سلسلة من حكم السلف

بارك الله فيك اخي الغالي
جعلني ربي واياكم من الشاكرين والصابرين
والمتقين في المصائب والمحن
 
اللهم رضنا بما قسمت لنا
 
💼 الحمد لله …

❗️ومن الفوائد والحكم …

❗❗️منها …
قَالَ أبان بن سليم عليهِ رَحَمَات الله /
كلمة حِكْمَة لَك من أَخِيك : خيرٌ منْ مَالٍ يعطيك ..
لِأَن المَال : يُطْغِيك ..
والكملة : تهديك . ..
❗️أنظر هذه الكلمة / أدب المجالسة وحمد اللسان ؛ وفضل البيان وذم العي وتعليم الإعراب للحافظ أبي عمر ابن عبد البّر المالكيّ عليهِ رَحَمَات الله وَرَقَة / 41 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
قَالَ بعض الْعلمَاء /
الْخلاف يهدم : الرَّأْي ؛ وَلَا يقوم مَعَ الْخلاف شَيْ . ..
❗️أنظر هذه الكلمة أيضاً / أدب المجالسة وحمد اللسان ؛ وفضل البيان وذم العي وتعليم الإعراب للحافظ أبي عمر ابن عبد البّر المالكيّ عليهِ رَحَمَات الله وَرَقَة / 111 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
قال الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغداديّ عليهِ رَحَمَات الله /
أَنَّ النَّفْسَ إِذَا رَكِبَتْ مَا تَهْوَى مِمَّا قَدْ نُهِيَتْ عَنْهُ : فَإِنَّهَا سَتَلُومُ صَاحِبَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..
تَقُولُ : لِمَ فَعَلْتَ ؟؟؟
لِمَ قَصَّرْتَ ؟؟؟
لِمَ بَلَّغْتَنِي مَا أُحِبُّ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ فِيهِ عَطَبِي ؟؟؟
أَلَمْ تَسْمَعُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ ..
فَالْوَاجِبُ عَلَى مَنْ سَمِعَ هَذَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَنْ يَحْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ أَشَدَّ حَذَرًا مِنْ عَدُوٍّ يُرِيدُ قَتْلَهُ ..
أَوْ أَخْذَ مَالِهِ ..
أَوِ انْتِهَاكَ عِرْضِهِ ..
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : لِمَ أَلْزَمْتَنِي هَذَا الْحَذَرَ مِنَ النَّفْسِ حَتَّى جَعَلْتَهُ أَشَدَّ حَالًا مِنْ عَدُوٍّ وَقَدْ تَبَيَّنْتُ عَدَاوَتَهُ ؟؟؟
قِيلَ لَهُ / إِنَّ عَدُوَّكَ الَّذِي يُرِيدُ قَتْلَكَ ؛ أَوْ أَخْذَ مَالِكَ ؛ أَوِ انْتِهَاكَ عِرْضِكَ ؛ إِنْ ظَفِرَ مِنْكَ بِمَا يُؤَمَّلُهُ مِنْكَ : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكَفِّرُ عَنْكَ بِهِ السَّيِّئَاتِ ؛ وَيَرْفَعُ لَكَ بِهِ الدَّرَجَاتِ ..
وَلَيْسَ النَّفْسُ : كَذَلِكَ ..
لِأَنَّ النَّفْسَ إِنْ ظَفَرَتْ مِنْكَ بِمَا تَهْوَى مِمَّا قَدْ نُهِيَتْ عَنْهُ : كَانَ فِيهِ هَلَكَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ..
أَمَّا فِي الدُّنْيَا : فَالْفَضِيحَةُ مَعَ شِدَّةِ الْعُقُوبَةِ ..
