/\/\/\/\/\/\/| (ملخصــات التـــــاريخ و الجغرافيــــا) |\/\/\/\/\/\/\/\

Bad Boy MMA

:: عضو مُشارك ::
إنضم
26 ماي 2011
المشاركات
163
نقاط التفاعل
19
النقاط
7
العمر
30
عـدم التكافـئ بـين الشـمال والـجنوب

مقدمة : تنقسم دول العالم إلى مجموعتين: دول غنية تضم 5/1 سكان العالم وتسمى بدول الشمال. ودول فقيرة تضم 5/4 من سكان العالم وتعرف بدول الجنوب. وتتميز العلاقة بين المجموعتين بهيمنة دول الشمال اقتصاديا وثقافيا على دول الجنوب.

تم تصنيف دول العالم إلى شمال وجنوب في إطار منظومة عالمية تتمحور حول قطب ثلاثي .


1 ): الاعتماد على المؤشرات الاقتصادية لتصنيف دول العالم:

أ): بعد الحرب العالمية الثانية، صنفت دول العالم إلى دول اشتراكية ودول رأسمالية، انطلاقا من معيار سياسي. كما صنفت إلى دول قوية اقتصاديا ودول فقيرة اعتمادا على معيار اقتصادي. وأطلقت على الدول الفقيرة عدة أسماء كالدول المتخلفة ودول العالم الثالث و السائرة في طريق النمو أو النامية.

ب): أما التصنيف إلى شمال وجنوب، فليس بالمعنى الجغرافي ؛ حيث توجد دول فقيرة في شمال الكرة الأرضية ودول غنية في جنوبها، وإنما يعني عدم التكافؤ بين دول غنية تملك 5/4 من ثروات العالم وتتميز باستقرار عدد السكان وهي الشمال. ودول فقيرة تملك فقط 5/1 ثروات العالم وتتميز بارتفاع عدد السكان وهي دول الجنوب. ويفترض هذا التصنيف، في إطار المنظومة العالمية، أن دول الشمال هي { المركز }ودول الجنوب هي { المحيط}.
ج): ومن المؤشرات الإحصائية المعتمدة في تصنيف الدول: مؤشر الناتج الوطني الإجمالي للفرد. لكن هذا المؤشر، رغم أنه يبرز الهوة بين الشمال والجنوب، فإنه ليس معبرا دقيقا لأنه يحسب بالدولار أي بعملة غير مستقرة القيمة، ولها قيما شرائية تختلف باختلاف قيمة عملات الدول بالنسبة للدولار. كما أنه لا يعبر عن التفاوتات الاجتماعية داخل بلد معين، مما دفع الأمم المتحدة إلى تبني مؤشر التنمية البشرية (التعريف ص6)

وتبرز هذه المؤشرات عدم التكافؤ بين الشمال والجنوب، كما تبرز عدم انسجام دول كل مجموعة؛ حيث نجد مثلا دولا أفريقية أكثر تخلفا ودول الخليج البترولية غنية ومتخلفة، وكلها دول تنتمي إلى الجنوب.

2 ): تتمحور منظومة العالم حول قطب ثلاثي:

يتمثل في الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة واليابان. وترتبط بالاتحاد الأوربي دول أوربا الشرقية وروسيا، وبالولايات المتحدة دول أخرى مثل كندا وأستراليا. أما اليابان فدوره الاقتصادي أهم من دوره السياسي على المستوى الدولي.

وتتموضع دول الجنوب في مواقع مختلفة حول كل قطب من الأقطاب الثلاثة، ومنها دول بدأت تتطور بشكل سريع مثل الصين وكوريا، ود و ل أخرى تحاول أن تتطور وأخرى تزداد تخلفا. وهذه المنظومة العالمية بدأ تشكلها منذ القرن 19 بفعل التوسع الاستعماري واستمرار العلاقات اللامتكافئة والهيمنة الاقتصادية والثقافية. وهذا ما يعتبره البعض كأسباب خارجية ساهمت في تخلف دول الجنوب، إضافة إلى عدم ملائمة الظروف الطبيعية للنشاط البشري والانفجار الديمغرافي والتفاوت الطبقي، التي يمكن اعتبارها أسبابا داخلية للتخلف

يبرز عدم التكافؤ بين الشمال والجنوب في المجالين السكاني والاقتصادي.

1 ): المظاهرالاجتماعية والديمغرافية :

تضم دول الشمال حوالي 20% منسكان العالم، في حين يضم الجنوب 80% مع اختلاف الكثافة السكانية حسب الدول والمناطق. ويعرف الشمال تزايدا سكانيا ضعيفا حيث تصل نسبة التكاثر الطبيعي ما بين 0 و0,7 %. وتصل نسبة الخصوبة ما بين 1,4 و 1,8 وهي نسبة تقل عن المعدل النظري لتجديد الأجيال (2,1 ). لذلك تعاني دول الشمال من شيخوخة سكانها وارتفاع تكاليف رعاية المسنين. أما دول الجنوب فتعرف انفجارا ديمغرافيا بسبب ارتفاع نسبة الولادات وقلة الوفيات، رغم تراجع نسبة الخصوبة إلى 3,5 . لكن أغلب الساكنة شابة (من 40 إلى 50% سنهم تقل عن 15 سنة ) مما ينذر باستمرار ارتفاع عدد السكان في الجنوب.

وعرفت دول الشمال ظاهرة التمدين منذ الثورة الصناعية، أما دول الجنوب فمنذ منتصف القرن 20 وأصبح العالم يعيش انفجارا حضاريا حيث أصبح الجنوب يضم سنة 1994 أكثر من 3/2 مدن العالم التي يفوق عدد سكانها 10 مليون نسمة، وذلك راجع إلى التكاثر الطبيعي المرتفع والهجرة القروية. وتعاني مدن الجنوب من تكدس السكان في المدن الكبرى مما يؤدي إلى عدة مشاكل كالبطالة والتلوث وانتشار مدن الصفيح وضعف المرافق الصحية والبنيات التحتية.

أما من حيث ظروف العيش ورغم الفوارق الطبقية في كل البلدان، نجد سكان الشمال يتمتعون بأمن غذائي وتغذية متوازنة وظروف صحية جيدة (320 نسمة لكل طبيب)، في حين أغلب سكان الجنوب يعانون من نقص في التغذية وسوء التغذية ومن المجاعات أحيانا، مع ضعف الإمكانات الصحية (35 ألف نسمة لكل طبيب). كما يعانون من الأمية ( 50% من الأطفال يلجون المدارس)، ومن الفوارق الطبقية.

2 ): المظاهر الاقتصادية:

تعرف اقتصاديات دول الشمال انسجاما بين القطاعات الاقتصادية، وفي الجنوب عدم التكامل والتنافر بين القطاعات. ويعاني اقتصاد الجنوب من الازدواجية: تقليدي وعصري.

أ ): الفلاحة:

تتميز في الشمال بتنوع الإنتاج وضخامته حيث تصدر 3/2 المواد الغذائية في العالم، وبذلك تهيمن على سوق المنتجات الفلاحية، مع العلم أن مساهمة الفلاحة في الناتج الوطني لدول الشمال لا تتجاوز 6% وتشغل أقل من 7% من اليد العاملة. أما في الجنوب فتشغل الفلاحة 50% من السكان النشيطين وتساهم بنسبة 30% في الناتج الوطني الإجمالي. وتعاني من استعمال أساليب ووسائل تقليدية مع وجود قطاع عصري محدود موجه للتصدير، مما يجعل الأمن الغذائي في الجنوب مرهونا بالاستيراد من الشمال، رغم حصول بعض الدول على الاكتفاء الذاتي مثل الهند والأرجنتين.

ب ): الصناعة:

تطورت الصناعة في دول الشمال منذ الثورة الصناعية. وأصبحت صناعة قوية ذات إنتاجية مرتفعة اعتمادا على التطور التكنولوجي. أما في الجنوب فقد ارتبط التصنيع بالعهد الاستعماري. وتركزت الصناعة قرب المناجم والمدن الكبرى وطرق المواصلات. وتعاني من الضعف التكنولوجي وسيطرة الرأسمال الأجنبي والقطاع العام، أو فئة محلية قليلة، بالإضافة إلى انتشار الصناعات الخفيفة. لكن بعض دول الجنوب استطاعت تطوير صناعتها مثل الصين وكوريا الجنوبية.

ج ): في الميدان التجاري:

تظهر العلاقة اللامتكافئة بين الشمال والجنوب نتيجة تحكم الشمال في الأسواق والأسعار؛ فأغلب دول الجنوب تصدر المواد الخام بثمن منخفض وتستورد المواد المصنعة بثمن مرتفع، مما يسبب عجز ميزانها التجاري، فنهجت سياسة القروض. وانطلاقا من السبعينات وبداية الثمانينات ظهرت أزمة المديونية حيث تراكمت الديون على الدول المتخلفة بسبب ارتفاع نسبة الفائدة وسعر الدولار وانخفاض أثمان المواد الأولية والبترول. وعجزت بعض الدول عن تسديد الفوائد والقروض. وتدخل {صندوق النقد الدولي} و {البنك الدولي} لاقتراح بعض الحلول منها ((برنامج التقويم الهيكلي)) دون مراعاة النتائج السلبية على الجانب الاجتماعي. وتتدخل دول الشمال في إطار هيمنتها على الجنوب بأسلوب تقديم المساعدات، الهدف منها استمرار التبعية للشمال وتجنب مشاكل الجنوب مثل الهجرة السرية وتهريب المخدرات. وتشكل تلك المساعدات أقل من 2/1 خدمة الدين الخارجي. وتنافس أحيانا الإنتاج المحلي خاصة الفلاحي( أي المساعدات الغذائية ).

خـاتــمة : تحاول دول الجنوب مواجهة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية بنهج سياسة تنموية تختلف من بلد لآخر. وبعضها يحاول العمل في إطار اتحادات أو تكثلات جهوية. لكن هيمنة الشمال وانعدام التعاون بين دول الجنوب، تحول دون تقليص الهوة بين الشمال والجنوب.


الولايات المتحدة الأمريكية: أسس القوة الإقتصادية





مقدمة : تعتبر الولايات المتحدة أول قوة اقتصادية في العالم لعدة عوامل منها: مساحتها الواسعة 9.363.123 كلم 2 (الصف 4 ). وحيوية سكانها 280 م.ن. وتنظيمها الرأسمالي المحكم، وإمكانياتها الطبيعية الملائمة: كتنوع التضاريس والمناخ وتوفر المواد الأولية ومصادر الطاقة.



تتميز الظروف الطبيعية الأمريكية بتنوع التضاريس والمناخ



1 ): التضاريس : متنوعة ومنتظمة التوزيع، يمكن تقسيمها إلى وحدات كبرى حسب الموقع:

- جبال الأبلاش: سلسة قديمة تمتد في الجهة الشرقية من الشمال إلى الجنوب على مسافة 2000 كلم. قليلة الارتفاع ( 2000 م). تحف بها هضاب طولية وتشرف على السهول الوسطى غربا وعلى السهول الساحلية شرقا.

- السهول الوسطى: واسعة، تمتد من جبال الأبلاش شرقا إلى جبال الروكي غربا، ومن منطقة البحيرات والسهول العليا إلى منطقة الميسيسيبي التي تبرز فيها مرتفعات أوزارك.

- السلاسل الغربية: يمكن تقسيمها إلى قسمين: 1 ) سلسلة جبال الروكي: وهي سلسلة ملتوية ومرتفعة تشرف على السهول الوسطى. 2 ) السلاسل الساحلية: تمتد على طول الواجهة الغربية وهي سلسلة الشلالات والسلسلة الساحلية وسلسلة نيفادا. وتفصل بينها وبين جبال الروكي، هضبة كولومبيا في الشمال والحوض الكبير في الوسط وهضبة كلورادو في الجنوب.




2 ): الـمـنـاخ: متنوع يتأثر بالتوزيع الطولي للتضاريس مما يؤدي إلى تعرض البلاد إلى الرياح القطبية في الشتاء والرياح المدارية في الصيف، إضافة إلى المؤثرات المحيطية والتيارات البحرية.

- في الغرب: المناخ محيطي في الشمال ومتوسطي في الجنوب، مما ساهم في انتشار الغابة في الشمال والنباتات المتوسطية في الجنوب.

- في الوسط: تقل الأمطار ويسود الجفاف وتنتشر الصحاري والسهوب مثل صحراء أريزونا وصحراء و ا دي الموت.

-في الشرق: المناخ قاري في الشمال و شبه مداري في الجنوب؛ ففي الشمال تسود البرودة في الشتاء وترتفع الحرارة في الصيف وتسقط أمطار تصل 500 ملم/ س. وفي الجنوب تسقط أمطار غزيرة في الصيف. ونظرا لخصوبة التربة وتوفر شبكة مائية، حلت الزراعة محل الغابات.




