" حواري مع توأمي "

السائلة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود التعليق على نقطه ذكرتموها هو بخصوص العلماء ورجال الدين وتشكيك الناس لهم وكيف نعرف انه على حق او متشدد او جاهل
واجهتني هذه النقطه وفكرت بها كثيرا وصرت ايضا في حيرة كيف اعرف منهم من يفيدني في امور ديني واطمئن ولا اراجع بعد قوله احد
ومع سعيي ولله الحمد وجدت في مكان اخر انسان ثقه معروف وسالته وجلس فترة واجابني بالتفصيل واعطاني اسماء ناس هم الثقه الاقرب بهذا الزمن بالاجماع واكيد تم تسجيلهم في ملاحظات الهاتف
ايضا اردت احد من هنا بعمان وسبحان الله ادرى بحالي فقد وجدت ظالتي ايضا في توقيع احدهم وان شاء الله يتم التواصل..فهناك ناس ثقه وليس حجه ان يقول احدهم هذا لا نعرفه وذاك لا يعرف في الدين شي فان خليت خربت
-نقطه بخصوص عادات وتقاليد قد تكون حرام وما زال الناس يمارسها فقلت انهم يعرفون ويواصلون ..لكن لنكن صادقين مع انفسنا
الاجداد والامهات والاباء القدامى هناك اشياء يمارسونها مثلا كالذهاب للعرافين ورؤيه ان كان الشخص به مس اوعين ..الخ ..هذا يصل للشرك ومنتشر في السلطنه من زمان حتى الان هم تعودوا على ان الامر عادي ولا به ضرر لاحد ..هذي احدها يحتاجون وقت طويل للاقناع عاى شي اعتادوا عليه
-عادة مصافحة الرجال والنساء الغير محارم وهناك حديث بين خطورة فعلها ..وحتى لو كانوا لا يقصدون من المصافحه سوى تواصل اخوي وعادة يعتبرونها جميله ليس بها ضرر ..؟؟
فهذه اشياء يحتاج من الانسان متى ما عرفها ان يسعى لنشرها ويخبر بها اهله واقربائه وبطريقه مقنعه .


جوابه :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سيدتي الكريمة /

نحمدالله تعالى أن جمعكم بضالتكم
التي تتمثل في ذلك الثقة الذي
تأخذون منه أصل الدين .

" فالدنيا لا تعقم أن توجد بين جنباتها من أخلص لله القول و العمل ،
ممن حرص أن يبلغ ما تعلمه وعلمه مراقبا في ذلك المولى
_ عز وجل _

في ذاك القول و العمل " .

تعقيبي على النقطة التي أثرتيها
في قضية العادات كالذهاب للعراف وأقول :-
من قلب نظره فيما يجول من حوله من عبر حريا به أن
يقف وقفة بصير مستبصر ، فما عادت القلوب تتسع ،

وما عادت الناس تُطيل حبل العذر لكل من وقع في الخطأ
وأتى بما به الصدر ينخلع _ الا ما رحم ربي _

حينها تجده يبحث عن السلامة التي بها يجني ثمار القرار
الذي منه يصدر ويسثار ، ليجد في " العزلة " الحل فبها يصدق ،

" أعني هنا الأهل أو القريبون منا حين يرون ذاك الشرود والضعف يطل برأسه في تجليات ملامحنا ،
لترسم حولنا علامات التعجب والاستفهام ، ليليه البحث عن العلة والسبب لذاك الضعف والسهاد " !

فيبني عليه ويرسم ذلكَ الواقع الذي بين أطواره يتقدم ويكبر ،
ولعل ما يربك أحدنا هو حكم " العزلة " ! ايكون إختيار ؟!

أم أنه نوع من الأقدار وضرورة من الضرورات ؟!
بعيدا عن التعمق في المعنى يجد في " العزلة "
راحة الأبدان والأذهان ،

وسلامة القلب من الأضغان ،
ومقربة من رب الإنس والجان ،
غير أنه مع هذا يجعل للعزلة نوافذا
كي يرى من خلالها ما يستجد في الكون ،

ويرمق نجوم الليل ، ويرى تعاقب الفصول وما يقع في نهار اليوم والليل ،
ومنها الحفاظ على _ الأكسجين _ كي لا يفُرغ في مخدع " العزلة " ،

وتتجدد الحياة بنفس جديد ، ومنها يستقبل طيور الأمل ويودعها بقلب مطمئن ببزوغ فجر قريب ،
وأن يكون لها أجلا معلوما بحيث لا تكون مفتوحة المدى ،

فبذلك يبني الإنسان نفسه ويقيم بنيان شخصيته ،
ليُبعثَ خلقا آخر وقد أحاطت بي هالة الثقة بالنفس ،
وعرف حقيقة ذاته ، فهذه الحياة تُعاش على مُتناقضات ،.

هنا ومن هنا تقوم الموازنة بين متناقضين ، بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر ،
لذا وجب التنبه لذلك على أن لا يكون للنفس حظوظ التحكم والجري خلف ما تستهويه ،
صارفة النظر عن ما هو خطأ وما هو صواب ، ولتحديد الأهداف مأوى من تعاقب وتوارد المؤثرات الخارجية
التي تحيط بواقع الإنسان لتكون له ذريعة الهروب من وجه ما يلاقيه من عقبات وابتلاءات ،

ليبقى الإنسان لما يقدم عليه رهين ، ولا نلوم من يحيطون بنا ممن يكنون لنا الحب والإحترام ،
فتّغير الحال يطرق باب السؤال عن حال ذلك الإنسان فبين ليلة وضحاها يجد من عرف عنه الدعابة
ونشاط الحركة جامد الحراك والحس لا يكاد يسمع همسه ! من هنا علينا استجلاب العذر لمن يجلب لنا العلاج

_ في ظنه _

فما يعانيه البعض أنه يكون مرتجل الفعال تعلوه الحماسة
من غير أن يجعل للعواقب أي حساب ،