وَسُوءُ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَعَ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْآخِرَةِ . ..
❗️ أنظره / أدب النفوس وَرَقَة / 250 - 251 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال الحافظ أبو بكر الأجُريُّ البغداديّ أيضًا عليهِ رَحَمَات الله /
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَعَلَى مَا أُجَاهِدُ نَفْسِي حَتَّى أَغْلِبَهَا ؟؟؟
قِيلَ لَهُ : تُجَاهِدُهَا حَتَّى تَلْزَمَ أَدَاءَ فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَتَنْتَهِيَ عَنْ مَعَاصِيهِ ..
فَإِنْ قَالَ : صِفْ لِي مِنْ أَخْلَاقِهَا الَّتِي تَمِيلُ إِلَيْهِ مِمَّا لَا يَحْسُنُ حَتَّى أَحْذَرَهَا ؛ وَأَمْقُتَهَا ؛ وَأُجَاهِدَهَا إِذَا عَلِمْتُ أَنَّ فِيهَا شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْخِصَالِ ..
قِيلَ لَهُ / إِنَّ النَّفْسَ أَهْلٌ أَنْ تُمْقَتَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَمَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : رَجَوْتُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَقْتِهِ .. .
كَذَا رُوِيَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ . ..
❗️ أنظره / أدب النفوس وَرَقَة / 254 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
( ذكْرُ أَدَبِ النُّفُوسِ )
وقال أيضًا عليهِ رَحَمَات ربّ عليه /
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : مَا دَلَّ عَلَى تَأْدِيبِ النَّفْسِ ؟؟؟
قِيلَ لَهُ : الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ ؛ وَقَوْلُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ..
فَإِنْ قَالَ : فَاذْكُرْهُ !!!
قِيلَ : نَعَمْ ؛ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ..
قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ ..
قُلْتُ / فَمَنْ سَمِعَ هَذَا : وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ عِلْمَ هَذَا ؛ وَلَا يَغْفُلُ عَنْهُ ..
فَإِنْ قَالَ : فَاذْكُرْ مَا يَقِي بِهِ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ النَّارِ !!!
قِيلَ : نَعَمْ ..
( ثُم رَوَى بِسَنده ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ ..
قَالَ / يَكُونُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ فَيَعْمَلُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ؛ يُصَلِّي : فَيُصَلُّونَ ..
وَيَصُومُ : فَيَصُومُونَ ..
وَيَتَصَدَّقُ : فَيَتَصَدَّقُونَ ..
فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ . ..
❗️ أنظره / أدب النفوس وَرَقَة / 259 … 💦💦💦
 