يتألف سكان الولايات المتحدة من أجناس مختلفة، ارتفع عددهم بفعل الهجرات والزيادة الطبيعية



1)- يعتبر العنصر الأوربي الأنجلو سكسوني أهم عناصر سكان الولايات المتحدة وهي: الهنود الحمر الذين يمثلون العنصر الأصلي في القارة، تمت إبادتهم، وبقيت منهم جماعات منعزلة، وبعضهم اندمج في المجتمع الجديد. والأوربيون الذين يعتبرون العنصر الأساسي لسكان الولايات المتحدة، أغلبهم من أصل إنجليزي، بالإضافة إلى الهولنديين والإسبان والفرنسيين. ثم الـملونون ومنهم السود، استقدموا من أفريقيا كعبيد، ويمثلون حوالي 10 % من مجموع السكان. بالإضافة إلى الصينيين واليابانيين. وتعاني هذه الفئة من الميز العنصري.



2)- تزايد سكان الولايات المتحدة بسبب الهجرات والتكاثر الطبيعي : بلغ عدد سكان الولايات المتحدة في سنة 1800 /5م.ن. وفي 1900 /76م.ن. وفي 1991/ 252,8م.ن. ويرجع ذلك إلى الهجرات المتتالية من العالم القديم إلى القارة الجديدة حيث استقر +من50م مهاجر بالولايات المتحدة، مما دفع إلى تقنين الهجرة وعدم السماح بالدخول إلا للمهاجرين المنحدرين من عائلات أمريكية أو أصحاب الأموال والكفاءات التقفية واللاجئين السياسيين. وعرفت البلاد نموا ديمغرافيا بعد الحرب العالمية الثانية وصلت نسبته 2,5 % ما بين 1951 و1975. لكن هذه النسبة انخفضت في السنوات الأخيرة إلى 0,8 % في 1991 وإلى0,6 % في1995.



3)- أغلب السكان بالمدن، ويتوزعون بشكل غير منتظم بين المناطق : 76 % من السكان بالمدن، يتركزون أساسا في المناطق الشمالية الشرقية، لكونها المناطق الأولى لاستقرار المعمرين الأوربيين. هذا رغم الهجرات السابقة نحو الغرب لوجود السكك الحديدية واكتشاف ذهب كاليفورنيا. وكذلك الهجرة الداخلية حاليا حيث يتنقل حوالي 40 مليون من السكان في السنة. وتبلغ الكثافة السكانية العامة 25ن/ كلم2.وأغلب التجمعات السكانية توجد بالشمال الشرقي ( الميغالوبوليس) حيث يتركز أزيد من 50م. ن. على مسافة 1000كلم. وأهم مدنها نيويورك 18م.ن. بالإضافة إلى المدن الكبرى في الغرب مثل لوس أنجليس و سان فرانسيسكو.

ويشكل السكان في الولايات المتحدة رغم اختلاف أجناسهم قاعدة هامة لازدهار اقتصادها في إطار النظام الرأسمالي.




تتميز الرأسمالية الأمريكية بكونها صناعية تعتمد على التركيز الرأسمالي وتنظيم العمل




1): تتميز الرأسمالية الأمريكية بكونها صناعية باعتبار الصناعة المحرك الأساسي للاقتصاد. ويتجلى ذلك في:

- تجهيز الصناعة للقطاع الفلاحي بالآلات والمعدات الفلاحية، التي تسمح باستصلاح الأراضي والاستغلال الجيد والتقل ي ص من اليد العاملة وتكاليف الإنتاج والزيادة في الإنتاج والأرباح.

- توفر الصناعة لقطاع الخدمات تجهيزات أساسية كوسائل النقل والاتصال والمعدات الإليكترونية المختلفة. ويوفر القطاع الثالث عدة خدمات للصناعة كالبحث العلمي والمساهمة في تصريف الإنتاج ( الإشهار +دراسة الأسواق...)



2): يتميز الاقتصاد الأمريكي بقوة التركيز الرأسمالي : يتم التركيز الرأسمالي إما بشراء أسهم الشركات الصغرى والمتوسطة لدمجها لتشكيل شركة كبرى، وإما بتخفيض الأثمان من طرف الشركات القوية قصد إفلاس الشركات الصغرى، ليسهل دمجها. وبهذه الطريقة تكونت مؤسسات كبرى مالية و صناعية احتكارية؛ فعلى مستوى الإنتاج يتخذ التركيز شكلين: أفقي ويتم بين شركات ذات إنتاج متشابه، ويعطي ما يسمى بالكارتيل. وهو وفاق بين مجموعة من الشركات قصد احتكار الأسواق وتحديد الأسعار، تجنبا للمنافسة. وتركيز عمودي يتم بإدماج شركات تساهم في إنتاج واحد وتشكيل شركة واحدة، أي ما يسمى بالت ر وست . وعلى مستوى رأس المال، يتم التركيز لخلق مؤسسات مالية كبرى وهي نوعان: شركات المساهمة، أي رأسمالها يعود إلى عدد كبير من المساهمين، ثم الهولدينغ أي شركة التملك وهي مؤسسات مالية احتكارية تفرض سيطرتها على المؤسسات الصناعية والبنكية بواسطة امتلاك قسم كبير من أسهمها.



3): أهمية تنظيم العمل : ويتجلى ذلك في قيام التقنيين بالجانب النظري لتنظيم العمل. وقيام العمال المرتبطين بالآلة، بسبب استعمال طريقة العمل المتسلسل، بالجانب التطبيقي. واستعمال الآلة والعقول الإليكترونية قصد الزيادة في الإنتاج والتخفيض من تكاليفه، حيث توجد عدة معامل يتم تسييرها من طرف عدد قليل من التقنيين. وتوحيد نمط الإنتاج أي نظام ستندار بسبب استعمال الآلة، ولغزو الأسواق بمنتجات منخفضة الأثمان وتصريفها عن طريق الإشهار.




تعد تناقضات النظام الرأسمالي الأمريكي أهم المشاكل التي تحاول الدولة تجاوزها



1): التناقضات الاقتصادية والاجتماعية: على المستوى الاقتصادي يحمل النظام الرأسمالي الأمريكي عدة تناقضات منها كون الشركات القوية تسبب في إفلاس الشركات الصغرى والمتوسطة، مما يدل على الإخلال بمبدأ المنافسة. كما أن التركيز الأفقي يلغي نفس المبدأ. وعلى المستوى الاجتماعي، يعتبر المجتمع الأمريكي استهلاكيا، لكن اختلاف الدخل الفردي بين الطبقات وضعفه بالنسبة للعاطلين والعمال السود يؤدي إلى ضعف القوة الشرائية لدى هذه الفئات ، مما يؤدي إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، فتحدث الأزمات.




2): تدخل الدولة ومحاولة تجاوز هذه التناقضات : ازداد تدخل الدولة في الاقتصاد أهمية انطلاقا من الخطة الجديدة مع الحفاض على مبدأ الحرية الاقتصادية. ويتجلى تدخل الدولة في محاربة المؤسسات الاحتكارية لحماية المؤسسات الصغرى والمتوسطة حفاظا على مبدأ المنافسة الحرة. وتحكم الدولة في الكتلة النقدية الرائجة والإنتاج تفاديا للتضخم المالي. بالإضافة إلى الزيادة في الاستهلاك الداخلي عن طريق النفقات العسكرية والأبحاث الفضائية. كما تنهج الدولة سياسة إمبريالية تضمن غزو الأسواق والحصول على المواد الأولية و مصادر الطاقة. وتتخذ ه ذه السياسة عدة أساليب منها:

- الاعتماد على المؤسسات المتعددة الجنسية وخلق فروع لها في الخارج.

- سياسة المساعدات الخارجية للعالم الثالث تضمن البيع وفتح أسواق خارجية و الحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة.

- الاستثمارات في الخارج تحقق أرباحا أكثر في الدول المتخلفة عما تحققه في الدول الصناعية.

- تدخل الولايات المتحدة في الحروب قصد تصريف إنتاجها وتنميته.




خاتمة: رغم قوة الولايات المتحدة اقتصاديا على المستوى الدولي، فإن تلك القوة تخفي عدة تناقضات اجتماعية واقتصادية تحاول الدولة تجاوزها.​
 
الولايات المتحدة الأمريكية:الإنـتاج والمـشاكل



مقدمة : الولايات المتحدة هي أكبر قوة اقتصادية في العالم نتيجة: الظروف الطبيعية والبشرية الملائمة وأهمية التنظيم الرأسمالي. واهم القطاعات الاقتصادية قطاع الخدمات ويشغل 70,3 % من اليد العاملة، يليه قطاع الصناعة 27 % ثم قطاع الفلاحة 2,7 % ، لكنها أقوى فلاحة في العالم.

ورغم اهمية الاقتصاد الأمريكي فإنه يعاني عدة مشاكل.



تعـد الفـلاحة الأمـريكـية أقـوى فـلاحـة في الـعالـم



1: الظروف المساعدة :

منها الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، مما أدى على ارتفاع نسبة الأراضي المستغلة فلاحيا 47 % من مجموع المساحة، مع اختلاف حجم الاستغلاليات. ومنها البشرية كاستعمال أساليب وتقنيات حديثة والتخلي عن الزراعة الوحيدة الانتاج وتطبيق نتائج البحث العلمي واختيار البذور والمواشي ذات إنتاج مرتفع واستعمال الآلة (2/1 جرارات العالم ) والسقي واستعمال الأسمدة ومبيدات الحشرات والنباتات الطفيلية. إضافة إلى ظاهرة التركيز الرأسمالي؛ فالاستغلاليات الرأسمالية تمثل 4,4 % من مجموع الاستغلاليات، وتقدم أزيد من نصف الانتاج الفلاحي الأمريكي. وتستغلها شركات عائلية أو مجهولة الاسم، مما يبرز تداخل الفلاحة مع القطاعات الأخرى.



2: الانتاج الفلاحي : وافر ومتنوع وموجه للتصدير.

أ : الانتاج الزراعي :

أغلبه يأتي من السهول الوسطى. وأهم المنتجات الفلاحية:القمح 63م طن(م2 ) ويتم إنتاجه في النطاق الربيعي مع إدخال الشعير والشمندر، وفي النطاق الشتوي مع إدخال السرغو. الذرة 254م طن وتزرع في نطاق الذرة مع إدخال مزروعات أخرى مثل الصوجا. الشعير8,1م طن ويزرع في نطاق القمح. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الصوجا والتبغ والخضر والفواكه، والمرتبة الثانية في إ نتاج القطن والثالثة في إنتاج الشمندر السكري.

ب: الانتاج الحيواني :


يساهم بنصف مداخيل الفلاحة، يخضع لأساليب عصرية، يمتاز بالكثافة: الأبقار101,7م راس، الخنازير 56,7م رأس، الأغنام 11م رأس. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الدواجن والرابعة في الصيد البحري.

وانطلاقا من هذه الأرقام تعد الولايات المتحدة أكبر منتج ومصدر للمواد الفلاحية؛ فهي تراقب الأسواق العالمية انطلاقا من بورصاتها المتخصصة بمدينة شيكاغو. وصادف ذلك حدوث عجز غذائي في أغلب دول العالم، مما يفسر الهيمنة الأمريكية.




3: مشاكل الفلاحة الأمريكية : متعددة وأهمها: تضخم فائض الانتاج بسبب ارتفاع الانتاج أكثر من حاجيات الأسواق الداخلية، و صعوبة التصدير بفعل ارتفاع قيمة الدولار وحصول بعض الدول الزبونة على الاكتفاء الذاتي والمنافسة من طرف الاتحاد الأوربي وكندا وأستراليا والأرجنتين. ولمواجهة التضخم تشجع الدولة على الاستهلاك الداخلي والتصدير بأسعار تقل عن أسعار الأسواق الداخلية، ومساعدة الفلاحين الذين يحددون الانتاج. كما تعاني الفلاحة الأمريكية من مشكل التربة بسبب إفقارها نتيجة التخصص وانجرافها بسبب التعرية. وكذلك استنزاف المياه الجوفية في بعض المناطق بسبب السقي وتلوثها بفعل كثافة المبيدات والأسمدة الكيماوية. وتدخلت الدولة وأحدثت مصلحة خاصة للمحافظة على التربة ، وتشجع على استعمال طريقة التناوب الزراعي والأسمدة العضوية والتشجير للمحافظة على التربة وخصوبتها. ورغم هذه المشاكل تبقى الفلاحة الأمريكية أقوى فلاحة في العالم، رغم ضعف مساهمتها في الناتج الوطني الاجمالي 2,1 % .



تعـتـبر الصـناعة الأمـريكـية أقـوى صناعـة في الـعالم



تتميز الصناعة الأمريكية بوفرة الإنتاج وتنوعه. وترتكز على وفرة المعادن ومصادر الطاقة والتنظيم المحكم المعتمد على التركيز الرأسمالي وتطور المستوى التقني.



1 : مصادر الطاقة والمواد الأولية :

متنوعة وهامة وأهمها الفحم الحجري حيث تتوفر الولايات المتحدة على3/1 احتياطي العالم. وبلغ إنتاجه 833م طن(م2) وأهم مناطق استخراجه جبال الأبلاش التي تقدم ثلثي الإنتاج، إضافة إلى المناجم الوسطى والغربية بجبال الروكي. وبلغ إنتاج البترول 388م طن والغاز الطبيعي 539 مليار م3. وتحتل الولايات المتحدة في كل منهما المرتبة الثانية. واهم الحقول توجد في التكساس وخليج المكسيك وكاليفورنيا وأوكلاهوما. لكن الاستهلاك الكبير للبترول يحتم الاستيراد خاصة من فنزويلا والشرق الأوسط. وتهيمن على أسواق البترول شركات كبرى مثل موبيل وال وطيكساكو وكولف وال وستندار وال. وتنتج الولايات المتحدة حوالي 4/1 إنتاج العالم من الطاقة الكهربائية: 3348 مليار كوس، أغلبها حرارية والباقي مولد بالطاقة المائية والنووية.