في أمر المعالج :
كثر المقال حوله وفي حقيقته ، إمتد ذاك السؤال فمنهم من ينعته بالدجال ،
وذاك بالمحتال ، وذاك بالغاش المستغل لحاجة الناس ، ومنهم من جعله رادا لكل داء ،
قاهرا كل مقدر ومكتوب ، وكلا الطرفين نال وصف المبالغة والمغالاة ،

والأصل جعله أحد الأسباب وسببا من أسباب العلاج ، ف" لا إفراط ولا تفريط " ،
فكم من اناس جحد وكفر بحقيقة التداوي عن طريق ذلك المعالج الذي ناله الشك وطاله سوء الظنون
وفي الأخير وجد نفسه لذاك المعالج فقير اسير ، فناله الشفاء بفضل الله ثم بذلك المعالج المظلوم
لسنا بصدد سوق المحتالين ممن ينتسبون للمعالجين على سبيل المثال ،

" فذاك موضوع آخر يطول فيه المقال " .


تعقيبي على نقطة المصافحة بين الجنسين /
ما نحتاجه في شأن تغيير بعض العادات تلك الحكمة التي نعالج بها الأمور
من غير أن نثير ونحدث الحزازات لتعلو بذاك صيحات الاستنكار !

فليس من السهل أن تنتزع ما اعتاد عليه الناس وقد توارثوه عن الجداد ،
أن تأتي في ليلة وضحاها لتغير كل ذاك !!


ما زلت أذكر بداية توقفي عن المصافحة :
بدأت ببث الثقافة في أمر المصافحة وحكمها ،
وقد جعلت " أختي الحبيبة " هي المتحدث بلساني ،

فقد :
كانت جرعات على دفعات ،
نالني بعض الكلام في البداية مع أني كنت في البداية إذا
" مدت لي إحداهن يدها لا أرادها فأحرجها " ،

وفي أكثر الأحيان كنت أترك مسافة " أمان "
يعرف من خلالها الطرف الآخر بأن التحية حدها
و مقتصرة على الكلام ،

" فأخذنا هذا من ذاك وأردفنا
القول بالفعال " .


حقيقة :
" ليس من السهل أن تحرج من يمد
لك يده حين تكف عنه يدك " .

و أرى في ذلك :
" أن الأمر به من السهولة بما كان في أمر المرأة أو الفتاة
أن تجعل هنالك حاجزا فيما بينها وبين الرجال " .

ومن ينظر اليوم في حال الكثير :
" نجد ذاك التفهم والنضوج
لتعقل وادراك تلكم الأحكام " .


فما نحتاجه اليوم هو :
" التثقيف و النصيحة اللينة الجميلة ،
التي بها تستقر في القلب ليصدقها الفعل ،
لتكون النتيجة هي السعادة والحب " .


ملحوظة :
تعقيبي عن نقطة المعالج " كان مقتبسا لتعقيب سابق في موصوع "
الاستاذة مزهرية " الموسوم ب" المعالج " .

كان في مقطعه الأول :
يتحدث عن تقوقع البعض للعزلة والانفراد بنفسه مما يخلق لبعض
من يعيشون حوله القلق لتكون التخمينات هي حساسات الاستشعار
التي بها بشخصون حاله وحالته .


المقطع الثاني يتحدث عن :
المعالج .


من هنا اعتذر إذا كنت بذاك اشتت
عقل المتابع منكم " .
 
السلام عليكم ورحمة الله.
أولا مرحبا بك معنا وأحسبك طيرا مهاجرا يحمل على عاتقه هموم أمته حقا أثبت ذلك من خلال طرحك واختيارك لهذا الموضوع الواسع والجوهري والمتفرع المرتبط بعدة قضايا في نفس الوقت والذي سعيت فيه لتوضيح عدة أمور باختصار تحتاج فعلا الى استدراك أنفسنا واستحضار عقولنا.
في الحقيقة يا أخي الفضل لقد اخترتُ ان أطالع حوارك مع توأمك والضيف خالد والمقال حول العلوم والثقافة أما ما اقتبسته ونقلته من مداخلات ومشاركات أعضاء من منتدى آخر فقد طالعت القليل منها رغم ماتحمله من فوائد كثيرة ومنها ردودك عليها. حتى لا يتشتت التفكير داخل موضوع يحتاج الى ترتيب وتركيز للاحاطة بكل تفاصيله وفروعه.

