التفاعل
20.4K
الجوائز
3.4K
- تاريخ التسجيل
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 10,472
- آخر نشاط
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 46


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
العدد العاشر من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية العاشرة هي مؤرخ و فيلسوف إجتماعي و سياسي
ابن خلدون
وُلد عبد الرحمان بن محمد بن خلدون سنة 732 هـ / 1332 م في حي الخلدونية بتونس
و هو يُعدُ أعظم مؤرخ عربي كتب في التاريخ و الفلسفة ( علم الإجتماع ) و اشتُهِر بكتابة مقدمته المعروفة
كتب ابن خلدون قصة حياته في سيرة ذاتية تخت عنوان ( التعريف بابن خلدون ) و حعلها في آخر كتابه التاريخية ( العِبَر )
و يدّعي في هذا الكتاب بأن عائلته تنتمي إلى عشيرة خلدون التي تعود أُصولها إلى جنوب الجزيرة العربية
و قد انتقلت العشيرة إلى الأندلس إبان الفتح العربي لها و استقرت في بلدة ( كارمونا )
ثم انتقلت عائلته بعد ذلك إلى ( إشبيلية ) و شاركت في الحرب الأهليةالتي دارت في القرن 9 و أصبحت بعدها العائلة من أقوى عائلات المدينة
و بقيت عائلته عشرات السنين تحتل مناصب في قصور الحُكام الأمويين و المُرابطين و المُوحدين الذين تعاقبوا على حُكم إشبيلية
مات الكثير من أسلاف ابن خلدون في معركة ( الزلاقة ) سنة 479 هـ / 1086 م أثناء خدمتهم في الجيش و قد بدأت إشبيلية بالتّداعي منذ ذلك الحين
فقررت عائلة ابن خلدون الإنتقال إلى ( سبتة )على الساحل الشمالي للمغرب
و كان اللاجئون الأندلسيُون في سبتة يملكون المال و المركز الإجتماعي أكثر من السكان المحليين
ساعد الوضع الإقتصادي و الإجتماعي القوّي لعائلة ابن خلدون على أن تتبوأ مناصب إدارية مهمة في تونس
فقد كان والد ابن خلدون موظفًا إداريًا و جنديًا في تونس في عهد الدولة الحفصية
و لكنه تخلى عن كل ذلك و اهتم بالعلوم الشرعية و اللغوية
و يذكر ابن خلدون في سيرته الذاتية مقدرة والده الفائقة في اللغة و الشعر العربي
و في سنة 750 هـ / 1349 م شاءت الأقدار أن يخسر ابن خلدون والديه بوباء الطاعون الذي تفشى بتونس
و قد أصابته هذه الفاجعة بألم عميق
حفظ ابن خلدون القرآن في سن مبكرة و عندما كبر درس العلوم الشرعية و اللغوية و تفسير القرآن و الأدب و ظهرت موهبته في قرض الشِعر باكرا
ة قد طوّع هذه الموهبة فيما بعد لمديح مختلف الحُكام تقربًا منهم و تزلُفًا
و أبدى ابن خلدون اهتمامًا عميقًا بالفلسفة و التاريخ و الجغرافيا و العلوم الإجتماعية الأُخرى
و عندما بلغ 18 سنة بدأ يعمل بالوظائف العامة و السياسية مع متابعة مستمرة للقراءة و الإطلاع و الكتابة و التعليم
أما حياته العملية فقد بدأها بوظيفة كتابة العلامة أي ( ديوان الرسائل بتونس ) ثم تقلب بعد ذلك في البلاد متوليا المناصب المختلفة
و عانى الأهوال الشديدة من المؤامرات السياسية بل و شارك فيها أحيانا
مُنح ان خلدون في سن العشرين مركزًا سياسيًا في البلاط الحفصي التونسي
ثم دعاه سلطان المغرب ( ألو عنان المريني ) إليه سنة 755 هـ / 1354 م و جعله كاتبه و مستشاره
فانتقل للعيش في ( فاس )و تزوج في هذه الفترة
و بعد مضي سنتين من عمله في خدمة السلطان بدأت المتاعب تعترض طريقه حيث شكّك الطامعون بمنصبه في ولائِه للسلطان
و اتُهم بالإشتراك بثوؤة ضده فأُدِع السجن
بقي ابن خلدون عامين في السجن إلى أن توفي أبو عنان و تولى حُكم المغرب بعده ابنه ( السعيد بالله أبو بكر المريني ) الذي أطلق سراحه
لكن سعادته لم تدم طويلًا حيث غضب عليه الحاكم الجديد و لم يبقى له سوى أن يغادر البلاد فقرر أن ينتقل إلى غرناطة لأنه كان صديقا لرئيس وزرائها ( ابن الخطيب ) الذي كان أيضا كاتبا عظيما و معروفا لدى حاكمها ( ابن الأحمر ) الذي كان ابن خلدون قد ساعده في بعض الشؤون الحكومية حين كان كاتبا بفاس