وبالنسبة للمواد الأولية فهي متنوعة، ولا تسد حاجيات الصناعة الأمريكية رغم وفرتها. وأهمها الحديد36م طن ويتم استخراجه قرب البحيرات الكبرى وجبال الروكي. ويتم استيراده من كندا وفنزويلا وليبيريا. البوكسيت 500 ألف طن ويستخرج من ولاية الأركنساس، ويتم استيراد 80 % من الحاجيات من أستراليا وغينيا وجاميكا . النحاس(م2) ويستخرج من منطقة البحيرات وأريزونا ويوطاه، وتستورد 13 % من الحاجيات من كندا والشيلي وزامبيا. وبلغ إنتاج الفوسفاط 45,6 م طن، المرتبة 1 في العالم، أغلبه يستخرج من ولاية فلوريدا. وتتوفر البلاد على معادن أخرى متنوعة كالذهب والرصاص(م2) والفضة والأورانيوم(م3) والزنك(م5) وغيرها.

ورغم كون الولايات المتحدة قوة معدنية، فإنها تنهج سياسة الحفاظ على مدخراتها من المعادن وتستورد أغلب حاجياتها من الخارج.



2: الإنتاج الصناعي:


يت ميز بتفوق الصناعة الثقيلة والتطور المستمر للصناعات الخفيفة. وأهم الصناعات الأساسية( الثقيلة) صناعة الصلب(م3) وأهم مناطق إنتاجه منطقة البحيرات الكبرى والجنوب والغرب. وتحتكره شركة صلب بيت لحم ( beth lehem steel) وشركة صلب الولايات المتحدة (united steel) ، ثم صناعة الألمنيوم(م1) وتتركز في مناطق إنتاج الكهرباء. وتعتبرالصناعات الكيماوية الأساسية من أهم الصناعات الأمريكية حيث تبلغ طاقة تكرير البترول أزيد من 20 % من الطاقة العالمية. و بالنسبة للصناعات الخفيفة فهي في تطور مستمر حيث تحتل الولايات المتحدة المراتب الأولى في جل الصناعات المعدنية الخفيفة حيث تنتج 80 % من العقول الاليكترونية و50 % من السيارات والجرارات على المستوى العالمي. كما تحتل الصف الأول في ميدان الطيران وغزو الفضاء. وكذلك في النسيج الطبيعي والاصطناعي. كما تتوفر على صناعات غذائية متعددة وصناعة ورقية وسينمائية.



3: التوزيع الجغرافي للصناعة:

تتوزع الصناعة الأمريكية في ثلاث مناطق أساسية وهي:

· الشمال الشرقي : ويضم منطقتين هامتين هما : منطقة المغالوبوليس الممتدة على الساحل الشمالي الشرقي من بوسطن إلى واشنطن، وأهم مراكزها الصناعية نيويورك. ثم منطقة البحيرات الكبرى وأهم مراكزها الصناعية شيكاغو. ويعد الشمال الشرقي أقوى منطقة صناعية في العالم، حيث تتجمع مختلف الصناعات المعدنية والكيماوية الأساسية والخفيفة والصناعات ذات التكنولوجيا العالية . ويرجع تفوق هذه المنطقة في مجال الصناعة إلى عوامل طبيعية وبشرية وتاريخية؛ كتوفر المواد الأولية ومصادر الطاقة وسهولة المواصلات ، وتركز السكان والشركات المالية والصناعية، وكذلك لكون هذه المنطقة مهد الثورة الصناعية بالولايات المتحدة.

· الجنوب : إعتمد تصنيعه على القطن في القديم وعلى البترول حديثا، وعلى الرساميل المتوفرة واليد العاملة. وأهم الصناعات بالجنوب: النسيج والصناعة البتروكيماوية والفضائية.

· الساحل الغربي : ترتكز صناعته على الطاقة الكهرمائية في الشمال وعلى البترول في الجنوب. وأهم صناعات هذه المنطقة: الصلب والأليمنيوم والميكانيكية وتكرير البترول وصناعة الطائرات( بوينغ بمدينة سياتل)، بالإضافة إلى الصناعة السينمائية والورقية والغذائية.



4: مشاكل الصناعة الأمريكية :

متعددة وأهمها تضخم فائض الإنتاج الصناعي والنافسة الأجنبية خاصة من طرف اليابان والاتحاد الأوربي في مجال صناعة الصلب والسفن والسيارات والصناعة الإليكترونية الدقيقة والنسيج. وأصبحت المصنوعات الأجنبية تغزو الأسواق الأمريكية. وتعاني الصناعة الأمريكية من تراجع الثروات الوطنية، مما يدفعها على المزيد من الاستيراد. كما تعاني بعض المراكز الصناعية من التلوث بسبب كثرة المصانع، مما دفع الدولة إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من حدته بفرض التزامات تقنية ومالية تخصص لمحاربة التلوث.



تعـد الولايـات المتـحـدة أكـبر قـوة تـجاريـة فـي الـعالم



1 – التجارة الداخلية :

تعتمد على شبكة هامة من طرق المواصلات المختلفة منها: السكك الحديدية 420 ألف كلم(3/1 الشبكة العلمية). الطرق المعبدة + 6 م كلم، وتبرز أهميتها من خلال معدل السيارات الخاصة بالبلاد (سيارة لكل مواطنين) إضافة إلى السيارات العمومية والشاحنات والحافلات. وتتوفر البلاد على شبكة من الطرق النهرية خاصة في الشمال الشرقي، والمتمثلة في البحيرات الخمس المتصلة بقنوات ملاحية مع نهر سان لوران ونهر هودسون. بالإضافة إلى نهر الميسيسيبي ورافده الميسوري. وتتجلى أهمية المطارات في عدد الطائرات الخاصة الذي يفوق عدد طائرات شركات النقل الجوي. تضاف على هذه الطرق شبكة من الأنابيب تنقل البترول والغاز الطبيعي بين مناطق الإنتاج والتكرير والتخزين.

وتتجلى أهمية التجارة الداخلية الأمريكية في كون المجتمع الأمريكي مجتمعا استهلاكيا سواء على مستوى الأفراد لارتفاع مستوى العيش، أو على مستوى الدولة التي تشجع على الاستهلاك بالزيادة في نفقاتها المختلفة.



2 – التجارة الخارجية :

تعتمد على الواصلات الجوية وخاصة البحرية، حيث تتوفر البلاد على موانئ كبرى مجهزة بأحسن وسائل الشحن والتفريغ والتخزين، وأهمها ميناء نيويورك(م2) بالإضافة إلى موانئ الواجهة الجنوبية والغربية. وأهم المبادلات الخارجية تتم مع الاتحاد الأوربي وكندا ودول العالم الثالث. وتشكل المنتجات الصناعية 2/1الصادرات الأمريكية والمواد الفلاحية 6/1 خاصة الحبوب، ثم مواد أولية وفحم حجري، والخدمات المختلفة. وأهم الواردات تتمثل في المواد الأولية والبترول وبعض المنتجات الفلاحية المدارية كالشاي والبن والفواكه، ومواد استهلاكية مصنعة كالملابس والأدوات الآلية والسيارات ( أكبر مستورد للسيارات) والمنسوجات.

ورغم قوة التجارة الأمريكية فإن ميزانها التجاري يتميز بالعجز بسبب صعوبة التصدير وارتفاع النفقات العسكرية وقيمة الواردات، مما دفع إلى القروض الداخلية والخارجية.



خاتمة : رغم المشاكل التي يعانيها الاقتصاد الأمريكي، فإنه يبقى أقوى اقتصاد على المستوى العالمي، باعتبار قوة الإنتاج الفلاحي والصناعي واهمية التجارة الخارجية، مما يفسر الهيمنة الأمريكية في مختلف المجالات.


روسـيـا الإتـحـاديـة



مقدمة : تبلغ مساحة روسيا أزيد من 17م. كلم2 ( 76% من مساحة الاتحاد السوفياتي سابقا ). وعدد سكانها حوالي 147 م.ن. ورثت العضوية الدائمة في مجلس الأمن بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وكذلك المشاكل القومية والاقتصادية الناتجة عن التحول من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي.





أسـس الاقـتـصـاد الـروسـي




1 ) الظروف الطبيعية:

أ ) التضاريس :

يطغى عليها طابع الانبساط، ماعدا في الشرق والجنوب الشرقي. وأهم السهول السهل الروسي وسهل سبيريا الغربية، تفصل بينهما جبال الأورال. وأهم الهضاب هضاب سبيريا الوسطى والشرقية. ويحيط بهذه الأشكال التضاريسية شريط جبلي في الشرق والجنوب الشرقي، عبارة عن سلاسل جبلية تعزل البلاد عن المؤثرات البحرية الشرقية، في حين تنفتح على المؤثرات القطبية.

ب ) المناخ :

يطغى عليه طابع القارية والجفاف بسبب الامتداد الكبير للبلاد والحاجز الجبلي و وجود أغلب المساحة شمال خط عرض 50 درجة شمالا؛ ففصل الشتاء بارد جدا يتميز بتساقط الثلوج وتجمد الأنهار. وفي الصيف ترتفع الحرارة مع تساقطات غير منتظمة. وينعدم الصيف في المناطق القطبية. وفي المناطق المشرفة على بحر البلطيق تظهرالمؤثرات المحيطية، وعلى سواحل البحر الأسود يوجد المناخ المتوسطي، وفي الجنوب الشرقي يظهر المناخ الموسمي.

ج ) التربة والغطاء النباتي :

أغلبها فقيرة يغطيها غطاء نباتي يتدرج من الشمال إلى الجنوب؛ ففي المناطق القطبية تنتشر التندرا: وهي نباتات قصيرة بفعل البرودة والتربة المتجمدة ( الميرزلوطا )، تليها جنوبا التايغا: وهي غابات تشغل 2/1 مساحة البلاد، تربتها فقيرة ( البودزول )، تليها منطقة البراري وتربتها خصبة. وفي سواحل بحر قزوين توجد السهوب بفعل الجفاف. وفي الجبال توجد الأعشاب والغابات الجبلية.



2 ) الثروات الطبيعية :

هامة ومتنوعة لا تحتاج روسيا إلى استيرادها. لكن قساوة الظروف الطبيعية وصعوبة المواصلات تحد من استغلالها. وأهمها الفحم الحجري 176 م.طن (20% من احتياطي العالم). البترول 351م.طن(م3). وأهم حقوله: باكو III وباكو II (10/1 احتياطي العالم). الغاز الطبيعي 607 مليار م3(م1). الكهرباء876 مليار كوس(م3) أغلبها حرارية، ثم مائية ونووية. أما المعادن فهي متنوعة ومتوفرة بكثرة، وأهمها الحديد(2/1 احتياطي العالم)، بالإضافة إلى النحاس والبوكسيت والرصاص والزنك والمنغنيز والفوسفاط والذهب وغيرها.( أنظري ص.53 ).

3 ) شبكة المواصلات :

ضعيفة بالمقارنة مع حجم البلاد، وأهمها السكك الحديدية 140 ألف كلم، تتركز في القسم الأوربي وضعيفة بالمناطق الأسيوية. الطرق النهرية والبحرية: وأهم محاورها نهر الفلكا الذي يعتبر محور نظام البحار الخمسة ( قزوين، أزوف، الأبيض، الأسود، البلطيق). لكن هذه الطرق تعترضها مشكلة تجمد الأنهار في الفصل البارد. الطرق المعبدة قليلة لعدم الاهتمام بالنقل بواسطة السيارات والشاحنات لانتشار الثلوج والغابات والمستنقعات. ويعد النقل الجوي أهم وسيلة للمواصلات السريعة لاتساع البلاد وخاصة في المناطق الشمالية( الغابة+ الثلوج) التي لاتوجد بها طرق وسكك حديدية. تضاف إلى هذه الطرق شبكة من الأنابيب لنقل البترول والغاز الطبيعي.

4 ) الظروف البشرية والتاريخية:

أ ) السكان :

بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، أصبحت روسيا تضم حوالي147م.ن. 80 %من أصل روسي والباقي قوميات مختلفة تتار،مغول، شيشان...). وينتظمون في إطار 18 جمهورية و13 جهة داخل روسيا الاتحادية، ما عدا الشيشان التي حاولت الاستقلال. وعرفت روسيا تزايدا سكانيا بعد الحرب العالمية الثانية، استمر إلى الستينات، ثم انخفض عدد السكان لأن الحرب قضت على العنصر الشاب، بالإضافة على الاجهاض والعزوف عن الزواج بسبب المشاكل الاقتصادية الحالية. وأصبحت روسيا تعرف كارثة ديمغرافية لارتفاع نسبة الوفيات. وأصبح التكاثر الطبيعي سالبا(6 – ‰ ) سنة 1995.

