طاهري محمد من الجزائر يقول فضيلة الشيخ هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بميلاده؟؟؟

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
السؤال: هذا السائل طاهري محمد من الجزائر يقول فضيلة الشيخ هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بميلاده كما يفعل البعض أم لا أرجو منكم التوجيه والنصح في هذا الموضوع مأجورين؟

الجواب الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بذكرى ميلاده ولم يحتفل بذلك أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ولم يحتفل بذلك التابعون لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ولا تابعو التابعين ولا أئمة المسلمين وإنما ابتدع هذا الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء المائة الرابعة أي بعد ثلاثمائة سنة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا شك أن الحامل لهذا الاحتفال ممن أسسه لا شك أنه إن شاء الله تعالى حب الرسول عليه الصلاة والسلام لكن حب الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يتبين حقيقةً بإتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فمن كان للرسول أحب كان له أتبع بلا شك ومن كان للرسول أتبع كان ذلك أدل على محبته لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا يقول المبتدعون لأهل السنة المتمسكين بها يقولون إن هؤلاء لا يحبون الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونقول سبحان الله ايهما أقرب إلى حب الرسول عليه الصلاة والسلام من شرع في دينه ما ليس منه أو من تمسك بهديه وسنته الجواب لا شك أنه الثاني أن من تمسك بهديه وسنته فهو أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممن ابتدع في شريعته ما لم يشرعه عليه الصلاة والسلام بل إن البدعة الشرعية في دين الله مضمونها القدح برسول الله صلى الله عليه وسلم كأن المبتدع يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهل بمشروعية هذه البدعة أو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عالم بمشروعيته لكن كتمه عن أمته وكلا الأمرين قدحٌ واضح في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا تأمل المبتدع ما تتضمنه بدعته من اللوازم الفاسدة لاستغفر الله منها ولعاد إلى السنة فوراً بدون أي واعظ وخلاصة القول في الجواب على هذا السؤال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بذكرى ميلاده أبداً ولا خلفاؤه الراشدون ولا الصحابة ولا التابعون ولا تابعو التابعين ولا أئمة المسلمين وإنما حدث ذلك من بعض الولاة واستمر الناس عليه بعد يومنا هذا ولكني واثقٌ بإذن الله عز وجل أن هذه الصحوة المباركة التي في شباب الأمة الإسلامية سوف تقضي على هذه البدعة وسوف تزول شيئاً فشيئاً كما تبين ذلك في بعض البلاد الإسلامية ممن تذكروا حين ذكروا واتعظوا حين وعظوا ولم يعودوا إلى هذه البدعة قد يقول المبتدع أنا لم أحدث شيئاً أنا أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأذكره بالخير وأثني عليه وأحيي ذكراه في القلوب نقول هذا حسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محمودة والثناء عليه بما هو يستحق محمود وكذلك إحياء ذكراه محمود ولكن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم شرع لأمته ما تحصل به الذكرى والمحبة على غير هذا الوجه نحن نذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في كل عبادة هذا هو الذي ينبغي لنا أن نفعله أي أن نذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في كل عبادة وذلك لأن كل عبادة مبنية على أمرين على الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وحينما تشعر بأنك في عبادتك متبعٌ لرسول الله سيكون هذا ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أيضاً نحن نذكر النبي عليه الصلاة والسلام ونرفع شأنه وذكراه في أعلى الأمكنة في كل يومٍ وليلة خمس مرات في الآذان نقول في كل آذان أشهد أن محمداً رسول الله وهذه إحياءٌ لذكراه وإعلاءٌ لشأنه من على المنارات في الأصوات المرتفعة ونقول أيضاً مرةً ثانية عند القيام للصلاة في الإقامة أشهد أن محمداً رسول الله أي ذكرى أعظم من هذه الذكرى كذلك إذا فرغنا من الوضوء نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كذلك في الصلاة في التشهد نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله في كل أحوالنا في كل عباداتنا نحن نذكر الرسول عليه الصلاة والسلام لأن العبادة إخلاصٌ وإتباع إخلاصٌ لرب العالمين وإتباعٌ لرسول رب العالمين فهي إحياء الذكرى فلا حاجة أن نبتدع في شريعة الله ما ليس منها من أجل إحياء الذكرى ثم إنها كما قال بعض أهل العلم إحياء ذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الليلة يوجب أن ينسى ذكر الرسول في هذه الليلة وأن يترقب هؤلاء مجيء هذه الليلة ليحيوا ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لهذا نوجه اخواننا المسلمين من على هذا المنبر ألا وهو منبر نورٌ على الدرب من إذاعة المملكة العربية السعودية نوجه جميع إخواننا المسلمين إلى أن يتدبروا الأمر وينظروا فيه ويحرصوا على إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع الخلفاء الراشدين حيث أمرنا بإتباعهم قال الله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان‎‎‎‎‎‎ ‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎ ‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎ ‎‎‎‎‎) وانتبـه لهـذا القيد اتبعـوهم بإحسان والإحسان إتباع آثارهم حقيقةً فعلاً وتركاً (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان‎‎‎‎‎‎ ‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎ ‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎ ‎‎‎‎‎ رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال النبي عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور) فليتدبر اخواننا المسلين في بقاع الأرض ليتدبروا هذه المسألة وليقولوا في أنفسهم أنحن خيرٌ أم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه أنحن أشد حباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه أنحن أشد حرصاً على الطاعات من أصحابه كل هذا الجواب فيه لا وإذا كان الجواب فيه لا فليكن أيضاً الجواب في الاحتفال بذكرى مولده لا وليعلموا أنهم إذا تركوا ذلك لله عز وجل وتحقيقاً لإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فسيجعل الله في قلوبهم من الإيمان بالله ورسوله ومحبة الله ورسوله ما لم يكن فيها عند وجود هذه الاحتفالات التي يدعون أنها ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
من فتاوى الشيخ محمد بن صاح العثيمين رحمه الله
 