سأتحدث عن عقدة النفور من الدين لدى من يتبجحون علينا كل يوم بالتقدم والعصرنة والتفتح ان صح التعبير وان سبب تخلفنا هو التمسك بالدين هذا النفور و محاولة تقزيم او تجريم دور الدين في حياة الشعوب على مستوى القاعدة والامم على مستوى الانظمة لماذا لم نشاهده فيما مضى مع تاريخ الحضارة الاسلامية لم يعادي الناس الدين كنظام حياة وتسيير واقتصاد وسياسة ...الخ حتى من الاعداء او يتهموا العلماء والمفكرين والمخترعين بخلفيتهم الدينية او يستنقصون من قيمتهم او ينزعجون من انتسابهم حين كان الاطباء والباحثين ينتقلون بين الملوك والممالك الشرقية والغربية دون عقدة او نقص او خوف من التصنيف او الانتماء بينما الان حتى تكون شخصية مرموقة ومشهورة ويشار لها بالبنان وجب عليك تطليق دينك والتبرء من معتقدك وهويتك وحتى ثقافتك وتندمج مع ثقافات متداخلة في الأخير لا يدري التاريخ كيف يصنفه هل هو من أبناء الامة الاسلامية أم من أبناء الأمم الاخرى فلا يخلد ذكره لا هنا ولا هناك. لان كل أمة تخلد أبناءها الآن لا أبناء الغير.
لم يفارق البشر الدين منذ بدأت الخليقة ولم يعش الانسان بلا معتقدات منذ ان كان في الكهوف حتى وان كانت خاطئة وغير سليمة طوال تاريخ البشرية في الانشاء وفي التوسع والحروب والتطور كان الدين ذلك الدافع الخفي او المعلن للعمل والاجتهاد والاصرار.
فلما كان ديننا الصحيح القوي الصامد والثابت على مر الازمة دافعا قويا للتقدم والتطور والابداع بما يحمله من تعاليم ومقاصد يخرج إلينا المتشدقون والمتكلمون ليبتكروا فكرة ان التدين والايمان واتباع تعاليم الاله سبب تراجعنا وتأخرنا عن مواكبة الأمم بحجة ان الغرب لما فصلوا الدين عن السياسة والمجتمع نجحوا متناسين ومتجاوزين الحقيقة التي لا يمكن نفيها ان معتقداتهم الخاطئة والمحرفة والمستغلة والمتلاعب بها هي التي جعلتهم يعيشون عصورا من الظلام في حين ديننا لما بزغ فجره غير مجرى التاريخ وأنار المشرق والمغرب ووحد الناس رغم اختلاف اعراقهم ودفعهم للعلم والعمل فلم يكن أبدا عقبة او عائقا حتى في قلب اوربا على تقديم نموذج حضارة اسلامية نهل منها الجميع وأصاب مبتغاه فيها حتى وان كان على ملة غير ملة الاسلام. بل ان الكثيرين تشرفوا بانتسابهم له مع تنوع اعراقهم وثقافاتهم.
ربي يبارك فيك اخي الفضل على جهدك وصبرك يعطيك الصحة.
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حقا تستحق انحناءة احترام لشخصك المثقف والواسع المدارك
عرفت كيف تصوغ مشكلة أمة كاملة في هذه السلسلة من الحوارات
كم هو رائع أن نكون على دراية
وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
بارك الله فيك
أرجو أن نرى جديدك عن قريب
إحترامي وتقديري
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

استاذي الكريم فريد أبو فيصل /

أما عن حالي :

فأنا ذاك الطير الذي يرحل في فضاء التفكير ، أتأمل الواقع الذي نعيشه وهو يصطلي

المآسي التي منها رأس الولدان تشيب !


هو :

ذلك الواقع المر الذي بيدينا رسمنا فصوله وإن كان من غير تربصٍ منا ،

بعدما أخذتنا الغفلة على حين غرة من الغرور المنتكس الذي يباين

ما الله أراده منا من خلفة الأرض ومن قيادة الأمم بعدما استخلفنا في أرضه

وأنزل على حبيبنا محمد _ عليه الصلاة والسلام _ ذلك الدستور الذي به

تستقيم الحياة وبغيره وبالبعد عنه نذوق أنواع العذاب والنكبات .


ذلك الحوار :

وإن كان مختصرا وناقصا غير أنه باكورة اطلاع بعدما سرت في الأرض

أطالع الكتب في الفكر ، والفلسفات ، أعرض ما يدور في العالم من أحداث

وأستنطق التأريخ بما مر على صفحاته من أحداث ، وأنظر لحال

الأمم التي سبقتنا كيف كانت النهايات وما رافقها من ارتدادات ومآلات .


فاليوم :

نحن نعيش في " الجاهلية الثانية " كما وصفها شهيد الأمة " سيد قطب "

بعدما استبدلت الأمة الطيب بالخبيث ! ففقدت بذلك بوصلتها

فتاهت في الظلمات التيه !


ومع هذا :

نقول بأن الدنيا لا تزال بخير عندما نجد ذاك المتسلح بالعلم والمعرفة

الذي بهما يقشع غمامة الجهل ،


أحببت هنا :

مشاركتكم بقصة لأحد الأخوة والأصدقاء الذي بيني وبينه صحبة ،

وعلى ضوء ما اسرده من فصول نستنبط بعض الفوائد والحلول :


كان هذا الأخ كباقي الأولاد يحب اللعب ويأتي ما يأتيه أقرانه من مشاغبات وشقاوة ،

حينها كنت أكبره بسنوت طويلة ، وكنا حينها في بداية الالتزام _

وكنا بفضل الله نستقطب الأطفال والشباب ونشركهم في رحلات وفي التعليم ،

وكان صاحبنا هذا يقبل ويدبر ، وكان يسبب لنا صداع الرأس ،

فيقوم بالضحك علينا ، وبعد فترة استقر رأيه على الجلوس معنا ،


ومرت السنوات حتى فقدناه لتخلفه عن الرحلات والمناشط ،

فكلفت بالذهاب إليه ، ذهبت إليه واخبرته بأن الأخوة قلقون عليه ،

ولكونه يعزني ويقدرني كثيرا جاء إلينا مجاملة ،

وما زلت أذكر آخر رحلة معنا كانت رحلتنا إلى _ المزارع _ ،

ومنها انقطع خبره ونزلنا عند رغبته ،

فمرت الأيام والسنون ،


وبعدها وصل الخبر بأن ذلك الولد الصغير أصبح من جلاس أحد العلماء الراسخون في العلم ،

وفوق هذا أصبح هو من يقدمه الشيخ من أجل الإجابة على الأسئلة التي يسألها الناس !


كنت كثير التردد عند ذلك العالم ، وهو يعدني مثل إبنه ،

حينها زاره ذلكَ الأخ فسلم على الحاضرين ،

وما أن جلس الجميع إلا وباب الأسئلة قد فتح ،

وأخذت توجه الأسئلة للشيخ ،

وذلك الشيخ يردها على صاحبنا وهو يجيب ،

وأنا في دهشة من أمري كيف ذلكَ ؟!


من أين تعلم ؟!

مالذي جعله يصل لتلك الدرجة ؟!

وفي يوم من الأيام كنت جالساً مع ذلك العالم وسألته عن صاحبنا ،

على أنه يقدمه للإجابة قال لي :


جربته فوجدته يرد المسألة لأصلها .