ويتوزع السكان بشكل غير منتظم لعوامل طبيعية واقتصادية وتاريخية. ويتكدس أغلبهم في الجهة الغربية، في المراكز الصناعية مثل موسكو، في حين نجد المناطق الشرقية شبه فارغة.

ب ) الظروف التاريخية :

مرت روسيا من ثلاث مراحل أساسية:

ـ المرحلة الأولى :

بعد ثورة اكتوبر 1917 الاشتراكية، طبقت روسيا النظام الاشتراكي في إطار الاتحاد السوفياتي. وأصبحت الدولة توجه الاقتصاد عبر المخططات. وأصبحت روسيا قوة اقتصادية وعسكرية في إطار الاتحاد السوفياتي.

ـ المرحلة الثانية :

في 1985 ظهرت سياسة البريسترويكا والكلاسنوست بالاتحاد السوفياتي في عهد غورباتشوف. وتعني البريسترويكا إعادة التنظيم، وتهدف إلى تغيير البنيات الاقتصادية والسياسية دون المس بالنظام الاشتراكي هدفا لتحقيق توازن بين أهداف التخطيط ومتطلبات السوق، ولتحقيق الديمقراطية اجتماعيا وسياسيا. ولن يتأتى ذلك إلا بالشفافية( الكلاسنوست)، أي الصدق فيما تدلي به الادارة للمواطنين من معلومات مختلفة. وتجلى تطبيق هذه السياسة في تراجع دور الدولة في توجيه الاقتصاد. وأصبحت المخططات غير إلزامية، مما أدى إلى جنوح القوميات نحو الاستقلال وتفكيك الاتحاد السوفياتي الذي كانت نهايته الرسمية في 21/12/1991.

ـ المرحلة الثالثة :

بعد 1991 بدأت روسيا بتطبيق اقتصاد السوق الحرة أي النظام الرأسمالي. وبدأت بتشجيع الاستثمارات الأجنبية وخوصصة القطاع الفلاحي والصناعي. وحررت الأسعار والأجور منذ يناير 1992، مما أدى إلى تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة التضخم المالي وارتفاع الأسعار والديون الخارجية.


الـنشاط الاقـتـصادي: الإنـــتاج و المـشاكـل


1 ) الفلاحة :

تعاني الفلاحة من قساوة الظروف الطبيعية وصعوبة الانتقال من بنية اشتراكية إلى بنية رأسمالية. وتتميز بكونها فلاحة خفيفة.

أ ) البنية العقارية :

تتميز بطابعها الموروث عن النظام الاشتراكي المتمثل في ضيعات الدولة (السفخوزات) وتعاونيات الفلاحين( الكلخوزات) بالإضافة إلى ضيعات صغرى كانت تمثل ملكيات خاصة. ورغم إصلاحات 1985 التي تسمح بتوسيع القطاع الخاص وخوصصة القطاع العام، فإنها تواجه عدة مشاكل منها هجرة الشباب إلى المدن وعدم تطبيق تصريحات المسؤولين التي تهدف إلى تطبيق الليبرالية.

ب ) الانتاج الفلاحي :

أهم المنتجات الزراعية القمح37م.طن(م4) الشعير26م.طن(م1) الذرة2,1م.طن الشيلم11م.طن. لكن إنتاج الحبوب عرف انخفاضا كبيرا ما بين 1990و1991 بسبب التحولات الجديدة، فأصبحت روسيا أكبر مستورد للحبوب.أما الخضر والمزروعات الصناعية فأهمها البطاطس 37م.طن(م1) والشمندر 20م.طن(م5) والقطن والكروم والنباتات الزيتية. واستفادت تربية المواشي من مجهودات الدولة سابقا كتوسيع نطاق المزروعات العلفية واستعمال أساليب ووسائل حديثة. لكن إنتاج اللحوم والألبان لا يكفي الحاجيات: الأبقار 48م.رأس، الأغنام 40م.رأس، الخنازير 28م رأس. وتحتل روسيا المرتبة الثانية في الصيد البحري.



2 ) الصناعة : تعرف تحولا تدريجيا نحو النظام الرأسمالي.

أ ) البنية الصناعية :

يتم الانتاج الصناعي في مؤسسات صناعية كبرى تملكها الدولة مثل( كومبينا) وهو تركيز عمودي منذ عهد الاشتراكية. لكن إصلاحات 1985 حررت المؤسسات الصناعية من مخططات الدولة ومنحتها حق التسيير الذاتي. وشجعت على خوصصة بعض المؤسسات لتطوير القطاع الخاص الذي يمثل 85% في الصناعة. لكن الانتاج الصناعي يتميز بضعف الصناعات الاستهلاكية من حيث الكم والجودة وارتفاع التكاليف بسبب تبذير المواد الأولية ومصادر الطاقة.

ب ) الانتاج الصناعي :

يتميز بتفوق الصناعة الثقيلة التي استفادت سابقا من مخططات الدولة. وأهمها الصلب والألمنيوم، لكن الانتاج متوسط الجودة وكثير التكاليف. أما الصناعات الكيماوية الأساسية فهي البتروكيماوية والإسمنت والأسمدة التي لا تكفي الحاجيات، تليها الصناعات التجهيزية كصناعة الآلات المختلفة والصناعات الحربية والفضائية. أما الصناعات الاستهلاكية فاهمها النسيج والغذائية والأدوية والسيارات والمنتجات الاليكترونية ، لكنها لا تكفي الحاجيات.

ج ) المناطق الصناعية الكبرى: أهمها:


ـ منطقة موسكو :

اكبر منطقة صناعية في روسيا، استفادت من وفرة اليد العاملة وسهولة المواصلات ووجود العاصمة موسكو. ورغم قلة مواردها الطبيعية، فإن أغلب مدنها مراكز صناعية كبرى مثل موسكو و تولا و غوركي: تنتشر بها الصناعات الكيماوية والميكانيكية والصناعات الاستهلاكية الأخرى.

ـ منطقة روسيا الشمالية :

تتوفر على مواد أولية هامة، تنتشر بها الصناعات الحديدية التحويلية والغذائية والصيد البحري. وأهم مدنها سانت بترسبورغ، التي توجد بها الصناعات ذات التكنولوجيا العالية والميكانيكية والكيماوية والغذائية.

ـ منطقة الأورال :

ثاني منطقة صناعية في روسيا حيث تتوفر على المعادن ومصادر الطاقة. وبها صناعات مختلفة كالصلب والكيماوية والألمنيوم والميكانيكية والكهربائية. وأهم مدنها بيرم perm المتخصصة في الصناعة الكيماوية وصناعة الطائرات.

ـ منطقة الفلكا :

يعتبر نهر الفلكا أهم ممر ملاحي في روسيا. توجد على طوله مراكز صناعية كبرى. وأهم صناعاتها البتروكيماوية والميكانيكية والمعدنية الثقيلة وتركيب الآلات الفلاحية وصناعات أخرى.

ـ منطقة سبيريا :

تتوفر على مصادر الطاقة والمواد الأولية. وأهم صناعاتها الصلب والكيماوية والميكانيكية. وانتشرت الصناعة شرق هذه المنطقة على طول سكة حديد عابر سبيريا، لتوفر المعادن ومصادر الطاقة.

3 ) النشاط التجاري: لازال متواضعا.

أ ) التجارة الداخلية :

كانت تتحكم فيها الدولة في عهد الاشتراكية. وبعد إصلاحات 1985، تم تحرير الأسعار وتشجيع المبادرة الفردية لخلق سوق حرة. وأقامت روسيا علاقات تجارية مع الدول الرأسمالية. لكن التجارة الداخلية تعاني من ضعف شبكة المواصلات والقدرة الشرائية وارتفاع الأسعار بسبب التضخم المالي وتدفق السلع الأجنبية المهربة التي تؤدى أثمانها بالعملة الصعبة خاصة الدولار.

ب ) التجارة الخارجية :

ضعيفة بسبب تحكم الدولة فيها في عهد الاشتراكية، وبسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته الدول الرأسمالية على الاتحاد السوفياتي لمدة طويلة. لكن التحولات الجديدة وحاجة روسيا للتكنولوجيا العالية، دفتعها للتعامل مع الدول الرأسمالية. وتصدر المواد الأولية ومصادر الطاقة ، وتستورد الحبوب والتجهيزات الصناعية ذات التكنولوجية العالية باثمان باهضة، مما أدى إلى ارتفاع المديونية. لكن روسيا أصبحت تصدر الأسلحة( أكبر مصدر) والخبرات العلمية خاصة إلى دول العالم الثالث، مما جعل ميزانها التجاري يحقق فائضا إيجابيا. وتساهم روسيا في المبادلات الدولية بنسبة ضعيفة جدا 1%، مع العلم ان بعض الجهات المستقلة تتعامل مباشرة مع الخارج.



خاتمة : تتوفر روسيا الاتحادية على ثروات طبيعية هائلة. وتعاني من قساوة الظروف الطبيعية ومشاكل التحولات الجديدة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.
 
الإتحــاد الأوربــي





مـقدمـة: يشكل الاتحاد الأوربي قوة اقتصادية كبرى، تعمل على تجاوز المشاكل التي تعترضها لتحقيق الاندماج الاقتصادي والسياسي والنقدي. ارتبطت نشأته بمعاهدة روما 1957، بين 6 دول لخلق سوق مشتركة، ثم تطور تدريجيا بعقد عدة معاهدات وانضمام دول أخرى، فأصبح في 1995 يتألف من15 دولة.


تعمل دول الإتحاد الأوربي على تحقيق الاندماج الاقتصادي وتشكيل سوق كبرى



1 ): نشأة المجموعة الاقتصادية الأوربية :

فقدت أوربا مكانتها الاقتصادية بعد الحرب العالمية الأولى وأزمة 1929 الاقتصادية، وكذلك بعد الحرب العالمية الثانية. وشعرت بضرورة توحيد جهودها. وتجلى ذلك في تأسيس عدة منظمات اقتصادية أهمها: المنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي،ا لتي أنشأت لتنسيق مشاريع الدول المستفيدة من المساعدات الأمريكية المعروفة بمشروع مارشال 1947. ثم تأسست في 1951 المجموعة الأوربية للفحم والصلب C.E.C.A. بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا الغربية سابقا ودول البنيلوكس Bénélux الثلاث (بلجيكا، هولندا، اللكسومبورغ). وفي 1957 تأسست الأوراطوم EURATOM

( المجموعة الأوربية للطاقة الذرية ) من طرف دول مجموعة الفحم والصلب لتوحيد الجهود في مجال البحث واستعمال الطاقة الذرية. وتأسست المجموعة الاقتصادية الأوربية C.E.E. بموجب معاهدة روما في مارس 1957، التي تهدف إلى تحقيق اندماج اقتصادي بين الدول 6 الأعضاء، وخلق سوق مشتركة.



2 ): مرت المجموعة الاقتصادية الأوربية بأربع مراحل

وانتهت بتكوين الاتحاد الأوربي وهي:

ـ المرحلة 1:

( 1957 ـ 1969 ) خلالها بدأ تطبيق معاهدة روما بخلق اتحاد جمركي يهدف إلى تخفيض الضرائب الجمركية بين الدول الأعضاء لمدة 12 سنة، ثم إلغاؤها. وتم ذلك في 1969، واتفق على تعرفة جمركية موحدة مع الخارج. وفي مجال الفلاحة تم تطبيق سياسة فلاحية مشتركة P.A.C. منذ1962، لتنظيم سوق المنتجات الفلاحية. وساهمت هذه الإجراءات في تطور اقتصاد الدول الأعضاء، مما دفع دولا أخرى إلى الانضمام.

ـ المرحلة 2:

( 1970 ـ 1978 ) خلالها انضمت ابريطانيا وأيرلندة والدانمارك. كما تعرضت المجموعة إلى أزمتين: تمثلت الأولى في إلغاء الولايات المتحدة استبدال الدولار بالذهب في غشت 1971، وتحديد مجال تعويم العملات بالنسبة للدولار في حدود 4,5 % . وقررت المجموعة الأوربية وضع نظام نقدي أوربي بإحداث وحدة حسابية جديدة هي ( E.C.U. الوحدة الحسابية الأوربية ). أما الأزمة الثانية فهي أزمة البترول 1973، التي دفعت إلى تقليص حرية مرور البضائع. لكن دول المجموعة تجاوزت ذلك واستمرت في الاندماج بالاتفاق على انتخاب برلمان أوربي في 1979.

ـ المرحلة 3:

( 1979 ـ 1985 ) خلالها انضمت اليونان وتطور التعاون بين الدول الأعضاء بإحداث جواز سفر أوربي وسياسة موحدة للصيد البحري. لكن حدوث خلافات حول المساهمة في ميزانية المجموعة، دفع المجلس الأوربي لاقتراح مشروع السوق الكبرى وإعادة النظر في بعض بنود معاهدة روما.

