تعلَّم فن هدوء الأعصاب وكظم الغيظ‎

شذى الإيمان

:: عضو مُتميز ::
إنضم
31 جويلية 2011
المشاركات
529
نقاط التفاعل
17
النقاط
17

تعلَّم فن هدوء الأعصاب وكظم الغيظ‎

جاء غلام لأبي ذر رضي الله عنه وقد كسر رجل شاةٍ له
فقال له: من كسر رِجل هذه؟
قال: أنا فعلتُهُ عمدًا لأغيظك فتضربني فتأثم.
فقال: لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.

***

شتم رجلٌ عديَّ بن حاتم وهو ساكتٌ، فلما فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شيءٌ
فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.

***

دخل رجل صالح ذات يوم السوق، يريد أن يبتاع لنفسه شيئاً، فوضع يده على رأسه كي
يخرج الدراهم من عمامته، فإذ بالدراهم قد سُرقـت!فلما رأى الناس ما حصل، أخذوا يدعون
على السارق بقطع يده ويذمونه، فما كان من الرجل الصالح إلا أن وقف وقال : اللهم إن
كانت لمن أخذ الدراهم حاجة يريد قضاءها اللهم فاقض حاجته،وإن لم تكن له بهذه الدراهم
حاجة اللهم فاجعله آخر ذنب له!

***

زاحم رجل سالم بن عبدالله في الطواف، وضيق عليه ثم قال له:أنت رجل سوء".
فقال سالم: "ما عرفني إلا أنت"

***

قال رجل لعمرو بن العاص: "والله لأتفرغنَّ لك". فقال له عمرو: "هنالك وقعت في الشغل".
فقال الرجل: "كأنك تهدنني.. والله لئن قلت لي كلمة لأقولنَّ لك عشراً".فقال عمرو: "وأنت
والله لئن قلت لي عشراً لم أقل لك واحدة"

***

شتم رجل الشعبي فقال له : إن كنت صادقًا ، فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك

***

كيف تمكن هؤلاء من كظم غيظهم وتهدئة أعصابهم ؟؟
وكيف لك أن تكون كذلك ؟؟


اتبع الخطوات التالية :

أولاً: درِب قلبك.

إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين ، فمرّن عضلات القلب على كثرة
التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس، وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبه .

فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف تشعر بأنه
يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا هذه المحبة.

فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم عينيك لنومة
هادئة لذيذة. سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك،
وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك..

انهمك في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى- بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم؛

ستجد أنك أنت الرابح الأكبر. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم-: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)
أخرجه مسلم.

ثانيًا: سعة الصدر وحسن الثقة مما يحمل الإنسان على العفو.

ولهذا قال بعض الحكماء: "أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقْتَدِرِ وَجُودُ الْمُفْتَقِرِ" فإذا قدر الإنسان
على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه قال تعالى (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
وقال صلى الله عليه وسلم لقريش :"مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟" قَالُوا : خَيْرًا! أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ.
قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ".

ثالثًا: شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.

فلابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة عريضة،
وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ

رابعًا: طلب الثواب من عند الله.


خامسًا: استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.

وقد قال بعض الحكماء:

"احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ وَالْإِغْضَاءُ عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه".


سادساً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.

قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-:

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر). وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين،
ولا يجتمعون على الشدة والعنف وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين
والأنصار -رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!

فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه:
"يَا هَذَا لا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ".


قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ،
ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه ُ".فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين،

سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.

حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا ! فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ:
وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً !

ثامناً: احفظ المعروف السابق, والجميل السالف.


ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول: إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً

تاسعاً: استخدم روح الدعابة دون سخرية أو محاولة لتسخيف الأمور

وكن بسيطا مرحا لطيفا تضفي جواً على علاقتك بالآخر أنى كان ففي ذلك حمام ضد انفجار
بركان الغضب.

عاشراً: أن تعلم فضائل كظم الغيظ ليكون لك شرف نيلها

1- عن ابن عمر - رَضي الله عنهما -: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله!
أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى
الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كُربةً، أو
تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد
- يعني مسجد المدينة - شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه
أمضاه - ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يتهيأَ لهُ؛ أثبت الله قدمه يوم
تزول الأقدام".

2- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا
عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".

3- عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بقومٍ يصطرعون؛ فقال: "ما هذا؟"
قالوا: فلانٌ ما يُصارع أحدًا إلا صرعه، قال: "أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجلٌ كلمه رجلٌ فكظم غيظه
فغلبه وغلبَ شيطانه وغلب شيطان صاحِبِهِ".

4- عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن
يُنفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من الحور ما شاء".

5- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد وهو يقول
بيده هكذا - فأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض - : "من أنظر معسراً أو وضع عنه، وقاه اللّه من فيح جهنم ،
ألا إن عمل الجنة حَزْن بربوة (ثلاثاً) ، ألا إن عمل النار سهل بشهوة ، والسعيد من وقي الفتن، وما من جرعة
أحبُّ إليَّ من جرعة غيظ يكظمها عبدٌ، ما كظمها عبدٌ للّه إلاَّ ملأ اللّه جوفه إيماناً".


منقول للفائدة

 
آخر تعديل:
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".


موضوع جميل جزاك الله خيرا
 
موضوع رائع جزاك الله خيرا و نفع بكـ .
اللهم اجعلنا من الصابرين و اجعلنا من كاظمي الغيظ برحمتك يا أرحم الراحمين.

وشكرا لك مرة أخرى...
 
موضوع رائع جزاك الله خيرا و نفع بكـ .
اللهم اجعلنا من الصابرين و اجعلنا من كاظمي الغيظ برحمتك يا أرحم الراحمين.

وشكرا لك مرة أخرى...

هذا من روعتك غاليتي سوسن

سعدت جدا بمرورك العطر

حفظك الرحمن ويسر لك الخير حيثما كنت

" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "
 
موضوع جميل جدا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
دمتي متألقة
 
رائع و مفيد​

يجزاك ربي الخير​

الله يلهمنا الصبر و كظم الغيظ تحت شدة الضغط​
 
رائع و مفيد​



يجزاك ربي الخير​


الله يلهمنا الصبر و كظم الغيظ تحت شدة الضغط​
أمين عزيزتي وأنت أروع

اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا
وارزقنا من حيث لا نحتسب
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top