💼 الحمد لله …

❗️ومن الفوائد والحكم …

❗❗️منها …
قال الإمام أبو الطيب محمد صدّيق خان ابن حسن ابن علي ابن لطف الله الحسيني البخاريّ القِنَّوجيّ عليهِ رَحَمَات الله /
الَّذين غرهم بِاللَّه الْغرُور : فهم الَّذين يعْملُونَ الْأَعْمَال ؛ ويشتغلون بالمنكرات ..
وَيَقُولُونَ أَن الله رَحِيمٌ : نرجو رَحمته ..
وكريمٌ : نتمنى مغفرته ..
وَهَذَا التمنى : هُوَ الْغرُور الذى غير الشَّيْطَان اسْمه ؛ وَسَماهُ رَجَاء ؛ حَتَّى خدع بِهِ كثيراً من النَّاس ..
وَقد شرح الله الرَّجَاء بقوله : ﴿ الَّذين آمنُوا وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا فى سَبِيل الله أُولَئِكَ يرجون رَحْمَة الله ﴾ ..
وَقيل لِلْحسنِ / قوم يَقُولُونَ : نرجوا الله ويضيعون الْعَمَل !!!
فَقَالَ : هَيْهَات هَيْهَات ؛ هَلَكت أمانيهم ؛ يتردون فِيهَا من رجا شَيْئاً طلبه ؛ وَمن خَافَ شَيْئاً هرب مِنْهُ .. .
وكما لَا ينْبت فى الدُّنْيَا زرع إِلَّا : بالحرث ..
كَذَلِك لَا يحصل فى الْآخِرَة أجر وثواب : إِلَّا بِالْإِيمَان الْخَالِص ؛ وَالْعَمَل الصَّالح ؛ وَالنِّيَّة الصادقة . ..
❗️أنْظُرهُ / يقظة أولي الإعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار وَرَقَة / 21 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال أيضًا ناقلاً عن الإمام الغزَّاليُّ عليهم رَحَمَات الله قال /
قَالَ الغزاليّ : قد كَانَ النَّاس فى الزَّمَان الأول يواظبون على الطَّاعَات والعبادات ؛ ويبالغون فى الإحْتِرَاز عَن الشُّبُهَات والشهوات ؛ وَمَعَ ذَلِك كَانُوا يخَافُونَ على أنفسهم ؛ ويبكون فى الخلوات ..
وَأما الْآن فنرى الْخلق : آمِنين فرحين غير خَائِفين مَعَ إصرارهم على المعاصى ؛ وانهماكهم فى الدُّنْيَا ؛ وإعراضهم عَن
طَاعَة الله ؛ ويزعمون أَنهم واثقون بكرم الله تَعَالَى وفضله ؛ وراجون لعفوه ومغفرته ؛ وَيَقُولُونَ نعْمَته وَاسِعَة ؛ وَرَحمته شَامِلَة ..
وأيُّ شىء من معاصى الْعباد فى بحار مغفرته ويسمون تمنيهم واغترارهم : رَجَاء ..
وَيَقُولُونَ أَن الرجا : مَحْمُود فى الدّين ..
فكأنهم يَزْعمُونَ أَنهم عرفُوا من كرم الله وفضله مَا لم يعرفهُ الْأَنْبِيَاء وَالسَّلَف الصَّالح .. . انْتهى
❗️أنْظُرهُ / يقظة أولي الإعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار وَرَقَة / 21 - 22 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال الإمام أيضًا ناقلاً عنِ الإمام القُرطبيّ الخزرجيّ الأنصاريّ عليهم رَحَمَات الله /
قَالَ :
أجمع عُلَمَاء أهل السّنة على أَن أهل النَّار مخلدون فِيهَا ؛ غير خَارِجين مِنْهَا : كإبليس ؛ وَفرْعَوْن ؛ وهامان ؛ وَقَارُون ؛ وكل من كفر وتكبر وطغى وتجبر ؛ فَإِن لَهُ نَار جَهَنَّم لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى ..
وَقد أعدهم الله عذَاباً أَلِيمًا فَقَالَ عز وَجل : ﴿ كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيرهَا ليذوقوا الْعَذَاب ﴾ ..
وَأجْمع أهل السّنة أَيْضا : على أَنه لايبقى فِيهَا مُؤمنٌ ..
وَلَا يخلد فِيهَا : إِلَّا كَافِرٌ جَاحدٌ فَاعْلَمْهُ . ..
❗️أنْظُرهُ / يقظة أولي الإعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار وَرَقَة / 43 … 💦💦💦
 