ـ المرحلة 4:

(انطلاقا من 1986 إلى الآن ) خلالها انضمت إسبانيا و البرتغال 1986، ثم النمسا وفلندة والسويد في 1995. وفي هذه المرحلة تم الاتفاق على الفصل الوحيد A.U. الذي ينص على إنشاء سوق واسعة موحدة بين الدول الأعضاء دون حدود بينها، مما يسمح بتنقل الأشخاص والبضائع والخدمات والرساميل بكامل الحرية. ووقعت الدول الأعضاء معاهدة ماستريخت في 7 فبراير 1992، لخلق الاتحاد الأوربي بإنشاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي ( U.E.M. ) و إنشاء بنك مركزي أوربي و وضع عملة موحدة EURO تحل محل العملات الوطنية. وتحقق ذلك في1999، حيث طبقت ذلك 11 دولة وبقيت ابريطانيا والسويد واليونان والدانمارك.



3 )مؤسسات التسيير:

أنشأت الدول الأعضاء مجموعة من المؤسسات تسهر على تنظيم الاتحاد وتحقيق أهدافه. ومنها المجلس الأوربي واللجنة الأوربية ومجلس الوزراء ومحكمة العدل والبرلمان الأوربي (أنظرص70)، وكلها تعمل على تحقيق الاندماج الاقتصادي بين الدول الأعضاء.



يـشكـل الإتــحاد الأوربـي قـوة إقـتـصاديـة كـبـرى



يتجلى ذلك في صناعته القوية لوفرة المواد الأولية واليد العاملة المتخصصة وارتفاع مستوى عيش السكان والخدمات التي تقدمها المؤسسات المالية وأهمية التركيز الرأسماي.إضافة إلى توفر وسائل المواصلات وأسطول تجاري كبير.

1) في مجال الصناعة :

يحتل الاتحاد الأوربي المرتبة الثانية في العالم حيث ينتج سنويا 2,4 م طن من الحديد و2,2 م طن من البوكسيت و131 م طن من الفحم الحجري و1987مليار كوس من الكهرباء. وتشكل دول المجموعة سوقا استهلكية هامة (حوالي 400م.ن.) نتيجة ارتفاع مستوى العيش، إضافة إلى التقدم التكنولوجي و وجود شركات قوية. كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع الانتاج الصناعي. وأهم الصناعات الكيماوية والمعدنية، حيث تنتج دول الاتحاد الأوربي56 % من الانتاج الكيماوي العالمي، و19 % من الصلب و11 % من الألمنيوم. بالإضافة إلى الصناعات الخفيفة المختلفة كصناعة السيارات 34 % من إنتاج العالم، والصناعة الفضائية وغيرها. لكن الصناعة ذات التكنولوجيا العالية مثل الصناعة الإليكترونية(م3ع) لازالت متأخرة حيث تستورد منها دول الاتحاد الأوربي أكثر مما تنتج.

2) في مجال الفلاحة:

يتوفر الاتحاد الأوربي على ظروف طبيعية ملائمة للنشاط الفلاحي؛ كالمناخ المعتدل والمتنوع والتربة الخصبة والسهول والأحواض الكبرى. واستفادت الفلاحة من التقدم الصناعي ومن إنشاء التعاونيات التي مكنت الفلاح من استعمال الأسمدة والمبيدات والمكننة. وبذلك ارتفع الإنتاج الفلاحي لدول الاتحاد حيث وصل نسبا هامة على المستوى العالمي: القمح 15 % ، الشعير24 % ، الخمور58,7 % ، الشمندرالسكري 38 % من الإنتاج العالمي. وبالنسبة للمواشي 11,7 % من الإنتاج العالمي للخنازير و6,1 % بالنسبة للأبقار و9,4 % بالنسبة للأغنام، و7 % بالنسبة للصيد البحري.

3) في الميدان التجاري:

تتجلى اهمية الاتحاد الأوربي في كونه يتوفر على أسطول تجاري كبير تصل حمولته 25 % من حمولة الأسطول العالمي، وعلى موانئ كبرى أهمها روتردام (م1ع) وشبكة هامة من الطرق البرية والنهرية. وتبلغ حصته في المبادلات الدولية نسبة 17 % (م1ع). وتمثل المبادلات بين الدول الأعضاء 4/1 المبادلات العالمية. ويتعامل الاتحاد الأوربي مع أغلب دول العالم، ويتميز بميزان تجاري متوازن مع باقي الدول المتقدمة، وإيجابي مع الدول المتخلفة. وأهم الصادرات: المواد الصناعية والفلاحية. واهم الواردات المواد الأولية والبترول والغاز الطبيعي ومواد فلاحية مدارية. كما يصدر الخدمات التي تمثل موردا ماليا هاما وخاصة إلى الدول النامية.



يـعـاني الإتـحـاد الأوربـي عـدة مـشـاكـل يـحـاول تـجـاوزهــا



رغم استفادة دول الاتحاد الأوربي من التعاون القائم بينها، فإنها تعاني عدة مشاكل أهمها:

ـ مشكل شيخوخة السكان :

أغلب سكان الاتحاد الأوربي يعيشون في المدن 85 % . ويشتغلون بالقطاع الثاني والثالث. ويتميز الهرم التسكاني بكثرة الشيوخ نتيجة تحديد النسل وخسائر الحربين العالميتين، حيث لايتعدى التكاثر الطبيعي 0,3 % مما دفع إلى جلب اليد العاملة من الخارج خلال الستينات والسبعينات. لكن نتيجة للتطور الصناعي واستعمال الآلة، برز مشكل البطالة وظهرت نزعات عنصرية لدى بعض الأوربيين تجاه الجاليات الأجنبية.

ـ مشكل التباين الإقليمي:

حيث نجد أقاليم بلغت درجة عالية من التصنيع وأخرى متأخرة. لذلك تم إحداث " الصندوق الأوربي للإنماء الجهوي " في1975، للقضاء على التباين بين الأقاليم. كما يظهر التباين أيضا بين الدول في القوة الاقتصادية، حيث تتفوق ألمانيا على باقي دول الاتحاد. ويظهر التباين بين الدول أيضا في مجال أجور العمال وساعات العمل، مما يدفع العمال إلى الهجرة إلى مناطق ذات أجور مرتفعة وعمل أقل.

ـ المشكل الفلاحي:

تعاني منه دول الاتحاد الأوربي لأن ظروف الفلاحة تختلف من بلد لآخر، وتكاليف الإنتاج أيضا باختلاف مستوى تكوين الفلاح ومدى استعماله للوسائل العصرية، مما يؤدي إلى اختلاف مداخيل الفلاحين نتيجة سياسة توحيد الأسعار داخل دول الاتحاد. أما سياسة دعم أسعار المنتجات الفلاحية للزيادة في دخل الفلاح، اصطدمت بمشكل فائض الإنتاج والتضخم. لذلك قررت الدول الأعضاء تخفيض أسعار المنتجات الفلاحية وتجميد الأراضي وتحديد حصص الإنتاج، مما يؤدي إلى تقليص المجال الفلاحي وبالتالي مداخيل الفلاح. كما تعاني دول الاتحاد مشكل الطاقة خصوصا وأن استهلاكها جد مرتفع بالدول الأعضاء، لذلك شجعت على تشييد أنبوب للغاز الجزائري عبر المغرب وجبل طارق. ويبقى مشكل العملة الموحدة مطروحا، حيث استمر التعامل بالعملات الوطنية إلى جانب الأورو إلى سنة 2002، والتي طبقت مع بدايتها سياسة العملة الموحدة ماعدا في ثلاث دول هي ابريطانيا والدانمارك والسويد.



خاتمة : رغم كون الإتحاد الأوربي قوة اقتصادية كبرى، يهدف إلى تحقيق الإندماج الاقتصادي التام بين الدول الأعضاء، فإنه يعاني بعض المشاكل يحاول تجاوزها


فـرنـسا



مقدمة: عرف الاقتصاد الفرنسي تطورا ملحوظا بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة تدخل الدولة لتوجيه الاقتصاد، الذي يرتكز على فلاحة وصناعة قوية الإنتاج. تبلغ مساحة فرنسا 549192 كلم2 وعدد سكانها 58 م.ن. وتتميز بظروف طبيعية وبشرية ملائمة للنشاط الاقتصادي.



تـتوفـر فـرنــسا عـلى ظـروف طـبـيـعـية وبشـرية مـلائـم


1): الظروف الطبيعية:

تتميز التضاريس الفرنسية بطابع الانبساط؛ في الشرق توجد السلاسل الجبلية: الجورا، الألب، البرانس. وفي الشمال الشرقي تمتد كتل قديمة بها جبال متوسطة الارتفاع( الفوج، الأردين). وفي الوسط والشمال والغرب تمتد سهول واسعة حيث يوجد حوض باريس في الشمال وحوض الأكيتان في الجنوب. وهضاب واسعة: الكتلة الوسطى والكتلة الأرموريكية.

ويتميز المناخ بالاعتدال والتنوع نظرا لموقع البلاد بين المؤثرات المحيطية والمتوسطية: ففي الجنوب الشرقي المناخ متوسطي. وفي الواجهة الغربية المناخ محيطي، يتدرج نحو الشرق ليصبح قاريا. وفي الجبال والهضاب الوسطى المناخ جبلي. وينعكس هذا التنوع على الغطاء النباتي وجريان الأنهار.



2):الظروف البشرية:

أدت سياسة تحديد النسل وخسائر الحربين العالميتين إلى شيخوخة السكان وقلة اليد العاملة. وبعد الحرب العالمية الثانية شجعت الدولة على الزيادة السكانية فارتفع عدد السكان من44م.ن/1962 إلى حوالي 58م.ن/1994. وأغلب السكان بالمدن70 % ، ويتوزعون بشكل غير منتظم حيث تضم باريس وحدها 5/1 الفرنسيين.



استفادت الفلاحة الفرنسية من دور الدولة وتتميز بإنتاج مرتفع



1): دور الدولة:


يعاني قطاع الفلاحة من انتشار الاستغلاليات الصغرى والمتوسطة حيث تمثل الاستغلاليات الكبرى(+50 هكتار) حوالي 3/1 مجموع الاستغلاليات. وتحتل أزيد من45 % من الأراضي المزروعة وتقدم أزيد من40 % من الإنتاج الوطني. ويسبب اختلاف الاستغلاليات في المساحة في اختلاف أساليب الإنتاج والمردودية وتكاليف الإنتاج، وبالتالي تفاوت مداخيل الفلاحين. وتدخلت الدولة لتحديث البنية العقارية للزيادة في الإنتاج الذي يواجه المنافسة داخل الاتحاد الأوربي. وساعدت على توسيع الاستغلاليات بضم الاستغلاليات الصغرى وتشكيل تعاونيات. وشجعت بعض الشركات على تكوين ضيعات واسعة مثل( سافير safer و كوما cuma ). وعملت الدولة على تكوين الأطر في مجال الفلاحة، وتجهيز البادية بالكهرباء واستصلاح الأراضي وتوفير وسائل السقي، مما أدى إلى ارتفاع الإنتاج الفلاحي.



2): الإنتاج الفلاحي:

تحتل الفلاحة الفرنسية المرتبة الأولى داخل الاتحاد الأوربي. وتعتبر الحبوب والكروم أهم المزروعات في فرنسا. ومنها القمح 30م.طن. يوجد في جميع المناطق وخاصة في حوض باريس والشمال، ويتميز بارتفاع المردودية. الذرة13م. الشعير8م.طن، بالاضاف إلى مزروعات أخرى كالأرز والخرطال وتنتشر زراعة الكروم في المناطق المتوسطية وعلى ضفاف الأنهار، وتعطي حوالي 55م.هكتل. من الخمور(م.2ع). ويعتبر الشمندر أهم المزروعات الصناعية: حوالي29م.ط تنتج منه 4/3 في حوض باريس، بالإضافة إلى الخضر والفواكه المرتبطة بالمدن وعلى طول الأنهار وطرق المواصلات.

وتساهم تربية المواشي بنسبة47 % من مداخيل الفلاحة، وتأتي الأبقار في الصف الأول ب20م.رأس ثم الأغنام 11,4م.رأس و الخنازير13م.رأس،بالاضافة إلى تربية الدواجن والثروة السمكية.



3): مشاكل الفلاحة الفرنسية:

تواجه الفلاحة الفرنسية عدة مشاكل أهمها تضخم فائض إنتاج بعض المواد( القمح،الخمور، السكر، الألبان) بسبب ارتفاع الإنتاج والمنافسة الأجنبية وكذلك داخل الاتحاد الأوربي. وتدخلت الدولة لتحديد سقف الإنتاج والتشجيع على استراحة مزارع الحبوب، في إطار السياسة الفلاحية المشتركة للإتحادالأوربي( P.A.C. ).

وتعاني الفلاحة كذلك من انتشار الاستغلاليات الصغرى؛ حيث استفادت الاستغلاليات الكبرى وحدها من التطورات الحاصلة في مجال الفلاحة، مع العلم أن أثمان المواد الفلاحية لا تعرف ارتفاعا موازيا لأثمان المواد الصناعية، مما يؤدي إلى ارتفاع مصاريف الفلاحين وقلة مداخيلهم وانخفاض مستوى العيش، مما دفع الشباب إلى الهجرة نحو المدن. وأصبحت البادية الفرنسية تضم فقط 1,5 م. فلاح. وتعد الفلاحة قطاعا ثانويا في اقتصاد فرنسا؛ تشغل 5,1 % من السكان النشيطين ولا تساهم في الناتج الوطني الإجمالي إلاب3 % . وأصبح أغلب السكان يشتغلون في القطاعين الثالث والثاني.



