مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)



ج: ضده الشرك وهو نوعان شرك أكبر ينافيه بالكلية وشرك أصغر ينافي كماله.

ما هوالشرك الأكبر؟

ج: هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه
و يخافه ويرجوه و يرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله وغير ذلك.
قال تعالى(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) [النساء:116]
وقال تعالى(وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)[النساء:48] وقال تعالى(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)[المائدة:72]
وقال تعالى(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج: 31] وغير ذلك من الآيات.
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " وهو في الصحيحين.
ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم, والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
قال الله تعالى(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)[النساء:145,146]
وغير ذلك من الآيات.

س47: ما هو الشرك الأصغر؟

ج: هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى.
قال الله تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف:110]
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال " الرياء "
ثم فسره بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه "(1)
ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها.
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد "
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة "
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تحلفوا إلا بالله "
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " من حلف بالأمانة فليس منا "
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " وفي رواية " وأشرك "
ومنه قول ما شاء الله وشئت. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للذي قال له ذلك " أجعلتني لله ندا بل ما شاء والله وحده "
ومنه قول لولا الله وأنت وما لي إلا الله وأنت وأنا داخل على الله وعليك ونحو ذلك.
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان "
قال أهل العلم ويجوز لولا الله ثم فلان ,ولا يجوز لولا الله وفلان.
للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله

 
توقيع الطيب الجزائري84
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
حياكم اخوني و أخواتي.
سعدت بمشاركتم الطيبة، و اجابتكم النيرة، و التي استفدت كثير منها.
و لعلي أقيمه غدا بإذن الله و أتي على وضع الاجابة النموذجية.
ترقبوا التقييم و التقدير الطيب لكم كلكم، الى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
 
توقيع ابو ليث
أعتذر منكم اليوم اخواني فأنا جد مرهق.
ألتقيكم غدا بإذن الله.
 
توقيع ابو ليث
لا باس اخي فالاولى صحتكـ
ان شاء الله غدا سنترقب الاجابة

في امان الله
 
توقيع أم عبد الله
كان الله في عونك اخي
 
أعتذر منكم اليوم اخواني فأنا جد مرهق.
ألتقيكم غدا بإذن الله.

ان شاء الله أستاذي الفاضل
الله يقويك ويجعلك للإسلام ذخراا يارب
حفظك الباري ونور دربك وللجنة أسكنك
آآآمين
 

والكفر الأكبر أنواع كثيرة منها :



أولا : كفر الجحود : وذلك بأن يكون عندهم معرفة للحق في قلوبهم ويقين به ، لكن يجحدونه ظاهرًا ، إما عنادًا أو تكبرًا ، وإما لأجل طمع في رئاسة أو غير ذلك ، وعلى هذا غالب الكفار ؛ كما قال تعالى : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ، وقال تعالى : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ، فأخبر أنهم استيقنتها أنفسهم ، ولكن جحدوها ظلمًا وعلوا ، أي من أجل الظلم والعلو على الناس ، فهذا يسمى كفر الجحود


وقال موسى - عليه الصلاة والسلام - لفرعون : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا



ثانيًا : كفر التكذيب ، وذلك كما في قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ، سماهم كافرين بسبب أنهم كذبوا بآيات الله تعالى ، وكذبوا بالحق لما جاءهم ، ولما جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذبوه وقالوا : ساحر كذاب ، كذبوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كما كذب غيرهم من الأمم رسلهم ؛ قال تعالى : كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ، وقال : كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ، وقال : كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ وقال : كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ هذا كفر التكذيب


ثالثًا : كفر الشك والظن ، بأن يكون شاكًّا فيما جاءت به الرسل ويظن أنهم على غير حق ، وذلك كما في قوله سبحانه وتعالى في قصة الرجلين : وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ يعني : بستانه الذي فيه الأشجار والأنهار فأعجب به ، وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً : شك في اليوم الآخر ، وشك في البعث ، وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا يقول : إن بعثت - يعني : هذا احتمال عنده - فأجد في الآخرة أحسن من هذه ؛ لأن الله تعالى ما أعطاني هذه الجنة في الدنيا إلا لكرامتي عليه ، ومنزلتي عنده ، فإذا بعثت ، على فرض وجود بعث بعد الموت ، إذا بعثت سأجد خير منقلب عند الله ، وهذا منه شك والعياذ بالله في البعث ، وهذا كفر كما قال تعالى : قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ، قال له : أَكَفَرْتَ ؛ لأن من شك أو ظن وبنى عقيدته على الظن والشك فهو كافر ؛ لأن الإيمان باليوم الآخر وغيره من أركان الإيمان لا بد فيه من اليقين ، وإلا يكون الإنسان كافرًا .





