حكاية طفلة من مدينتي

Houari Abdelwahed

:: عضو منتسِب ::
إنضم
10 ديسمبر 2014
المشاركات
37
نقاط التفاعل
79
النقاط
3
العمر
32
قد قصت علي هذه القصة فتاة أعرفها و طلبت مني كتابتها و نشرها لأخد العبرة
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]تأليف : هواري عبدالواحد ملاحظة: هذه قصة من الواقع [/FONT]
[FONT=&quot]الغيرة هي السلاح القاتل إن لم يحسن صاحبها استعمالها ، فقد تكون سببا في تحطيم حياة شخص ما ، و هي الغيرة الكبيرة التي كانت تسحق قلب يسرى من بنت خالتها نهى ، فهي تغار من جمالها و كثرة الخطاب عليها ، تكره أن ترى أهلها يتحدثون عنها و يرمونها في الهامش ، ذلك لأن نهى كانت الفتاة الجميلة بحق و يتهافت عليها الخطاب من كل المدن لكنها كانت لا تزال صغيرة على تحمل فكرة الزواج ، فكانت كحورية بيضاء يلمع وجهها بالإشراق ، كانت تحب الناس و تحب الخير و لا تنسى من أحسن إليها مهما جرى ، و في أحد الأيام ، اجتمع الأهل في منزل الجد و الجدة ، فكان الحال مثل أي منزل يجتمع فيه الأهل ، فالرجال يتجادلون في أحاديثهم ، و النسوة يتكلمن و يتذكرن الماضي الجميل لهن ، و الأطفال بصخبهم و جريهم لا يرتاحون حتى ينال التعب منهم ، فكانت يسرى بحاجة إلى الخروج من أجل شراء بعض الأشياء ، فطلبت من نهى أن ترافقها ، فقبلت و خرجتا ضاحكتان مبتسمتان ، و كانت نهى تجلب الأنظار بجمالها فلا يكاد يراها رجل حتى يرغب في التكلم معها أو مغازلتها ، حتى تبعهما أحد الشبان و لم يستسلم أبدا فظل يتبعهما و يزيد إصراره من أجل إعطائهما رقمه ، حتى وصلتا إلى المتجر فدخلت نهى في الأول لكن يسرى ماطلت و كان يجول في خاطرها أن تمسك رقم الهاتف ، و فعلت ذلك على حين غرة من نهى و لم تخبرها بذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]بعد ذلك بعدة أيام ، اتصل الشاب بذلك الرقم الذي أعطته له يسرى ، فعند بداية الحديث بينهما ، لمح الشاب لهل بأنه كان يسعى و راء نهى و ليس هي ، لكنها لم تطلعه على الحقيقة بل واصلت الحديث معه على أنها نهى ، وتلك المسكينة في عالم آخر ليس لديها أدنى فكرة عما يحدث باسمها في غيابها ، و في أحد الأيام رأى ذلك الشاب نهى خارجة من المدرسة فاتجه نحوها و باله أنها حبيبته ، فهو يتكلم معها و هي تمشي خافضة رأسها ظنا منها أنه يحاول مغازلتها فقط ، فاستمر الحال على تلك الوتيرة و كل مرة يأتي إليها و في كل مرة يتصاعد الأمر عن حده ، ففي الأول كان يتكلم فقط ثم أصبح يمسكها من يدها و يأمرها بالتحدث إليه و هي الفتاة المسكينة غير مدركة لشيء مما يحدث ، حتى سئمت من هدا الإزعاج المتكرر و قررت أن تتوقف عن الدراسة ، كانت يسرى على دراية بكل ما حدث لنهى و لكنها فضلت الصمت لغيرتها الكبيرة منها ، فكانت نهى تشتكي لها من ذلك الشاب و قد نفد صبرها من تصرفاته ، لكن يسرى كانت تدعي أنها تواسيها حتى بلغ بها الأمر لتشجعها على ترك المدرسة ، وذلك ما فعلته نهى الفتاة طيبة القلب.[/FONT]