💼 الحمد لله …

❗️ومن الفوائد والحكم …

❗❗️منها …

قال الحافظ الإمام محمد ابن القاسم ابن محمّد ابن بشار أبو بكر الأنباريّ عليهِ رَحَمَات الله /
قول الرجل للرجل : ( حَسِيبُك اللهُ )
فيه أربعة أقوال ..
قال قوم / الحسيب : العالم ..
ومعنى هذا الكلام : التهدد ..
فإذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛ فمعناه : الله عالم بظلمك ؛ ومجازٍ لك عليه .. ..
وقال آخرون / إذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛ فمعناه : المقتدر عليك الله ..
وقال آخرون / الحسيب : الكافي ؛ من قول الله عز وجل / ﴿ عَطاءٌ حساباً ﴾ ..
فإذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛فمعناه : كافيَّ إيّاك اللهُ ..
وقالوا : لفظه الخبر ؛ ومعناه معنى الدعاء ؛ كأنه قال / أسأل الله أن يكفينيك ..
وقال آخرون / الحسيب : المحاسب ..
فإذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛ فمعناه : مُحَاسِبُكَ الله . ..
❗️أنظره مع حذْفٍ يسيرٍ / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 05 - 06 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال الحافظ أيضًا عليهِ رَحَمَات ربّ عليهِ /
وقولهم : ( ونِعْمَ الوكيلُ ) ..
فيه ثلاثة أقوال ..
قال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء :
الوكيل / الكافي ؛ كما قال عز وجل : ﴿ ألاّ تتخذوا من دوني وكيلاً ﴾ ..
معناه : ألاّ تتخذوا من دوني كافياً ..
وقال آخرون :
الوكيل / الربّ ..
فالمعنى عندهم : حسبنا الله ونعم الرب ..
وقالوا / معنى قوله عز وجل : ﴿ ألا تتخذوا من دوني وكيلاً ﴾ ؛ ألاّ تتخذوا من دوني ربّاً ..
وقال آخرون :
الوكيل / الكفيل ..
والمعنى عندهم : حسبنا الله ونعم الكفيل بأرزاقنا ..
واحتجوا بقول الشاعر :
ذكرتُ أبا أروى فبت كأنني .. برد الأمورِ الماضياتِ وكيلُ ..
وكلُّ اجتماعٍ من خليلٍ لفرقةٍ .. وكلُّ الذي بعدَ الفراقِ قليلُ ..
قالوا فمعنى البيت : كأنني كفيل برد الأمور ..
قال الحافظ الأنباريّ عليهِ رَحَمَات الله /
والذي أختار من هذا / مذهب الفراء ؛ وهو أن يكون المعنى : كافينا الله ونعم الكافي ..
فيكون الذي بعد ( نعم ) : موافقاً للذي قبلها ..
كما تقول :
رازقنا الله : ونعم الرازق ..
وخالقنا الله : ونعم الخالق ..
وراحمنا الله : ونعم الراحم ..
فيكون هذا أحسن في اللفظ من قولك : خالقنا الله ونعم الكفيل ..
والقولان الآخران : غير خارجين عن الصواب . ..
❗️أنظره مع حذْفٍ يسيرٍ / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 07 - 08 … 💦💦💦
❗❗️ومنها …
وقال الحافظ أيضًا عليهِ رَحَمَات ربّ تعالى عليهِ /
وقولهم : ( اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ ؛ ولا معطيَ لما منعتَ ؛ ولا ينفع ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ ) ..
قال / فيه ثلاثة أقوال ..
( 01 ) / قال أبو عُبيْد القاسم بن سلام / المعنى : ولا ينفع ذا الغِنى منك غناه ؛ وإنما ينفعه طاعتك والعمل بما يقربه منك .. .. ..
( وقال بعدها ؛ أي / القاسم بن سلاّم ) /
وهو بمنزلة قوله عز وجل : ﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ ﴾ ..
وقوله : ﴿ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زُلفى إلاّ مَنْ آمن وعَمِلَ صالحاً ﴾ ..
( 02 ) / وقال غير أبي عبيد / الجَدُّ في هذا الموضع : الحظ ..
وهو الذي تسميه العوام : البخت ..
والمعنى عندهم : ولا ينفع ذا الحظ منك الحظ ؛ إنما ينفعه العمل بطاعتك .. .. ..
( 03 ) / قول الناس : ولا ينفع ذا الجِدّ منك الجِدّ ؛ بكسر الجيم ..
قال الحافظ أبو بكر الأنباريّ ؛ قال أبو عبيدة : هو خطأ ؛ لأن ( الجِدَّ ) : الإنكماش ؛ والله عز وجل قد دعا الناس وأمرهم بالإنكماش في طاعته فقال / ﴿ قد أفلح المؤمنونَ الذينَ هم في صلاتِهم خاشعونَ ﴾ ..
وقال / ﴿ يا أيها الرسلُ كلوا من الطيباتِ واعملوا صالحاً ﴾ ..
وقال / ﴿ إنَ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ إنّا لا نضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عَملاً ﴾ ..
قال أبو عبيد :
ولا يجوز أن يأمرهم بالإنكماش ويدعوهم إليه ثم يقول : لا ينفعهم إنكماش ..
قال أبو بكر :
ولا أظن الذين رووا هذا بكسر الجيم ذهبوا إلى المعنى الذي أنكره أبو عبيد ؛ ولكنهم أرادوا : ولا ينفع ذا الإنكماش والحرص على الدنيا ؛ إنكماشه وحرصه عليها ؛ إنما ينفعه العمل للآخرة . ..
❗️أنظره مع بعض الحذف / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 18 إلى وَرَقَة / 24 … 💦💦💦
 