حينها بدأ ذلك المجتهد بالتواصل معي ،

فكانت بيننا رحلات وجلسات ،

تبينت منه عن سبب بلوغه لتلك الدرجة من العلم ،

ومع هذا وجد من يقف في طريقه حجر عثرة ،

ومن أقرب الناس له ممن قاسمهم الأكل والشرب ،


فسعو إلى تشويه سمعته ، والتشكيك في علمه ،

واتهموه بالكبر ،

والغرور ،

والعجب ،

ولم يتركوا نقيصة ولا قبيحة إلا ولزوها به !

ومع هذا لم يلتفت إليهم ،


وكان أقصى ما يجيب على من ينقل له خبرهم بأنه مستعد للجلوس مع من ينتقده في جلسه علمية أخوية ،

ولكن يقابل الطلب بالرفض ! يخبرني بأنه كان جالساً مع ذلكَ العالم وجاء أحد المشائخ مع طلابه وأخذ الطلاب يسألون الشيخ

والشيخ كعادته يُحّول الإجابة على صاحبنا في هذه المرة رفض الإجابة والشيخ يلح عليه ويرفض وعندما سأله الشيخ بقوله :

" مالك اليوم حاسد " ؟! رد عليه بأن شيخهم لا يريد الجواب مني ،

حينها ذهب ذلك الشيخ الزائر الى الحمام والعالم يقول لصاحبنا :


الآن جاوب شيخهم ليس هنا فرفض ،؛ حتى ذهبوا من عند العالم ،

حينها طلب ذلك الشيخ الزائر من صاحبنا الحديث معه ،

يقول صاحبنا أن ذلك الشيخ أخذ ينصحه بأن لا يتصدر

المجالس ولا يتقدم العلماء في الجواب ،

وهو يقول له :


"أحسنت جزاك الله خيرا على النصيحة " .


الحلقة التي تعديتها هو كيف كانت بداية النجاح ، دعونا نسمعها منه يقول صاحبيبداية المشوار كانت رغبة تشكلت في حنايا قلبي ،

وكأني وجدت ذاتي ، وأني خلقت من أجل غاية ، لعل مراحل الطفولة كان لها أثر تأخر إدراك تلك الغاية ،

وما أن اختليت بنفسي حتى كان ذلك القرار الذي اتخذته ، ومن طبعي الذي كان مختلطا بطبيعتي وتركيبتي أني ألغيت من قاموسي كلمة " مستحيل " ،


فهدفي سأقطف ثمرته ولن أتوقف حتى بلوغه أو أموت دونه ، فقد كنت أجلب الكتب من المساجد ،

وكنت أختار فترة الظهر لكون حركة الشارع قليلة كنت أخبئ الكتاب تحت ثوبي فيستقر بي الحال في المجلس وأبدأ اقرأ ،

وعندما تواجهني معضلة في فهم شيء اتصل بالعلماء استفتيهم ، وكانوا يحاولون معرفة شخصيتي من تلكم الأسئلة ،

وكنت أجيب أنا " السائل " ، وبذاك غرفت من معين العلم ، وعندما رأيت في نفسي تحقيق ما أصبو إليه بدأت في مجالسة العلماء ،

وكان عمري حينها عندما كنت أجالس ذلك العالم الذي يقدمني للفتيا 18 سنة ! حتى بدأ الناس يستدعوني لجلسات الإفتاء ، والمحاضرات .


ومما تفرد به صاحبنا هو الطموح الذي الذي لا يحده حدود ،

فقد نوع ثقافته ،

تعلم المنطق ،

والفكر ،

وتعلم الإدارة ،

وتعلم فنون القتال ،


وهو مطلع على الكثير من الثقافات ،

فهو في السياسة سياسي ،

وفي الفكر مفكر ،

وفي الرياضة رياضي ،

وفي النحو نحوي ، و....



وهو الآن :

استاذ جامعي لمادة " المنطق " .




ما تعلمته من ذلك الأخ والصديق ؛


- أن التفوق لا يحده عمر ,

- أن تحديد الهدف والإصرار على تحقيقه هو عدة الساعي وعتاده .


- أن الإنسان لا يجامل غيره ليكون على حساب ذلكَ الهدف الذي يسعى لتحقيقه .

- أن الإنسان إذا وضع قدمه على طريق التميز والتفوق كان هدفاً مشروعا لكل حاسد وحاقد .


- " أن الحسد يكون من أقرب الناس لك " .

.- أن لا يكترث الإنسان بما يقال عنه كي لا يأخر عجلة النجاح .


- إذا حمى وطيس التعدي ليتجاوز حدود المعقول كانت المواجه هي سبيل قطع حجة _المعتدي _ ومع هذا لن يسلم من كيدهم .

- لا يظن ظان بأن الإنسان يمكن أن يسلم من لسان الناس ، فحتى الله تعالى وخير خلقه لم يسلموا من كلام الناس !

- على من ارتقى بعلمه أن يجعل من ذلك الفضل سبباً ليكون في قمة التواضع ويذكر فضل الله عليه .


تعلمت :

" أن الإنسان إذا ما كان في قمة العلم ودار حديث في مجلس ما،

وتُطرح قضايا ومسائل يُخاض فيها أن لا يُقحم نفسه ليتصدر بذلك المجلس للفت الأنظار إليه مالم يطلب منه ،

وإذا لم يستدعي الأمر من الوقوع في المغالطات والمخالفات " .


تعلمت :

" أن يكون الإنسان حين توجيهه ونصحه للآخرين أن يتقمص دور المشفق الموجه المشجع

بحيث لا يُحسس الطرف الآخر بأنه جاهل وأنه لا يفهم الدليل " .


تعلمت :

"أن نحفظ الفضل لأهل الفضل " .

و

" أن لا يكون همنا بلوغ الشهرة ،

وأن تكون لنا شهوة الظهور " .



في ذاكرتي :

فما تزال تلك الكلمات تتلجلج في سمعي حينما قال لي :


" يا فلان لا تلتفت لقول العذال لأنك بذلك تحقق ما تريد ،

وستراهم بعد سنوات على وضعهم ذاك ! وأنت قد حققت هدفك ،

وتأكد بأن أولئك النقّاد سيخضعون للأمر الواقع وسيعترفون بعلمك وفضلك

عندما يجدون الناس يتهافتون عليك ، حينها لن يجدو محيصا من التسليم " .