أخذه عمله الجديد في غرناطة إلى إشبيلية في العام التالي حيث قابل ( ببدرو الأول ) حاكم قشتالة
و قد روى ابن خلدون لبيدرو قصة أسلافه و انجازاتهم فأبدى له كل الإحترام و اللطف و عرض عليهمنصبا في حكومته و أن يعيد إليه أملاك أسلافه
فاعتذر ابن خلدون عن قبول المنصب و لكنه قبل بمنحه قرية في المملكة و دعا عائلته التي كانت قد غادرت قسنطينة إلى العيش في القرية
أمضى اين خلدون السنوات العشر التالية و هو ينتقل من بلد إلى آخر و من عمل إلى آخر
فانتقل من بجاية إلى تلمسان إلى بسكرة ثم فاس إلى غرناطة من جديد و حاول في غرناطة أن يُنقذ حياة صديقه القديم ابن الخطيب
و لكن السلطان كان قد أصدر أمره و قد شهد ابن خلدون إعدام صديقه و منافسه السابق
كانت هذه الفترة في حياة ابن خلدون مليئة بالأحداث فقد عمل رئيسا للوزراء في عدة بلاطات و تعرض للسرقة من قبل البدو لكنه كان يتابع دراساته
في سنة 776 هـ / 1375 م كان ابن خلدون قد تعب من الإنتقال من مكان إلى آخر و ما تفرضه عليه من متطلبات مهنته السياسية
فلجأ الى قبيلة ( أولاد عارف ) و أمضى 4 سنوات في قلعة ( ابن سلامة ) بالقرب من بلدة ( فرندة ) الجزائرية و راح يعمل على كتابة مقدمته
اكمل ابن خلدون المخطوط الأول من المقدمة أثناء إقامته في الجزائر و بدأ يكتب في تاريخ المسلمين في شمال إفريقيا في كتاب بعنوان ( العِبر ) و ديوان ( المبتدأ و الخبر ) في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهن من ذوي السلطان الأكبر
و كان ابن خلدون يذهب أحيانا إلى المدينة ليقوم بأبحاث لكتابه
ثم أُصيب بالمرض بعد فترة قصيرة و كان عليه أن يعود إلى تونس
اظطر للهروب إلى مصر سنة 784 هـ / 1382 م بسبب غيرة أخد العلماء البارزين منه متداهؤا بأنه ذاهب إلى الحج في مكة و كان حينها في ال50 من عمره
وصل ابن خلدون إلى القاهرة بعد شهرين من السفر و قد أعجبته هذه المدينة كثيرا و أخذ يُعلم في الأزهر
فانهال عليه طلبة العلم ثم منحه سلطان المماليك ( الملك الظاهر برقوق ) منصب قاضي المالكية بمصر و ذلك سنة 786 هـ / 1384 م
و قد توّسط السلطان برقوق لدى أمير تونس ( الحفصي أبي العباس أحمد الثاني ) لكي يُرسل عائلة ابن خلدون من تونس إلى القاهرة لكن السفينة التي كانت تُقلهم غرقت بالقرب من سواحل الإسكندرية
أدى ابن خلدون فريضة الحج سنة 789 هـ / 1387 م ثم عاد الى مصر
فوُليَ الإشراف مدة على ( الخانقاه البيبرسية ) ثم عُزل عنها بعد سنة و نصف
و خلال تصدره لقضاء المالكية رافقةسلطان مصر الجديد ( فرج بن برقوق ) إلى الشام و استغل ذلك فتجول في فلسطين فزار القدس و خليل و غزّة
في سنة 803 هـ / 1400 م غزا القائد المغولي ( تيمورلنك ) سوريا بقواته
فطلب سلطان مصر الجديد ( فرج بن برقوق ) من ابن خلدون أن يرافقه لإجراء محادثات مع ( تيمورلنك ) و لكن السلطان اظطر إلى العودة إلى مصر بسبب ورود أخبار عن ثورة وشيكة في بلاده و بقي ابن خلدون في دمشق 7 أسابيع أجرى فيها سلسلة من الإجتماعات مع ( تيمورلنك )
أُعجب تيمور لنك بعلم و حكمة ابن خلدون و أبدى له الكثير من الإحترام و كان كل مرة يسأله مختلف الأسئلة عن شمال إفريقيا لأنه كان بفكر في غزوها لاحقا لتوسيع إمبراطوريته
في طريق عودته الى مصر محملا بالهدايا من تيمورلنك تعرض ابن خلدون للسرقة من قِبل البدو
قضى ابن خلدون باقي سنوات عمره بمصر و قد كُلف بقضاء المالكية مرارا ثم عُزل
ثم توفي سنة 808 هـ / 1406 م
دُرّست كتب ابن خلدون عدة قروم و كان فضله كبيرا على التاريخ
انتهى .....
شكرت لكل من تتبع هذه السلسلة من أولها
اتمنى أنكم استفدتوا
آخر تعديل بواسطة المشرف: