اعلم جيدا كيف تكون لغة العيون المخادعة ...
لحسن الحظ ان ثملنا من شرب كؤوسها ..
ولحسن الحظ ان النادل كان يطردنا كل ليلة من حاناتها ..
ولحسن الحظ ايضا اننا نعيش في بلد يفتقر للمشاعر ..
ولحسن الحظ أن البأس صار عنوانا لمن لا عنوان له ..
ومن حسن الحظ كذلك ... ان كأسها الاولى علقم .. والثانية مرة .. والثالثة تقول لها زيديني
ببساطة ثملت .. ولم اعرف كيف اصعد السلالم ..
ثملت ولم اعد اعرف طريقا لبيتي
ثملت فأصبحت اتدحرج كبرميل في الطريق ..
فهل من معين ..
ام هناك فقط عيون تمقتك .. يا محتسي الكؤوس انت .. يا ثملا يا قبيحا ..
لكني لست قبيحا .. اعتقد انها لغة للعيون .. وانا عاشقها .. وطالبها ..
فهل تأذن لي بكأس أخرى .. فان قلبي امتلآ ولم يعد يحتمل
فزدني اخرى .. فثمن كؤوسكم دائما موجود
فهل من مزيد
في ذلك الصباح المنعش من يوم عطلة
اصطحب الاباء ابنائهم ليشاهدو ذلك المهرج المضحك الذي يطرحهم ارضا من الضحك
التذاكر عادة تنفذ في صباح باكر فالكل يعشق ما يفعله ذلك المجنون
المهرج لم يكن سوى بائسا تغطي عليه الالوان وانفه الاحمر وشعره المجعد الاخضر ملامح حزنه
لكن من قلب ذلك الحزن ينبع ما يفجر به قهقهات لا تنتهي لاولئك الصغار
بدأت المسرحية وبدأ ذلك المهرج يذهب ويجيئ والكل مبتهج ويضحك من اعماق قلبه
جائت النهاية فسقط المهرج على المسرح مرميا .. فنهض الجميع وصفق عليه
ثم خرجوا في سعادة بالغة الى بيوتهم
بقي طفل وحيد عليه ملامح الفقر في نهاية المسرح
ما ان خرج الجميع حتى ذهب الى ذلك المهرج الملقي على الارض
فوجد والده فارق الحياة .. كان يتألم نعم .. والكل يصفق
فارق الحياة .. وبقي الكل يصفق
اضحك اطفال العالم .. وابنه عاش قهرا
حزن لا ينتهي .. الجزء ما قبل الاخير .. البائس الافريقي
سأنفض قليلا من الغبار على مدونتي البائسة
في زمن يعيش ازمة خانقة لاضطراب مشاعره
هل فكرت يوما انك تتكلم لغة الحيوان ؟؟؟
تجالس الحيوانات في الغابة وتتسامر معهم
تلتقي الاسد في ادغال افريقيا والفيل وحتى الحمار الوحشي
لا تتعجب ربما كانت مجالسة الحيوان فيها فائدة اكثر من بني البشر
فنملة غيرت مسار جيش كامل لما عرف سيدنا سليمان عليه السلام انها خائفة ان يحطمها بقية النمل هو وجنوده
كما ان هدهدا جاء بخبر عن قوم بلقيس التي كانت وقومها يعبدون الشمس
فكان سببا ليحول حياتهم من عبادة الشمس لرب الشمس
ربما لا يملك الحيوان عقلا لكنه احيانا يكون اصدق من مشاعر بعض البشر
ربما لا يملك عقلا لكنه لا يتنافى وقوانين طبيعته
ربما لا يملك عقلا لكن لديه عذر انه لا يملك عقل
هي حياة الغاب اذن وقويها يأكل ضعيفها .. فلما اذن يتجرد بنو الانسان من عقلانيتهم
ويسعون جاهدين لاثبات حيوانيتهم ؟؟؟
مجرد خربشات
ها هي نفحات عطرة عانقت نسمات الصباح
تحت رونق اصوات المهللين لبارئهم
في يوم تصافحت في الايدي وتعانقت فيه الارواح
يوم رائع بلا شحناء الكل فيه اخوة عن طيب خاطر
لا يسعني بسعادة يوم فرح فيه الصائمون بيوم الجائزة بعد تحملهم مشاق الصيام
في يوم تتواصل فيه الارحام لتعلن عن قلوب نقية
في يوم نبتهج ونلبس الجديد انه اسعد عيد
اقول لكم انتم زوار مدونتي ضيوفا واعضاءا
وكل اعضاء هذا المنتدى الجميل
عيدكم مبارك سعيد تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وأنا أقلب في ذلك الارشيف الذي تفوح منه رائحة الغبار وجدت كلمات بائسة أعتقد أنها ستكون نشيدا مناسبا لسفينة مليئة بالقراصنة البائسين نحو وجهة مجهولة ..
