ارشادات دينية للوقاية من فيروس كورونا , إعداد الدكتور عثمان جيلان معجمي

عثمان جيلان

:: عضو منتسِب ::
إنضم
11 ديسمبر 2019
المشاركات
10
نقاط التفاعل
16
النقاط
3
العمر
49
محل الإقامة
اليمن
الجنس
ذكر
ارشادات دينية للوقاية من فيروس كورونا , إعداد الدكتور عثمان جيلان معجمي
الشركات التي تصنع الاجهزة والمعدات , تقوم بوضع كتيب صغير (كتالوج) مع كل جهاز , يحتوي هذا الكتيب او الكتالوج على ارشادات وتعليمات لتشغيل وصيانة ذلك الجهاز , ثم تقوم تلك الشركات بفتح وكالات و فروع لها في الدول التي تستورد منها تلك الاجهزة والمعدات , ويقوم الوكلاء في تلك الفروع بتوفير قطع الغيار, وصيانة الاجهزة التي اصابها اعطال او خلل
والانسان مخلوق من مخلوقات الله , صنعه الله بيده ونفخ فيه من روحه , وجعل في جسمه اجهزة تعمل ليل نهار على مدار الساعة , في النوم واليقظة , فالقلب ينبض , والمعدة تعصر وتهضم , والمخ يفكر والعين تبصر , ثم ارسل الله رسله بالكتب السماوية , والتي تحتوي على تعليمات وارشادات , اذا اتبعها الانسان وطبقها , يجعل اجهزة جسمه تعمل على اكمل وجه , ويحميها من الامراض والعلل التي قد تتسبب في عجزها عن العمل , كما يضمن لها صيانة تلقائية ذاتية , مثل ذلك الكمبيوتر الذي يقوم بتحديث برامجه تلقائيا عبر الانترنت ويحمي نفسه من الفيروسات , فيقوم جسم الانسان المتصل بالقران , بصيانة نفسه , لضمان الاستمرار في عمل اجهزته
وقد انزل الله الينا القران الكريم , عبر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وفي هذا الكتاب تعليمات وارشادات , تضمن للإنسان صيانة لجسمه , وحماية من الفيروسات والامراض , ليحيا حياة طيبة , (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) , لان الذي انزله هو الله الخالق , الذي صنع الانسان واجهزته واعضاؤه , فالقران يعتبر الكتالوج الذي يجب على هذا الانسان المصنوع ان يتبع تعليماته , ليضمن سلامته وحمايته وصيانته , وشفاؤه من الامراض (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) سورة الشعراء ) , وبدون اتباع تعليمات هذا الكتاب , يصبح جسم الانسان غير محمي وغير مصان , وعرضة للأمراض والتلف والاعطال
وفي الوقت الذي تقوم الشركات بفتح فروع ووكلاء لها للقيام بصيانة اجهزتها في مختلف البلدان , فإن الله تعالى هو نفسه الوكيل على كل انسان , ولم يجعل له وكيلا على خلقه , حتى رسله وانبياؤه , ليسوا وكلاء على خلقه , (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)سورة الانعام) , (وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (107) سورة الانعام) , فالله تعالى الذي صنع الانسان , هو الوكيل عليه (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) سورة الزمر) , وكيل من نوع فريد , وكيل حاضر موجود مع كل مخلوق , (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)سورة الحديد) , بينما يحتاج الانسان الى ساعات للذهاب الى الوكيل الفلاني لإصلاح جهازه الالكتروني المعطل , وربما تتطلب الامر شهورا لوصول قطع الغيار من البلد المصنع لذلك الجهاز , ولكن الله تعالى الذي خلق وصنع الانسان , هو نفسه الوكيل عليه , و متواجد معه كل وقت واينما كان , يقوم بصيانته وحفظه , بشرط ان يتبع تعليماته وارشاداته الموجودة في كتابه الكريم القران العظيم (اعظم كتالوج للبشرية جمعاء ) , ولأن الوكالة تقتضي ان يقوم الوكيل بصيانة صناعاته , جعل الله عزرائيل موكلا بقبض الروح وانهاء عمل اجهزة جسم الانسان , فما دامت الروح تدب والاجل لم يحن , واجهزة الجسم تعمل , يكون الله تعالى هو الوكيل , فإذا جاء الاجل , وحان توقف جسم الانسان عن العمل , هنالك يقوم وكيل اخر مكلف من الله بتعطيل الاجهزة وانهاء عملها بإذن الله الوكيل (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)سورة السجدة ) , (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا (145) سورة ال عمران)
ومن هنا نستنبط المعنى الحقيقي للتوكل على الله , فكل منا يظن ان التوكل على الله هو الثقة بالله , والاعتماد عليه في قضاء الحوائج وجلب المنافع ودفع المضرات , ولكن الله يبين لنا ان شرط الوكالة بين الله وعباده , هو اتباع تعاليم القران واجتناب نواهيه , فإذا قام الانسان بذلك , يكون متوكلا على الله تعالى , و يكون الله عليه وكيلا , فلولا وجود القران الكريم , لم يتوكل على الله احد , قال تعالى : (وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) سورة الاسراء) , ولن تتحقق الوكالة بين الله وخلقه الا بتطبيق القران , فلا تظن ان التوكل على الله هو بمجرد الكلام , ولا بقول يا رب عليك توكلنا , فإذا اردت ان يكون الله وكيلك وتكون متوكلا على الله , فعليك ان تؤدي ما امرك الله به في القران , من صلاة وحج و زكاة وغير ذلك من الطاعات , وان تتجنب ما نهاك عنه من الزنا والخمر والسرق وغير ذلك من المعاصي , فكيف يظن تارك الصلاة انه متوكل على الله بمجرد قوله توكلت على الله
فيا من هو خائف على جسمه من فيروس كورونا , وغيره من الآفات , لديك كتاب الله , كتالوج جسمك واجهزته , انزله الله اليك الذي صنعك , اتبع ارشادات وتعليمات الوكيل الذي صنعك , لتضمن صيانة جسمك من أي خلل او فيروس او عطل , فالله معك اينما كنت , وكيلك معك , تنام وهو لا ينام , لا تأخذه سنة ولا نوم , وقديما قال ابن قيم الجوزية : “تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي ، فلا تظن أن العدو غلب و لكن الحافظ اعرض , قال تعالى : (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81 ) سورة الشعراء ) , ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور (38) سورة الحج)
 
جزيت خيراً على الموضوع القيم
 

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top