التفاعل
14.6K
الجوائز
4K
- تاريخ التسجيل
- 6 مارس 2008
- المشاركات
- 17,984
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 27 جويلية
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
2
- الأوسمة
- 19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...
مجون المدينة
قصص لشخصيات حقيقية من مدينتي – سكيكدة – جمعتها بأسلوبي لأسلط الضوء على الجزء الفاسد من أخلاق المدينة
شخصيات لم أتصرف بأحداث حياتها بل نقلتها كما هي بتبسيط واختصار في الأحداث مع عدم التهويل فيها رغم أنها أكثر هولا مما وصفت . شخصيات منها من لاقت جزاءها ومن من تنتظر جزاءً مجهول الهوية
مجون المدينة قصة بقلمي عن قصص حقيقية تعكس مجون شخصياتها لا مجون قلمـي وأفكاري
قصص فيها عبرة لمن يريد أن يعتبر
- ترددت كثيرا قبل طرحها -
وقررت تحريرها من أوراق دفتري
قصة . بتصرف .
أسند جسمه الهزيل على عمود كهربائي مشعلا سيجارة تلطف أعصابه حالما بمعجزة تهز واقعه وتنتشله من هذا البؤس والشقاء ومحدودية العيش فما بالك بالرفاهية. على مقربة منه قهوة "منصف" هكذا يسميه الكل بدون لقب أو يقولون عنه الأصلع فقد خوى رأسه تماما من الشعر كخواء الصحراء من البحر. وقف هناك دحمان كما يلقبه أصحابه متفرجا على خطى العم رابح تقترب من باب المقهى . العم رابح دائم التواجد عند منصف كهل في الخمسينات من العمر لم يسبق له أن تزوج. بقي عازبا ولم يفهم أحد سبب عزوبيته. كثرت إشاعات حول عجزه لكن الكثير قالوا أن حبه لابنة خالته وخيانتها له وزواجها بآخر سبب عقدة عزوفه عن الزواج. اجتمع الكهول في ذلك المقهى العم العربي والعم شوقي الكل اجتمع على تلك الطاولة مع العم رابح لاعبين الورق بكل احترام والخاسر يدفع ثمن القهوة....
مجون المدينة
قصص لشخصيات حقيقية من مدينتي – سكيكدة – جمعتها بأسلوبي لأسلط الضوء على الجزء الفاسد من أخلاق المدينة
شخصيات لم أتصرف بأحداث حياتها بل نقلتها كما هي بتبسيط واختصار في الأحداث مع عدم التهويل فيها رغم أنها أكثر هولا مما وصفت . شخصيات منها من لاقت جزاءها ومن من تنتظر جزاءً مجهول الهوية
مجون المدينة قصة بقلمي عن قصص حقيقية تعكس مجون شخصياتها لا مجون قلمـي وأفكاري
قصص فيها عبرة لمن يريد أن يعتبر
- ترددت كثيرا قبل طرحها -
وقررت تحريرها من أوراق دفتري
قصة . بتصرف .
اختار الشباب الضائع الحالم بأيام حبلى بالأحلام وتحقيقها مكانا خارج المقهى يترصدون فيه فتيات تلك المتوسطة الشبه بعيدة عن مقهى منصف. يغمزون لهن ويرمون أوراقا فيها أرقامهم. يتصيدون هذه وتلك عسى الطعم يأتي أكله. صوت غريب بداخل دحمان يطالبه بتغيير المكان والابتعاد عن المراهقات فحبيبته أحلام في انتظاره. حان وقت خروجها يتوجه كارها نافرا إلى الجامعة ينتظر حبيبته متأسفا فتستقبله فرحة مسرورة يحسب الناظر إليها أنها تُوجّت ملكة جمال لتوها. يوصلها إلى منزلها ويعود أدراجه حائرا حول مصير علاقته معها فالفقر والواقع لن يرحماه. يقطع حيرته صوت هاتفه النقال إنهم أصدقاؤه يواعدوه في تلك الساحة كالعادة يتوجه مسرعا إليهم متأملا أحوال وهول المدينة . وجوه مختلفة ضاحكة فرحة مستبشرة ووجوه عابسة كئيبة حزينة يقترب أكثر إلى تلك الساحة فيزداد ضجيج السيارات وازدحامها. أصوات مزاميرها تزهّي الجو المكتظ برائحة أنفاس المارّة ودخانها يعبئ الجو كثافة سامة قد يعتقد أحدهم أنه لا يزال في المنطقة الصناعية من المدينة. ها هو يصل إلى ساحة الكنيسة كما يسميها البعض فقد تعددت أسماء تلك الساحة بين الساعة الكنيسة والخطوط الجوية الجزائرية. قيل أن كنيسة كانت مشيدة على ذلك الموقع وهُدّمت بعد الاستعمار وهذا سبب التسمية أما تسمية الساعة فلساعة شبه كبيرة تعتلي سارية كبيرة تشير منذ أعوام إلى نفس الساعة أصاب الصدأ عقاربها والتسمية الأخيرة حازت عليها لوجود مكتبٍ للخطوط الجوية الجزائرية هناك فسماها أهلها "air Algérie ".
