الغفران
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 19 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 242
- نقاط التفاعل
- 131
- النقاط
- 9
بسم الله الرّحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
::
الشّعور بالذّنب بين السّلب والإيجابِ!
....................
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
::
الشّعور بالذّنب بين السّلب والإيجابِ!
....................
سَعد العُثمان؛
من الحالات التي يشعر فيها الإنسان بالنَّدم، والذَّنب، ولوم الذَّات، أو تأنيبها، أو تعنيفها، الأخطاء الجنسية: كالزِّنا، والدَّعارة، أو اللِّواط، أو حتَّى ممارسة الاستمناء " العادة السرية " ، أو السَّرقة، أو القتل، أو الضَّرب، أو إيقاع الأذى المادِّي، أو المعنوي، بأي إنسان بريء. وإذا أهمل الطَّالب مثلاً أداء واجبه، ورسب من جراء ذلك. وقد يشعر به بعض الرُّؤساء، ورجال السُّلطة والإدارة، بعد أن يزول عنهم سلطانهم، ويُحالون إلى التَّقاعد، فيسترجعون الذِّكريات المريرة، ويلومون أنفسهم على ما ارتكبوه من آثام، ومعاصي، أو جرائم ضد أبناء شعوبهم. وينجم الشُّعور بالذَّنب من الصِّراع بين سلوك الإنسان، والقيم السَّائدة في المجتمع، أو في حالة الخيانة، أي عند انتهاك الإنسان للقِيم، والمُثُل، والمعايير الأخلاقيَّة، والاجتماعية، والمبادئ الدينيَّة، والضَّمير يُحاسب الإنسان، ليس فقط على الأفعال الواقعيَّة الخاطئة، بل يحاسبه أيضاً على مجرّد التَّفكير السيِّئ، أو النوايا والمقاصد السَّيِّئة.
والمسلم حين يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً؛ فإنَّه يتمتَّع بالفلاح، والنَّجاح، والسَّداد، والتَّوفيق، لقوله تعالىوَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور: 31. واهتداءً بقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّميا أيّها النَّاس توبوا إلى الله، فإنِّي أتوب في اليوم مائة مرة) رواه مسلم. وقوله صلَّى الله عليه وسلَّممَن تاب قبل أن تطلع الشَّمس من مغربها تاب الله عليه) رواه مسلم. وباب التَّوبة مفتوح أمام المسلم طوال حياته، حتَّى لا توصد أبواب الرَّحمة أمامه، ويشعر باليأس والإحباط، وذلك لقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الله عزَّ وجلَّ يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النَّهار، ويبسط يده بالنَّهار، ليتوب مسيء الليل، حتَّى تطلع الشَّمس من مغربها) رواه مسلم. وربُّ العالمين يفرح بتوبة عبده، ويتلقاه بالعطف، والحبِّ، والرَّحمة التي وسعت كلَّ شيء. فالتَّوبة توثيق للصِّلات الرُّوحية بين العبد وربِّه، وفي ذلك ليس فقط تحريراً من مشاعر الإثم، وإنَّما أيضاً يشعر التَّائب بالسَّعادة والرِّضا، وأنَّه مقبول عند ربِّه، ولذلك يمتلئ قلبه بالأمان، والاطمئنان، والرَّاحة النَّفسية، وهدوء البال، وكلُّها تطرد المشاعر السَّالبة.
يقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّماللهُ أشدُّ فرحاً بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوِيَّة مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام، فاستيقظ، وقد ذهبت، فطلبها، حتَّى أدركه العطش، ثمَّ قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتَّى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، وعليها زاده، وطعامه، وشرابه، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده) رواه مسلم. وروي في فضل التَّوبة، أنَّ الملائكة هنَّأت آدم بتوبته، لمَّا تاب الله عليه. والمسلم مدعو للاعتقاد الرَّاسخ؛ بأنَّ التَّوبة واجبة من كلِّ ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى، لا تتعلَّق بحقِّ آدمي، فلها ثلاثة شروط هي:
1- أن يقلع إقلاعاً نهائيَّاً عن المعصية.
2- أن يندم على فعلها.
3- أن يعزم ألا يعود إليها أبداً.
فإذا فقد أحد الشُّروط الثَّلاثة لم تصحَّ توبته.
وإذا كانت المعصية تتعلّق بآدميٍّ، فشروطها أربعة: الثَّلاثة السَّابقة، إلى جانب أن يبرأ من حقِّ صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكَّنه منه، أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّه منها. ويجب أن يتوب المسلم من كلِّ الذُّنوب، فإن تاب من بعضها صحَّت توبته عند أهل الحقِّ من ذلك الذَّنب، ويبقى عليه الباقي، ولقد كثرت دلائل الكتاب والسنَّة وإجماع الأُمَّة على وجوب التَّوبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفّقكمُ اللهُ.