رابعًا : كفر الإعراض ، أي : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ؛ قال تعالى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا سماهم كافرين لإعراضهم عما أنذروا به ، فهم معرضون لا يهتمون ، لا يتعلمون الدين ولا يعملون به ، ولو تعلموا لا يعملون به ، هذا هو كفر الإعراض .


خامسًا : كفر النفاق - والعياذ بالله - النفاق الاعتقادي . فالمنافقون كفار يظهرون الإسلام لكنهم كفار في قلوبهم وعقائدهم ، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، والله سبحانه وتعالى بين حال المنافقين فقال سبحانه : إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم ، والعياذ بالله . فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ هذا هو النفاق ، أن يتظاهر الإنسان بالإسلام ويبطن في قلبه الكفر ، وهو إنما يظهر الإيمان نفاقًا من أجل أن يعيش مع المؤمنين ؛ لأنه لا يقدر على مجابهة المؤمنين ، ولا يقدر على مفارقتهم ، فاضطر إلى أن ينافق ، والعياذ بالله .
أحسن الله اليك و بارك فيك، و الله انتفعت بهذا النقل الطيب انتفاعا بالغا، و خاصتا في ذكر الفروق بين الكفر الأكبر و الأصغر، لشيخنا العلامة الفوزان، لكن أردت الاستفسار عن كون الكفر الأكبر أقساما كثيرة، هذا لا شك فيه.
لكن الذي أشكل علي، هو هل أنواع الكفر الأخرى هي داخلة داخل الأقسام الخمسة المذكورة انفا و التي هي محل اتفاق بين أهل العلم، أم هي مستقلة تماما عن معنى ما ذكر منها سابقا.
وان كانت مستقلة عن ما ذكر سابقا فيرجى ذكر المثال، و لك بذلك تقييم اضافي، و العلامة الكاملة من نصيبك على هذه الاجابة الوافية.
 
توقيع ابو ليث

السؤال السابع : ما هو ضد الإيمان، بين أقسامه و أستدل على كل منها مع ذكر لتعريفه و شرحه ؟

ضد الإيمان هو الشرك والعياذ بالله


أحسن الله اليك أختي أمينة، مثابرة كعادتك، و مجتهدة في جمع الأدلة و تنسيق الاجابة و عرضها بأفضال الأشكال.
لا شك أن الشرك مضاد للايمان، و هو من نواقضه العظام، لكن لما يكون السؤال عن ضد الايمان، يعني المعنى الشامل لضد الايمان، فانه يكون في مسمى الكفر أكثر منه في غيره، لذا يقرر أهل العلم في اجابتهم عن معنى الكفر تسميته بضد الايمان، في حين أن ضد التوحيد هو الشرك، و ضد الشرك هو التوحيد، وبضدها تعرف الأشياء، و بين الايمان و التوحيد عموم و خصوص، اذا شهادة التوحيد (التي كانت عليها جميع دعوات الأنبياء) هي أعظم أركان الايمان، و التي يكون بالاقرار بها و بالنبوة للمبعوث لدعوة الناس اليها دخول الاسلام، كما أن من أصول الايمان، الايمان بباقي أركانه، و بكل ماجاء به النبي محمد صلى الله عليه و سلم من الأحكام و الأخبار و من الوحي المنزل عليه من الله الجليل كتابا و سنة
، مع دخول العمل في مسمى الإيمان، و هذا ليس محل بسط ذلك.
جاء في أعلام السنة المنشورة في جواب : ما هو ضد الإيمان ؟
جـ : ضد الإيمان الكفر ، وهو أصل له شعب ، كما أن الإيمان أصل له شعب ، وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ، فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ، فالطاعات كلها من شعب الإيمان وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا ، والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ، كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ، وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي ، الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك .

و جاء في تعريف جامع منقول من موقع الاسلام سؤال و جواب.
وأما في الاصطلاح الشرعي فهو " عدم الإيمان بالله ورسله ، سواءً كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب ، بل شك وريب ، أو إعراض عن الإيمان حسدا ًأو كبراً أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة فالكفر صفةٌ لكل من جحد شيئاٌ مما افترض الله تعالى الإيمان به ، بعد أن بلغه ذلك سواء جحد بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه ، أوبهما معاٌ ، أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان " انظر [مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/335] و[ الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم : 1 / 45 ] . من موقع الاسلام سؤال و جواب.
 
توقيع ابو ليث
السؤال: ما هو ضد الإيمان، بين أقسامه و أستدل على كل منها مع ذكر لتعريفه و شرحه ؟
أولا:المقصود بضد الإيمان: هو الكفر
أولا تعريفه لغة:

"أصل الكُفْر التغطية على الشَّيْء والستر لَهُ، فَكَأَن الْكَافِر مغطى على قلبه، ...وكَفَرَ فلَان النعمةَ، إِذا لم يشكرها"(جمهرة اللغة لابن دريد (2/768).
ويجمع على " (الْكَافِرِ) (كُفَّارٌ) وَ (كَفَرَةٌ) وَ (كِفَارٌ)، كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ...وَجَمْعُ الْكَافِرَةِ (كَوَافِرُ)... يقال للمزارع: " كافراً " لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ، وَ (الْكُفَّارُ) الزُّرَّاعُ"( مختار الصحاح للرازي (271)).
ومنه سمي الكفر الذي هو ضد الإيمان " كفراً "، لأن في كفره تغطية للحق بجحد أو غيره , وقيل: سمي الكافر "كافراً " لأنه قد غطى قلبه بالكفر.
أما الكفر اصطلاحا:
فقد عرفه أكثر من عالم، وقد اخترت هذه التعاريف من أمهات الكتب في العقيدة:
الكفر عند ابن حزم " صفة من جحد شيئاً مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معاً، أو عمل عملاً جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان". (الإحكام في أصول الأحكام(1/49)
وأما الغزالي فيرى أن الكفر: " هو تكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام، في شيء مما جاء به ". (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة (128)
ويقول ابن تيمية: " الكفر يكون بتكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم". (درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/242).

ويقول أيضا: "والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها".
وقد عرفه الباقلاني تعريفا موضفا فيه المعنى اللغوي للكفر، فقال: "الكفر: هو ضد الإيمان، وهو الجهل بالله عز وجل، والتكذيب له الساتر لقلب الإنسان عن العلم به، فهو كالمغطي للقلب من معرفة الحق... وَقد يكون الْكفْر بِمَعْنى التَّكْذِيب والجحد وَالْإِنْكَار ". (تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل للباقلاني (395).