رد: طاهري محمد من الجزائر يقول فضيلة الشيخ هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بميلاده؟؟؟

كنا في لقاء ماض قد استعرضنا رسالة وردتنا من المستمع فلاح السيد قرية الكوز، محافظة الحسكة، منطقة الماليكة، وبقي له بعض الاستفسارات والأسئلة التي يمكن أن تغطي حلقة كاملة، يقول يا شيخ عبد العزيز في الاستفسار الأول: نسألكم عن مولد النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم- هل هو بدعة؟ وإني قد سمعت في بعض البلدان ومن بعض العلماء يقولون: إنها بدعة حسنة
الاحتفال بالموالد إنما حدث في القرون المتأخرة بعد القرون المفضلة، بعد القرن الأول والثاني والثالث، وهو من البدع التي أحدثها بعض الناس، استحساناً وظناً منه أنها طيبة، والصحيح والحق الذي عليه المحققون من أهل العلم أنها بدعة. الاحتفالات بالموالد كلها بدعة، ومن جملة ذلك الاحتفال بالمولد النبوي، ولماذا؟ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون ولا القرون المفضلة، كلها لم تفعل هذا الشيء، والخير في اتباعهم لا فيما أحدثه الناس بعدهم، وقد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إياكم ومحدثات الأمور). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). أي مردود. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وضح الأمر، وبين أن الحوادث في الدين منكرة، وأنه ليس لأحد أن يشرع في هذا الدين ما لم يأذن به الله، وقد ذم الله –تعالى- أهل البدع بقوله: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ [(21) سورة الشورى]. والاحتفال أمر محدث لم يأذن به الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، والصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء وأحب الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأسرع الناس إلى كل خير، ولم يفعلوا هذا، لا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا بقية العشرة ولا بقية الصحابة، وهكذا التابعون وأتباع التابعين ما فعلوا هذا، وإنما حدث من بعض الشيعة الفاطميين في مصر في المائة الرابعة كما ذكر هذا بعض المؤرخين، ثم حدث في المائة السادسة في آخرها وفي أول السابعة .... ظن أن هذا طيب، ففعل ذلك. والحق أنه بدعة لأنها عبادة لم يشرعها الله -سبحانه وتعالى-، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ولم يكتم شيئاً مما شرعه الله، بل بلغ كل ما شرع الله وأمر به؛ فقال الله - سبحانه وتعالى-: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [(3) سورة المائدة]. فالله قد أكمل الدين وأتمه، وليس في ذلك الدين الذي أكمله الله الاحتفال بالموالد، فعلم بهذا أنها بدعة منكرة لا حسنة؛ وليس في الدين بدعة حسنة، بل كل بدعة ضلالة، كلها منكرة والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (كل بدعة ضلالة). فلا يجوز لأحد من المسلمين أن يقول إن في البدع شيئا حسنا والرسول يقول: (كل بدعة ضلالة)؛ لأن هذه مناقضة ومحادة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثبت عنه أنه قال: (كل بدعة ضلالة). فلا يجوز لنا أن يقول خلاف قوله -عليه الصلاة والسلام-. وما يظنه بعض الناس أنه بدعة وهو مما جاء به الشرع فليس ببدعة مثل كتابة المصاحف، ومثل صلاة التروايح ليست بدعة، كل هذه مشروعة فتسميتها بدعة لا أصل لذلك. وأما ما يروى عن عمر أنه قال في التروايح : [نعمت البدعة]. فالمراد بهذا من جهة اللغة وليس من جهة الدين. ثم قول عمر لا يناقض ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يخالفه، فقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدم؛ لأنه قال : (كل بدعة ضلالة). وقال: (وإياكم ومحدثات الأمور). وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة : (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). هذا حكمه -عليه الصلاة والسلام-. رواه مسلم في الصحيح. فلا يجوز لمسلم أن يخالف ما شرعه الله، ولا أن يعاند ما جاء به نبي الله -عليه الصلاة والسلام-، بل يجب عليه الخضوع لشرع الله، والكف عما نهى الله عنه من البدع والمعاصي- رزق الله الجميع للهداية-
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top