سأصنع من السمكة التي في البحر فنجانا ... ومن العنب الذي في الكرمة خمرا ... ومن الطير الذي في السماء شواءا .... ومن القلب الذي في الجسم حساءا ... ومن الماء الذي في البحر مرقا ... ومن القمح الذي في البراري كسرة (خبزا) ... ومن الأشرار والبائسين اسفنجا ... ومن الأخيار و الناس الجيدين مناديلا ... ومن الورود مسكا ... ومن الشوك ابرا .... ومن الذين أحبهم تاج فوق رأسي .. ومن اللذين يبغضونني زربية تابيدور امسح عليهم ارجلي كلما اردت ذلك
البائس الافريقي .. الجزء الثالث .. لحظات جنون في العاصفة
في تلك الادغال صديقتي حين كنت مسافرا وانتظر غرابا زاجلا ليحمل رسائلي
وانت تنتظرين اللقاء بكل شوق او حمامة زاجل كما اعتدنا
ربما كل الناس تنتظر حماما ابيضا ليزف اخبارا سارة
لكني كنت انتظر ذلك الغراب ليحمل رسالتي ويحمل بها اخبار بأسي
والتي ستصير بعد وصول الغروب بأسك أنت أيضا وربما أكثر
أردت غرابا حتى حين ترينه تعرفين فحوى رسالتي قبل ان تقرأيها
فلا داعي لقرائتها أصلا ؟؟؟
كلمات كانت تبدو انها مكتوبة بريشة ليد ترتجف
تنم عن قلب تحطم شتاته .. فصار رمادا تذروه الرياح ...
لم أشأ أن أأجل أمر تلك الكلمات ... مع أني أعلم أن وقعها في القلب أحد من رمح مسموم
احد من رمح سنه صاحبة واختار أقوى سم الافاعي السامة .. ليقتل وحيد قرن بضربة واحدة
لم أشأ أن أأجلها لأني لا أحب العيش في أحلام زهرية مملوؤة بالبهتان
لم أشأ أن أأجلها لأني أعلم أن لي قدر سألقاه سألقاه
لم أشأ أن أأجلها لأني أعلم أن صديقي البأس اشتاقني
وسيعمل كل ما بوسعه لكي لا يفارقني
قصة ذلك الفتى الذي نشأ وسط عائلة حاكمة فكان والده حاكما للشمال
شائت الاقدار أن يكون الولد غير الشرعي الوحيد وسط اخوته السبعة
لم يكن ذا شأن كبير لأنه عادة ما كان يلقب باللقيط
لكنه كان أقوى من حمل سيفا وأروع من حمل قلبا
ترك عائلته الحاكمة وانتقل ليصبح حارسا للصور وسط ذلك البرد القارس
والكل يقول ان الشتاء قادم .. ليحمل المآسي والمعاناة
فقبل كل القوانين بما فيها التعهد بعدم الزواج والموت في مواجهة الوحوش السائرين
تميز عن غيره وتمكن من ترويض الهمج وفتح الشمال مرة أخرى بعدما قتل والده وشردت عائلته
فنادى الكل كبيرا وصغيرا .. ملك الشمال .. ملك الشمال
ليعود من كان يوما يدعى لقيطا مالكا مكان والده ولكن ليس بالوراثة
عاد ليحطم تلك القوانين الجبانة التي تحترم النسب فقط
عاد ليكسر قوانين المثالية الغبية في عالم يدعيها
نعم انها البساطة التي تأسر القلوب وتحطم الجبال رائع أنت يا .. جون سنو
رائع لأنك تحديت البأس فكنت البأس عينه .. فملكت الجميع
لا أعتقد أني سأمل كؤوسا عطرت غدرا ...