ثالثا:أقسام الكفر الوارد في الكتاب والسنة: (كلها من كتاب أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة لسعود بن عبد العزيز الخلف (2/49).
يمكن تقسيم مواقف الناس الكفرية من الدين الحق إلى خمسة أنواع من الكفر:
1 - كفر التكذيب والجحود. وذلك يعم كل من كذب الرسل في الباطن, وهو حقيقة المكذب. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} [الأنعام21] .
أما من كذب الرسل في الظاهر, وهو يعلم صدقهم في الباطن, فهذا هو الجاحد, وهذا حال كثير من المكذبين للرسل, خاصة ممن عاينوا آيات الأنبياء.قال تعالى عن فرعون وملائه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} [النمل14] .
2 - كفر الإباء والاستكبار: وذلك بأن يعلم الحق ويعرفه, ويتكبر عن الانقياد والاذعان. وذلك مثل كفر إبليس: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَر} [البقرة34] .
3 - كفر الشك: ا]لذي يناقض التصديق واليقين, ومن هذا الجنس كفر صاحب الجنة. قال تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً} [الكهف35] , وقد جعل الله الريب, وهو الظن والشك من الكفر الموجب دخول النار. قال تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ} [ق24، 25] ,
4 - كفر الإعراض. وهو أن يعرض عن الحق فلا يسمعه ولايقبله. قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} [الأحقاف3].
5- كفر النفاق:وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر. قال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} [المنافقون 1 - 3] .
فهذه الأقسام الخمسة التي ينقسم إليها كفر الكفار من ناحية موقفهم من الشرع والدين الحق.
أما كفرهم من ناحية انتماءاتهم الدينية،فكل من دان بدين غير الإسلام فهو كافر، ويمكننا أن نقسمهم من ناحية مذاهبهم إلى ثلاثة أقسام:
1 - مشركون: وهم كل من عبد غير الله تعالى من الأصنام والأوثان وغيرها.
2 - أصحاب ملة: وهم كل من انتمى إلى ملة غير ملة الإسلام, كاليهودية والنصرانية أو المجوسية أو البوذية بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
3 - ملاحدة: وهم كل من لم يؤمن بدين, وإنما يعتقد الإلحاد.
و الله، لست أجد ما أعلق عليه، و لا ما أضيف على اجابتكم الطيبة، غير أني أقول رحم الله والديك، و متعك بالصحة والعافية، و رزقك بركة العلم و العمل و كل الاخوة و الأخوات المشاركين و المتابعين معنا.
الاجابة كاملة و العلامة كاملة.
 
توقيع ابو ليث


ج: ضده الشرك وهو نوعان شرك أكبر ينافيه بالكلية وشرك أصغر ينافي كماله.

ما هوالشرك الأكبر؟

أحسن الله اليك أخي الطيب الفاضل.
اجتهدت بارك الله فيك في بيان معنى الشرك و تفصيل أقسامه و أستفدت من اجابتك كما استفدت من اجابة الأخت أمينة من قبل، لكن نفس الملاحظة على الاجابة السابقة، هو أن ضد التوحيد هو الشرك، و ضد الايمان هو الكفر، و بين هذا و ذاك عموم و خصوص.
لك تقييم أيضا لاجتهادك الطيب أيها الأخ الحبيب.
 
توقيع ابو ليث
س : ما هو ضد الإيمان ؟

جـ : ضد الإيمان الكفر ، وهو أصل له شعب ، كما أن الإيمان أصل له شعب ، وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ، فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ، فالطاعات كلها من شعب الإيمان وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا ، والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ، كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ، وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي ، الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك .



س : كم أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة ؟

جـ : علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام : كفر الجهل والتكذيب ، وكفر جحود ، وكفر عناد واستكبار ، وكفر نفاق .
س : ما هو كفر الجهل والتكذيب ؟

جـ : هو ما كان ظاهرا وباطنا كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الأمم الذين قال الله تعالى فيهم : { الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ، وقال تعالى : { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ، وقال تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ }{ حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ }{ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . الآيات ، وقال تعالى : { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } . الآيات ، وغيرها .
س : ما هو كفر الجحود ؟
جـ : هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ككفر فرعون وقومه بموسى ، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } ، وقال تعالى في اليهود : { فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } ، وقال تعالى : { وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } .
: ما هو كفر العناد والاستكبار ؟

جـ : هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به ككفر إبليس ؛ إذ يقول الله تعالى فيه : { إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } ، وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره ، وإنما اعترض عليه وطعن في حكمه الآمر به وعدله وقال : { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } ، وقال : { لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } ، وقال : { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } .
س : ما هو كفر النفاق ؟

