــــباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجـــــــــــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــــــــــــــــــــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســــــــــــــــــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضــــــــوءها ، ويـــــــــــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حـــــــــــــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصار
ولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــــــس لم تكن مرســــــــومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجـــــــلست في عــــــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــــــــروج الخُضرِ ســــــاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعــــــصـــــافــــــــــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســــــــــــــا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكينْ
والشـوكُ مــــــــــــــــــــــثلُ الياسمين
لا فــــــــرق عــــــــــند الليل بين النهــــــــــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطـــــــــــــــروب كأدمع المـــــــتوجعِ
إن الجـــــــــمالَ يغـــــــيبُ مـــــــــــــــــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــــــــــــزعـــــــــــــــين على النهار وللدجى
أحـــــــــــلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟
إن كان قد ســــــــــــــــــتر البلاد سهـــــولها ووعورها
لم يسلـــــــــــــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســــــــــــــــــــائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفـــــــــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــــــــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــــــــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــــــــــــــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــــــــــــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ
مـــات النهار ابن الصباح فلا تقـــــــــــــــولي كيف مات
إن التــــــــــــــــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واســـــــــــــــــترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــــــــــــللاً
فيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ
 
ومن الشاعر إيليا إلى زملاء المنتدى أصحاب العيون السود حصراً


ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا
خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا

لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها
ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا

عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاضها
أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا

إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم
كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا

وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً
فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا

يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي
وأضـــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا

مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه
المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا

بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً
وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا

فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له
هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا

جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ
جـــشــــمته التصويب والتصعيدا

لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى
ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا

هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا
نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا

والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ
طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا

يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة
فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا

ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى
إن طــــال عهد الجرح صار صديدا

ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً
ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا

إن كنت تدري ما الغـرام فداوني
أو ، لا فخل العــــــــذل والتفنيدا
 
ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891
وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.

دواوينه:
ـ تذكار الماضي.
ـ الجداول.
ـ الخمائل.



مرورك وإضافاتك زادا موضوعي رونفا وجمالا

شكرا جزيلا لك يا نور على الاضافة الجميلة لاشعار اليا ابو ماضي

تقبلي مني فائق التحية والتقدير
 
قصيدة (الغبطة)

ايليا أبو ماضي


أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ

كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ

أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ

وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ

فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ

وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ

وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ

فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ

فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ

وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ

كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ

فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ

* * *

أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ

لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ

لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ

إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ
 
ايليا أبو ماضي




لا تَـسَلْ أيـن الهوى والكوثرُ
سَـكَتَ الـشادي وبُـحَّ الوترُ



فـجأةً ... وانقلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ ...ماذا جرى؟ ما الخبرُ



مـاجتِ الدنيا بمن فيها ، كما
مــاج نـهرٌ ثـائرٌ مُـنكدرٌ



كُـلـهم مُـسـتَفسِرٌ صَـاحبه
كـلُّهم يُـؤذيه مـن يَستَفسِر



هَـمَسَ الـموتُ بـهم همستهُ
إن همس الموت ريحٌُ صَرصَرٌ


فـإذا الـحيرةُ فـي أحـداقهم
كـيفما مـالوا وأنـى نظروا


عـلِموا ... يا ليتهم ما عَلِموا
أنَّ دنـيا مـن رؤىً تُحتَضَرُ


والـذي أطـربهم عـن قُدرةٍ
بــات لايـقوى ولا يـقتدرُ



يَـبِسَ الـضِّحكُ على أفواههم
فـهو كالسُّخرِ وإن لم يسخروا


وإذا الآسـي ... يـدٌ مخذولةٌ
ومُـحيا الـيأسُ فـيه أصفرُ


شاع في الدنيا الأسى حتى شكت
أرضُـهـا وطـأتَهُ والـجَدرُ



فـعلى الأضـواء مِـنه فترةٌ
وعـلى الألـوان مِـنه أثـرُ


والـقـناني صُــورٌ بـاهِتَةٌ
والأغـانـي عَـالـم مُـندثرُ


ألـهـنا أُفـلِت مـن أيـديهمُ
والأمـاني ...؟ ..إنها تنتحِرُ
 

اخيرا اهداء إلي كل أم

قصيدة (( هِيَ ))

للشاعر إيليا أبو ماضي

أروى لكم عن شاعرٍ ساحرِ حكايةً يُحمد راويها

قال: دعا أصحابَهُ سيّدٌ في ليلة رقّت حواشيها

فانتظمت في قصره عصبةٌ كريمةٌ لا واغلٌ فيها

من نبلاء الشعب ساداتها وخيرة الغِيد غوانيها

حتى إذا ما جلسوا كلهم وطاف بالأكواب ساقيها

قام أميرُ القصر في كفّــهِ كأسٌ أعارتهُ معانيها

وقال: يا صحبُ على ذكركم املأها حبـّــاً وأحسوها

وذكر ِ مَـن قلبــيَ عبـدٌ لها ومهجتي إحدى جواريها

حبيبتي ( لمياء) سمّيتها ولم أكن قبلاً أُسميها

فشربوا كلهمُ سرّها وهتفوا كلهمُ تيها

فأجزل الشكرَ لأصحابهِ الشكرُ للنعمةِ يُبقيها

وصاح بالساقي : علينا بها فطاف بالأكواب ساقيها

وقال للاضياف : سمعاً! فلي كلمةٌ ، ألعدلُ يمليها

ما أنا وحدي الصبّ فيكم ولا كلّ العذارى من أناجيها

فكلُ نفسٍ مثل نفسي لها في هذه الدنيا أمانيها

وكلّ قلبٍ مثل قلبي له حسناء ترجوهُ ويرجوها

يا صحبُ من كانت به صبوةٌ يعلنها الآن ويبديها

فنهضوا ثانيةً كلّــهم ورفعوا الكاسات تنويها

كلهمُ يشربُ سرّ التي يهوى من الغيدِ ويطريها

* * * *

وكان في الشَربِ فتى باسلٌ طلعتهُ تسحرُ رائيها

شارك في أول أقداحهم ولم يشاكهم بثانيها


وأنت ؟ قال الصحب واستضحكوا هل لك حسناء نحيّـيـها ؟

قال أجل : اشرب سر التي بالروح تفديني وأفديها

صورتها في القلب مطبوعةٌ لاشيء حتى الموت يمحوها

لا تترضّاني رياءً ولا تلثمني كذباً وتمويهاً

يضيعُ مالي ويزول الصبى وحبّـها باقِ وحبيّـها

قد وهبتني روحها كلها ولم تخف أني اضحّيها

سرّ التي لا غادة بينكم مهما سمت في الحبّ تحكيها

فأجفلوا منهُ كمن حيّةٍ نهّاشة قد عزّ راقيها

وقالت الغادات : أفٍ له قد شوّه المجلس تشويها

لو ظل فيما بيننا صامتاً لم تسمع الآذان مكروها

وقلقل الفتيانُ أسيافهم فأوشكت تبدو حواشيها

وتعتع الشادي بألحانهِ وماجتِ الدارُ بمن فيها

وقال قومٌ : خيـَلتهُ الطلا ! وقال قومٌ: صار معتوها !

فصاح ربّ الدار : يا سيدي وصفتَها ، لِمَ لا تسمّيه

أتخجل باسم من تهوى ؟

أحسناءٌ بغيرِ اسم ؟

فاطرقَ غير مكترثٍ

وتمتمَ خاشعاً......أمّـي !؟
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top