تـعـد الصــناعة ركــيـزة الاقتــصاد الـفـرنــسـي



تشغل الصناعة حوالي28 % من السكان العاملين وتساهم ب29 % في الناتج الوطني الإجمالي. استفادت من تدخل الدولة، فأصبح إنتاجها يتطور باستمرار، رغم أن المواد الأولية ومصادر الطاقة لاتسد حاجياتها.



1): دور الدولة:

إن تدخل الدولة في الاقتصاد لايمس بجوهر النظام الرأسمالي، حيث يتم بطرق غير مباشرة رغم وضع مخططات جهوية أو إقليمية توجيهية بالنسبة للقطاع الخاص وإلزامية بالنسبة للقطاع العمومي. وقامت الدولة بتأميم عدة شركات صناعية بعد الحرب العالمية الثانية مثل( شركة رونو) و(شركة فحم فرنسا). وتملك أسهما في شركات كبرى مثل الشركة الفرنسية للبترول و الشركات التي تصنع السفن والطائرات والأسلحة وغيرها. وقامت بخوصصة بعض شركات القطاع العام في السنوات الأخيرة. ونظرا لانتشار المؤسسات الصغرى والمتوسطة، شجعت الدولة عل إدماجها لتشكيل مؤسسات كبرى مثل ساسيلور SACILOR في مجال صناعة الصلب و أوزينور USINOR في مجال صناعة الألمنيوم. وبلغت الشركات الفرنسية درجة هامة من حيث التركيز الرأسمالي، لكنها لم تصل بعد مستوى المؤسسات الأمريكية واليابانية.



2): الإنتاج الصناعي:


يتطور باستمرار رغم قلة الثروات الطبيعية.

أ) المواد الأولية ومصادر الطاقة:

أهم مصادر الطاقة الفحم الحجري بلغ إنتاجه 7,4م.طن، يوجد في الشمال والشمال الشرقي، بالإضافة إلى مناجم ثانوية بالكتلة الوسطى. تستورد فرنسا منه13م.طن نتيجة ضعف جودة الفحم المحلي وارتفاع تكاليفه.

البترول2,7م.طن، يوجد في حوض باريس والجنوب الغربي حيث يوجد الغاز الطبيعي3,5مليار متر3. وتستورد فرنسا76 م.طن من البترول من الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وبلغ إنتاج الكهرباء 475 مليار كوس،77 % منها نووية. ويعتبر الحديد والبوكسيت أهم المعادن بفرنسا. يوجد الحديد باللورين والكتلة الأرموريكية، بلغ إنتاجه724ألف طن وتستورده خاصة من السويد وموريطانيا. كما تستورد باقي المواد الأولية الأخرى.

ب) الإنتاج الصناعي:

تشهد مختلف الصناعات تطورا مستمرا، لكن بعضها تعترضه بعض المشاكل. وأهم الصناعات الكيماوية وتتركز بيد شركات كبرى مثل أوجين و بيشيني. وتنتشر في حوض باريس والموانئ والمدن الكبرى، ومنها تكرير البترول والمطاط والبلاستيك والأدوية والأسمنت. ثم الصناعة الميكانيكية وأهمها صناعة السيارات(4م.وحدة : م.4ع) تتركز بيد رونو، بوجو، ستروين و سيمكا. وتحتل فرنسا المرتبة الأولى في أوربا في صناعة الطائرات والدراجات النارية. ثم الصناعات المتطورة، التي استفادت من البحث العلمي وأهمها الإليكترونية والكهربائية والفضائية والصناعات الحربية.

أما الصناعات التي تعاني من بعض المشاكل، فأهمها صناعة الصلب(18م.طن)؛ فرغم تحديث تجهيزاتها، فإنها تعاني من المنافسة الأجنبية وقلة الحديد والفحم. ثم صناعة النسيج الطبيعي التي ينافسها النسيج الاصطناعي.

ج): توزيع الصناعة:

توجد أغلب الصناعات في الشمال والشمال الشرقي. وأهم المناطق الصناعية هي: منطقة باريس: أكبر منطقة صناعية في فرنسا؛ تضم 4/1 الصناعة الفرنسية. توجد بها مختلف الصناعات ماعدا صناعة الصلب. و منطقة اللورين: تنتشر بها صناعة الصلب والحديد والميكانيكية والكهربائية والنسيج. ثم منطقة الشمال: توجد بها صناعة الصلب وتكرير البترول وصناعة السيارات والنسيج. وأخيرا منطقة الرون و الألب: أهم مراكزها غرونوبل و ليون، وبها صناعات مختلفة: الصلب، النسيج، الميكانيكية، الكهربائية، الكيماوية والإلكترونية.



تـلـعــب الـتــجارة دورا هـامـا في الاقــتـصاد الفــرنسي



1): التجارة الداخلية:

تعتمد على شبكة هامة من طرق المواصلات: الطرق النهرية:8000 كلم، توجد في الشمال والشمال الشرقي. السكك الحديدية +38ألف كلم، تهيمن عليها الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية. الطرق المعبدة 935 ألف كلم، أغلبها مزدوج. أما الطيران، فيستعمل أساسا في التجارة الخارجية إلى جانب الملاحة البحرية. وساهمت هذه الشبكة من الطرق وشبكة وسائل الاتصال، تتمكن فرنسا من تطوير تجارتها الداخلية نتيجة دور الشركات والأبناك ومستوى عيش السكان المرتفع.



2): التجارة الخارجية:

حاجة فرنسا إلى المعادن والنفط، و فائضها في الإنتاج الفلاحي والصناعي، تدفعها إلى التعامل التجاري من الخارج. واغلب المبادلات تتم مع دول الاتحاد الأوربي 65 % . وتحتل المرتبة 4 في المبادلات الدولية. وميزانها التجاري إيجابي منذ 1992. وتتم المبادلات الخارجية عبر الخطوط الجوية والموانئ الكبرى مثل مرسيليا و لوهافر و دانكرك.



خـاتـمـة : رغم أهمية الاقتصاد الفرنسي، فإنه يعاني عدة مشاكل منها مساهمة الفلاحة بشكل ضئيل في الناتج الوطني. وحاجة الصناعة للمواد الأولية ومصادر الطاقة بشكل متزايد، بالإضافة إلى مشاكل التسويق والمنافسة والتضخم المالي والتباين الاقتصادي بين المناطق.
 
ألمـانــيا





مقدمة : تعد ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في أوربا والثالثة في العالم. تبلغ مساحتها 356.755 كلم2 وعدد سكانها حوالي 81,7 م. ن. ويرتكز اقتصادها على الصناعة وعلى حيوية سكانها، رغم ظروفها الطبيعية السلبية خاصة المناخ والتربة الفقيرة بالنسبة للفلاحة. وقلة الموارد الطبيعية بالنسبة للصناعة.







تطوراقتصاد ألمانيا نتيجة التنظيم الرأسمالي الفعال وحيوية السكان رغم ظروفها الطبيعية السلبية



1:الظروف الطبيعية : تتميز بتنوع التضاريس وانتشار المناخ القاري والتربة الفقيرة.

أ ) التضاريس:

في الشمال يمتد سهل الشمال الكبير، سطحه متنوع بسبب التعرية. ويشرف على بحر الشمال بشريط من البولديرات ( مارشان ) تربتها خصبة، وعلى بحر البلطيق بساحل رملي تربته فقيرة. ويزداد ارتفاعه نحو الجنوب وتربته فقيرة ماعدا في منطقة بورد والساكس ولوزاس وحوضي وستفاليا وكلونيا. وفي الوسط تمتد كتل قديمة أهمها الكتلة الشستية الرينانية وجبال الغابة السوداء في الغرب وجبال بوهيميا وتورانج في الشرق. وتمتد بينها احواض مثل سواب وفرانكوني وتورانج. وفي الجنوب تمتد هضبة بافاريا، تربتها فقيرة، يحدها من الجنوب شريط ضيق من جبال الألب.

ب ) المناخ:

شبه قاري، يختلف حسب المناطق بسبب تنوع السطح والموقع وتعرض البلاد للمؤثرات البحرية والقارية؛ ففي الشمال المناخ محيطي : معتدل ورطب. وفي الجنوب قاري يتميز بالحرارة وتساقط الأمطار في الصيف، والبرودة وتساقط الثلوج في الشتاء، مما أدى إلى انتشار الغابات (4/1 مساحة البلاد ).

2:الظروف البشرية :

عرفت ألمانيا نموا ديمغرافيا بعد الحرب العالمية الثانية رغم خسائرها البشرية. ويرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة الولادات وقلة الوفيات، وارتفاع عدد المهاجرين واللاجئين الى ألمانيا. لكن في السنوات الأخيرة قلت الهجرة وانخفضت الزيادة الطبيعية، مما يعرض السكان للشيخوخة. وأغلب السكان بالمدن 80% يتركزون أساسا في الجهة الغربية نتيجة الهجرات السابقة من الشرق نحو الغرب وكذلك العوامل الطبيعية.

3:دور الدولة :

لايتم تدخل الدولة عن طريق التأميم أو التخطيط، ولكن بوجود شركات قوية تابعة للدولة، تمكنها من مراقبة القطاعات الاقتصادية الهامة. وتجلى دور الدولة في مجال الصناعة في التشجيع على التركيز الرأسمالي الذي يتخذ شكلين: الاندماج ويتم بدمج شركات وتشكيل شركة واحدة، ثم الكونزرن الذي يتم بين عدة شركات، تحافظ على استقلالها، وتخلق شركة ضخمة. وأهم الشركات الألمانية هوفالد في صناعة السفن، وتيسين في صناعة الصلب والقاطرات، وسيمونس وتليفنكن في صناعة الآلات والأجهزة الاليكترونية والكهربائية، و فلكسفاكن في صناعة السياراتن وباسف وبايير وهوكست في الصناعة الكيماوية. وفي القسم الشرقي من ألمانيا بدأ تطبيق اقتصاد السوق الحرة بعد تحقيق الوحدة. وتحمل القسم الغربي تكاليف هذه العملية المتمثلة في توحيد قيمة العملة وخوصصة القطاع الفلاحي والصناعي وتوفير الشغل.



يعتبر القطاع الصناعي أهم القطاعات الاقتصادية في ألمانيا



تعد الصناعة الألمانية أقوى صناعة في أوربا بفضل التركيز الرأسمالي للمؤسسات الصناعية والمالية ولسهولة المواصلات وتوفر بعض الموارد الطبيعية.



1:المواد الأولية ومصادر الطاقة :

غير كافية لسد حاجيات الصناعة الألمانية مما يدفع على الاستيراد. وأهم المعادن: البوطاس (م1ع) والملح والحديد30م.طن(5% من الحاجيات). وتوجد أساسا في منطقة الساكس السفلى. أما المعادن الأخرى فهي قليلة جدا ويتم استيرادها. أما مصادر الطاقة فهي متنوعة، منها الفحم الحجري 57م.طن، البترول 3م.طن، الغاز الطبيعي19 مليار م3. وبلغ إنتاج الكهرباء 520 مليار كوس.أغلبها حرارية، ثم نووية ومائية. ولتزويد المراكز الصناعية بالمواد الأولية ومصادر الطاقة، تعمل ألمانيا على استيرادها اعتمادا على شبكة هامة من طرق المواصلات البرية والنهرية وأنابيب نقل البترول والغاز الطبيعي

2:النشاط الصناعي :

تحتل ألمانيا المرتبة الخامسة في العالم في إنتاج الصلب نظرا لتوفر الفحم الحجري والحديد والتركيز الرأسمالي بيد شركات كبرى مثل تيسين، كروب، مانيسمان. وبلغ إنتاج الصلب 40م.طن. وتحتل المرتبة 9 في إنتاج الأليمنيوم 504 ألف طن. والمرتبة 4 في صناعة السفن والمرتبة 3 في إنتاج السيارات(+ من 4م. سيارة)، تحتكر إنتاجها شركة فلكسفاكن و ديملر بنز، وبعض الشركات الأمريكية مثل أوبيل Opel وطونوس Taunus وتحتل ألمانيا المرتبة الأولى في إنتاج الأدوات الآلية (5/1 إنتاج العالم) والمرتبة الأولى في أوربا في الانتاج الصناعي الكيماوي. وتحتكره شركات مختلفة مثل باسف وبايير وهوكست. وإنتاجها متنوع مثل المطاط والنسيج الاصطناعي والأسمدة ومواد الصباغة والصيدلة والبلاستيك. كما نجد صناعات أخرى متنوعة مثل الكهربائية التي تحتكرها شركة سيمونس وتلفنكن وبوش، وصناعة النسيج الطبيعي الذي ينافسه النسيج الاصطناعي.

3:المناطق الصناعية الكبرى :

يتركز أغلبها في القسم الغربي وأهمها:

*منطقة الرور: هي أكبر منطقة صناعية في أوربا الغربية بسبب توفر الفحم الحجري وسهولة المواصلات وتركز المؤسسات الصناعية والمالية وتوفر اليد العاملة. وبها صناعات مختلفة أهمها الصلب والكيماوية والنسيج والصناعات الغذائية.