هي قصة :

في نظري تؤسس لنقطة ارتكاز وانطلاق بحيث تكون المعرفة هي

المحرك للوصول للحقيقة لا أن يكون الجهل هو المهيمن على السالك

لطريق البحث عن الحقيقة .

من تأمل واقعنا اليوم يجد ذاك المناخ الذي عاشتها أوربا في الحقبة

التي عاشتها في العصور الوسطى !


ولكن يختلف عنها بسقوطها في وحل الجهل وطلبهم له حثيثا !

_ بالرغم من توافر وسائل العلم والمعرفة التي بها يغزون الفضاء ، ويُسبرون الأعماق _

من بعض العقول التي تعيش في دوامة الفراغ الفكري !

وفي المقابل استغل الغرب ما تعلمه من المسلمين في شتى مجالات العلم من :

كيمياء

و

فيزياء

و

فلك

و

طب


وقس عليه الكثير بعدما ترجمة كتب المسلمين باللغة اللاتينية .


ولا تسأل لماذا ؟!

لأن العلمانيون أغنونا عن الجواب ! فبسبب الإسلام أصبح هذا حالنا !

وعجبي هل كان الإسلام اليوم غير الإسلام الأمس؟

أم أن المصطلحات البراقة مثل الحداثة والعولمة و... ،

التي طغت على المشهد الإسلامي بحيث غيب الشرع وحل محله القانون ،

والمتأمل في واقع حياتنا ترى العرب خصوصا يرزحون تحت وطأة الهجمة الشرسة

من المغترين الهائمين بالفكر العلماني وما شاكله الذي ساقوه لنا مشوها ولقيطا !


ما يؤرق فكر كل سوي ذاك الكم الهائل من التُهم

التي نالت الإسلام من قبل الغلاة من بني علمان ،

والذين أرسو في المنطقة قاعدة انطلاق لهم ،


هنا نتحدث عن الذين تجاوز توجههم الفكري

للتدخل وإلقاء الشبه في أساسيات الدين !

أما من ارتوى من الفكر العلماني ،

وجعل القلب يشاطره السر الدفين

وله القلب هوى !


فهذا نكل أمره إلى الله ،

وأقولها مدوية لا أعّدُ من اقتنع بفكر وينافح ويكافح في سبيله ،

و يتستر برداء يناقض ما هو مقتنع به هو من وجهة نظري

إلا جبان لا يستحق العيش في معترك هذه الحياة !


لعلكم تشاطروني الرأي بأن الدول الإسلامية اليوم والعربية على وجه الخصوص أنها تحكم بالقانون,

وانتشرت فيها العولمة ، فعّجت البلدان بالخصخصة التي هي من آثار العلمنة ولكن الاقتصادية منها ،

فهل جعل هذا من الدول العربية في مصاف الدول المتقدمة؟!


نحن نعيش في عالم اختلطت فيه المعايير والمفاهيم ،

وما نعجب منه من بعض الدعاة للحداثة والعلمانية عندما يذكرون الغرب

يذكرون الإيجابيات " والسلبيات منها يغضون عنها الطرف " !


أما إذا كان الحديث عن الإسلام فيغضون الطرف عن الإيجابيات

ويركزون على تصرفات بعض " الهمجين " من أتباع الإسلام

ويلمزون بهم الإسلام !


ما أود قوله :

على الواحد منا أن يبحث عن الحقيقة من مظانها ،

وأن يفصل ما بين ما هو ثابت وجاء عن رب العالمين ونطق به الوحي الأمين ،

ومن شذ ونكص عن العمل بما جاء به الشرع الحنيف من قبل بعض المدعين

ممن حمل لواء الواعظين فقد عارض وباين فعله قوله !

من التعصب البغيض ،


وما أتعجب منه :

عندما يجول ويصول البعض ممن اغتر بما طالعه واكتسبه من علم ليناكف به الغير !

فلا يظن أي أحد كان ما كان بأنه يملك العلم الذي يُلجم به فلان من الناس ،

فقد يكون من بين الحضور من يفوقه علما واطلاعا ،


غير أنه تسربل بثوب التواضع ،

وتحلى بأدب الحوار ،

وإذا رأيت من لديه العلم والمعرفة الغزير ،

وفي أثناء النقاش تراه يصمت

أو قد يتوارى بالحجاب ،


فلا يظن في ذلك بأنه ألجم ، فلربما وجد في محاوره الغباء والجهل ،

ولهذا آثر الصمت ! لأن الوقت لدى المؤمن أغلى ما يملك من أثمان .


للأسف الشديد :

لا يملك البعض غير ترديد الاسطونة المخرومة

والتي ما زلنا نسمعها من المنهزمين نفسيا ،

والمنتكسين عقائدين ، وما ضر ديننا ما يقولوه عنه ،

وعن ما أتانا به عليه الصلاة وأزكى التسليم ،


" ولو تنكرله من تنكر ممن هم أبناءه من المتذبذبين " ! .
 
علينا أن نعترف بأن أعداء الدين نجحوا لحد بعيد في تمرير مخططاتهم الهادفة لإبعاد المسلمين عن الدين ، ودليل ذلكَ نجده شاهرا للعيان من تفلت عن القيم ، وكثرة الناقمون على العادات والتقاليد ، ناهيك من بروز تيارات تروج للإلحاد ونبذ الدين ، ومن تتبع خطوات غزوهم وجد بأن مفتاح نجاحهم كان بتشويه صورة الإسلام بإظهاره بصورة المتعطش للدماء ، وبأنه انتشر بالسيف والترهيب ، وشوهت رموز الفاتحين ، ومن تأمل وضعنا اليوم يرى بأن الأعداء انتقلوا إلى البروتوكول الذي يقضي بتشويه صورة العلماء ومشائخ الدين بدفع بعض المحسوبين عليهم ليخرجوا على الناس ويلقون تلك الفتاوى التي تتندر بها الثكالى ، والقصد من ذلكَ هو تنشيف منابع المرجع والقدوة ، لهذا نجد الشباب يحجون إلى الغرب يبحثون عن القدوة صارفين النظر عن دينه وفكره ، فصار بيننا وبين الدين هوة سحيقه لا يمكن تجاوزها إلا بالرجوع إلى كتاب الله لنستقي منه الحياة ، فما بيننا وبين ذلكَ هو التكاتف والجلوس على طاولة واحدة _ أعني بذلك الساسة والعلماء _ لتكون تقييم الأمور ومحاسبة النفس ورسم خارطة طريق توصل إلى إعادة البوصلة لوجهتها الصحيحة ، لعلي بذلك أكون حالما غير أني كلما أتذكر _ أن الله على كل شيء قدير _ تسكن الطمأنينة ذلكَ الذي في يساري .
 