فلن ألوم أحدا لأني أنا من اختار ساقيها ..
فصرت عاشقها وهاويها وأول طالبيها ..
عن أنانيتي في تلك الكؤوس أتحدث ..
لم أرد أن يشاركني في شربها ولم أكن ارضى غيري مشتريها ..
دعني ادفع لأجلها كل ثمن دعني فأنا من يشتهيها ..
حين طلبت كأسا .. غدر بي ساقيها .. فرماني بخنجر الغدر .. وسقى جرحي بمآسيها
وقف بجانب اولئك ليضحك ويضحكهم ويعيش حياة يناجيها
فلتعلم .. فلتعلم .. اني لا اموت وان جرحت من كؤوسك وغادريها
سأقوم كأسد جريح في غابات الليل لأقاتل ضباعها وغادريها
وستبقى جرحا غائرا ... لن تموت ولكنك ستظل ألما غرس بدموع الهوى وخان لياليها
فلتحل سريعا يا ظلام الليل دعنا نتسامر ودعنا من ارض الغادرين ومن فيها
فنحن من اشعل مصابيحهم ونحن من انار لياليهم ونحن من نستحق نوما هنيئا
فعيشوا حياتكم كما شئتم .. فلن تكونو سوى قطعة من سموفنية انا ابرع عازفيها
ولن تنالو غير أشواكها وسوء طعم لياليها
في مثل هذا اليوم في ادغال افريقيا كل شيئ كان سيئا
الاوبئة .. والمجاعة .. الامراض .. حتى ظننت ان اليأس تمكن مني
حتى انت كنت بعيدة جدا .. لم نعد نتراسل كما كنا ... حتى اعتقدت اني فقدتك حقا
حتى رسائلك الاخيرة كانت حزينة جدا حتى احسست ببأسك الفولاذي
عدت كعادتي من ذلك اليوم العصيب ملقيا جسدي المنهك على سريري الحديدي
حتى تفاجئني رسالتك بنجاحك الباهر .. اعتقد اني نسيت تعب يومي
او تعب كل تلك الايام البائسة ... ي صغيرتي
كنت فخورا جدا .. وبصنيعك داك .. خاصة وانك اسكتي افواها كثيرة
تبا .. احسستك كريستيانو حين يرد على منتقديه بالكالما كالما ..
وحققتي امنيتي التي لطالما تمنيتها ..
اعتقد اني كلمت ببغائي الاصم عنك كثيرا لكنه لم يكن ليردد شيئا
لكن اعتقد انه عرف ان هدا اليوم مختلف لانه اعتادني بائسا
أردت لأشياء غبية ان تذهب للجحيم ..
حفنة من الحمقى يحاولون دائما ان تنزل للقاع ..
لا يحبون ان يرو سفينتك تطفو ابدا .. ربما يألمهم
فلتذهب للجحيم .. كل تلك الاشياء الغبية ..
تلك الوعود المنمقة كالرياحين .. وهي سراب ليس إلا ..
تلك الاماني التي صرخها يبلغ عنان السماء ..
تلك الضحكات الكاذبة .. وتلك العيون المخادعة ..
ذلك الكلام المعسل المجاني .. هل نسيت ان من يريد العسل حقا فليصبر للسعات النحل
اجل .. لغة الخشب ايضا التي لا تسمن ولا تغني من جوع
هي الاخرى فلتذهب للجحيم
تلك المثالية كذلك .. امقتها .. مثل رجال السياسة يرتدونها فقط ليبدو بمنظر جيد
ليس الا ... فلتذهب الى الجحيم
فالأبقى وحدي شامخا .. فأنا كنبات الصبار
أنبت في صحراء قاحلة .. اتغذى من حبات الرمل واعشق اشعة الشمس .. فهي ابدا لا تأذيني فلا ريح يهزني .. ولا اشعة شمس تحرقني
في تلك القرية الافريقية المعزولة .. التي تعيش على بساطة اهلها وزراعة القمح .. لم يكن أحد يؤمن أن حمار الفلاح الشيخ سيصير حديث القرية
فكعادته يغدو الشيخ باكرا ليحمل بعض الحشائش على حماره لعنزاته .. وحماره يعيد هذا العمل اليومي لكنه يتعشى فقط من الاشواك خارج المرعى
لانه اصلا يبيت خارج زريبة العنزات .. حتى جائته افعى ذات ليلة تعيب الحمار عمله هذا .. كيف له ان يعمل ليل نهار من اجل ارضاء العنزات
ليأكل في النهاية بعض الاشواك .. حتى انه يبيت في العراء .. والعنزات يبتن امانات في الزريبة ويستمتعن بالحشيش من جهد الحمار مقابل بعض الحليب لذلك الشيخ العجوز ..