*منطقة الساكس السفلى: استفادت من وجود ثروات معدنية: الفحم، البترول، البوطاس، الحديد. وكذلك من سهولة المواصلات: القرب من البحر ووجود قناة الوسط. وبها صناعات مختلفة: الصلب والكيماوية والميكانيكية وآلات التجهيز والنسيج والصناعات الغذائية.

*منطقة السار: تنتشر بها صناعة الصلب والميكانيكية والكهربائية وتكرير البترول.

وفي الشمال توجد مدينتي هامبورغ وبريم، وتوجد بهما صناعات مختلفة كصناعة السفن والميكانيكية والكيماوية وتكرير البترول والنسيج والصناعات الغذائية. وتعتبر هامبورغ أكبر ميناء في ألمانيا. وفي الجنوب توجد عدة مراكز صناعية أهمها فرانكفورت وشتوتكارت وميونيخ. وتوجد بها صناعات هامة حيث استفادت من سهولة المواصلات ( نهر الراين ونهر الماين) وبورصة فرانكفورت. وأهم صناعاتها الميكانيكية وتكرير البترول والنسيج والصناعات الغذائية والاليكترونية. تضاف إلى هذه المراكز مدن أخرى بالقسم الشرقي أهمها العاصمة برلين، لايبزيغ، إيرفورت، وبها صناعات مختلفة: الاليكترونية والميكانيكية والنسيج والغذائية والورق والزجاج.



تلعب الفلاحة دورا ثانويا في اقتصاد ألمانيا : بسبب قارية المناخ وانتشار التربة الفقيرة. لكنها تسد 3/2 حاجيات السكان من المواد الغذائية نتيجة لدور الدولة في التغلب على الظروف الطبيعية السلبية.

1) دور الدولة :

يتمثل في القيام بمجهودات للزيادة في الانتاج، وذلك بإنشاء قنوات للري والتجفيف واستصلاح الأراضي وتقديم القروض للفلاحين وتخفيض الضرائب والاهتمام بالبحث العلمي في مجال الفلاحة، وتشجيع الفلاحين على تكوين تعاونيات لتجاوز سلبيات الملكيات الصغرى وتعميم الاستفادة من التجارب الفلاحية واستعمال الآلات والأسمدة.

2) الانتاج الفلاحي :

متنوع، لا يكفي حاجيات السكان بسبب الظروف الطبيعية السلبية. وتحتل تربية المواشي الرتبة الأولى في القطاع الفلاحي الألماني نتيجة تربيتها بطرق وأساليب حديثة. وتحتل ألمانيا الرتبة الأولى في أوربا في تربية الخنازير 26م.رأس. وتربى في جميع المناطق خاصة الشمال. ثم الأبقار 16م. رأس والأغنام في مرتبة ثانوية 2,3م.رأس، تربى في المناطق الفقيرة. وبعد الوحدة الألمانية، أصبحت ألمانيا أكبر منتج للحليب والسكر واللحوم داخل الاتحاد الأوربي. أما المزروعات فأهمها زراعة الحبوب والشمندر في المناطق الخصبة مثل منطقة بورد ووستفاليا. وبلغ إنتاج القمح 16م.طن والشعير حوالي10م.طن والشمندر السكري 26,5م.طن. وتنتشر زراعة الكروم والفواكه في المنطقة الجنوبية، وزراعة الخضر قرب المدن. وتستغل المناطق الفقيرة في إنتاج الشيلم والبطاطس التي بلغ إنتاجها 12م.طن.

ورغم مجهودات الدولة والاستغلال الكثيف للأراضي، فإن الفلاحة الألمانية لا تسد حاجيات السكان حيث يتم استيراد حوالي 30% من المواد الغذائية.



تلعب التجارة دورا هاما في اقتصاد ألمانيا وخاصة التجارة الخارجية



تتوفر ألمانيا على شبكة هامة من طرق المواصلات تعد أكبر الشبكات في أوربا. وتتمثل في وجود أنهار صالحة للملاحة مثل الراين والماين والموزيل والدانوب، تربط بينها قنوات ملاحية أهمها قناة الوسط. إضافة على الطرق البرية والموانئ والمطارات وأنابيب نقل البترول والغاز الطبيعي. وساعدت وسائل المواصلات على نقل المواد الأولية والصناعية بين المناطق وازدهار التجارة الداخلية التي ترتكز على أهمية السوق الداخلية لارتفاع مستوى العيش.

أما التجارة الخارجية فهي عنصر حيوي في اقتصاد ألمانيا، الذي يرتكز على الصناعة، والتي ترتكز بدورها على تصريف الانتاج وتوفير المعادن ومصادر الطاقة. وتستورد ألمانيا المواد الغذائية والمعادن والبترول من الدول المتخلفة. وتصدر إنتاجها الصناعي إلى الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة ودول العالم الثالث. وأصبحت ألمانيا ثاني مصدر عالمي بعد الولايات المتحدة. وتعرف فائضا إيجابيا في ميزانها التجاري.



خاتمة : تعد ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في أوربا. ترتكز على الصناعة المرتبطة بالتجارة الخارجية نظرا لقلة مواردها الطبيعية. كما ترتكز على حيوية سكانها.


البلدان الصناعية الجديدة بالمحيط الهادي

كوريا الجنوبية

مقدمة: حققت بعض دول العالم الثالث انطلاقة اقتصادية سريعة حيث حققت تقدما صناعيا وتجاريا كبيرا، جعل بعض المنظمات الاقتصادية تصنفها ضمن الدول المتقدمة. وتعرف هذه البلدان بالبلدان الصناعية الجديدة ، ومنها تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية التي تبلغ مساحتها 98.484 كام2، وعدد سكانها حوالي 45م.ن. والتي حققت تطورا اقتصاديا في ظرف ربع قرن، جعلها تنافس الدول المتقدمة في الأسواق العالمية.




ارتكزت الانطلاقة الاقتصادية بكوريا الجنوبية على حيوية السكان والتنظيم الاقتصادي رغم ظروفها الطبيعية السلبية




1)الظروف الطبيعية :

تضاريس كوريا عبارة عن عن جبال متوسطة الارتفاع،تحتل 80% من مساحة البلاد. وتنحدر نحو الجنوب والغرب حيث توجد مناطق منبسطة ذات تربة فقيرة.

ومناخها موسمي يتميز بشتاء بارد جاف وصيف حار ومطير في أغلب المناطق. وهي فقيرة من حيث الثروات الطبيعية، مثلاك تنتج من الفحم 7,4م.طن ومن الحديد 310ألف طن فقط. لذلك تستورد أغلب حاجياتها من الطاقة والمعادن.

2 ) الظروف البشرية والتنظيم الاقتصادي:

إرتفع عدد سكان البلاد من 20م.ن في 1953 إلى 44,9م.ن. في 1995لانخفاض الوفيات وارتفاع نسبة الولادات. وفي 1991 بدأ تطبيق سياسة تحديد النسل. وتوفرت البلاد على اليد العاملة النشيطة ذات أجور منخفضة وساعات عمل أكثر.

ويرجع التنظيم الاقتصادي إلى دور الدولة المتمثل في إحداث طرق المواصلات وتنمية مصادر الطاقة البديلة كالطاقة النووية، والقيام بإصلاحات زراعية وتهيئ المناطق الصناعية وتوجيه السياسة الاقتصادية عن طريق المخططات منذ 1962.

وشجعت الدولة الاستثمارات المحلية والأجنبية ، فاستقطبت استثمارات هامة من اليابان والولايات المتحدة التي قدمت مساعدات هامة لكوريا الجنوبية ما بين 1945 و1969. وأصبح الرأسمال الوطني يلعب دورا هاما في التنمية الاقتصادية، حيث أصبحت البلاد تتوفر على مؤسسات صناعية صغرى ومتوسطة إلى جانب المؤسسات الكبرى التي تشبه الزايباتشو باليابان، وتسمى " الجايبول " وهي تمارس أنشطة متنوعة صناعية وتجارية. وتحول بعضها إلى مؤسسات متعددة الجنسية مثل سامسونغ ( الإليكترونيك، السفن، الكيماوية) وهيونداي (السفن، السيارات، الصلب، الإليكترونيك ) وغولد ستار ( البتروكيماوية، الإليكترونيك ) و دايوو ( السيارات، السفن، النسيج، الملابس، الإليكترونيك ).

3 ) مراحل النمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية:

مر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية بأربع مراحل:

- المرحلة الأولى:

"1953-1961" عرفت بمرحلة الإقلاع الاقتصادي، وتميزت بتنمية الإنتاج الفلاحي والصناعي الموجه لسد الحاجيات قصد الحد من الواردات. وتم تشجيع الصناعات الغذائية والنسيج وإصلاح الفلاحة ونشر التعليم.

- المرحلة الثانية:

"1962-1971" وتميزت بتشجيع الصادرات، وخلالها تم وضع المخططين الأول والثاني لتحديد أهداف التصدير بالتشاور مع المؤسسات. وأقرت نظام التحفيز بمنح تسهيلات للمصدرين كالقروض بفوائد قليلة وجوائز وطنية لأحسن المصدرين، مما أدى إلى تطور الإنتاج الصناعي وارتفاع حجم الصادرات.

- المرحلة الثالثة:

وهي مرحلة المخططين الثالث والرابع خلال السبعينات، وتميزت بالاهتمام بالصناعة الأساسية والتجهيزية مثل الصلب والكيماوية وصناعة السفن والميكانيكية. وأنشأت الدولة مؤسسات عمومية في مجال الصناعات الأساسية كالصلب والبتروكيماوية. وشجعت الخواص على المساهمة في المشاريع ذات الأولوية عن طريق القروض بفوائد تفضيلية. واستفادت الفلاحة من دور الدولة كإحداث الطرق والتجهيزات الصحية والكهرباء بالقرى، وتوسيع مجال السقي والمكننة والتكوين، مما أدى إلى ارتفاع مستوى عيش سكان البادية.

- المرحلة الرابعة:

ابتداء من الثمانينات، وخلالها بدأ الاهتمام بالتكنولوجيا العالية والتقليص من تدخل الدولة، مع استمرار سياسة المخططات ، التي اهتمت بالصناعات ذات التكنولوجيا العالية وتوجيهها نحو التصدير. ورغم تراجع دور الدولة فغن القطاع العام لازال يراقب القطاعات الأساسية كالصلب والطاقة والأبناك ويملك حصة هامة من وسائل الإنتاج.





حققت الإنطلاقة الإقتصادية لكوريا الجنوبية نتائج هامة رغم ظهور بعض المشاكل



1 ) إرتفاع نسبة النمو بشكل سريع:

رغم مجهودات الدولة في مجال الفلاحة، فإن الإنتاج الفلاحي لا يكفي حاجيات السكان بسبب ضيق المساحة الصالحة للزراعة. وتستورد كوريا الجنوبية نصف حاجياتها من المواد الغذائية. ونتيجة لضعف دخل الفلاح، أصبحت البادية تزود الصناعة باليد العاملة الرخيصة عن طريق الهجرة القروية. لكن قطاع الصناعة عرف تحولات سريعة سواء على مستوى البنية أو على مستوى التشغيل والمساهمة في الناتج الوطني الخام " أنظر جدول ص 124 "

2) التوسع السريع لأنشطة الصناعة:


عرفت مختلف الصناعات تطورا سريعا وأهمها صناعة النسيج التي تشغل ثلث العاملين في الصناعة،وتحتل المرتبة الثالثة على مستوى التصدير.

ولمواجهة المنافسة الأجنبية تم نقل الوحدات الإنتاجية إلى الخارج للإستفادة من اليد العاملة الرخيصة. ورغم قلة المواد الأولية تطورت صناعة الصلب منذ السبعينات حيث تم بناء مركب بوهانغ pohang الذي يعد ثاني مركب للصلب في العالم من حيث الإنتاج. وتطورت الكيماوية والبتروكيماوية مثل الأسمدة وتكرير البترول والإسمنت والنسيج الإصطناعي. كما تطورت الصناعة الميكانيكية التي أصبحت تحتل الصف الأول ضمن الصادرات، ومنها صناعة السفن " المرتبة الثانية بعد اليابان " وصناعة السيارات التي أصبحت موجه للتصدير وتضاعف إنتاجها أربع مرات وصادراتها 15 مرة ما بين 1985-1990. كما تطورت صناعة الآلات لتجهيز المصانع، والصناعات ذات التكنولوجيا العالية، إعتمادا على الخبرة اليابانية والأمريكية. وأصبحت منتجاتها تغزو الأسواق العالمية.

3 ) التجارة الخارجية:

تعكس بنيتها أهمية الصناعة في تطوير اقتصاد البلاد حيث أصبحت الصادرات تساهم ب25% في الناتج الوطني الخام، والمواد المصنعة تشكل 93% من مجموع الصادرات. وأهم الواردات المنتجات الفلاحية والطاقية والمعادن. لكن استيراد المواد التجهيزية والخبرات في مجال التكنولوجيا العالية شكل عجزا في الميزان التجاري، استطاعت كوريا التغلب عليه. وأغلب المبادلات تتم مع الولايات المتحدة واليابان " نصف المبادلات " لأهمية أسواقهما وحاجة كوريا الجنوبية للتكنولوجيا اليابانية والأمريكية.