جـ : هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس ، ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال الله تعالى فيهم : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ }{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } إلى قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . وغيرها من الآيات .
س : ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟
جـ : هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض » (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « سباب المسلم فسوق وقتاله كفر » " (2) فأطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر ، وسمى من يفعل ذلك كفارا ، مع قول الله تعالى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } إلى قوله : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } . فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان ولم ينف عنهم شيئا من ذلك . وقال تعالى في آية القصاص : { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } . فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، والتوبة معروضة بعد » . زاد في رواية : « ولا يقتل وهو مؤمن - وفي رواية - ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم » (3) .
_________
(1) رواه البخاري ( 121 ) ، ومسلم ( الإيمان / 118 ، 120 ) .
(2) رواه البخاري ( 48 ، 6044 ) ، ومسلم ( الإيمان / 116 ) .
(3) رواه البخاري ( 2475 ، 5578 ) ، ومسلم ( الإيمان / 100 ، 105 ) .
الحديث في الصحيحين مع حديث أبي ذر فيهما أيضا ، قال صلى الله عليه وسلم : « ما من عبد قال لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق ثلاثا ، ثم قال في الرابعة : " على رغم أنف أبي ذر » (1) . فهذا يدل على أنه لم ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة وإن فعل تلك المعاصي ، فلن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله ، وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها وإن لم يفعلها ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
_________
(1) رواه البخاري ( 5827 ) ، ومسلم ( الإيمان / 154 ) .
 
توقيع ابو ليث
قرأت في السؤال رقم 12811 أن الكفر الأكبر المخرج من الملة أنواع فآمل منكم توضيحها وضرب الأمثلة عليها.

الحمد لله وبعد : فالكلام على حقيقة الكفر وأنواعه يطول لكن سنجمل الكلام عليه من خلال النقاط التالية :
أولاً : أهمية معرفته ومعرفة أنواعه :
دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الإيمان لا يصح ولا يقبل إلا بأمرين ـ هما معنى شهادة أن لا إله إلا الله " ـ وهما الاستسلام لله بالتوحيد ، والبراءة من الكفر والشرك بجميع أنواعه.
ولا يمكن للشخص أن يتبرأ من شيء ويحذره إلا بعد أن يعرفه ويتبينه ، فعلم بهذا ضرورة تعلم التوحيد للعمل به وتحقيقه ، ومعرفة الكفر والشرك للحذر منه ومجانبته .
ثانيا ً: تعريف الكفر
الكفر في اللغة : ستر الشيء وتغطيته
وأما في الاصطلاح الشرعي فهو " عدم الإيمان بالله ورسله ، سواءً كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب ، بل شك وريب ، أو إعراض عن الإيمان حسدا ًأو كبراً أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة فالكفر صفةٌ لكل من جحد شيئاٌ مما افترض الله تعالى الإيمان به ، بعد أن بلغه ذلك سواء جحد بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه ، أوبهما معاٌ ، أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان " انظر [مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/335] و[ الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم : 1 / 45 ] .
وقال ابن حزم في كتابه الفصل : " بل الجحد لشيء مما صح البرهان أنه لا إيمان إلا بتصديقه كفرٌ ، والنطق بشيء من كل ما قام البرهان أن النطق به كفرٌ كفر ، والعمل بشيء مما قام البرهان بأنه كفرٌ كفر "
ثالثا : أنواع الكفر الأكبر المخرج من الملة :
قسم العلماء الكفر إلى عدة أقسام تندرج تحتها كثير من صور الشرك وأنواعه وهي :
1) كفر الجحود والتكذيب : وهذا الكفر تارة يكون تكذيباً بالقلب ـ وهذا الكفر قليل في الكفار كما يقول ابن القيم رحمه الله ـ وتارة يكون تكذيبا باللسان أو الجوارح وذلك بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ً، ككفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى عنهم : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) البقرة/89 وقال أيضا : ( وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) ( البقرة :146 ) وذلك أن التكذيب لا يتحقق إلا ممن علمَ الحقَّ فرده ولهذا نفى الله أن يكون تكذيب الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم على الحقيقة والباطن وإنما باللسان فقط ؛ فقال تعالى : ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام/33 وقال عن فرعون وقومه : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) النمل/14
ويلحق بهذا الكفر كفر الاستحلال فمن استحل ما عَلِم من الشرع حرمته فقد كذَّب
الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وكذلك من حَرَّم ما عَلِم من الشرع حِله .
2) كفر الإعراض والاستكبار : ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه : ( إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) البقرة/34
وكما قال تعالى : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) النور/47 فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل ، وإن كان أتى بالقول . فتبين أن كفر الإعراض هو : ترك الحق لا يتعلمه ولا يعمل به سواء كان قولا أو عملا أو اعتقادا . يقول تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ) الأحقاف/3 فمن أعرض عما جاء به الرسول بالقول كمن قال لا أتبعه ، أو بالفعل كمن أعرض وهرب من سماع الحق الذي جاء به أو وضع أصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع ، أو سمعه لكنه أعرض بقلبه عن الإيمان به ، وبجوارحه عن العمل فقد كفرَ كُفْر إعراض.
3) كفر النفاق :وهو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله ، مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس ككفر ابن سلول وسائر المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ .يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ .. الخ الآيات ) البقرة/8–20
4) كفر الشك والريبة : وهو التردد في اتباع الحق أو التردد في كونه حقاً ، لأن المطلوب هو اليقين بأن ما جاء به الرسول حق لا مرية فيه ، فمن جوَّز أن يكون ما جاء به ليس حقا ًفقد كفر؛ كفر الشك أو الظن كما قال تعالى : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً . وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً . قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً . لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) الكهف/35-38
فنخلص من هذا أن الكفر ـ وهو ضد الإيمان ـ قد يكون تكذيبا بالقلب ، فهو مناقض لقول القلب ِأي تصديقه ، وقد يكون الكفر عملاً قلبياً كبغض الله تعالى أو آياته ، أو رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يناقض الحب الإيماني الذي هو آكد أعمال القلوب وأهمها . كما أن الكفر يكون قولاً ظاهرا كسب الله تعالى ، وتارة يكون عملا ظاهراً كالسجود للصنم ، والذبح لغير الله ، فكما أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح فكذلك الكفر يكون بالقلب واللسان والجوارح . نسأل الله أن يعيذنا من الكفر وشعبه ،و أن يزينا بزينة الإيمان ويجعلنا هداة مهتدين ... آمين . والله تعالى أعلم .
ينظر ( أعلام السنة المنشورة 177 ) و ( نواقض الإيمان القولية والعملية للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف36 – 46 ) و ( ضوابط التكفير للشيخ عبد الله القرني 183 – 196 ).