المصيبة تكمن حينما يبلغ بنا الحال على ان نضيع هويتنا لنبقى كحال اللقيط _ أعتذر على قسوة التشبيه _ نترقب من يرأف بنا ، فيتبنانا وينسبنا إليه ! هناك حيث تندثر القيم ، وهناك حيث الصخرة التي فيها تتهشم كل الأحلام والامنيات التي قد تمد في عمر الرجاء ، ومنه تستقدم قادم الأيام أسباب النجاة ، ليبقى الشاب مشتت الأفكار ، محطم الإمكانات ، كارها حتى ذاته ، والأسباب قد علم مهيتها غير أنه ينتظر الرجل الخارق الذي ينتشله من واقعه المزري المهتري ! الذي يدعو عليه ليل نهار أن يسل ملك الموت روح من أنهك قواه ، ولم يرحم شكواه .

" لنا الله هو الرب لا سواه " .
 
في الختام :
ما علينا فعله في المقام الأول :
أن نحسن علاقتنا مع الله والرجوع إليه ،

أما عن المشاعر فما هي إلا نيران تثور حين نرى القتل والتشريد ،
ولكن سرعان ما تغور حين نرجع لمتع الحياة الدنيا ،

ليكون تفويض الأمر لمن بيده الأمر ،
هو تسليم المخادع لنفسه !
الذي لم يستطع ترويضها !

ليكون دوما مع الله في :
منشطه ومكرهه ،
في حزنه وفي فرحه ،

نغير ما بأنفسنا وبعدها يتحقق وعد الله فينا ؛

" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ " .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

استاذي الكريم فريد أبو فيصل /

أما عن حالي :

فأنا ذاك الطير الذي يرحل في فضاء التفكير ، أتأمل الواقع الذي نعيشه وهو يصطلي

المآسي التي منها رأس الولدان تشيب !


هو :

ذلك الواقع المر الذي بيدينا رسمنا فصوله وإن كان من غير تربصٍ منا ،

بعدما أخذتنا الغفلة على حين غرة من الغرور المنتكس الذي يباين

ما الله أراده منا من خلافة الأرض ومن قيادة الأمم بعدما استخلفنا في أرضه

وأنزل على حبيبنا محمد _ عليه الصلاة والسلام _ ذلك الدستور الذي به

تستقيم الحياة وبغيره وبالبعد عنه نذوق أنواع العذاب والنكبات .


ذلك الحوار :

وإن كان مختصرا وناقصا غير أنه باكورة اطلاع بعدما سرت في الأرض

أطالع الكتب في الفكر ، والفلسفات ، أعرض ما يدور في العالم من أحداث

وأستنطق التأريخ بما مر على صفحاته من أحداث ، وأنظر لحال

الأمم التي سبقتنا كيف كانت النهايات وما رافقها من ارتدادات ومآلات .


فاليوم :

نحن نعيش في " الجاهلية الثانية " كما وصفها شهيد الأمة " سيد قطب "

بعدما استبدلت الأمة الطيب بالخبيث ! ففقدت بذلك بوصلتها

فتاهت في ظلمات التيه !


ومع هذا :

نقول بأن الدنيا لا تزال بخير عندما نجد ذاك المتسلح بالعلم والمعرفة

الذي بهما يقشع غمامة الجهل ،


أحببت هنا :

مشاركتكم بقصة لأحد الأخوة والأصدقاء الذي بيني وبينه صحبة ،

وعلى ضوء ما اسرده من فصول نستنبط بعض الفوائد والحلول :


كان هذا الأخ كباقي الأولاد يحب اللعب ويأتي ما يأتيه أقرانه من مشاغبات وشقاوة ،

حينها كنت أكبره بسنوت طويلة ، وكنا حينها في بداية الالتزام _

وكنا بفضل الله نستقطب الأطفال والشباب ونشركهم في رحلات وفي التعليم ،

وكان صاحبنا هذا يقبل ويدبر ، وكان يسبب لنا صداع الرأس ،

فيقوم بالضحك علينا ، وبعد فترة استقر رأيه على الجلوس معنا ،


ومرت السنوات حتى فقدناه لتخلفه عن الرحلات والمناشط ،

فكلفت بالذهاب إليه ، ذهبت إليه واخبرته بأن الأخوة قلقون عليه ،

ولكونه يعزني ويقدرني كثيرا جاء إلينا مجاملة ،

وما زلت أذكر آخر رحلة معنا كانت رحلتنا إلى _ المزارع _ ،

ومنها انقطع خبره ونزلنا عند رغبته ،

فمرت الأيام والسنون ،


وبعدها وصل الخبر بأن ذلك الولد الصغير أصبح من جلاس أحد العلماء الراسخون في العلم ،

وفوق هذا أصبح هو من يقدمه الشيخ من أجل الإجابة على الأسئلة التي يسألها الناس !


كنت كثير التردد عند ذلك العالم ، وهو يعدني مثل إبنه ،

حينها زاره ذلكَ الأخ فسلم على الحاضرين ،

وما أن جلس الجميع إلا وباب الأسئلة قد فتح ،

وأخذت توجه الأسئلة للشيخ ،

وذلك الشيخ يردها على صاحبنا وهو يجيب ،

وأنا في دهشة من أمري كيف ذلكَ ؟!