💼 الحمد لله …

❗️ومن الفوائد والحكم …

❗❗️منها …
قال الحافظ الإمام محمد ابن القاسم ابن محمّد ابن بشار أبو بكر الأنباريّ عليهِ رَحَمَات الله /
وقولهم : ( تباركَ اسمُكَ ؛ وتعالى جَدُّكَ ) ..
فيه قولان ..
قال قوم / معنى تبارك : تقدس ..
أي : تطهر ..
والقدس عند العرب : الطهر ..
والماء المقدس : هو الماء المطهر ..
وروح القدس معناه : الطهر ..
والقُدُّوس : الذي طهر من الأولاد ؛ والشركاء ؛ والصاحبة ..
قال رؤبة :
دعوتُ ربَّ العزَّة القُدُّوساَ .. دُعاءَ مَنْ لا يضربُ الناقوساَ ..
قال الله عز وجل وهو أصدق قيلا : ﴿ يُسَبِّحُ لله ما في السمواتِ وما في الأرض الملكِ القُدُّوسِ ﴾ ؛ معناه / الطاهر ..
ومعنى ( يسبح لله ) : ينزه الله ..
ومن العرب من يقول : القدوس ؛ ( بفتح القاف ) .. .. ..
وقال قوم :
معنى تبارك اسمك : تفاعل من البركة ..
أي : البركة تُكسب وتُنال بذكر اسمك ..
والإسم فيه أربع لغات :
اسم : بكسر الألف ..
وإسم : بضم الألف ؛ إذا ابتدأت بها ..
وإسم : بكسر السين ..
وإسمٌ : بضم السين .. .. ..
ومعنى قولهم / ( تعالى جدك ) : علا جلالك ؛ وارتفعت عظمتك . ..
❗️أنظره مع بعض الحذْف / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 53 - 54 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال أيضًا عليهِ رَحَمَات ربّ عليه /
وقولهم : ( بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم ) ..
قال الحسن / الباء : بهاء الله ..
والسين : سناء الله ..
والميم : مجد الله ..
والرحمن : الرقيق ..
والرحيم : أرق من الرحمن .. .
وقال ابن عباس / الرحمن الرحيم : إسمان رقيقان ؛ أحدهما أرق من الآخر ..
فالرحمن : الرقيق ..
والرحيم : العاطف على خلقه بالرزق . ..
قال أبو عبيدة / الرحمن مجازه عند العرب : ذو الرحمة ..
والرحيم : الراحم . ..
❗️أنظره / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 58 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال أيضًا /
وقولهم : ( سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ) ..
معناه : أجاب الله مَنْ حَمِدَهُ ؛ والله سامع على كل حال ..
وكذلك / ( سمع الله دعاءك ) معناه : أجاب الله دعاءك ..
وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي :
دعوتُ اللهَ حتى خِفْتُ أنْ لا .. يكونَ اللهُ يسمعُ ما أقولُ ..
معناه : يجيب ما أقول . ..
❗️أنظره / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 59 - 60 … 💦💦💦

❗❗️ومنها …
وقال أيضًا /
وقولهم : ( قد اعْتَمَرَ الرجل ) ..
معناه [ في كلامهم ] : قد زار البيت ..
والإعتمار معناه في كلامهم : الزيارة ..
هذا قول جماعة من أهل اللغة ؛ واحتجوا بقول الشاعر :
يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكبانُها .. كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ ..
وقال آخرون / معنى الإعتمار والعمرة في كلامهم : القصد ..
قال الشاعر :
لقد سما ابنُ مَعْمَرٍ لما اعتَمَر .. مَغْزىً بعيداً من بعيدٍ وضبَرَ ..
أراد : حين قصد . ..
❗️أنظره / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 99 … 💦💦💦
 
بارك الله فيك اخي شكرا لك
اتمنى ان يستفيد الجميع ويزيدك في ميزان حسناتك
 
بارك الله فيك اخي شكرا لك
اتمنى ان يستفيد الجميع ويزيدك في ميزان حسناتك
وفيك بركة اخي الغالي، ان شاء الله
سلمت يمينك على الرد القيم اخي
 