الإسلام سؤال وجواب
 
توقيع ابو ليث
الفرق بين الكفر والشرك
الأخت (ن.س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.


الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك،


الاجابة مزالت طويلة للشيخ الفوزان
 
اخي ممكن توضحلي سؤالك من فضلك
 
أحسن الله اليك أختي أمينة، مثابرة كعادتك، و مجتهدة في جمع الأدلة و تنسيق الاجابة و عرضها بأفضال الأشكال.
لا شك أن الشرك مضاد للايمان، و هو من نواقضه العظام، لكن لما يكون السؤال عن ضد الايمان، يعني المعنى الشامل لضد الايمان، فانه يكون في مسمى الكفر أكثر منه في غيره، لذا يقرر أهل العلم في اجابتهم عن معنى الكفر تسميته بضد الايمان،

بارك الله فيك
أردت فقط إضافة أمر بسيط حول هذه المسألة
عندما يُقال ما هو ضد الإيمان فالجواب مباشرة يتجه للكفر
لأن لفظ الإيمان إذا أطلق منفردا فإنه يأخذ معنى الإسلام، كما أن الإسلام عندما يُطلق منفردا فإنه يأخذ معنى الإيمان، أما إذا ذكِرا معًا فإن كل منهما يأخذ معناه الخاص
فالإيمان والإسلام متلازمان، ولهذا قال كثير من أهل العلم أنهما تنطبق عليهما قاعدة: (إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا)
والله أعلم
 
الفرق بين الكفر والشرك
الأخت (ن.س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.


الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك،


الاجابة مزالت طويلة للشيخ الفوزان
بارك الله فيك، هذا النوع من الأمثلة التي ذكرها العلامة الفوزان حفظه الله، يدخل في أحد أقسام الكفر السابقة، قد يكون كفر الجحود، لكن الذي طلبته في سؤالي هو ذكر أنواع الكفر التي لاتتناولها تلك الأقسام الخمس التي سبق ذكرها في أنواع الكفر، مما يسمى بها صاحبها كافرا، و ان تبحثي جيدا تجديها في طيات اجابة أحد الأخوات.
في انتظار اجابتك.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
ممكن اخر ماكتبته الاخت وردة رمال الصحرا
 
أحسن الله اليك أختي أمينة، مثابرة كعادتك، و مجتهدة في جمع الأدلة و تنسيق الاجابة و عرضها بأفضال الأشكال.
لا شك أن الشرك مضاد للايمان، و هو من نواقضه العظام، لكن لما يكون السؤال عن ضد الايمان، يعني المعنى الشامل لضد الايمان، فانه يكون في مسمى الكفر أكثر منه في غيره، لذا يقرر أهل العلم في اجابتهم عن معنى الكفر تسميته بضد الايمان، في حين أن ضد التوحيد هو الشرك، و ضد الشرك هو التوحيد، وبضدها تعرف الأشياء، و بين الايمان و التوحيد عموم و خصوص، اذا شهادة التوحيد (التي كانت عليها جميع دعوات الأنبياء) هي أعظم أركان الايمان، و التي يكون بالاقرار بها و بالنبوة للمبعوث لدعوة الناس اليها دخول الاسلام، كما أن من أصول الايمان، الايمان بباقي أركانه، و بكل ماجاء به النبي محمد صلى الله عليه و سلم من الأحكام و الأخبار و من الوحي المنزل عليه من الله الجليل كتابا و سنة
، مع دخول العمل في مسمى الإيمان، و هذا ليس محل بسط ذلك.
جاء في أعلام السنة المنشورة في جواب : ما هو ضد الإيمان ؟
جـ : ضد الإيمان الكفر ، وهو أصل له شعب ، كما أن الإيمان أصل له شعب ، وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ، فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ، فالطاعات كلها من شعب الإيمان وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا ، والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ، كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ، وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي ، الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك .

و جاء في تعريف جامع منقول من موقع الاسلام سؤال و جواب.
وأما في الاصطلاح الشرعي فهو " عدم الإيمان بالله ورسله ، سواءً كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب ، بل شك وريب ، أو إعراض عن الإيمان حسدا ًأو كبراً أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة فالكفر صفةٌ لكل من جحد شيئاٌ مما افترض الله تعالى الإيمان به ، بعد أن بلغه ذلك سواء جحد بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه ، أوبهما معاٌ ، أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان " انظر [مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/335] و[ الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم : 1 / 45 ] . من موقع الاسلام سؤال و جواب.

بارك الرحمن بك أستاذي الفاضل
وجزيت خيرااا للتنبيه
لأنه لم يفتني ذلك لكني ظننت أن الشرك والكفر بالمعنى ذاته لذا كتبت الشرك
ومالست سوى تلميذة عندكم أستاذي اطمح لتعلم ودراسة تعاليم ومبادىء وعقيدة ديني الحنيف
لا حرمك المولى الأجر
 
توقيع ابو ليث
بارك الرحمن بك أستاذي الفاضل
وجزيت خيرااا للتنبيه
لأنه لم يفتني ذلك لكني ظننت أن الشرك والكفر بالمعنى ذاته لذا كتبت الشرك
ومالست سوى تلميذة عندكم أستاذي اطمح لتعلم ودراسة تعاليم ومبادىء وعقيدة ديني الحنيف
لا حرمك المولى الأجر
أحسن الله اليك.
ما نحن كلنا الا تلاميذ و طلبة للحق ان شاء الله.
وما أنا هنا الا مستفيد من مشاركتكم و اجتهادتكم في جمع كلام أهل العلمن من خلال البحوث التي تقومون بها، و الحقيقة أن هذه المرحلة الأخيرة كانت زاهرة و ذات عطاء على نحو المرحلة الأولى، فجزاكم ربي كل خير، و أجزل لكم الثواب و جعل كافة ما تسعون اليه من علم نافع و عمل صالح خالص لوجهه الكريم.
لكم مني عهد أن لا أخيب ظنكم في هذه المسابقة و التي تليها في الأسماء و الصفات و كذلك مسابقة السيرة و مسابقة أخلاق الأخت المسلمة ضوابط و أحكام، و التي ستكون على اثر انتهاء هذه المسابقة، فنتمنى متابعتكم و زيادة مشاركتكم و كذلك نأنس بنقولكم الطيبة النافعة.
 
توقيع ابو ليث
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.

المواضيع المشابهة

العودة
Top Bottom