قبول العمل الصالح

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
23,505
نقاط التفاعل
26,899
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
الحمد لله رب العالمين، أمر بتوحيده، وطاعته، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من بررته صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه على ملته وسلم تسليماً كثيراً أما بعد

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى وبادروا بالأعمال الصالحة، فإنها هي رأس مالكم من هذه الدنيا، وهي ثمرة أعمالكم، وهي سبب لدخول الجنة، والنجاة من النار، فبادروا بالأعمال، ولتكن أعمالكم صالحة خالصة لوجه الله قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ)، وقال سبحانه وتعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم*وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، فلا نجاة يوم القيامة من النار، ولا طمع في دخول الجنة إلا بسبب العمل الصالح، والعمل الصالح ما توفرت فيه شرطان لا يقبل بدونهما:

الشرط الأول: أن يكون خالصاً لوجه الله، لا ليس فيه شركٌ أكبر ولا أصغر، فالشرك الأكبر بدعاء غير الله، والاستغاثة بالأموات، تقرب إلى الأضرحة فالشرك الأكبر من هذه الأنواع وغيرها يحبط جميع الأعمال كما قال تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ* بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ)، وأما الشرك الأصغر وهو الرياء أو منه الرياء فإنه يُحبط العمل الذي وقع فيه، وهو الذي تخوفه الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، فسأل عنه فقال: "الرياء"، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه، وللحديث يقول الله تعالى يوم القيامة للمرائين "اذهبوا إلى الذين كنت تراؤونهم في الدنيا، هل تجدون عندهم جزاءاً".

وأما الشرط الثاني لصحة العمل وقبوله: فهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، يتجنب المسلم البدع والمحدثات لأن الشريعة كاملة ولله الحمد لا تحتاج إلى إضافات وإلى محدثات قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، والبدعة ما يتقرب به إلى الله، وليس له دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله هذا هو البدعة سواء أحدثها هو "من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أو أحدثها غيره وعمل بها لقوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ويتضمن الشرطين قوله تعالى (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، (أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) هذه هو الإخلاص، (أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أي أخلص العمل له من الشرك الأكبر والأصغر (وَهُوَ مُحْسِنٌ) أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم فليس في عمله بدعة، ولا محدثات (مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا)
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top