هناك في بداية ذلك الرصيف على يمين الساحة رجل كبير في السن مازال على عادة تسوله. كبُر جيل بعد جيل ولا يزال في ذلك المكان على نفس المهنة حتى أصبح معلما في وسط المدينة. لا يعلم أحد إن كان أعمى فعلا أم أنه يصطنع عميه. على الرصيف المقابل رصيف الأروقة تلك المرأة المتشردة العمياء أيضا لا تزال تجلس على تلك الدرجة أمام بيتزيريا
حميش صاحب أحسن بيتزا في وسط المدينة محله دائم الاكتظاظ تجلس هناك منتظرة قلبا رحيما يهديها قطعة بيتزا تسد جوع بطنها المربوط وتطلب مساعدات المارة لقطع الطريق أو لتوصيلة إلى مكان معين لا يعلم أحد مكان عيشها أو نومها. تدق الساعة الخامسة في ثانوية النهضة للبنات فتخرجن مغترات بحسنهن وجمالهن يتباهين برشاقتهن ينزعن مآزرهن الوردية أمام باب الثانوية لإغراء أبرع لشباب المدينة الذين ينتظرنهن في تلك الساحة اجتمعوا هناك على شرفهن. يحاول كل شاب بوسائله إسقاط ضحية يقتات بها. يلمح دحمان شاب يعاكس فتاة فترد عليه ابتعد لكن ملامح وجهها تقول العكس فلا يعلم هل هي منزعجة من معاكسة الشاب لها أم أنها تتدلع فقط. تختفي البنات فيختفي الشباب وينتشر في أرجاء المدينة ويعود دحمان في نهاية يومه إلى حيه الشبه غني عكس حاله المعدومة. هناك داخل إحدى السيارات يتواجد الماكر زينو صياد بنات بدرجة جينيرال لا تصعب عليه أنثى. أفكاره الزانية الفاحشة لا يردعها عائق ولا خوف. يلوح بيده لكيمة فتبعث له قبلات حارة من على شرفتها. كيمة فتاة جميلة عيبها البدانة قال عنها رجال الحي أنها خطر على الأمة وتمنى البعض أن يقطع رأسها في كهف مهجور أو أن تسجن في سجن مع الساقطات أمثالها. يعلم الكل أنها استغلت موت جدتها وغياب أهلها لتستدعي حبيبها لخلوة شيطانية في منزلٍ أمَّنها عليه أبوها. هي تقول أنها شريفة من يصدق كيمة الزانية في نظر الجميع. حتى زينو اختار فتاة أحلامه وتزوجها شاتما عشيقته متحديا إياها ومهددا لها إن حاولت الزواج سيفضحها بصورها الفاحشة. يخرج عادل من العمارة متوجها إلى سيارة بيضاء تنتظره كل أمسية يلقي التحية على زينو ودحمان وتنطلق السيارة مخلفة وراءها دخانا ضبَّب جو الحي الشبه راقي.عادل شاب هزيل جدا جدا يحسب نفسه فنانا. مجرد لاعب على مفاتــيح البيانو يعزف في الأعراس مع فرقته البسيطة الناجحة رغم كل شيء أو في الملاهي في غير مواسم الأعراس. سيرته لا تشرف ولا تفرح والمضحك أنه يسارع إلى صلاة الفجر صباحا فيكون بذلك لهى ليلا في الملاهي وأطاع الله فجرا وصلى جماعة بالمسجد. غير هواية العزف يهوى اصطياد البنات كالنحلة تتذوق من كل زهرة رحيقها. اختار هذه المرة نونو فتاة شقية منذ طفولتها تلبس تنانير فيها شبر ونصف شبر ولا تزال على هذا الحال وكأن أزمة في نقص القماش كسحت المدينة. ظهرها العاري المغطى بخصلات شعرها يلفت الأنظار تمشي وتتمايل يمنة ويسرة محررة خصلات شعرها الملون باجتماع الأسود والأشقر والأحمر والوردي وحتى البنفسي. نونو لا تعادل دينارا في نظر كل الشباب وقد لقبها البعض ب******* سيرتها مؤسفة في حق البنات لكن عادل رآها فريسة سهلة ينهشها لأيام وهو الذي يعلم أن أخاه قد نهش منها وتركها لغيره لكن هذا لم يردعه. ظل على هذا الحال يستهلك بقايا الرجال حتى سقط بين يدي ابنة رجل أمكر منه. العم موسى يعلم أن ابنته تغذى بها الصعاليك وتعشى بها المحرومون يملك من الأدلة والصور على فجورها ما يكفيه لقتلها لكنه لم يفعل. استغل عادل ليصدّر له ابنته المرأة بغير زواج. تركه يمارس طقوسه الرجولية عليها ليداهم المكان ويتهمه بانتهاك عرضه ويلصقه إياها فتحتم عليه أن يتزوجها فابن الملاهي لا يتزوج إلا امرأة من نفس طينته لكن المسكين ظن أن صلاة فجره في المسجد ستجعله من "الطيبون للطبيات".