4 ) المشاكل:

رافقت التطور الإقتصادي مجموعة من المشاكل الجديدة حاولت الدولة التغلب عليها ، ومنها أن استفادت العمال من الزيادة في الأجور نتيجة التطور الاقتصادي الحاصل، أدت إلى تراجع القدرة التنافسية بسبب إرتفاع تكلفة الإنتاج، في حين ظلت الأجور منخفضة في باقي الدول الصناعية الجديدة بجنوب شرق آسيا. ودفع ذلك إلى استعمال الآلة ونقل الوحدات الإنتاجية إلى دول العالم الثالث حيث اليد العاملة رخيصة. كما ظهرت مشاكل أخرى بفعل التطور الصناعي مثل التلوث الذي أصبح يهدد البيئة في كوريا الجنوبية، إضافة إلى انتشار مباني عشوائية نتيجة الهجرة القروية.



خاتمة: رغم تطور اقتصاد كوريا الجنوبية، فإن حاجياتها المتزايدة للمواد الأولية ومصادر الطاقة واستيراد التكنولوجيا العالية، اثر سلبا على ميزانها التجاري، مما دفعها إلى نهج سياسة القروض الخارجية.


 
الإتــحاد الـهـندي

مقدمة : الهند جمهورية فيدرالية تتألف من 25 ولاية و7 جهات، لذلك تعرف بالاتحاد الهندي. تبلغ مساحتها3.287.530 كلم2، وبلغ عدد سكانها مليار نسمة في سنة 2000. ورغم توفر بعض الثروات الطبيعية وتنوع الإنتاج الفلاحي والصناعي، فإن الهند تعاني عدة مشاكل اقتصادية تجعلها ضمن الدول النامية.





تتحكم في اقتصاد الهند عوامل مختلفة منها الطبيعية والبشرية



1: العوامل الطبيعي

ـ التضاريس: منتظمة التوزيع؛ حيث تمتد في الشمال أجزاء من جبال الهيملايا، لا يتعدى ارتفاعها 2000م. وجنوبها يمتد السهل الهندي الغانجي على شكل طولي من السند إلى البنغال، تظهر وسطه القاعدة القديمة التي تقسمه إلى سهلين: سهل الهندوس ( السند ) في الغرب وسهل الغانج في الشرق، الذي يتميز بانبساطه الشديد وتعرضه للفيضانات. وفي وسط المثلث الهندي تمتد هضبة الدكن، التي تحيط بها سهول ساحلية ضيقة، مع بروز مرتفعات على ساحلها الغربي ( جبال الغات الغربية )




ـ المناخ: موسمي يتميز بالشتاء الجاف والصيف المطير مع اختلاف حسب الموقع والارتفاع. وأكثر المناطق مطرا سهل الغانج والواجهة الغربية لهضبة الدكن، بينما ينتشر الجفاف في الشمال الغربي ( صحراء الطهار ). ويسبب عدم انتظام تساقط الأمطار في كون الهند مهددة إما بالجفاف وإما بالفيضانات.

ورغم مجهودات الدولة المتمثلة في بناء السدود، فإن مشكل المياه يعتبر من العوامل المتحكمة في اقتصاد الهند، باعتبار أهمية المساحة الصالحة للزراعة ( 57% من مساحة البلاد )



2: العوامل البشرية : أهمها النمو الديمغرافي والتناقضات الاجتماعية.


ـ النمو الديمغرافي: تعرف الهند تزايدا سكانيا سريعا رغم انتشار الأمراض وارتفاع نسبة الوفيات. وبلغ عدد سكانها مليار نسمة في سنة 2000. وتعرقل التقاليد الدينية والاجتماعية سياسة تحديد النسل، التي بدأ تطبيقها منذ 1961. ويتركز أغلب السكان في المناطق الخصبة المطيرة مثل سهل الغانج ( إقليم البنغال )، بينما الجبال والمناطق الجافة ( إقليم البنجاب ) شبه فارغة. ويوجد أغلب السكان في البوادي 70%، لكن المدن تعرف اكتظاظا كبيرا، و مظاهرها القديمة والحديثة ودور القصدير، تعكس التناقضات الاجتماعية. وتنتشر البطالة والأمية بين السكان. وعدد كبير من الأسر تبيت في الشوارع بالمدن، وعدد آخر في البوادي يعاني من الجوع أحيانا بسبب الجفاف أو الفيضانات، حيث نجد 27% من سكان الهند على عتبة الفقر.




ـ التناقضات الاجتماعية: تتمثل في اختلاف الأجناس واللغات والديانات، حيث نجد سكان الهند يتألفون من السود خاصة في الجنوب والسكان البيض في الشمال والمغول في الهيملايا. ويتحدثون بلغات ولهجات متعددة ( حوالي 3000 ) وأهمها اللغة الهندية والإنجليزية التي خلفها الاستعمار. ويعتنقون ديانات مختلفة ، منها القديمة كالبودية والسيخية والهندوسية التي يدين بها 82% من السكان، والتي تكرس النظام الطبقي والتخلف بتقديس الحيوانات المختلفة خاصة البقر. وإلى جانبها الديانات السماوية وأهمها الإسلام 12% من السكان، خاصة في إقليم كاشمير.

وتسبب هذه التناقضات في صراعات طائفية تساهم في تخلف البلاد؛ حيث يطالب السيخ بالاستقلال بإقليم البنجاب، والمسلمون كذلك في إقليم كاشمير، إضافة إلى حركات انفصالية أخرى في الجنوب في ولاية تاميل نادو.



عرفت الفلاحة بالهند تطورات هامة لكنها تعاني بعض المشاكل



تعتبر الفلاحة في الاتحاد الهندي قطاعا أساسيا حيث تشغل 61% من اليد العاملة النشيطة وتساهم في الناتج الوطني ب 32%. لكنها تعرف عدة مشاكل؛ فبالإضافة إلى مشكل المياه هناك مشكل البنية العقارية حيث نجد 3/1 الفلاحين يملكون الأراضي الفلاحية، مع العلم أن 60% منهم لا تتعدى ملكيته هكتارين. و3/1 الثاني يكتري الأرض ويعيش مشاكل متعددة. و3/1 الأخير يعمل في ضيعات الغير أو يتعرض للبطالة. أما الوسائل المستعملة فهي تقليدية لدى أغلب الفلاحين، مما يسبب ضعف المردودية. بالإضافة على اهتمام المزارعين الكبار بالمزروعات التسويقية، وعدم استهلاك المواشي والحيوانات التي تهدد الإنتاج.


وقامت الدولة بعدة إصلاحات في مجال الفلاحة أهمها " مشروع الثورة الخضراء " الذي اهتم باستعمال الأساليب والوسائل الحديثة والبذور الجيدة وبناء السدود، مما أدى إلى ارتفاع الإنتاج والحصول على الاكتفاء الذاتي في عدد من المزروعات. لكن مشروع الثورة الخضراء لم يشمل جميع المناطق، ولم يحل مشكل البنية العقارية.



1: الإنتاج الزراعي : يعتمد الهنود في تغذيتهم على الحبوب والقطاني، لذلك تحتل معظم المساحة المزروعة ( 110م.هـ. من مجموع 135م.هـ.). وأهم الحبوب الأرز 117م.طن.(م.2) ويزرع في الشمال الشرقي وشمال بومباي وفي الجنوب قرب مادْراسْ. القمح 57م.طن.(م.3) ويزرع في الشمال الغربي، لكنه ضعيف المردودية. وفي الأراضي الفقيرة وشبه الجافة بهضبة الدكن تزرع الذرة والشعير. أما المنتجات التسويقية فتعرف فائضا في الإنتاج يصدر إلى الخارج، وأهمها الشاي والتوابل، حيث تحتل (م.1) في إنتاج الشاي 720 ألف طن، ويزرع في الشمال الشرقي والجنوب الغربي. وتحتل كذلك (م.1) في إنتاج الفول السوداني: 8م.طن، و(م.2) في إنتاج قصب السكر231م.طن،و(م.3) في إنتاج القطن 2,2 م.طن، لكنه لا يكفي حاجيات صناعة النسيج الهندية. وتحتل (م.1) في إنتاج الجوت ويستهلك محليا.



2: الإنتاج الحيواني: تملك الهند اكبر قطيع للماشية في العالم، لكنها لا تستفيد منه؛ فهي تحتل المرتبة1 في قطيع الأبقار 193م.رأس، لكن الديانة الهندوسية تحرم أكل اللحوم وتقدس الأبقار. ويستفاد منها في الجر وتصدير الجلود والعظام. الأغنام 45م.رأس(م5). لكن هذه المواشي تسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية الموجهة للتصدير او الاستهلاك المحلي.


تعرف الصناعة الهندية نموا مضطردا وتواجه عدة مشاكل



لم تعرف البلاد صناعة مهمة إلا بعد الاستقلال 1947. وتساهم حاليا ب28% في الناتج الوطني وتشغل17% من اليد العاملة النشيطة.


1: مصادر الطاقة والمعادن: تفتقر الصناعة الهندية لمصادر الطاقة خاصة البترول الذي بلغ إنتاجه 33م.طن. ويمثل الفحم الحجري أهم مصدر للطاقة، لكنه من النوع الرذيئ، وبلغ إنتاجه257م.طن (م3). وتنتج الهند 344 مليار ك.و.س. من الكهرباء، منها 5مليار نووية، لكن أغلب الإنتاج يستهلك في المدن الكبرى. أما المعادن فهي متوفرة، خاصة في هضبة الدكن حيث تعد الهند سادس منتج في العالم للحديد 33م.طن، كما تنتج المنغنيز والبوكسيت، ويصدر اغلبها خاما.


2: الإنتاج الصناعي : تعاني الصناعة الهندية من قلة الرساميل المستثمرة في الصناعة الثقيلة، لأن الهنود يفضلون القطاعات السريعة والسهلة الربح، إضافة على قلة التقنيين وضعف إنتاجية العمال والقدرة الشرائية. ورغم الاستثمارات الأجنبية فإن أغلب الصناعات تعتمد على مبادرات الرأسماليين الهنود.

وأهم الصناعات صناعة النسيج التي تعدمن أهم الصناعات في الهند حيث تمثل المنسوجات 28% من الصادرات . وتحتل الهند (م.3) في النسيج القطني و(م.2) في الحرير، لكن هذه الصناعة تواجه ضعف القدرة الشرائية في الداخل والمنافسة الأجنبية في الأسواق الأسيوية. وتوجد بالهند أول صناعة للجوت في العالم خاصة في كالكوتا. أما الصناعات المعدنية فأهمها الصلب، وتتركز قرب مناجم الفحم والحديد في الشمال الشرقي. وظهرت بجانبها صناعة ميكانيكية كمعدات السكك الحديدية في كالكوتا، وتركيب السيارات في بومباي، بالإضافة إلى صناعة الأسلحة والطائرات وصناعة ضعيفة للألمنيوم. وتتوفر الهند على صناعة كيماوية وصناعة غذائية وصناعة سينمائية (م.1). لكن الانتاج الصناعي ضعيف بالمقارنة مع عدد السكان.


وتتركز أغلب الصناعات حول المدن الكبرى مثل كالكوتا وبومباي ومادراس ( أنظري الخريطة) . واهتمت الهند بجلب التكنولوجيا العالية، مما أدى إلى تطور الصناعات الدقيقة كالصناعات الإلكترونية خاصة في مجال المعلوميات.


3: النشاط التجاري : تتوفر الهند على طرق المواصلات المختلفة ، لكنها غير كافية. وأهمها السكك الحديدية 61 ألف كلم. و يعد القطار أهم وسيلة للمواصلات حيث ينقل 65% من البضائع و40% من المسافرين. أما الطرق المعبدة فهي لا تساهم إلا ب 35% في النقل البري. لكن التجارة الداخلية دورها ثانوي بسبب ضعف القدرة الشرائية وانتشار الفقر، كما تتميز التجارة الخارجية بميزان تجاري عاجز لأن قيمة الصادرات المتمثلة في في المواد الأولية الفلاحية والمعدنية، لا تغطي سوى 2/1 قيمة الواردات، مما يجعل اقتصاد الهند خاضعا لتقلبات الأسواق العالمية. وتعد الهند ثالث دولة من حيث المديونية بعد البرازيل والمكسيك.



خاتمة : تعاني الهند عدة مشاكل أهمها عدم التوازن بين النمو الديمغرافي والنمو الاقتصادي، إضافة إلى المشاكل الناتجة عن التناقضات الاجتماعية بسبب تعدد الأجناس والديانات والتقاليد.



 
شكرا لك اخي
وبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
 
baraka lah fik akhi
 
شكرا لك أخي

بــــــــــارك الله فيك

 
باركـ الله فيكـ ,,, ربي يجازيكـ كل خير ..

أنا راني ماقيتش كيفاش نبداها
 
’شكــرـآ خ ــيو ع التلخيصــآـآتـــــْ
بارك الله فيكــ
وبالتوفيق للجميـــع’
 
tnk u for The Add
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top