الأفق البعيد 2

لاتجعلوا التفريط بنا سهلا...لطفاً ولو ادعاءً ولو كذبا...
النفس مثقلة بهموم وجراح شتى..قد تنهار إن زاد لها جُرحا..
 
أنتم الخصم والحكم...وأنا المتهم والجاني..!
إن رضيتها أنا لنفسي...ظننتُ الضمير فيكم ينصفني...
 
كنتُ سأهرع وأطرق الأبواب...قلبي ( سار ) قبل قدمي...
وفي لحظة أمسكتُ يدي...ماذا لو كانت ( أمنيتهم )..وتحققت..
أين بالله يكون موقعي..!
 
فإن كانت وَهمٌ في وهم...وخيال في خيال...
سأحزن نعم...وأغرق فترة في بحر الأحزان...لأُلقى بعد ذلك على شواطئ التناسي والنسيان..وأجعل من نفسي عبرة...أن لا يكون مثل ما قد كان..
 
ربما..ربما أسأتُ التقدير...وظننتُ أنكم ..نحن...
( نحن ) : دائما في محطة الانتظار...نتوقف لأجلكم...وكل ماحولنا يسير...
 
ما الذي أفعله...وما الذي أنتظره..!
إن تم إغلاق الأبواب في وجوهنا...فمن حق أنفسنا علينا..أن نحتفظ لها ببعض كرامة...ونعود أدراجنا...
 
يبدو أننا نحتاج إلى ( محامِ دفاع )..وإلا كل كلمة ستسخدم ضدنا...

بعيدا عن هذا وذاك...

لمَ نحن هكذا؟!
 
أمس..استيقظتُ منذ الفجر...وذهبت مع طلوع الشمس إلى عملي...وعندما انتهى عملي...لم أعد إلى البيت بالرغم من سوء الجو...إذ أنه يوم الأحد...لدي دوام في المعهد..ولو عدت إلى البيت وخرجتُ...سأتأخر كثيرا...فجلستُ قليلا في مكان عملي...وذهبتُ بعدها إلى المعهد...ولم أعد منه حتى ال 7 ونص ليلاً...حيث كان الإنهاك باد عليّ...ثم ارتميتُ على فراشي ودون أن أدري سرقني النوم مني...واستيقظتُ الآن..لأجد الذي قد كان...

ما أقول! في موقف يستدعي الصمت والذهول...
العبرة تحرق عينيّ صاحبها فقط...
مهما نحاول وصفها...لن يشعر بها غيرنا...
 
ربما مثلي..لايحق لها أن تغضب...ربما مثلي لا يحق لها أن تعتب..
ربما مثلي لا يحق لها أن ترغب..ربما مثلي ماكان يجب أن ترى نفسها...

ربما كان يجب أن تكتفي بأي شيء يُعطى لها...
 
كثيرا ما تخونني الألفاظ...وكثيرا ما أسيء التعبير...

البعض ميزتهم لأنهم عرفوا ذلك فيّ...فعرفوني...فكنت أتصرف وأقول ما أشاء...وفي داخلي يقين أني مهما قلتُ...هم يعلمون حقيقة مقصدي...هم يعرفوني...إذن مهما قلتُ..مطمئنة أنا لن يتم التخلي عني...( ربما..أو ربما هذا ظني لوحدي )...
 
كتبتُ بعض ما أريد قوله في مكانه...
سألملم نفسي وأحزاني...وأتلف قليلاً بالدمع ( أجفاني )..
لا أدري كيف سأكون غداً...أو في هذا الصباح...
ألف جرح وألم في الروح قد ( صاح )...
 
ربما أتمنى بالزمن أن يرجع للوراء....هناك حيث كنتُ وأمي وأخوتي...ويفصل جدار واحد بيننا وبين جدي وجدتي...
ويزورنا والدي في العام مرة....نكون فيها وكأننا أُمراء..كأنما من فرحتنا نحلق في السماء...كأنما آلامنا كلها اختفت..واستُبدلت بمسرّة...



ما أجمل قريتي...أو..( كانت )...
فاليوم ..بلادي كلها على الناس..هانت...
بكينا كثيراً هناك لنأتي إلى هنا...وأتينا إلى هنا..وأمسينا نبكي هناك...

ما الذي نريد؟!
ماذا أريد ؟!
لا أدري حقيقة ما أريد...

إنما هو شعور ورغبة...بالسير طويلاً... إلى حيث ( البعيد )...
 
بعض الناس على مانلقاه منهم...ليس بيدنا أن نكرههم...

( كالكلمات في أغنيتها:
" فأنت كالأطفالِ.....نحبهم مهما لنا أساؤوا..مهما لنا أساؤوا... ")
 
ظننتُ بعدهم...سينقطع نَفَسي...ظننتُي سأصبحُ باكية ...وكذلك أمسي...

نعم..أفتقد..كثيراً كثيرا....ومطر الأحزان إن هطل كان غزيرا...
لكن ...أُذكِّرُ النفس بما قاست...وسود الأيام قد عاشت...
فهذه ...بتلك...هانت...هانت...
إن كان هذا أمر الله...فالنفس لأمر الله..انقادت...
 
ينبغي أن نتعلم ( الرضى ) ..
فالعلم بالتعلم...والحلم بالتحلم...
ونحن نفتقد للرضى...بما قُسم وقدر لنا...
والرضى ليس أن تقول بلسانك : رضيت...
الرضى : ( راحة )..
راحة مع ماقدر لنا...راحة تغلف قلوبنا وتتغلغل فيها..بالرغم من أن ماقدر لنا.. قد كان فيه حزننا.. و حرمان لنا مما نرغبه بشدة...ومُنع عنا...

هذا الرضى...يجعل لقلوبنا دروع لانراها...تحميه من تقلبات الحياة وأساها...
 
هناك أمر خطرَ لي أن أكتبه...وهو:

إن كنتَ حزيناً...ومهما شعرتَ بالحزن والانكسار...
فلا تستمع أبداً أبداً للأغاني...بغض النظر عن الحلال والحرام...إنها كمن يصب الزيت على النار...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top