لم تسكت الافعى يوما عن كلامها هذا لذلك الحمار .. حتى رأت أن في قتله للشيخ سينعم بما لذ من الطعام ويعيش تحت سقف يأويه
في مساء ذلك اليوم وكز الحمار الشيخ وهما عائدان من الحقول ...فضرب رأسه حجرا فمات الشيخ ..
فنهق الحمار ونهق من فعلته حتى أتى أهل القرية فلم يجدوا شيئا يروي غليل غضبهم غير قتل الحمار ..
فنامت ليلتها الافعى قريرة العين بين الاشواك .. لانها خافت ان يلتهم الحمار الاشواك التي كانت تخبئها فينفضح امرها فيقتلها اهل القرية ...
........
مهلا انت يا كاتب التاريخ .. لا تستعجل ... لا تكتب كل شيئ
لا تكتب كل شيئ .. اريد ان امحو بعض السطور ..
اريد ان امزق اوراقا كاملة .. لا اريدها ابدا ان تظهر ..
ان قست علينا الايام يوما ... فقد قست ايام ..
حتى وان شربنا كؤوسا للقسوة ... حتى وان تجرعنا كؤوسا للألم ..
حتى وان ضحكنا يوما .. لنبكي ذلك اليوم اياما وشهورا ..
اكتب فقط تلك الايام النرجسية المنمقة ..
عل قارئها سيبتسم .. او عله سيستأنس .. لكن فقط لا اريده ان ...
انت يا كاتب التاريخ
كعادته البائس ينتظر بشغف تلك اللحظة بعد طول غياب
يشدنه الحنين ... والشوق .. واللهفة ...
اجل بقي بعض الكليومترات القليلة ها أنا ذا ... هي فقط دقائق ..
رنين الهاتف احد الاصدقاء ... نعم نعم بقي القليل لأصل امهلني قليلا فقط فالشوق يمزقني وبعدها سأمر عليك ..
لكنه بادر وبلباقة متناهية .. فلتمر علي اراك للحظة في امر ما ...
تبا ليتك لم تخبرني ...
هل صار اسمي مقترن بسمفونيات الالم ...
اليس هناك بتهوفن اخر لهذا الزمن ...
اليس هناك ديفي جونز اخر .. لك عني هذا
البائس في موقف لا يحسد عليه ...
هي فقط لحظات قبل نزال الحياة او الموت ... اما ان تخرج منتصرا ... او تموت رجلا ..
عذرا هناك مناص اخر فلتعش تحت غمام الذلل بشرط ان تنسحب من هذا النزال ...
احد الحراس ينادي لك هده الرسالة ايها البائس .. فلتنسحب لا نريدك ان تموت نريدك ان تعيش معنا ارجوك ارجوك ...
سكت هنيهة ... ثم قال .. فلتكن اخر ثانية من عمري ان كان هدا اجلي فخوفي ليس من العباد بل من رب العباد ... وان عشت ذليلا فلا تذلل إلا لرب العباد ...
تعالت صياحاته ودخل لهذا النزال ...
كل يوم احس اني نضجت اكثر
اقرب مني للواقع ... ابعد مني عني الاحلام
اصبر مني على التريث ... ابعد مني على الاستعجال
كل شيء صار بالطعم ذاته ... حيوية ذلك الصبي بدأت تتلاشى
في افريقيا فقط ...
لا يزال هناك من يحاول دائما أن يخدعك ...
اجل فليكن لك دلك صديقي الافريقي العزيز ...
فأنا وأنت من أم واحدة ... واسعة وبائسة ..
لكن أن تخدعني بأفكار قديمة .. غابرة ..
كان يخدعنا بها سامي هاوي التجارب العلمية ..
حين كنا صغارا !! ..
حقا نادرة عملة الصراحة لا أقول الصداقة فيكي قارتي البائسة .. مشاعر مكبوتة وعقول منافقة