من أين تعلم ؟!

مالذي جعله يصل لتلك الدرجة ؟!

وفي يوم من الأيام كنت جالساً مع ذلك العالم وسألته عن صاحبنا ،

على أنه يقدمه للإجابة قال لي :


جربته فوجدته يرد المسألة لأصلها .

حينها بدأ ذلك المجتهد بالتواصل معي ،

فكانت بيننا رحلات وجلسات ،

تبينت منه عن سبب بلوغه لتلك الدرجة من العلم ،

ومع هذا وجد من يقف في طريقه حجر عثرة ،

ومن أقرب الناس له ممن قاسمهم الأكل والشرب ،


فسعو إلى تشويه سمعته ، والتشكيك في علمه ،

واتهموه بالكبر ،

والغرور ،

والعجب ،

ولم يتركوا نقيصة ولا قبيحة إلا ولزوها به !

ومع هذا لم يلتفت إليهم ،


وكان أقصى ما يجيب على من ينقل له خبرهم بأنه مستعد للجلوس مع من ينتقده في جلسه علمية أخوية ،

ولكن يقابل الطلب بالرفض ! يخبرني بأنه كان جالساً مع ذلكَ العالم وجاء أحد المشائخ مع طلابه وأخذ الطلاب يسألون الشيخ

والشيخ كعادته يُحّول الإجابة على صاحبنا في هذه المرة رفض الإجابة والشيخ يلح عليه ويرفض وعندما سأله الشيخ بقوله :

" مالك اليوم حاسد " ؟! رد عليه بأن شيخهم لا يريد الجواب مني ،

حينها ذهب ذلك الشيخ الزائر الى الحمام والعالم يقول لصاحبنا :


الآن جاوب شيخهم ليس هنا فرفض ،؛ حتى ذهبوا من عند العالم ،

حينها طلب ذلك الشيخ الزائر من صاحبنا الحديث معه ،

يقول صاحبنا أن ذلك الشيخ أخذ ينصحه بأن لا يتصدر

المجالس ولا يتقدم العلماء في الجواب ،

وهو يقول له :


"أحسنت جزاك الله خيرا على النصيحة " .


الحلقة التي تعديتها هو كيف كانت بداية النجاح ، دعونا نسمعها منه يقول صاحبيبداية المشوار كانت رغبة تشكلت في حنايا قلبي ،

وكأني وجدت ذاتي ، وأني خلقت من أجل غاية ، لعل مراحل الطفولة كان لها أثر تأخر إدراك تلك الغاية ،

وما أن اختليت بنفسي حتى كان ذلك القرار الذي اتخذته ، ومن طبعي الذي كان مختلطا بطبيعتي وتركيبتي أني ألغيت من قاموسي كلمة " مستحيل " ،


فهدفي سأقطف ثمرته ولن أتوقف حتى بلوغه أو أموت دونه ، فقد كنت أجلب الكتب من المساجد ،

وكنت أختار فترة الظهر لكون حركة الشارع قليلة كنت أخبئ الكتاب تحت ثوبي فيستقر بي الحال في المجلس وأبدأ اقرأ ،

وعندما تواجهني معضلة في فهم شيء اتصل بالعلماء استفتيهم ، وكانوا يحاولون معرفة شخصيتي من تلكم الأسئلة ،

وكنت أجيب أنا " السائل " ، وبذاك غرفت من معين العلم ، وعندما رأيت في نفسي تحقيق ما أصبو إليه بدأت في مجالسة العلماء ،

وكان عمري حينها عندما كنت أجالس ذلك العالم الذي يقدمني للفتيا 18 سنة ! حتى بدأ الناس يستدعوني لجلسات الإفتاء ، والمحاضرات .


ومما تفرد به صاحبنا هو الطموح الذي الذي لا يحده حدود ،

فقد نوع ثقافته ،

تعلم المنطق ،

والفكر ،

وتعلم الإدارة ،

وتعلم فنون القتال ،


وهو مطلع على الكثير من الثقافات ،

فهو في السياسة سياسي ،

وفي الفكر مفكر ،

وفي الرياضة رياضي ،

وفي النحو نحوي ، و....



وهو الآن :

استاذ جامعي لمادة " المنطق " .




ما تعلمته من ذلك الأخ والصديق ؛


- أن التفوق لا يحده عمر ,

- أن تحديد الهدف والإصرار على تحقيقه هو عدة الساعي وعتاده .


- أن الإنسان لا يجامل غيره ليكون على حساب ذلكَ الهدف الذي يسعى لتحقيقه .

- أن الإنسان إذا وضع قدمه على طريق التميز والتفوق كان هدفاً مشروعا لكل حاسد وحاقد .


- " أن الحسد يكون من أقرب الناس لك " .

.- أن لا يكترث الإنسان بما يقال عنه كي لا يأخر عجلة النجاح .


- إذا حمى وطيس التعدي ليتجاوز حدود المعقول كانت المواجه هي سبيل قطع حجة _المعتدي _ ومع هذا لن يسلم من كيدهم .

- لا يظن ظان بأن الإنسان يمكن أن يسلم من لسان الناس ، فحتى الله تعالى وخير خلقه لم يسلموا من كلام الناس !

- على من ارتقى بعلمه أن يجعل من ذلك الفضل سبباً ليكون في قمة التواضع ويذكر فضل الله عليه .


تعلمت :

" أن الإنسان إذا ما كان في قمة العلم ودار حديث في مجلس ما،

وتُطرح قضايا ومسائل يُخاض فيها أن لا يُقحم نفسه ليتصدر بذلك المجلس للفت الأنظار إليه مالم يطلب منه ،

وإذا لم يستدعي الأمر من الوقوع في المغالطات والمخالفات " .


تعلمت :

" أن يكون الإنسان حين توجيهه ونصحه للآخرين أن يتقمص دور المشفق الموجه المشجع

بحيث لا يُحسس الطرف الآخر بأنه جاهل وأنه لا يفهم الدليل " .


