تمنّيت هذه الفترة لو عندي أخت ، حاجتي لها هذه المدة أكثر من أي وقت مضى .
أخت تشاركني هذا الحمل الذي سحق ظهري، تحمل معي المسؤوليات التي نبتت فوق عمري قبل أوانها، تقتسم معي الأيام الثقيلة بدل أن أجرّها وحدي.
كنت أريدها أن تطرق باب غرفتي فجأة، وتقول: "تعالي، نضحك قليلًا"… أو تضمّني دون سبب، فقط لأنها شعرت أن قلبي أوشك أن ينكسر.
كنت أريد أن أجد كتفًا أسند رأسي عليه حين تفيض دموعي فجأة، أن أسمع صوتًا يقول لي: "أنا هنا… لن أدعك تسقطين."
لكنني وحيدة…
وحيدة وسط أكوام المهام، وسط أصوات المطالب، وسط عالم يريدني أن أكون قوية طوال الوقت.
وحيدة لدرجة أنني حين أتعثر، لا أجد يدًا تمتد نحوي، بل أجد نفسي أمد يدي لنفسي.
الوحدة هنا ليست صمت الجدران، بل صمت الأرواح من حولك… ليست غياب الناس، بل غياب من كان يجب أن يراك قبل أن تنكسر.
الوحدة هي أن تمتلئ بالصرخات، لكنك تصمت… أن ينهشك البكاء، لكنك تبتلع الدموع… أن تعيش وأنت تتمنى أن يشاركك أحد هذا الحمل، لكنك تعرف أن أحدًا لن يأتي.
تمنيت لو لي أخت، فقط لأعرف شعور أن أكون محمية، أن أكون مُطمئنة، أن لا أكون مضطرة لارتداء ثوب القوة وأنا أختنق من ضعفي.
لكن… حتى الأماني، هنا، صارت تتيبّس قبل أن تنضج.