أهمية الحوار

ЯǾᵯẫḭṧşẰ

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
30 نوفمبر 2011
المشاركات
4,372
نقاط التفاعل
5,536
النقاط
191
السلام عليكم ..

إن من أعظم النعم التي خص الله تعالى بها الإنسان وميزه على الحيوان هي :
قدرته على تعلم اللغة .
فاللغة هي أداة الإنسان الرئيسية في التفكير واكتساب المعرفة وتحصيل العلوم .
فاللغة باعتبارها رموزا للمفاهيم ، قد مكنت الإنسان من تناول جميع المفاهيم في تفكيره بطريقة رمزية ..
مما ساعده على أن يحقق ما حققه من تقدم هائل في اكتساب المعرفة وتحصيل العلوم والصناعات المختلفة.

ومن فضل الله تعالى على الإنسان أن زوده باستعداد فطري للتعلم واكتساب المعرفة والعلوم والمهارات والصناعات بالإضافة إلى نعمة الإدراك الحسي والتفكير مما يزيد من قدرته على تحمل مسؤولية الحياة على الأرض وعمارتها، ومما يمكنه من تنمية قدراته مما يكفل له بلوغ ما شاء الله تعالى له من الكمال الإنساني .

ويكتسب الإنسان العلم أو المعرفة من مصدرين رئيسيين :

الأول :المصدر الإلهي: وهو العلم الذي يأتينا من الله سبحانه وتعالى مباشرة عن طريق الوحي أو الإلهام أو الرؤيا الصادقة .

الثاني : المصدر بشري: وهو ذلك النوع من العلم الذي يتعلمه الإنسان من خبراته الشخصية في الحياة ومن مجهوده الخاص في الاستطلاع والملاحظة ومحاولة حل ما يجابهه من مشكلات عن طريق المحاولة والخطأ أو عن طريق التربية والتعلم من والديه ومن المؤسسات التعليمية أو عن طريق البحث العلمي .

وهذان النوعان من العلم متكاملان ... ويرجعان أساسا إلى الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان وأمده بأجهزة وأدوات للإدراك واكتساب العلم .

ولما كانت للغة - وهي الأداة الرئيسية في التفكير واكتساب المعرفة - هذا القدر العظيم من الأهمية في حياة الإنسان ، وفي تمكينه من التقدم المستمر في تعلمه وتفكيره ، فقد كان أول شيء علمه الله تعالى لآدم عليه السلام هو أسماء جميع الأشياء.

(( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ".

ومن ذلك نفهم من قوله تعالى (( وعلم آدم الأسماء كلها )).
انه علمه اللغة التي يسمى بها الأشياء كلها... أي علمه الأسماء التي ترمز إلى المفاهيم.

ويتعلم الإنسان في الحياة بطرق مختلفة... فقد يتعلم من طريق التقليد ،فالطفل عادة يقلد والديه ويتعلم منهما كثيرا من العادات وأنماط السلوك... ويتعلم الإنسان أيضا عن طريق التجربة العملية أو المحاولة والخطأ ،كثيرا من الحلول المفيدة لمشكلات حياته ومما ينفعه في أمور معاشه وقد يتعلم الإنسان أيضا عن طريق التفكير والاستدلال العقلي .

فحينما يفكر الإنسان في حل مشكلة معينة فانه يقوم في الواقع بنوع من المحاولة والخطأ ذهنيا ... فهو يستعرض في ذهنه الحلول المختلفة للمشكلة ، ويرفض الحلول الخاطئة أو غير الملائمة ، ثم يختار الحل الذي يراه ملائما وصحيحا. فعن طريق التفكير يتعلم الإنسان حلولا جديدة لمشكلاته ، ويكتشف علاقات بين الأشياء والأحداث... ويستنبط مبادئ ونظريات جديدة .

والمناقشة والحوار واستشارة أهل الرأي من العوامل التي تساعد على توضيح التفكير، مما يؤدي إلى الاهتداء إلى الحق ،والوصول إلى حلول سليمة للمشكلات التي تبحث ... وقد حث القرآن على الشورى ، ونوه بفضل المؤمنين الذي يتشاورن في أمورهم بغية الوصول إلى الحق وتحقيق العدل في المجتمع .
قال تعالى: ((وشاورهم في الأمر)).آل عمران :159.


ولذلك فان المناقشة والحوار من العوامل الهامة في الفكر للوصول إلى الحلول السليمة للمشكلات ... كذلك فإنها من العوامل الهامة في التعلم وصقل الفكر الإنساني.

كما أن الحوار بين الناس يزيل الحدود بينهم ويمنع الجفاء ويخلق جو من الود والإتلاف ويقرب بين وجهات النظر.

وبدون الحوار والتفاهم يحدث نوع من أنواع الانعزال مما يخلق حالة من القلق والشك والريبة ،تنتهي بالبغضاء والكراهية التي تؤدي إلى الكثير من الأمراض النفسية.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
رد: أهمية الحوار

سلام الله عليكم
موضوع رائع
جزاكم الله خيرا وبورك فيكم للافاذة الرائعة
دمتي و دام قلمك و تميزك
سلمت يمناكي
تحياتي ، احترامي و تقديري
في امان الله
سلام الله عليكم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top