- يا رب ألطف بحالنا. يتنهد شيخٌ خرج لتوه من عالم الكهولة إنه العم عمار بواب الحي ينظر إلى نونو خارجة من الحي تتمايل في مشيتها متحدية الجميع بابتسامتها المغرية يتراقص شعرها الطويل في حرية خلفها بخصلات متدلية على ظهرها وكتفيها.
- الكلبة أفسدت شباب الحي والمدينة. يعقّب العم عمار
يسخر منها شباب الحي المقابل بألفاظ سوقية وها هو الأمين الذي تمقته كل البنات يصفق لها ويغني لها فتنزعج منه وتدعي الشرف مع أن حكايات عهرها عبّت أجواء الحي وأصبحت واضحة لا يوجد من لا يحمل صور لجسدها في هاتفه المحمول.
- اسكت يا كلب لو كان الحكم بيدي لأعدمت الفاسقة في ساحة المسجد. يرد العم مخلوف على الأمين. العم مخلوف إمام ثانوي يؤم المصلين في حالة غياب الإمام الأول. أب للبنات أكثر من الذكور زوّج ابنته للإمام لكنه سرعان ما طلقها واتهمها ونكر ابنته الزاعم بأنها ليست منه. حكايتها بقيت سيرة على لسان نساء الحي وحتى الرجال في المقاهي لم يرحموها.
ينقص صخب المدينة بتوالي الساعات واستبدال النور بالظلام تسكن حركة المدينة فيخرج إلى الشوارع فصيلة جديدة من البشر السكارى والمخمورين يتوجهون إلى تلك الخمارة في ذلك الحي المقابل للبحر يسكرون ويسبون ويشتمون على وقع نغمات مجون ورقص غجري لفاجرات ارتضين بيع الهوى مهنة لهن. يلتهمن السكارى بعيونهن المكحولة. يشعرنهم بسريان الحياة في عروقهم ويبددون أحزان المخمورين بسعادة مؤقتة. يبتسمن بمكر ابتسامات لعينة كلعنة قدرهن فيصبحن مجونا جديدا لمدينة جديدة انتهت رواية يومها لهذه الليلة لتسجل روايات ماجنة لمجون مدينة لا متناهي وعالم فساد لا متناهي لا يعرف معنى لكلمة حرام متحد كلمة الله.
في نهاية كل يوم تسجل دفاتر المدينة ألف حكاية وحكاية كحكاية عادل بمصيره الميؤوس منه وزواجه بفاجرة وستره لعارٍ لم يرتكبه بها إلا بعد أن قطّعها الرجال إربا إربا فجمع ما تبقى من شرف وتزوج منه.
أو كحكاية كيمة العاشقة الولهانة التي ضيعت سمعتها من أجل حبيب نكرها وتزوج غيرها مهددا إياه.ا
أو ولادة ألف نونو كل يوم تفسد الشوارع والطرقات.
وتبقى المدينة كاتمة لأسرار ضحايا فجور إما جبرا أو طوعا ويبقى قول العم عمار يُكرّر:
يا ربي ألطف بنا
...
حصري على منتدى اللمة الجزائرية
حقوق الملكية محفوظة
- لا للمنقول -
أو كحكاية كيمة العاشقة الولهانة التي ضيعت سمعتها من أجل حبيب نكرها وتزوج غيرها مهددا إياه.ا
أو ولادة ألف نونو كل يوم تفسد الشوارع والطرقات.
وتبقى المدينة كاتمة لأسرار ضحايا فجور إما جبرا أو طوعا ويبقى قول العم عمار يُكرّر:
يا ربي ألطف بنا
...
حصري على منتدى اللمة الجزائرية
حقوق الملكية محفوظة
- لا للمنقول -