آراء ابن القيم حول الإعاقة

رد: آراء ابن القيم حول الإعاقة

ألفاظ التخلف العقلي


يقال: مجنون، ومغبون([1])، ومهروع([2])، ومخفوع([3])، ومعتوه([4])، وممتوه، وممته([5])، وممسوس([6])، وبه لمص([7])، ومصاب في عقله؛ فهذه عشرة ألفاظ.
وأما مخروع، فصحفها العامة من مهروع([8]).

من كتاب
بدائع الفوائد

([1]) المغبون: ضعيف الرأي.

([2]) المهروع: المجنون أو المصروع نتيجة الإرهاق.

([3]) مخفوع: كاد يغمى عليه من جوع أو غيره.

([4]) معتوه: أحمق ناقص العقل.

([5]) ممتوه وممته: آخذ في الغواية والباطل.

([6]) ممسوس: أصابه مس من الجنون.

([7]) اللمص: اغتياب الناس.

([8]) في هذا المبحث يتضح قدرات ابن القيم اللغوية.
 
رد: آراء ابن القيم حول الإعاقة

معنى الجنون

وأما الجنون؛ فمن الحُب ما يكون جنونا، ومنه قوله:

قالت جُننت بمن تهوى فقلت لها





العشق أعظم مما بالمجانين


العشق لا يستفيق الدهر صاحبه




وإنما يُصرع المجنون في الحين





وأصل المادة من السَّتر في جميع تصاريفها، ومنه أجنَّة الليل وجَنّ عليه إذا ستره، ومنه الجنين لاستتاره في بطن أمه، ومنه الجنة لاستتارها بالأشجار، ومنه المِِجَن لاستتار الضارب به والمضروب,ومنه الجنّ لاستتارهم عن العيون بخلاف الإنس؛ فإنهم يؤنسون؛ أي: يُرون، ومنه الجُنة بالضم هي ما استترت به واتقيت، ومنه قوله تعالى: [FONT=&quot]}اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً[FONT=&quot]{[/FONT]([1])، وأجننت الميت: واريته في القبر؛ فهو جنين.[/FONT]


والحب المفرط يستر العقل؛ فلا يعقل المحب ما ينفعه ويضره؛ فهو شعبة من الجنون.


وأما اللمم؛ فهو طرف من الجنون، ورجل ملموم؛ أي: به لمم، ويقال أيضا: أصابت فلانا من الجن لمة، وهو المس والشيء القليل. قاله الجوهري.


قلت: وأصل اللفظة من المقاربة، ومنه قوله تعالى: [FONT=&quot]}الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ[FONT=&quot]{[/FONT]([2])، وهي الصغائر.[/FONT]


قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وما رأيت أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والرِّجل تزني وزناها المشي، والفم يزني وزناه القُبَل.


ومنه: ألمَّ بكذا؛ أي: قاربه ودنا منه، وغلام مُلم؛ أي: قارب البلوغ، وفي الحديث: «إن مما يُنبت الربيع ما يقتل حُبطا أو يُلم»؛ أي: يقرب من ذلك.


وبالجملة؛ فلا يستبين كون اللمم من أسماء الحب، وإن كان قد ذكره جماعة؛ إلا أن يقال: إن المحبوب قد ألمَّ بقلب المحب؛ أي: نزل به، ومنه المم بنا؛ أي: أنزل بنا، ومنه قوله:

متى تأتنا تُلمم بنا في ديارنا




تجد حطبا جزلا ونارا تأججا






وأما الخبل؛ فمن موجبات العشق وآثاره لا من أسمائه، وإن ذكر من أسمائه؛ فإن أصله الفساد، وجمعه خبول، والخبل بالتحريك الجن، يقال: به خبل؛ أي: شيء من أهل الأرض، وقد خبله وخبّله واختبله: إذا أفسد عقله أو عضوه، ورجل مخبل، وهو نوع من الجنون والفساد.
من كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1903356#_ftnref1([1]) المجادلة: 16، المنافقون: 2.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1903356#_ftnref2([2]) النجم: 32.
 
رد: آراء ابن القيم حول الإعاقة


لا طلاق لمجنون([1])


صح عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: أنه قال: "ليس لمجنون ولا سكران طلاق". رواه ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبان بن عثمان، عن أبيه...


وأما طلاق الإغلاق؛ فقد قال الإمام أحمد في رواية حنبل: وحديث عائشة -رضي الله عنها-: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق»؛ يعني: الغضب.


هذا نص أحمد، حكاه عنه الخلال، وأبو بكر في "الشافي" و"زاد المسافر"؛ فهذا تفسير أحمد.


وقال أبو داود في "سننه": أظنه الغضب، وترجم عليه: "باب الطلاق على غلط".


وفسره أبو عبيد وغيره بأنه الإكراه، وفسره غيرهما بالجنون، وقيل: هو نهي عن إيقاع الطلقات الثلاث دفعة واحدة، فيغلق عليه الطلاق، حتى لا يبقى منه شيء؛ كغلق الرهن. حكاه أبو عبيد الهروي.


قال شيخنا ابن تيمية: وحقيقة الإغلاق أن يغلق على الرجل قلبه؛ فلا يقصد الكلام، أو لا يعلم به، كأنه انغلق عليه قصده وإرادته.


قلت: قال أبو العباس المبرد: الغلق: ضيق الصدر وقلة الصبر؛ بحيث لا يجد مخلصا.


قال شيخنا: ويدخل في ذلك طلاق المكره والمجنون ومن زال عقله بسكر أو غضب وكل من لا قصد له ولا معرفة له بما قال.
من كتاب
زاد المعاد في هدي خير العباد

([1]) المجنون: زوال العقل أو فساد فيه. "المعجم الوسيط".
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top