[FONT=&quot]سئمت يسرى من التحدث مع ذلك الشاب في صورة نهى و قررت أن تصارحه ، فغضب في الأول و تشاجرا لعدة أيام لكن سرعان ما تصالحا لأنه كان معجبا بكلامها معه ، و كان معروفا بسمعة سيئة فقد كان من تجار الخمر ، لكنها لم تأبه بذلك فزاد الجرح في عمقه فأصبحا يعشقان بعضهما البعض ، و يلتقيان في كل مرة و تركب معه في سيارته ، حتى قرر في أحد الأيام خطبتها ، فقصت يسرى قصتها على نهى و أخبرتها أنها تحبه و أنها من أعطته الرقم ذلك اليوم و طلبت السماح منها و كأنما شيئا لم يحدث ، فكانت نهى طيبة القلب لدرجة أن الكثير من الناس استغلوا طيبتها ، و سامحت بنت خالتها و لكنها حذرتها منه لأنه سيء السمعة و نصحتها أن لا تقبل به ، لكن يسرى كانت كالعاشق الذي سقط على أنفه و لم يعد يرى سوى من يحب ، و لا يقبل النصح و الإرشاد و يكره من يقول له الحقيقة و يحب من يواجهه بنفاق و يمدح أفعاله و لو كانت سيئة ، فعبست في وجه نهى و خرجت من الغرفة عابسة الوجه لأنها قد أطلعتها على الحقيقة . فجاء يوم الخطبة و تقابلت العائلتان لكن أم يسرى لم ترتح لذلك الشاب ، وسألت عنه واكتشفت عمله فأقسمت أنها لن تقبل به ، فجن جنون يسرى لذلك و بدأ حقدها الكبير على بنت خالتها بالأخص ، لأن أمها كانت دائما ما تشكرها ، فحرضت ذلك الشاب ضد نهى ، مدعيتا أنها تغار منها و هي التي أفسدت عليهما مستقبلهما ، فكانت كلما تتحدث معه يطول حديثها عن ابنة خالتها ، حتى اشتد غيض الشاب عليها و أصبح يمقتها جدا .[/FONT]
[FONT=&quot]في أحد الأيام كانت نهى تمشي في المدينة تقضي حوائجها ، وفي غفلة منها توقفت سيارة إلى جانب الطريق فخرج منها ذلك الشاب ، و أمسك نهى من عنقها و حاول إدخالها السيارة بعنف شديد ، فقاومت و ردت عليه كما ترد أي فتاة لا حول و لا قوة لها ، هو يشدها بعنف و هي ترد بضربات لا تسمن و لا تغني من جوع و الناس تتفرج عليهم كأنه فيلم سينمائي ، فأغمي عليها من شدة العنف و الدهشة و الفزع ، فما كان على الشاب سوى الهرب ، و جاء أحد من الأخيار فأوصل نهى إلى المستشفى ، حتى استفاقت و جاءت عائلتها كلها لتراها ، وجاء الشاب مع أمه في الوقت الذي كانت فيه غرفة نهى فارغة فطلب منها السماح و هو جالس على ركبتيه ، و رد اللوم كله على يسرى و أخبرها أنها من حرضته و أعمت بصيرته اتجاهها ، فذهلت نهى لذلك الخبر و أصابها الحزن الشديد على الغدر الذي أتاها من أقرب الناس إليها ، و في يوم التالي و إذ الغرفة مملوءة بأهل نهى و بينهم يسرى و أمها ، سألتها بصوت مرتفع [/FONT]
[FONT=&quot]نهى: لماذا حرضت ذلك الشاب علي ؟ ماذا فعلت لك ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]يسرى: و كيف أعلم الجواب و أنت حبيبته منذ زمن بعيد ؟[/FONT]
[FONT=&quot]وقد سمع هذا الجواب أب و أخ نهى فلم ينطقا بحرف واحد ، فتغيرت نظرتهما إليها ، فأصاب الحزن الشديد نهى و ما أصعب أن ينظر إليك أعز الناس لك بعين الشك ، فأصبحت نهى لا تأكل شيئا إلا نادرا و اصفر وجهها ، و كانت تقوم الليل بالصلاة و الدعاء بأن يظهر الحق ، و استمرت الأيام و زاد إلحاح نهى بالدعاء و قيام الليل ، و في أحد الأيام كان أخوها يمشي في الطريق و إذ به يرى سيارة تقل فتاة و يا حصرتاه على تلك الخيبة و الفرحة التي اجتمعت في وجهه ، فقد خاب ظنه لأن بنت خالته كانت في السيارة ، و أشرق وجهه بابتسامة عريضة لأن أخته خرجت من قفص الاتهام الباطل ، فاتجه مسرعا إليها و هو يبكي طالبا الصفح منها ، و أخبر ابن خالته عن ما فعلت يسرى و كان ذلك آخر لقاء بين نهى و يسرى إلى حد اليوم و لكننا لا نعرف ما يخبئ لهم المستقبل[/FONT]
 
السلام عليكم ورحمة الله
قصة رائعة خويا
ربي يهدي هاذ البنات
الغيرة والحب يعمو البنت
..

ينقل الى القسم المناسب

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top