تعلمت :

"أن نحفظ الفضل لأهل الفضل " .

و

" أن لا يكون همنا بلوغ الشهرة ،

وأن تكون لنا شهوة الظهور " .



في ذاكرتي :

فما تزال تلك الكلمات تتلجلج في سمعي حينما قال لي :


" يا فلان لا تلتفت لقول العذال لأنك بذلك تحقق ما تريد ،

وستراهم بعد سنوات على وضعهم ذاك ! وأنت قد حققت هدفك ،

وتأكد بأن أولئك النقّاد سيخضعون للأمر الواقع وسيعترفون بعلمك وفضلك

عندما يجدون الناس يتهافتون عليك ، حينها لن يجدو محيصا من التسليم " .


هي قصة :

في نظري تؤسس لنقطة ارتكاز وانطلاق بحيث تكون المعرفة هي

المحرك للوصول للحقيقة لا أن يكون الجهل هو المهيمن على السالك

لطريق البحث عن الحقيقة .

من تأمل واقعنا اليوم يجد ذاك المناخ الذي عاشتها أوربا في الحقبة

التي عاشتها في العصور الوسطى !


ولكن يختلف عنها بسقوطها في وحل الجهل وطلبهم له حثيثا !

_ بالرغم من توافر وسائل العلم والمعرفة التي بها يغزون الفضاء ، ويُسبرون الأعماق _

من بعض العقول التي تعيش في دوامة الفراغ الفكري !

وفي المقابل استغل الغرب ما تعلمه من المسلمين في شتى مجالات العلم من :

كيمياء

و

فيزياء

و

فلك

و

طب


وقس عليه الكثير بعدما ترجمة كتب المسلمين باللغة اللاتينية .


ولا تسأل لماذا ؟!

لأن العلمانيون أغنونا عن الجواب ! فبسبب الإسلام أصبح هذا حالنا !

وعجبي هل كان الإسلام اليوم غير الإسلام الأمس؟

أم أن المصطلحات البراقة مثل الحداثة والعولمة و... ،

التي طغت على المشهد الإسلامي بحيث غيب الشرع وحل محله القانون ،

والمتأمل في واقع حياتنا ترى العرب خصوصا يرزحون تحت وطأة الهجمة الشرسة

من المغترين الهائمين بالفكر العلماني وما شاكله الذي ساقوه لنا مشوها ولقيطا !


ما يؤرق فكر كل سوي ذاك الكم الهائل من التُهم

التي نالت الإسلام من قبل الغلاة من بني علمان ،

والذين أرسو في المنطقة قاعدة انطلاق لهم ،


هنا نتحدث عن الذين تجاوز توجههم الفكري

للتدخل وإلقاء الشبه في أساسيات الدين !

أما من ارتوى من الفكر العلماني ،

وجعل القلب يشاطره السر الدفين

وله القلب هوى !


فهذا نكل أمره إلى الله ،

وأقولها مدوية لا أعّدُ من اقتنع بفكر وينافح ويكافح في سبيله ،

و يتستر برداء يناقض ما هو مقتنع به هو من وجهة نظري

إلا جبان لا يستحق العيش في معترك هذه الحياة !


لعلكم تشاطروني الرأي بأن الدول الإسلامية اليوم والعربية على وجه الخصوص أنها تحكم بالقانون,

وانتشرت فيها العولمة ، فعّجت البلدان بالخصخصة التي هي من آثار العلمنة ولكن الاقتصادية منها ،

فهل جعل هذا من الدول العربية في مصاف الدول المتقدمة؟!


نحن نعيش في عالم اختلطت فيه المعايير والمفاهيم ،

وما نعجب منه من بعض الدعاة للحداثة والعلمانية عندما يذكرون الغرب

يذكرون الإيجابيات " والسلبيات منها يغضون عنها الطرف " !


أما إذا كان الحديث عن الإسلام فيغضون الطرف عن الإيجابيات

ويركزون على تصرفات بعض " الهمجين " من أتباع الإسلام

ويلمزون بهم الإسلام !


ما أود قوله :

على الواحد منا أن يبحث عن الحقيقة من مظانها ،

وأن يفصل ما بين ما هو ثابت وجاء عن رب العالمين ونطق به الوحي الأمين ،

ومن شذ ونكص عن العمل بما جاء به الشرع الحنيف من قبل بعض المدعين

ممن حمل لواء الواعظين فقد عارض وباين فعله قوله !

من التعصب البغيض ،


وما أتعجب منه :

عندما يجول ويصول البعض ممن اغتر بما طالعه واكتسبه من علم ليناكف به الغير !

فلا يظن أي أحد كان ما كان بأنه يملك العلم الذي يُلجم به فلان من الناس ،

فقد يكون من بين الحضور من يفوقه علما واطلاعا ،


غير أنه تسربل بثوب التواضع ،

وتحلى بأدب الحوار ،

وإذا رأيت من لديه العلم والمعرفة الغزير ،

وفي أثناء النقاش تراه يصمت

أو قد يتوارى بالحجاب ،


فلا يظن في ذلك بأنه ألجم ، فلربما وجد في محاوره الغباء والجهل ،

ولهذا آثر الصمت ! لأن الوقت لدى المؤمن أغلى ما يملك من أثمان .


للأسف الشديد :

لا يملك البعض غير ترديد الاسطونة المخرومة

والتي ما زلنا نسمعها من المنهزمين نفسيا ،

والمنتكسين عقائدين ، وما ضر ديننا ما يقولوه عنه ،

وعن ما أتانا به عليه الصلاة وأزكى التسليم ،


" ولو تنكرله من تنكر ممن هم أبناءه من المتذبذبين " ! .
 
أطلب منكم اساتذتي /
تجاوز الأخطاء النحوية والاملائية التي
"لا تُعد ولا تُحصى " .

فما أنا :
إلا طالب بليد.

فمنكم العذر .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top