💼 الحَمْدُ للهِ …

❗️ومنَ الدُرر والفَوَائدِ والعِبر …

❗❗️منها …
( فائِدَة )
قَالَ العلاّمة محمد الأمين ابن محمد المختار ابن عبد القادر الجكنيُّ الشنقيطيّ عليهِ رَحَمَات الله تعالى قَوْلِهِ تَعَالَى /
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ..
ذَكَرَ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ كُلَّ عَامِلٍ سَوَاءً كَانَ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَإِنَّهُ - جَلَّ وَعَلَا - يُقْسِمُ لَيُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ؛ وَلَيَجْزِينَّهُ أَجْرَهُ بِأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُ ..
اعْلَمْ أَوَّلًا أَنَّ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ هُوَ مَا اسْتَكْمَلَ : ثَلَاثَةَ أُمُورٍ ..
الْأَوَّلُ / مُوَافَقَتُهُ لِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ ..
الثَّانِي / أَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِلَّهِ تَعَالَى ; لِأَنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَعَلَا - يَقُولُ : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ ..
﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ ..
الثَّالِثُ / أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلَى أَسَاسِ الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ ; لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ .. ﴾ ..
فَقَيَّدَ ذَلِكَ بِالْإِيمَانَ ..
وَمَفْهُومُ مُخَالَفَتِهِ أَنَّهُ لَوْ كَانَ غَيْرَ مُؤْمِنٍ : لَمَا قُبِلَ مِنْهُ ذَلِكَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ ..
وَقَدْ أَوْضَحَ - جَلَّ وَعَلَا - هَذَا الْمَفْهُومَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ كَقَوْلِهِ فِي عَمَلِ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ : ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ ..
وَقَوْلِهِ : ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ..
وَقَوْلِهِ : ﴿ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ .. ﴾ ..
وَقَوْلِهِ : ﴿ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ .. ﴾ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ ..
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ..
فَقَالَ قَوْمٌ / لَا تَطِيبُ الْحَيَاةُ : إِلَّا فِي الْجَنَّةِ ..
فَهَذِهِ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ فِي الْجَنَّةِ ; لِأَنَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا لَا تَخْلُو مِنَ الْمَصَائِبِ وَالْأَكْدَارِ وَالْأَمْرَاضِ وَالْأَلَامِ وَالْأَحْزَانِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ؛ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى / ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ ..
وَالْمُرَادُ بِالْحَيَوَانِ : الْحَيَاةُ ..
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ / الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي الدُّنْيَا ..
وَذَلِكَ بِأَنْ يُوَفِّقَ اللَّهُ عَبْدَهُ إِلَى مَا يُرْضِيهِ ؛ وَيَرْزُقَهُ الْعَافِيَةَ وَالرِّزْقَ الْحَلَالَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ ..
( ثُمَ قَال الشَنقيطيّ عليهِ رَحَمَات الله ) / وَفِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي الْآيَةِ : حَيَاتُهُ فِي الدُّنْيَا حَيَاةً طَيِّبَةً ؛ وَتِلْكَ الْقَرِينَةُ هِيَ أَنَّنَا لَوْ قَدَّرْنَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ حَيَاتُهُ فِي الْجَنَّةِ فِي قَوْلِهِ / ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ ..
صَارَ قَوْلُهُ : ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ؛ تِكْرَارًا مَعَهُ ; لِأَنَّ تِلْكَ الْحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ هِيَ أَجْرُ عَمَلِهِمْ ؛ بِخِلَافِ مَا لَوْ قَدَّرْنَا أَنَّهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ; فَإِنَّهُ يَصِيرُ الْمَعْنَى :
فَلْنُحْيِيَنَّهُ فِي الدُّنْيَا حَيَاةً طَيِّبَةً ؛ وَلَنُجْزِيَنَّهُ فِي الْآخِرَةِ بِأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُ ؛ وَهُوَ وَاضِحٌ ..
وَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ تُؤَيِّدُهُ السُّنَّةُ الثَّابِتَةُ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .. .
❗️أنْظُرهُ / أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج 02 وَرَقَة / 439 - 440 … 💦💦💦
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top